المتوكل العباسي (207 - 247هـ) عاشر الخلفاء العباسيين، تولى الخلافة عام 332هـ، وكانت سنوات حكومته مقارنة لإمامة الإمام الهاديعليه السلام. كان المتوكل من النواصب ويسبّ أهل البيتعليهم السلام ويسخر منهم.

المتوكل العباسي
الهوية
الاسمجعفر بن المعتصم
اللقبالمتوكل على الله
الأبالمعتصم العباسي
الأولادالمنتصر العباسي، المعتز العباسي، المؤيد العباسي
الدينالإسلام، أهل الحديث
المدفنالماحوزة
الدولة
المنصبالخليفة العباسي العاشر
السلالةبنو العباس
بداية الحكم232هـ
نهاية الحكم247هـ
التزامن معالإمام الهاديعليه السلام
أهم الإجراءاتتخريب قبر الإمام الحسين عليه السلام، إحضار الإمام الهادي عليه السلام إلى سامراء
المعالممسجد سامراء الجامع
قبلهالمنتصر العباسي
بعدهالواثق العباسي

في سنة 236 هـ وبأمر من المتوكل تمّ هدم قبر الحسينعليه السلام والزراعة في أرضه، مما أدى لاعتراض الناس على ذلك. وفي سنة 233 هـ أمر المتوكل بإحضار الإمام الهادي إلى سامراء على إثر تعلّق الناس به، ووشاية بعض حاشية المتوكل، وبقي هناك حتى آخر عمره. وبحسب المؤرخين فإنّ المتوكل كان يُظهر الاحترام للإمام الهاديعليه السلام، لكنّه كان يهينه باستمرار ويكيد له.
ومن وجهة نظر المحقّقين فإن الشيعة تحمّلوا الكثير في زمان المتوكل، وقُتل الكثيرون وسُجن آخرون، كما تعرّض العلويون بأمر من المتوكل لضغوط اقتصادية. وفي سنة 234هـ وبأمر من المتوكل صار مذهب أهل الحديث الكلامي المذهب الرسمي للدولة وتمّ الترويج لعقائدهم، كإمكان رؤية الله وقِدم القرآن. وقام المتوكل خلافاً للمأمون والمعتصم العباسيين بالتصدي للمعتزلة وشدّد على أهل الذمّة في سنّه للقوانين.

وصل المتوكل إلى السلطة بمساعدة التُّرك، وبحسب بعض المحققين فقد بدأ نفوذ الأتراك في الدولة الإسلامية باستلام المتوكل لمقاليد الأمور. فكانت علاقة المتوكل جيدة بهم في بادئ الأمر، ولكنه بعد أن رأى قدرتهم المتزايدة في كل يوم أحسّ بخطرهم وبدأ بمواجهتهم. ومع ازدياد العداوة بين الترك والمتوكل قام كلّ منهما بالكيد للآخر، حتى قُتل المتوكل على يد ابنه المنتصر العباسي بمساعدة التّرك. ومع قتله بدأت قدرة الدولة العباسية بالأفول.

كان المتوكل يهوى بناء القصور والأبنية الفاخرة، وقد صرف الكثير لأجل ذلك. ويُعدّ مسجد سامراء الجامع من بقايا تلك الآثار في تلك الحقبة.

تعريف إجمالي

العباسيون

الخلفاء العباسيون

العنوان


عبد الله السفاح
عبد الله المنصور
محمد المهدي
موسى الهادي
هارون الرشيد
محمد الأمين
عبد الله المأمون
المعتصم بالله
الواثق بالله
المتوكل على ‌الله
المنتصر بالله
المستعين بالله
المعتز بالله
المهتدي بالله
المعتمد على الله
المعتضد بالله
المكتفي بالله
المقتدر بالله
القاهر بالله
الراضي بالله
المتقي لله
المستكفي بالله
المطيع لله
الطائع لله
القادر بالله
القائم بأمر الله
المقتدي بأمر الله
المستظهر بالله
المسترشد بالله
الراشد بالله
المقتفي لأمر الله
المستنجد بالله
المستضي بأمر الله
الناصر لدين الله
الظاهر بأمر الله
المستنصر بالله
أالمستعصم بالله

