فقه الإمامية
فروع الدين | |
---|---|
الصلاة | |
الواجبة | الصلوات اليومية • صلاة الجمعة • صلاة العيد • صلاة الآيات • صلاة القضاء • صلاة الميت |
المستحبة | صلاة الليل • صلاة الغفيلة • صلاة جعفر الطيار • بقية الصلوات • صلاة الجماعة • صلوات ليالي شهر رمضان |
بقية العبادات | |
الصوم • الخمس • الزكاة • الحج • الجهاد • الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر • الولاية • البراءة | |
أحكام الطهارة | |
الوضوء • الغسل • التيمم • النجاسات • المطهرات | |
الأحكام المدنية | |
الوكالة • الوصية • الضمان • الحوالة • الكفالة • الصلح • الشركة • الإرث | |
أحكام الأسرة | |
النكاح • المهر • الزواج المؤقت • تعدد الزوجات • الرضاع • الحضانة • الطلاق • الخلع • المباراة • الظهار • اللعان • الإيلاء | |
الأحكام القضائية | |
القضاء • الشهادات • الديات • الحدود • القصاص • التعزير | |
الأحكام الاقتصادية | |
العقود | التجارة • البيع • الإجارة • القرض • الربا • المضاربة • المزارعة |
أحكام أخرى | |
الصدقة • النذر • التقليد • الأطعمة والأشربة • الوقف | |
روابط ذات صلة | |
الفقه • الأحكام الشرعية • الرسالة العملية • التكليف • الواجب • الحرام • المستحب • المباح • المكروه |
الفقه في الإسلام هو العلم بالأحكام الشرعية الفرعية وتحديد وظيفة المكلف العملية عن أدلتها التفصيلية المتمثلة بالقرآن والسنّة والإجماع والعقل.
ولقد احتلّ الفقه مكانة خاصة بين العلوم الإسلامية، حيث كان الراسم لمناهج الحياة، والناظم للنسك والعبادات، والمبيّن لنظام المعاملات، والمناكح، والمواريث، والقضاء، وفصل الخصومات والمنازعات، وغير ذلك.
مرّ هذا العلم لدى المسلمين بجميع طوائفهم من السنة والشيعة بمراحل مختلفة، يطلق على العصر الأوّل والمشترك منها عصر التشريع، وهو الذي يختص بفترة حياة النبي . وقد تداول المسلمون هذا المصطلح وتطبيقاته منذ بدايات الإسلام، حتى وُجدت بين المسلمين فِرقٌ ومذاهب، وكان أهمها ما يعرف بالمذاهب الأربعة في قبال المذهب الشيعي.
المفهوم
الفقه كما قد تتوافق على ذلك جميع المصادر لغويّا: بأنّه العلم بالشيء والفهم له. فقد ذكر الجوهري في الصحاح: الفقه: الفهم. وجاء في القاموس المحيط: الفقه (بالكسر): العلم بالشيء والفهم له والفطنة.[١] ويعني اصطلاحاً: العلم بالأحكام الشرعية الفرعية وتحديد وظيفة المكلف العملية عن أدلتها التفصيلية المتمثلة بالقرآن والسنّة والإجماع والعقل. [٢]
الحكم الشرعي
عرّف الشهيد الصدر ) الحكم الشرعي بأنّه: التشريع الصادر من اللَّه تعالى لتنظيم حياة الإنسان. (كما عن الحلقة الثانية في الأصول للشهيد الصدر). وعرّفه بعض الأصوليين: بأنّه خطاب الله المتعلق بفعل المكلف مباشراً أو غير مباشر. [٣] وينقسم الحكم إلى تكليفي ووضعي، وهي من أهم التقسيمات للحكم الشرعي؛ كذلك يقسّم الحكم إلى الأحكام الأولية والأحكام الثانوية، والأحكام الولائية والحكومتية وغير ذلك من التقسيمات.
مصادر الأحكام الفقهية
يطلق على المصادر التي تستنبط منها الأحكام الشرعية عنوان مصادر التشريع الإسلامي وأدلة الأحكام الفقهية، وهي عند عامة الشيعة أربعة؛ فيما ذهبت المدرسة الإخبارية من الشيعة إلى حصرها بالكتاب والسنة مخرجين للعقل والإجماع عن دائرة مصادر التشريع. [٤] وهذه الأدلة التي تبحث عادة في قسم مباحث الحجج من أصول الفقه عبارة عن:
الكتاب
ويراد منه في الاصطلاح الفقهي خصوص القرآن الكريم، ويقع في مقدمة المصادر التي يرجع إليها الفقهاء في عملية الاستنباط على جميع المستويات، فهو المصدر الأوّل لتشريع القوانين وهو المعيار الذي تعرض عليه الأحاديث وتوزن به الروايات؛ ومن هنا كان مرجع المسلمين منذ الأيام الأولى للبعثة النبوية وإلى يومنا هذا، وسيبقى يحتل الصدارة من بين المصادر التشريعة. ويشهد على ذلك تاريخ الفقه والفقاهة على مرّ العصور وفي مختلفة مراحله. [٥] ومن أبرز الآيات التي رجع إليها الفقهاء في الاستنباط تلك المجموعة من الآيات التي عرفت فيما بعد بآيات الأحكام والتي يقارب عددها 500 آية. [٦] والجدير بالذكر أنّ الرجوع إلى القرآن الكريم واستنباط الأحكام والتكاليف الشرعية منه يتوقف على توفر مؤهلات فقهية ينبغي للمجتهد التوفّر عليها من قبيل معرفته وإحاطته بقواعد اللغة وهيمنته على (مفرداتها، وعلم النحو، والصرف، والمعاني والبيان) فضلا عن إحاطته بعلوم القرآن الكريم ومعرفة الناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه وأسباب النزول و... والهيمنة على قواعد ومبادئ أصول الفقه.
السنة
هذه هي المصدر الثاني للتشريع وتطلق في مصطلح الفقهاء والأصوليين ويراد منها: قول المعصوم وفعله وتقريره. وقد حصرها أهل السنة بخصوص قول النبي (ص) وفعله وتقريره، وقد ضموا إليها سنة الصحابي، بينما وسعها الشيعة إلى ما يصدر عن أئمتهم (عليهم السّلام) فهي عندهم كلّ ما يصدر عن المعصوم قولاً وفعلاً وتقريراً باعتبار كونهم خلفاء النبي ومنصوبين من قبل الله تعالى. [٧]
العقل
ذهب مشهور الأصوليين إلى إدراج العقل ضمن قائمة مصادر الاستنباط الأربعة. والنكتة الجديرة بالاهتمام هنا هي بيان مكانة العقل في الاستنباط الشرعي ومدى قدرته على اكتشاف الأحكام الشرعية أثناء عملية الاستنباط. علماً أنّ فقهاء الإمامية استندوا إلى العقل كثيراً في عملية الاجتهاد. وقد أشار الأصوليون (أصول الفقه) إلى نماذج من استعمالات العقل في العملية الاستنباطية فيما بقي الكثير منها لم يبحث ولم تنقح طريقة اعتماد العقل فيه.[٨]
الإجماع
يعد الإجماع المصدر الرابع من مصادر التشريع، وقد سلّط الأصوليون في باب الحجج والأمارات الأضواء على الإجماع من جميع الزوايا. علماً أن بعض أصوليي المدرسة السنية نظروا إلى الإجماع كنعصر مستقل في قبال العناصر الثلاثة الأخرى ومن هنا سمّوا بأهل السنة والجماعة. [٩] (لكن يظهر أن تسميتهم بأهل السنة والجماعة ليست لهذه الحيثية وإنما لها أسباب أخرى) يقول السيد محمد تقي الحكيم في أصول الفقه المقارن ص244: و الظاهر أن الكثير منهم- أهل السنة- يرى أنّه لا استقلال له (للاجماع)، يقول الخضري: لا ينعقد الإجماع إلا عن مستند... فيما رفضت المدرسة الشيعية فكرة منح الإجماع الاستقلالية في قبال الكتاب والسنّة، واعتبرت حجيته ناشئة من كونه كاشفاً عن رأي المعصوم. [١٠]
الإجماع هو الوفاق لا عدم علم الخلاف [١١]، وعرّفه بعضهم باتّفاق أهل الحلّ و العقد من أمّة محمّد [١٢]، وقيل: هو اتفاق من يعتبر قوله من أمّة محمّد [١٣]، وقيل: هو اتفاق علماء الشيعة على أمرٍ ما في عصر واحد لا مع تعيين المعصوم [١٤].
