مجزرة الدجيل

من ويكي شيعة
مجزرة الدجيل
جزء من سلسلة الجرائم التي قام بها نظام البعث الصدامي في العراق
نص قرار الديوان الرئاسي لإنزال عقوبة الإعدام بحق المتهمين من أبناء الدجيل
نص قرار الديوان الرئاسي لإنزال عقوبة الإعدام بحق المتهمين من أبناء الدجيل
التاريخ23 مارس 1985 م
الضحايا148 شخصا
المنفذوننظام البعث العراقي
الدافعالانتقام لمحاولة اغتيال صدام حسين عام 1982 م


مجزرة الدجيل أو قضية الدجيل حدثت سنة 1402هـ/ 1982م، بإصدار نظام البعث العراقي عقوبة الإعدام بحق 148 شخصا من شيعة الدجيل وسجن وحجز مئات العوائل وفرض عليهم الترحيل القسري، وذلك بعد محاولة اغتيال فاشلة تعرض لها صدام حسين في هذه المدينة. وبعد مرور 24 سنة من هذه القضية، أدين صدام بالقضية ذاتها وحكم عليه بالإعدام ونفذ الحكم عام 2006م.

الدجيل

الدجيل هي إحدى مدن العراق وذات غالبية شيعية.[١] تقع في محافظة صلاح الدين،[٢] وتبعد عن بغداد 60 كيلومترا في اتجاه الشمال.[٣] يعمل أكثر سكان الدجيل في الزراعة.[٤] ويقع مرقد إبراهيم بن مالك الأشتر في هذه المدينة.[٥]

أحداث مجزرة الدجيل

عملية اغتيال صدام

توجه صدام حسين الرئيس العراقي الأسبق في 8 يوليو سنة 1982م/ رمضان 1402هـ إلى مدينة الدجيل ليلتقي فيها ببعض الأسر السنية التي لها أبناء قاموا بالخدمة في الجيش العراقي وألقى صدام حسين خطبة ثم توجه نحو العاصمة بغداد، ففي الطريق تعرض موكبه إلى إطلاق نار من قبل مسلحين من بساتين النخيل مما أدى إلى مقتل اثنين من حراسه الشخصيين واستمرت الاشتباكات نحو أربع ساعات.[٦]

وبحسب الدجيلي أحد الشهود قام صدام بتغيير سيارته و توجه إلى مقر للفرقة الحزبية ومكث هناك ساعة ثم عاد إلى وسط المدينة ليلقي خطابا بين أهلها يؤكد فيه أن من قام بهذه العملية هم أشخاص معدودون تم إلقاء القبض عليهم.[٧][٨]

ما بعد عملية الاغتيال

دخلت قوات الجيش والحرس الخاص والحرس الجمهوري وبدأت تمشيط البساتين التي قصفتها بالصورايخ والطائرات.[٩] وينوه الباحث معتوق الحاتم أن طبقا للتقرير الذي رفعه برزان التكريتي رئيس جهاز الاستخبارات في وقتها إلى صدام حسين أن المسلحين الذين قاموا بعملية الاغتيال هم 10 أشخاص، إلا أن نظام البعث العراقي فرض سياسة العقاب الجماعي.[١٠] وفي ديسمبر من نفس العام قام النظام باعتقال 393 من الرجال و 394 من النساء والأطفال من الدجيل ومدينة بلد القريبة منها واحتجازهم في سجن أبو غريب بالقرب من بغداد. وتم نقل السجناء الباقين إلى مراكز للاستجواب في الصحراء الغربية توفي أكثر من 40 معتقلاً أثناء الاستجواب، وأدين 148 من المتهمين بمشاركتهم بعملية الاغتيال.[١١][١٢]

