مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «آية التطهير»
←رد الشيعة على أقوالهم
imported>Ahmadnazem طلا ملخص تعديل |
imported>Ahmadnazem |
||
سطر ٣٣٨: | سطر ٣٣٨: | ||
اعتبر [[الشيعة]] أنّ المُتَمَسِّك بهذا القول، كالمُتمسك بخيوط العنكبوت حينما تهوِي به الرياح في وادٍ سحِيق، وذلك لأنّ أدّلة هذا القول هي: | اعتبر [[الشيعة]] أنّ المُتَمَسِّك بهذا القول، كالمُتمسك بخيوط العنكبوت حينما تهوِي به الرياح في وادٍ سحِيق، وذلك لأنّ أدّلة هذا القول هي: | ||
#'''الدليل الأول:''' خبر صرَّحَ فيه ابن عبّاس برأيه: فقال: أنّ آية التطهير نزلت في زوجات النّبيّ{{صل}}، وهذا الخبر ورد بطريقين؛ الأول: من خلال عكرمة البربري،<ref>الآلوسي، روح المعاني، ج 22، ص13.</ref> والثاني: من خلال سعيد بن جبير.<ref>الواحدي، أسباب النزول، ص 368-369.</ref> | #'''الدليل الأول:''' خبر صرَّحَ فيه ابن عبّاس برأيه: فقال: أنّ آية التطهير نزلت في زوجات النّبيّ{{صل}}، وهذا الخبر ورد بطريقين؛ الأول: من خلال عكرمة البربري،<ref>الآلوسي، روح المعاني، ج 22، ص13.</ref> والثاني: من خلال سعيد بن جبير.<ref>الواحدي، أسباب النزول، ص 368-369.</ref> | ||
#'''الدليل الثاني:''' [[الخبر|خبر]] ورد عن [[عكرمة البربري]] مولى [[ابن عباس|ابن عبّاس]]: حيث كان ينادي في الأسواق بأنّ آية التطهير نزلت في خصوص [[زوجات النبي|زوجات النّبيّ]]{{صل}}، أو كان يطلب [[المباهلة]] على قوله أنّها نزلت في | #'''الدليل الثاني:''' [[الخبر|خبر]] ورد عن [[عكرمة البربري]] مولى [[ابن عباس|ابن عبّاس]]: حيث كان ينادي في الأسواق بأنّ آية التطهير نزلت في خصوص [[زوجات النبي|زوجات النّبيّ]]{{صل}}، أو كان يطلب [[المباهلة]] على قوله أنّها نزلت في زوجات النبيّ{{صل}}.<ref>الآلوسي، روح المعاني، ج 22، ص13.</ref> | ||
#'''الدليل الثالث:''' [[وحدة السياق]]، [[الآية|فالآيات]] التي سبقت آية التطهير وكذلك التي بعدها، هي خطابات إلهية متوجهة | #'''الدليل الثالث:''' [[وحدة السياق]]، [[الآية|فالآيات]] التي سبقت آية التطهير وكذلك التي بعدها، هي خطابات إلهية متوجهة لزوجات النّبي{{صل}}، وبالتالي فبما أنّ آية التطهير واقعة بين آيات متعلّقة بزوجات النبي{{صل}} لابدّ وأن تكون آية التطهير متعلّقة أيضًا بهنَّ، وهذا استدلّ به بعض المتأخرين من [[أهل السنة]].<ref>ابن الجوزي، زاد المسير في علم التفسير، ص 1124. ص 1124.</ref> <ref>الآلوسي، روح المعاني، ج 22، ص13.</ref> | ||
*'''الردّ على الدليل الأول:''' | *'''الردّ على الدليل الأول:''' | ||
**'''أولاً:''' أنّ الرواة الذين نقلوا قول ورأي [[ابن عباس|ابن عبّاس]]،فيهم الضعفاء والمتروكين. | **'''أولاً:''' أنّ الرواة الذين نقلوا قول ورأي [[ابن عباس|ابن عبّاس]]،فيهم الضعفاء والمتروكين. | ||
سطر ٣٤٩: | سطر ٣٤٩: | ||
