انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «آية التطهير»

أُضيف ٤٬٧٧٩ بايت ،  ٨ ديسمبر ٢٠٢١
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Foad
imported>Ahmadnazem
لا ملخص تعديل
سطر ١٤: سطر ١٤:
}}
}}
{{معتقدات الشيعة}}
{{معتقدات الشيعة}}
'''آية التطهير''' هي [[الجزء]] الأخير من [[آية|الآية]] (33) من [[سورة الأحزاب]]، وقد استدلّ بها [[الشيعة]] على طهارة و[[العصمة|عصمة]] [[أهل البيت]]{{هم}}، التي تساوق القول أنّهم معصومون من كل خطيئة أو مستقبحٍ لدى الشرع و[[العقل]]، وكذلك قالوا: أنّها نزلت في خصوص [[أصحاب الكساء|أصحاب الكساء الخمسة]]، وهم: ’’[[النبي محمد|النّبيّ]]{{صل}}، و[[علي بن أبي طالب]]{{ع}}، و[[فاطمة الزهرا|فاطمة بنت الرسول]] {{ها}}، وابنيهما [[الحسن السبط|الحسن]] و[[الحسين (ع)|الحسين]]{{هما}}‘‘، ولهم في ذلك أدلة.
'''آية التطهير''' هي [[الجزء]] الأخير من [[آية|الآية]] (33) من [[سورة الأحزاب]]، وقد استدلّ بها [[الشيعة]] على طهارة {{و}}[[العصمة|عصمة]] أهل البيت{{هم}}، التي تساوق القول أنّهم معصومون من كل خطيئة أو مستقبحٍ لدى الشرع {{و}}[[العقل]]، وكذلك قالوا: أنّها نزلت في خصوص [[أصحاب الكساء|أصحاب الكساء الخمسة]]، وهم: ’’[[النبي محمد|النّبيّ]]{{صل}}، {{و}}[[علي بن أبي طالب]]{{ع}}، {{و}}[[فاطمة الزهرا|فاطمة بنت الرسول]] {{ها}}، وابنيهما [[الحسن السبط|الحسن]] {{و}}[[الحسين (ع)|الحسين]]{{هما}}‘‘، ولهم في ذلك أدلة.


بينما ذهب جمهور علماء [[أهل السنة والجماعة|أهل السنّة والجماعة]] إلى أنّ آية التطهير تدلّ على طهارة [[أهل البيت]]{{هم}} من [[الشرك]]،<ref>وهذا حكاه مجاهد</ref> أو من الإثم،<ref>وقد حكاه السدي ومقاتل</ref> أو من السوء،<ref> كما قاله قتادة</ref> ومن وساوس [[الشيطان]]، <ref>وهذا قاله ابن عبّاس وابن زيد</ref> وزاد عليهم الماوردي أنّهم مطهرون من الشرك والمعاصي،<ref>الجوزي، زاد المسير في علم التفسير، ص 1124-1125 - ابن أبي زمنين، تفسير القرآن العزيز ، ج 3، ص 398-399.</ref> بل هم مطهّرون من كل النقائص والعيوب كما قاله الجزيّ في تفسيره،<ref>الكلبي، التسهيل لعلوم التنزيل، ج 2، ص 188.</ref> وقال ابن عطية: أنّ الرجس يقع على الإثم والعذاب وعلى [[النجاسات]] والنقائص فأذهب [[الله]] جميع ذلك على [[أهل البيت]]،<ref>الأندلسي، المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ، ص 1512.</ref> ولكن رغم قولهم بتطهير أهل البيت {{هم}} من كل ماذكروه، إلاَّ  أنَّهم لم يذهبوا للتصريح [[العصمة|بعصمتهم]]، التي هي نفي الإثم والمعاصي والوساوس عنهم{{هم}}.
بينما ذهب جمهور علماء [[أهل السنة والجماعة|أهل السنّة والجماعة]] إلى أنّ آية التطهير تدلّ على طهارة [[أهل البيت]]{{هم}} من [[الشرك]]،<ref>وهذا حكاه مجاهد</ref> أو من الإثم،<ref>وقد حكاه السدي ومقاتل</ref> أو من السوء،<ref> كما قاله قتادة</ref> ومن وساوس [[الشيطان]]، <ref>وهذا قاله ابن عبّاس وابن زيد</ref> وزاد عليهم الماوردي أنّهم مطهرون من الشرك والمعاصي،<ref>الجوزي، زاد المسير في علم التفسير، ص 1124-1125 - ابن أبي زمنين، تفسير القرآن العزيز ، ج 3، ص 398-399.</ref> بل هم مطهّرون من كل النقائص والعيوب كما قاله الجزيّ في تفسيره،<ref>الكلبي، التسهيل لعلوم التنزيل، ج 2، ص 188.</ref> وقال ابن عطية: أنّ الرجس يقع على الإثم والعذاب وعلى [[النجاسات]] والنقائص فأذهب [[الله]] جميع ذلك على [[أهل البيت]]،<ref>الأندلسي، المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ، ص 1512.</ref> ولكن رغم قولهم بتطهير أهل البيت {{هم}} من كل ماذكروه، إلاَّ  أنَّهم لم يذهبوا للتصريح [[العصمة|بعصمتهم]]، التي هي نفي الإثم والمعاصي والوساوس عنهم{{هم}}.


وكذلك قالوا بأنّ [[زوجات النبي|نساء النّبيّ]] مشمولات بآية التطهير، مستندين في ذلك على [[الرواية|رواية]] [[ابن عباس|لابن عبّاس]]، وقول [[عكرمة البربري|لعكرمة البربري]] مولى [[ابن عباس|عبد الله ابن عبّاس]]، وبعضهم استدلّ بوحدة السياق، لكون آية التطهير وقعت بين آيات تتكلّم حول نساء النّبيّ.
وكذلك قالوا بأنّ [[زوجات النبي|نساء النّبيّ]] مشمولات بآية التطهير، مستندين في ذلك على رواية[[ابن عباس|لابن عبّاس]]، وقول لعكرمة البربري مولى ابن عبّاس، وبعضهم استدلّ بوحدة السياق، لكون آية التطهير وقعت بين آيات تتكلّم حول نساء النّبيّ.


==نص الآية==
==نص الآية==
سطر ٤٥: سطر ٤٥:
== دلالات الآية==
== دلالات الآية==
يمكن أن يستفاد من آية التطهير عدّة أمور ملازمة لمعناها الظاهر، منها:
يمكن أن يستفاد من آية التطهير عدّة أمور ملازمة لمعناها الظاهر، منها:
*[[العصمة|عصمة]] [[أهل البيت]]{{عليهم السلام}}؛ لأنّ إذهاب [[الرجس]] عنهم وتطهيرهم منه، هو بعينه مفاد معنى [[العصمة]] التي يقول به [[الشيعة]].<ref>الطباطبائي، الميزان فی تفسیر القرآن، ج 16، ص 312؛ الميلاني، آية التطهير، ج 1، ص 27.</ref>
*[[العصمة|عصمة]] أهل البيت{{عليهم السلام}}؛ لأنّ إذهاب الرجس عنهم وتطهيرهم منه، هو بعينه مفاد معنى [[العصمة]] التي يقول به [[الشيعة]].<ref>الطباطبائي، الميزان فی تفسیر القرآن، ج 16، ص 312؛ الميلاني، آية التطهير، ج 1، ص 27.</ref>
*أنّ [[العصمة]] أمر مولوي، أي أنّها بيد [[الله|المولى تعالى]]، وهو [[اللطف الإلهي|لطف]] إلهي يهبه ويُوفِّق له من يشاء من خلقه، ويدلّ على ذلك تعلّق إرادة المولى تعالى [[العصمة|بعصمة]] [[أهل البيت]]{{عليهم السلام}}.<ref>السبحاني، الفكر الخالد في بيان العقائد، ج 1، ص 230.</ref>
*أنّ [[العصمة]] أمر مولوي، أي أنّها بيد [[الله|المولى تعالى]]، وهو [[اللطف الإلهي|لطف]] إلهي يهبه ويُوفِّق له من يشاء من خلقه، ويدلّ على ذلك تعلّق إرادة المولى تعالى بعصمة [[أهل البيت]]{{عليهم السلام}}.<ref>السبحاني، الفكر الخالد في بيان العقائد، ج 1، ص 230.</ref>
*المكانة المميزة والعظيمة [[أهل البيت|لأهل البيت]]{{عليهم السلام}} عند المولى تعالى، والتي لا يمكن لأحد بلوغها من [[المسلمون|المسلمين]] قاطبة، فلولا المكانة العالية لهم بحيث سَمَوْ عن باقي [[المسلمون|المسلمين]]، لما [[العصمة|عصمهم]] المولى تعالى وهو [[العدل الإلهي |أعدل]] العادلين وأحكم الحاكمين.{{بحاجة لمصدر}}
*المكانة المميزة والعظيمة [[أهل البيت|لأهل البيت]]{{عليهم السلام}} عند المولى تعالى، والتي لا يمكن لأحد بلوغها من [[المسلمون|المسلمين]] قاطبة، فلولا المكانة العالية لهم بحيث سَمَوْ عن باقي [[المسلمون|المسلمين]]، لما [[العصمة|عصمهم]] المولى تعالى وهو [[العدل الإلهي |أعدل]] العادلين وأحكم الحاكمين.{{بحاجة لمصدر}}


سطر ٦٥: سطر ٦٥:
*{{قرآن|ليُذْهِبَ}} : فعل مضارع مشتق من " الإذهاب " الذي هو بمعنى الإزالة، وعليه فمعناه في آية التطهير هو أنّ المولى تعالى يريد إزالة [[الرجَس]] من [[أهل البيت]]{{عليهم السلام}}.