واعتبره علماء الإمامية بأنه حجة كاشفة عن رأي المعصوم وليس دليلاً مستقلاً إلى جانب الكتاب و السنة [١٥].
أبواب الفقه
بذل القدماء جهداً مشكوراً في تصنيف وتبويب كتب الفقه، لكن بقي الأمر مشوشاً، حتى جاء المحقق الحلي فبدأ التبويب وهو ما سار عليه من جاء بعده إلى العصر الحاضر، فقد قسّم كتابه الشرايع إلى أربعة أقسام:
ثم شقق وفرّع في الأبواب، حتى جعل تقسيمه شاملاً لكل مواضيع الفقه، وسار من جاء بعده على هذا التقسيم [١٦].
العبادات
وهي الأحكام التي يقصد بها التقرّب إلى الله تعالى، وهي:
وأدرج تحت هذا القسم عشرة كتب هي:
العقود
أدرج تحته تسعة عشر كتاباً:
الإيقاعات
أدرج تحته أحد عشر كتاباً:
الأحكام
أدرج تحته اثنا عشر كتاباً:
تاريخ الفقه الشيعي
مر الفقه الشيعي بدورات وفترات متعددة، لكل واحدة خصائصها ومميزاتها الخاصة بها، وظهر في كل عصر فقهاء متعددون، وكان لكل فقيه دورٌ في تطوير الفقه الشيعي. وقد بدأ أوّل عصر فقهي شيعي بعد وفاة رسول الله ، تمثل في روايات وأحاديث أهل البيت (عليهم السلام)، وامتدت إلى العصر الحاضر مارّة بفترات تطوير وتطوّر في الأسلوب والعرض.
عصر التشريع
يراد من عصر التشريع تلك الفترة التي استوعبت 23 سنة من عمر النبي الأكرم من بدايات البعثة وحتى وفاته ، فان الفقه الإسلامي في هذا العصر لم يظهر دفعة واحدة بل تدرّج تبعا لنزول القرآن الكريم حيث كان النبي يبلغ المسلمين بالأحكام والتشريعات بصورة تدريجية وعلى مراحل زمنية متوالية، فكان يبلغهم بين الحين والآخر ببعض الأحكام والتشريعات الإلهية، وكان الأصحاب يتلقّون تلك التشريعات منه وبلا واسطة. نعم، كان يرسل في حالات خاصة ممثلين عنه من الصحابة للمناطق الأخرى لتعليم المسلمين شؤون دينهم والأحكام الشرعية، من قبيل إرساله لمعاذ بن جبل إلى اليمن. وقد اقتصر التطور الفقهي على هذا الحدّ من التبليغ والبيان. [١٧] لم يبق من آثار هذا العصر أو بعد رحيل النبي الأكرم بقليل كتاب مصون عن التحريف والتلاعب سوى القرآن الكريم. [١٨] ومن مميزات فقه هذه المرحلة كونه من الفقه المنصوص الموحى به من الله وكان النبي يبلغ المسلمين بالأحكام التي يتلقاها من الله تعالى عن طريق الوحي بواسطة جبرئيل. وقد بلّغ النبي (ص) ما يحتاجه المسلمون في عصره فيما أودع الباقي عند علي الذي قام بدوره بجمع ذلك في كتاب ليبلغ بها المسلمون حينما تمس الحاجة إليه. [١٩] والجدير بالذكر أنّ مفردة الفقه في تلك المرحلة تطلق ويراد بها كافة المباحث الشرعية كالمسائل العقائدية والأصولية والأحكام الفرعية فضلا عن المسائل الأخلاقية، ولم تك مفردة الفقيه متداولة في ذلك العصر بل يطلق على العالم بتلك المعارف عنوان القارئ. ولما كانت مستويات أصحاب النبي ومؤهلاتهم العلمية متفاوتة من هنا اختص الأمر بالحفّاظ والقرّاء العارفين بمضامين الآيات والعلاقة بين الآية ونظيراتها من آيات الذكر الحكيم. وبعد التطور الذي حصل على المستوى العلمي والتوسّع السكاني لأتباع الرسالة المحمدية أخذت مفردة الفقه تشقّ طريقها إلى الثقافة الإسلامية لتحلّ مفردة الفقيه محل القارئ والحافظ. [٢٠]
عصر التفسير والتبيين
يطلق هذا الدور على الفترة الممتدة ما بين وفاة النبي الأكرم وبين نهاية الغيبة الصغرى سنة 329 هـ ق. ومع الأخذ بنظر الاعتبار وجود الأئمة المعصومين في تلك الفترة لم يجد الفقه الشيعي- خلافاً للمدرسة السنيّة- ضرورة للاجتهاد واستنباط الأحكام من مصادرها الأساسية، باستثناء المناطق النائية عن مواطن الأئمة حيث شهدت عملية استنباط مبسطة من قبيل اضطرارهم للعمل بالروايات المعتبرة أو الإستناد إلى ظواهر القرآن الكريم والحديث النبوي أو روايات المعصومين. [٢١]
مميّزات العصر وقد امتاز هذا العصر بالرغم من تغيّب الحركة الاجتهادية فيه بصورة واسعة، بمميزات خاصة، منها:
- كثرة الحديث: شهد عصر التفسير تدوين وتنظيم المجموعات الحديثية ورصدها منذ عصر النبي ، حيث بدأ التدوين على يد علي وتواصل المشروع على يد أصحاب الأئمة في الوقت الذي نجد فيه حركة التدوين للحديث توقفت في مدرسة الخلفاء بسبب المنع الذي أصدره الخليفة الثاني والذي استمر إلى خلافة عمر بن عبد العزيز.
- رفض القياس والاستحسان: رفضت المدرسة الشيعية العمل بالقياس والاستحسان مكتفية بالرجوع إلى روايات الأئمة (عليهم السلام) في معرفة الحكم الشرعي وتحديد المواقف العملية؛ لإيمانهم بعصمة الأئمة (عليهم السلام) وأنّ سنتهم القولية والفعلية والتقريرية حجّة شرعية يجب الركون إليها، ومع وجودها لا يوجد فراغ تشريعي ليملأ بالاجتهاد واعتماد القواعد الأصولية؛ فيما نرى مدرسة أهل السنة قد استشعرت الفراغ بعد وفاة النبي فلجأت إلى ملء الفراغ عن طريق قواعد غير معتبرة كالقياس والاستحسان والمصالح المرسَلة وفتح الذرائع وسدها.
- بروز تعارض الروايات وظهور الأخبار العلاجية؛ شهد هذا العصر حدوث الاختلاف بين نقل الرواة فقد شاع نقل الحديث عن (أئمة أهل البيت) (عليهم السلام) في هذه الفترة، وكثر الدسّ وظهر الاختلاف في متون الروايات، فكان يبلغ البعض من الشيعة حديثان مختلفان في مسألة واحدة، فكان الرواة يطلبون من (أئمة أهل البيت) (عليهم السلام) أن يدلّوهم على مقياس لاختيار الحديث الصحيح بين الأحاديث المتضاربة التي تردهم في مسألة واحدة. وقد ورد عنهم (عليهم السلام) أحاديث في معالجة الأخبار المتعارضة تسمّى (الأخبار العلاجية) في الأصول.
