هذه مقالة أو قسم تخضع حاليًّا للتوسيع أو إعادة هيكلة جذريّة. إذا كانت لديك استفسارات أو ملاحظات حول عملية التطوير؛ فضلًا اطرحها في صفحة النقاش قبل إجراء أيّ تعديلٍ عليها. فضلًا أزل القالب لو لم تُجرَ أي تعديلات كبيرة على الصفحة في آخر شهر. Ali.jafari |
حوزة النجف الأشرف العلمية، هي مجموعة من مدارس العلوم الدينية في مدينة النجف الأشرف، وقد نشأ وتخرّج من هذه الحوزة العديد من الفقهاء الأعلام وكبار علماء الشيعة، ومنهم: الشيخ الطوسي والعلامة الحلي، والشيخ الأنصاري، فضلاً عن علمائها المتأخّرين كالسيد الخوئي، والسيد السيستاني، والسيد الحكيم، والإمام الخميني الذي ذهب إلى العراق مؤخراً، واستقرّ في حوزة النجف العلمية -ذلك بعد نَفيِه من إيران- واشتغل بالتدريس والتأليف، إلى جانب نضاله المتمثّل بمحاربة حكم الشاه في إيران؛ ولهذا تحظى حوزة النجف العلمية بأهمية فائقة في العالم الإسلامي.
الجذور التاريخية
اختلفت كلمة الباحثين في تحديد الجذور التاريخية للمدرسة النجفية حيث أرجعها فريق من الباحثين إلى سنة 448 هـ المقارن لهجرة الشيخ الطوسي من بغداد إلى حاضرة النجف الأشرف، فيما ذهب فريق آخر إلى القول بأنّ الشيخ الطوسي حينما حلّ فيها، كانت حلقات الدرس والبحث قائمة بجوار مرقد أمير المؤمنين (ع).[١] وذلك اعتماداً على الشواهد والقرائن التالية:
- ما ذكره ابن طاووس، حول رحلة عضد الدولة ألبويهي إلى النجف الأشرف سنة 371 هـ والذي أثبت وجود الفقهاء فيها.[٢]
- ما ذكره النجاشي[٣]من أنّه التقى قبل ذلك بعلماء الشيعة في النجف كالمحدّث الكبير هبة الله بن أحمد الكاتب الشهير بابن برنية، واستجازة النجاشي من الشيخ أبي عبد الله الخُمري فقد قال في معرض حديثه عن كتاب "عمل السلطان" للبوشنجي ما لفظه: أجازنا بروايته أبو عبد الله الخُمري الشيخ الصالح في مشهد مولانا أمير المؤمنين عليه السلام سنة أربعمائة.[٤]
- ما جاء في ترجمة النجاشي لأبي الحسن إسحاق بن حسن العقراني التمّار حسبما يقول: "رأيته بالكوفة وهو مجاور، وكان يروي كتاب الكليني عنه.[٥]
- حضور بعض الشخصيات العلمية والدينية الكبيرة في النجف كـالشيخ الصدوق وسماعه الحديث عن محمد بن علي بن فضل الدهقان،[٦] مضافاً إلى إقامة بعض نقباء الشيعة كـابن سدرة في النجف، مع وجود بعض البيوتات العلمية كـآل الطحّان.[٧] كلّ ذلك له دلالات على وجود حركة علمية في النجف وفي تلك الأزمنة قبل انتقال الشيخ الطوسي إليها.[٨]
أما بعد انتقال الشيخ الطوسي إلي حوزة النجف الأشرف، أخذت تزدهر بشكل ملحوظ فهو متفق عليه.[٩] فكانت مراحلها على النحو التالي:
عصر التأسيس والنمو
تتزامن هذه المرحلة بفترة ما بين نزوح الشيخ الطوسي إلى النجف (عام 448 هـ) ووفاته (عام 460 هـ). لقد تتلمذ الطوسي على يد الشيخ المفيد المتوفى سنة 413 هـ والسيد المرتضى (م سنة 436 هـ)، ولما توفي السيد المرتضى تفرّد الشيخ بـرئاسة الشيعة في بغداد، وكانت داره في جانب الكرخ مأوى الناس، ومقصد الوفّاد.[١٠]
عند دخول الملك السلجوقي طغرل بيك بغداد اشتعلت نار الفتن فيها حتى أدّى الأمر -مع بدايات وصوله إلى بغداد سنة 449 هـ- إلى إحراق المكتبة التي أنشأها أبو نصر سابور وزير بهاء الدولة البويهي، وكبس دار الشيخ الطوسي، وأخذ ما وجد من كتاباته وكرسي درسه، وكان الطوسي حينها في النجف الأشرف. بعد ذلك وبرفقة من التحق به من طلاب العلم توطّن هناك فتحول النجف إلى مركز للعلم عند أبناء الطائفة الإمامية.[١١]
كما أن الشيخ الطوسي قد أملى فيها كتابه المعروف بـالأمالي مما يكشف عن مستوى الانضباط العلمي الذي عمّ المدينة في عصره. وقد تمثّلت الخطوة الكبيرة الأخرى التي أقدم عليها الشيخ الطوسي في النجف الاشرف هي الاهتمام بشأن الدراسات المتقدمة وتوجيه الطلبة نحو الفقه الاستدلالي.[١٢]
عصر الركود
تتزامن هذه الفترة ما بين وفاة الشيخ الطوسي وبدايات القرن العاشر الهجري، حيث ساعدت عدة عوامل في ركود الدراسة الحوزوية بعد وفاة الشيخ، من أهمها:
- رغم نجاحات الشيخ الطوسي في مجالي الفقه والأصول وجهوده الكبيرة في الدفاع عن منهج الفقه التفريعي وإحكام قواعد الاستدلال والاستنباط والدعوة لها،[١٣] إلا أنّ عظمة شخصيته ومكانته العلمية هيمنتا على الوسط الشيعي، فمضت على علماء الشيعة سنون متطاولة وأجيال متعاقبة، ولم يكن من الهيّن على أحد منهم أن يعدو نظريات شيخ الطائفة في الفتوى، وكانوا يعدون أحاديثه أصلاً مسلماً، ويعتبرون التأليف في قبالها وإصدار الفتوى مع وجودها تجاسراً على الشيخ وإهانة له، مكتفين بشرح آرائه واستجلاء غوامضها، حتى قال الشهيد الثاني،[١٤] كما يروي ذلك ولده في كتاب المعالم ناقلاً عن أبيه: إنّ أكثر الفقهاء الذين نشأوا بعد الشيخ، كانوا يتبعونه في الفتوى تقليداً له لكثرة اعتقادهم فيه وحسن ظنهم به.[١٥]
- نلاحظ أنّ الشيخ بهجرته إلى النجف قد انفصل -في أكبر الظن- عن حلقاته العلمية في بغداد، وبدأت تنشأ في النجف حوزة فتية حوله من أبناءه والراغبين في الالتحاق بالدراسات الفقهية من مجاوري القبر الشريف أو أبناء البلاد القريبة منه كـالحلة ونحوها، وعليه فكان من الطبيعي أنّ الحوزة الجديدة التي نشأت في النجف لا ترقى إلى مستوى التفاعل المتقدّم مع ما أنجزه الطوسي في الفكر العلمي.[بحاجة لمصدر]
وأما الحوزة الأساسية القديمة في بغداد فانقطع التواصل بينها والشيخ في المهجر، فانتقاله إلى النجف وإنْ هيَّأته للقيام بدور علمي جديد -لِما أتاحت له من التفرّغ- لكنها فصلته عن حوزته الأصلية، ولهذا لم تتسرب إنجازاته العلمية والفقهية إلى تلك الحوزة في بغداد بعد ذلك الحين.[١٦]
- من العوائق الأخرى هي انهيار الدولة البويهية التي كانت تمثل الظهير والداعم الرئيسي للمراكز العلمية ولأصحاب الفكر والمعرفة، خاصة مع كون البديل تمثل في الحكومة السلجوقية التي لم تألُ جهداً في التضييق على الشيعة وعلمائها.[بحاجة لمصدر]
- من العوامل التي تصدّت لتطوير المدرسة النجفية، ظهور العالم الكبير محمد بن إدريس الحلي المتوفى سنة 598 هـ في مدينة الحلة وتمكّنه من خطف الأبصار وتوجيه بوصلة الفكر والعطاء العلمي صوب مدينة الحلّة، والتخفيف من بريق الحوزة النجفية لوضع حدٍ لتبعية حصيلة آراء شيخ الطائفة وما يترتب على عمله الاجتهادي، فاستطاع بمبادرته هذه من تفعيل المبتغى من منهج الشيخ الطوسي في الاجتهاد والاستنباط القائم على النقد والتحليل وعدم الانبهار بآراء العلماء مهما كان مستواهم العلمي.[بحاجة لمصدر]
عصر المحقق الأردبيلي
واكبت المدرسة النجفية لفترات طويلة رَكْب النشاط العلمي، فقد برز فيها شخصيات علمية كبيرة، كأبي علي الطوسي (ابن الشيخ الطوسي) المتوفى سنة 515 هـ، المعروف في الوسط الشيعي بالمفيد الثاني وكان قد ترك من المصنفات كتاب المرشد إلى سبيل المتعبد وكتاب الأمالي.[١٧] ومنهم: ابن شهر آشوب المازندراني، وأبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي (صاحب تفسير مجمع البيان)، وأبو عبد الله الحسين بن أحمد بن الطحّان.[١٨] والشيخ أبو الوفاء عبد الجبار الرازي والشيخ أبو محمد الحسن بن بابويه القمّي والشيخ أبو عبد الله محمد بن هبة الله الطرابلسي والأخيران معاصران له، وجملة من تلامذة أبيه في النجف الأشرف.[١٩]
ومن الشخصيات العلمية الرفعية التي ترعرعت في المدرسة النجفية نجم الأئمة رضي الدين محمد الأسترآبادي المتوفى سنة 686 هـ، صاحب كتاب شرح كافية ابن الحاجب وشارح قصائد ابن أبي الحديد.[٢٠] ومنهم عبد الرحمان ابن العتائقي (صاحب كتاب الإيماقي في شرح الإيلاقي وشرح وتعريب الزبدة في الطب)، وكان الرجل من علماء الحلة ثم النجف الأشرف.[٢١] ومنهم (صاحب كتاب التنقيح الرائع في شرح مختصر الشرائع) الفقيه الكبير المقداد بن عبد الله السيوري الشهير بالفاضل المقداد والمتوفى سنة 826 هـ،[٢٢].