*{{قرآن|ليُذْهِبَ}} : فعل مضارع مشتق من " الإذهاب " الذي هو بمعنى الإزالة، وعليه فمعناه في آية التطهير هو أنّ المولى تعالى يريد إزالة [[الرجَس]] من [[أهل البيت]]{{عليهم السلام}}.
*{{قرآن|عَنْكُم}} : جار ومجرور، والمجرور ضمير متصل للجمع المذكر، ويجوز استعماله في الجمع المختلط بين الذكور والإناث، وهذا متفق عليه بين الجميع.
*{{قرآن|عَنْكُم}} : جار ومجرور، والمجرور ضمير متصل للجمع المذكر، ويجوز استعماله في الجمع المختلط بين الذكور والإناث، وهذا متفق عليه بين الجميع.
*{{قرآن|الرِّجْسَ}} : بكسر الراء وتشديدها، لفظة لها مصاديق كثيرة، منها:  العذاب، [[الحرام]]، اللّعنة، [[الكفر]]...الخ،<ref>الطريحي، تفسير غريب القرآن الكريم، ص 304-305 ، باب 12 ، نوع 8.</ref> ولكن يمكن القول أنّ لفظة " [[الرجس|الرّجس]] " [[المشترك المعنوي|مشترك معنوي]] أي أنّ له معنى واحد عام وهو كل ماهو مكروه ومستقذر، وهذا المعنى أي المكروه والمستقذر، له مصاديق وأفراد عدّة منها الكفر والإثم والمعصية و[[الشرك]] والشك...إلخ،<ref>الراغب الأصفهاني، مفردات ألفاظ القرآن،  ص 342، مادة رجس.</ref> وعليه يكون معناه في آية التطهير أنّ المولى تعالى يريد  إزالة وتنقية [[أهل البيت]]{{عليهم السلام}} من كل ماهو منفر عنهم أو مستقذر في نظر [[الشريعة|الشرع]] والعقل.
*{{قرآن|الرِّجْسَ}} : بكسر الراء وتشديدها، لفظة لها مصاديق كثيرة، منها:  العذاب، [[الحرام]]، اللّعنة، [[الكفر]]...الخ،<ref>الطريحي، تفسير غريب القرآن الكريم، ص 304-305 ، باب 12 ، نوع 8.</ref> ولكن يمكن القول أنّ لفظة " [[الرجس|الرّجس]] " [[المشترك المعنوي|مشترك معنوي]] أي أنّ له معنى واحد عام وهو كل ماهو مكروه ومستقذر، وهذا المعنى أي المكروه والمستقذر، له مصاديق وأفراد عدّة منها الكفر والإثم والمعصية {{و}}[[الشرك]] والشك...إلخ،<ref>الراغب الأصفهاني، مفردات ألفاظ القرآن،  ص 342، مادة رجس.</ref> وعليه يكون معناه في آية التطهير أنّ المولى تعالى يريد  إزالة وتنقية [[أهل البيت]]{{عليهم السلام}} من كل ماهو منفر عنهم أو مستقذر في نظر [[الشريعة|الشرع]] والعقل.
*{{قرآن|أَهْل البَيْتِ}} : المقصود [[أهل البيت|بأهل البيت]]{{عليهم السلام}} في آية التطهير، هم [[أصحاب الكساء]]، وبالتحديد [[الرسول الأكرم]]{{صل}}  و [[الإمام علي بن أبي طالب]]{{عليه السلام}} و [[السيدة فاطمة الزهراء]]{{عليها السلام}} وإبنيهما [[الإمام الحسن السبط|الحسن]] و [[الإمام الحسين|الحسين]]{{عليهما السلام }}، وقد نصَّت على ذلك [[الحديث|الروايات]] الواردة من طرق [[الشيعة]] و [[أهل السنة والجماعة |السنّة]] على حدٍّ سواء، والتي تحدّد من هم [[أهل البيت]]{{عليهم السلام}} المقصودين في [[آية|الآية]] الكريمة.
*{{قرآن|أَهْل البَيْتِ}} : المقصود [[أهل البيت|بأهل البيت]]{{عليهم السلام}} في آية التطهير، هم [[أصحاب الكساء]]، وبالتحديد [[الرسول الأكرم]]{{صل}}  و [[الإمام علي بن أبي طالب]]{{عليه السلام}} و [[السيدة فاطمة الزهراء]]{{عليها السلام}} وإبنيهما [[الإمام الحسن السبط|الحسن]] و [[الإمام الحسين|الحسين]]{{عليهما السلام }}، وقد نصَّت على ذلك [[الحديث|الروايات]] الواردة من طرق [[الشيعة]] و [[أهل السنة والجماعة |السنّة]] على حدٍّ سواء، والتي تحدّد من هم [[أهل البيت]]{{عليهم السلام}} المقصودين في [[آية|الآية]] الكريمة.
*{{قرآن|يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}} : لفظ يفيد معنى التنقية وإزالة البواقي، والتطهير يفيد أيضا معنى الإزالة  من خلال إزالة الأسباب، وعليه فيكون معناه في آية التطهير، أنّ المولى تعالى يريد أن يزيل [[الرجس]] من [[أهل البيت]]{{عليهم السلام}} من خلال إزالة أسبابه المولِّدة له.
*{{قرآن|يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}} : لفظ يفيد معنى التنقية وإزالة البواقي، والتطهير يفيد أيضا معنى الإزالة  من خلال إزالة الأسباب، وعليه فيكون معناه في آية التطهير، أنّ المولى تعالى يريد أن يزيل [[الرجس]] من [[أهل البيت]]{{عليهم السلام}} من خلال إزالة أسبابه المولِّدة له.
سطر ٧٣: سطر ٧٣:
*« '''إنما يريد الله [[الإرادة التكوينية|بإرادته التكوينية]] التي هي حتمية الوقوع والتحقّق أن يزيل [[الرجس]] عنكم يا [[أصحاب الكساء|أهل الكساء الخمسة]] ويطهركم من المعاصي والذنوب ووساوس [[الشيطان]] وكل ماهو مستقذر [[الشرع|شرعا]] وعقلا تطهيرا تامًّا ''' ».<ref>القمي، تفسير القمي،  ج 3، ص 829-830.؛ الطبرسي، مجمع البيان، ج 8، ص 210- 213.؛ الطبرسي، تفسير جوامع الجامع، ج 3، ص 314-315.؛ الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج 16، ص 315-319.؛ الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج 10، ص 390-398.؛ قراءتي، تفسير النور، ج 7، ص 317-319.</ref>
*« '''إنما يريد الله [[الإرادة التكوينية|بإرادته التكوينية]] التي هي حتمية الوقوع والتحقّق أن يزيل [[الرجس]] عنكم يا [[أصحاب الكساء|أهل الكساء الخمسة]] ويطهركم من المعاصي والذنوب ووساوس [[الشيطان]] وكل ماهو مستقذر [[الشرع|شرعا]] وعقلا تطهيرا تامًّا ''' ».<ref>القمي، تفسير القمي،  ج 3، ص 829-830.؛ الطبرسي، مجمع البيان، ج 8، ص 210- 213.؛ الطبرسي، تفسير جوامع الجامع، ج 3، ص 314-315.؛ الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج 16، ص 315-319.؛ الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج 10، ص 390-398.؛ قراءتي، تفسير النور، ج 7، ص 317-319.</ref>


وذهب علماء[[الشيعة]] إلى أنّ آية التطهير فيها دلالة واضحة على [[العصمة|عصمة]] [[أهل البيت]]{{عليهم السلام}}، مستندين في ذلك على إذهاب [[الرجس]] والتطهير الواردين في آية التطهير، وقالوا:ليس من المعقول أن يكون هناك فردا طاهرا من كل مايمكن أن يصدق عليه [[الرجس|رجس]] ولا يكون معصومًا!.
وذهب علماء[[الشيعة]] إلى أنّ آية التطهير فيها دلالة واضحة على [[العصمة|عصمة]] أهل البيت{{عليهم السلام}}، مستندين في ذلك على إذهاب [[الرجس]] والتطهير الواردين في آية التطهير، وقالوا:ليس من المعقول أن يكون هناك فردا طاهرا من كل مايمكن أن يصدق عليه [[الرجس|رجس]] ولا يكون معصومًا!.