- وجود التقية؛ شهدت تلك الفترة ظهور الاختلاف المذهبي في الوسط الإسلامي، فقد حاول البعض من خصوم مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) تعكير الصفو وإثارة الفتنة وتأليب السلطات ضد رجالات الطائفة الشيعية، ومن هنا أدرك الأئمة (عليهم السلام) خطورة الموقف فاعتمدوا أسلوب التقيّة كأحد السبل لمعالجة المشكلة. [٢٢]
فقهاء عصر التفسير اقتصر نشاط فقهاء هذا العصر على نقل الحديث بعيداً عن التصرّف فيها غالباً، إلا أنّ ذلك لم يمنع من توفرهم على ذوق اجتهادي وشمّ فقهي خاص يبرر لنا إضفاء صفة الفقاهة عليهم، وهم: علي بن أبي رافع، سعيد بن المسيب، القاسم بن محمد بن أبي بكر، أبو خالد الكابلي، زرارة بن أعين الشيباني، معروف بن خرّ بوذ، بريد بن معاوية العجلي، أبوبصير الأسدي، محمد بن مسلم بن رباح، جميل بن درّاج، عبدالله بن مسكان، عبدالله بن بكير بن أعين، حماد بن عيسى، يونس بن عبدالرحمن، صفوان بن يحيى البجلي الكوفي، محمد بن أبي عمير، حسن بن محبوب، أحمد بن محمد بن أبي نصر. [٢٣]
عصر المحدثين
ويمتد هذا العصر من بدايات الغيبة الكبرى- منتصف النصف الأوّل من القرن الرابع- إلى منتصف القرن الخامس الهجري. ومن رؤوس المحدثين في ذلك العصر الذين لعبوا دوراً بارزاً في جمع الحديث محدثو مدينتي قم والري. وقد مثلت المجاميع الحديثية التي صنفت في تلك الفترة المصادر الأساسية للفقه الإمامي الشيعي وقد وفّرت سلطةُ آل بويه الشيعية المناخَ المناسب لتدوين الحديث ونشره وتطوير الفقه وتكامله.
مميزات العصر امتاز هذا العصر بالخصائص التالية:
- شهد تدوين أمهات المصادر الحديثية الشيعية؛
- ظهور المصنفات الفقهية الفتوائية؛
- برز فيه علماء كبار على جميع المستويات وخاصّة في علم الحديث.
أهم المصنفات الفقهية شهدت هذه الفترة صدور مؤلفات فقهية مهمة، منها:
- الكتب التي عالجت أسئلة فقهية طرحت في وقتها، من قبيل: جواب المسائل البصريات، جواب المسائل القزوينيات، جواب المسائل الکوفيات، جواب المسائل المصريات، جواب المسائل الواسطية؛ ذكرها النجاشي ضمن مؤلفات الشيخ الصدوق.
- كتبت مصنفات لأشخاص معينين، من قبيل "رسالة إلى ولده" التي كتبها علي بن بابويه إلى ولده الصدوق.
- كتب صنفت لجماعة خاصّة من قبيل "جوابات المسائل النيشابورية" أو جوابات مسألة نيشابور.
- كتب عالجت بعض العناوين الفقهية كالاعتكاف والتيمم وجامع الحج وجامع فقه الحج.
- الكتب التي عالجت شطراً من مسائل أو استوعبت جميع أبواب الحج كالمقنعة والهداية.
فقهاء عصر المحدثين لا يزال الحديث والمدرسة الحديثية مهيمنة على هذا العصر لقربه من عصر وجود الأئمة (عليهم السلام) حيث كانت المسائل الفقهية تعالج من خلال الفقه المنصوص (أي الأحاديث والروايات)، فكان الفقهاء يعرفون بالمحدثين، ومن أبرز فقهاء هذا العصر: علي بن إبراهيم القمي، محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني، جعفر بن محمد بن جعفر بن موسى بن قولويه، علي بن حسين بن موسى بن بابويه، الشيخ الصدوق.
عصر بدء الاجتهاد
يتقارن عصر بدء الاجتهاد مع الغيبة الكبرى وعلى يد فقيهين كبيرين هما ابن أبي عقيل العماني وابن الجنيد الاسكافي، ويستمر حتى منتصف القرن الخامس.
والملاحظ أن هذا العصر شهد نقلة نوعية في التعاطي الفقهي قياساً بالأدوار السابقة حيث شهد ظاهرة الاجتهاد الفقهي مستفيداً من الحركة الأصولية ولأوّل مرّة يشهد الفقه الشيعة ظاهرة المسائل المستنبطة من النصوص الفقهية بعد التنقيح والبحث في جميع زوايا النصوص الحديثية. وقد بلغت هذه الظاهرة ذروتها على يد الشيخ المفيد واستمرت على يد تلميذه السيد المرتضى.
مميزات العصر
- شهد هذا العصر ظاهرة الفقه المستنبط وتميّز نص الفتوى عن النص الحديثي بحيث أخذ الفقهاء يعبرون عن الفتاوى بطريقتهم الخاصة خلافا للفقه المنصوص الذي كان الفقيه يعبر عن الفتوى بنفس ألفاظ الرواية.
- صدور مصنفات في مجال أصول الفقه من قبل فقهاء الشيعة.
- معالجة قضايا ومسائل فقهية لم تتعرض لها الروايات مباشرة مع تدوين مصنفات خاصة بهذا النوع من الفتاوى.
- تميّز هذا العصر بوجود فقهاء كبار تصدروا الحركة الاجتهادية وعالم الفقاهة كابن أبي عقيل العماني وابن الجنيد والشيخ المفيد والسيد المرتضى. [٢٤]
عصر الكمال العلمي وإطلاق الاجتهاد
يستوعب هذا العصر فترة حياة الشيخ الطوسي الذي يُعد من أبرز فقهاء الشيعة على الاطلاق لما تركه من نتاج فقهي، وكان الشيخ قد ولد في خراسان سنة 385 هـ ق وتصدّى للزعامة والمرجعية بعد وفاة أستاذه السيد المرتضى سنة 436 هـ ق، وقد ترك بصمات واضحة في الفقه الإمامي، تمثّلت في:
1. تطوير حركة الاجتهاد الشيعي وتكاملها؛
2. تدوين دورات فقهية كاملة ومميزة في أوساط الفقه الشيعي؛
3. منح الفقه الشيعي الاستقلالية قبال الفقه السني.
