هذه مقالة أو قسم تخضع لتحريرٍ مُكثَّفٍ في الفترة الحالية لفترةٍ قصيرةٍ. إذا كانت لديك استفسارات أو ملاحظات حول عملية التطوير؛ فضلًا اطرحها في صفحة النقاش قبل إجراء أيّ تعديلٍ عليها. فضلًا أزل القالب لو لم تُجرَ أي تعديلات كبيرة على الصفحة في آخر شهر. Ahmadnazem (نقاش) • مساهمات • انتقال ١٩ يناير ٢٠٢٥ |
الكرخ، هو أحد أحياء بغداد القديمة، ومركز الشيعة خلال القرنين الرابع والخامس الهجريين. بُني الكرخ سنة 157هـ بأمر من المنصور العباسي باعتباره سوقا لمدينة بغداد. ومع ظهور البويهيين في القرن الرابع، انتشر المذهب الشيعي في بغداد، وأصبحت الكرخ القاعدة الرئيسية للشيعة. ويعتبر حرم الكاظمين والحضور الفعال لهشام بن الحكم في الكرخ من عوامل التوسع الشيعي في بغداد. وقد استقر النواب الأربعة في الكرخ أثناء الغيبة الصغرى، وعملوا لتنظيم الشيعة من هناك، كما قام الشيخ المفيد والشريف الرضي والشريف المرتضى والشيخ الطوسي، وهم من علماء الشيعة البارزين، بتدريس طلاب العلوم الدينية في الكرخ.
![]() خريطة قديمة لبغداد من سنة 150-300 هـ | |
المعلومات العامة | |
---|---|
البلد | العراق |
المحافظة | بغداد |
الديانة | الإسلام |
المذهب | التشيع |
المعلومات التاريخية | |
تاريخ التأسيس | سنة 157 هـ |
الأماكن | |
قبور العلماء | مراقد النواب الأربعة |
المساجد | مسجد براثا |
وأنشأ أبو نصر شابور أحد وزراء الدولة البويهية مكتبة في الكرخ تسمى دار العلم، وجمع فيها العديد من الكتب، إلّا أنّها احترقت أثناء هجوم السلاجقة على الكرخ.
وفقًا للمؤرخين، فإنّ الشيعة وبدعم من الدولة البويهية اكتسب قوة كبيرة في الكرخ، لدرجة أنّه في عام 352 هـ، أقيمت في الكرخ بعض الطقوس الشيعية علنًا ولأول مرة، مثل إقامة العزاء في شهر محرم، والاحتفال بعيد الغدير، إلا أن الكرخ لم تسلم من أعداء الشيعة، وحدثت حرائق وصراعات كثيرة من جانب أهل السنة والأتراك، مما أدّت إلى تدمير العديد من المساجد والمنازل، ومقتل العديد من الأشخاص. وبعد هجوم السلاجقة على الكرخ، تم نقل القاعدة العلمية للشيعة إلى مدينة النجف.
موجز عنها
الكرخ هو أحد أحياء بغداد القديمة، وقد شهد مذهب الشيعة نمواً وتوسعاً كبيراً فيها خلال القرنين الرابع والخامس الهجريين.[١] ورد في حديث عن الإمام الرضا أنّ الكرخ «أسلم موضع» في بغداد.[٢] وقد جعل النواب الأربعة من الكرخ قاعدة للشيعة في فترة الغيبة الصغرى لـلإمام المهدي .[٣]
كان الكرخ يقع في الجزء الغربي من بغداد، ويقع بإزائها، أي في الجزء الشرقي من بغداد، حي الرصافة، وهي مركز أهل السنة.[٤] وهناك أماكن أخرى تسمى الكرخ ويمكن الخلط بينها وبين كرخ بغداد: مثل كرخ سامراء، وكرخ جُدّان (أو جَدّان)، وكرخ خوزستان، وكرخ ميسان.[٥]
التأسيس
مدينة الكرخ كانت في الأصل قرية على نهر دجلة،[٦] بنيت عام 157 هجرية بأمر من المنصور العباسي،[٧] رغم أنّه ورد في كتاب حدود العالم -وهو كتاب جغرافي يعود إلى القرن الرابع الهجري- أنّ بداية بناء الكرخ كانت في زمن المأمون العباسي، ونهاية بنائه يُنسب إلى زمن المعتصم،[٨] إلا أن بعض الباحثين اعتبروا هذه النظرية غير صحيحة.[٩]