سطر ٨٤: سطر ٨٤:
*'''أولاً:''' أنّ أداة الحصر ’’ إنَّمَا ‘‘ تدلّل على حصر إرادة المولى في إذهاب [[الرجس]] بمن يصدق عليهم ’’ [[أهل البيت]] ‘‘، وهذا هو عمل هذه الأداة في آية التطهير.<ref>الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج 16، ص 315.</ref>  
*'''أولاً:''' أنّ أداة الحصر ’’ إنَّمَا ‘‘ تدلّل على حصر إرادة المولى في إذهاب [[الرجس]] بمن يصدق عليهم ’’ [[أهل البيت]] ‘‘، وهذا هو عمل هذه الأداة في آية التطهير.<ref>الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج 16، ص 315.</ref>  
*'''ثانيًا:''' أنّ لفظة ’’ يريد ‘‘ المذكورة في [[الآية]] هي [[الإرادة التكوينية]] لا [[الإرادة التشريعية|التشريعية]]، وذلك لأنّ [[الإرادة التشريعية]] متعلّقة من خلال أدلّة أخرى بكل [[مسلم]]، فالمولى تعالى تشريعًا طلب من [[المسلمين]] السير نحو تطهير أنفسهم، وبالتالي فلو كانت [[الإرادة التشريعية|الإرادة تشريعية]] لتناقض ذلك مع الحَصَرْ المشار إليه في الآية بـــ ’’ إِنَّمَا ‘‘، وعليه [[الإرادة التكوينية|فالإرادة التكوينية]] هي المحصورة [[أهل البيت|بأهل البيت]](ع)، أمّا [[الإرادة التشريعية]] فهي متعلّقة بعموم [[المسلمين]]. <ref>الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج 10، ص 397-398.</ref>
*'''ثانيًا:''' أنّ لفظة ’’ يريد ‘‘ المذكورة في [[الآية]] هي [[الإرادة التكوينية]] لا [[الإرادة التشريعية|التشريعية]]، وذلك لأنّ [[الإرادة التشريعية]] متعلّقة من خلال أدلّة أخرى بكل [[مسلم]]، فالمولى تعالى تشريعًا طلب من [[المسلمين]] السير نحو تطهير أنفسهم، وبالتالي فلو كانت [[الإرادة التشريعية|الإرادة تشريعية]] لتناقض ذلك مع الحَصَرْ المشار إليه في الآية بـــ ’’ إِنَّمَا ‘‘، وعليه [[الإرادة التكوينية|فالإرادة التكوينية]] هي المحصورة [[أهل البيت|بأهل البيت]](ع)، أمّا [[الإرادة التشريعية]] فهي متعلّقة بعموم [[المسلمين]]. <ref>الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج 10، ص 397-398.</ref>
*'''ثالثًا:''' أنّ الجار والمجرور « عَنْكُم » هو جمع مذكر، وبالتالي يكشف على أنّ آية التطهير، متعلِّقة بجمع إمّا مذكر فقط، أو جمع فيه مذكر ومؤنث معًا، لجواز استخدام جمع المُذكَر عند [[العرب]] في الجماعة المختلطة بين الذكور والإناث، وقول أنّه مختص بالذكور لا دليل عليه عند أحد، ولم يقل به أحد من [[المسلمين]]، أما القول الثاني فهو الصحيح، يبقى تشخيص من هم هذه الجماعة المختلط فيها الذكور والإناث، [[الروايات|فالروايات]] و [[الأحاديث]] [[التواتر|المتواترة]] تكشف أنّ الذين نزلت فيهم هذه [[الآية]] هم خمسة لا غير، وهم [[أصحاب الكساء|أصحاب الكساء الخمسة]]، والدليل على ذلك هي نفسها الأدلّة التي وضّحت من هم المقصودين في الآية بــ ’’ [[أهل البيت]] ‘‘.<ref>الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج 16، ص 315-316.</ref>
*'''ثالثًا:''' أنّ الجار والمجرور « عَنْكُم » هو جمع مذكر، وبالتالي يكشف على أنّ آية التطهير، متعلِّقة بجمع إمّا مذكر فقط، أو جمع فيه مذكر ومؤنث معًا، لجواز استخدام جمع المُذكَر عند [[العرب]] في الجماعة المختلطة بين الذكور والإناث، وقول أنّه مختص بالذكور لا دليل عليه عند أحد، ولم يقل به أحد من [[المسلمين]]، أما القول الثاني فهو الصحيح، يبقى تشخيص من هم هذه الجماعة المختلط فيها الذكور والإناث، [[الروايات|فالروايات]] و الأحاديث][[التواتر|المتواترة]] تكشف أنّ الذين نزلت فيهم هذه [[الآية]] هم خمسة لا غير، وهم [[أصحاب الكساء|أصحاب الكساء الخمسة]]، والدليل على ذلك هي نفسها الأدلّة التي وضّحت من هم المقصودين في الآية بــ ’’ [[أهل البيت]] ‘‘.<ref>الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج 16، ص 315-316.</ref>
*'''رابعًا:''' أن لفظة ’’ الرّجْسَ‘‘ ومن خلال إطلاقها تشمل الأرجاس الظاهرية والباطنية، غير أنّ المُتَلَائِم مع [[الإرادة التكوينية]] هي خصوص الأرجاس والمُسْتَقْبحَات الباطنية، سواء كان ذلك بنظر الشرع أو العقل أو من جهة الطبع، لوضوح أن التطهير من الأرجاس الظاهرية مقدور عليها عند كلّ مُكلَّف، بل هو مُكَلَّف بها، ولا تحتاج لعناية وتدخُّل من المولى تعالى، وانصراف لفظ الرجس للمستقبحات الباطنية هو الظاهر من كلمات كل المفسرين، حين ذكرهم لمصاديق [[الرجس]] فقالوا: أنَّه [[الشرك]]، و [[المعصية|المعاصي]]، والشكّ، و[[الشيطان]]، والإثم....، كما أنّ إطلاق لفظ الرجس في [[الآية]] ينفي حصره بمصداق واحد، بل بإطلاقه يشمل كل مصاديق [[الرجس]].<ref>الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج 10، ص 397.</ref>
*'''رابعًا:''' أن لفظة ’’ الرّجْسَ‘‘ ومن خلال إطلاقها تشمل الأرجاس الظاهرية والباطنية، غير أنّ المُتَلَائِم مع [[الإرادة التكوينية]] هي خصوص الأرجاس والمُسْتَقْبحَات الباطنية، سواء كان ذلك بنظر الشرع أو العقل أو من جهة الطبع، لوضوح أن التطهير من الأرجاس الظاهرية مقدور عليها عند كلّ مُكلَّف، بل هو مُكَلَّف بها، ولا تحتاج لعناية وتدخُّل من المولى تعالى، وانصراف لفظ الرجس للمستقبحات الباطنية هو الظاهر من كلمات كل المفسرين، حين ذكرهم لمصاديق [[الرجس]] فقالوا: أنَّه [[الشرك]]، و [[المعصية|المعاصي]]، والشكّ، {{و}}[[الشيطان]]، والإثم....، كما أنّ إطلاق لفظ الرجس في [[الآية]] ينفي حصره بمصداق واحد، بل بإطلاقه يشمل كل مصاديق [[الرجس]].<ref>الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج 10، ص 397.</ref>
*'''خامسًا:''' أنَّ عبارة « [[أهل البيت(ع)|أَهْل البَيْتِ]] » المذكورة في آية التطهير، منصرفة لخصوص [[أصحاب الكساء|أصحاب الكساء الخمسة]]، وذلك بأدلَة روائية [[التواتر|متواترة]]، تذكر أنّ [[النبي الأكرم|النّبيّ الأكرم]]{{صل}} وفي عديد المناسبات، وضَّحَ وأكَّدَ على أنّ [[أهل بيت|أهل بيته]] المقصودين [[آية التطهير|بآية التطهير]] هم [[علي ابن أبي طالب|علي]] و [[فاطمة الزهراء (س)|فاطمة]] و [[الحسن السبط|الحسن]] و [[الحسين (ع)|الحسين]] (ع)،<ref>قراءتي، تفسير النور، ج 7، ص317.</ref> لا غيرهم، منها:
*'''خامسًا:''' أنَّ عبارة « [[أهل البيت(ع)|أَهْل البَيْتِ]] » المذكورة في آية التطهير، منصرفة لخصوص [[أصحاب الكساء|أصحاب الكساء الخمسة]]، وذلك بأدلَة روائية [[التواتر|متواترة]]، تذكر أنّ [[النبي الأكرم|النّبيّ الأكرم]]{{صل}} وفي عديد المناسبات، وضَّحَ وأكَّدَ على أنّ [[أهل بيت|أهل بيته]] المقصودين [[آية التطهير|بآية التطهير]] هم [[علي ابن أبي طالب|علي]] و [[فاطمة الزهراء (س)|فاطمة]] و [[الحسن السبط|الحسن]] و [[الحسين (ع)|الحسين]] (ع)،<ref>قراءتي، تفسير النور، ج 7، ص317.</ref> لا غيرهم، منها:
**'''[[حديث الكساء]]:''' الذي يكشف على أنّ الآية نزلت في [[أصحاب الكساء|أصحاب الكساء الخمسة]] لا غير، وروى هذه [[الرواية]] [[ زوجات النبي|زوجات]] النّبي{{صل}} وكذلك [[الصحابة|أصحابه]] بشكل [[التواتر|متواتر]].<ref>تفسير الميزان، السيد الطباطبائي، ج 16، ص321-325.</ref>
**'''[[حديث الكساء]]:''' الذي يكشف على أنّ الآية نزلت في [[أصحاب الكساء|أصحاب الكساء الخمسة]] لا غير، وروى هذه الرواية [[زوجات النبي]] وكذلك [[الصحابة|أصحابه]] بشكل [[التواتر|متواتر]].<ref>تفسير الميزان، السيد الطباطبائي، ج 16، ص321-325.</ref>
**'''حديث دق الباب:'''<ref>تفسير الميزان، السيد الطباطبائي، ج 16، ص321-325.</ref> والذي يكشف على أنّ [[النبي الأعظم|النّبيّ الأعظم]]{{صل}} قد بقي لأشهر، وحين توجّهه إلى [[صلاة الصبح]]، كان يدّق باب بيت [[الإمام علي بن أبي طالب|الإمام علي]] و [[فاطمة (ع)|فاطمة]] (ع)، ويقول [[الصلاة]] [[أهل البيت|يأهل البيت]]،{{قرآن| إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}} <ref>الأحزاب: 33.</ref> ‘‘.  