****يكفي أنّ فيها ’’ '''عكرمة البربري ''' ‘‘: [[الخوارج|الخارجي]]، وهو مولى [[ابن عباس|عبد الله ابن عبّاس]]، وقد أقرّ ابن بكير أنّه أول من نقل [[الخوارج|المذهب الخارجي]] إلى [[المغرب العربي|بلاد المغرب]]،<ref>العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 7، ص 237، رقم الترجمة 476.</ref> وشهد أكثر من واحد أنّه كان خارجيًّا، منهم يحيى بن معين، وعلي بن المديني، وأحمد بن حنبل، ومصعب الزبيري،<ref>العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 7، ص 237، رقم الترجمة 476.</ref> كما شهد عليه البعض [[الكذب|بالكذب]] على [[ابن عباس|ابن عبّاس]]، منهم ابن عمر عندما خاطب نافع قائلاً: { اتّق الله ويحك يا نافع لا تكذب عليَّ كما كذب عكرمة على [[ابن عباس|ابن عبّاس]] }،<ref>العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 7، ص 237، رقم الترجمة 476.</ref> ومنهم سعيد بن المسيب عندما قال لغلامه: { يا برد لا تكذب عليَّ كما كذب عكرمة على [[ابن عباس|ابن عبّاس]] }،<ref>العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 7، ص 237، رقم الترجمة 476.</ref> بل إنّ علي بن عبد الله ابن عبّاس قد أوثق عكرمة على الباب تأديبًا له، وعندما سأله يزيد بن أبي زياد لماذا تفعل به ذلك، قال ابن عبد الله بن عبّاس: { إنّه كان يكذب على أبي }، <ref>العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 7، ص 238، رقم الترجمة 476.</ref> ويكفي ثبوت أنّه خارجيا لفهم حقده وبغضه [[أهل البيت|لأهل البيت]](ع) عموما، و[[الإمام علي بن أبي طالب]](ع) خصوصا. | ****يكفي أنّ فيها ’’ '''عكرمة البربري ''' ‘‘: [[الخوارج|الخارجي]]، وهو مولى [[ابن عباس|عبد الله ابن عبّاس]]، وقد أقرّ ابن بكير أنّه أول من نقل [[الخوارج|المذهب الخارجي]] إلى [[المغرب العربي|بلاد المغرب]]،<ref>العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 7، ص 237، رقم الترجمة 476.</ref> وشهد أكثر من واحد أنّه كان خارجيًّا، منهم يحيى بن معين، وعلي بن المديني، وأحمد بن حنبل، ومصعب الزبيري،<ref>العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 7، ص 237، رقم الترجمة 476.</ref> كما شهد عليه البعض [[الكذب|بالكذب]] على [[ابن عباس|ابن عبّاس]]، منهم ابن عمر عندما خاطب نافع قائلاً: { اتّق الله ويحك يا نافع لا تكذب عليَّ كما كذب عكرمة على [[ابن عباس|ابن عبّاس]] }،<ref>العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 7، ص 237، رقم الترجمة 476.</ref> ومنهم سعيد بن المسيب عندما قال لغلامه: { يا برد لا تكذب عليَّ كما كذب عكرمة على [[ابن عباس|ابن عبّاس]] }،<ref>العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 7، ص 237، رقم الترجمة 476.</ref> بل إنّ علي بن عبد الله ابن عبّاس قد أوثق عكرمة على الباب تأديبًا له، وعندما سأله يزيد بن أبي زياد لماذا تفعل به ذلك، قال ابن عبد الله بن عبّاس: { إنّه كان يكذب على أبي }، <ref>العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 7، ص 238، رقم الترجمة 476.