وبحسب المؤرخين، بعد بناء مدينة بغداد، أمر المنصور، الذي لم يأمن من تسلل الجواسيس إلى المدينة تحت ستار التجار، بنقل سوق بغداد إلى خارج المدينة (حيث تمّ تأسيس الكرخ هناك).[١٠] لكن في روايات أخرى، يُذكر استياء المنصور من اسوداد أسوار بغداد بسبب النيران التي أشعلها أصحاب الدكاكين،[١١] أو إبعاد مقرّ الخليفة من صراعات الجيوش العربية، كأسباب لتأسيس مدينة الكرخ.[١٢]
ومع نقل السوق من بغداد إلى الكرخ، انتقل -بالإضافة إلى التجار- صغار التجار أيضًا إلى هناك،[١٣] ولم يبق في المدينة سوى عدد قليل من البقّالين.[١٤] لذلك تم بناء مسجد لهم ليجتمعوا فيه.[١٥] وشيئًا فشيئًا، نقل بعض الناس منازلهم إلى هناك.[١٦] وفقًا للمقدسي، مؤرخ القرن الرابع، بعد مرور بعض الوقت، أصبحت الكرخ مأهولة بالسكان لدرجة أنها أصبحت الأكثر ازدهارًا بين مناطق بغداد.[١٧]
انتشار التشيّع
يرى ابن الجوزي، مؤرخ القرن السادس، أنّه منذ عام 331هـ بدأ التشيع في الانتشار في الكرخ،[١٨] بحيث اعتبرت في عام 361هـ مركزًا للشيعة.[١٩] ويرى بعض الباحثين أن الكرخ كانت قاعدة ثقافية للشيعة في القرنين الرابع والخامس.[٢٠] ومع وصول آل بويه إلى السلطة في القرن الرابع، تم خلق جوّ من الحرية لتوسيع الثقافة الشيعية في بغداد، واستغلّ علماء الشيعة هذه الفرصة، ونشروا تعاليم أهل البيت .[٢١]
عوامل توسع المذهب الشيعي في الكرخ
ذكرت عدة عوامل لتعزيز تواجد الشيعة في الكرخ؛ ومنها:
- وجود مرقد الإمامين الكاظمين بالقرب من الكرخ وفي مقبرة قريش.[٢٢]
- وجود هشام بن الحكم في الكرخ: كان هشام من كبار متكلمي الشيعة، وكان له دور خاص في النقاشات الكلامية بين الشيعة والسنة.[٢٣] وبالتالي كان لإقامته بالكرخ[٢٤] دور كبير في انتشار الشيعة هناك.[٢٥]
- وجود النواب الأربعة: في فترة الغيبة الصغرى، كان النواب الأربعة حلقة الوصل بين الشيعة والامام المهدي ، وكان لإقامتهم في الكرخ دور كبير في استقطاب الشيعة، حيث هاجر بعض علماء الشيعة الى تلك المنطقة.[٢٦]
- جامع براثا: يقع هذا المسجد في الجنوب الغربي من حي الكرخ، وبحسب بعض الروايات فإنّ الإمام علي صلّى فيه عندما عاد من معركة النهروان.[٢٧] وبحسب بعض الباحثين، وبما أن الشيعة كانوا يعتبرون هذا المسجد مقدساً، فقد أولوه اهتماماً خاصاً وكانوا يجتمعون فيه.[٢٨]
- النقباء العلويون: من أسباب انتشار التشيع في الكرخ وجود النقباء العلويين فيها.[٢٩] وكانت مهمة النقيب الأساسية هي متابعة شؤون بني هاشم الاجتماعية والقانونية والاقتصادية.[٣٠]
- دعم الحكومة البويهية: لقد كان آل بويه من أهم عوامل نمو الشيعة، بحيث تم توفير فرصة مناسبة لنمو الشيعة في حكومتهم.[٣١] ورغم أن الصراعات بين الشيعة والسنة زادت مع وصول البويهيين للسلطة، لكن بما أن البويهيين كانوا ينتمون إلى الشيعة، فقد اهتموا بتقدم الشيعة.[٣٢]
إقامة المراسيم والطقوس الشيعية
وردت أخبار عن أداء بعض الشعائر الدينية الشيعية، مثل إقامة العزاء الحسيني، والاحتفال بعيد الغدير، لأول مرة في الكرخ.[٣٣] روى ابن الأثير مؤرّخ القرن السابع أنّه في العاشر من محرم عام 352هـ وبأمر من معزّ الدولة حاكم بغداد وقتها أغلق سوق الكرخ، وارتدى الناس اللباس الأسود، وأقيم العزاء والمراثي علناً في الكرخ، ولم يتمكن أهل السنة من ممانعتهم في ذلك بسبب قوة الشيعة.[٣٤] كما أنّه في يوم 18 ذي الحجة من نفس العام، أمر معزّ الدولة بإقامة احتفال بمناسبة عيد الغدير؛ ولذلك، تم تزيين المدينة، وإشعال النيران وعزف الطبول والأبواق، كما هي العادة في الأعياد الأخرى.[٣٥]
