صحيح مسلم، أو الجامع الصحيح، هو ثاني أهم كتاب حديث عند أهل السنة والجماعة بعد صحيح البخاري، وهو لأبي الحسن مسلم بن الحجاج بن مسلم القُشيري، و يشتمل على أربعة وخمسين كتاب وكل كتاب مقسّم إلى أبواب.

صحيح مسلم (كتاب)
صحيح مسلم
صحيح مسلم
المؤلفأبو الحسن مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري
اللغةالعربية
الموضوعالحديث
عدد الأجزاء8
الناشردار الطباعة العامرة، أسطنبول
تاريخ الإصدار1324 هـ

بحسب إدعاء مسلم فجميع ما ذُكر في كتابه صحيحة، ولكن برأي بعض علماء أهل السنة كالنووي والحاكم النيشابوري وابن حجر العسقلاني هناك شك في صحة بعض الأحاديث، وبحسب الشيعة ففي صحيح مسلم بعض الأحاديث المختلقة والضعيفة أيضاً.

نقل مسلم في صحيحه روايات في فضائل أهل البيت، والتي يصل عددها إلى 62 رواية.

ولصحیح مسلم شروح عدّة وكذلك مستدركات في ما لم يذكره من أحاديث وتدخل ضمن شرطه الذي وضعه لقبول الحديث، طُبع صحيح مسلم عدة مرات وفي دور نشر مختلفة.

التعريف بالمؤلف

هو أبو الحسن مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري، من بني قشير، قبيلة عربية معروفة. ولد مسلم في نيسابور سنة (206 هـ) وتوفي فيها سنة (261 هـ)، وهو ابن 55سنة. [١]

يعدّ من أئمة الحفاظ وأعلام المحدّثين عند أهل السنة ومن أعظمهم قدرا عندهم، سافر إلى الحجاز والعراق والشام ومصر. تتلمذ على يد محمد بن اسماعيل البخاري صاحب صحيح البخاري، وبعض مؤلفي الصحاح الست كالترمذي كانوا من تلامذته.[٢]

أهم مؤلفاته المطبوعة وكلها تدخل في مجال علم الحديث:

  1. كتاب الصحيح.
  2. التمييز.
  3. كتاب المخضرمين.
  4. طبقات التابعين.
  5. كتاب العلل. [٣]

تسمية الكتاب

ذكر البعض الاسم الأصلي للكتاب: "المسند الصحيح المختصر من السنن بنقل العدل عن العدل عن رسول الله صلی الله علیه وسلم"، وذكروا بأنه اشتهر بـ"المسند الصحیح" اختصارا للتسمية الأصلية.[٤] ورغم هذا اشتهر الصحيح بأسماء عدة منها: الجامع الصحیح[٥] المسند الصحیح، والمسند.[٦]

محتوى الكتاب وهيكليته

يحوي صحيح مسلم، على 7275 حديثا نبويا.[٧] يُقال بأن ما يقارب نصفها مكررة، ومع حذفها سيصل العدد إلى 4 آلاف حديث.[٨] والتي بحسب الكاتب قد أختيرت هذه الأحاديث من بين 300 ألف حديث.[٩] كما وذكر شمس الدين العاملي أن عدد الأحاديث هي 12000 حديث.[١٠]

في المسند الصحيح 54 كتابا والتي تبدأ بكتاب الإيمان بعد مقدمة بقلم مسلم، وتنتهي بكتاب التفسير. طُبع هذا الكتاب في 8 أجزاء و1205 باباً.[١١]

يشير مسلم في مقدمة الكتاب إلى أن الأحاديث نقلها من ثلاث فئات من الرواة:

  1. الرواة الذين فيهم صفة "الاستقامة والاتقان"
  2. الرواة الذين فيهم صفة "الستر والصدق"
  3. والرواة الضعفاء.