فترة الحكم


132 -136
136 -158
158 -169
169 -170
170 -193
193 -198
198 -218
218 -227
227 -232
232 -247
247 -248
248 -252
252 -255
255 -256
256 -278
278 -289
289 -295
295 -320
320 -322
322 -329
329 -333
334 -333
334 -363
363 -381
381 -422
422 -467
467 -487
487 -512
512 -529
529 -530
530 -555
555 -566
566 -575
575 -622
622 -623
623 -640
640 -656

الوزراء و الأمراء المشهورون

أبو مسلم الخراساني
أبو سلمة الخلال
يحيى بن خالد البرمكي
الفضل بن يحيى البرمكي
جعفر بن يحيى البرمكي
علي بن عيسى بن ماهان
الفضل بن الربيع
الفضل بن سهل
طاهر بن الحسين
...

الأعلام المعاصرون

جعفر بن محمد الصادق
موسى بن جعفر الكاظم
علي بن موسى الرضا
محمد بن علي الجواد
علي بن محمد الهادي
الحسن بن علي العسكري
...

الوقائع المهمة

ثورة النفس الزكية
ثورة شهيد فخ
..

هو جعفر بن المعتصم المشهور بالمتوكل العباسي، ابن المعتصم العباسي (218 - 227هـ) وحفيد هارون الرشيد (170 - 193هـ) عاشر خلفاء بني العباس.[١] وُلد سنة 207 للهجرة،[٢] وصار أميراً على الحجّ من قبل أخيه الواثق سنة 227 للهجرة.[٣] وبعد موت الواثق سنة 232 للهجرة تم اختياره وهو في السادسة والعشرين من عمره من قبل القادة الترك وكبار العباسيين كخليفة، وباقتراح من أحد حاشيته ويدعى أحمد بن أبي دؤاد تم تلقيبه بالمتوكل على الله.[٤] ويقال بأنها كانت المرة الأولى في تاريخ الإسلام التي يتدخل فيها الترك في تعيين الخليفة، ونجحوا في استخلاف شخص يلبّي طموحهم ومصالحهم.[٥] ولهذا فقد اعتبر بعض الكتّاب أنّ بداية عهد المتوكل كان بداية عهد نفوذ الترك،[٦] حيث بدأ هذا العهد ببداية خلافة المتوكل واستمرّ حتى عام 334هـ.[٧] يُذكر المتوكل على أنه سفاح وظالم، وأنه كان من السبّاقين إلى مجالس اللهو والمعصية.[٨] وحسب نبوءة الإمام علي  فإنّ عاشر خلفاء بني العباس – أي المتوكل – يكون أكفرهم.[٩]

عداؤه لأهل البيت

كان المتوكل يبغض أهل البيت بشدة وبخاصة الإمام علي ،[١٠] ويقول أبو الفرج الأصفهاني أنّ المتوكل فاق جميع خلفاء بني العباس في سوء معاملته للعلويين، حتى أنه أقدم على تخريب قبر الحسين.[١١] وكان إذا ظنّ في شخص أنه يحب عليّاً أو آل علي قتله وصادر أمواله.[١٢] ويقول الذهبي المؤرخ في القرن الثامن أنّ المتوكل كان ناصبيّاً ولا يختلف أحد في كونه من النواصب.[١٣] وكان يجالس نواصب آخرين من قبيل علي بن الجهم وعمر بن فرج وابن اترجة[١٤] وينتقصون علياً   .[١٥] وكان لديه خادم يتشبّه بعلي فيقوم بالسخرية منه.[١٦] وطبقاً لما نقله البغدادي المؤرخ في القرن الخامس الهجري فإنّ شخصاً يدعى نصر بن علي نقل حديثاً في مجلس المتوكل في فضيلة الحسن والحسين  فأمر المتوكل أن يجلد ألف جلدة لأنه ظنه شيعياً.[١٧] وظلّ نصر بن علي يُجلد باستمرار حتى شهدوا عند المتوكل بأنّه سنّي المذهب فعفا عنه المتوكل ما بقي من السياط.[١٨]

