منظمة بدر

منظمة بدر أو فيلق بدر، هي منظمة سياسية شيعية في العراق ولها قوة عسكرية، بقيادة هادي العامري. المشاركة في الحشد الشعبي والنجاح في المعارك مع داعش رفعت من رصيدها السياسي بين الأحزاب السياسة العراقية. وأسس فيلق بدر عام 1985م، من المجاهدين العراقيين المهاجرين في إيران، وبدعم من الحرس الثوري بهدف مقارعة نظام البعث العراقي وإسقاط صدام حسين تحت إشراف المجلس الأعلى الإسلامي العراقي في إيران.

منظمة بدر

التأسيس
سنة التأسيس	1985م، تأسست كقوة عسكرية، ثم أعلنت في عام 2003م، كمنظمة سياسية
الشخصيات
المؤسس	الحرس الثوري في الجمهورية الإسلامية الإيرانية
الأمين العام	هادي العامري
المقرات
مقر الحزب	العراق
الأفكار
أيديولوجيا	الإسلام الشيعي
الخلفية	معارضة نظام صدام حسين
الهوية	إسلامية شيعية
المشاركة في الحكم
مناصب حكومية أخرى	العضوية في البرلمان العراقي وتبنّي بعض الوزارت في الحكومة
معلومات أخرى
تلفزيون	قناة الغدير

وكان قد شارك في بعض العمليات العسكرية مع القوات الإيرانية في الحرب العراقية الإيرانية والعمل داخل الأراضي العراقية ضد حزب البعث هي المهمة الرئيسية لهذا الفيلق. وبعد سقوط صدام ظهرت منظمة بدر مع تغيير في الأهداف والهيكل كمنظة سياسية في البرلمان العراقي والحكومة. وتعد قناة الغدير الفضائية هي الذراع الإعلامي لمنظمة بدر العراقية.

تاريخها وهيكليتها

خلال الحرب العراقية الإيرانية، بعد أن احتل العراق مدينة خرمشهر في مايو 1982م، ووصول القوات الإيرانية إلى حدود العراق، قرر الحرس الثوري الإيراني تشكيل كتائب مختلفة للمجاهدين العراقيين للعمل جنبًا إلى جنب مع القوات الإيرانية في الحرب وداخل العراق، ضد حزب البعث العراقي وتولى إسماعيل دقائقي قيادة ومسؤولية هذا العمل نيابة عن محسن رضائي، قائد الحرس الثوري آنذاك. وفي بداية عام 1985م، قام بتشكيل لواء بدر التاسع المكون من قوات المعارضة العراقية. وفي نهاية عام 1986م، تمت ترقية هذا اللواء إلى فيلق بدر التاسعة وتم وضعه تحت إشراف المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق.

وبعد إسماعيل دقائقي، خلف محمد رضا نقدي، أحد قادة الحرس الثوري الإسلامي قيادة فيلق بدر من نهاية عام 1986 وحتى 1988م (نهاية الحرب الإيرانية العراقية). كما تولى قيادة فيلق بدر عدنان إبراهيم المعروف بأبي علي البصري من عام 1988 وحتى 2001م، وجمال جعفر الملقب بأبي مهدي المهندس عام 2002م وهادي العامري منذ عام 2001م. واستشهد أبو مهدي المهندس مع اللواء قاسم سليماني في 3 يناير 2020م في عملية إرهابية نفذتها الحكومة الأمريكية.

هادي فرحان العامري أمين عام منظمة بدر

وجاء الهيكل الحالي لمنظمة بدر على النحو التالي:

• الأمين العام، أعلى مسؤول في منظمة بدر، والذي يترأسه هادي العامري.
• المكتب السياسي، ويتبع رئيس هذا المكتب الأمين العام للمنظمة.

منظمة الشباب والطلاب، ومنظمة المساعدات الإنسانية، ومنظمة الثقافة والصحافة، ومنظمة الرياضة والشباب وأيضا المنظمة الاقتصادية هي من بين الوحدات التابعة لهذا المكتب.

• الجناح العسكري: فيلق بدر هو الجناح العسكري لمنظمة بدر، وهو متواجد أيضاً وينشط في الحشد الشعبي.

النشاطات

ويمكن تقسيم أداء فيلق بدر إلى ثلاثة أجزاء: خلال الحرب العراقية الإيرانية، وفترة حكم صدام ما بعد الحرب الإيرانية العراقية، وما بعد سقوط صدام.

المشاركة في الحرب العراقية الإيرانية

وكان الجهاد ومواجهة حكم صدام وحزب البعث هو الهدف الأساسي والرئيسي للمعارضين العراقيين وبحسب هادي العامري، قائد فيلق بدر أن فتوى السيد محمد باقر الصدر عام 1978م، بضرورة الكفاح المسلح ضد نظام صدام حسين، كانت نقطة البداية لفكرة تشكيل الأنشطة العسكرية ضد النظام. ويعتبر تعاون فيلق بدر مع القوات الإيرانية في الحرب ضد القوات العراقية في هذا الاتجاه.