أراد مسلم أن يحتفظ بهذا الترتيب في نقل الأحاديث.[١٢] ولكن قيل بأنه توفى قبل إكمال الكتاب.[١٣]

من ميزات صحيح مسلم هي تبويب الأحاديث والوصول السهل لها،[١٤] رغم أن مسلم فقط بوّب الأحاديث ولم يسميها وسمى الأبواب أشخاص آخرون فيما بعد.[١٥]

أهل‌ البيت في صحيح مسلم

في صحيح مسلم توجد أحاديث في مناقب أهل البيت، وقيل أن عددها 62 رواية، حيث نقل مسلم روايات في فضائل أهل البيت والإمام علي (ع) والسيدة الزهراء (س) والحسنين (ع) والإمام السجاد (ع) والإمام المهدي (ع).[١٦]

نقل مسلم في صحيحه حديث المنزلة وحديث الكساء وحديث الإثنى عشر خليفة، وشإن نزول آية المباهلة، كما وذكر روايات تأييدا لبعض الأحكام بحسب المذهب الشيعي كصحة الزواج المؤقت.[١٧]

خصائص الكتاب

أهم الكتب الحديثية
الكتب الأربعة عند الشيعة
الكافيمن لايحضره الفقيهتهذيب الاحكامالاستبصار في ما اختلف من الأخبار
الجوامع الحديثية المشهورة عند الشيعة
بحار الأنواروسائل الشيعةالوافيمستدرك الوسائلسفينة البحارجامع أحاديث الشيعةسائر الجوامع الحديثية الشيعية
الصحاح الستة عند أهل السنة
صحيح البخاريصحيح مسلمسنن أبي داوودسنن ابن ماجةسنن الترمذيسنن النسائي
أساليب تصنيف الحديث
تدوين الأصولالمستدركالأماليالمناقبالمسندالأربعون حديثاالجوامع الحديثیة


يرى محمود أبو ريّة أن من مميّزات صحيح مسلم أنّه:

  • حسن الترتيب وسهل التناول.
  • لم يرو فيه مسلم الحديث بالمعنى بخلاف البخاري في صحيح.
  • لم يخلط مسلم الحديث بشيء من أقوال الصحابة.

وقد ذكر مسلم في مقدّمة صحيحه أنّه صنّف كتابه من ثلاثمئة ألف حديث سمعه. [١٨]

منهج ترتيب الأحاديث وشرط مسلم

ذكر مسلم في أوّل مقدمة صحيحه أنّه قسّم الأحاديث إلى ثلاثة أقسام:

  • الأول:أنّه حرص على تقديم الأحاديث ممن وصفة بالاستقامة والاتقان في نقل الحديث .
  • الثاني: يذكر الأحاديث ممن وصفوهم بأهل الستر بالمرتبة الثانية.
  • الثالث:مارواه الضعفاء. [١٩]

وعليه فيكون منهجه أنّه في المبحث الواحد يذكر الأحاديث ذات السند القوي ثم يتبعها بالأقل درجة وبعدها الأحاديث الضعيفة،كما أنّه وضع شرطا في قبوله للحديث، وهو:

قال ابن الصلاح:شرط مسلم في صحيحه أن يكون الحديث متصل الإسناد بنقل الثقة عن الثقة من أوّله إلى منتهاه سالما من الشذوذ والعلّة.[٢٠]

الشروح على الكتاب

ألّف الكثير من علماء السنة شروحا لصحيح مسلم أشهرها:

  • الإكمال في شرح مسلم ,القاضي عياض بن موسى اليحصبي المالكي المتوفى (سنة788ه).
  • المعلم بفوائد كتاب مسلم ,أبي عبدالله محمد بن علي المازري المتوفى (سنة 536ه).
  • المفهم لما أشكل من تلخص كتاب مسلم ,أبي العباس أحمد بن عمر بن إبراهيم القرطبي لمتوفى (سنة656ه).
  • المنهاج في شرح الجامع الصحيح للحسين بن الحجاج: للإمام أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي الشافعي، المتوفى(سنة 676 هـ).
  • الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج: لجلال الدين السيوطي المتوفى عام 911 هـ.
  • شرح زوائد مسلم على البخاري , سراج الدين عمر بن علي ابن الملقن الشافعي المتوفى (804ه)[٢١].

المستدركات على الكتاب

وهناك جماعة من الحفاظ الذين جاؤوا بعد مسلم وخرّجوا أحاديثه وأحاديثا أخرى لم يقم مسلم بتخريجها وصنّفوها في كتب أشهرها:

  • المسند الصحيح لأبي بكر محمد بن عبدالله الجوزقي النيسابوري الشافعي المتوفى (388ه).
  • المسند المستخرج على مسلم , للحافظ أبي النعيم أحمد بن عبدالله الأصفهاني المتوفى (430ه).
  • الاستدراكات والتتبع ,لأبي الحسن علي بن عمر الدارقطني، المتوفى عام 385 هـ [٢٢].
  • المستدرك على الصحيحين: للحاكم النيسابوري، المتوفى عام 405 هـ.