تمكنت المدرسة النجفية من استعادة مكانتها واسترداد مجدها وريادتها العلمية في النصف الثاني من القرن العاشر الهجري، فطرأت عليها ظروف فاعلة ومؤثرة وساهمت فيها مجموعة من العوامل التي ساعدت على ذلك، من قبيل ما قام به الحكّام الصفويون من مدّ قنوات المياه إليها وتسهيل وصولها إلى ربوع المدينة، مضافاً إلى الاهتمام بالجانب الأمني وبناء القلاع والأسوار المحيطة بالمدينة.[٢٣] إلا أن الازدهار العلمي ليس نتيجة العوامل المادية والأمنية فحسب. ومما يؤيد ذلك أنّ الحكام الذين سبقوا الصفويين كالايلخانيين والجلايريين كانوا قد بذلوا جهوداً سياسية كبيرة لتعزيز مكانة النجف وجعلها في مصاف بغداد السنية، لكن لم يحالفهم الحظ والنجاح في إحداث نقلة عملية نوعية في الوسط العلمي.[٢٤]
لقد كان للمولى أحمد الأردبيلي المتوفى سنة 993 هـ والشهير بالمقدّس والمحقق الأردبيلي الدور الكبير في التطوير العلمي والازدهار المعرفي في أوساط المدرسة النجفية، وخاصّة بعد رواج منهجه الفقهي القائم على تتبع جميع زوايا الأحاديث والاهتمام بصحيحة السند منها - وإن كان العلماء القدامى قد أعرضوا عنها وأهملوها - والاعتماد عليها، حتى لو كانت النتيجة المستوحاة منها مخالفة لمشهور العلماء، الأمر الذي مكّنه من استقطاب الكثير من الطلاب والفضلاء إلى حلقة درسه.[٢٥]
وقد تخرج من مدرسته الكثير من الأعلام، منهم: شمس الدين محمد بن علي العاملي سبط الشهيد الثاني (صاحب كتاب مدارك الأحكام) المتوفى سنة 1009 هـ، والحسن بن زين الدين ابن الشهيد الثاني المعروف بـ(صاحب المعالم) المتوفى سنة 1011 هـ [٢٦] وقد خصّ الشيخ حسن مقدمة كتابه "معالم الدين وملاذ المجتهدين" بأصول الفقه، وجعل بقية الكتاب خاصاً بأبواب الفقه إلا أنّه لم يتمكن من إتمامه. وقد حظيت المقدمة منذ صدورها خلال القرون المتوالية باهتمام الفقهاء والأصوليين، وتمكنت من اكتساح الكتب الثلاثة المعتمدة في الدراسة الحوزوية قبلها المتمثلة "بشرح العميدي على تهذيب العلامة، وشرح العلامة لمختصر ابن الحاجب وشرح العضُدي على مختصر ابن الحاجب" واستمر الكتاب متألقاً حتى عقود قريبة كأحد أبرز الكتب الأصولية المتداولة في مجال أصول الفقه.[٢٧]
علماء هذه الفترة ونتاجاتهم العلمية:
رغم قصر هذه المرحلة من عمر الحوزة النجفية، أنّها أنجبت طائفة من الأعلام والكتّاب، منهم:
- محي الدين بن محمود النجفي المتوفى سنة 1030 هـ كان ماهراً بالشعر والأدب.[٢٨]
- ركن الدين القهبائي، من تلامذة مدرسة المحقق الأردبيلي كان متبحراً بعلمي الدراية والرجال ومن أشهر مصنفاته كتاب مجمع الرجال.[٢٩]
- الملا عبد الله اليزدي المتوفى سنة 980 هـ، (صاحب الحاشية) على قسم المنطق من كتاب تهذيب المنطق والكلام للتفتازاني، وقد اعتمد الكتاب متناً دراسياً في الوسط الحوزوي.[٣٠]
- الشيخ أبو الحسن الفتوني العاملي النجفي المتوفى سنة 1140 هـ، لقّب بأفقه المحدثين وصاحب المؤلفات الكثيرة منها: مرآة الأنوار في التفسير، وضياء العالمين في الكلام. ويعد كتابه هذا من أشمل الكتب الكلامية في بابه.[٣١] وله كتاب آخر تحت عنوان "تنزيه القميين" نفى فيه نسبة القول بالتشبيه والرؤية لـلمحدثين القميين[بحاجة لمصدر]
ظهور الأخبارية وأفولها
شهدت المدرسة النجفية - كسائر المدارس الشيعية - في العقد الرابع من القرن الحادي عشر ظهور المدرسة الأخبارية، التي رفع لواءها الميرزا محمد أمين الأسترآبادي المتوفى سنة 1033 هـ، وكان قد تتلمذ في النجف على يد كلّ من صاحب المعالم وصاحب المدارك وحصل منهما على إجازة في الرواية. وقد وجّه في كتابه "الفوائد المدنية" الذي صدر سنة 1030 هـ نقداً لاذعاً للمنهج الفقهي والأصولي المعتمد والقائم على تراث الشيخ الطوسي.[بحاجة لمصدر]
واتهم كبار الطائفة ومجتهديها بالانحراف عن طريق الأئمة من أمثال ابن الجنيد الإسكافي وابن أبي عقيل والشيخ المفيد والسيّد المرتضى والشيخ الطوسي فضلاً عن العلامة الحلي، فوجّه إليهم البدعة والعمل بـالقياس واعتماد قواعد الكلام وأصول الفقه القائمة على معطيات العقل البشري.[٣٢] وقد انتشرت المدرسة الأخبارية في حاضرة النجف وغيرها من حواضر ومدن العراق وإيران والبحرين وتمكنت من استقطاب كبار الفقهاء وجرّهم إلى تبني مقولتها.[٣٣]
وقد وجهّت المدرسة الأخبارية ضربة للمدرسة الأصولية عامّة والمدرسة النجفية على وجه التحديد،[٣٤] إلا أنّ الضربة هذه لم تُقعد الحركة الأصولية عن الحركة بل واصل الاتجاه الأصولي طريقه حتى شهدت المدرسة النجفية في تلك المرحلة ظهور علماء كبار وجهابذة مبرّزين كالشيخ فخر الدين الطريحي النجفي المتوفى سنة 1085 هـ صاحب الكتاب المعروف بـ"مجمع البحرين" في مفردات القرآن والحديث؛[٣٥] ومنهم المحقق المعروف والمصنف الشهير بـالفاضل الشيرواني المتوفى سنة 1098 أو 1099 هـ الذي رحل إلى أصفهان مشتغلاً بالتأليف والتدريس فصدر له "شرح شرائع الإسلام" و"حاشية على شرح التجريد للقوشجي"، وتخرّج على يديه كبار العلماء كـالميرزا عبد الله الأفندي صاحب كتاب "رياض العلماء وحياض الفضلاء"، والشيخ حسن البلاغي صاحب كتاب "تنقيح المقال"، والمولى محمد أكمل الأصفهاني والد الوحيد البهبهاني.[٣٦]
وقد برزت عوامل أخرى مساعدة في ترسيخ الركود العلمي كالصراع الصفوي العثماني الدائر على الساحة العراقية والخشية من الهجرة نحو الديار العراقية معززاً بالموقف التعسفي الذي اتخذته السلطات العثمانية تجاه رجال الشيعة وعلمائها، مضافاً إلى الحوادث الطبيعية كانتشار الوباء والأمراض القاتلة وغير ذلك.[٣٧]كلّ ذلك ساعد في انحسار حركة الهجرة من وإلى النجف الأشرف وانتقال مركز التشيع منها إلى مدينة كربلاء.[٣٨]
البهبهاني والتصدّي للحركة الأخبارية
لعب الأصولي الكبير محمد باقر بن محمد أكمل الشهير بـالوحيد البهبهاني المتوفى سنة 1205 هـ دوراً بارزاً في التصدّي للحركة الأخبارية التي أخذت تتّسع رقعتها في النجف وكربلاء بحيث بلغ بها الأمر - قبل انتقال الوحيد البهبهاني إليها - إلى أنّ من يريد أن يمسك كتاباً للأصوليين يخشى التنجّس به فيمسكه بخرقة، مبالغاً في نجاستها، وذلك على حد تعبير تلميذ البهبهاني أبو علي الحائري المتوفى سنة 1216 هـ.[٣٩]
إنّ الحركة التي قادها البهبهاني في كربلاء أثمرت في النجف، مع قدوم تلميذه محمد مهدي بن مرتضى الشهير بـبحر العلوم والمتوفى سنة 1212 هـ، وقد تخطت الحوزة النجفية تلك المرحلة، وتجاوزت التقلبات التي حصلت في العصر الأخباري وصولاً إلى مرحلة جديدة.[٤٠] ولا ينبغي تجاهل حقيقة ما وهي النقود التي أبدتها المدرسة الأخبارية والملاحظات التي سجلتها والتراث الفكري الذي خلّفته، خاصّة النتاج الفكري للفقيه المعروف الشيخ يوسف البحراني من خلال كتابه الفقهي القيّم الحدائق الناضرة، كلها لعبت دوراً بارزاً في تعزيز الرقي العلمي التي حصلت في تلك المرحلة.[بحاجة لمصدر]
عصر الازدهار
يمكن تحديد عصر الإزدهار بالفترة ما بين القرن الثالث عشر وبدايات القرن الخامس عشر الهجري. وقد بدأت ملامح هذا العصر بالظهور مع الحركة الفكرية التي قام بها العلامة بحر العلوم بالتزامن مع كبار علماء وفقهاء مدرسة الوحيد البهبهاني. فقد بذل تلامذة البهبهاني ومدرسته، جهوداً كبيرة في الإجابة على الشبهات التي أثارها النهج الأخباري وإثبات ضرورة البحث الأصولي ومكانة القواعد الأصولية في عملية الاستنباط.[٤١] كما تجلّت ثمرة تلك الجهود الكبيرة ببلوغ علم أصول الفقه، ذروته في التكامل وانفتاح أبواب جديدة في البحث الفقهي نقداً وتحليلاً،[٤٢]مضافاً إلى الحدّ من جموح الاتجاه الأخباري.[بحاجة لمصدر] وقد انتجت المدرسة النجفية الكثير مستغلة الأسباب:
- مؤلفات العلامة بحر العلوم التي ساعدت في تعزيز المدرسة الأصولية على الساحة العلمية.
- وصول الدور بعد العلامة بحر العلوم إلى الشيخ جعفر بن خضر النجفي المعروف بـكاشف الغطاء لتصدّى زعامة الإمامية ورئاسة الحوزة النجفية، حيث تمكّن من التصدّي لـلميرزا محمد النيسابوري المتوفى سنة 1232 هـ الذي بذل قصارى جهده وتوسل بكلّ السبل بما فيها الاستعانة بـالحكومة القاجارية لإقصاء الأصوليين من الساحة العلمية، فألف الشيخ جعفر رسالته الموسومة بــ"كشف الغطاء عن معايب الميرزا محمد عدوّ العلماء، وأرسل نسخة منها إلى السلطان القاجاري فَتْحْعَلي شاه.[٤٣]
- بذل الجهود من قبل ثلة من علماء المدرسة النجفية في دعم الاتجاه الأصولي والرد على الشبهات التي أثارته الأخبارييون من أمثال:
محمد تقي الأصفهاني المتوفى سنة 1248 هـ في كتابه "هداية المسترشدين في شرح معالم الدين؛ ومحمد حسين الأصفهاني في الفصول الغروية؛ وحجّة الإسلام السيد محمد باقر الشفتي المتوفى سنة 1260 هـ في كتاب "الزَهْرة البارقة"؛ والشيخ محمد إبراهيم الكلباسي المتوفى سنة 1261 هـ في "إشارات الأصول"؛ والسيد محمد المجاهد الطباطبائي سبط البهبهاني وصهر بحر العلوم في كتابه "مفاتيح الأصول"؛ والميرزا القمي في "قوانين الأصول"، وقد توّج العطاء الأصولي بما سطّره الشيخ الأنصاري المتوفى سنة 1281 هـ في كتابه "فرائد الأصول" المشهور بالرسائل.[بحاجة لمصدر]
مكانة الشيخ الأنصاري في المدرسة النجفية
يعد الشيخ الأنصاري من تلامذة السيد محمد المجاهد والشيخ علي كاشف الغطاء ومحمد حسن النجفي المشهور بصاحب الجواهر، وقد تصدّى لزعامة الحوزة بعد رحيل أستاذه صاحب الجواهر سنة 1266 هـ.[٤٤] ويعد كتابه "الرسائل" من أشهر المصنفات الأصولية في الوسط الشيعي؛ لما توفر فيه من أبحاث مبتكرة وتنظيم لمباحث الحجّة وفتحه لآفاق جديدة أمام المجتهدين. وقد شقّ الكتاب طريقه في الوساط العلمية ليكون في رأس قائمة المتون الأصولية المعتمدة في الدراسة الحوزوية عند السطوح العالية والذي اعتمد من قِبل الكثير من الأساتيذ والمجتهدين كمنطلق لأبحاثهم الأصولية.[بحاجة لمصدر]
الميرزا محمد حسن الشيرازي
تمكنت مدرسة الشيخ الأنصاري الأصولية والفقهية من إرساء قواعدها وتحكيم أسسها في الساحة العلمية من خلال الجهود التي قام بها تلامذة الأنصاري وعلى رأسهم الميرزا محمد حسن الشيرازي. وكان الميرزا قد انتقل بعد رحيل الشيخ إلى مدينة سامراء وأسس هناك حوزة سامراء العلمية التي تمكنت من استقطاب الكثير من فقهاء النجف وفضلائها، متمحورين حول الميرزا الشيرازي - الذي أصبح حينها مرجع الشيعة على الإطلاق - مما أدى إلى ترصين ودعم أسس مدرسة الشيخ الأنصاري الأصولية. ولم تكن المدرسة السامرائية رغم البعد المكاني بمعزل عن الحوزة النجفية طيلة نصف قرن من الزمن.[بحاجة لمصدر]
دور الآخوند الخراساني
شهدت المدرسة النجفية ظهور الكثير من الشخصيات العلمية التي لعبت دوراً مهماً في الساحة الأصولية إلا أنّ الدور الذي لعبه الآخوند ملا محمد كاظم الخراساني المتوفى 1329 هـ بقي مميزاً بين أقرانه. ومع كونه من خريجي مدرسة الأنصاري إلا أنّه عرف باستقلاله الفكري وطرحه للكثير من النظريات التي يختلف فيها مع الشيخ ورجال مدرسته.[٤٥] وقد تصدّى للبحث والتدريس، واختص بعلم أصول الفقه ومهر فيه، فعكف عليه طلبةُ العلم من مختلف الأرجاء، لما امتاز به من نزوع إلى التحقيق والاقتصار على لباب المسائل. حضر عليه المئات، بينهم العشرات من بارعي الفقهاء والمجتهدين، منهم:
- أحمد بن علي بن محمد رضا آل كاشف الغطاء (المتوفّى 1344 هـ)
- السيّد محمد بن محمد باقر الفيروز آبادي (المتوفّى 1345 هـ)
- مرتضى بن عباس آل كاشف الغطاء النجفي (المتوفّى 1349 هـ)
- محمد جواد بن حسن البلاغي (المتوفّى 1352 هـ)
- أبو الحسن بن عبد الحسين المشكيني (المتوفّى 1358 هـ)
- محمد حسين الأصفهاني الكمباني (المتوفّى 1361 هـ)
- الأغا ضياء الدين العراقي (المتوفّي 1361 هـ)
- السيّد أبو الحسن الأصفهاني (المتوفّى 1365 هـ)
- السيّد محسن بن عبد الكريم الأمين العاملي (المتوفّى 1371 هـ)
- السيّد محمد تقي بن أسد اللّه الخوانساري (المتوفّى 1371 هـ)
- السيّد صدر الدين بن إسماعيل الصدر (المتوفّى 1373 هـ)
- محمد حسين بن علي آل كاشف الغطاء (المتوفّى 1373 هـ)
- عبد الحسين بن قاسم الحلي (المتوفّى 1375 هـ)
- السيّد حسين الطباطبائي البروجردي (1292- 1380 هـ)
- السيّد عبد الهادي الشيرازي (المتوفّى 1382 هـ) وغيرهم.