</ref> ويكفي ثبوت أنّه خارجيا لفهم حقده وبغضه [[أهل البيت|لأهل البيت]](ع) عموما، و[[الإمام علي بن أبي طالب]](ع) خصوصا. | ||
**'''ثانيًا:''' أنّ [[الخبر|خبر]] [[ابن عباس|ابن عبّاس]] متعارض مع [[الخبر|خبرٍ]] آخر مروي عنه من طريقين الأول عن طريق أبوصالح،<ref>الحسكاني، شواهد التنزيل، ج 2، ص31.</ref> والثاني عن طريق عمرو بن ميمون،<ref>الحسكاني، شواهد التنزيل، ج 2، ص 30.</ref> يقول فيه أنّ آية التطهير نزلت في [[أصحاب الكساء|أصحاب الكساء الخمسة]]، فلما الإقتصار على روايتي سعيد بن جبير و [[عكرمة البربري]]، اللتين فيهما ما فيهما من [[الحديث الضعيف|الضعف]] والوهن. | **'''ثانيًا:''' أنّ [[الخبر|خبر]] [[ابن عباس|ابن عبّاس]] متعارض مع [[الخبر|خبرٍ]] آخر مروي عنه من طريقين الأول عن طريق أبوصالح،<ref>الحسكاني، شواهد التنزيل، ج 2، ص31.</ref> والثاني عن طريق عمرو بن ميمون،<ref>الحسكاني، شواهد التنزيل، ج 2، ص 30.</ref> يقول فيه أنّ آية التطهير نزلت في [[أصحاب الكساء|أصحاب الكساء الخمسة]]، فلما الإقتصار على روايتي سعيد بن جبير و [[عكرمة البربري]]، اللتين فيهما ما فيهما من [[الحديث الضعيف|الضعف]] والوهن. | ||
**'''ثالثًا:''' حتى مع تمامية [[السند|سند]] [[الرواية|رواية]] [[ابن عباس|ابن عبّاس]]، وعدم معارضتها مع رواية أخرى [[ابن عباس|لابن عبّاس]] نفسه، هل من العلم ومن الوثاقة التمسك [[خبر الآحاد|بخبر الآحاد]] وترك الخبر [[الحديث المتواتر|المتواتر]] عن ( 22 ) [[صحابي]] وصحابية من ضمنهم | **'''ثالثًا:''' حتى مع تمامية [[السند|سند]] [[الرواية|رواية]] [[ابن عباس|ابن عبّاس]]، وعدم معارضتها مع رواية أخرى [[ابن عباس|لابن عبّاس]] نفسه، هل من العلم ومن الوثاقة التمسك [[خبر الآحاد|بخبر الآحاد]] وترك الخبر [[الحديث المتواتر|المتواتر]] عن ( 22 ) [[صحابي]] وصحابية من ضمنهم زوجات النبي{{صل}} نفسهن، وهل مِن صنعَة أهل [[الحديث]] التمسك [[خبر الآحاد|بخبر الآحاد]] حين تعارضه مع [[الحديث المتواتر|المتواتر]] أو [[الحديث المستفيض|المستفيض]]. | ||
**'''رابعًا:''' هل عندما يتعارض قول [[الصحابة|الصحابي]] مع قول [[النبي|النّبيّ]]{{صل}}، نقدم رأي [[الصحابة|الصحابي]] على [[النبي|النّبيّ]]{{صل}}، كما هو حال من ذهب لقول [[ابن عباس|ابن عبّاس]] وترك تشخيص وتحديد [[النبي|النّبيّ]] في تحديد من هم [[أهل البيت]](ع) الذين نزلت فيهم آية التطهير. | **'''رابعًا:''' هل عندما يتعارض قول [[الصحابة|الصحابي]] مع قول [[النبي|النّبيّ]]{{صل}}، نقدم رأي [[الصحابة|الصحابي]] على [[النبي|النّبيّ]]{{صل}}، كما هو حال من ذهب لقول [[ابن عباس|ابن عبّاس]] وترك تشخيص وتحديد [[النبي|النّبيّ]] في تحديد من هم [[أهل البيت]](ع) الذين نزلت فيهم آية التطهير. | ||
*'''الردّ على الدليل الثاني:''' | *'''الردّ على الدليل الثاني:''' | ||