وشاركت قوات فيلق بدر في عدة عمليات ضد قوات صدام. وكانت عملية بدر في فبراير 1985م، هي العملية العسكرية الأولى لهذا الفيلق. وكانت عمليات كربلاء 2، وكربلاء 4، والقدس 4 من بين العمليات الأخرى التي قام بها هذا الفيلق. بعد عملية فتح 1 التي نفذتها قوات الحرس الثوري الإيراني (مقر رمضان) والاتحاد الوطني الكردستاني العراقي قرب كركوك، نقل فیلق بدر نشاطه إلى داخل العراق، في المناطق التي حررها الاتحاد الوطني كردستان.

بعد نهاية الحرب

وبعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية، واصل فيلق بدر أنشطته في العراق. في هذا الوقت، كان الفيلق لايزال يخضع لإمرة المجلس الأعلى الإسلامي في العراق، برئاسة السيد محمد باقر الحكيم. وكان أحد الأنشطة الرئيسية لهذا الفيلق هو الدعم والمشاركة في الانتفاضة الشعبانية الشعبية عام 1991م. وبعد انطلاق هذه الانتفاضة، تمركز جزء من كوادر المجلس الأعلى للثورة العراقية وقوات بدر في مناطق مختلفة من العراق، خاصة في مدن البصرة والعمارة وديالى والكوت.

وفي شمال العراق وفي محافظة السليمانية، قام قوات فيلق بدر، بالتعاون مع جلال طالباني رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني، بتشكيل لواء المصطفى الذي يتكون من 1500 جندي. لكن مع قمع صدام لهذه الانتفاضة، خسر بدر الكثير من أفراده. في عامي 2001 و2002م ، هاجم فيلق بدر قصر صدام الرئاسي أربع مرات وفي عملية إسقاط صدام حسين عام 2003م، وبالتزامن مع هجوم أمريكا وحلفائها من جنوب العراق، شنت قوات بدر هجوما على مدينة ديالى على الحدود مع إيران.

ما بعد صدام

أصبح الحضور والمشاركة في البنية السياسية للعراق هو الهدف الأساسي لمنظمة بدر بعد سقوط صدام عام 2003م، ونظرا لعدم الحاجة للنشاط العسكري، بدأ فيلق بدر الأنشطة السياسية والمدنية. واعتبر محسن رضائي، قائد الحرس الثوري الإيراني خلال الحرب العراقية الإيرانية، أن إعداد المجاهدين العراقيين للعمل بشكل مستقل ودون مساعدة من إيران (خاصة في فترة ما بعد سقوط صدام حسين) هي أحد الأهداف الرئيسية لتشكيل فيلق بدر.

الخطوات التي بادر إليها فيلق بدر بعد سقوط صدام، ما يلي:

• التحول إلى منظمة بدر والانضمام إلى القوات العسكرية العراقية: بعد عملية الإطاحة بصدام عام 2003م، قام المجلس الأعلى الإسلامي العراقي بتغيير فيلق بدر إلى منظمة بدر للإعمار والتنمية. وأعلن السيد محمد باقر الحكيم، رئيس المجلس الأعلى آنذاك، أن المهمة العسكرية لفيلق بدر قد انتهت بسقوط صدام حسين. وبالطبع أشار لبعض الضغوط من الولايات المتحدة لحل فيلق بدر ونزع سلاحه وفي الوقت نفسه، وبعد أمر بول بيرمر الحاكم الأمريكي للعراق بنزع سلاح جميع التنظيمات المسلحة ودمجها في جهاز الأمن ووزارة الدفاع العراقية، دخلت أيضاً معظم قوات منظمة بدر مؤسسات الشرطة والأمن العراقية، وأصبح هذا التنظيم جزءا غير رسميا في المؤسسات الأمنية في العراق. ويقدر عدد قوات منظمة بدر بحوالي 10 آلاف شخص.

• الانفصال عن المجلس الأعلى الإسلامي العراقي: في مارس 2012م، انفصلت منظمة بدر عن المجلس الأعلى الإسلامي العراقي وواصلت نشاطها كمنظمة سياسية وعسكرية مستقلة. ويعتبر البعض أن سبب هذا الانفصال هو تغير التوجهات السياسية لكل من العامري أمين عام منظمة بدر، وعمار الحكيم رئيس المجلس الإسلامي الأعلى آنذاك.

• المشاركة في الحشد الشعبي: يعد فيلق بدر المجموعة الرئيسية في الحشد الشعبي ضد داعش، وذلك بعد قرار نوري المالكي رئيس الوزراء آنذاك بتشكيل قوات الحشد الشعبي وفتوى آية الله السيستاني ومراجع دين آخرين للدفاع الشعبي المسلح عن العراق وشارك فيلق بدر، وهو الجناح العسكري لمنظمة بدر، بالتنسيق مع مجموعات أخرى، في معارك عديدة كما ساهم في تحرير مناطق مثل آمرلي وتكريت والفلوجة والموصل وكركوك. ومن ناحية أخرى، تخضع عدة فصائل في الحشد الشعبي، مثل كتائب حزب الله وغيرها، لقيادة أعضاء سابقين في فيلق بدر، بما في ذلك أبو مهدي المهندس. كما تستخدم العديد من وحدات الحشد الشعبي قادة هذه المجموعة كمستشارين عسكريين.