**'''حديث دق الباب:'''<ref>تفسير الميزان، السيد الطباطبائي، ج 16، ص321-325.</ref> والذي يكشف على أنّ [[النبي الأعظم|النّبيّ الأعظم]]{{صل}} قد بقي لأشهر، وحين توجّهه إلى [[صلاة الصبح]]، كان يدّق باب بيت [[الإمام علي بن أبي طالب|الإمام علي]] و [[فاطمة (ع)|فاطمة]] (ع)، ويقول الصلاة [[أهل البيت|يأهل البيت]]،{{قرآن| إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}} <ref>الأحزاب: 33.</ref> ‘‘.  


وهذا  ما أشار له ابن حجر الهيثمي عندما قال: ’’ أكثر المفسرين على أنّها نزلت في [[علي ابن أبي طالب|علي]] و[[فاطمة (ع)|فاطمة]] و[[الإمام الحسن السبط|الحسن]] و[[الإمام الحسين|الحسين]] ‘‘.<ref>ابن حجر الهيثمي، الصواعق المحرقة، ج 2، ص 421.</ref>
وهذا  ما أشار له ابن حجر الهيثمي عندما قال: ’’ أكثر المفسرين على أنّها نزلت في [[علي ابن أبي طالب|علي]] {{و}}[[فاطمة (ع)|فاطمة]] {{و}}[[الإمام الحسن السبط|الحسن]] {{و}}[[الإمام الحسين|الحسين]] ‘‘.<ref>ابن حجر الهيثمي، الصواعق المحرقة، ج 2، ص 421.</ref>
*'''سادسًا:''' أنَّ عبارة{{قرآن| لِيُذهِبَ عَنْكُم الرِّجْسَ}} وعبارة{{قرآن|يُطهِّرَكُم تَطْهِيرًا }} كاشفة بوضوح عن [[العصمة|عصمة]] مَن نزلت فيهم آية التطهير، وذلك لوضوح تَعَلُّق [[الإرادة التكوينية]] الإلهية [[أصحاب الكساء|بأصحاب الكساء]]، في إذهاب كل ما يستقبحه الشرع والعقل، وكذلك يطهّرهم منه تطهيرا.<ref>الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج 10، ص 393-394.</ref>
*'''سادسًا:''' أنَّ عبارة{{قرآن| لِيُذهِبَ عَنْكُم الرِّجْسَ}} وعبارة{{قرآن|يُطهِّرَكُم تَطْهِيرًا }} كاشفة بوضوح عن [[العصمة|عصمة]] مَن نزلت فيهم آية التطهير، وذلك لوضوح تَعَلُّق [[الإرادة التكوينية]] الإلهية [[أصحاب الكساء|بأصحاب الكساء]]، في إذهاب كل ما يستقبحه الشرع والعقل، وكذلك يطهّرهم منه تطهيرا.<ref>الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج 10، ص 393-394.</ref>


سطر ٩٨: سطر ٩٨:
ورد [[حديث الكساء]] '''-'''وغيره من [[الروايات]] التي تفيد بأنّ آية التطهير نزلت في [[أصحاب الكساء|أصحاب الكساء الخمسة]]'''-''' في المصنّفات [[الشيعة|الشيعية]] بطرق عدّة، منها ما أخرجه [[الشيخ الطوسي]] بإسناده فقال:   
ورد [[حديث الكساء]] '''-'''وغيره من [[الروايات]] التي تفيد بأنّ آية التطهير نزلت في [[أصحاب الكساء|أصحاب الكساء الخمسة]]'''-''' في المصنّفات [[الشيعة|الشيعية]] بطرق عدّة، منها ما أخرجه [[الشيخ الطوسي]] بإسناده فقال:   


أخبرنا أبو عمر قال: حدّثنا أحمد قال:  أخبرنا أحمد بن يحيى قال: حدّثنا عبدالرحمن قال:  حدّثنا أبي، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن معين (مغيرة) مولى [[أم سلمة (زوجة النبي)|أم سلمة]]، عن [[أم سلمة (زوجة النبي)|أم سلمة]] زوج [[النبي (ص)]] أنّها قالت: ’’ '''نزلت هذه الآية في بيتها{{قرآن|إنما يريدالله ليذهب عنكم الرّجس أهل البيت ويطهّركم تطهيرا}}، أمرني [[رسول الله]]{{صل}} أن اُرسل إلى [[علي بن أبي طالب|عليّ]] و[[فاطمة الزهرا|فاطمة]] و [[الحسن السبط|الحسن]] و[[الحسين (ع)|الحسين]](ع)، فلما أتوه اعتنق [[علي ابن أبي طالب|عليًّا]] بيمينه و [[الحسن السبط|الحسن]] بشماله و [[الحسين (ع)|الحسين]] على بطنه و [[فاطمة الزهراء|فاطمة]] عند رجله ثم فقال: ’’ اللّهم هؤلاء أهلي وعترتي فأذهب عنهم الرّجس وتطهّرهم تطهيرا‘‘ قالها ثلاث مرات،  قلت: فأنا يا [[رسول الله]] ؟ فقال: إنّك على خير إن شاء الله'''‘‘.<ref>الطوسي، الأمالي، ص 401-402، الجزء 10، حديث رقم 19.</ref>
أخبرنا أبو عمر قال: حدّثنا أحمد قال:  أخبرنا أحمد بن يحيى قال: حدّثنا عبدالرحمن قال:  حدّثنا أبي، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن معين (مغيرة) مولى [[أم سلمة (زوجة النبي)|أم سلمة]]، عن [[أم سلمة (زوجة النبي)|أم سلمة]] زوج [[النبي (ص)]] أنّها قالت: ’’ '''نزلت هذه الآية في بيتها{{قرآن|إنما يريدالله ليذهب عنكم الرّجس أهل البيت ويطهّركم تطهيرا}}، أمرني [[رسول الله]]{{صل}} أن اُرسل إلى [[علي بن أبي طالب|عليّ]] {{و}}[[فاطمة الزهرا|فاطمة]] و [[الحسن السبط|الحسن]] {{و}}[[الحسين (ع)|الحسين]](ع)، فلما أتوه اعتنق [[علي ابن أبي طالب|عليًّا]] بيمينه و [[الحسن السبط|الحسن]] بشماله و [[الحسين (ع)|الحسين]] على بطنه و [[فاطمة الزهراء|فاطمة]] عند رجله ثم فقال: ’’ اللّهم هؤلاء أهلي وعترتي فأذهب عنهم الرّجس وتطهّرهم تطهيرا‘‘ قالها ثلاث مرات،  قلت: فأنا يا [[رسول الله]] ؟ فقال: إنّك على خير إن شاء الله'''‘‘.<ref>الطوسي، الأمالي، ص 401-402، الجزء 10، حديث رقم 19.</ref>


*'''في كتب التفاسير الشيعيّة'''  
*'''في كتب التفاسير الشيعيّة'''  
سطر ١٠٧: سطر ١٠٧:
#[[الشيخ الطوسي]]: في [[تفسير التبيان (كتاب)|التبيان]].<ref>الطوسي، التبيان، ج 8، ص339.</ref>
#[[الشيخ الطوسي]]: في [[تفسير التبيان (كتاب)|التبيان]].<ref>الطوسي، التبيان، ج 8، ص339.</ref>
#[[الفضل بن الحسن الطبرسي|الشيخ الطبرسي]]: في [[مجمع البيان في تفسير القرآن|مجمع البيان]]،<ref>الطبرسي، مجمع البيان، ج 8، ص 155-157.</ref> [[تفسير جوامع الجامع |جوامع الجامع]].<ref>الطبرسي، جوامع الجامع، ج 2، ص 510.</ref>