**'''أولاً:''' لا قيمة شرعية ولا عقلية، لشهادة وقول عكرمة البربري، حتى لو صحّت هذه [[الروايات|الأخبار]] في نسبتها إليه، ولعلّ فعل السير في الأسواق والمناداة بهذا القول، وكذلك الدعوة [[المباهلة|للمباهلة]]، يكشف عن ثلاثة أمور مسقطة لشهادة عكرمة ومقوّية لقول نزول الآية في [[أصحاب الكساء]]: الأول: وجود دافع سلبي قوي نحو هذه الأفعال المستهجنة في نظر العقلاء، والثاني: سفاهة صاحبها وقلّة عقله، الثالث: أنّ المتداول في تلك الأعصار بين الرواة هو قول أنّ الآية نزلت في غير | **'''أولاً:''' لا قيمة شرعية ولا عقلية، لشهادة وقول عكرمة البربري، حتى لو صحّت هذه [[الروايات|الأخبار]] في نسبتها إليه، ولعلّ فعل السير في الأسواق والمناداة بهذا القول، وكذلك الدعوة [[المباهلة|للمباهلة]]، يكشف عن ثلاثة أمور مسقطة لشهادة عكرمة ومقوّية لقول نزول الآية في [[أصحاب الكساء]]: الأول: وجود دافع سلبي قوي نحو هذه الأفعال المستهجنة في نظر العقلاء، والثاني: سفاهة صاحبها وقلّة عقله، الثالث: أنّ المتداول في تلك الأعصار بين الرواة هو قول أنّ الآية نزلت في غير زوجات النبي{{صل}}، وإلاّ لما أقدم عكرمة على مثل هذ الأفعال التي يستهجنها كل عاقل. | ||
***'''أمّا الأمر الأول:''' فلا نجد دافع قوي لمثل هذا الفعل، إلاّ البُغض والكُره الشديدين [[أهل البيت|لأهل البيت]](ع)، ممّا دفعه للسير في الأسواق والمناداة بين النّاس بأنّ الآية نازلة في خصوص [[زوجات النبي | ***'''أمّا الأمر الأول:''' فلا نجد دافع قوي لمثل هذا الفعل، إلاّ البُغض والكُره الشديدين [[أهل البيت|لأهل البيت]](ع)، ممّا دفعه للسير في الأسواق والمناداة بين النّاس بأنّ الآية نازلة في خصوص [[زوجات النبي]]{{صل}}، وذلك لإخراج [[أصحاب الكساء]] من الآية، وهذا البُغض يثبت بعد شهادة جملة ممّن عاصروه أو كانوا قريبين من عصره، بكونه من [[الخوارج]].<ref>العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 7، ص 237، رقم الترجمة 476.</ref> | ||
***'''وأمّا الأمر الثاني:'''فهو ثابت أيضا بشهادة البعض، فقد وصفه من كان يعرفه، بأنّه كان خفيف العقل، فقد قال أبو الأسود { كان عكرمة قليل العقل خفيفًا}،<ref>العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 7، ص 237، رقم الترجمة 476.</ref> وعن ابن علية قال: ذكره أيوب فقال: { كان قليل العقل}.<ref>العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 7، ص 238، رقم الترجمة 476.</ref> | ***'''وأمّا الأمر الثاني:'''فهو ثابت أيضا بشهادة البعض، فقد وصفه من كان يعرفه، بأنّه كان خفيف العقل، فقد قال أبو الأسود { كان عكرمة قليل العقل خفيفًا}،<ref>العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 7، ص 237، رقم الترجمة 476.</ref> وعن ابن علية قال: ذكره أيوب فقال: { كان قليل العقل}.<ref>العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 7، ص 238، رقم الترجمة 476.</ref> | ||
***'''وأمّا الأمر الثالث:''' أنّه وحسب [[التواتر|تواتر]] [[الخبر|الأخبار]]، فالقول بأنّ آية التطهير نازلة في خصوص [[أصحاب الكساء]] دون غيرهم، هو القول المشهور والمتداولة عند الطبقات الأولى من الرواة، فلقد رواه أكثر من ( 20 ) [[صحابة|صحابيًا]]، وأكثر من ( 30 ) [[التابعي|تابعي]]، كما هو مدوّن في مصنّفات [[أهل السنّة]]. | ***'''وأمّا الأمر الثالث:''' أنّه وحسب [[التواتر|تواتر]] [[الخبر|الأخبار]]، فالقول بأنّ آية التطهير نازلة في خصوص [[أصحاب الكساء]] دون غيرهم، هو القول المشهور والمتداولة عند الطبقات الأولى من الرواة، فلقد رواه أكثر من ( 20 ) [[صحابة|صحابيًا]]، وأكثر من ( 30 ) [[التابعي|تابعي]]، كما هو مدوّن في مصنّفات [[أهل السنّة]]. | ||
سطر ٣٦٠: | سطر ٣٦٠: | ||