وبحسب رواية ابن الأثير، فقد أغلق السوق يوم عاشوراء سنة 353هـ وقام الشيعة بالعزاء، لكن أهل السنة عارضوهم في ذلك، ووقع صراع بينهم، فأصيب على إثره بعض الناس ودمّرت ممتلكات كثيرة.[٣٦] في سنة 382هـ منعت إقامة الشعائر الشيعية في الكرخ،[٣٧] وفي سنة 389هـ أقام بعض أهل السنة احتفالات مختلقة فتصدوا للشيعة بهذا الشكل.[٣٨] وفي سنة 392 هـ، منع حاكم بغداد أهل السنة والشيعة من أداء شعائرهم، ونفي الشيخ المفيد من الكرخ.[٣٩] وبحسب الأخبار التاريخية، فإنّ أداء الشعائر الشيعية في الكرخ كان يرافقه دائما صعود وهبوط، ويؤدي إلى صراع مع أهل السنة، ومع اقتراب نهاية حكم الدولة البويهية، ازداد الصراع بين الشيعة والسنة.[٤٠]
اشتباكات مع أهل السنة والأتراك
إنّ الخلاف بين الشيعة والسنّة في الكرخ خلال القرنين الرابع والخامس الهجريين[٤١] كان في بعض الأحيان ينتهي إلى نشوب حرائق، مما أدّت إلى سقوط قتلى وجرحى وتدمير منازل ومتاجر ومساجد.[٤٢] وبحسب رواية ابن الأثير، ثار الأتراك في بغداد سنة 391هـ على أبي نصر شابور الوزير البويهي.[٤٣] فرّ أبو نصر من بغداد، واندلع صراع شديد بين شيعة الكرخ والأتراك، أدى إلى مقتل العديد من الأشخاص،[٤٤] وفي هذه الحادثة ساعد أهل السنة الأتراك ضد الشيعة.[٤٥] وفي سنة 441هـ مُنع أهل الكرخ من العزاء يوم عاشوراء، لكن الشيعة لم يقبلوا هذا المنع وبدأوا بالعزاء. ولهذا السبب اندلع صراع كبير بين الشيعة والسنة، وسقط الكثير من القتلى والجرحى.[٤٦]
ويذكر أن أحد الأحياء المهمة في مدينة بغداد ويسمى حي "باب البصرة" كان هو المكان الذي يعيش فيه الحنابلة في هذه المدينة، الذين كانوا متعصبين، ويتنافسون بشكل دائم مع حي الكرخ الشيعي.[٤٧] وقد ذكر ياقوت الحموي أنّ جميع سكان باب البصرة دون استثناء كانوا من أهل السنة الحنابلة وأهل الكرخ كلهم شيعة إمامية.[٤٨]
وبعد صراعات عديدة، قرّر الشيعة حماية الكرخ من هجمات السنة ببناء جدار،[٤٩] كما تصدّى أهل السنّة وفصلوا منطقتهم ببناء جدار، لكن بناء هذه الجدران لم يمنع الصراعات بينهم.[٥٠] وفي عام 445هـ، عندما حدث صراع كبير بين الشيعة والسنة، أضرم الأتراك النار في سوق الكرخ ونقلوا الكثير من أهالي الكرخ إلى أحياء أخرى.[٥١] كما تشير بعض المصادر التاريخية إلى الهجوم السني على الكرخ سنة 450هـ، حيث تم إحراق 1200 منزل بالإضافة إلى مكتبة دار العلم التي تحتوي على كتب قيمة.[٥٢]
شخصيات مؤثّرة
وبحسب بعض الباحثين فقد ظهرت في الكرخ شخصيات مؤثرة كان لها دور مهم في ترسيخ أسس المذهب الشيعي:[٥٣]
النواب الأربعة
كان النواب الأربعة وسيلة التواصل بين الشيعة والإمام المهدي في عصر الغيبة الصغرى، وبعد استشهاد الإمام الحسن العسكري أقاموا في كرخ.[٥٤]
هاجر عثمان بن سعيد النائب الأول للإمام المهدي إلى بغداد ليبتعد عن الحكومة العباسية التي كانت عاصمتها سامراء، ويعمل بعيداً عن أعينهم؛ ولذلك كان يمارس عمله تحت ستار بائع الزيت،[٥٥] وكان هو وثلاثة من وكلائه المشهورين، يعني أحمد بن إسحاق، ومحمد القطان، وحاجز بن يزيد الوشاء، مسؤولين عن الاتصال بين سائر الوكلاء في جميع البلاد، كما كانوا مشرفين على عملهم.[٥٦]
وبعد عثمان بن سعيد، تمّ تعيين ابنه محمد بن عثمان نائبا خاصاً، وكان قد ألزم وكلاءه بالتقية، وكان يعمل في بيع الزيت مثل أبيه.[٥٧] دعاء السمات،[٥٨] و دعاء الافتتاح[٥٩] من الأدعية التي رواها محمد بن عثمان.