و صنّف كتابه الشهير كفاية الأصول الذي يعتبر كتاباً تجديدياً في مرحلته التاريخية ويتّسم بالإيجاز في المطالب والتلخيص في العبارة. وقد اعتنى به العلماء والمحقّقون شرحاً وتعليقاً وتدريساً، ولايزال يدرّس في الحوزات العلمية في منتصف القرن الخامس عشر.!!![٤٦]
العلوم المتداولة
الفقه والأصول
تمحورت الدراسة الحوزوية فقهاً وأصولاً بعد الشيخ الأنصاري حول آثار وآراء الآخوند الخراساني خاصّة وأنّ زمام المرجعية والنظام العام في الحوزة النجفية ألقي على عاتق خريجي مدرسة الخراساني، إضافة إلى تحوّل حاضرة النجف الأشرف إلى مركز التشيع العلمي بعد الجهود التي بذلها العلمان الأصوليان البهبهاني والشيخ الأنصاري.[بحاجة لمصدر]
فقد تمكنت من استقطاب الكثير من بغاة العلم وأصول الفقه من شتّى بقاع العالم كأصفهان وطهران وخراسان والكثير من مدن العراق ولبنان والهند وباكستان وافغانستان لمواصلة مشوارهم الدراسي والرقي العلمي من جهة، ومن جهة أخرى نرى المدرسة النجفية تبعث بخريجيها من كبار العلماء والمشايخ إلى الكثير من المدن والبلدان ليقوموا بدورهم في تنشيط الحركة العلمية وتأسيس مراكز علمية فلعبت دوراً في تعزيز الوعي الديني والمعرفي هناك.[٤٧]
الكتب الفقهية المؤلفة
شهد النتاج الفقهي النجفي في تلك الفترة عودة المنهج الأصولي الاستنباطي، وظهرت مولفات فقهية استدلالية كثيرة من قبيل:
- مفتاح الكرامة في شرح قواعد العلامة، للفقيه المعروف محمد جواد العاملي المتوفى سنة 1226 هـ، تلميذ البهبهاني الذي جمع في كتابه هذا آراء فقهاء الشيعة الإمامية بطريقة مختصرة ومرتبة ترتيباً جديداً وبصياغة سلسة.!!!
- مسند الشيعة في أحكام الشريعة، للملا أحمد النراقي المتوفى سنة 1245 هـ، من تلامذة العلامة بحر العلوم وكاشف الغطاء النجفي، ويُعد الكتاب من الكتب الفريدة في بابه، ويكشف عن شامّة استدلالية عميقة ومعالجة متعددة الابعاد والزوايا للمسائل الفقهية واستقصاء واسع لآراء الفقهاء والمجتهدين.[٤٨]
- جواهر الكلام في شرح شرائع الاسلام، الذي يُعد من الموسوعات الفقهية التي لا نظير لها في الوسط الإمامي حيث تمكن المؤلف الكبير الشيخ محمد حسن النجفي المشهور بـصاحب الجواهر والمتوفى سنة 1266 هـ، من إستقصاء الآراء الفقهية، تتبعها نقداً وتمحيصاً، وكان المؤلف من تلامذة السيّد محمد جواد العاملي والشيخ جعفر كاشف الغطاء.[بحاجة لمصدر]
- وقد شهدت تلك الفترة الزمنية صدور مجموعة من الكتب الفقهية من قبيل رسالة "نجاة العباد في يوم المعاد" للشيخ صاحب الجواهر التي اهتم بها الكثير من العلماء ودوّنوا حولها التعليقات والشروح الكثيرة، وذلك قبل صدور كتاب "العروة الوثقى"،[٤٩] وما يزال بعض الفقهاء يجعلونها منطلقاً لبيان فتاواهم الفقيه التي يسجلونها على هامش تلك الرسالة.!!!
- من أبرز المتون الفقهية التي أنتجتها المدرسة النجفية في تلك الحقبة كتاب المكاسب للشيخ الأنصاري الذي اعتمد كمتن دراسي لمرحلة السطوح العالية. بل اعتمد معياراً لمعرفة المستوى الفقهي والاجتهادي لـطلاب الحوزة. ويعالج الكتاب باب "البيع" من الفقه والمواضيع المتمحورة حوله بطريقة استدلالية معمقة مع عرض مفصل للآراء المطروحة في المسألة، مزينة بتطبيقات كثيرة ودقيقة للقواعد الأصولية والفقهية المطروحة. وقد حظي الكتاب باهتمام من قبل المجتهدين والفقهاء شرحاً وتعليقاً.[بحاجة لمصدر]
- شهدت هذه الحقبة تدوين الكثير من الحواشي والتعليقات والتقريرات، وقد امتاز - غالباً - بهذه المهمة تلامذة الشيخ الأنصاري المباشرون وغير المباشرين.[٥٠]
- العروة الوثقى، وتعد من أشهر الكتب الفتوائية التي سجّل فيها السيّد محمد كاظم اليزدي الطباطبائي فتاواه الفقهية بطريقة شاملة وبعبارات سلسلة وبتنظيم جيّد وتفريعات كثيرة خاصّة في باب المسائل المستحدثة إلى عصر المؤلف. وقد تمكن الكتاب من التفوق على رسالة "نجاة العباد" للشيخ صاحب الجواهر في الوسط العلمي ليحلّ محله. وقد تمكنت كلّ من رسالة "وسيلة النجاة" للسيّد أبو الحسن الأصفهاني، ورسالة "منهاج الصالحين" لـلسيّد محسن الحكيم، من شقّ الطريق ليصبح كل واحدة منهما محوراً للدرس والتحقيق العلمي والاستدلالي.[بحاجة لمصدر]
علم الرجال
حظي علم الرجال- لما له من أهمية في عملية الاستدلال الفقهي وغيره من الدراسات العلمية - بمكانة خاصّة في المدرسة النجفية حيث تصدّى الكثير من أعلامها للخوض في غمار هذا البحر وتدوين عيون المصنفات الرجالية، كرسالة "عديمة النظير في أحوال أبي بصير" للرجالي المعروف السيد أبو تراب الخوانساري. وكتاب تنقيح المقال للمولى عبد الله المامقاني، وموسوعة "معجم رجال الحديث" لآية الله السيد أبو القاسم الخوئي.[بحاجة لمصدر]
العلوم العقلية
لم يصل العطاء العقلي في المدرسة النجفية إلى المستوى الرفيع الذي وصلت إليه في مجال الدراسات النقلية والفقه والأصول ولا إلى تلك المرتبة السامية في مجال الاجتهاد والاستنباط؛ بل هناك ما يشير إلى وجود موقف رافض ومعارض لـلفلسفة والعلوم العقلية.[٥١]إلا أن ذلك لم يمنع من وجود محاولات حثيثة بذلت من قبل بعض الأعلام لنشر العلوم والمعارف العقلية كـالشيخ محمد تقي الكلبايكاني المتوفى سنة 1292 هـ.[٥٢]
وما إن وصل إلى النجف الأشرف تلميذ الحاج الملا هادي السبزواري الآخوند حسين قلي الهمداني المتوفى سنة 1311 هـ، حتى تمكّن من نشر أفكار ونظريات مدرسة الحكمة المتعالية لـصدر المتألهين الشيرازي بين تلامذته ومريديه.[٥٣] ورغم النزعة العرفانية لـلسيد حسين البادكوبي المتوفى سنة 1358 هـ، لكنّه تمكن من ترك بصماته الكبيرة على الساحة العلمية ونشر العلوم العقلية في المدرسة النجفية.[بحاجة لمصدر]
وكان قد تلقى الفلسفة في طهران ثم رحل إلى النجف متتلمذاً على يد كبار علمائها في الفقه والأصول؛ وبعد الفراغ منها شرع في تدريس العقليات والمتون الفلسفية، وقد تمكن من تربية جيل من العلماء يقف في طليعتهم السيّد العلامة الطباطبائي.[بحاجة لمصدر]
والجدير أنّ قليلاً من المشايخ والأساتذة من خريجي المدرسة النجفية - قبل الانتقال إلى النجف أو بعد العودة إلى موطنهم - قاموا بتدريس العلوم العقلية والفلسفية في كلّ من طهران وأصفهان، لكنها ألقت نتاجاتهم في مجالي الفقه والأصول بظلالها على تلك العلوم، ومن هؤلاء:
- الآخوند الخراساني، الذي تتلمذ في الفلسفة على يد كلّ من الملا هادي السبزواري والميرزا أبو الحسن جلوه، وقد انعكس ذلك جلياً في كتابه المعروف بكفاية الأصول.[بحاجة لمصدر]
- الشيخ محمد حسين الأصفهاني الذي سار على نفس المنوال وانعكس ذلك بوضوح على نتاجه الأصولي.
- المولى مهدي النراقي وابنه أحمد النراقي اللذان قاما بشرح الكثير من المتون الفلسفية.
- وكان للمجتهدَين الكبيرين وخريجي المدرسة النجفية في النصف الثاني من القرن الرابع عشر كـالميرزا أحمد الآشتياني والشيخ محمد تقي الآملي نشاط بارز في تدريس الفلسفة في الحوزة الطهرانية وتدوين الشروح والتعليقات على بعض المتون الفلسفية.[بحاجة لمصدر]
العلوم النقلية في العقود الأخيرة
شهدت المدرسة النجفية في العقود الأخيرة تحدّياً من قبل الفلسفة الغربية بسبب النظريات والفرضيات التي أثارتها ولاسيما في مجال الفلسفة المادية، الأمر الذي اقتضى الإجابة والرد عليها.[٥٤] وقد تمثل الرد في مجموعة من الكتب منها كتاب نقد فلسفة دارون لمحمد رضا مسجد شاهي المتوفى سنة 1362 هـ وكان قد فرغ من كتابته عام 1331 هـ في النجف الأشرف، ومنها كتاب "أنوار الهدى" لمحمد جواد البلاغي المتوفى سنة 1352 هـ والكتابان في الردّ على المادية والطبيعيين، وقد ركز الكتابان على تفنيد نظرية التطور وتمسّك أتباع المدرسة المادية بها لإثبات مدعياتهم. ومن المؤلفات التي اهتمت بهذه القضية كتاب تفسير مواهب الرحمة للمرجع المعاصر السيد عبد الأعلى السبزواري المتوفى سنة 1414 هـ [1993 م].[٥٥]
دور العلامة محمد جواد البلاغي
لعب العلامة محمد جواد البلاغي دوراً كبيراً في الدفاع عن الإسلام والتشيع، وكان في قمّة المدافعين والمنافحين عن الفكر الديني. فقد شهدت الساحة الفكرية مضافاً إلى ما ذكر والجدال التقليدي الشيعي السنّي وظهور المدرسة الأخبارية، ظهورَ مجموعة من الفرق في الوسط الإسلامي كالقاديانية، والوهابية، والبابية والبهائية. مضافاً إلى الحركة التبشيرية التي قاد لواءها المبشرون النصارى بدعم من الاستعمار الغربي، ففي تلك الظروف المعقدة شمّر البلاغي عن ساعد الجدّ للخوض في غمار هذا المعترك فقرر تعلّم اللغتين الانجليزية والعبرية، وكان ثمرة جهوده صدور مجموعة من المؤلفات كالرحلة المدرسة في ردّ اليهود والنصارى.[٥٦] ومصابيح الهدى في نقد القاديانية ونصائح الهدى في رد البابية والبهائية.[٥٧]
أبو الحسن الأصفهاني
ومن الأعلام الذين تصدّوا للحركة التبشيرية السيد أبو الحسن الأصفهاني الذي انتدب مجموعة من فضلاء الحوزة العلمية، وأرسلهم إلى مدن وقصبات العراق، منهم حبيب بن محمد المهاجر الذي توجّه إلى مدينة الكوت مرشداً ومبلّغا للأحكام، ثم سار إلى مدينة العمارة - منتدبا من قبل زعيم الطائفة السيّد أبو الحسن الأصفهاني - لمقاومة الحملة التبشيرية التي نمت هناك بواسطة الاستعمار البريطاني، فشرع في إنشاء مستشفى، ومطبعة، وإصدار مجلة سمّاها (الهدى)، وتأسيس مدارس حملت اسم المجلة، وسمت مكانته، واتسع نفوذه ليشمل مناطق شاسعة من جنوب العراق، حتى وجد المبشّرون أنفسهم معزولين تماماً، فاضطروا إلى الرحيل.[٥٨] وكانت المدرسة النجفية قد شهدت ظهور الشيخية الذي اقتضى صدور مجموعة من الردود والمصفنات المفندة لها. فيما تصدّى أعلام المدرسة النجفية للرد على الحركة الوهّابية وكان في طليعتم الشيخ جعفر كاشف الغطاء في كتابه "منهج الرشاد لمن أراد السداد" الذي يُعد أوّل مصنف في ردّ هذه الفرقة.[٥٩]
المدّ الشيوعي وردة الفعل النجفية
تمكنت الشيوعية من التمدد في العراق إلى حد استطاعت معه النفوذ إلى الوسط الشبابي بل اختراق بعض الخطوط الحصينة واستقطاب مجموعة من أبناء العلماء وبعض طلبة العلوم الدينية، الأمر الذي أثار قلق كبار علماء المدرسة النجفية فرأوا من الضروري الوقوف بوجه هذا التيار الجارف من خلال تشكيل مؤسسات علمية وتربوية تُعنى بمعالجة هذه القضية في جميع قصبات ومدن العراق وبدعم وإرشاد من آية الله السيّد محسن الحكيم.[٦٠] وكان لآية الله السيد الشهيد محمد باقر الصدر (ره) الدور الكبير في هذه المواجهة ومواصلة مسيرة الصراع والتحدّي من خلال كتبه القيّمة فلسفتنا واقتصادُنا والبنك اللاربوي.!!!