*'''الردّ على الدليل الثالث :''' | *'''الردّ على الدليل الثالث :''' | ||
**'''أولاً:''' أنّ [[وحدة السياق]] هي قرينة يمكن التمسك بها في إرجاع [[المحكم والمتشابه|المتشابه]] لمعنى معيّن دون غيره، حينما لا يكون عندنا دليل يبطل الإعتماد على وحدة السياق، والحال في آية التطهير أنّ الدليل الذي يبطل التمسك بوحدة السياق موجود بل ومتواتر ، وهو الدليل الروائي الذي يثبت أنّ [[الآية]] نازلة في خصوص [[أصحاب الكساء]]، فمع وجود الدليل يبطل التمسك بوحدة السياق . | **'''أولاً:''' أنّ [[وحدة السياق]] هي قرينة يمكن التمسك بها في إرجاع [[المحكم والمتشابه|المتشابه]] لمعنى معيّن دون غيره، حينما لا يكون عندنا دليل يبطل الإعتماد على وحدة السياق، والحال في آية التطهير أنّ الدليل الذي يبطل التمسك بوحدة السياق موجود بل ومتواتر ، وهو الدليل الروائي الذي يثبت أنّ [[الآية]] نازلة في خصوص [[أصحاب الكساء]]، فمع وجود الدليل يبطل التمسك بوحدة السياق . | ||
**'''ثانيًا:'''أنّ الإعتماد على وحدة السياق في كون الآية متعلّقة | **'''ثانيًا:'''أنّ الإعتماد على وحدة السياق في كون الآية متعلّقة بنساء النبي{{صل}}، يتم ويصح بعد إثبات أنّ آية التطهير قد نزلت مع ما قبلها وما بعدها من الآية المتعلّقة بزوجات النّبيّ{{صل}}، وهذا دونه خرط القتاد، وذلك : | ||
***'''أولاً:'''لأنّ هناك اإجماع بين [[المسلمين]] أنّ [[الآيات|آيات]] [[القرآن الكريم]]، التي هي بين دفتي المصحف، غير مرتّبة كما نزلت . | ***'''أولاً:'''لأنّ هناك اإجماع بين [[المسلمين]] أنّ [[الآيات|آيات]] [[القرآن الكريم]]، التي هي بين دفتي المصحف، غير مرتّبة كما نزلت . | ||
***'''ثانيًا:''' أنّ هناك جملة من القرائن والأدلّة التي ترجح أنّ آية التطهير ليست موضوعة في سياقها الذي نزلت فيه: | ***'''ثانيًا:''' أنّ هناك جملة من القرائن والأدلّة التي ترجح أنّ آية التطهير ليست موضوعة في سياقها الذي نزلت فيه: | ||
****'''منها:''' اختلاف سياق الضمير من المؤنث للمذكر، فكلّ الآيات التي سبقت ولحقت بآية التطهير، وكانت متعلّقة بزوجات النّبيّ{{صل}}، جاءت بصيغة المؤنث، إلاّ آية التطهير فقد جاءت بصيغة المذكر، فتبَدُّل الضمير قرينة على أنّ [[الآية]] ليست في سياقها الطبيعي . | ****'''منها:''' اختلاف سياق الضمير من المؤنث للمذكر، فكلّ الآيات التي سبقت ولحقت بآية التطهير، وكانت متعلّقة بزوجات النّبيّ{{صل}}، جاءت بصيغة المؤنث، إلاّ آية التطهير فقد جاءت بصيغة المذكر، فتبَدُّل الضمير قرينة على أنّ [[الآية]] ليست في سياقها الطبيعي . | ||
****'''ومنها:''' وجود أدلّة روائية، تكشف على أنّ آية