تخريب قبر الإمام الحسين  

أمر المتوكل العباسي سنة 236هـ بتخريب قبر الحسين بن علي ،[١٩] وعليه تم تدمير جميع الآثار التي حول القبر، لكن أحداً لم يقدم على ذلك حتى كُلّفت مجموعة من اليهود بذلك.[٢٠] وبعد أن تم تدمير الدور التي في المكان، أُمر أن يُسقى ذلك الموضع ويُحرث، ثم تمّت زراعته.[٢١] كما تمت ملاحقة زائريه.[٢٢] وقيل بأن المتوكل أقدم على تخريب قبر الحسين مرتين؛ إحداهما سنة 233هـ والأخرى في سنة 236هـ. وتمّ إصلاح المزار خلال هذه الفترة، غير أن التخريب الثاني كان الأهمّ بينهما.[٢٣] أغضب تخريب مزار الحسين  المسلمين، حتى قام أهل بغداد بكتابة عبارات تدين المتوكل على جدران مساجدها، وقام الشعراء بهجائه.[٢٤]

إحضار الإمام الهادي إلى سامراء

أجبر المتوكل الإمام الهادي  سنة 233هـ على ترك المدينة وأشخصه إلى سامراء.[٢٥] ويروي الشيخ المفيد المتكلم والفقيه الإمامي أنّ ذلك كان في سنة 243هـ،[٢٦] بينما يرى رسول جعفريان الباحث في التاريخ الإسلامي أن هذا التاريخ غير صحيح.[٢٧] ويقال أن المتوكل فعل هذا على إثر وشاية والي المدينة عبد الله بن محمد،[٢٨] وبُريحة العباسي إمام الحرمين المعيّن من قبل الخليفة،[٢٩] وكذلك لأجل تعلّق الناس المتزايد بإمام الشيعة العاشر.[٣٠] أنكر الإمام الهادي  في رسالة إلى المتوكل التّهم المنسوبة إليه،[٣١] غير أن المتوكل طلب إليه باحترام أن يحضر إلى سامراء،[٣٢] وقد ذُكر المتن الكامل لرسالة المتوكل في كل من كتابي الكافي والإرشاد.[٣٣] وعلى هذا الأساس أوكل المتوكّل إلى يحيى بن هرثمة نقل الإمام الهادي إلى سامراء.[٣٤] ونُقل عن يحيى بن هرثمة أنّ أهل المدينة دُهشوا عند سماع قرار المتوكل، واضطربوا وبدؤوا بالندب والعويل في موقف لم تشهد المدينة مثله من قبل.[٣٥] كان الإمام الهادي في سامراء محلّ احترام المتوكل ظاهر الأمر، غير أنّ الأخير كان يكنّ له الدسائس[٣٦] حتى يحطّ من شأن الإمام بين الناس،[٣٧] فكان دائماً ما يسخر منه.[٣٨] بناءً على رواية ذكرها ابن طاووس في مهج الدعوات أنه في إحدى محاولات المتوكل للنيل من الإمام وتصغيره؛ دعا  بدعاء المظلوم على الظالم، فلم يلبث المتوكل بعد ذلك إلا ثلاثة أيام حتى قُتل.[٣٩]

أوضاع الشيعة

كان المتوكل يعادي الشيعة علانية، كما كان يكافئ من يهجوهم.[٤٠] وبسبب بغضه للشيعة كان يهجو الخلفاء الذين تساهلوا معهم من قبل.[٤١] وكانت أرض فدك قد أعيدت للعلويين في زمان المأمون ثم ما لبث المتوكل أن استردّها منهم.[٤٢] سجن المتوكل الكثير من الشيعة وقتل كثيرين منهم كذلك،[٤٣] وتمّ اعتقال يحيى بن عمر أحد أحفاد زيد بن علي بأمر من المتوكل، وقاموا بضربه وإهانته.[٤٤] وفي زمان المتوكل التجأ الحسن بن زيد المعروف بالداعي الكبير إلى طبرستان والديلم.[٤٥] وبأمر من المتوكل تمّ إخراج آل أبي طالب من مصر.[٤٦] ووفقاً لما نقل أبو الفرج الأصفهاني فإن آل أبي طالب كانوا في زمان المتوكل يعيشون متفرّقين يتوارون عن الأنظار،[٤٧] ومن بينهم أحمد بن عيسى بن زيد الذي توفّي خلال تلك الفترة.[٤٨] كانت أوضاع الشيعة في زمان المتوكل سيئة جداً مقارنة بالخلفاء الثلاثة الذين سبقوه وهم المأمون والمعتصم والواثق، حيث عاش الشيعة خلال فترة حكمهم حريّة نسبية إلى حدّ ما.[٤٩] وخلافاً لعداوة المتوكل الشديدة تجاه الشيعة؛ تمكّن بعضهم من النفوذ داخل بلاط الحكم، ومنهم ابن السكيت[٥٠] الذي تولى تربية أبناء المتوكل.[٥١]