النشاط السياسي
لم ينحصر نشاط المدرسة النجفية بالبعد العلمي وبيان المعارف الدينية، بل خاضت أعلامها في غمار الحراك السياسي خاصّة مع إطلالة العصر القاجاري، حيث واجه العالم الإسلامي في تلك البرهة ظاهرتَي الاستعمار والاستبداد، وقد تصدّت الحوزة النجفية التي مثلت أكبر المراكز الشيعية العلمية، لتلك الظواهر التي تجلت بوضوح على الساحتان الإيرانية والعراقية وذلك في الحوادث التي شهدتها البَلَدان.[بحاجة لمصدر]
الحرب الروسية الإيرانية
تعد الحرب الإيرانية الروسية من الحوادث المصيرية التي شهدها الشعب الإيراني في زمن السلطان فتحعلي شاه (حكم ما بين 1212- 1250 هـ )، وقد توسل البلاط القاجاري على إثرها بالعلماء ومراجع الدين لمساعدته في خوض تلك المعركة الشرسة، والذي أدى إلى إصدار الشيخ جعفر كاشف الغطاء وغيره من أعلام مدرستي النجف وكربلاء، حكماً بوجوب الجهاد.[٦١] والحكم بوجوب مشاركة المجتهدين في الجهاد الدفاعي، بل ذهب أكثر من ذلك حينما أذن - إنطلاقا من منصبه كنائب للأئمة - لـ"فَتْحْ علي شاه" بالتصرّف في الحقوق الشرعية لدعم المعركة. وقام بتأليف كتابه الموسوم "غاية المراد في أحكام الجهاد" لحث الجماهير على الجهاد ودفعهم نحو الدفاع عن البلاد وذلك بطلب من العباس ميرزا ولي العهد القاجاري.[٦٢] وقد لعب سائر علماء النجف دوراً تاريخياً في تحريض الجماهير للالتحاق بساحات القتال ضد القوات الروسية لاستئناف المعركة الثانية وتحرير الأراضي المحتلة حتى أن البعض منهم أصدر حكما بوجوب الجهاد.[٦٣] ولا يقلل من قيمة ذلك الحراك، اندحار القوات الاسلامية وتراجعها أمام الجيوش الغازية.[٦٤]
واقعة التنباك
يمكن التعبير بأن قضية التنباك هي أول إصطدام بين علماء الدين والحكام والتي تمثّلت في تدخل الحوزة النجفية على وجه الخصوص في الشأن السياسي بشكل مباشر وهي كانت نقلة نوعية في التعامل بين المؤسستين الدينية من جهة والحكومية هي الأخرى وقد ألقت بثقلها على الساحة الإيرانية بشكل واسع، وإن كان مقرّ القيادة آنذاك في سامراء بعد ما هاجر إليها المرجع الكبير الميرزا حسن الشيرازي من النجف الأشرف.[بحاجة لمصدر]
الحركة الدستورية
إن الحركة الدستورية (المشروطة) تُمثل ذروة النشاط السياسي للحوزة النجفية، حيث تولى الحراك السياسي في تلك البرهة ثلاثة من كبار المراجع هم: الحاج الميرزا حسين الخليلي الطهراني، والملا عبد الله المازندراني والملا الآخوند الخراساني.[٦٥] وقد تجلّى ذلك بما صدر عنهم من بيانات وفتاوى وبرقيات ورسائل قصيرة تارة ومفصّلة تارة أخرى.[٦٦] وكان هؤلاء الأعلام الثلاثة قد وقفوا في بادئ الأمر إلى جانب المعارضين للحكومة القاجارية وللسياسات الفاسدة لأمين السلطنة الصدر الأعظم لمظفر الدين شاه وأصدروا بياناً مشتركاً يدين تلك السياسات.[٦٧]
وحينما اعتصم كبار علماء طهران وبعض الجماهير في السفارة البريطانية أبرقوا إلى الشاه يطالبونه بالسماح للمعتصمين بالعودة إلى طهران.[٦٨] ثم تَواصَل دعمهم للمشروطة في المراحل اللاحقة لها. وما إن وصل محمد علي شاه إلى سدة الحكم وظهرت الخلافات بين المشروعة والمشروطة، حتى وقف هؤلاء الأعلام بقوّة إلى جانب دعاة المشروطة "الدستورية" رافضين مواقف المعارضين لها.[٦٩]
الإنذار الروسي سنة 1950 م
أثارت الأزمة التي اعقبت التحذير الروسي عام 1950 م بعد الخطوات الاصلاحية التي قام بها مورجان شوستر الأمين العام لصندوق النقد الايراني، انتباه السياسيين والنخبة للتوجّه نحو الحوزة العلمية في النجف الأشرف، وعلى إثرها دعت المرجعيات الدينية الشعب الايراني إلى الصمود، وأصدرت أمراً يقضي بتحريم البضاعة الروسية واعتبار الجهاد الاقتصادي رديفا للجهاد العسكري واعتبروه بمثابة التضحية تحت لواء إمام العصر والزمان (عج)؛ وقاموا بمراسلة الحكومتين الروسية والبريطانية لمعالجة القضية ودفع الخطر.[٧٠]
وكان العلماء قد قرروا التوجّه صوب إيران بمعية الجماهير الإيرانية والعشائر العراقية وأساتذة الحوزة وطلابها، والتصدّي للاعتداء الروسي، وعند ما التفّت الجماهير حول رجال الدين وقرر الآخوند الخراساني التحرّك نحو إيران حصل ما لم يكن متوقعاً بموت الآخوند المفاجئ في ليلة ما قبل المغادرة.[٧١] الأمر الذي أثار شكوكاً في القضية من أنه قُتل بتخطيط مسبق، وبهذا الحدث أسدل الستار على مرحلة من مراحل تاريخ الحوزة النجفية السياسي.[٧٢]
الإحتجاج على ترحيل الشيخ مهدي الخالصي
أعقبت عملية الترحيل التي تعرّض لها الشيخ مهدي الخالصي إلى الحجاز بأمر من القوات البريطانية، اعتراضاً شديداً من قبل علماء النجف وخرج على إثرها كلّ من الميرزا النائيني والسيّد أبو الحسن الاصفهاني من العراق قاصدين الأراضي الإيرانية اعتراضاً على إبعاد الشيخ الخالصي،[٧٣] وقد حاول السلطان الإيراني رضا خان البَهْلَوي، انتهاز الفرصة لتعزيز مكانته وتحقيق آماله في السلطة بالتظاهر بالطاعة للعلماء وكسب ودّهم.[٧٤] بعرض الهدايا المقدمة له من العلماء للأنطار بعد عودتهم إلى العراق، وكان يسعى للوصول إلى السلطة مستفيداً من المكانة الرفيعة للعلماء في الوسط الاجتماعي، فالتقى بالعَلَمين الميرزا النائيني والسيد أبو الحسن الأصفهاني في مدينة قم، معلنا عن التزامه بالعمل ضمن الإطار الذي يرتضيه العلماء وضرورة إشرافهم على البرلمان واعترافه الرسمي بالمذهب الجعفري وحصل بذلك على تأييدهم لتعزيز سلطنته.[٧٥]
موقف حوزة النجف من سياسة الحاكم الإيراني
شهد العصر البَهلَوي الأب، إعراض العلماء في النجف الأشرف وعدم ميلهم للتدخل في القضايا السياسية، وقد اكتفى النائيني برسالة نصح وجّهها لرضا شاه.[٧٦] فيما لم يبد السيّد أبو الحسن الأصفهاني أيّ دعم وإسناد للعلماء المعترضين في داخل البلاد.[٧٧] ولعلّ السبب في ذلك يعود إلى الهزائم المتتالية في المعترك السياسي، والضغوط التي مارستها الحكومة العراقية على العلماء لضبط النفس وعدم الانجرار لمجابهة الحكومة الإيرانية.[٧٨]
إنطلاقة الثورة الإيرانية ونفي قائدها إلى النجف
ارتبطت الحركة السياسية في النجف الأشرف مرة أخرى بالقضايا والأحداث على الساحة الإيرانية في قيام ثورة الخامس عشر من خرداد [5 حزيران 1963] وحتى قيام الثورة سنة 1978 م. فبعد أنْ تمّ اعتقال الإمام الخميني والشيخ بهاء الدين المحلاتي والحاج حسن القمّي إثر أحداث الخامس عشر من خرداد أصدر كلّ من مراجع النجف الأشرف السيّد محسن الحكيم والسيّد أبو القاسم الخوئي، والعلماء والمراجع في قم ومشهد والأهواز وهمدان بيانات أدانوا فيها موقف السلطة الحاكمة وطالبوا باطلاق سراح العلماء الثلاثة مطالبين السلطة بالإصغاء لمطالب العلماء.[بحاجة لمصدر]
ما إنْ أطلق سراح الامام الخميني في شهر مارس سنة 1964 م، حتى تمّ اعتقاله ثانيةً في نفس العام بسبب موقفه الرافض للائحة الكابيتولاسيون - التي تمنح الأمريكان الحصانة أمام القضاء الايراني - ومن ثمّ ترحيله إلى تركيا ومنها إلى النجف بمسعى من مراجع وعلماء العراق وايران للسماح له بالانتقال إلى النجف الأشرف بعد عدة شهور. وكانت الحكومة الايرانية تأمل بتضاءل مرجعية الإمام الخميني أمام مستوى مرجعيات النجف الأشرف وتراجع نفوذه في الوسط الديني والاجتماعي تدريجياً إلى أن يمحو صيته في نهاية المطاف. لكنه تمكن من الجمع بين التصدّي لقيادة الثورة بمواصلة مسيرة الثورة الإسلامية والاهتمام بشؤون المرجعية ومتابعة دروسه وكتاباته العلمية مربياً لجيل من العلماء والفضلاء الايرانيين وغيرهم وتوجيه بوصلتهم نحو محاربة النظام البلهوي وقد واصل حراكه العلمي والسياسي حتى الأيام الأخيرة التي أبعد فيها من النجف بتنسيق بين الحكومتين الايرانية والعراقية.[بحاجة لمصدر]
هجوم الانجليز وفتوى الجهاد
لقد توجهت الجماهير العراقية والحكومة العثمانية باتجاه النجف الأشرف مطالبة المساعدة من علمائها، بعد أنْ دخلت القوات البريطانية العراق عام 1914 م من جنوب البلاد واحتلت مدينة البصرة.[٧٩]
فاستجابوا لهم وتحركت مجموعة كبيرة في المحرم من سنة 1333 هـ متوجهة من النجف الأشرف إلى بغداد بقيادة كبار العلماء والسيد مصطفى الكاشاني وشيخ الشريعة الأصفهاني والسيد علي الداماد والسيد محمد سعيد الحبوبي، وكان السيد محمد كاظم اليزدي زعيم الحوزة في حينه قد بعث بولده إلى ساحة المعارك ممثلاً عنه إلى جانب سائر العلماء.[٨٠]
وقد تشكلت جموع غفيرة من المجاهدين قوامها طلاب العلوم الدينية من العرب والإيرانيين.(86)[٨١] وأوكلت قيادة فرق المجاهدين إلى واحد أو اثنين من علماء النجف.[٨٢] فيما قام فريق من فضلاء الحوزة النجفية بالتوجّه صوب العشائر العراقية لحثهم على الجهاد والنهوض بوجه المستعمر الانجليزي.[٨٣] فبالنتيجة تمكنت قوات المجاهدين من إلحاق هزيمة ساحقة بالقوات الانجليزية في مدينة الكوت سنة 1916 م/1334 هـ.[٨٤] إلا أن القوات المحتلة تمكنت فيما بعد من احتلال بغداد ومناطق شمالي العراق وغيرها من المدن والقصبات.[٨٥]
الاعتراض على احتلال العراق
قاد الانزعاج من الهيمنة الأجنبية على البلاد الاسلامية إلى تشكيل مجموعة من الاتحادات والتكتلات الدينية في النجف بقيادة رجال الدين وبعض البيوتات العلمية الشهيرة،[٨٦] ومن أبرزها جمعية النهضة الإسلامية التي قام بتأسيس جناحها السياسي غالباً شخصيات علمائية كبيرة كالسيّد محمد علي بحر العلوم والشيخ محمد جواد الجزائري.[٨٧] وقد انطلقت الشرارة الأولى للثورة في النجف بعد اغتيال الحاكم السياسي فيها "وليم مارشال" سنة 1918 م من قبل الجناح السرّي للجمعية.[٨٨] وكانت ردّة الفعل البريطانية عنفية جدّاً فقامت بقمع الثورة بقوّة.[٨٩] إلا أنّ الثورة النجفية كانت بمثابة الشرارة التي أشعلت، ومهدت للثورة العراقية الكبرى سنة 1920 م والدور الذي لعبته النجف في تلك الثورة.[بحاجة لمصدر]
وكانت الحكومة البريطانية فقد قررت اجراء استفتاء شعبي يوفر لها الأرضية في مواصلة احتلالها للعراق إلا أنّها واجهت رفضاً علمائياً وشعبياً كبيراً.[٩٠] وقد أصدر الميرزا محمد تقي الشيرازي فتوى حرم فيها ركون المسلمين لحكم الكافرين[٩١] وبعث ببرقية إلى حاكم مكة يطالب فيها بتأسيس حكومة عراقية بقيادة حاكم مسلم عربي.[٩٢]
وبعد وفاة السيّد محمد كاظم اليزدي وتصدي الميرزا محمد تقي الشيرازي لزعامة التشيع والمرجعية اشتدت وتيرة الحراك الثوري.[٩٣] وبعد اعلان الوصايا واعتبار العراق محمية بريطانية عقد الميرزا الشيرازي مجلساٌ استشارياً من العلماء ضمّ بعض علماء النجف وكان السيّد أبو القاسم الكاشاني من أنشط أعضائه.[٩٤] وبعد رحيل الشيرازي تصدّى لزعامة الشيعة شيخ الشريعة الأصفهاني فواصلت النجف ريادتها وقيادتها للثورة.[٩٥]