مميزات العصر
- بلغت عملية إطلاق حركة الاجتهاد الشيعي تكاملها وشموليتها حيث تمكن الشيخ الطوسي من تفريع جميع مسائل الفقه وفقا لمتبنياته الأصولية والرجالية و...؛
- تدوين مصنفات في الفقه المقارن؛
- ومن ملامح هذا العصر ظهور الإجماعات والاستدلال بها؛
- شهد العصر وجود فقهاء شيعة كبار وتصنيف بعض الكتب الفقهية المهمة. [٢٥]
عصر الركود وتوقف الاجتهاد
شهدت المدرسة الشيعية الفقهية حالة من الركود الفقهي تجاوزت القرن من الزمن حيث بدأت ملامحها بُعيد وفاة الشيخ الطوسي سنة 460 هـ ق إلى عصر ابن إدريس الحلّي المتوفى سنة 598 هـ ق، حيث آل الاجتهاد بعد الشيخ الطوسي إلى الجمود تقريبا، وإنّ كلّ ما تمخّضت عنه الساحة الفكرية كان في الواقع تقليداً للشيخ الطوسي ليس إلا، لما اتسم به الشيخ الطوسي من شخصية علمية هيمنت على الساحة الفقهية فقد أبدى قابليّة علميّة رائعة في هذا المسير، ممّا خلق له هالة من التقديس والتبجيل في الأحقاب اللاحقة له، بحيث كمّم الشفاه، احتراما وتقديسا فلم نجد– غالبا- فقيهاً يجرؤ على تجاوز عتبة الشيخ بل قد يرى البعض أن ذلك يعد إهانة لمكانة الشيخ العلمية. ومن هنا نجد الساحة الفقهية قد ضعفت فيها عملية التصنيف الفقهي، إلى أن سطع في أفق المعرفة شخصيّة عظيمة، ألا وهو: محمّد بن إدريس الحلّي، وبدأ بمعارضة شيخ الطائفة، فكسر طوق الجمود الحاصل بعد الشيخ رحمه اللّه، وكان يصف فقهاء عصر الركود بـ "المقلّدة". [٢٦]
فقهاء العصر شهد عصر الركود وجود مجموعة من الفقهاء تركوا مصنفات فقهية اجتهادية، منهم: فضل بن الحسن الطبرسي، قطب الدين الراوندي، أحمد بن علي الطبرسي، ابن حمزة، ابن شهر آشوب، [٢٧] أبو الصلاح الحلبي، عبد العزیز بن البرّاج، سلّار الديلمي، ابن زهرة وقطب الدين البيهقي. [٢٨]
عصر النقد وإعادة نشاط الاجتهاد
انتهت مرحلة الركود التي سيطرت على الحالة الفقهية من بدايات النصف الثاني من القرن الخامس وتمام القرن السادس الهجريين مع ظهور فطاحل العلماء وكبار المجتهدين كابن إدريس الحلّي الذي رفض حالة الجمود والركود الذي عمَّ الساحة الفقهية ومن هنا شمّر هو وشخصيات علمية كبيرة أخرى عن ساعد الجدّ للخروج من هذا الطوق وكسر الهالة التي أضفيت على المعطى الفقهي لمدرسة الشيخ الطوسي، وقد ظهر ذلك بجلاء في كتابه السرائر الذي استعرض فيها آراء الشيخ الطوسي في شتّى الأبواب الفقهية مسجلاً ملاحظته النقدية ومخالفته لما ذهب إليه الشيخ. وقد واصل منهج ابن إدريس النقدي كل من المحقق الحلي والعلاّمة الحلّي وفخر المحققين، الأمر الذي بثّ في جسد الفقه الشيعي روحاً جديدة وساقه مرّة أخرى إلى سلّم الرقي والتكامل. وقد استمرت هذه المرحلة حتى ظهور المدرسة الأخبارية في القرن الحادي عشر. [٢٩]
مميزات هذا العصر
- عودة روح الاجتهاد إلى جسد الفقه الشيعي والتكامل والرقي التدريجي؛
- تهذيب الفقه، وتنظيمه بعد تبويبه؛
- ظهور مصنفات اهتمت برصد الخلافات الفقهية في الوسط الشيعي وتابعت المسائل الخلافية بين فقهاء الطائفة، حيث ألّف العلامة الحلي لأَوّل مرّة كتاب "مختلف الشيعة في أحكام الشريعة" ذكر فيه خلافيات فقهائهم في المسائل الفقهية من الطهارة إلى الديّات. ومنها كتاب مفتاح الكرامة للسيد جواد العاملي؛ [٣٠]
- توسّع دائرة المباحث الفقهية وشموليتها لشتّى الأبواب على يد المحقق الحلي في كتابه شرائع الإسلام والعلامة الحلّي في كتابه إرشاد الأذهان؛
- بروز ظاهرة شرح المتون الفقهية وبسطها على يد فقهاء كبار كفخر المحققين الحلّي الذي في كتابه "إيضاح الفوائد في حلّ مشكلات القواعد"، والشهيد الثاني في كتابه اللمعة الدمشقية؛
- ظهور مصنفات عالجت فقه الدولة على يد الفقيه الكبير المحقق الكركي في كتابه شرح المقاصد؛
- ومن مميزات هذا العصر الاهتمام بأصول الفقه والرجال وغربلة الأحاديث مع ظهور فقهاء كبار كالمقدس الأردبيلي وكتابه مجمع الفوائد والسيد محمد العاملي وكتابه مدارك الأحكام. [٣١]
أبرز فقهاء العصر
شهد هذا الدور ظهور أساطين الفقه والاجتهاد منهم: ابن إدريس الحلّي، السيد ابن طاووس، المحقق الحلي، العلامة الحلي، فخر المحققين، الشهيد الأول، المحقق الکرکي، الشهيد الثاني، محمد بن علي العاملي الجبل عاملي، حسن بن زين الدين، الشيخ البهائي، الفاضل المقداد، ابن فهد الحلي، ابن أبي جمهور الأحسائي، المقدس الأردبيلي، [٣٢] يحيى بن سعيد الحلّي، الخواجة نصير الدين الطوسي. [٣٣]
عصر الافتراق وظهور الأخبارية
كان مطلع القرن الحادي عشر مسرحاً للتيارات الفكرية المختلفة، وفي تلك الأجواء المشحونة ظهرت المدرسة الأخبارية التي رفع رأيتها الشيخ محمد أمين بن محمد شريف الأسترآبادي الأخباري في كتابه الموسوم بـ "الفوائد المدنية"، رافضاً طريقة الأصوليين من المجتهدين وحصر مصادر التشريع في الكتاب والسنة فقط مقصيا للعقل والإجماع عن ساحة الاجتهاد، ظناً منه أنّ علم أصول الفقه علما وُلِدَ خارج دائرة الشيعة، زاعماً أنّ الأئمة (عليهم السلام) لم يعتمدوا تلك الطرق والمباني في تشريع الأحكام، ويبدو أنّ الخلفيّة التي كانت من وراء ظهور هذه المدرسة هي التخوّف من الاستغراق في اعتماد العنصر العقلي في الاجتهاد، والابتعاد عن النصّ الشرعي، كما حدث ذلك لمدرسة الرّأي عند أهل السنّة، حيث استدرجهم اعتماد الرّأي إلى القياس و الاستحسان ومحاولة استنباط أحكام اللّه تعالى بمثل هذه المصادر الظنّيّة التي لا تغني عن الحقّ شيئا. [٣٤] ومن هنا ذهبت الأخبارية إلى نفي حجية العقل والإجماع وعدم مشروعية الرجوع إليهما في عملية الاستنباط. ويُعد الأمين الأسترآبادي رائد المدرسة الأخبارية وقد وجه نقداً لاذعا للمجتهدين ابتداءً من ابن أبي عقيل العماني وابن الجنيد المعروفين بالقديمين إلى الشهيد الأول والثاني وسائر الفقهاء من المدرسة الأصولية معتبراً عملهم تقليداً لفقهاء أهل السنّة وقد صنّف كتابه "الفوائد المدنية" لغرض الردّ على فقهاء المدرسة الأصولية. [٣٥] خصائص ومميزات اتّسم هذا الدور بعدّة سمات منها:
- تراجع أصول الفقه وتقهقر النتاج الأصولي أمام الهجمة الأخبارية؛
- تدوين الكتب الفقهية وفق المذاق الأخباري الحديثي ككتاب الحدائق الناضرة للشيخ يوسف البحراني؛
- تدوين الموسوعات الحديثية كالوافي لـ محمد محسن الفيض الكاشاني، ووسائل الشيعة للحر العاملي وبحار الأنوار للعلامة محمد باقر المجلسي؛
أبرز فقهاء هذه المرحلة رغم الهجمة الشرسة التي وجّهتها الأخبارية للمدرسة الأصولية وحصر مصادر الاستنباط في الكتاب والسنّة فقط، مع الإصرار على إقصاء المنهج الأصولي عن الساحة الفقهية والاجتهادية مطلقا، إلا أنّ الساحة شهدت ظهور فقهاء ومجتهدين من المدرستين الأخبارية والأصولية، هم:
- فقهاء المدرسة الأخبارية: محمد أمين الأسترآبادي، المولى صالح المازندراني، المولى محسن الفيض الكاشاني، الشيخ يوسف البحراني، العلامّة محمد باقر المجلسي، السيد نعمة الله الجزائري.