الإجراءات

 
المسجد الجامع بسامراء (المعروف بمسجد الملوية)

ينقل عالم الجغرافيا في القرن السابع الهجري ياقوت الحموي أنّ المتوكل كان مولعاً ببناء القصور والأبنية الفاخرة، إلى حدّ أنّ أحداً من الخلفاء لم يبن ما بناه هو.[٥٢] وفي كتاب مآثر الكبراء في تاريخ سامراء ذُكرت أسماء أكثر من ثلاثين قصراً بناها المتوكل لنفسه، عدا عن قصور حاشيته.[٥٣] وقد أنفق أكثر من ثلاثمائة مليون درهماً على بناء تلك القصور.[٥٤] وأمر المتوكل أن يُبنى في سامراء مسجد جامع،[٥٥] وينقل ابن الجوزي المؤرخ في القرن السادس الهجري أنّ بناء هذا المسجد الذي استمرّ منذ عام 234 وحتى 237 للهجرة كلّف أكثر من 380ألف دينار.[٥٦] وكان يعرف بجامع المتوكل، واشتُهر أيضاً بجامع الملويّة لاحتوائه على منارة حلزونية.[٥٧] وتقع بقايا هذا المسجد فيهذه الأيام على بعد كيلومتراً واحد من مدينة سامراء.[٥٨]

تأييد أهل الحديث

أمر المتوكل في العام 234هـ أن يتمّ الترويج لمذهب أهل الحديث الكلامي،[٥٩] وأن يصبح المذهب الرسمي للدولة.[٦٠] وخلافاً لمن سبقه من الخلفاء[٦١] فقد أمر بمواجهة المعتزلة وطلب من المتكلمين المناظرة في إمكانية رؤية الله،[٦٢] ومنع عقيدة خلق القرآن،[٦٣] وأطلق سراح الذين سجنهم الواثق العباسي ممّن كانوا لا يعتقدون بخلق القرآن[٦٤] ومن جملتهم أحمد بن حنبل.[٦٥]

الضغط على أهل الذمة (غير المسلمين)

سنّ المتوكل سنة 235هـ قوانين قاسية على أهل الذمة وكان من بينها:[٦٦]

  • منعهم من ارتداء لباس المسلمين وإلزامهم بارتداء ملابس كملابس المزارعين.
  • أن يكون على عمائمهم رقاع مخالفة للون ثيابهم من الأمام والخلف.
  • أن لا يركبوا الخيل ولا البرذون.
  • أن يحملوا في رقابهم كرات كثيرة من خشب.
  • ألا يتمّ تعيينهم في أيّ من دواوين المسلمين.
  • تخريب كنائسهم المحدثة.
  • تسوية قبورهم بالأرض.

وغير ذلك من الأمور المهينة والمُذلة. ويعتبر جورجي زيدان مؤلف كتاب تاريخ التمدن الإسلامي أن موقف المتوكل من أهل الذمة جاء نتيجة مساعدة مسيحيّي حمص للمسلمين هناك في قيامهم على والي المتوكل.[٦٧] ورغم وجود هذا الضغط غير المسبوق من قبل المتوكل على أهل الذمة؛ فقد كان بعض العلماء المسيحيين يعملون في منظومة الخلافة ويخدكون داخل بلاطه من قبيل الطبيب والمنجم حنين بن إسحاق.[٦٨]