#[[الفضل بن الحسن الطبرسي|الشيخ الطبرسي]]: في [[مجمع البيان في تفسير القرآن|مجمع البيان]]،<ref>الطبرسي، مجمع البيان، ج 8، ص 155-157.</ref> [[تفسير جوامع الجامع |جوامع الجامع]].<ref>الطبرسي، جوامع الجامع، ج 2، ص 510.</ref>
#[[الفيض الكاشاني]]: في تفسيره [[الأصفى تفسير|الأصفى]]،<ref>الفيض الكاشاني، التفسير الأصفى، ج 2، ص 992-993.</ref> و[[تفسير الصافي (كتاب)|الصافي]].<ref>الفيض الكاشاني،تفسير الصافي، ج 6، ص 41-42.</ref>
#[[الفيض الكاشاني]]: في تفسيره [[الأصفى تفسير|الأصفى]]،<ref>الفيض الكاشاني، التفسير الأصفى، ج 2، ص 992-993.</ref> {{و}}[[تفسير الصافي (كتاب)|الصافي]].<ref>الفيض الكاشاني،تفسير الصافي، ج 6، ص 41-42.</ref>
#[[السيد هاشم البحراني]]: في [[البرهان في تفسير القرآن (كتاب)|البرهان]].<ref>البحراني، تفسير البرهان، ج 6، ص 257-275.</ref>
#[[السيد هاشم البحراني]]: في [[البرهان في تفسير القرآن (كتاب)|البرهان]].<ref>البحراني، تفسير البرهان، ج 6، ص 257-275.</ref>
#[[عبد علي الحويزي|الشيخ الحويزي]]: في [[تفسير نور الثقلين|نور الثقلين]].<ref>الحويزي، تفسير نور الثقلين، ج 4، ص 270-277.</ref>
#[[عبد علي الحويزي|الشيخ الحويزي]]: في [[تفسير نور الثقلين|نور الثقلين]].<ref>الحويزي، تفسير نور الثقلين، ج 4، ص 270-277.</ref>
سطر ٢١٢: سطر ٢١٢:
#'''الجرجاني، عبد القاهر بن عبد الرحمان:''' في تفسيره درج الدرر.<ref>الجرجاني، درج الدرر، ج 3، ص 1408.</ref>
#'''الجرجاني، عبد القاهر بن عبد الرحمان:''' في تفسيره درج الدرر.<ref>الجرجاني، درج الدرر، ج 3، ص 1408.</ref>
{{Div col end}}
{{Div col end}}
أما الذين تجاهلوا القول و[[الرواية]]، فهم :  
أما الذين تجاهلوا القول {{و}}[[الرواية]]، فهم :  
{{Div col|2}}
{{Div col|2}}
#'''ابن عرفة، محمد بن محمد الورغمي:''' في تفسيره.<ref>الورغمي، تفسير ابن عرفة، ج 3، ص 295-296.</ref>
#'''ابن عرفة، محمد بن محمد الورغمي:''' في تفسيره.<ref>الورغمي، تفسير ابن عرفة، ج 3، ص 295-296.</ref>
سطر ٣٢٢: سطر ٣٢٢:


== تفسير علماء السنّة للآية ومبانيهم ==
== تفسير علماء السنّة للآية ومبانيهم ==
ليس من السهل تشكيل تَصَوُر موحّد، في تفسير [[أهل السنة والجماعة|أهل السنّة والجماعة]] [[آية التطهير|لآية التطهير]]، ولعلّ هذا يرجع:
ليس من السهل تشكيل تَصَوُر موحّد، في تفسير [[أهل السنة والجماعة|أهل السنّة والجماعة]] لآية التطهير، ولعلّ هذا يرجع:
*أولا: إلى سكوتهم وعدم تفسيرهم [[آية|للآية]] بالشكل الذي يساعد على تشكيل تصوُر دقيق لمعناها العام.
*أولا: إلى سكوتهم وعدم تفسيرهم [[آية|للآية]] بالشكل الذي يساعد على تشكيل تصوُر دقيق لمعناها العام.
*وثانيا: للاختلاف الكبير الحاصل بينهم في تفسير مفردات [[آية|الآية]]، والذي بطبعه أدَّى إلى الإختلاف في التفسير العام [[آية|للآية]].
*وثانيا: للاختلاف الكبير الحاصل بينهم في تفسير مفردات [[آية|الآية]]، والذي بطبعه أدَّى إلى الإختلاف في التفسير العام [[آية|للآية]].
سطر ٣٥١: سطر ٣٥١:
==== رد الشيعة على أقوالهم ====
==== رد الشيعة على أقوالهم ====
*الردّ على القول الأول  
*الردّ على القول الأول  
هذا  القول هو  القول الثابت والصحيح،  والذي جاءت به [[الروايات]] و[[الأحاديث]] البالغة من طرق [[أهل السنّة]] إلى حدَّ [[التواتر]]، وكذلك حالها عند [[الشيعة]]، وهو قول [[الإمام علي]]{{ع}}، و [[أم سلمة زوج النبي]]{{صل}}، و[[عائشة زوج النبي|عائشة زوج النّبي]]{{صل}}، و[[جعفر بن أبي طالب]]، و[[ابن عباس|ابن عبّاس]]، و[[أبوسعيد الخدري]]، و[[أنس بن مالك]]، و[[سعد بن أبي الوقاص]]، و[[أبو هريرة]]، وغيرهم من [[الصحابة]] و[[التابعين]]، وأي دعوى أخرى تخالفها هو [[اجتهاد]] في مقابل النَّص [[المحرم]] شرعًا عند السنّة والشيعة، بل هو [[الكبائر|كبيرة]] لكونه ردًّا على [[النبي (ص)|النّبيّ]]{{صل}}، خاصة وأنّ هذه [[الروايات]] [[التواتر|المتواترة]] صرّحت بأنَّ النبي قد تصدّى لتوضيح وتبيّان من هم [[أهل البيت]](ع)، الذين نزلت فيهم آية التطهير.  
هذا  القول هو  القول الثابت والصحيح،  والذي جاءت به [[الروايات]] {{و}}[[الأحاديث]] البالغة من طرق [[أهل السنّة]] إلى حدَّ [[التواتر]]، وكذلك حالها عند [[الشيعة]]، وهو قول [[الإمام علي]]{{ع}}، و [[أم سلمة زوج النبي]]{{صل}}، {{و}}[[عائشة زوج النبي|عائشة زوج النّبي]]{{صل}}، {{و}}[[جعفر بن أبي طالب]]، {{و}}[[ابن عباس|ابن عبّاس]]، {{و}}[[أبوسعيد الخدري]]، {{و}}[[أنس بن مالك]]، {{و}}[[سعد بن أبي الوقاص]]، {{و}}[[أبو هريرة]]، وغيرهم من [[الصحابة]] {{و}}[[التابعين]]، وأي دعوى أخرى تخالفها هو [[اجتهاد]] في مقابل النَّص [[المحرم]] شرعًا عند السنّة والشيعة، بل هو [[الكبائر|كبيرة]] لكونه ردًّا على [[النبي (ص)|النّبيّ]]{{صل}}، خاصة وأنّ هذه الروايات [[التواتر|المتواترة]] صرّحت بأنَّ النبي قد تصدّى لتوضيح وتبيّان من هم [[أهل البيت]](ع)، الذين نزلت فيهم آية التطهير.  