التطهير نزلت قبل الآيات التي نزلت في زوجات النّبيّ{{صل}} ، من قبيل ما أخرجه ابن مردويه عن [[أبو سعيد الخدري|أبي سعيد الخدري]] حيث قال: ’’ '''لمّا دخل عليٌ رضي الله عنه بفاطمة رضي الله عنها، جاء النبيّ ـ{{صل}} ـ أربعين صباحاً إلى بابها يقول: «السلام عليكم أهلَ البيت ورحمة الله وبركاته، الصلاة رحمكم الله{{قرآن|إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}}، أنا حربٌ لمن حاربتُم، أنا سِلمٌ لمن سالمتم''' ‘‘،<ref>ابن مردويه، مناقب علي بن أبي طالب(ع)، ص304، ح 487.</ref> فهذه الرواية تكشف على أنّ آية التطهير نزلت قبل بناء الإمام علي (ع) بالسيدة الزهراء (ع)، الذي تمّ بعد رجوعه من [[غزوة بدر]]<ref>الأصفهاني، مقاتل الطالبيّين، ص 59.</ref> التي وقعت في السنة الثانية للهجرة،<ref>الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج 2، ص 486.</ref> أمّا باقي الآيات المتعلقة | ****'''ومنها:''' وجود أدلّة روائية، تكشف على أنّ آية التطهير نزلت قبل الآيات التي نزلت في زوجات النّبيّ{{صل}} ، من قبيل ما أخرجه ابن مردويه عن [[أبو سعيد الخدري|أبي سعيد الخدري]] حيث قال: ’’ '''لمّا دخل عليٌ رضي الله عنه بفاطمة رضي الله عنها، جاء النبيّ ـ{{صل}} ـ أربعين صباحاً إلى بابها يقول: «السلام عليكم أهلَ البيت ورحمة الله وبركاته، الصلاة رحمكم الله{{قرآن|إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}}، أنا حربٌ لمن حاربتُم، أنا سِلمٌ لمن سالمتم''' ‘‘،<ref>ابن مردويه، مناقب علي بن أبي طالب(ع)، ص304، ح 487.</ref> فهذه الرواية تكشف على أنّ آية التطهير نزلت قبل بناء الإمام علي (ع) بالسيدة الزهراء (ع)، الذي تمّ بعد رجوعه من [[غزوة بدر]]<ref>الأصفهاني، مقاتل الطالبيّين، ص 59.</ref> التي وقعت في السنة الثانية للهجرة،<ref>الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج 2، ص 486.</ref> أمّا باقي الآيات المتعلقة زوجات النّبي{{صل}} فهي نزلت بعد ذلك بسنة في أقلّ تقدير ، وذلك لأنّ زواج [[النبي|النّبي]]{{صل}} من [[حفصة بنت عمر بن الخطاب|حفصة بنت عمر]] '''-'''التي تتفقون على شمول آيات[زوجات النبي{{صل}} لها'''-'''،<ref>السيوطي، الدر المنثور، ج 12، ص 21.</ref> وقع بعد أن توفى زوجها الأول’’ خنيس بن حذافة السهمي‘‘ بسبب جراحه التي أصيب بها في [[معركة أحد]]، التي جرت أحداثها في القرن الثالث للهجرة.<ref>الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج 2، ص499.</ref> | ||
*الرد على القول الثالث | *الرد على القول الثالث | ||
سطر ٣٧٣: | سطر ٣٧٣: | ||
*'''الرد على الدليل الأول :''' | *'''الرد على الدليل الأول :''' | ||