المواجهة مع الأتراك

وصل المتوكل إلى الخلافة بمساعدة الأتراك، وقام في بدايات حكمه بإرضائهم وتقوية سلطتهم في الشأن السياسي للدولة، غير أنه بعد مدة من الزمن قرّر تغيير هذا الأسلوب وبدأ بالسعي لتقويض قدرتهم ووضع حدّ لها.[٦٩] قام المتوكل بتعيين أولاده محمد وأبو عبد الله وإبراهيم كولاة للعهد؛ فعُيّن ولده محمد بلقب المنتصر كولي عهد الخليفة العباسي، وعُيّن أبو عبد الله بلقب المعتز كولي عهد للمنتصر، وإبراهيم بلقب المؤيّد كولي عهد للمعتز.[٧٠] وأوكل حكومة إفريقية والمغرب إلى ولده المنتصر، وحكومة خراسان والري للمعتز، والشام وفلسطين للمؤيد.[٧١] ويعتبر محمد سهيل طقوش مؤلف كتاب تاريخ الدولة العباسية أنّ المتوكل هدف من خلال هذا الإجراء إلى تضعيف قدرة ونفوذ الأتراك في الدولة، والذين كانت أجزاء واسعة من الدولة تدخل ضمن نطاق نفوذهم وسيطرتهم في زمان كل من المعتصم والواثق العباسيين.[٧٢] كما يرى طقوش أن الأتراك علموا بعزم المتوكل على الحد من نفوذهم فكادوا له المكائد، وبغية الابتعاد عن حبائلهم ومكائدهم قرر المتوكل نقل عاصمة الدولة.[٧٣] وفي العام 244هـ ذهب المتوكل إلى دمشق عازماً نقل عاصمة الدولة إليها، غير أنّه لم ير توفّر الشروط المناسبة فيها، فتركها بعد شهرين وعاد إلى سامراء.[٧٤] وبعد عودته وصلت العداوة بين الخليفة والأتراك إلى مرحلة لا يمكن العودة فيها إلى الوراء حسب ما يرى طقوش، وبدأ كل منهما يسعى للقضاء على الآخر.[٧٥]

موته

في العام 247هـ وبعد خلافة استمرت 14 عاماً وعشرة أشهر وفي الأربعين من عمره؛ قُتل المتوكل على يد ولده المنتصر[٧٦] ودُفن في قصره في الماحوزة.[٧٧] ورغم أنّ المتوكل جعل ابنه المنتصر وليّ عهده غير أنّ العلاقة بينهما لم تكن طيبة، وكان في كثير من الأحيان يسخر منه، بل كان يسبّه ويهدده بالقتل أحياناً.[٧٨] وفي خبر آخر نقله الطبري المؤرخ المعروف في القرن الرابع الهجري؛ فإنّ المتوكل كان قد عزم على تصفية ابنه المنتصر وعدد من قادة الترك،[٧٩] كما يعتقد ابن خلدون المؤرخ في القرن الثامن الهجري أن ما جرى هو أنّ المتوكل كان قد عزل ابنه المنتصر على إثر موقف أهان فيه المتوكل علي بن أبي طالب  فوقف المنتصر في وجه أبيه ونهاه عن ذلك، فعزله أبوه وهدده بالقتل.[٨٠] فقام المنتصر الذي كان غاضباً من تصرفات أبيه بقتله بمساعدة الترك وهو في حالة من السكر.[٨١] وجاء في بعض الأخبار أنّ هذه الواقعة كانت على إثر إهانة المتوكل للزهراء .[٨٢] وبحسب محمد جواد مغنية مؤلف كتاب الشيعة والحاكمون فإنّ المنتصر سمع أباه ذات يوم يسب السيدة فاطمة الزهراء، فاستفتى أحد الفقهاء في عمل أبيه،[٨٣] فأفتى الفقيه بأنّ أباه مهدور الدم، غير أنّه حذّره من قتل أبيه لما يُقال من أنّ من قتل أباه قصُر عمره،[٨٤] ومع ذلك قام المنتصر بقتل أبيه، وقُتل هو كذلك بعد سبعة أشهر.[٨٥] ومع قتل المتوكل استطال نفوذ الترك في الدولة أكثر فأكثر،[٨٦] وبدأت هيبة خلفاء بني العباس بالأفول شيئاً فشيئاً، إلى درجة أنّه وصل إلى الحكم في قرن واحد أحد عشر خليفة بعد المتوكل، وكلهم من صنيعة الأتراك، وجميعهم إما تمّت تصفيتهم أو تمّ عزلهم.[٨٧]