*الردّ على القول الثاني  
*الردّ على القول الثاني  
سطر ٣٦٥: سطر ٣٦٥:
****وفيها: ’’ '''خصيف بن عبد الرحمن الأموي الجزري''' ‘‘: وثّقه بعضهم وضعّفه البعض الآخر، قال فيه أحمد بن حنبل: { ليس بقوي، وليس بحجّة }، وعن ابنه أنّه قال فيه { ليس بذاك }،<ref>العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 3، ص 124، رقم الترجمة 275.</ref> وقال أبو طالب: { سئل أحمد عن عتاب بن بشير، فقال: أرجو أن لا يكون به بأس، روى أحاديث ناخرة منكرة، وما أرى إلاّ أنّها من قبل خصيف }،<ref>العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 3، ص 124، رقم الترجمة 275.</ref> وقال فيه أبوحاتم: { سيء الحفظ }،<ref>العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 3، ص 124، رقم الترجمة 275.</ref> وقال النسائي: { ليس بقوي }، <ref>العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 3، ص 124، رقم الترجمة 275.</ref> وقال المدائني: { كان يحيى بن سعيد يضعّفه }،<ref>العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 3، ص 124، رقم الترجمة 275.</ref> وقال عنه ابن خزيمة: { لا يحتجّ بحديثه }،<ref>العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 3، ص 124، رقم الترجمة 275.</ref> وقال عنه جرير: { كان متمكنا من الإرجاء }،<ref>العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 3، ص 124، رقم الترجمة 275.</ref> وقال عنه يحيى: { كنّا نجتنب خصيفًا}،<ref>الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج 6، ص 144-145، رقم الترجمة 56.</ref> وقال عنه أبو أحمد الحاكم: { ليس بقوي }،<ref>العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 3 ص 124، رقم الترجمة 275.</ref> وقال عنه الأزدي { ليس بذاك }.<ref>العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 3، ص 124، رقم الترجمة 275.</ref>  
****وفيها: ’’ '''خصيف بن عبد الرحمن الأموي الجزري''' ‘‘: وثّقه بعضهم وضعّفه البعض الآخر، قال فيه أحمد بن حنبل: { ليس بقوي، وليس بحجّة }، وعن ابنه أنّه قال فيه { ليس بذاك }،<ref>العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 3، ص 124، رقم الترجمة 275.</ref> وقال أبو طالب: { سئل أحمد عن عتاب بن بشير، فقال: أرجو أن لا يكون به بأس، روى أحاديث ناخرة منكرة، وما أرى إلاّ أنّها من قبل خصيف }،<ref>العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 3، ص 124، رقم الترجمة 275.</ref> وقال فيه أبوحاتم: { سيء الحفظ }،<ref>العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 3، ص 124، رقم الترجمة 275.</ref> وقال النسائي: { ليس بقوي }، <ref>العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 3، ص 124، رقم الترجمة 275.</ref> وقال المدائني: { كان يحيى بن سعيد يضعّفه }،<ref>العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 3، ص 124، رقم الترجمة 275.</ref> وقال عنه ابن خزيمة: { لا يحتجّ بحديثه }،<ref>العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 3، ص 124، رقم الترجمة 275.</ref> وقال عنه جرير: { كان متمكنا من الإرجاء }،<ref>العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 3، ص 124، رقم الترجمة 275.</ref> وقال عنه يحيى: { كنّا نجتنب خصيفًا}،<ref>الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج 6، ص 144-145، رقم الترجمة 56.</ref> وقال عنه أبو أحمد الحاكم: { ليس بقوي }،<ref>العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 3 ص 124، رقم الترجمة 275.</ref> وقال عنه الأزدي { ليس بذاك }.<ref>العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 3، ص 124، رقم الترجمة 275.</ref>  
***'''الرواية الثانية:'''  
***'''الرواية الثانية:'''  
****يكفي أنّ فيها ’’ '''عكرمة البربري ''' ‘‘: [[الخوارج|الخارجي]]، وهو مولى [[ابن عباس|عبد الله ابن عبّاس]]، وقد أقرّ ابن بكير  أنّه أول من نقل [[الخوارج|المذهب الخارجي]] إلى [[المغرب العربي|بلاد المغرب]]،<ref>العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 7، ص 237، رقم الترجمة 476.</ref> وشهد أكثر من واحد أنّه كان خارجيًّا، منهم يحيى بن معين، وعلي بن المديني، وأحمد بن حنبل، ومصعب الزبيري،<ref>العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 7، ص 237، رقم الترجمة 476.</ref> كما شهد عليه البعض [[الكذب|بالكذب]] على [[ابن عباس|ابن عبّاس]]، منهم ابن عمر عندما خاطب نافع قائلاً: { اتّق الله ويحك يا نافع لا تكذب عليَّ كما كذب عكرمة على [[ابن عباس|ابن عبّاس]] }،<ref>العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 7، ص 237، رقم الترجمة 476.</ref> ومنهم سعيد بن المسيب عندما قال لغلامه: { يا برد لا تكذب عليَّ كما كذب عكرمة على [[ابن عباس|ابن عبّاس]] }،<ref>العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 7، ص 237، رقم الترجمة 476.</ref> بل إنّ علي بن عبد الله ابن عبّاس قد أوثق عكرمة على الباب تأديبًا له، وعندما سأله يزيد بن أبي زياد لماذا تفعل به ذلك، قال ابن عبد الله بن عبّاس: { إنّه كان يكذب على أبي }، <ref>العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 7، ص 238، رقم الترجمة 476.</ref> ويكفي ثبوت أنّه خارجيا لفهم حقده وبغضه [[أهل البيت|لأهل البيت]](ع) عموما، و[[الإمام علي بن أبي طالب]](ع) خصوصا.  
****يكفي أنّ فيها ’’ '''عكرمة البربري ''' ‘‘: [[الخوارج|الخارجي]]، وهو مولى [[ابن عباس|عبد الله ابن عبّاس]]، وقد أقرّ ابن بكير  أنّه أول من نقل [[الخوارج|المذهب الخارجي]] إلى [[المغرب العربي|بلاد المغرب]]،<ref>العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 7، ص 237، رقم الترجمة 476.</ref> وشهد أكثر من واحد أنّه كان خارجيًّا، منهم يحيى بن معين، وعلي بن المديني، وأحمد بن حنبل، ومصعب الزبيري،<ref>العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 7، ص 237، رقم الترجمة 476.</ref> كما شهد عليه البعض [[الكذب|بالكذب]] على [[ابن عباس|ابن عبّاس]]، منهم ابن عمر عندما خاطب نافع قائلاً: { اتّق الله ويحك يا نافع لا تكذب عليَّ كما كذب عكرمة على [[ابن عباس|ابن عبّاس]] }،<ref>العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 7، ص 237، رقم الترجمة 476.</ref> ومنهم سعيد بن المسيب عندما قال لغلامه: { يا برد لا تكذب عليَّ كما كذب عكرمة على [[ابن عباس|ابن عبّاس]] }،<ref>العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 7، ص 237، رقم الترجمة 476.</ref> بل إنّ علي بن عبد الله ابن عبّاس قد أوثق عكرمة على الباب تأديبًا له، وعندما سأله يزيد بن أبي زياد لماذا تفعل به ذلك، قال ابن عبد الله بن عبّاس: { إنّه كان يكذب على أبي }، <ref>العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 7، ص 238، رقم الترجمة 476.</ref> ويكفي ثبوت أنّه خارجيا لفهم حقده وبغضه [[أهل البيت|لأهل البيت]](ع) عموما، {{و}}[[الإمام علي بن أبي طالب]](ع) خصوصا.  
**'''ثانيًا:''' أنّ [[الخبر|خبر]] [[ابن عباس|ابن عبّاس]] متعارض مع [[الخبر|خبرٍ]] آخر مروي عنه من طريقين الأول عن طريق أبوصالح،<ref>الحسكاني، شواهد التنزيل، ج 2، ص31.</ref> والثاني عن طريق عمرو بن ميمون،<ref>الحسكاني، شواهد التنزيل، ج 2، ص 30.</ref> يقول فيه أنّ آية التطهير نزلت في [[أصحاب الكساء|أصحاب الكساء الخمسة]]، فلما الإقتصار  على روايتي سعيد بن جبير و [[عكرمة البربري]]، اللتين فيهما ما فيهما من [[الحديث الضعيف|الضعف]] والوهن.
**'''ثانيًا:''' أنّ خبر [[ابن عباس|ابن عبّاس]] متعارض مع [[الخبر|خبرٍ]] آخر مروي عنه من طريقين الأول عن طريق أبوصالح،<ref>الحسكاني، شواهد التنزيل، ج 2، ص31.</ref> والثاني عن طريق عمرو بن ميمون،<ref>الحسكاني، شواهد التنزيل، ج 2، ص 30.</ref> يقول فيه أنّ آية التطهير نزلت في [[أصحاب الكساء|أصحاب الكساء الخمسة]]، فلما الإقتصار  على روايتي سعيد بن جبير و [[عكرمة البربري]]، اللتين فيهما ما فيهما من [[الحديث الضعيف|الضعف]] والوهن.
**'''ثالثًا:''' حتى مع تمامية [[السند|سند]] [[الرواية|رواية]] [[ابن عباس|ابن عبّاس]]، وعدم معارضتها مع رواية أخرى [[ابن عباس|لابن عبّاس]] نفسه، هل من العلم ومن الوثاقة التمسك [[خبر الآحاد|بخبر الآحاد]] وترك الخبر [[الحديث المتواتر|المتواتر]] عن ( 22 ) [[صحابي]] وصحابية من ضمنهم زوجات النبي{{صل}} نفسهن، وهل مِن صنعَة أهل [[الحديث]] التمسك [[خبر الآحاد|بخبر الآحاد]] حين تعارضه مع [[الحديث المتواتر|المتواتر]] أو [[الحديث المستفيض|المستفيض]].
**'''ثالثًا:''' حتى مع تمامية سند رواية [[ابن عباس|ابن عبّاس]]، وعدم معارضتها مع رواية أخرى [[ابن عباس|لابن عبّاس]] نفسه، هل من العلم ومن الوثاقة التمسك [[خبر الآحاد|بخبر الآحاد]] وترك الخبر [[الحديث المتواتر|المتواتر]] عن ( 22 ) [[صحابي]] وصحابية من ضمنهم زوجات النبي{{صل}} نفسهن، وهل مِن صنعَة أهل [[الحديث]] التمسك [[خبر الآحاد|بخبر الآحاد]] حين تعارضه مع [[الحديث المتواتر|المتواتر]] أو [[الحديث المستفيض|المستفيض]].