محاكمة المدانين

“تشكّلت محكمة الثورة بتاريخ 14 يونيو سنة 1984م برئاسة عواد حمد البندر،[١٣] وأصدرت المحكمة قرار الإدانة والحكم بالإعدام معا في ذات الجلسة،[١٤] واستبعد الباحث معتوق الحاتم إجراء محاكمة للمتهمين في القضية؛ وذلك لكثرة الاختلافات الواردة في أسماء المدانين في قرار الإحالة والإدانة والحكم.[١٥] صادق صدام حسين في 23 يوليو سنة 1984م، على أوراق المحكمة بالموافقة على حكم الإعدام، ويعطي أوامره للقوات الأمنية والعسكرية بتدمير المنازل،[١٦] وأشجار النخيل وبساتين الفاكهة لمساحة تقدر بـ 75 دونما،[١٧] يمتلكها المدانون بالإضافة إلى طمر نهر الدجيل.[١٨]

تنفيذ أحكام الإعدام

نفذ حكم الإعدام في 23 مارس 1985 م، بحق 96 مدانا من 105 ممن ظلوا على قيد الحياة،[١٩] بالإضافة إلى 10 أطفال بين سن الحادية عشر والسابعة عشر تم إعدامهم بعد بلوغهم.[٢٠] ويؤكد عبد الحسين الدجيلي أحد الشهود لتلك الأحدث أن أكثر من 250 شخصا من أبناء الدجيل أعدموا، ولا أحد يعرف أين تقع مقابرهم.[٢١][٢٢][٢٣] كما حُكم على من نجا من المعتقلين النفي لأربعة أعوام في داخل العراق وترك منازلهم وعدم العودة إليها.[٢٤]

محاكمة صدام

أحد الشهود يرفع صورة لضحايا مجزرة الدجيل في المحكمة التي أدين بها صدام حسين
أحد الشهود يرفع صورة لضحايا مجزرة الدجيل في المحكمة التي أدين بها صدام حسين

بعد مرور 24 عام من قضية الدجيل[٢٥] وبعد سقوط نظام البعث العراقي قبض على صدام حسين عام 2003 م، في مزرعة بالقرب من تكريت.[٢٦] ليمثُل صدام مع سبعة من معاونيه أمام محكمة عراقية لذات القضية.[٢٧]

ففي 19 تشرين الاول عام 2005 م،[٢٨] بدأت محاكمة صدام مع معاونيه فادعى صدام فيها أن حادث الدجيل صدر من قبل عملاء إيرانيين ينتمون إلى حزب الدعوة الإسلامية،[٢٩] وادعى أن زعيم المجموعة التي قامت بالعملية هو شخص يدعى السيد الكربلائي، وهو إيراني الجنسية وقُتل في هذا الحادث.[٣٠]

وفي 5 تشرين الثاني عام 2006 م،[٣١] أصدرت المحكمة قرارها بإدانة صدام واثنين من معاونيه هما برزان التكريتي[ملاحظة ١] وعواد أحمد البندر[ملاحظة ٢][٣٤] بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وقتل 148 شيعيا في بلدة الدجيل، وحكمت عليهم بالإعدام،[٣٥] كما حكم على طه ياسين رمضان [ملاحظة ٣] بالسجن مدى الحياة، وعلى ثلاثة من مسؤولي البعث بالسجن 15 عاما.[٣٧]

وتم إجراء حكم الإعدام بحق صدام حسين في صباح عيد الأضحى يوم 30 ديسمبر 2006 م.[٣٨]

للمزيد إقرأ

كتاب "لم يزرع" هو رواية كتبها محمد رضا بايرامي باللغة الفارسية، يروي لنا المجزرة التي وقعت بحق الشيعة في مدينة الدجيل في العراق، فالراوي يسعى لأن يجسد المأساة التي عاشها الشيعة في داخل العراق في فترة الحرب الثمان سنين التي دارت بين العراق وإيران.[٣٩]

وصلات ذات صلة

الملاحظات

  1. برزان إبراهيم الحسن التكريتي (1951- 2007 م)، كان يشغل منصب رئيس جهاز المخابرات أثناء أحداث الدجيل وهو متهم بالأشراف على عمليات التحقيق والتعذيب الذي تعرض له المعتقلون.[٣٢]
  2. عواد أحمد البندر (1944- 2007 م)، شغل منصب رئيس محكمة الثورة، وهو مسؤول عن محاكمة عشرات المتهمين بمحاولة اغتيال صدام في بلدة الدجيل ومتهم بالمشاركة في عمليات إبادة جماعية.[٣٣]
  3. طه ياسين رمضان (1939- 2007 م)، شغل منصب نائب الرئيس الجمهورية وكذلك منصب قائد العام لقوات الجيش الشعبي أثناء أحداث الدجيل وهو متهم بالإشراف على عمليات التجريف التي طالت بساتين الدجيل.[٣٦]