بعد محمد بن عثمان، أصبح الحسين بن روح النائب الخاص للإمام المهدي .[٦٠] وقد سجنه الحكام في ذلك الوقت، وبحسب بعض الباحثين كان السبب في سجنه اشتهاره في تصدي مقام النيابة وأنّه نجح في تنظيم أوضاع الشيعة وجمع الرسائل والحقوق الشرعية وتقديمها إلى الإمام المهدي.[٦١] وقد روي عنه الزيارة الرجبية، وذكرها الشيخ الطوسي في كتابه مصباح المتهجد.[٦٢]
ومن الشخصيات المؤثرة في الكرخ علي بن محمد السمري النائب الخاص الرابع،[٦٣] وبحسب بعض الباحثين فقد حصل على منصب مهم في جهاز الحكم بسبب علاقته بالوزير العباسي، لكن بسبب قصر مدة نيابته لم تحدث تغييرات كبيرة في علاقاته مع وكلاء الشيعة.[٦٤] وقبل وفاة السمري بستة أيام صدر توقيعمن الإمام الثاني عشر، أخبر فيه عن وفاة السمري وبدء الغيبة الكبرى.[٦٥]
علماء الدين
الشيخ مفيد: محمد بن محمد بن النعمان (336 أو 338 - 413هـ)، المعروف بالشيخ المفيد، هو أحد علماء الشيعة البارزين، وكان منزله في حي درب رياح بالكرخ،[٦٦] وكان يلقي دروسه في بيته[٦٧] أو في مسجد الكرخ،[٦٨] وكان له دور بارز في تفسير معتقدات الشيعة والدفاع عنها.[٦٩] وبحسب جعفر سبحاني، أحد مراجع التقليد المعاصر، فإنّ الشيخ المفيد هو أول عالم من علماء الإمامية الذي كتب كتابا مفصلا في أصول الفق.[٧٠] ومن تلاميذه البارزين الشيخ الطوسي والنجاشي والسيد الرضي والسيد مرتضى.[٧١]
الشريف الرضي: محمد بن الحسين بن موسى (359 - 406هـ)، كان فقيهاً ومتكلماً ومفسراً وشاعراً.[٧٢] ويرى بعض الباحثين أنّه لما كان الشريف الرضي مسؤولاً عن القضاء في ديوان المظالم ذهب إلى علماء السنة وبدأ يتعلم الفقه طبقاً لجميع مذاهبهم.[٧٣] وفي سن الحادية والعشرين، أصبح نقيب العلويين في بغداد.[٧٤] ومن مصنّفاته نهج البلاغة، وتلخيص البيان، وحقائق التنزيل.[٧٥]
الشريف المرتضى: علي بن الحسين بن موسى (355 - 436هـ)، هو مفكّر عقلاني، وأحد شيوخ المدرسة الكلامية العقلانية في بغداد.[٧٦] ويعتبره البعض مؤسس مدرسة بغداد الكلامية المتأخرة، ويعتقدون أنّها أول مدرسة قدّمت نظاماً متماسكاً ومفصلاً للعقائد الإمامية.[٧٧] كما تعاون الشريف المرتضى مع الحكومة البويهية، وفي سنة 406 هـ عيّنه السلطان البويهي والخليفة العباسي نقيباً للعلويين، وأميراً للحاج، ورئيساً لديوان المظالم؛ المناصب التي شغلها قبله والده وأخوه الشريف الرضي.[٧٨] ومن مؤلفاته الشافي في الإمامة، وجمال العلم والعمل.[٧٩]
الشيخ الطوسي: محمد بن حسن بن علي بن الحسن (385 - 460هـ) المعروف بشيخ الطائفة، محدّث وفقيه الشيعة، ومن رؤوس المدرسة الكلامية العقلانية ببغداد.، ذهب الشيخ الطوسي إلى الكرخ وعمره 23 عاماً، ودرس على الشيخ المفيد لمدة خمس سنوات.[٨٠] وفي سنة 449 هـ، تمت مداهمة منزله في الكرخ وأحرق كرسي درسه ودفاتره.[٨١] فهاجر الشيخ الطوسي إلى النجف وأسس هناك حوزة النجف العلمية،[٨٢] ومع هجرته تراجعت المدرسة الكلامية العقلانية في بغداد.[٨٣] ويعتبر كتابا التهذيب والاستبصار من مؤلفات الشيخ الطوسي المهمة التي تعتبر من المصادر الرئيسية للشيعة.[٨٤]