الهوامش

  1. ابن‌ الجوزي، المنتظم، 1412هـ، ج11، ص178.
  2. ابن‌ الجوزي، المنتظم، 1412هـ، ج11، ص178.
  3. الطبري، تاريخ الطبري، 1387هـ، ج9، ص123.
  4. ابن‌ الأثير، الکامل في التاريخ، 1385هـ، ج7، ص33 - 34.
  5. الخضري، تاريخ خلافت عباسی، 1384ش، ص 107.
  6. طقوش، تاريخ الدولة العباسية، 1430هـ، ص154-156.
  7. موحد أبطحي، نقش شيعيان در ساختار حکومت عباسيان، 1392ش، ص27.
  8. جعفريان، از پیدایش اسلام تا ايران اسلامی، ص312.
  9. المجلسي، بحار الأنوار، 1403هـ، ج41، ص322؛ حسيني طهراني، امام شناسی، 1430هـ، ج12، ص170.
  10. ابن‌ الأثیر، الکامل في التاريخ، 1385هـ، ج7، ص56.
  11. أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، دار المعرفة، ص478.
  12. أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، دار المعرفة، ص478.
  13. الذهبي، تاريخ الإسلام، 1413هـ، ج18، ص552.
  14. ابن‌ الأثیر، الکامل في التاريخ، 1385هـ، ج7، ص55-56.
  15. ابن‌ خلدون، تاريخ ابن‌ خلدون، 1408هـ، ج3، ص349.
  16. ابن‌ الأثیر، الکامل في التاريخ، 1385هـ، ج7، ص56 - 55.
  17. الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، 1417هـ، ج13، ص289.
  18. الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، 1417هـ، ج13، ص289.
  19. ابن‌ الجوزي، المنتظم، 1412هـ، ج11، ص237.
  20. أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، دار المعرفة، ص479.
  21. ابن‌ الجوزي، المنتظم، 1412هـ، ج11، ص237.
  22. أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، دار المعرفة، ص479.
  23. مدرّس، شهر حسین(ع)، 1380ش، ص206-207.
  24. السيوطي، تاريخ الخلفاء، 1425هـ، ص253.
  25. اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، بيروت، ج2، ص484؛ النوبختي، فرق الشيعة، 1404هـ، ص92؛ الأشعري القمي، المقالات و الفرق، 1360ش، ص100.
  26. الشيخ المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج2، ص310.
  27. جعفريان، رسول، حيات فكرى و سياسى ائمه، 1381ش، ص503
  28. الشيخ المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج2، ص310.
  29. المسعودي، إثبات الوصية، 1426هـ، ص233.
  30. سبط ابن الجوزي، تذکرة الخواص، 1426هـ، ج2، ص493.
  31. الشيخ المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج2، ص309.
  32. الشيخ المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج2، ص309.
  33. الكليني، الكافي، 1407هـ، ج1، ص501؛ المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج2، ص309.
  34. المسعودي، إثبات الوصية، 1426هـ، ص233.
  35. سبط ابن الجوزي، تذکرة الخواص، 1426هـ، ج2، ص492.
  36. المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج2، ص311.
  37. الطبرسي، إعلام الوری، 1417هـ، ج2، ص126.
  38. جعفريان، حيات فکری و سياسی امامان شيعه، 1381ش، ص510.
  39. ابن طاووس، مهج الدعوات، 1411هـ، ص265-271.
  40. سجادي، «بنی‌عباس»، ص674.