- فقهاء المدرسة الأصولية: الفاضل الجواد، محمد باقر السبزواري، الآقا جمال الخوانساري، الشيخ البهائي، الفاضل الهندي، المحقق الخوانساري والميرداماد. [٣٦]
عصر انحسار الأخبارية
مع إطلالة القرن الثالث عشر الهجري وبعد أن طوت الأخبارية القرن الأوّل من عمرها ظهر نفر من كبار علماء الأصول جاؤوا من بعد هذه المعركة الفكريّة التي أثارها الأمين الأسترآبادي... حاولوا أن يثروا علم أصول الفقه بتحقيقات جديدة وأن يحكّموا بناء هذا العلم ويقنّنوه ويحدثوا في مناهج البحث الأصولي تغييرات جوهريّة. وهذه الحركة العلميّة التي قام بها هذا النفر من العلماء كان لها دور كبير في إعادة الحيويّة إلى البحث الأصولي وإن لم يكن لها دور حاسم في إضعاف الاتّجاه الأخباري وتطويقه، فقد بقيت المدرسة الأخبارية رغم ظهور علماء كبار في أصول الفقه في هذه الفترة تتحرّك بقوّة في أوساط الفقه والاجتهاد. ولم يتمّ عزل هذه المدرسة إلاّ على يد الفقيه محمّد باقر البهبهاني المعروف على لسان تلاميذه بالوحيد البهبهاني. [٣٧] ثم واصل أعلام المدرسة الأصولية حركة تعزيز البحث الأصولي وتقوية أسس الاستنباط وصنفوا في ذلك المجال مؤلفات قيمة.
مميزات العصر
- تطويق الحركة الأخبارية وانحسارها أمام المد الأصولي الجارف؛
- تنقية مباحث أصول الفقه من بعض المباحث التي تعدّ من نتاجات أصول الفقه السني كالقياس والاستحسان والمصالح المرسلة وسدّ الذرائع وفتحها، لعدم جدوائية تلك الأبحاث في عملية الاستنباط في المدرسة الشيعية؛
- شهدت الأبحاث الأصولية مسائل الخلاف بين المدرستين الأصولية والأخبارية من قبيل حجية القطع المستفاد من مقدمات عقلية، تقديم الدليل العقلي القطعي على الدليل النقلي، حجية ظواهر الكتاب الكريم، جريان البراءة في الشبهات الحكمية التحريمية. [٣٨]
أبرز فقهاء المرحلة شهدت المرحلة فضلا عن المؤسسين ظهور فقهاء وأصوليين كبار، يمكن تقسيمهم إلى طائفتين:
- جيل تلامذة الوحيد البهبهاني، وهم: السيد محمد مهدي بحر العلوم، الشيخ جعفر كاشف الغطاء، الميرزا أبو القاسم القمي، السيد علي الطباطبائي والشيخ أسد اللّٰه التستري؛
- جيل تلامذة تلامذة الوحيد البهبهاني، منهم: السيد محسن الأعرجي الكاظمي، محمد شريف بن حسن علي المعروف بشريف العلماء، السيد محمد المجاهد، محمد صالح البرغاني، السيد عبد الله شبر، المولى أحمد النراقي ومحمد حسن النجفي. [٣٩]
عصر التجديد في الاستنباط
يمكن حصر هذا العصر– الذي يعتبر من حيث المنهج استمراراً للعصر السابق- ما بين أواخر القرن الثالث عشر إلى منتصف القرن الرابع عشر الهجري، وهذا العصر يوزّع على ثلاثة أدوار فقهية، سنشير إليها لاحقاً.
مميزات العصر
- امتاز العصر بغلبة الأبحاث التحقيقية باستخدام المسائل الأصولية في عملية الاستنباط؛
- دخول الأدلة العقلية والمنطقية إلى ساحة أصول الفقه؛
- شهد هذا العصر طريقة الشيخ الأنصاري المبتكرة في الاستنباط؛
- غياب أصول الفقه السنّي عن العملية الاجتهادية؛
- التمييز بين مجريات الأمارات والأصول العلمية والتفكيك بينهما؛
- شهد العصر الخوض في مسائل مستحدثة بأسلوب تحقيقي. [٤٠]
أدوار عصر التجديد
شهد الفقه الشيعي في عصر التجديد مجموعة من الأدوار والمراحل الفقهية كانت حصيلة نتاج علمي لطائفة كبيرة من أساطين الاجتهاد والفقاهة بدءاً من الشيخ الأنصاري وانتهاء بتلامذة الشيخ محمد كاظم الخراساني. وهذه الأدوار هي:
- مرحلة التحوّل الفقهي والأصولي: كان رائد هذه المرحلة ورافع لواء التحوّل فيها الشيخ مرتضى بن أمين التستري النجفي الذي يعدّ من أبرز فقهاء الإمامية في القرنين الأخيرين، حيث تمكّن بعطائه الفكري الثري من إحداث قفزة نوعية في الوسط الاجتهادي على مستوى الفقه والأصول، حيث أصبحت كتبه ونظرياتها محوراً للدرس والتداول خلال القرنين الماضيين متأثراً بأبرز أساتذته المولى أحمد النراقي. من أبرز كتبه التي صنفها في باب المعاملات كتاب المكاسب. [٤١]
- مرحلة مراجعة وتمحيص أفكار الشيخ الأنصاري: تعرضت أفكار الشيخ الأنصاري ونظرياته الأصولية والفقهية إلى عملية مراجعة وتمحيص من قبل كبار الأصوليين كالمولى علي الكني، محمد حسن الشيرازي، الآغا رضا الهمداني، محمد بن محمد تقي آل بحر العلوم، السيد كاظم اليزدي وعبد الله المامقاني وأخيراً على يد العالم الشهير والأصولي المعروف محمد كاظم الخراساني صاحب كفاية الأصول. [٤٢]
- مرحلة نقد نظريات الآخوند الخراساني وظهور المدارس الأصولية الثلاثة: شهدت نهاية المرحلة السابقة طريقة جديدة ابتكرها الآخوند الخراساني في عرض المسائل الفقهية والأصولية. وقد تعرضت آراءه والنظريات التي طرحها لعملية نقدية وتكاملية من قبل أشهر تلامذته، مما تمخض عن ظهور ثلاث مدارس أصولية لكل من : محمد حسين الغروي الأصفهاني، الآغا ضياء العراقي والشيخ محمد حسين النائيني، الذين لعب كل واحد منهم دوراً بارزاً في تكامل البناء الأصولي الشيعي لكل واحد منهم منهجية خاصية في التعاطي والبحث.