• المشاركة في العملية السياسية والدخول في بنيتها: في الانتخابات النيابية لسنة 2018م، حصلت منظمة بدر بزعامة ائتلاف الفتح على 47 مقعداً، وحصلت على المركز الثاني من مجموع الأصوات. وفي الانتخابات البرلمانية العراقية لعامي 2009 و2013م، تمكنت منظمة بدر من إرسال ممثلين عنها إلى البرلمان. هادي العامري، الأمين العام لمنظمة بدر، كان وزيراً للنقل العراقي بين عامي 2011 و2014م في حكومة نوري المالكي، رئيس وزراء العراق الأسبق. وفي حكومة حيدر العبادي، تم تعيين محمد سالم الغبان، وهو قيادي آخر في منظمة بدر، في وزارة الداخلية العراقية. ومن بعده، تم تعيين قاسم الأعرجي، وهو عضو آخر في هذا التنظيم، في وزارة الداخلية.

العلاقة مع المجموعات العراقية الأخرى

انضمت منظمة بدر ضمن الائتلاف الوطني العراقي، ودولة القانون والفتح وهي أسماء ائتلافات لأحزاب وتيارات عراقية، في البرلمان العراقي وتشكيلة أعضاء الدولة. وبعد ظهور داعش والاستيلاء على عدة مدن وتهديد بغداد والعتبات المقدسة في العراق، دفع فيلق بدر خلال مشاركته في الحشد الشعبي للتعاون مع أكثر من 42 فصيل مسلح.

العلاقة مع الدول الأخرى

ويعتبر العامري، الأمين العام لمنظمة بدر، أن علاقة هذه المنظمة بإيران طبيعية، ويرى أن دعم إيران كان مهما وحيويا في الحرب ضد داعش. ورحب محمد ناجي، وهو نائب فيلق بدر أثناء عمليات الحشد الشعبي ضد داعش، بوجود الإيرانيين في العراق، وأعلن أنهم الداعمون الحقيقيون للعراق. ومن جانب آخر، فإن علاقة منظمة بدر مع الحكومة الأمريكية ليست ودية. وأعلن هادي العامري، الأمين العام لمنظمة بدر، في ینایر 2019م، أنه لن يسمح بالوجود العسكري الأمريكي في العراق. لكنه لا يعترض على وجود قوات تدريب أمريكية في العراق. وأعلنت منظمة بدر معارضتها للشرط الأميركي المسبق المتمثل في حل قوات الحشد الشعبي من قبل الحكومة العراقية، مقابل إعفاء العراق من العقوبات الأميركية على إيران.

وأكد الأمين العام لمنظمة بدر في مقابلة قبل الانتخابات البرلمانية العراقية مطلع عام 2018م، أنه إذا أصبح رئيساً لوزراء العراق، فإنه سيحافظ على علاقات بغداد مع طهران وواشنطن في الوقت نفسه. ومن ناحية أخرى، تعتبر الولايات المتحدة منظمة بدر متعاونة وداعمة لإيران. انقطع التعاون والتواصل بين قوات منظمة بدر والحشد الشعبي من جهة وقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد داعش من جهة أخرى. وذلك بعد إتهام السفير الأمريكي هذه القوات بالسلوك المنحاز ضد أهل السنة.

كما تتهم العربية السعودية فيلق بدر بنفوذ وسيطرة إيران عليه. وبعد تشكيل حكومة عادل عبد المهدي في نوفمبر 2018م، رفض هادي العامري، رئيس ائتلاف "الفتح" في البرلمان العراقي وقتها، اتهام إيران بالتدخل في تشكيل الكابينة الوزارية، ومحاولة أمريكا والعربية السعودية التدخل في عملية تشكيل الحكومة من خلال تهديد الشخصيات السنية وغير السنية.

وقبل ذلك، وفي عملية تشكيل حكومة حيدر العبادي في مايو 2014م، أدت ضغوط الولايات المتحدة والسعودية على الجانب العراقي لاسيما ممارسة الضغوط على بعض الجماعات السنية إلى معارضة اختيار هادي العامري لمنصب وزارة الدفاع كخيار مقترح لائتلاف دولة القانون وأثناء عمليات استعادة الفلوجة في مايو 2016م، اتهم سفير المملكة العربية السعودية في العراق قوات الحشد الشعبي بالطائفية، فاعتبرت منظمة بدر هذا التصريح تدخلا في الشؤون الداخية للبلاد ومحاولة لدعم داعش وإثارة الفتنة بين أبناء الشعب الواحد والإضرار بالوحدة الوطنية لهذا البلد، وأعلنت أن السفير عنصر غير مرغوب فيه.