  41. سجادي، «بنی‌عباس»، ص674.
  42. البلاذري، فتوح البلدان، 1988م، ص42 - 43.
  43. أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، دار المعرفة، ص478.
  44. أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، دار المعرفة، ص506.
  45. أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، دار المعرفة، ص490.
  46. الكندي، كتاب الولاة، 1424هـ، ص149.
  47. أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، دار المعرفة، ص490.
  48. أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، دار المعرفة، ص492.
  49. پرسنده، بررسی سیاست‌های مذهبی متوکل عباسی، في مجلة "تاریخ اسلام در آینه پژوهش"، ربيع 1388، ص 60.
  50. موحد أبطحي، نقش شیعیان در ساختار حکومت عباسیان، 1392ش، ص144.
  51. الذهبي، تاريخ الإسلام، 1413هـ، ج18، ص552.
  52. ياقوت الحموي، معجم البلدان، 1995م، ص 367.
  53. المحلاتي، مآثر الکبراء فی تاريخ سامراء، 1384ش، ص67-111.
  54. ياقوت الحموي، معجم البلدان، 1995م، ص 368.
  55. ابن‌ الجوزي، المنتظم، 1412هـ، ج11، ص252.
  56. ابن‌ الجوزي، المنتظم، 1412هـ، ج11، ص252.
  57. أرجح، «جامع کبیر»، ص353.
  58. أرجح، «جامع کبیر»، ص353.
  59. ابن‌ الجوزي، المنتظم، 1412هـ، ج11، ص206.
  60. الخضري، تاريخ خلافت عباسی، 1384ش، ص109.
  61. سجادي، «بنی‌عباس»، ص674.
  62. ابن‌ الجوزي، المنتظم، 1412هـ، ج11، ص207.
  63. ابن‌ كثیر، البداية و النهاية، 1407هـ، ج10، ص316.
  64. ابن‌ الجوزي، المنتظم، 1412هـ، ج11، ص251.
  65. ابن‌ خلکان، وفيات الأعيان، 1900م، ج1، ص64.
  66. ابن‌ كثير، البداية و النهاية، 1407هـ، ج10، ص313-314.
  67. زيدان، تاريخ التمدن الإسلامي، دار مکتبة الحياة، ج4، ص412.
  68. القفطي، تاريخ الحکماء، 1371ش، ص234-235.
  69. الخضري، تاريخ خلافت عباسی، 1384ش، ص107.
  70. اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، دار صادر، ج2، ص487.
  71. الطبري، تاريخ الطبري، 1387هـ، ج9، ص176.
  72. طقوش، تاريخ الدولة العباسية، 1430هـ، ص163.
  73. طقوش، تاريخ الدولة العباسية، 1430هـ، ص163.
  74. الطبري، تاريخ الطبري، 1387هـ، ج9،‌ ص210.
  75. طقوش، تاريخ الدولة العباسية، 1430هـ، ص163.
  76. ابن‌ الجوزي، المنتظم، 1412هـ، ج11، ص356-357.
  77. اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، دار صادر، ج2، ص492.
  78. ابن‌ الجوزي، المنتظم، 1412هـ، ج11، ص356.
  79. الطبري، تاريخ الطبري، 1387هـ، ج9، ص225.
  80. ابن‌ خلدون، تاريخ ابن‌ خلدون، 1408هـ، ج3، ص349.
  81. الطبري، تاريخ الطبري، 1387هـ، ج9، ص225.
  82. مغنية، الشيعة و الحاکمون، 1421هـ، ص171.
  83. مغنية، الشيعة و الحاکمون، 1421هـ، ص171.
  84. مغنية، الشيعة و الحاکمون، 1421هـ، ص171.
  85. مغنية، الشيعة و الحاکمون، 1421هـ، ص171.
  86. الخضري، تاريخ خلافت عباسی، 1384ش، ص112.
  87. الخضري، تاريخ خلافت عباسی، 1384ش، ص112.