**'''أولاً:''' أنّ [[الرواية|رواية]] [[زيد بن الأرقم]] مع التنزّل وقبول صحة ثبوت نسبة الرواية إليه، يمكن القول أنّها جاءت في سياق بيان من هم [[أهل البيت]] الذين حُرّمت عليهم [[الصدقة]]، لا أنّها في سياق توضيح من هم [[أهل البيت]] الذين نزلت فيهم آية التطهير، والفرق بينهما هو: أن [[زيد بن الأرقم]] في مقام بيان مفهوم [[أهل البيت]] بمعناه العام، لا أنّه في مقام بيان مفهوم [[أهل البيت]] بمعناه الخاص، الذين نزلت فيهم آية التطهير. | **'''أولاً:''' أنّ [[الرواية|رواية]] [[زيد بن الأرقم]] مع التنزّل وقبول صحة ثبوت نسبة الرواية إليه، يمكن القول أنّها جاءت في سياق بيان من هم [[أهل البيت]] الذين حُرّمت عليهم [[الصدقة]]، لا أنّها في سياق توضيح من هم [[أهل البيت]] الذين نزلت فيهم آية التطهير، والفرق بينهما هو: أن [[زيد بن الأرقم]] في مقام بيان مفهوم [[أهل البيت]] بمعناه العام، لا أنّه في مقام بيان مفهوم [[أهل البيت]] بمعناه الخاص، الذين نزلت فيهم آية التطهير. | ||
**'''ثانيًا:''' أنّ رواية [[زيد بن الأرقم]] قد أخرجت زوجات [[النبي|النّبيّ]]{{صل}} من [[أهل البيت]] (ع)، فالالتزام بجزء من الرواية يقتضي الالتزام بكل ما جاء في الرواية، وإلاّ صدق قوله تعالى:{{قرآن|أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ}}.<ref>البقرة: 85.</ref> | **'''ثانيًا:''' أنّ رواية [[زيد بن الأرقم]] قد أخرجت زوجات [[النبي (ص)|النّبيّ]]{{صل}} من [[أهل البيت]] (ع)، فالالتزام بجزء من الرواية يقتضي الالتزام بكل ما جاء في الرواية، وإلاّ صدق قوله تعالى:{{قرآن|أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ}}.<ref>البقرة: 85.</ref> | ||
**'''ثالثًا:''' أنّه وبعد التنزّل والقول بأنّ مفهوم ’’ [[أهل البيت]] ‘‘ الوارد في آية التطهير هو عينه المفهوم الذي ورد في [[الرواية|رواية]] [[زيد بن الأرقم]]، فعند ذلك نقول: أنّ هذا الإدعاء ينتج عنه تعارض بين [[الرواية|رواية]] [[زيد بن الأرقم]] التي هي [[خبر الآحاد|خبر آحاد]]، و [[حديث الكساء|حديث الكساء]] الذي هو [[التواتر|خبر متواتر]] عند [[أهل السنّة|السنّة]] و [[الشيعة]]، وفي هذه الحالة لا يوجد أحد من [[المسلمين]] يقول بتقديم [[خبر الآحاد]] على [[التواتر|الخبر المتواتر]]، بل هناك [[الإجماع|إجماع]] على إسقاط الآحاد إنْ تعارض مع متواتر، وعليه فلابد من إسقاط خبر زيد بن الأرقم . | **'''ثالثًا:''' أنّه وبعد التنزّل والقول بأنّ مفهوم ’’ [[أهل البيت]] ‘‘ الوارد في آية التطهير هو عينه المفهوم الذي ورد في [[الرواية|رواية]] [[زيد بن الأرقم]]، فعند ذلك نقول: أنّ هذا الإدعاء ينتج عنه تعارض بين [[الرواية|رواية]] [[زيد بن الأرقم]] التي هي [[خبر الآحاد|خبر آحاد]]، و [[حديث الكساء|حديث الكساء]] الذي هو [[التواتر|خبر متواتر]] عند [[أهل السنّة|السنّة]] و [[الشيعة]]، وفي هذه الحالة لا يوجد أحد من [[المسلمين]] يقول بتقديم [[خبر الآحاد]] على [[التواتر|الخبر المتواتر]]، بل هناك [[الإجماع|إجماع]] على إسقاط الآحاد إنْ تعارض مع متواتر، وعليه فلابد من إسقاط خبر زيد بن الأرقم . | ||
**'''رابعًا:''' أنّ هذا التعارض مستحكم ولا يمكن فكّه إلاّ من خلال إسقاط إحدى الروايتين، والتعارض متحقِّق في نقطتين : | **'''رابعًا:''' أنّ هذا التعارض مستحكم ولا يمكن فكّه إلاّ من خلال إسقاط إحدى الروايتين، والتعارض متحقِّق في نقطتين : |