الأبنية المذهبية والثقافية
مسجد براثا
براثا أو براثا هو مسجد مقدس عند الشيعة في الكرخ، وفي بعض الروايات أن علياً أقام في المسجد عندما عاد من حرب النهروان، وظهرت منه كرامات، وقال إنّ بعض الأنبياء كانوا يعبدون الله في هذا المكان.[٨٥] وفي نهاية القرن الثالث وبداية القرن الرابع الهجري، أصبح مسجد براثا قاعدة لنشاطات الشيعة في بغداد، حيث كان بالإضافة إلى الممارسات العبادية، مكانا مناسبا لنشر الأحاديث الشيعية.[٨٦]
دار العلم
وبحسب ابن الجوزي مؤرخ القرن السادس، ففي عام 383هـ، اشترى أبو نصر شابور أحد الوزراء البارزين في الدولة البويهية منزلاً في الكرخ، وبعد أن أعاد بناءه أطلق عليه اسم دار العلم، ووقفه لأهل الكرخ،[٨٧] كما اشترى العديد من الكتب ونقلها إلى هناك.[٨٨] وبحسب ياقوت الحموي، مؤرخ القرن السابع، فإنّ الكتب التي كانت محفوظة في دار العلم كانت فريدة من نوعها في العالم، وكانت جميعها بخط يد مؤلفيها.[٨٩] ويرى بعض الباحثين أنّ دار العلم، بالإضافة إلى المكتبة، كانت مكاناً للتعليم والتعلم، وربما كانت أول مدرسة إسلامية.[٩٠]
عهدت إدارة وصيانة مكتبة دار العلم إلى مشاهير الشيعة، مثل السيد مرتضى.[٩١] وفي عام 447هـ، عندما وصل طغرل، أول ملك للسلاجقة، إلى الكرخ، احترقت دار العلم ودمّرت بجميع كتبها.[٩٢]
مزارات النواب الأربعة
تقع مراقد النواب الأربعة في الكرخ؛ فقد دفن جثمان عثمان بن سعيد في مسجد درب جبلة،[٩٣] (سوق الشورجة الآن)[٩٤] ودفن محمد بن عثمان في منزله في الكرخ،[٩٥] (الذي يعرف الآن بحي الشيخ الخلّاني)[٩٦] ودفن حسين بن روح النوبختي في حي النوبختية بالكرخ،[٩٧] ودُفن جثمان علي بن محمد السمري في حي الخَلَنجي.[٩٨]
الهوامش
- ↑ احمدي، «كرخ بغداد، پايگاه تشيع در سدههاي چهارم و پنجم هجري»، ص8.
- ↑ صدوق، كمال الدين، 1395ق، ج2، ص371.
- ↑ حسين، تاريخ سياسي غيبت امام دوازدهم، 1385ش، ص149.
- ↑ يعقوبي، شيعيان بغداد، 1385ش، ص30-32.
- ↑ اصفهاني، «كرخ در قلمرو تاريخ»، ص141 و 142.
- ↑ دينوري، الاخبار الطوال، 1373ش، ص379.
- ↑ خطيب بغدادي، تاريخ بغداد، 1417ق، ج1، ص98.
- ↑ حدود العالم، 1362ش، ص154.
- ↑ اصفهاني، «كرخ در قلمرو تاريخ»، ص142.
- ↑ طبري، تاريخ الطبري، 1387ق، ج7، ص653؛ خطيب بغدادي، تاريخ بغداد، 1417ق، ج1، ص99؛ ياقوت حموي، معجم البلدان، 1995م، ج4، ص448.
- ↑ ياقوت حموي، معجم البلدان، 1995م، ج4، ص448.
- ↑ موحد ابطحي، نقش شيعيان در ساختار حكومت عباسيان...، 1392ش، ص100.
- ↑ خطيب بغدادي، تاريخ بغداد، 1417ق، ج1، ص99.
- ↑ طبري، تاريخ الطبري، 1387ق، ج7، ص654.
- ↑ خطيب بغدادي، تاريخ بغداد، 1417ق، ج1، ص100.
- ↑ طبري، تاريخ الطبري، 1387ق، ج7، ص653.
- ↑ مقدسي، احسن التقاسيم، 1411ق، ص120.
- ↑ ابنجوزي، المنتظم، 1412ق، ج14، ص27.
- ↑ ابناثير، الكامل، 1385ق، ج8، ص619.
- ↑ احمدي، «كرخ بغداد، پايگاه تشيع در سدههاي چهارم و پنجم هجري»، ص21.
- ↑ احمدي، «كرخ بغداد، پايگاه تشيع در سدههاي چهارم و پنجم هجري»، ص21.