الحوزة النجفية بعد الثورة
كانت النجف تدار بعد الثورة بصورة مستقلة من قبل "الهيئة العلمية الدينية العليا" التي تعد من أهم المکونات التي لعبت دوراً مهماً في قيادة المرحلة، وتضمّ ثلاثة من أبرز العلماء هم: عبد الكريم الجزائري والشيخ محمد جواد البلاغي والسيّد محمد علي بحر العلوم.[٩٦]وقد بيّن القادة في النجف وكربلاء أهداف ثورتهم أمام الرأي العام العالمي، وأنّهم دعاة لتحرير بلادهم واستقلالها من نير الطغاة المستعمرين، معتمدين في ذلك على المساعدات التي يقدمها مراجع التقليد والدعم الشعبي من الجماهير ورؤساء القبائل وبعض التجار.[٩٧]
وكان الانجليز قد دقّوا إسفين الفرقة في صفوف الثوار عبر طلب التفاوض الذي رفضه أكثر أعضاء الهيئة العلمية الدينية العليا وعلى رأسهم شيخ الشريعة الأصفهاني.[٩٨] وقد توالت الحملات البريطانية العنيفة مما أجبر الثوار على التسليم وأدى إلى اعتقال الكثير من العلماء الثوريين في النجف وكربلاء، وهروب البعض منهم كالسيّد أبو القاسم الكاشاني.[٩٩] وقد انعكس ذلك سلباً على الحركة السياسية في الوسط الحوزوي، حيث توقفت بذلك النشاطات السياسية لفترات من الزمن، خاصة وأن الشيعة لاقت الويلات.[١٠٠]
الحوزة النجفية واحتلال فلسطين
سجلت الحوزة النجفية موقفا ايجابياً قبال الاحتلال الإسرائيلي لفسلطين وخاصة بعد حرب اسرائيل ضد العرب عام 1967 م، تَمثّل بإصدار بيانات من قبل المراجع مُدينين الاحتلال وداعين لنصرة الشعب الفلسطيني والحثّ على مواجهة الغزاة.[١٠١]
الحوزة النجفية مع الشيوعيين
لم تقف الحوزة العلمية النجفية مكتوفة الأيدي قبال انتشار الفكر الشيوعي في العالم الاسلامي ثم تبعه البعثيّون وتصدّيهم للحكم، وقد تمثلت ردّة الفعل بالمعارضة العلنية لهذين الحزبين مما كلّفها الكثير من الملاحقات والاعتقالات أو الاغتيالات بين صفوف الطلبة والفضلاء في الحوزة.[١٠٢]
تأسيس حزب الدعوة الإسلامية
مثّل تأسيس حزب الدعوة الإسلامية في العقود الأخيرة انعطافة كبرى في العمل السياسي للحوزة النجفية. وكان تأسيس الحزب قد تمّ على يد فريق من العلماء الشباب كالسيّد محمد باقر الصدر والسيّد مرتضى العسكري وذلك عام 1957 م. وكان الهاجس الكبير الذي حرك المؤسسين هو التحدّي الفكري والثقافي والعقائدي والشبهات المثارة أمام الإسلاميين، ولم تمض فترة طويلة حتى انجر الحزب للخوض في المعترك السياسي. وكان قادة حزب الدعوة والإخوان المسلمين فرع العرق قد اتفقوا سنة 1960 م على تأسيس دولة إسلامية يتكاتف الشيعة والسنّة على إقامتها.[١٠٣]
وقد تمكن حزب الدعوة الإسلامية بسبب النشاط المكثف لأعضائه من استقطاب الكثير من الشبان إلى صفوف الحزب، وقد تصدّى مفكرو الحزب للاتجاهين الشيوعي والقومي مما أثار حفيظتهم، ثم تعرّض على إثرها السيّد محمد باقر الصدر للاعتداءات المتكررة التي قام بها القوميّون في النجف.[١٠٤] وكان السيّد محسن الحكيم من الشخصيات القليلة التي ساعدت وبقوّة على كسر طوق الانعزال والانزواء السياسي عن الحوزة العلمية النجفية.[بحاجة لمصدر]
نشاط السيد محمد باقر الصدر
شرع السيّد محمد باقر الصدر بنشاطه السياسي في العقد السابع من القرن العشرين وكان حينها من مبرّزي أساتذة الحوزة النجفية، الأمر الذي أثار انتباه المحافل السياسية الشيعية في العراق.[١٠٥] وكان لموقف الرفض الذي قاده العلماء غالباً التأثير المباشر في توفير الأرضية للتحرّك باتجاه اسقاط حزب البعث الحاكم، والذي تجلّت بوادره في انتفاضة صفر سنة 1397 هـ التي جعلت السلطة الحاكمة تستشعر مدى تأثير القيادة العلمائية على الساحة السياسية وتحريك الشارع الإسلامي، ومن هنا سعت إلى تضييق الخناق على الشخصيات العاملة ووضع العراقيل في طريق الحركة. [١٠٦] وكانت انتفاضة رجب قد انطلقت من بيت السيّد الصدر على يد مريديه وتلامذته إلا أنّ مصيرها لم يكن بأحسن حال من سابقاتها. [١٠٧] وقد انتهت القضية باعتقال وإعدام السيد الصدر وأخته العلوية بنت الهدي.[١٠٨] وقد أعلن السيّد الخوئي عن ادانته لهذه القضية وطالب بالسماح للسيد بمغادرة العراق، إلا أنّ السلطات رفضت ذلك وأغلقت حساباتهم المصرفية كما اعتقلت بعض تلامذته ثم قامت بإعدامه مع أخته وعدد من مُريديه المعتقلين.[١٠٩] وعلى إثرها ضاقت دائرة الخناق على العلماء وطلاب العلوم الدينية، سيّما بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران عام 1979 م، مما اضطر البعض منهم إلى الهجرة من النجف ليواصلوا نشاطهم الجهادي والعلمي من المهجر.[١١٠]
قواعد المنهج الدراسي وآلياته
لم تفرض الحوزة العلمية قواعد خاصّة لتلقي العلم كالعمر والمستوى الدراسي الأكاديمي وما شاكلها، بل للطالب حرية اختيار الأستاذ، الأمر الذي يفرض على المشايخ والأساتذة الاستعداد الكامل والتهيؤ التامّ على المستويين العلمي والبياني؛ ليتمكنوا من استقطاب الطلاب على حلقات دروسهم لو أرادوا لها النجاح والاستمرارية. علماً أنّ الأستاذ لا يتقاضى مرتباً شهرياً بإزاء ما يلقيه من دروس ومحاضرات وإنمّا يتكفل مراجع التقليد بتوفير ما يؤمن له الحد الممكن من ضروريات المعيشة.[١١١]ويمثل الطالب الركن الثاني من أركان العملية التعليمية ويكفي في حضورهم عند حلقات الدرس تمكنّهم من بعض المؤهلات واستعدادهم لتلقي المادة الدراسية المتوخاة من العلوم الدينية.[١١٢]
ويتمّ تأمين مستلزمات الطلاب عن طريق مراجع التقليد والموقوفات والهبات مضافاً إلى الدعم الذي تقدمه المؤسسات الخيرية وأسر الطلبة أنفسهم.[١١٣] وهناك من يُقدّم مساعدات غير نقدية كالقرطاسية والمَلبس وغيرها من المواد التي يحتاجها الطالب.[١١٤] وهناك بعض المدراس تقوم بين الفينة والأخرى بتقديم وجبات طعام كمدرسة قوام.[١١٥] فيما يفضل بعض الطلاب والمدرسين العمل لكسب المال بنفسه لتأمين حاجاته.[١١٦]
أوطان الطلاب وجنسياتهم
يمثل الطلاب الأجانب العدد الأكبر بين الطلاب النجفيين، وهم ينحدرون من مدن وبلدان وقوميات مختلفة، فهناك الباكستاني والهندي والأفغاني والتبتي والإيراني والعربي؛ سوري ولبناني وخليجي والأتراك من شتّى البلدان وغيرهم؛ وإن كان الحضور الفاعل للطلاب الإيرانيين هو الأوفر من بين المجموع.[١١٧] ومن المناطق التي عرفت برفدها الحوزة العلمية بالطلاب والفضلاء على مرّ التاريخ منطقة جبل عامل اللبنانية، من عصر الشهيد الأوّل (منتصف القرن الثامن)، وأخذ بالازدياد في عصر السيّد جواد العاملي المتوفى سنة 1226 هـ.[١١٨]
والجدير بالذكر أنّ المدارس العلمية لم تتخذ - عادةً - من جنسية الطالب وهويته معياراً للقبول في صفوفها، لكن هناك بعض المدراس شيّدت خصّصياً لبعض الجنسيات كمدرسة العامليين الخاصّة للطلبة اللبنانيين، والجامع الهندي الخاصّة للطلبة الهنود والمدرسة الإيروانية الخاصّة للطلبة الأتراك.[١١٩] وقد شهدت المدرسة النجفية في الأعوام التي تلت سقوط النظام البعثي توافداً على صفوفها من سائر البلدان الإسلامية.[بحاجة لمصدر]
إحصاء الأساتذة والطلاب
يتأثر عدد المدرسين والطلاب في الحوزة النجفية بالعوامل السياسية والإقتصادية والإجتماعية التي يشهدها العراق.[١٢٠]فعلى سبيل المثال كان عدد طلاب المدرسة النجفية عند احتلال البريطانيين للعراق سنة 1335 هـ أكثر من عشرة آلاف طالب، ثم تراجع العدد في سنة 1376 هـ إلى قرابة الألفين.[١٢١]
فعندما تشتد الأزمة ويضطرب الوضع السياسي أو الأمني يتراجع العدد حيث يهاجر البعض منهم إلى مدارس علمية أخرى وهذا ماحصل فعلا عندما أصاب النجف وباء الطاعون في أكثر من مرّة.[١٢٢]وقد استقبلت الحوزة القمّية الكثير من طلاب وأساتذة المدرسة النجفية إثر الضغوط التي مارسها النظام البعثي ضدهم من بداية السبعينات والعقود التي تلتها.[١٢٣]
المراحل الدراسية
لم يختلف النظام العام للدراسة في الحوزة النجفية عن سائر المراكز العلمية الشيعية من التوزيع على ثلاث مراحل هي المقدمات والسطوح والخارج.[١٢٤] وتستغرق مرحلة المقدمات ما بين ثلاث إلى خمس سنين[١٢٥] تبدأ بعلوم اللغة العربية حيث يدرس الطالب عادة مجموعة من المتون كمتن الآجرومية، وكتاب قطر الندى وبَل الصدى، وشرح ابن عقيل، فيما يدرس الطلاب غير العرب كتاب جامع المقدمات الشامل لمجموعة من الكتب (الأمثلة، شرح الأمثلة، صرف مير، التصريف، عوامل النحو، الهداية، وشرح الأنموذج والصمدية).[بحاجة لمصدر]
ثم مواصلة دراسة الأدب العربي من خلال دراسة كتاب النهجة المرضية (شرح السيوطي لألفية ابن مالك المعروف بشرح السيوطي)، وكتاب مغني اللبيب.[١٢٦] ومن المتون التي يدرسها الطالب كتاب المطوّل والمختصر للتفتازاني في البلاغة والمعاني والبيان، وحاشية الملا عبد الله وشرح الشمسية لقطب الدين الرازي ومنطق المظفر.[١٢٧] مضافاً إلى كتاب تبصرة المتعلمين العلامة الحلي أو بعض الرسائل العملية في الفقه.[١٢٨]
وهناك من الطلاب من يحضر في الأثناء دورات تأهيلية لتلقي فنون الخطابة بطريقة عملية.[١٢٩] أمّا مرحلة المباني والتي تعرف بمرحلة السطوح فيتم التركيز فيها على علمي الفقه وأصول الفقه حيث يدرس الطالب من المتون الفقهية كتاب الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية المعروف بشرح اللمعة للشهيد الثاني المتوفى سنة 966هـ ق، وكتاب المكاسب للشيخ مرتضى الأنصاري.[بحاجة لمصدر]
وأمّا المتون الأصولية فتتم دراسة كتاب معالم الدين للشيخ حسن بن زين العابدين الجبعي العاملي المتوفى سنة 1011هـ ق، وكتاب الرسائل للشيخ مرتضى الأنصاري والكفاية للآخوند الخراساني.[١٣٠] ومن المتون التي يدرسها الطالب في هذه المرحلة: كتاب دراية الحديث للشهيد الثاني أو ما يعادلها من كتب دراية الحديث؛ وكتاب منظومة الملا هادي السبزواري والأسفار الأربعة لصدر المتألهين الشيرازي في الفلسفة؛ وشرح الباب الحادي عشر للعلامة الحلي وشرحه لتجريد الاعتقاد للخواجة نصير الدين الطوسي في الكلام؛ مضافاً إلى بعض الدراسات التفسيرية.[١٣١]وتستغرق هذه المرحلة -عادة- ما يقرب من أربع سنين.[١٣٢]
الدراسات العليا (البحث الخارج)
تمثل مرحلة الدراسات العليا المرحلة الأخيرة في سلسلة الدرس الحوزوي، وتبدأ بعد الفراغ من مرحلتي المقدمات والسطوح لمن يريد مواصلة المشوار الدراسي والوصول إلى مرتبة الاجتهاد والتوفر على ملكة استنباط الحكم الشرعي.[١٣٣] علماً أن المدرسة النجفية لا تخضع الطالب للاختبار في المواد التي تلقاها ولا تمنحه وثيقة علمية.[١٣٤]
نعم، حينما يصل الطالب إلى مرتبة رفيعة من العلم أو يصل إلى مرحلة الاجتهاد يُمنح من قبل أستاذه "إجازة" تكشف عن مستواه العلمي، وأنّه مؤهل لاستنباط الأحكام الشرعية من مصادرها الأصلية.[بحاجة لمصدر]