المدارس والمذاهب الفقهية
لم يقتصر نشاط بعض الفقهاء على بيان ونقل الرويات والأحاديث المنقولة عن الأئمة (عليهم السلام) فقط بل أعطوا لنفسهم الحق ومنحوها الحرية بإبداء الرأي ومناقشة القضية طبقا للقواعد المعتمدة في عملية الاجتهاد واستنباط الفتاوى الشرعية من مصادرها الأم. وبهذا وجدت مدارس فقهية على مرّ التاريخ ونعني بالمدرسة الفقهية هي ذلك الكيان العلمي الذي تحكمه قوانين وقواعد خاصة ويعتمد منهجية محددة في التعاطي مع المسائل الفكرية (على المستوى الأصولي والفقهي) وفي محيط اجتماعي وفكري خاصين، مع عدم تبعية تقليدية للمدارس الأخرى وتسوده ملامح ومميزات خاصة تميّزه عن غيره. [٤٣] وقد شهد الفقه الشيعي ظهور مجموعة من المدارس الفقهية التي لعبت كل واحدة منها دوراً بارزاً في تطوير عملية الاجتهاد وتكامله، نشير إلى نماذج منها:
مدرسة المدينة
ظهرت مع ظهور المجتمع الإسلامي في المدينة المنورة، واستمرت إلى حياة الإمام الصادق . فكانت المدينة المنورة هي اللبنة والانطلاقة الأولى للفقه الإسلامي. وقد شهدت مدرسة المدينة مجموعة من فقهاء الشيعة من الصحابة والتابعين- بعد كل من الإمام علي والسيدة الزهراء والحسن والحسين (عليهم السلام)- كابن عباس، وسلمان الفارسي، وأبي ذر الغفاري وأبي رافع إبراهيم مولى رسول اللَّه. ومن أهم مميزات مدرسة المدينة: 1- قلّة المدونات الحديثية واضطرابها في الجمع و التبويب فيما عدا مدوّنة أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام). 2- عدم تبلور المسائل الخلافية بين المذاهب الفقهية الإسلامية بصورة واضحة. 3- عدم اتخاذ مقاييس للاجتهاد والفتوة فيما لا نصّ في مورده ومعالجة الأحاديث الفقهية المتعارضة. [٤٤]
مدرسة قم والري
تسلمت مدينتا قم والري زمام قيادة الفكر الشيعي منذ عصر الغيبة الكبرى في الربع الأوّل من القرن الرابع إلى النصف الأوّل من القرن الخامس الهجريين. حيث انتقلت إليها في هذا الفترة حركة التدريس والكتابة على أثر الضغوط التي مارستها الحكومة العباسية ضد مشايخ وفقهاء مدرسة أهل البيت فالتجأ فقهاء الشيعة وعلماؤها إليهما، ووجدوا في هاتين البلدتين ركنا آمنا يطمئنون إليه لنشر فقه أهل البيت (عليهم السلام) و حديثهم، فظهر في هذا الفترة شيوخ كبار من أساتذة الفقه الشيعي كعلي بن إبراهيم القمي، والمحدّث الكليني، وابن قولويه، وعلي بن بابويه، ومحمد بن بابويه وأخيه الحسين بن بابويه الذين أسدوا للفقه الشيعي خدمات جليلة. ومن أبرز ملامح هذه المدرسة:
- التوسع في تدوين المجامع الحديثية وتبويب الأحاديث وتنظيمها، منها: كتاب الكافي للكليني، ومن لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق.
- ظهر في هذه الفترة لون جديد من الكتابة الفقهية، تتمثل في الرسائل الجوابية فقد كانت (الشيعة) تسأل الفقهاء عمّا يعرضها من المسائل، وكان الفقهاء يجيبون عن هذه الأسئلة معتمدين طريقة مبسطة وميسرة ترتكز إلى الفقه المنصوص حيث يستعرض المجيب الأحاديث الواردة في الباب. ولم يتجاوز البحث الفقهي في الغالب عن حدود الفروع الفقهية المذكورة في حديث أهل البيت (عليهم السلام)، ولم يفرغ الفقهاء بصورة كاملة لتفريع فروع جديدة للمناقشة و الرأي.[٤٥]
مدرسة الكوفة
انتقلت مدرسة الفقه الشيعي من المدينة إلى الكوفة، التي كانت حينها مركزاً فكرياً وعلمياً كبيراً، وقد هاجر إليها الكثير من الصحابة والتابعين، والفقهاء. وقد استغلّ الإمام الصادق - لنشر فكر المدرسة الإمامية- الفرصة الذهبية التي سنحت ما بين سقوط الحكومة الأموية وظهور الحكومة العباسية وبين هذا السقوط، وهذا الظهور اغتنم الإمام الصادق الفرصة للدعوة إلى المذهب، ونشر أصول هذه المدرسة، فازدلفت إليه الشيعة من كل فج زرافات ووحدانا تتلقى منه العلم، وترتوي من منهله العذب. ومن أبرز مميزات المدرسة الكوفية:
- بروز ظاهرة تدوين الحديث على يد تلامذة الإمامين الباقر والصادق (عليهما السلام).
- شهدت مدرسة الكوفة ظهور مسائل مستحدثة تبعا لحاجات المسلمين، وازدحم الناس على أبواب الفقهاء يطلبون منهم الرأي فيما تجدد عليهم: من وجوه الحاجات الجديدة، ولم يكن ما بيد فقهاء السنة ومحدثيها من الحديث يكفي لسد هذه الحاجة، ولم يجدوا في الكتاب الكريم جوابا على ذلك، فاتجه فقهاء الشيعة صوب الأئمة المعصومون (عليهم السلام)، فيما اضطر فقهاء أهل السنة للتوجه صوب الأخذ بالقياس والاستحسان، والأخذ بالظن والرأي للإجابة عن المسائل المطروحة مما أوجد فجوة بين المدرستين السنية والشيعية.
- حدوث الاختلاف بين نقل الرواة فقد شاع نقل الحديث عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) في هذه الفترة، وشيوع حالة التعارض بين الأحاديث، تلك الظاهرة التي عالجها الأئمة (عليهم السلم) بما يسمى بما يسمى بالأخبار العلاجية.
- اتساع شقة الخلاف بين المذاهب الفقهية الإسلامية وظهور مجموعة من المذاهب السنية كالحنبلي والمالكي والشافعي والحنفي فضلا عن مذهب أهل البيت.
- تعيين موازين ومقاييس خاصة للاجتهاد والاستنباط من قبل أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، من قبيل الاستصحاب، البراءة، الاحتياط، التخيير وقاعدة الطهارة وغيرها. [٤٦]
مدرسة بغداد
تحوّلت بغداد في أواخر عصر الغيبة الصغرى ومع بدايات الغيبة الكبرى إلى مركز علمي يستقطب إليه كبار العلماء والمجتهدين وقد استمر تألق المدرسة البغدادية حتى هجوم هولاكو على المدينة. وقد اتسمت المدرسة البغدادية بمجموعة من الملامح، منها:
- ظهور شخصيات فقهية متميزة كالشيخ المفيد (المتوفى 413 هـ ق) والسيد المرتضى (المتوفى436هـ ق) والشيخ الطوسي (المتوفى 460 هـ ق).
- ومن ملامح هذا العصر ظهور حالة تفريع المسائل الفقهية واستحداث فروع جديدة لم تتعرض لها نصوص الروايات، وكان البحث الفقهي- فيما سبق هذا الدور- لا يتجاوز حدود بيان الحكم الشرعي باستعراض الروايات الواردة في الباب.
- الظاهرة الثالثة من ملامح هذا العصر: هو ظهور الفقه المقارن أو الخلافي، تمثلت في كل من كتاب: الإعلام فيما اتفقت الإمامية عليه من الأحكام مما اتفقت العامة على خلافهم فيه، للشيخ المفيد، وكتاب الانتصار للسيد المرتضى، وكتاب الخلاف للشيخ الطوسي.
- ومن ملامح المدرسة البغدادية تضلّع فقهائها بالمباحث الكلامية حيث جمعوا بين الفقه والكلام وكانت لهم الصدارة في هذا الفن فأمسكوا بناصبة المباحث العقائدية والكلامية أيضا.