- ↑ جاويدان، «كرخ مركز تشيع در بغداد»، ص131؛ احمدي، «كرخ بغداد، پايگاه تشيع در سدههاي چهارم و پنجم هجري»، ص20.
- ↑ احمدي، «كرخ بغداد، پايگاه تشيع در سدههاي چهارم و پنجم هجري»، ص20.
- ↑ ابننديم، الفهرست، 1417ق، ص217.
- ↑ جاويدان، «كرخ مركز تشيع در بغداد»، ص131؛ احمدي، «كرخ بغداد، پايگاه تشيع در سدههاي چهارم و پنجم هجري»، ص20.
- ↑ يعقوبي، شيعيان بغداد، 1385ش، ص38.
- ↑ جاويدان، «كرخ مركز تشيع در بغداد»، ص131؛ احمدي، «كرخ بغداد، پايگاه تشيع در سدههاي چهارم و پنجم هجري»، ص20.
- ↑ احمدي، «كرخ بغداد، پايگاه تشيع در سدههاي چهارم و پنجم هجري»، ص20.
- ↑ يعقوبي، شيعيان بغداد، 1385ش، ص39.
- ↑ الهيزاده، سيروسي، «كاركرد علم انساب در تبيين حيات اجتماعي طالبيان عهد سلجوقي»، ص133.
- ↑ يعقوبي، شيعيان بغداد، 1385ش، ص40.
- ↑ يعقوبي، شيعيان بغداد، 1385ش، ص40.
- ↑ احمدي، «كرخ بغداد، پايگاه تشيع در سدههاي چهارم و پنجم هجري»، ص27.
- ↑ ابناثير، الكامل، 1385ق، ج8، ص549.
- ↑ ابناثير، الكامل، 1385ق، ج8، ص549 و 550.
- ↑ ابناثير، الكامل، 1385ق، ج8، ص558.
- ↑ ابنجوزي، المنتظم، 1412ق، ج14، ص361.
- ↑ ابنجوزي، المنتظم، 1412ق، ج14، ص15.
- ↑ ابنجوزي، المنتظم، 1412ق، ج15، ص33.
- ↑ طهماسبي، «كرخ در دوره آل بويه»، ص109-112.
- ↑ ابنجوزي، المنتظم، 1412ق، ج15، ص125.
- ↑ براي نمونه ر.ك: ابنجوزي، المنتظم، 1412ق، ج13، ص199 و 349، ج14، ص215 و 227 و 281، ج15، ص125 و 175.
- ↑ ابناثير، الكامل، 1385ق، ج9، ص168.
- ↑ ابناثير، الكامل، 1385ق، ج9، ص168.
- ↑ ابناثير، الكامل، 1385ق، ج9، ص168.
- ↑ ابناثير، الكامل، 1385ق، ج9، ص651.
- ↑ جعفريان، اطلس الشيعة، ص340-343.
- ↑ ياقوت حموي، معجم البلدان، 1995م، ج4، ص448.
- ↑ ابناثير، الكامل، 1385ق، ج9، ص651.
- ↑ ابناثير، الكامل، 1385ق، ج9، ص651.
- ↑ ابناثير، الكامل، 1385ق، ج9، ص594.
- ↑ الصلابي، دولة السلاجقة و بروز مشروع اسلامي لمقاومة التغلغل الباطني و الغزو الصليبي، 1427ق، ص63.
- ↑ طهماسبي، «كرخ در دوران آل بويه»، ص117.
- ↑ حسينزاده شانهچي، اوضاع سياسي، اجتماعي و فرهنگي شيعه در عصر غيبت صغري، 1386ش، ص176.
- ↑ حسينزاده شانهچي، اوضاع سياسي، اجتماعي و فرهنگي شيعه در عصر غيبت صغري، 1386ش، ص149.
- ↑ جباري، سازمان وكالت، 1382ش، ج1، ص82.
- ↑ حسين، تاريخ سياسي غيبت امام دوازدهم(عج)، 1385ش، ص170.
- ↑ طوسي، مصباح المتهجد، 1411ق، ج1، ص416.
- ↑ ابنطاووس، اقبال الاعمال، 1409ق، ص58.
- ↑ صدوق، كمال الدين، 1395ق، ج2، ص501 و 502.
- ↑ موسوي و كسائي، «پژوهشي پيرامون زندگي سياسي و فرهنگ نواب اربعه»، ص286 و 287
- ↑ طوسي، مصباح المتهجد، 1411ق، ج2، ص821.
- ↑ طوسي، الغيبه، 1411ق، ص393.
- ↑ حسين، تاريخ سياسي غيبت امام دوازدهم(عج)، 1385ش، ص210 و 211.
- ↑ طوسي، الغيبه، 1411ق، ص395.