أماكن الدراسة
يلقي الأساتذة والمشايخ دروسهم الدينية في أماكن مختلفة، كباحات الصحن العلوي، والمساجد، وأضرحة العلماء كضريح الشيخ الطوسي، وبيوت العلماء والمدرسين.[١٣٥]
- الصحن العلوي، ويعدّ المركز الرئيسي لاجتماع الأساتذة والطلاب.[١٣٦]وعادة ما يلقي العلماء الكبار دروسهم في مساجد خاصّة بهم.[١٣٧]
- المدارس الدينية، تحتضن النجف الأشرف الكثير من المدارس تبلغ قرابة الـ 54 مدرسة شيّدت من قبل العلماء والتجار والأمراء والولاة الصالحين على مرّ التاريخ.[١٣٨]وتعدّ المدرسة المرتضوية من أقدم تلك المدارس التي كان السيّد حيدر الآملي يسكنها سنة 786 هـ، وأعاد الشاه الصفوي عباس الأوّل ترميمها وعمارتها مرّة أخرى.[١٣٩] ومنها المدرسة التي شيّدها المقداد السيوري المتوفى سنة 828 هـ ق، والتي اعاد ترميمها وعمارتها شخص يسمى سليم خان فعرفت بالمدرسة السليمية.[١٤٠] ومن المدارس النجفية مدرسة: قوام، والقزويني، والبادكوبي، والهندي التي قام بتشييدها شخصيات حكومة وتجارية، ومنها: مدرسة الايرواني الشربياني والآخوند الخراساني والسيّد الطباطبائي والبروجردي التي شيّدها مراجع الدين والعلماء ونسبت إليهم.[١٤١]
الحرية في اختيار الأستاذ
يُترك لطالب العلوم الدينية حرية اختيار الأستاذ.[١٤٢] وقد تعقد الحلقة الدراسية بحضور طالب واحد، وإنْ كان المتعارف عقدها بحضور ما لايقل عن ثلاثة طلاب.[١٤٣] ويعتمد نظام الدراسة النجفية طريقة الحلقات الذي تضرب بجذورها إلى عصر الشيخ الطوسي، حيث يتكئ الأستاذ على إحدى الأسطوانات أو الجدران، فيتحلق الطلاب من حوله، ثم يشرع بإلقاء الدرس مبتدأ بالصلاة على محمد (ص) وآله المعصومين (ع)، وقراءة مقطع من المتن الذي يراد دراسته مسلطاً الأضواء على المراد منه وتوضيح المراد منه مع الإصغاء إلى أسئلة الطلاب وإشكالاتهم.[١٤٤]
موعد الدرس
يحدد الأستاذ بالتوافق مع تلامذته زمان ومكان عقد الحلقات الدراسية، وأمّا البرنامج الدراسي في الحرم فيتوزع على ثلاث فترات زمنية، تبدأ الأوّلى مع الفجر، وتنهي قبيل زوال الشمس. فيما تبدأ الثانية من العصر إلى قبيل المغرب. أما المرحلة الثالثة فتبدأ بالانتهاء من صلاة العشاء إلى أن يحين موعد إغلاق أبواب الحرم الشريف.[١٤٥]
نعم، تنظيم دروس أبحاث الخارج والحلقات التي يعقدها مراجع الدين الكبار بطريقة يتسنى معها للطالب الحضور عند أكثر من مجتهد في اليوم الواحد وعادة ما تستغرق الحلقة الدراسية 45 إلى 60 دقيقة.[١٤٦]علماً أنّ اللغة المعتمدة في النجف الاشرف هي اللغة العربية خاصّة في الدراسات العليا ولكن يحق للطالب الحضور عند مواطنيه من الأساتذة للتعامل بلغتهم الخاصّة.[١٤٧]
العطل الرسمية
يتم تعطيل الدراسة الحوزوية في النجف الأشرف يومي الخميس والجمعة من كلّ اسبوع، وفي شهر رمضان والأسبوعين الأوّلين من شهر محرم والأيام الأخيرة من شهر صفر لتوفير المجال أمام المبلغين والمرشدين لأداء مهمة الوعظ والإرشاد وإحياء المناسبات الدينية كرحلة النبي الأكرم (ص) وشهادة الإمام الحسين عليه السلام. كذلك يتم تعطيل الدرس الحوزوي بمناسبة وفيات سائر المعصومين (ع) ورحيل أحد مراجع التقليد، والأعياد والمناسبات الإسلامية. وكان العرف السائد في الحوزة النجفية مواصلة الدراسة طيلة أيام السنة باستثناء ما ذكر، الا أن السيّد الخوئي (ره) منح الطلاب عطلة صيفية لمدة 45 يوماً مع التقليل من العطل السابقة.[١٤٨]
المكتبات
- مرقد ومكتبة السيّد الحكيم
- مكتبة أمير المؤمنين (ع) العامّة
- مكتبة العلامة الأميني
تتوفر النجف الأشرف على الكثير من المكتبات العامّة التي شيّدت لغاية توفير مصادر التحقيق والبحث العلمي التي تقتضيها طبيعة الحاضرة العالمية، ومن هنا كانت النجف وعلى مرّ التاريخ من أبرز المدن التي تزدان بمكتباتها العامرة.[بحاجة لمصدر]
- يضرب تاريخ البعض منها كالمكتبة الحيدرية (وتعرف بالخزانة الغروية أيضاً) بعمق التاريخ الإسلامي؛ إذ يعود تأسيسها إلى القرن الرابع الهجري، بل إلى ما قبل ذلك التاريخ، مما يعكس مدى اهتمام الفقهاء بهذا الجانب وإشرافهم على تلك الصروح العلمية كالعلامة الحلي. وقد تعرّضت المكتبة إبّان حكم النظام البعثي لإضرار كبيرة، تمكن المشرفون من تلافيها واصلاحها بعد سقوط حكومة صدام حسين لتعود تحت إشراف المرجعية الشيعية إلى سابق عهدها من العطاء العلمي. تقع المكتبة ضمن حرم الإمام أمير المؤمنين عليه السلام.[بحاجة لمصدر]
- مكتبة الحسينية الشوشترية، وهي من أهم المكتبات النجفية التي عفت عليها يد الدهر.
- مكتبة الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء، وهي من أبرز المكتبات النجفية التي ما زالت عامرة بعطائها يرتادها طلبة العلم ورجال التحقيق.[١٤٩]
- هناك مجموعة من المكتبات النجفية قد اندثرت ولم يبق لها أثر يذكر، منها: مكتبة مدرسة قوام، والخليلي والآخوند الخراساني؛ فيما حافظت مكتبة السيّد محمد كاظم الطباطبائي وغيرها على مكانتها، وتمكنت من الثبات رغم العواصف التي مرّت بها.[١٥٠]
- أسست مكتبة أمير المؤمنين عليه السلام العامّة على يد الشيخ عبد الحسين الأميني صاحب كتاب الغدير قبل أكثر من خمسين سنة، وتعتبر اليوم من أغنى المكتبات النجفية.
- كذلك مكتبة آية الله السيّد محسن الحكيم التي تقع ضمن بناء المسجد الهندي. وتمتاز بتوفيرها الكتب والمصادر العلمية لطلاب العلوم الدينية ويرتادها بغاة العلم وروّاد المعرفة من سائر الأصناف.[بحاجة لمصدر]
تأسيس المدارس العصرية
- قامت مؤسسة كاشف الغطاء في العقود الأخيرة بخطوات إصلاحية لطريقة ونظام الدراسة الحوزوية في النجف الأشرف، فقامت بتأسيس مدارس على غرار المدارس العصرية، وكانت بدايات ذلك ترجع إلى الخطوات التي قام بها الشيخ محمد رضا المظفر مؤسس "جمعية مُنْتدى النشر" في بغداد والتي عمدت إلى الجمع بين طريقة الطرح الأكاديمي والمحافظة على المحتوى الديني والحوزوي للعلوم، وكانت قد بدأت نشاطها العلمي سنة 1357 هـ ق ثم توسّع نشاطها ليعمّ النجف وسائر المدن العراقية.[١٥١]
- مدرسة العلامة عزّ الدين الجزائري، أسست في النجف الأشرف سنة 1362هـ ، وتعد من أنجح المدارس الحوزوية العصرية، حيث اعتمدت نظاماً تعليماً متكاملاً مع برنامج واضح المعالم تحدد فيه الأيام الدراسية والعطل مع تعريض الطالب لاختبارات فصلية ومنحه شهادات علمية، والتأكيد على اعتماد طريقة تدريس عصرية وباللغة العربية الفصحى. وقد اعترفت وزارة المعارف بالمدرسة المذكورة فيما قررت وزارة الدفاع إعفاء طلبتها من الخدمة الإلزامية.[١٥٢]
- قام العلامة المظفر سنة 1376هـ ق بتأسيس كلية الفقه في النجف الأشرف التي اعترف وزارة المعارف حينها بمعادلة شهادتها مع الشهادات العليا.[١٥٣]
- جامعة النجف الدينية، قام بتأسيسها سنة 1956م السيّد محمد كلانتر المتوفى سنة 2000م. ورغم وجود الخطوات الاصلاحية لا زالت المدرسة النجفية تعتمد الطريقة التقليدية في التدريس.[بحاجة لمصدر]
المدارس العلمية في النجف الأشرف
الهوامش
- ↑ بحر العلوم، الجامعة العلمية في النجف عبر أيامها الطويلة، ص 11؛ شمس الدين، محمد رضا، ص 67- 68.
- ↑ ابن طاووس، فرحة الغري، ص 155.
- ↑ النجاشي، فهرست أسماء مصنّفي الشيعة، ص 440.
- ↑ النجاشي، فهرست أسماء مصنّفي الشيعة، ص 68.
- ↑ النجاشي، فهرست أسماء مصنّفي الشيعة، ص 74.
- ↑ الخوئي، معجم رجال الحديث، ج 16، ص 337.
- ↑ ابن طاووس، فرحة الغري في تعيين قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في النجف، ص 148؛ بحر العلوم، الجامعة العلمية في النجف عبر أيامها الطويلة، ص 13 - 14.
- ↑ للتعرف على نقد هذه الآراء راجع: الغروي، الحوزة العلمية في النجف الاشرف، ص 19 - 30.
- ↑ المحقق الحلي، نكت النهاية، ج 1، ص 11.
- ↑ الطوسي، الرسائل العشر، ص 31.
- ↑ المحقق الحلي، نكت النهاية، ج 1، ص 11.
- ↑ كان أول مجلس للاملاء في: 26 صفر 456 في حرم أمير المؤمنين (عليه السلام).
- ↑ محمد بن حسن الطوسي، المبسوط في فقه الامامية، ، ج 1، ص 1- 3.
- ↑ الشهيد الثاني، الرعاية في علم الدراية، ص 93.
- ↑ ابن الشهيد الثاني، معالم الدين وملاذ المجتهدين، ص 176.
- ↑ الصدر، محمد باقر، المعالم الجديدة للأصول، ص 63.
- ↑ راجع: منتجب الدين الرازي، الفهرست، ص 46؛ ابن شهر آشوب، معالم العلماء، ص 324.
- ↑ بحر العلوم، الجامعة العلمية في النجف عبر أيامها الطويلة، ص 44- 45.
- ↑ ابن شهر آشوب، معالم العلماء، ص 43.
- ↑ راجع: الحرّ العاملي، أمل الآمل، قسم 2، ص 255.
- ↑ آقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج 2، ص 509؛ الزركلي، ج 3، ص 330.
- ↑ آقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج 4، ص 463.
- ↑ احمد مجيد عيسى، الدراسة في النجف، ص 732.
- ↑ الفقيه، الدور الثعلمياني للجامعة النجفية، ص 125.
- ↑ حسن الصدر، تكملة أمل الآمل، ج 1، ص98، 321.
- ↑ حسن الصدر، تكملة أمل الآمل، ج 1، ص 93 - 94؛ الموسوي العاملي، ج 1، مقدمة جواد الشهرستاني، ص 30 - 31.
- ↑ الأعرجي، المدارس الأصولية في النجف، ص 234.
- ↑ راجع: الأمين، أعيان الشيعة، ج 10، ص 115.
- ↑ آقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج 4، ص 65.
- ↑ الفقيه، الدور الثاني للجامعة النجفية، ص 127.
- ↑ الآقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج 6، ص 175.
- ↑ كمثال لذلك راجع: الاسترآبادي، الفوائد المدنية، ص 37، 78، 96.
- ↑ طارمي راد، تاريخ فقه وفقهاء، ج 2، ص 96- 110.
- ↑ راجع: الفقيه، الدور الثاني للجامعة النجفية، ص 128.
- ↑ الأمين، أعيان الشيعة، ج 8، ص 394.
- ↑ الأمين، أعيان الشيعة، ج 9، ص 142 - 143.
- ↑ احمد مجيد عيسى، الدراسة في النجف، ص 732.
- ↑ الفقيه، الدور الثاني للجامعة النجفية، ص 134.
- ↑ المازندراني الحائري، منتهى المقال في أحوال الرجال، ج 6، ص 178.
- ↑ راجع: الأمين، أعيان الشيعة ج 10، ص 158 - 163.
- ↑ راجع: كرجي، تاريخ فقه وفقها، ص 234- 235.
- ↑ بحر العلوم، الجامعة العلمية في النجف عبر أيامها الطويلة، ص 80.
- ↑ الخوانساري، روضات الجنات، ج 2، ص 202؛ الأمين، أعيان الشيعة، ج 4، ص 104.
- ↑ حرز الدين، معارف الرجال في تراجم العلماء والأدباء، ج 2، ص 402.
- ↑ لمناقشة مقارنة بين آراء هذين العلمين راجع: عناية الأصول تأليف السيد مرتضى الفيروز آبادي.
- ↑ موسوعة طبقات الفقهاء، ج 14، قسم 2، ص 789
- ↑ راجع: آقا بزرك الطهراني، طبقات اعلام الشيعة، مجلدات الكرام البررة ونقباء البشر؛ موسوعة طبقات الفقهاء، ج 13 - 14.