**'''رابعًا:''' هل عندما يتعارض قول [[الصحابة|الصحابي]] مع قول [[النبي (ص)|النّبيّ]]{{صل}}، نقدم رأي [[الصحابة|الصحابي]] على النبيّ، كما هو حال من ذهب لقول [[ابن عباس|ابن عبّاس]] وترك تشخيص وتحديد النبي في تحديد من هم [[أهل البيت]](ع) الذين نزلت فيهم آية التطهير.
**'''رابعًا:''' هل عندما يتعارض قول [[الصحابة|الصحابي]] مع قول [[النبي (ص)|النّبيّ]]{{صل}}، نقدم رأي [[الصحابة|الصحابي]] على النبيّ، كما هو حال من ذهب لقول [[ابن عباس|ابن عبّاس]] وترك تشخيص وتحديد النبي في تحديد من هم [[أهل البيت]](ع) الذين نزلت فيهم آية التطهير.
*'''الردّ على الدليل الثاني:'''
*'''الردّ على الدليل الثاني:'''
سطر ٣٧٣: سطر ٣٧٣:
***'''أمّا الأمر الأول:''' فلا نجد دافع قوي لمثل هذا الفعل، إلاّ البُغض والكُره الشديدين [[أهل البيت|لأهل البيت]](ع)، ممّا دفعه للسير في الأسواق والمناداة بين النّاس بأنّ الآية نازلة في خصوص [[زوجات النبي]]{{صل}}، وذلك لإخراج [[أصحاب الكساء]] من الآية، وهذا البُغض يثبت بعد شهادة جملة ممّن عاصروه أو كانوا قريبين من عصره، بكونه من [[الخوارج]].<ref>العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 7، ص 237، رقم الترجمة 476.</ref>  
***'''أمّا الأمر الأول:''' فلا نجد دافع قوي لمثل هذا الفعل، إلاّ البُغض والكُره الشديدين [[أهل البيت|لأهل البيت]](ع)، ممّا دفعه للسير في الأسواق والمناداة بين النّاس بأنّ الآية نازلة في خصوص [[زوجات النبي]]{{صل}}، وذلك لإخراج [[أصحاب الكساء]] من الآية، وهذا البُغض يثبت بعد شهادة جملة ممّن عاصروه أو كانوا قريبين من عصره، بكونه من [[الخوارج]].<ref>العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 7، ص 237، رقم الترجمة 476.</ref>  
***'''وأمّا الأمر الثاني:'''فهو ثابت أيضا بشهادة البعض، فقد وصفه من كان يعرفه، بأنّه كان خفيف العقل، فقد قال أبو الأسود { كان عكرمة قليل العقل خفيفًا}،<ref>العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 7، ص 237، رقم الترجمة 476.</ref> وعن ابن علية قال: ذكره أيوب فقال: { كان قليل العقل}.<ref>العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 7، ص 238، رقم الترجمة 476.</ref>
***'''وأمّا الأمر الثاني:'''فهو ثابت أيضا بشهادة البعض، فقد وصفه من كان يعرفه، بأنّه كان خفيف العقل، فقد قال أبو الأسود { كان عكرمة قليل العقل خفيفًا}،<ref>العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 7، ص 237، رقم الترجمة 476.</ref> وعن ابن علية قال: ذكره أيوب فقال: { كان قليل العقل}.<ref>العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 7، ص 238، رقم الترجمة 476.</ref>
***'''وأمّا الأمر الثالث:''' أنّه وحسب [[التواتر|تواتر]] [[الخبر|الأخبار]]، فالقول بأنّ آية التطهير نازلة في خصوص [[أصحاب الكساء]] دون غيرهم، هو القول المشهور والمتداولة عند الطبقات الأولى من الرواة، فلقد رواه أكثر من ( 20 ) [[صحابة|صحابيًا]]، وأكثر من ( 30 ) [[التابعي|تابعي]]، كما هو مدوّن في مصنّفات [[أهل السنّة]].  
***'''وأمّا الأمر الثالث:''' أنّه وحسب [[التواتر|تواتر]] الأخبار، فالقول بأنّ آية التطهير نازلة في خصوص [[أصحاب الكساء]] دون غيرهم، هو القول المشهور والمتداولة عند الطبقات الأولى من الرواة، فلقد رواه أكثر من ( 20 ) [[صحابة|صحابيًا]]، وأكثر من ( 30 ) [[التابعي|تابعي]]، كما هو مدوّن في مصنّفات [[أهل السنّة]].  
**'''ثانيًا:'''أنّ هذا القول يسقط بعد أن ثبت نسبة [[الكذب]] و[[وضع الحديث|الوضع]] له، وخاصة في ما يرويه عن [[ابن عباس|ابن عبّاس]]، فلا يبقى هناك وجه للأخذ بما يرويه، فضلاً عن أقواله وآرائه الخاصة، كما هو الحال في هذا المقام.  
**'''ثانيًا:'''أنّ هذا القول يسقط بعد أن ثبت نسبة [[الكذب]] {{و}}[[وضع الحديث|الوضع]] له، وخاصة في ما يرويه عن [[ابن عباس|ابن عبّاس]]، فلا يبقى هناك وجه للأخذ بما يرويه، فضلاً عن أقواله وآرائه الخاصة، كما هو الحال في هذا المقام.  
**'''ثالثًا:''' أنّ هذا القول لا قيمة له، في مقابل ما [[التواتر|تواتر]] من [[الخبر|الأخبار]] في خصوص أنّ آية التطهير نازلة في [[أصحاب الكساء]]، بل إنّ تواتر هذه الأخبار، يقدح بوضوح في [[عكرمة البربري]]، بسبب نزوعه نحو هذا القول وترك ما تواتر من الأخبار، التي تخالف قوله.
**'''ثالثًا:''' أنّ هذا القول لا قيمة له، في مقابل ما [[التواتر|تواتر]] من [[الخبر|الأخبار]] في خصوص أنّ آية التطهير نازلة في [[أصحاب الكساء]]، بل إنّ تواتر هذه الأخبار، يقدح بوضوح في [[عكرمة البربري]]، بسبب نزوعه نحو هذا القول وترك ما تواتر من الأخبار، التي تخالف قوله.
*'''الردّ على الدليل الثالث :'''
*'''الردّ على الدليل الثالث :'''
**'''أولاً:''' أنّ [[وحدة السياق]] هي قرينة يمكن التمسك بها في إرجاع [[المحكم والمتشابه|المتشابه]] لمعنى معيّن دون غيره، حينما لا يكون عندنا دليل يبطل الإعتماد على وحدة السياق، والحال في آية التطهير أنّ الدليل الذي يبطل التمسك بوحدة السياق موجود بل ومتواتر ، وهو الدليل الروائي الذي يثبت أنّ [[الآية]] نازلة في خصوص [[أصحاب الكساء]]، فمع وجود الدليل يبطل التمسك بوحدة السياق .  
**'''أولاً:''' أنّ [[وحدة السياق]] هي قرينة يمكن التمسك بها في إرجاع [[المحكم والمتشابه|المتشابه]] لمعنى معيّن دون غيره، حينما لا يكون عندنا دليل يبطل الإعتماد على وحدة السياق، والحال في آية التطهير أنّ الدليل الذي يبطل التمسك بوحدة السياق موجود بل ومتواتر ، وهو الدليل الروائي الذي يثبت أنّ [[الآية]] نازلة في خصوص [[أصحاب الكساء]]، فمع وجود الدليل يبطل التمسك بوحدة السياق .  
**'''ثانيًا:'''أنّ الإعتماد على وحدة السياق في كون الآية متعلّقة بنساء النبي{{صل}}، يتم ويصح بعد إثبات أنّ آية التطهير قد نزلت مع ما قبلها وما بعدها من الآية المتعلّقة بزوجات النّبيّ{{صل}}، وهذا دونه خرط القتاد، وذلك :  
**'''ثانيًا:'''أنّ الإعتماد على وحدة السياق في كون الآية متعلّقة بنساء النبي{{صل}}، يتم ويصح بعد إثبات أنّ آية التطهير قد نزلت مع ما قبلها وما بعدها من الآية المتعلّقة بزوجات النّبيّ{{صل}}، وهذا دونه خرط القتاد، وذلك :  
***'''أولاً:'''لأنّ هناك اإجماع بين [[المسلمين]] أنّ [[الآيات|آيات]] [[القرآن الكريم]]، التي هي بين دفتي المصحف، غير مرتّبة كما نزلت .  
***'''أولاً:'''لأنّ هناك اإجماع بين [[المسلمين]] أنّ آيات [[القرآن الكريم]]، التي هي بين دفتي المصحف، غير مرتّبة كما نزلت .  