- وضع الأسس والركائز الأساسية لعلم أصول الفقه، تمثل ذلك في كل من كتاب الذريعة للسيد المرتضى وكتاب العُدة للشيخ الطوسي.
- تثبيت قواعد الاجتهاد ومباني الاستنباط ومنهجة الإستدلال الفقهي الشيعي على يد الشيخ المفيد وغيره من أعلام المدرسة.
- ومن ملامح المدرسة البغدادية إهتمامها بالجانب التفسيري للقرآن الكريم حيث كانت تعقد حلقات التفسير إلى جانب حلقات البحث الفقهي والكلامي، وقد أحدث كتاب الأمالي للسيد المرتضى تحوّلاً في التفسير الشيعي في بُعده الأدبي والكلامي؛ كما شهدت تلك المدرسة ولادة كتاب التبيان في تفسير القرآن للشيخ الطوسي الذي يُعد من أهم التفاسير الشيعية. [٤٧]
مدرسة النجف
تعود جذور الحوزة النجفية إلى منتصف القرن الخامس الهجري ولا تزال تواصل عطاءها الفكري طيلة أحد عشر قرناً شهدت خلالها حالات من المدّ والجزر وتعرضت فيها لشتّى الظروفات والتقلبات؛ ويمكن توزيع تاريخ المدرسة النجفية إلى ثلاثة أدوار:
- دور التأسيس: ويعود إلى الهجوم الذي تعرضت له مدينة بغداد ووفاة السيد المرتضى سنة 436 هـ ق والاعتداء على منزل الشيخ الطوسي، مما اضطره إلى مغادرة بغداد والتوجّه صوب النجف ملقياً رحاله هناك.
وقد امتاز هذا الدور من عمر المدرسة النجفية بالاهتمام بالبحث الرجالي وضبط الرواة بطريقة منهجية ودقيقة تمثلت في كل من كتاب اختيار معرفة الرجال من كتاب الشيخ الكشي وكتاب الفهرست وكتاب الرجال التي دونها جميعاً الشيخ الطوسي. [٤٨]
- الدور الثاني: ويؤرخ لهذا الدور بوفاة الشيخ الطوسي حيث تراجع الأداء الفقهي وخفّ بريقه، الأمر الذي أعقبه انتقال مركز الفقه– ولفترة طويلة- من النجف إلى كلّ من الحلّة وجنوب لبنان، واستمر هذا الدور إلى عصر المحقق الأردبيلي (993هـ ق) الذي تمكّن من إعادة الروح إلى جسد الحوزة النجفية مرّة أخرى التي تمكنت من استقطاب كل من الشيخ حسن العاملي والسيد محمد العاملي من جبل عامل إليها. [٤٩]
- الدور الثالث: ويؤرّخ له بظهور الحركة الأخبارية في كربلاء حيث ظهر في النجف فقهاء كبار تمكنوا قرابة القرن من إعادة المركزية والصدارة الفقهية للحوزة النجفية. وقد تطور هذا العطاء الفقهي من زمن الشيخ جعفر كاشف الغطاء (1228 هـ ق) وتلامذته منهم محمد حسن النجفي (1266هـ ق) وواصل عطاءه العلمي على يد فقهاء وأصوليين كبار كالشيخ مرتضى الأنصاري (1281 هـ ق)، والميرزا حسن الشيرازي (1320هـ ق)، والميرزا حبيب الله الرشتي(1312 هـ ق)، والميرزا محمد حسن الآشتياني (1248 هـ ق) ومحمد حسن المامقاني (1323 هـ ق)، ومحمد كاظم الخراساني (1329 هـ ق) والميرزا القمي (1355 هـ ق)، والآقا ضياء العراقي (1361 هـ ق) ومحمد حسين الأصفهاني (1361 هـ ق).
وقد شهدت الحوزة النجفية في العقود الأخيرة بروز فقهاء كبار لعبوا دورا كبيراً في تنشيط حركة البحث والعطاء العلمي كالسيد محسن الحكيم، والسيد أبي القاسم الخوئي، والسيد أحمد الخوانساري ومحمد تقي الخوانساري. [٥٠] والسيد الشهيد محمد باقر الصدر (قدس).
مدرسة الحلة
تقع مدينة الحلة بين النجف وبغداد، وتقع على مفترق طرق المواصلات البرية بين بغداد والأماكن المقدسة في النجف وكربلاء، وتمكنت هذه المدينة احتلال موقع الصدارة قرابة القرنين من الزمن، لمع فيها فقهاء كبار وأساطين عظام تمكنوا من رفع راية الفقه والفقاهة منهم: ابن إدريس الحلي (598 هـ ق)، والمحقق الحلي (676هـ ق)، والعلامة الحلي (726هـ ق) وفخر المحققين (771هـ ق)، والسيد ابن طاووس الحلي (664 هـ ق). ومن ملامح المدرسة الحلّية:
- اتسمت المصنفات الفقهية فيها بالتبويب والتنظيم العاليين فضلا عن الدقة العلمية؛
- عرفت المدرسة الحلّية بسلاسة التعبير وجودة البيان بعيدا عن التعقيد في التعبير؛
- ظهور التقسيم الرباعي في الحديث (الصحيح، الحسن، الموثق، الضعيف). [٥١]
- الكتابة الفقهية الموسوعية، فقد ألّف العلامة الحلّي موسوعته القيمة تذكرة الفقهاء في الفقه المقارن وهو عمل فقهي جليل لم يؤلف مثله في الفقه المقارن في السعة والاستيعاب. [٥٢]
مدرسة جبل عامل وجزين
يعود تاريخ مدرسة جبل عامل الفقهية إلى هجرة الشهيد الأوّل إلى جنوب لبنان، وقد أنجبت هذه المدرسة كبار الفقهاء ومن أبرز وجوه المدرسة الشيعية كالشهيد الأول، والمحقق الكركي (945 هـ ق) والشهيد الثاني (965 هـ ق) والسيد محمد العاملي (1009 هـ ق) والشيخ البهائي (1132 هـ ق). ومن أبرز ملامح هذه المدرسة:
- تميّزت مدرسة جبل عامل بتدوين القواعد الفقهية والاهتمام الوافر بالفقه المعاملي.
- الاهتمام بتمييز الأحاديث الصحاح عن الضعاف
- غربلة علم الأصول وتصفيته من خلال تدوين كتاب معالم الدين
- التشديد في العمل بالروايات والاهتمام بالجانب السندي. [٥٣]
مدرسة أصفهان
راج الفقه في القرنين الحادي عشر والثاني عشر الهجريين وكان فقهاء المدرسة الأصفهانية على علاقة وطيدة مع السلطات الحاكمة حتى تسنّم البعض منهم منصب مشيخة الإسلام مع التصدي لشؤون القضاء والجمعة والجماعة، منهم: محمد تقي المجلسي (1070 هـ ق)، والعلامة محمد تقي المجلسي (1111 هـ ق)، والشيخ البهائي (1030هـ ق)، ومحمد باقر الداماد (1041 هـ ق)، ومحمد إسماعيل الخواجوئي (1173 هـ ق)، ومحمد باقر السبزواري (1091 هـ ق)، وآقا جمال الخوانساري (1125 هـ ق). امتازت المدرسة الأصفهانية برواج مباحث الفلسفة والحكمة وولادة فلاسفة كبار كالملا صدرا الشيرازي.