- ↑ راجع: النراقي، مستند الشيعة في أحكام الشريعة، ج 1، ص 11- 18.
- ↑ راجع: الأمين، أعيان الشيعة، ج 9، ص 149.
- ↑ للتعرف أكثر راجع: آقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج 6، ص 152- 162.
- ↑ راجع: نجفي قوجاني،، سياحت شرق، يا، زندكي نامه آقا نجفي قوجاني، ص 525.
- ↑ راجع: الأمين، أعيان الشيعة،ج 9، ص 193.
- ↑ الرفاعي، تطور الدرس الفلسفي في النجف الأشرف، ص 39.
- ↑ الرفاعي، تطور الدرس الفلسفي في النجف الأشرف، ص 42.
- ↑ الرفاعي، تطور الدرس الفلسفي في النجف الأشرف ص 41 - 42؛ الآقا بزرك الطهراني، طبقات اعلام الشيعة، ج 2، ص 447.
- ↑ "أعلام المعقول في مدرسة النجف"، ص 83.
- ↑ "أعلام المعقول في مدرسة النجف"، ص 83.
- ↑ موسوعة طبقات الفقهاء، ج 14، قسم 1، ص 170.
- ↑ الأمين، أعيان الشيعة، ج 4، ص 104؛ للتعرف على نشاط وجهاد الشيخ كاشف الغطاء في مواجهة هجمات الوهابيين على النجف راجع: محمد حسين حرز الدين، معارف الرجال في تراجم العلماء و الأدباء، ج2، ص 387.
- ↑ راجع: Joyce N. Wiley, The Islamic movement of Iraqi Shi`as, 23- 24؛ الموسم، العدد 16 (1414)، ص 307- 309 .
- ↑ راجع: مفتون الدنبلي، مآثر سلطانيه: تاريخ جنكهاي اول ايران وروس، ص 222.
- ↑ الآغا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج 16، ص16.
- ↑ خاوري شيرازي، تاريخ ذو القرنين، ج 1، ص616.
- ↑ راجع: خاوري شيرازي، تاريخ (ذو القرنين)، ج 1، ص625.
- ↑ راجع: محمد حرز الدين، معارف الرجال في تراجم العلماء و الأدباء، ج 1، ص 277.
- ↑ الحائري، تشيع ومشروطيت در ايران ونقش ايرانيان مقيم عراق، ص123.
- ↑ مَلِكْ زاده، تاريخ انقلاب مشروطيت ايران، ج 1، ص218.
- ↑ ملك زاده، تاريخ انقلاب مشروطيت ايران، ج 2، ص374 - 375.
- ↑ احمد كسروي، تاريخ مشروطه ايران، 1363 ش، ص614، 616.
- ↑ راجع: كفائي، مركي در نور : زندكاني [حياة الـ] آخوند خراساني، ص250 - 255.
- ↑ راجع: الشهرستاني، فاجعة حضرة آية اللّه الخراساني، ص 293 - 298، وكان من تلامذة الخراساني المقربين وقد دون مشاهداته وقررها؛ راجع: كسروي، تاريخ هيجده ساله آذربايجان، 1355 ش، ص 246، 497 - 498؛ كفائي، مركي در نور: زندكاني [حياة الـ] آخوند خراساني، ص 266 - 277.
- ↑ كسروي، تاريخ هيجده ساله آذربايجان، 1355 ش، ص 246 - 247.
- ↑ مرتضوي لنكرودي، مصاحبه با [لقاء مع] حضرت آية اللّه حاج سيد محمد حسن مرتضوي لنكرودي، ص 32.
- ↑ راجع: مُستوفي، شرح زندكاني من، يا تاريخ اجتماعي و اداري دوره قاجاريه، ج 3، ص 614- 615.
- ↑ راجع: محمد حرز الدين، معارف الرجال في تراجم العلماء و الأدباء، ج 1، ص 49.
- ↑ راجع: محمد حسين منظور الأجداد، مرجعيت در عرصه اجتماع وسياست، ص 61- 63.
- ↑ محمد حسين منظور الأجداد، مرجعيت در عرصه اجتماع و سياست، ص 134.
- ↑ محمد حسين منظور الأجداد، مرجعيت در عرصه اجتماع وسياست، ص 157.
- ↑ صادقي طهراني، نكاهي به تاريخ انقلاب اسلامي 1920 عراق و نقش علماي مجاهد اسلام، ص 5 - 6.
- ↑ صادقي طهراني، نكاهي به تاريخ انقلاب اسلامي 1920 عراق و نقش علماي مجاهد اسلام، ص 7 - 8.
- ↑ الحائري، تشيع ومشروطيت در ايران و نقش ايرانيان مقيم عراق، ص 169.
- ↑ الأسدي، ثورة النجف على الانكليز، أو، الشرارة الاولى لثورة العشرين، ص 91.
- ↑ الأسدي، ثورة النجف على الانكليز، أو، الشرارة الاولى لثورة العشرين، ص 92، الهامش.
- ↑ صادقي طهراني، نكاهي به تاريخ انقلاب اسلامي 1920 عراق و نقش علماي مجاهد اسلام، ص 13، 16.
- ↑ الجبوري، النجف الاشرف و حركة الجهاد: عام 1332 - 1333 هـ/1914 م، ص 291، 349 - 350.
- ↑ الرهيمي، تاريخ الحركة الإسلامية في العراق: الجذور الفكرية والواقع التاريخي (1900 - 1924 م)، ص 191.
- ↑ العلوي، حسن العلوي، الشيعة والدولة القومية في العراق، ص 94.
- ↑ الرهيمي، تاريخ الحركة الإسلامية في العراق: الجذور الفكرية والواقع التاريخي (1900 - 1924 م)، ص 194.
- ↑ راجع: الأسدي، ثورة النجف على الانكليز، أو، الشرارة الاولى لثورة العشرين، ص 306، 348.
- ↑ راجع: صادقي طهراني، نكاهي به تاريخ انقلاب اسلامي 1920 عراق ونقش علماي مجاهد اسلام، ص 42- 44.
- ↑ Joyce N. Wiley, The Islamic movement of Iraqi Shi`as,16.
- ↑ Joyce N. Wiley, The Islamic movement of Iraqi Shi`as, 210.
- ↑ اسحاق النقاش، شيعة العراق، ص 91.
- ↑ صادقي طهراني، نكاهي به تاريخ انقلاب اسلامي 1920 عراق و نقش علماي مجاهد اسلام، ص 27.
- ↑ إسحاق النقاش، شيعة العراق، ص 97.
- ↑ الرهيمي، تاريخ الحركة الإسلامية في العراق: الجذور الفكرية والواقع التاريخي (1900 - 1924 م)، ص 224.
- ↑ صادقي طهراني، نكاهي به تاريخ انقلاب اسلامي 1920 عراق و نقش علماي مجاهد اسلام، ص 83، 92 - 93.
- ↑ الرهيمي، تاريخ الحركة الإسلامية في العراق: الجذور الفكرية والواقع التاريخي (1900 - 1924 م)، ص 228.
- ↑ صادقي طهراني، نكاهي به تاريخ انقلاب اسلامي 1920 عراق و نقش علماي مجاهد اسلام، ص 99.
- ↑ راجع: العلوي، حسن العلوي، الشيعة و الدولة القومية في العراق، ص 150.
- ↑ راجع: المفرجي، النجف الأشرف وحركة التيار الإصلاحي (1908 - 1932 م)، ص 302 - 304؛ مقدام عبد الحسن فياض، تاريخ النجف السياسي (1941 - 1958 م)، ص 164 - 172.
- ↑ راجع:محمد الحسيني الشيرازي، تلك الايام: صفحات من تاريخ العراق السياسي، ص 121- 128، 280- 285.
- ↑ Joyce N. Wiley, The Islamic movement of Iraqi Shi`as,
- ↑ Joyce N. Wiley, The Islamic movement of Iraqi Shi`as, 38- 41
- ↑ Joyce N. Wiley, The Islamic movement of Iraqi Shi`as, 48
- ↑ راجع: Joyce N. Wiley, The Islamic movement of Iraqi Shi`as, 50- 51
- ↑ راجع: Joyce N. Wiley, The Islamic movement of Iraqi Shi`as, 52
- ↑ راجع: Joyce N. Wiley, The Islamic movement of Iraqi Shi`as, 55
- ↑ راجع: Joyce N. Wiley, The Islamic movement of Iraqi Shi`as, 57
- ↑ راجع: Joyce N. Wiley, The Islamic movement of Iraqi Shi`as, 78- 82
- ↑ البهادلي، الحوزة العلمية في النجف: معالمها وحركتها الاصلاحية، ص103 - 106.
- ↑ راجع: "بحوث شاملة حول أسلوب الدراسة في النجف"، ص 223.
- ↑ آل محبوبة، ماضي النجف وحاضرها، ج 1، ص 132؛ محمد الخليلي، مكتبات النجف القديمة والحديثة، ص 405؛ جمالي، جامعة النجف الدينية، ص 120؛ مرتضوي لنكرودي، مصاحبه با [لقاء مع]حضرت آية اللّه حاج سيد محمد حسن مرتضوي لنكرودي، ص 37.
- ↑ جعفريان، تشيع در عراق، مرجعيت وايران، ص 48.
- ↑ آل محبوبة، ماضي النجف وحاضرها، ج 1، ص 130.
- ↑ نجفي قوجاني،، سياحت شرق، يا، زندكي نامه آقا نجفي قوجاني، ص 532؛ القاضي، ص 38.
- ↑ جمالي، جامعة النجف الدينية، ص 118؛ محمد الخليلي، مكتبات النجف القديمة والحديثة، ص 405.
- ↑ خليل الزين، ذكرياتي عن النجف الأشرف، ص 180.
- ↑ محمد الخليلي، مكتبات النجف القديمة والحديثة، ص 406.
- ↑ راجع: البهادلي، الحوزة العلمية في النجف: معالمها وحركتها الاصلاحية، ص 108- 109.
- ↑ البهادلي، الحوزة العلمية في النجف: معالمها وحركتها الاصلاحية، ص 108، الهامش 1؛ جمالي، جامعة النجف الدينية، ص 118؛ Joyce N. Wiley, The Islamic movement of Iraqi Shi`as, 20 .
- ↑ راجع: الأمين، أعيان الشيعة، ج 5، ص 325، ج 9، ص 54.
- ↑ البهادلي، الحوزة العلمية في النجف: معالمها وحركتها الاصلاحية، ص 110.
- ↑ الغروي، الحوزة العلمية في النجف الاشرف، ص 251، 255، 257؛ للتعرف على بقية التقسيمات راجع البهادلي، الحوزة العلمية في النجف: معالمها وحركتها الاصلاحية، ص 270- 272؛ وفي باب التدريسِ غير الرسمي لمراحل بدائية من قبيل تعلم قراءة وكتابة اللغة الفارسية في الحوزة النجفية، راجع مرتضوي لنكرودي، مصاحبه با [لقاء مع]حضرت آية اللّه حاج سيد محمد حسن مرتضوي لنكرودي، ص 25.
- ↑ بحر العلوم، الدراسة وتاريخها في النجف، ص 95.
- ↑ الغروي، الحوزة العلمية في النجف الاشرف، ص 251- 254؛ جمالي، جامعة النجف الدينية، ص 121.
- ↑ بحر العلوم، الدراسة وتاريخها في النجف، ص 93.
- ↑ راجع: البهادلي، الحوزة العلمية في النجف: معالمها وحركتها الاصلاحية، ص 278- 279.
- ↑ البهادلي، الحوزة العلمية في النجف: معالمها وحركتها الاصلاحية، ص 279.
- ↑ الغروي، الحوزة العلمية في النجف الاشرف، ص 255- 256؛ البهادلي، ص 280.
- ↑ البهادلي، الحوزة العلمية في النجف: معالمها وحركتها الاصلاحية، ص 281- 282.
- ↑ الغروي، الحوزة العلمية في النجف الاشرف، ص 256.
- ↑ الملكي، آشنايي با متون درسي حوزههاي علميه ايران، ص 269.
- ↑ الغروي، الحوزة العلمية في النجف الاشرف، ص 237.
- ↑ الغروي، الحوزة العلمية في النجف الاشرف، ص 232؛ احمد مجيد عيسى، الدراسة في النجف، ص 731.
- ↑ الطريحي، النجف الاشرف: مدينة العلم والعمران، ص 168، الهامش 2.
- ↑ راجع آل محبوبة، ماضي النجف وحاضرها، ج 1، ص 99.
- ↑ الأمين ومساعديه، كلمات قصيرة حول أسلوب الدراسة في النجف ونظام الحلقات، ص 191.
- ↑ الطريحي، النجف الاشرف: مدينة العلم والعمران، ص 168.
- ↑ آل محبوبة، ماضي النجف وحاضرها، ج 1، ص 125- 126.
- ↑ آل محبوبة، ماضي النجف وحاضرها، ج 1، ص 130، 132- 143.
- ↑ بحر العلوم، الجامعة العلمية في النجف عبر أيامها الطويلة، ص 94.
- ↑ الغروي، الحوزة العلمية في النجف الاشرف، ص 229.
- ↑ البهادلي، الحوزة العلمية في النجف: معالمها وحركتها الاصلاحية، ص 267- 268.
- ↑ الطريحي، النجف الاشرف: مدينة العلم والعمران، ص 168.
- ↑ البهادلي، الحوزة العلمية في النجف: معالمها وحركتها الاصلاحية، ص 268.
- ↑ "بحوث شاملة حول اسلوب الدراسة في النجف"، ص 231.
- ↑ الغروي، الحوزة العلمية في النجف الاشرف، ص 235- 236.
- ↑ راجع: آل محبوبة، ماضي النجف وحاضرها، ج 1، ص 163- 164؛ جعفر الخليلي، مكتبات النجف القديمة والحديثة، ص 243- 244 .