المختصرات على الكتاب

  • مختصر المسند الصحيح على مسلم للحافظ أبي عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني المتوفى سنة 316 هـ [٢٣].

مكانة الصحيح عند أهل السنة

يعتبر صحيح مسلم ثاني أصحّ كتب الحديث عند أهل السنة والجماعة , وهو ثاني الصحاح الستة , وثالث مصادر التشريع بعد القرآن الكريم وصحيح البخاري.

  • قال النووي: «اتفق العلماء رحمهم الله على أن أصح الكتب بعد القرآن العزيز الصحيحان البخاري ومسلم وتلقتهما الأمة بالقبول» [٢٤].
  • قال ابن الصلاح: «وكتاباهما (البخاري ومسلم) أصح الكتب بعد كتاب الله العزيز» [٢٥].

موقف الشيعة من صحيح مسلم

لا تعتمد الشيعة على صحيح مسلم حين أخذهم للروايات، وذلك بسبب:

الهوامش

  1. صحيح مسلم, ترجمة, ص 3.
  2. النووي، المنهاج، 1423 هـ، ج 1، مقدمة الشیخ خلیل مأمون شیحا، ص 75 و 76.
  3. صحيح مسلم, ترجمة, ص 4
  4. أبو غدة، تحقیق اسمي الصحیحین واسم جامع الترمذي، ص 33: نقلا عن زهراب، فضائل أهل‌ البیت علیهم‌ السلام في الصحاح الستة لأهل السنة، 1391 ش، ص 73.
  5. حاجي خلیفة، کشف الظنون، 1410 هـ، ج 1، ص 555.
  6. النووي، المنهاج، 1423 هـ، ج 1، مقدمة شیخ خلیل مأمون شیحا، ص 81 و 82.
  7. مدیر شانه‌ جي، علم الحدیث، 1381 ش، ص 67.
  8. تقریب النواوي، ص 51 نقلا عن مدیر شانه‌ جي، علم الحدیث، 1381 ش، ص 68.
  9. الخطيب البغدادي، تاریخ بغداد، بیروت، ج 13، ص 102.
  10. العاملی، نفائس الفنون، ج 1، ص 396: نقلا عن صباغي، بررسی رجال صحیحین، 1382 ش، ج 1، ص 140.
  11. صباغي، بررسی رجال صحیحین، 1382 ش، ج 1، ص 139-140.
  12. النووي، المنهاج، 1423 هـ، ج 1، مقدمة المؤلف، ص 11-17.
  13. حاجي خلیفه، کشف الظنون، 1410 هـ، ج 1، ص 556.
  14. مدیر شانه‌ جی، علم الحدیث، 1381 ش، ص 68؛ حاجي خلیفه، کشف الظنون، 1410 هـ، ج 1، ص 556.
  15. زهراب، فضائل أهل‌ البیت علیهم‌ السلام في الصحاح الستة لأهل التسنن، 1391 ش، ص 82.
  16. زهراب، فضائل أهل‌ البيت علیهم‌ السلام في صحاح أهل السنة الستة، 1391 ش، ص 300.
  17. الطبسي، درسنامه رجال مقارن، 1385 ش، ص 203.
  18. صحيح مسلم ص 5
  19. صحيح مسلم, ص 5.
  20. صحيح مسلم, ص 5.
  21. صحيح مسلم ,ص 6-7.
  22. صحيح مسلم ,ص6
  23. صحيح مسلم، ص 6.
  24. شرح النووي على مسلم، النووي، ج 1، ص 33.
  25. معرفة أنواع علم الحديث, ابن الصلاح, ص 84.

المصادر والمراجع

  • معرفة أنواع علم الحديث ,أبي عمرو عثمان بن عبد الرحمن الشهرزوري , الطبعة الأولى ( 1423ه-2002م ) دار الكتب العلمية، بيروت -لبنان.
  • النووي، يحيى بن شرف، المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج، ط2، مؤسسة قرطبة, القاهرة، 1994.
  • النوَوی، یحیی بن شرف، المنهاج في شرح صحیح مسلم بن الحجاج، مقدمة: الشیخ خلیل مأمون شحیا، دارالمعرفة، بیروت، ۲۰۰۳م.
  • صحيح مسلم، مسلم بن الحجاج، الطبعة الأولى 1421ه -2001م، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان.
  • أضواء على السنة المحمدية، محمود أبو رية، الطبعة السادسة، دار المعارف،القاهرة، مصر.