- ↑ مفيد، امالي، ص85.
- ↑ ابنجوزي، المنتظم، 1412ق، ج15، ص157.
- ↑ ابن ابيالحديد، شرح نهج البلاغه، 1404ق، ج1، ص41.
- ↑ سبحاني، موسوعة طبقات الفقهاء، 1418ق، ج5، ص336.
- ↑ سبحاني، موسوعة طبقات الفقهاء، 1418ق، ج5، ص336.
- ↑ سبحاني، موسوعة طبقات الفقهاء، 1418ق، ج5، ص336.
- ↑ امين، اعيان الشيعه، 1403ق، ج9، ص218.
- ↑ جعفري، سيد رضي، 1375ش، ص43 و 42.
- ↑ آقابزرگ تهراني، طبقات اعلام الشيعه، 1430ق، ج2،ص164.
- ↑ آقابزرگ تهراني، طبقات اعلام الشيعه، 1430ق، ج2،ص164.
- ↑ عطائي نظري، «نگاهي به ادوار و مكاتب كلامي اماميه در قرون مياني»، ص26.
- ↑ عطائي نظري، «نگاهي به ادوار و مكاتب كلامي اماميه در قرون مياني»، ص26.
- ↑ ابنجوزي، المنتظم، 1412ق، ج15، ص111 و 112.
- ↑ شيخ طوسي، الفهرست، الشريف الرضي، ص99.
- ↑ آقابزرگ تهراني، طبقات اعلام الشيعه، 1430ق، ج2،ص161.
- ↑ ابنجوزي، المنتظم، 1412ق، ج16، ص16.
- ↑ آقابزرگ تهراني، طبقات اعلام الشيعه، 1430ق، ج2،ص162.
- ↑ عابدي، مكتب كلامي قم، 1384ش، ص41.
- ↑ آقابزرگ تهراني، طبقات اعلام الشيعه، 1430ق، ج2،ص162.
- ↑ شيخ طوسي، امالي، 1414ق، ص199 و 200.
- ↑ صادقي، «براثا»، در دايرة المعارف بزرگ اسلامي.
- ↑ ابنجوزي، المنتظم، 1412ق، ج14، ص366.
- ↑ ابنجوزي، المنتظم، 1412ق، ج14، ص366.
- ↑ ياقوت حموي، معجم البلدان، 1995م، ج1، ص534.
- ↑ محمدنيا سماكوش، «كتابخانه شاپور اولين كتابخانه و دار العلم شيعه»، ص95.
- ↑ خضري، تشيع در تاريخ، 1393ش، ص309 و 310.
- ↑ ياقوت حموي، معجم البلدان، 1995م، ج1، ص534.
- ↑ اصفهاني، «كرخ در قلمرو تاريخ»، ص156 و 157.
- ↑ گروهي از نويسندگان، ره توشه عتبات عاليات، 1391ش، ص367.
- ↑ اصفهاني، «كرخ در قلمرو تاريخ»، ص156.
- ↑ گروهي از نويسندگان، ره توشه عتبات عاليات، 1391ش، ص367.
- ↑ اصفهاني، «كرخ در قلمرو تاريخ»، ص157.
- ↑ طوسي، الغيبة، ص1411ق، 396.
المصادر والمراجع
- آقابزرگ تهراني، محمدمحسن، طبقات اعلام الشيعه، بيروت، دار احياء التراث العربي، 1430ق.
- ابنابيالحديد، عبدالحميد بن هبة الله، شرح نهج البلاغه، قم، كتابخانه آيت الله مرعشي نجفي، 1404ق.
- ابناثير، الكامل في التاريخ، بيروت، دار صادر، 1385ق.
- ابنجوزي، عبدالرحمن بن علي، المنتظم في تاريخ الامم و الملوك، بيروت، دار الكتب العلمية، 1412ق.
- ابنطاووس، علي بن موسي، اقبال الاعمال، تهران، دار الكتب الاسلامية، 1409ق.
- ابننديم، محمد بن اسحاق، الفهرست، بيروت، دار المعرفة، 1417ق.
- احمدي، محمدقاسم، «كرخ بغداد، پايگاه تشيع در سدههاي چهارم و پنجم هجري»، در مجله تاريخ اسلام در آينه پژوهش، شماره 28، تابستان 1388ش.
- اصفهاني، عبدالله، «كرخ در قلمرو تاريخ»، در مجله فرهنگ زيارت، شماره 17، زمستان 1392ش.
- الصلابي، عليمحمد، دولة السلاجقة و بروز مشروع اسلامي لمقاومة التغلغل الباطني و الغزو الصليبي، قاهره، موسسه إقرأ، 1427ق.
