جامع البصرة

جامع البَصرة، أقدم مسجد بُني في مدينة البصرة العراقية، بل أول مسجد تم بنائه خارج جزيرة العرب، وقد اشتهر بـخطوة الإمام علي، حيث إنَّ الإمام علي دخل هذا المسجد بعد واقعة الجمل، وألقى فيه خطبة للناس. تم تجدّد بناء المسجد عدة مرات عبر التاريخ، ولم تبق من المسجد القديم سوى منارة، وقد تم إنشاء مسجد جديد إلي جانبها بعمارة حديثة عام 2000م.

جامع البصرة

المعلومات العامة
سنة التأسيس	سنة 14 للهجرة
مستخدم	المسجد
المدينة	البصرة
البلد	العراق
الأسماء الأخرى	خطوة الإمام علي(ع)
أهم الأحداث	خطبة الإمام علي(ع) بعد معركة الجمل - إعلان أبي الحسن الأشعري إعراضه عن المعتزلة
المشخصات
المساحة	200 متر مربع
الهندسة المعمارية
إعادة بناء	عدة مرات آخرها عام 2000م.

كان جامع البصرة منذ تأسيسه مركزا للاجتماعات الدراسية والنشاطات الفكرية. وفي المناسبات الدينية يزور المسجد بعض العراقيين وأحياناً بالمشي على الأقدام.

موجز عن المسجد وأهميته

جامع البصرة من المساجد المشهورة، وهو أول مسجد بُني في العراق وثالث المساجد في تاريخ الإسلام. ومما زاد في أهمية هذا المسجد هو مختلف وظائفه السياسية، والقضائية، والتعليمية، والاجتماعية عبر التاريخ. يعتبر جامع البصرة أول مدرسة في مجال الفقه والحديث والأصول والفلسفة، حيث كان محلاً للمباحثات والمناظرات الأدبية والكلامية والمذهبية بين الشخصيات العلمية في مراحل مختلفة. وسمّي هذا المسجد ب«خزانة الإسلام».

ذُكر إنَّ جامع البصرة كان قاعدة للشيعة في نشاطاتهم ضد الأمويين، حيث اتخذوه مركزا للنضال في سبيل أهل البيت وإحقاق حقهم. ومن الأحداث التي وقعت في هذا المسجد توبة أبي الحسن الأشعري وإعلان إعراضه عن المعتزلة، ومناظرة هشام بن الحكم مع عمرو بن عبيد، المتكلم السنّي.

ذهب بعض الفقهاء أن الاعتكاف يصحّ في عدة مساجد، وهي المسجد الحرام ومسجد النبي ومسجد الكوفة، وجامع البصرة، ولا بأس به في سائر المساجد إذا كان بقصد الرجاء. ويرى السيد السيستاني إنّّ الأحوط مع الإمكان هو الاعتكاف في المساجد الأربعة. وذهب الصدوق إلى أنَّ السبب في اختصاص الاعتكاف بالمساجد الأربعة هو أنَّه أقام فيها إمام عادل صلاة الجمعة، وقد أقام الإمام علي الجمعة في جامع البصرة.

حضور الإمام علي(ع) فيه

خطبة الإمام علي(ع) في جامع البصرة:

فما ظنكم بي يا أهل البصرة! جند المرأة! وأتباع البهيمة! رغا، فقاتلتم، وعقر، فانهزمتم، أخلاقكم دقاق، وعهدكم شقاق، وماؤكم زعاق. أرضكم قريبة من الماء، بعيدة من السماء وأيم الله ليأتين عليها زمان لا يرى منها إلا شرفات مسجدها في البحر، مثل جؤجؤ السفينة. انصرفوا إلى منازلكم.

الدينوري، الأخبار الطوال، ص151.

بحسب رواية تاريخية وردت في كتاب الأخبار الطوال إنَّ الإمام علي بعد أن وضعت حرب الجمل أوزارها دخل مسجد البصرة وصعد المنبر وخطب بالناس. وبحسب ما ورد في كتاب دائرة معارف التشيع بعد خُطب الإمام المشدّدة والمتتابعة ما إن لبث حتى تحولت البصرة إلى إحدى أهم المراكز الشيعية. كما اشتهر المسجد وبسبب حضور الإمام فيه ب«مسجد خطوة الإمام علي»، أو «جامع الإمام علي». وبحسب ما ورد في كتاب الإشارات إلى معرفة الزيارات حول جامع البصرة إن «منارته وقبلته عمارة علي بن أبي طالب».

تاريخ البناء

يعدّ جامع البصرة أول مسجد بُني خارج جزيرة العرب، ومنارتها أول منارة ارتفعت. وقد مرّ بناء المسجد بعدّة مراحل: فيعود تأسيسه إلى عام 14 للهجرة حيث بناه عتبة بن غزوان والي البصرة بالقصب، وذلك في عهد عمر بن الخطاب. شهد المسجد بعد ذلك إعادة البناء باللبن والطين، كما اتسعت مساحته، إلى أن قام الإمام علي عام 36 هـ بتصحيح اتجاه القبلة، لأنها كانت منحرفة. وفي عهد الأمويين تم تحكيم البناء بالآجر، وجعلوا للمسجد سقفا بالساج، واتخذوا له أعمدة من حجر واستمرت عمارة المسجد إلى أن تمت أكبر توسعة فيه عام 160هـ في عهد المهدي العباسي، كما أضيف دار الإمارة إلى ساحة المسجد في عهد هارون العباسي. وقيل كان عدد المصلّين في هذا العهد كان يبلغ عشرين ألفاً.

البناء الجديد

لم يبق أثر من البناء القديم لجامع البصرة، إلا منارة المسجد. وفي عام 2000م تم بناء مسجد جديد خارج حدود المسجد القديم، ويبلغ مساحة البناء الجديد 200 متراً وله ساحة كبيرة. ويرى البعض أن العمارة الجديدة لا يتلاءم مع مكانة المسجد، كما أن أسلوب البناء لا يمت بصلة بتاريخ المسجد. وقيل إن أهالي البصرة وبعض المحافظات الجنوبية في العراق يزورون المسجد في المناسبات الدينية كيوم عاشوراء، ووفاة النبي، واستشهاد الإمام علي، ومولد الإمام المهدي (منتصف شعبان)، وبعضهم يتوجهون إلى المسجد مشياً على الأقدام.

معرض صور

• 

  صورة قديمة لجامع البصرة

• 

  المنارة المتبقية من المسجد القديم

• 

  صورة قديمة لجامع البصرة

• 

  منظر من منارة المسجد القديم
  

• 

  منظر خارجي للمسجد الجديد

• 

  منظر جوّي للمنارة القديمة والمبنى الجديد للمسجد

• 

  منظر داخلي للمسجد الجديد