- ↑ جعفر الخليلي، مكتبات النجف القديمة والحديثة، ص 252- 255.
- ↑ الآصفي، مدرسة النجف و تطور الحركة الاصلاحية فيها، ص 11- 15، 22.
- ↑ "مدرسة الجزائري"، ص 83- 85.
- ↑ الآصفي، مدرسة النجف و تطور الحركة الاصلاحية فيها، ص 28.
المصادر والمراجع
- آقا بزرك الطهراني، محمد محسن، طبقات أعلام الشيعة، د.م، د.ن، د.م.
- ابن شهر آشوب، محمد بن علي، كتاب معالم العلماء، طهران - إيران، طبعة عباس اقبال آشتياني، 1353 هـ.
- ابن الشهيد الثاني، حسن، معالم الدين وملاذ المجتهدين، طهران - إيران، قسم أصول فقه معروف به معالم الاصول، طبعة مهدي محقق، 1362 ش.
- ابن طاووس، عبد الكريم، فرحة الغري في تعيين قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في النجف، قم - إيران، منشورات الرضي، د ت.
- المحقق الحلي، جعفر بن الحسن، نكت النهاية - النهاية ونكتها، تحقيق وتصحيح: لجنة التحقيق في مكتب النشر الإسلامي، قم - إيران، الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي، ط1، 1412 ه.
- الطوسي، محمد بن الحسن، الرسائل العشر، قم - إيران، الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي، ط2، 1414 ه.
- الأسترآبادي، محمد الأمين بن محمد شريف، الفوائد المدنية، قم - إيران، طبعة رحمة اللّه رحمتي الأراكي، 1429 هـ.
- الأعرجي، زهير ، المدارس الاصولية في النجف، جمع بحوثها جعفر الدجيلي ضمن موسوعة النجف الاشرف، بيروت - لبنان، دار الأضواء، 1417 هـ - 1997 م.
- حرز الدين، محمد، معارف الرجال في تراجم العلماء و الأدباء، قم - إيران، 1405 هـ.
- الحرّ العاملي، محمد بن الحسن، أمل الآمل، طبعة احمد الحسيني، بغداد، 1385 هـ، قم، طبعة افست، 1362 ش.
- الخوانساري، محمد باقر، روضات الجنات، د.م، د.ن، د.م.
- الخوئي، أبو القاسم، معجم رجال الحديث، د.م، د.ن، د.م.
- الزركلي، خير الدين، الأعلام، بيروت - لبنان، د.ن، 1980 م.
- الشهيد الثاني، زين الدين بن علي، الرعاية في علم الدراية، قم - إيران، طبعة عبد الحسين محمد علي البقال، 1408 هـ.
- الصدر، حسن، تكملة أمل الآمل، بيروت - لبنان،، طبعة حسين علي محفوظ، عبد الكريم الدباغ، وعدنان الدباغ، 1429 هـ - 2008 م.
- الصدر، محمد باقر، المعالم الجديدة للأصول، النجف - العراق، 1385، طهران، طبعة افست، 1395 هـ - 1975 م.
- طارمي راد، حسن، تاريخ فقه وفقها، طهران - إيران، 1375 ش.
- الطوسي، محمد بن الحسن، المبسوط في فقه الامامية، طهران - إيران، طبعة محمد تقي الكشفي، 1387 ش.
- الغروي، محمد، الحوزة العلمية في النجف الاشرف، بيروت - لبنان، 1414 هـ - 1994 م.
- الفقيه، محمد جواد، الدور الثاني للجامعة النجفية، جمع بحوثها جعفر الدجيلي ضمن موسوعة النجف الاشرف.
- كرجي، أبو القاسم، تاريخ فقه وفقها، طهران - إيران، 1375 ش.
- المازندراني الحائري، محمد بن اسماعيل، منتهى المقال في أحوال الرجال، قم - إيران، 1416 هـ.
- شمس الدين، محمد رضا، بهجة الراغبين، بيروت - لبنان، طبعة رضا محمد حدرج، 1424 هـ - 2003 م.
- جواد، مصطفى، نظرات في الذريعة الى تصانيف الشيعة، البيان، السنة الأولى، العدد 5 (شوال) 1365 هـ.
- الرازي، علي بن عبيد اللّه منتجب الدين، الفهرست، قم - إيران، طبعة جلال الدين المحدث الأرموي، 1366 ش.
- العاملي، محمد بن علي، مدارك الأحكام في شرح شرائع الاسلام، قم - إيران، 1410 هـ.
- النجاشي، أحمد بن علي، فهرست أسماء مصنّفي الشيعة المشتهر بـ رجال النجاشي، قم - إيران، طبعة موسى شبيري زنجاني، 1407 هـ.
- النراقي، أحمد بن محمد مهدي، مستند الشيعة في أحكام الشريعة، قم - إيران، 1415 هـ.
- الآصفي، محمد مهدي، مدرسة النجف وتطور الحركة الاصلاحية فيها، جمع بحوثها جعفر الدجيلي ضمن موسوعة النجف الاشرف، بيروت - لبنان، دار الاضواء، 1417 هـ - 1997 م.
- آل محبوبة، جعفر بن باقر، ماضي النجف وحاضرها، بيروت - لبنان، 1406 هـ - 1986 م.
- عيسى، احمد مجيد، الدراسة في النجف، البيان، السنة الثانية، العدد 27، 28 (ذي القعدة) 1366 هـ.
- النقاش، اسحاق، شيعة العراق، قم - إيران، 1377 ش.
- الأسدي، حسن، ثورة النجف على الانكليز (الشرارة الأولى لثورة العشرين) ، بغداد - العراق، 1975 م.
- اعلام المعقول في مدرسة النجف، جمع بحوثها جعفر الدجيلي ضمن موسوعة النجف الاشرف، د.م، د.ن، د.ت.
- الأمين محسن، شرقي علي، جمالي فاضل، كلمات قصيرة حول أسلوب الدراسة في النجف ونظام الحلقات، جمع بحوثها جعفر الدجيلي ضمن موسوعة النجف الاشرف، بيروت - لبنان، دار الاضواء، 1415 هـ - 1995 م.
- اوراق تازه ياب مشروطيت مربوط به سالهاي 1325 - 1330 هـ ، طبعة ايرج افشار، طهران: جاويدان، 1359 ش.
- بحر العلوم، محمد، الجامعة العلمية في النجف عبر أيامها الطويلة، الموسم، العدد 18، 1414 هـ.
- بحر العلوم، محمد، الدراسة وتاريخها في النجف، ضمن موسوعة العتبات المقدسة، تأليف جعفر الخليلي، بيروت- لبنان، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، 1407 هـ - 1987 م.
- بحوث شاملة حول أسلوب الدراسة في النجف ونظام الحلقات، تاليف محمد تقي الفقيه وآخرين، جمع بحوثها جعفر الدجيلي ضمن موسوعة النجف الاشرف.
- البهادلي علي، الحوزة العلمية في النجف: معالمها وحركتها الاصلاحية، بيروت - لبنان، 1339- 1401 هـ - 1920- 1980 م، 1413 هـ - 1993 م .
- الجبوري، كامل سلمان، النجف الاشرف وحركة الجهاد، بيروت - لبنان، عام 1332- 1333 هـ - 1914 م، 1422 هـ - 2002 م.
- جعفريان، رسول، تشيع در عراق، مرجعيت وايران [التشيع والعراق، المرجعية وايران]، طهران - إيران، 1386 ش.
- جمالي، فاضل، جامعة النجف الدينية، ترجمة: جودت القزويني، الموسم، العدد 18، 1414هـ.
- الحائري، عبد الهادي، تشيع ومشروطيت در ايران ونقش ايرانيان مقيم عراق، طهران - إيران، 1364 ش.
- حرز الدين، محمد حسين، معارف الرجال في تراجم العلماء والأدباء، تاريخ النجف الاشرف، هَذَّبه وزاد عليه عبد الرزاق محمد حسين حرز الدين، قم - إيران، 1385 ش.
- الشيرازي، محمد، تلك الأيام صفحات من تاريخ العراق السياسي، بيروت - لبنان، 1420 هـ - 2000 م.
- الخاوري الشيرازي، فضل اللّه بن عبد النبي، تاريخ (ذو القرنين)، طهران - إيران، طبعة ناصر افشارفر، 1380 ش.
- الزين، محمد خليل، ذكرياتي عن النجف الأشرف، آفاق نجفية، السنة 2، العدد 5، 1428 هـ.
- الخليلي، جعفر، مكتبات النجف القديمة والحديثة، ضمن موسوعة العتبات المقدسة، تأليف جعفر الخليلي، بيروت- لبنان،مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، 1407 هـ - 1987 م.
- الخليلي محمد، مدارس النجف القديمة والحديثة، جمع بحوثها جعفر الدجيلي ضمن موسوعة النجف الاشرف.
- الرفاعي، عبد الجبار، تطور الدرس الفلسفي في النجف الأشرف، جمع بحوثها جعفر الدجيلي ضمن موسوعة النجف الاشرف.
- الرهيمي، عبد الحليم، تاريخ الحركة الإسلامية في العراق: الجذور الفكرية والواقع التاريخي، بيروت - لبنان، (1900- 1924م) 1985 م.
- الكاشاني، محمد مهدي شريف، واقعات اتفاقيه در روزكار، طهران - إيران، طبعة منصوره اتحاديه (نظام مافي) و سيروس سعدونديان، 1362 ش.
- الشهرستاني، هبة الدين، فاجعة حضرة آية اللّه الخراساني، العلم، ج 2، العدد 7 (محرّم) 1330 هـ.
- صادق، صادق، خاطرات واسناد مستشار الدوله صادق، طهران - إيران، طبعة ايرج افشار، 1361 - 1374 هـ.
- طهراني، محمد صادقي، نكاهي به تاريخ انقلاب اسلامي 1920 م عراق ونقش علماي مجاهد اسلام، قم - إيران، دار الفكر، د.ت.
- الطريحي، محمد كاظم، النجف الأشرف: مدينة العلم والعمران، بيروت - لبنان، 1423 هـ - 2002 م.
- العلوي، حسن، الشيعة والدولة القومية في العراق: 1914- 1990م، قم- إيران، دار الثقافة للطباعة والنشر، د.ت.
- الغروي، محمد، الحوزة العلمية في النجف الاشرف، بيروت - لبنان، 1414 هـ - 1994 م.
- القاضي، محمد حسن، صفحات مطوية من تاريخ الحركات الاصلاحية في النجف الأشرف، جمع بحوثها جعفر الدجيلي ضمن موسوعة النجف الأشرف.
- كسروي احمد، تاريخ مشروطه ايران [تاريخ الثورة الدستورية في ايران]، طهران - إيران، 1363 ش.
- كسروي احمد، تاريخ هيجده ساله آذربايجان [تاريخ الثمانية عشرة سنة لآذربيجان]، طهران - إيران، 1355 ش.
- كفائي، عبد الحسين مجيد، مركي در نور : زندكاني [حياة الـ] آخوند خراساني، طهران - إيران، 1359 ش.
- مدرسة الجزائري: مدرسة النجف الدينية، جمع بحوثها جعفر الدجيلي ضمن موسوعة النجف الأشرف.
- مرتضوي لنكرودي، محمد حسن، مصاحبه با [لقاء مع] حضرت آية اللّه حاج سيد محمد حسن مرتضوي لنكرودي، حوزه، السنة10، العدد 1 (شهر فَرْوَرْدِين وأُرْديبِهِشْت) 1372 ش.
- مرجعيت در عرصه اجتماع و سياست [المرجعية في مجالي الاجتماع والسياسة]، اسناد و كُزارِشهايي از آياتِ عظام نائيني، اصفهاني، قمي، حائري و بروجردي، 1292 تا 1339 ش، تحقيق واعداد محمد حسين منظور الأجداد، طهران، شيرازه، 1379 ش.
- مستوفي، عبد اللّه، شرح زِندِكاني مَن يا تاريخِ اجتماعي وإداري دوره قاجاريه [حياتي أو التاريخ الاجتماعي والاداري لحقبة الملكية القاجارية]، طهران - إيران، 1371 ش.
- دنبلي، عبد الرزاق بن نجف قلي مفتون، مآثر سلطانيه : تاريخ جنكهاي اول ايران وروس[تاريخ الحروب الاولى بين ايران وروسيا]، طهران - إيران، طبعة غلام حسين زركري نجاد، 1383 ش.
- المفرجي، عدي، النجف الاشرف وحركة التيار الاصلاحي؛ بيروت - لبنان، 1908 - 1932 م، 1426 هـ - 2005 م.
- الفياض، مقدام عبد الحسن، تاريخ النجف السياسي؛ بيروت - لبنان، 1941- 1958 م، 1422 هـ - 2002 م.
- زاده، مهدي ملك، تاريخ انقلاب مشروطيت ايران، طهران - إيران، 1371 ش.
- ملكي، محمد، آشنايي با متون درسي حوزههاي علميه ايران [قرآءة للنصوص الدراسية للحوزات العلمية في ايران]: [ال]شيعة، [الـ] حنفي[ة]، [الـ]شافعي[ة]، قم - إيران، 1376 ش.
- السبحاني، جعفر، موسوعة طبقات الفقهاء، قم - إيران، مؤسسة الإمام الصادق، 1418- 1424 هـ.
- نجفي قوجاني، محمد حسن، سياحت شرق يا زندكي نامه آقا نجفي قوجاني [سياحت الشرق أو حياة الآغا نجفي القوجاني]، طهران - إيران، طبعة رمضان علي شاكري، 1362 ش.
المصادر اللاتينية
- Joyce N. Wiley, The Islamic movement of Iraqi Shi`as, Boulder, Col. 1992.