الهوامش

  1. صدام یتحدث عن قضیة الدجیل التی أعدم بسببها، موقع مغرس.
  2. الدجیل، موقع تراثیات.
  3. مجزرة الدجیل، موقع الاتحاد.
  4. ویلی، الحركة الإسلامية الشيعية في العراق، ص113.
  5. قائدان،‌ عتبات عالیات عراق، مشعر،‌ ص214.
  6. مذبحة الدجيل 96 شخصاً أُعْدِموا شنقاً و25، موقع تراثيات
  7. مجزرة الدجيل، موقع إيلاف
  8. مجزرة الدجيل بحسب رواية أحد الشهود، موقع الأخبار
  9. مجزرة الدجيل، موقع إيلاف
  10. مجزرة الدجيل .. في وثائق محكمة الثورة العراقية، موقع المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرف
  11. الأسدی، موجز تاریخ العراق السیاسی الحدیث، ص173.
  12. مذبحة الدجيل 96 شخصاً أُعْدِموا شنقاً و25، موقع تراثيات
  13. مجزرة الدجيل .. في وثائق محكمة الثورة العراقية، موقع المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرف
  14. مجزرة الدجيل .. في وثائق محكمة الثورة العراقية، موقع المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرف
  15. مجزرة الدجيل .. في وثائق محكمة الثورة العراقية، موقع المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرف
  16. مذبحة الدجيل 96 شخصاً أُعْدِموا شنقاً و25، موقع تراثيات
  17. مذبحة الدجيل 96 شخصاً أُعْدِموا شنقاً و25، موقع تراثيات
  18. تفاصيل مجزرة الدجيل، موقع الجزيرة نت
  19. مذبحة الدجيل 96 شخصاً أُعْدِموا شنقاً و25، موقع تراثيات
  20. مذبحة الدجيل 96 شخصاً أُعْدِموا شنقاً و25، موقع تراثيات
  21. مجزرة الدجیل، موقع مركز الاتحاد للأخبار.
  22. تفاصیل مجزرة الدجیل، موقع الجزیرة نت.
  23. مجزرة الدجيل، موقع إيلاف
  24. تفاصیل مجزرة الدجیل، موقع الجزیرة نت.
  25. مذبحة الدجيل 96 شخصاً أُعْدِموا شنقاً و25، موقع تراثيات
  26. خضر، إعدام رئیس، بدایه و نهایه صدام حسین، ص314.
  27. استئناف محاكمة صدام ومعاونيه في قضية، موقع الجزيرة نت
  28. الشاهد الاول في قضية الدجيل: جريمة عرس الدجيل كانت انتقاما لاعدام صدام حسين، وكالة انباء براثا
  29. صدام یتحدث عن قضیة الدجیل التي أعدم بسببها، موقع مغرس.
  30. صدام یتحدث عن قضیة الدجیل التی أعدم بسببها، موقع مغرس.
  31. الشاهد الاول في قضية الدجيل: جريمة عرس الدجيل كانت انتقاما لاعدام صدام حسين، وكالة انباء براثا.
  32. الادعاء يطالب باعدام صدام وبرزان ورمضان، موقع DW
  33. عواد حمد البندر
  34. الادعاء يطالب باعدام صدام وبرزان ورمضان، موقع DW
  35. خضر، إعدام رئیس بدایة ونهایة صدام حسین، ص 317.
  36. الادعاء يطالب باعدام صدام وبرزان ورمضان، موقع DW
  37. مجزرة الدجيل، موقع مركز الاتحاد للأخبار
  38. خضر، إعدام رئیس بدایة ونهایة صدام حسین، ص318.
  39. باز نشرکتاب «لم یزرع» در نوبت چهارم

المصادر والمراجع