- الهيزاده، محمدحسن، سيروسي، راضيه، «كاركرد علم انساب در تبيين حيات اجتماعي طالبيان عهد سلجوقي»، در مجله تاريخ فرهنگ و تمدن اسلامي، شماره 20، تابستان 1392ش.
- امين، حسن، اعيان الشيعه، بيروت، دار التعارف للمطبوعات،1403ق.
- جاويدان، محمدعلي، «كرخ مركز تشيع در بغداد»، در مجله وقف ميراث جاودان، شماره 25 و 26، بهار و تابستان 1378ش.
- جباري، محمدرضا، سازمان وكالت و نقش آن در عصر ائمه ، قم، موسسه آموزشي و پژوهشي امام خميني(ره)، 1382ش.
- جعفريان، اطلس الشيعةجعفري، محمدمهدي، سيد رضي، تهران، طرح نو، 1375ش.
- جعفريان، رسول، اطلس الشيعة؛ دراسة للجغرافية الدينية للتشيع، تعريب: نصير الكعبي؛ سيف علي، المركز الأكاديمي للأبحاث، 2013م.
- حدود العالم، بهكوشش منوچهر ستوده، تهران، كتابخانه طهوري، 1362ش.
- حسين، جاسم، تاريخ سياسي غيبت امام دوازدهم، ترجمه سيد محمدتقي آيتاللهي، تهران، اميركبير، 1385ش.
- حسينزاده شانهچي، حسن، اوضاع سياسي، اجتماعي و فرهنگي شيعه در عصر غيبت صغري، قم، پژوهشگاه علوم و فرهنگ اسلامي، 1386ش.
- خضري، احمدرضا، تشيع در تاريخ، قم، دفتر نشر معارف، 1393ش.
- خطيب بغدادي، ابوبكر احمد بن علي، تاريخ بغداد و ذيوله، بيروت، دار الكتب العلمية، 1417ق.
- دينوري، ابن قتيبه، الاخبار الطوال، قم، منشورات الشريف الرضي، 1373ش.
- رضواني، علياصغر، غيبت صغري، قم، مسجد مقدس جمكران، 1386ش.
- سبحاني، جعفر، موسوعة طبقات الفقهاء، قم، موسسة الامام الصادق ، 1418ق.
- شيخ صدوق، محمد بن علي، كمال الدين و تمام النعمة، تهران، اسلاميه، 1395ق.
- شيخ طوسي، محمد بن حسن، الامالي، قم، دار الثقافة، 1414ق.
- شيخ طوسي، محمد بن حسن، الغيبة، قم، دار المعارف الاسلامية، 1411ق.
- شيخ طوسي، محمد بن حسن، الفهرست، نجف، الشريف الرضي، بيتا.
- شيخ طوسي، محمد بن حسن، مصباح المتهجد و سلاح المتعبد، بيروت، موسسة فقه الشيعة، 1411ق.
- صادقي، مريم، «براثا»، در دايرة المعارف بزرگ اسلامي، تهران، مركز دايرة المعارف بزرگ اسلامي، 1381ش.
- طبري، محمد بن جرير، تاريخ الطبري، بيروت، دار التراث، 1387ق.
- طهماسبي، ساسان، «كرخ در دوره آل بويه»، در مجله تاريخ اسلام، شماره 13، تابستان 1382ش.
- عطائي نظري، حميد، «نگاهي به ادوار و مكاتب كلامي اماميه در قرون مياني»، در مجله آينه پژوهش، شماره 171، مرداد و شهريور 1397ش.
- گروهي از نويسندگان، ره توشه عتبات عاليات، تهران، مشعر، 1391ش.
- محمدنيا سماكوش، مرتضي، «كتابخانه شاپور اولين كتابخانه و دار العلم شيعه»، در مجله كتاب ماه كليات، شماره 152، مرداد 1389ش.
- مفيد، محمد بن محمد، الأمالي، تحقيق علي اكبر غفاري، قم، كنگرۀ شيخ مفيد، 1413ق.
- مقدسي، محمد بن احمد، احسن التقاسيم في معرفة الاقاليم، قاهره، مكتبة مدبولي، 1411ق.
- موحدابطحي، رضيهسادات، نقش شيعيان در ساختار حكومت عباسيان از خلافت ناصر تا سقوط بغداد، قم، شيعه شناسي، 1392ش.
- موسوي، سيد حسن، و نورالله كسايي، «پژوهشي پيرامون زندگي سياسي و فرهنگي نواب اربعه»، در مجله دانشكده ادبيات و علوم انساني دانشگاه تهران، شماره 38، تابستان 1378ش.
- ياقوت حموي، معجم البلدان، بيروت، دار صادر، 1995م.
- يعقوبي، محمدطاهر، شيعيان بغداد، قم، شيعه شناسي، 1385ش.