مدرسة كربلاء
يؤرخ للمدرسة الكربلائية بهجوم الأفغان على مدينة أصفهان والاضطراب الذي عمّ المدينة مما اضطر معه الفقهاء للهجرة باتجاه كربلاء. وقد انتقل الشيخ يوسف صاحب الحدائق (1186هـ ق) إلى كربلاء، فازدهرت به هذه الحاضرة العلميّة وانتعشت المدرسة الأخبارية، وكانت هي الاتّجاه السائد للاجتهاد في هذه المدينة المقدّسة يوم ذاك، و كانت الدروس والتحقيقات العلميّة تجري على هذا المنوال. وإلى جانب درس الشيخ يوسف كان درس الوحيد البهبهباني الذي يتصف بميوله الأصولية يعج بالطلاب، وقد تمكنت المدرسة الكربلائية من تربية جيل من الفقهاء والأصوليين الكبار كالسيد مهدي بحر العلوم (1205هـ ق) والسيد علي الطباطبائي (1232 هـ ق) والسيد محمد المجاهد (1242 هـ ق) والمولى أحمد النراقي (1245 هـ ق) والمولى مهدي النراقي والميرزا أبو القاسم القمي (1232). [٥٤] وقد امتازت مدرسة الوحيد البهبهاني بملامح خاصة تجعله (ره) رائدا لمدرسة أصولية خاصة، ومن ملامحه الرئيسة الاهتمام بعلم الرجال وعلم أصول الفقه اللذين واجها حملة شرسة من قبل المدرسة الأخبارية جعلتهما ينحسران أمامها.[٥٥]
مدرسة قم المعاصرة
صحيح أن المدرسة القمية تضرب بجذورها في أعماق التاريخ الإسلامية حتى أنها تصدّت لرفع راية الفقه الشيعية في القرن الثالث الهجري القمري إلا أنّ هجرة الشيخ عبد الكريم الحائري إليها ضخّ في بدنها دماء جديدة وبعث الحياة فيها مرة أخرى وتألق نجمها فأنجبت كبار الفقهاء وأساطين المذهب الشيعي كالسيد حسين البروجردي (1380هـ ق)، والسيد روح الله الموسوي الخميني (1409هـ ق)، والسيد محمد رضا الكلبايكاني، ومحمد تقي الخوانساري والسيد شهاب الدين المرعشي النجفي. تعيش الحوزة القمية اليوم أوج عظمتها وتعجّ حلقات درسها فقهاً وأصولاً و....بالكثير من الفضلاء وكبار الشخصيات العلمية. [٥٦]
الهوامش
- ↑ الفراهيدي، العين، ج 3، ص370.
- ↑ المشکيني، مصطلحات الفقه، ص 407.
- ↑ مجموعة من الباحثين، ج 3، ص350.
- ↑ مجموعة من الباحثين، ج 1، ص 325.
- ↑ الجناتي، محمد إبراهيم، منابع اجتهاد از ديدگاه مذاهب اسلامي، ص 6؛ نقلا عن خرمشاهي، دانشنامه قرآن وقرآن بجوهي، ج 2، ص 1641.
- ↑ جناتي، محمدابراهيم، منابع اجتهاد از ديدگاه مذاهب اسلامي، ص 13، 14؛ نقلا عن خرمشاهي، دانشنامه قرآن و قرآن بجوهي، ج 2، ص 2642.
- ↑ مظفر، ج 2، ص 62.
- ↑ جايگاه عقل در اجتهاد[مكانة العقل في الإجتهاد]
- ↑ دائرة المعارف فقه مقارن، ص 376.
- ↑ أصول الفقه، المظفر، ص 81 و 82.
- ↑ الشهيد الأول، ذكرى الشيعة ج 1 ص 51.
- ↑ العلامة الحلي، تهذيب الأصول ص 65.
- ↑ الحسن بن زين الدين، معالم الدين ص 172.
- ↑ الشهيد الأول، ذكرى الشيعة ج 1 ص 49.
- ↑ الشيخ المظفر، أصول الفقه ج 1 ص 81 ـ 82.
- ↑ المحقق الحلي، شرائع الإسلام ج 1 ص 8 وما بعدها.
- ↑ الجناتي، ص 25-26.
- ↑ كرجي، ص 17 و 18.
- ↑ الجناتي، ص 26- 31.
- ↑ ابن خلدون، المقدمة، نقلا عن جناتي، ص 29.
- ↑ كرجي، ص 117.
- ↑ كرجي، ص 117-122.
- ↑ كرجي، ص 123-125.
- ↑ كرجي، ص 140-141.
- ↑ كرجي، ص 180-183.
- ↑ كرجي، ص 123.
- ↑ كرجي، ص 224-227.
- ↑ رباني، ص 99-129.
- ↑ كرجي، ص 227.
- ↑ كرجي، ص 227.
- ↑ كرجي، ص 228.
- ↑ كرجي، ص 228.
- ↑ 28. رباني، ص 141-143.
- ↑ انظر: الشيخ محمد مهدي الآصفي، ص 32-33.
- ↑ كرجي، ص 237.
- ↑ رباني، ص 223-26۰؛ كرجي، ص 238-241.
- ↑ انظر: الاصفي، ص 37.
- ↑ 31. كرجي، ص 259.
- ↑ 32. رباني، ص 261-292؛ وراجع كذلك: كرجي، ص 242.
- ↑ كرجي، ص 265.
- ↑ 34. رباني، ص 295-298.
- ↑ 35. رباني، ص 299-324.
- ↑ درآمدي بر چگونگي تکوين مکاتب فقهي در شيعه[مدخل إلى كيفية تكوين المدارس الفقهية عند الشيعة]
- ↑ کريمي نيا
- ↑ انظر: فريق من المؤلفين، تأريخ الفقه و تطوراته (المنتخب)، ص 53.
- ↑ کريمي نيا
- ↑ رباني، ص 18-20.
- ↑ رباني، ص 21.
- ↑ رباني، ص 29.
- ↑ رباني، ص 32-34.
- ↑ رباني، ص 22-26.
- ↑ انظر: تأريخ الفقه وتطوراته (المنتخب)، ص 78.
- ↑ رباني، ص 26-29.
- ↑ رباني، ص 26-29.
- ↑ رباني، ص 31-32.
- ↑ رباني، ص 34.
الوصلات الخارجية
المصادر والمراجع
- الآصفي، محمد مهدي، مقدمة كتاب الفوائد الحائري للوحيد البهبهاني، نشر مجمع الفكر الإسلامي، الطبعة الأولى، 1415 ه ق
- خرمشاهي، بهاء الدين، دانشنامه قرآن و قرآن پژوهي[موسوعة القرآن والدراسات القرآنية]، طهران، دوستان-ناهيد، 1377 هـ ش.
- رباني، محمد حسن، فقه وفقهاي اماميه در گذر زمان[الفقه وفقهاء الإمامية طوال الزمن]، طهران، طبعة ونشر بين الملل، 1386 هـ ش.
- كريمي نيا، محمد مهدي، آشنايي با مهمترين مكاتب و دورههاي فقهي شيعه[التعرف على أهم المدارس والفترات الفهية الشيعية]، مجله معرفت، العدد 93، ص 43-59.
- فريق من المؤلفين، تأريخ الفقه وتطوراته (المنتخب)، الطبعة الاولى.
- المشكيني، علي، مصطلحات الفقه، قم، مطبعة الهادي، ط 1، 1419 هـ.
- الفراهيدي، الخليل بن أحمد، العين، قم، مؤسسة دار الهجرة، 1409 هـ.
- المظفر، محمد رضا، أصول الفقه، قم، اسماعيليان، 1375 هـ ش، الطبعة الخامسة.
- الشهابي، محمود، أدوار الفقه، طهران، وزارت فرهنگ و إرشاد اسلامي، بلا تا.
- الجناتي، محمد ابراهيم، ادوار فقه و كيفيت بيان آن[أدوار الفقه وكيفية بيانه]، طهران، موسسه كيهان، 1374 هـ ش.
- أبو زهرة، محمد، تاريخ المذاهب الفقهية، دار الفكر العربي، 1971 م.