يا لثارات الحسين، هو شعار التوابين بعد مقتل الإمام الحسينعليه السلام، والثورات التي قامت بعدهم، كما أنه شعار الإمام الحجة المنتظر وأنصاره عند ظهوره.

راية يا لثارات الحسين فوق قبة مسجد جمكران في مدينة قم بإيران

التعريف

يا لثارات الحسين من تعابير النداء في اللغة العربية، وهي تدل على الاستغاثة، وفي الاصطلاح - كما ورد في المصادر - هو شعار الذين ثاروا على قتلة الإمام الحسين(ع) بعد ندمهم بدءا من بالتوابين وما جاء من بعدهم من الثورات على الحكم الأموي،....وكذلك شعار أنصار الإمام الحجة المنتظر(عج) عند ظهوره.[١]

التاريخ

أول من نادى بهذا النداء "يا لثارات الحسين" هو الوليد بن غصين بن مسلم الذي قُتل يوم عين الوردة بعد ثورة التوابين، وذلك في الكوفة سنة 65 هـ.[٢]

الروايات

نقلت هذا الشعارَ والنداءَ كتبُ الفريقين عند المسلمين، أمّا ما يتعلق بكتب العامة، فتتحدث عنه، وتقول:

  1. يا بن شبيب! إن كنت باكياً لشئ، فابك للحسين بن علي بن أبي طالب  ، فإنه ذبح كما يذبح الكبش، وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلاً ما لهم في الأرض شبيه، ولقد بكت السماوات السبع والأرضون لقتله، ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلاف لنصره فوجدوه قد قتل، فهم عند قبره شعث غبّر إلى أن يقوم القائم، فيكونون من أنصاره، وشعارهم: يا لثارات الحسين.[٧]
  2. وهذا الشعار أيضاً شعار الإمام الحجة(عج) عند ظهور في آخر الزمان، فقد ورد في زيارته: "السلام على الإمام العالم، الغائب عن الأبصار، والحاضر في الأمصار، والغائب عن العيون، الحاضر في الأفكار، بقية الأخيار، الوارث ذا الفقار، الذي يظهر في بيت الله ذي الأستار، وينادي بشعار يا لثارات الحسين، أنا الطالب بالأوتار، أنا قاصم كل جبار، أنا حجة الله على كل كفور ختار، القائم المنتظر بن الحسن عليه واله أفضل السلام". [٨]

الرمزية

أصبح هذا الشعار عند المنتظرين لظهور الإمام المهدي  رمزاً يرددونه، ويهتفون به حيث تجلى هذا الشعار بمظاهر متعددة، منها:

  • في لوحات ورسوم الفنانين.
  • في الأعلام والرايات التي ترفع في أيام العزاء في المسيرات والمواكب.
  • في الأشعار وختام اللطمات التي تردد في المواكب والحسينيات كما أصبح واشتهر في الآونة الأخيرة حيث يدرجونها في هذه الأبيات:
يا هلالاً غائباً عن كل عين
وضياءً ساطعاً في الخافقين
قم ونادي يا لثارات الحسين

الهوامش

  1. الصدوق، عيون أخبار الرضا، ج 1، ص 299.
  2. ابن الكلبي، جمهرة النسب، ص 156؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص 451.
  3. الطبري، تاريخه: أحداث سنة خمس وستين، ص 451 وما بعدها.
  4. أبو مخنف، مقتل أبي مخنف، ص 283.
  5. ابن قتيبة، أخبار الطوال، ص 291؛ تاريخ مدينة دمشق، ابن عساكر، ج 33، ص 355.
  6. البلاذري، أنساب الاشراف، ج 9، ص 317.
  7. الصدوق، الأمالي، ص 192؛ الصدوق، عيون أخبار الرضا، ص 268.
  8. المشهدي، المزار، ص 107.

المصادر والمراجع

  • أبو مخنف، لوط بن يحيى، مقتل الإمام الحسين(ع)، تحقيق: حسن الغفاري، قم، مطبعة العلمية. د.ت.
  • ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق، تحقيق: علي شيري، بيروت، دار الفكر، 1996 م.
  • ابن قتيبه، أحمد بن داوود، أخبار الطوال، تحقيق: عبدالمنعم العامر وآخرون، القاهرة، دار إحياء الكتب العربية، ط 1، 1960 م.
  • ابن الكلبي، هشام بن محمد، جمهرة النسب، تحقيق: حسن ناجي، بيروت، عالم الكتب، ط1، 1407 هـ.
  • البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف، تحقيق: محمد باقر المحمودي، بيروت، دار التعارف للمطبوعات، ط 1، 1977 م.
  • الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الطبري، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، د.ت.
  • الصدوق، محمد بن علي،‏ عيون أخبار الرضا ، المحقق المصحح: مهدي‏ لاجوردي، طهران - إيران،‏ الناشر: نشر جهان،‏ ط 1، 1378 هـ.‏
  • الصدوق، محمد بن علي، الأمالي، قم، مؤسسة البعثة، ط 1، 1417 هـ.
  • الصدوق، محمد بن علي، عيون أخبار الرضا، تحقيق: حسين الأعلمي، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، ط 1، 1404 هـ.
  • المشهدي، محمد بن جعفر، المزار، تحقيق: جواد القيومي الأصفهاني، قم، مؤسسة النشر الاسلامي، ط 1، 1419 هـ.