المصادر والمراجع

  • أبو الفرج الأصفهاني، علي بن الحسين، مقاتل‌الطالبيين، بيروت، دارالمعرفة، د.ت.
  • أرجح، أکرم، «جامع کبير»، في مجلة "جهان اسلام"، ج9، طهران، بنیاد دایرةالمعارف اسلامی، 1384ش.
  • ابن‌ الأثير، علي بن أبي الکرم، الکامل في التاريخ، بيروت، دار صادر، 1385هـ.
  • ابن‌ الجوزي، عبد الرحمن بن علي، المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك، بيروت، دار الکتب العلمية، 1412هـ.
  • ابن‌ خلدون، عبد الرحمن بن محمد، تاريخ ابن‌ خلدون، بيروت، دار الفکر، 1408هـ.
  • ابن‌ طاووس، علي بن موسی، مهج الدعوات و منهج العبادات، قم، دار الذخائر، 1411هـ.
  • ابن‌ کثير، اسماعيل بن عمر، البداية و النهاية، بيروت، دار الفکر، 1407هـ.
  • الأشعري القمي، سعد بن عبد الله، المقالات و الفرق، طهران، مرکز انتشارات علمی و فرهنگی، 1360ش.
  • البلاذري، أحمد بن يحيی، فتوح‌ البلدان، بيروت، دار و مکتبة الهلال، 1988م.
  • الخطيب البغدادي، أحمد بن علي، تاربخ بغداد، بيروت، دار الکتب العلمية، 1417هـ.
  • الذهبي، محمد بن أحمد، تاريخ الإسلام و وفيات المشاهير و الأعلام، بيروت، دار الکتب العربي، 1413هـ.
  • السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بکر، تاريخ الخلفاء، د.م.، مکتبة نزار مصطفی الباز، 1425هـ.
  • الشيخ المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد في معرفة حجج الله علی العباد، قم، مؤتمر الشيخ المفيد، 1413هـ.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، إعلام الوری بأعلام الهدی، قم، مؤسسة آل‌ البيت(ع)، 1417هـ.
  • الطبري، محمد بن جرير، تاريخ‌ الطبري، بيروت، دار التراث، 1387هـ.
  • القفطي، علي بن يوسف، تاريخ‌ الحکماء، طهران، جامعة طهران، 1371ش.
  • المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1403هـ.
  • المحلاتي، ذبيح‌ الله، مَآثر الکبراء في تاريخ سامراء، قم، المکتبة الحيدرية، 1384ش.
  • المدرس، محمد باقر، شهر حسين علیه‌السلام، قم، دار العلم، 1380ش.
  • المسعودي، علي بن الحسين، اإثبات الوصية للإمام علي بن أبي طالب(ع)، قم، أنصاريان، 1426هـ.
  • النوبختي، حسن بن موسی، فِرَق‌ الشيعة، بيروت، دار الأضواء، 1404هـ.
  • الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، طهران، دار الکتب الإسلامية، 1407هـ.
  • الکندي، محمد بن يوسف، کتاب الولاة و کتاب القضاة، بيروت، دار الکتب العلمية، 1424هـ.
  • اليعقوبي، أحمد بن أبي يعقوب، تاريخ‌ اليعقوبي، بيروت، دار صادر، د.ت.
  • جعفريان، رسول، از پیدایش اسلام تا ایران اسلامی، قم، د.م، د.ت.
  • جعفريان، رسول، حيات فكرى و سياسى امامان شيعه، قم، أنصاريان، 1381ش.
  • حسيني الطهراني، محمد حسين، امام‌ شناسی، مشهد، انتشارات علامه طباطبایی، 1430هـ.
  • خضری، السید أحمد رضا، تاريخ خلافت عباسی: از آغاز تا پايان آل‌بويه، طهران، انتشارات سمت، الطبعة الخامسة، ربيع 1384.
  • زيدان، جرجي، تاريخ التمدن الإسلامي، بيروت، دار مکتبة الحياة، د.ت.
  • سبط بن الجوزي، يوسف بن قزاوغلي، تذکرة الخواص من الأمة في ذکر خصائص الأئمة، قم، المجمع العالمي لأهل‌ البيت(ع)، 1426هـ.
  • سجادي، صادق، «بنی‌عباس»، في دايرة المعارف بزرگ اسلامی، ج12، طهران، مرکز دایرة المعارف بزرگ اسلامی، 1383ش.
  • طقوش، محمد سهيل، تاريخ الدولة العباسية، بيروت، دار النفائس، 1430هـ.
  • مغنية، محمد جواد، الشيعة و الحاکمون، بيروت، دار الجواد، 1421هـ.
  • موحد أبطحي، رضيه‌ سادات، نقش شيعيان در ساختار حکومت عباسيان، قم، انتشارات شيعه‌ شناسی، 1392ش.
  • پرسنده، محمد أعظم، «بررسی سیاست‌های مذهبی متوکل عباسی»، في مجلة "تاريخ اسلام در آینه پژوهش"، رقم 21، ربيع 1388.
  • ياقوت الحموي، ابن‌ عبد‌ الله، معجم‌ البلدان، بيروت، دار صادر، 1995م.