***'''ثانيًا:''' أنّ هناك جملة من القرائن والأدلّة التي ترجح أنّ آية التطهير ليست موضوعة في سياقها الذي نزلت فيه:  
***'''ثانيًا:''' أنّ هناك جملة من القرائن والأدلّة التي ترجح أنّ آية التطهير ليست موضوعة في سياقها الذي نزلت فيه:  
****'''منها:''' اختلاف سياق الضمير من المؤنث للمذكر، فكلّ الآيات التي سبقت ولحقت بآية التطهير، وكانت متعلّقة بزوجات النّبيّ{{صل}}، جاءت بصيغة المؤنث، إلاّ آية التطهير فقد جاءت بصيغة المذكر، فتبَدُّل الضمير قرينة على أنّ [[الآية]] ليست في سياقها الطبيعي .  
****'''منها:''' اختلاف سياق الضمير من المؤنث للمذكر، فكلّ الآيات التي سبقت ولحقت بآية التطهير، وكانت متعلّقة بزوجات النّبيّ{{صل}}، جاءت بصيغة المؤنث، إلاّ آية التطهير فقد جاءت بصيغة المذكر، فتبَدُّل الضمير قرينة على أنّ [[الآية]] ليست في سياقها الطبيعي .  
سطر ٣٨٧: سطر ٣٨٧:
وأدلّة هذا القول عند من ذهب إليه يتمثل في خبرين :  
وأدلّة هذا القول عند من ذهب إليه يتمثل في خبرين :  
#'''الدليل الأول:''' رواية أخرجها [[مسلم بن الحجاج|مسلم]] في [[صحيح مسلم (كتاب)|صحيحه]] عن [[زيد بن أرقم]] قال فيها ما مضمونه: أنّ  مفهوم [[أهل البيت]] يشمل حتى [[آل العباس|آل العبّاس]]، و [[آل جعفر|آل جعفر الطيّار]]، و [[آل عقيل]].<ref>النيسابوري، صحيح مسلم، ج 7 ص 123 .</ref>  
#'''الدليل الأول:''' رواية أخرجها [[مسلم بن الحجاج|مسلم]] في [[صحيح مسلم (كتاب)|صحيحه]] عن [[زيد بن أرقم]] قال فيها ما مضمونه: أنّ  مفهوم [[أهل البيت]] يشمل حتى [[آل العباس|آل العبّاس]]، و [[آل جعفر|آل جعفر الطيّار]]، و [[آل عقيل]].<ref>النيسابوري، صحيح مسلم، ج 7 ص 123 .</ref>  
#'''الدليل الثاني:''' [[الرواية|رواية]] [[ابن عباس|لابن عبّاس]] يفهم من قوله فيها: أنّه مشمول [[آية التطهير|بآية التطهير]] ، وعليه فآية التطهير  تشمل [[آل العباس|آل العبّاس]].<ref>الحسكاني، شواهد التنزيل، ج 2، ص 29-30.</ref>  
#'''الدليل الثاني:''' رواية [[ابن عباس|لابن عبّاس]] يفهم من قوله فيها: أنّه مشمول [[آية التطهير|بآية التطهير]] ، وعليه فآية التطهير  تشمل [[آل العباس|آل العبّاس]].<ref>الحسكاني، شواهد التنزيل، ج 2، ص 29-30.</ref>  


*'''الرد على الدليل الأول :'''  
*'''الرد على الدليل الأول :'''  
**'''أولاً:''' أنّ [[الرواية|رواية]] [[زيد بن الأرقم]] مع التنزّل وقبول صحة ثبوت نسبة الرواية إليه، يمكن القول أنّها جاءت في سياق بيان من هم [[أهل البيت]] الذين حُرّمت عليهم [[الصدقة]]، لا أنّها في سياق توضيح من هم [[أهل البيت]] الذين نزلت فيهم آية التطهير، والفرق بينهما هو:  أن [[زيد بن الأرقم]] في مقام بيان مفهوم [[أهل البيت]] بمعناه العام، لا أنّه في مقام بيان مفهوم [[أهل البيت]] بمعناه الخاص، الذين نزلت فيهم آية التطهير.
**'''أولاً:''' أنّ رواية [[زيد بن الأرقم]] مع التنزّل وقبول صحة ثبوت نسبة الرواية إليه، يمكن القول أنّها جاءت في سياق بيان من هم [[أهل البيت]] الذين حُرّمت عليهم [[الصدقة]]، لا أنّها في سياق توضيح من هم [[أهل البيت]] الذين نزلت فيهم آية التطهير، والفرق بينهما هو:  أن [[زيد بن الأرقم]] في مقام بيان مفهوم [[أهل البيت]] بمعناه العام، لا أنّه في مقام بيان مفهوم [[أهل البيت]] بمعناه الخاص، الذين نزلت فيهم آية التطهير.
**'''ثانيًا:''' أنّ رواية [[زيد بن الأرقم]] قد أخرجت زوجات [[النبي (ص)|النّبيّ]]{{صل}} من [[أهل البيت]] (ع)، فالالتزام بجزء من الرواية يقتضي الالتزام بكل ما جاء في الرواية، وإلاّ صدق قوله تعالى:{{قرآن|أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ}}.<ref>البقرة: 85.</ref>  
**'''ثانيًا:''' أنّ رواية [[زيد بن الأرقم]] قد أخرجت زوجات [[النبي (ص)|النّبيّ]]{{صل}} من [[أهل البيت]] (ع)، فالالتزام بجزء من الرواية يقتضي الالتزام بكل ما جاء في الرواية، وإلاّ صدق قوله تعالى:{{قرآن|أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ}}.<ref>البقرة: 85.</ref>  
**'''ثالثًا:''' أنّه وبعد التنزّل والقول بأنّ مفهوم ’’ [[أهل البيت]] ‘‘ الوارد في آية التطهير هو عينه المفهوم الذي ورد في [[الرواية|رواية]] [[زيد بن الأرقم]]، فعند ذلك نقول: أنّ هذا الإدعاء ينتج عنه تعارض بين [[الرواية|رواية]] [[زيد بن الأرقم]] التي هي [[خبر الآحاد|خبر آحاد]]، و [[حديث الكساء|حديث الكساء]]  الذي هو [[التواتر|خبر متواتر]] عند [[أهل السنّة|السنّة]] و [[الشيعة]]، وفي هذه الحالة لا يوجد أحد من [[المسلمين]] يقول بتقديم [[خبر الآحاد]] على [[التواتر|الخبر المتواتر]]، بل هناك [[الإجماع|إجماع]] على إسقاط الآحاد إنْ تعارض مع متواتر، وعليه فلابد من إسقاط خبر زيد بن الأرقم .
**'''ثالثًا:''' أنّه وبعد التنزّل والقول بأنّ مفهوم ’’ [[أهل البيت]] ‘‘ الوارد في آية التطهير هو عينه المفهوم الذي ورد في رواية [[زيد بن الأرقم]]، فعند ذلك نقول: أنّ هذا الإدعاء ينتج عنه تعارض بين رواية [[زيد بن الأرقم]] التي هي [[خبر الآحاد|خبر آحاد]]، و [[حديث الكساء|حديث الكساء]]  الذي هو [[التواتر|خبر متواتر]] عند [[أهل السنّة|السنّة]] و [[الشيعة]]، وفي هذه الحالة لا يوجد أحد من [[المسلمين]] يقول بتقديم [[خبر الآحاد]] على [[التواتر|الخبر المتواتر]]، بل هناك [[الإجماع|إجماع]] على إسقاط الآحاد إنْ تعارض مع متواتر، وعليه فلابد من إسقاط خبر زيد بن الأرقم .
**'''رابعًا:''' أنّ هذا التعارض مستحكم ولا يمكن فكّه إلاّ من خلال إسقاط إحدى الروايتين، والتعارض متحقِّق في نقطتين :  
**'''رابعًا:''' أنّ هذا التعارض مستحكم ولا يمكن فكّه إلاّ من خلال إسقاط إحدى الروايتين، والتعارض متحقِّق في نقطتين :  
***'''النقطة الأولى:''' أنّ [[الخبر|خبر]] زيد يفيد أنّ الذي شَخَّصَ أفراد [[أهل البيت]] (ع)، هو [[زيد بن الأرقم]] نفسه من خلال القول ، أمّا [[حديث الكساء]] فيفيد بأنّ المُشخَّص والمُحدّد لأفراد [[أهل البيت]] (ع) هو [[النبي الأكرم|النّبي الأكرم]]{{صل}} بنفسه، من خلال القول والفعل، وحين تعارض قول [[الرسول]]{{صل}}، مع قول [[الصحابي]] ، فالمجمع عليه بين الأمّة هو تقديم تشخيص [[النبي (ص)|النّبيّ]]{{صل}} على [[الصحابي]]، بلحاظ كونه صاحب [[الرسالة]] والمستأمن عليها .
***'''النقطة الأولى:''' أنّ [[الخبر|خبر]] زيد يفيد أنّ الذي شَخَّصَ أفراد [[أهل البيت]] (ع)، هو [[زيد بن الأرقم]] نفسه من خلال القول ، أمّا [[حديث الكساء]] فيفيد بأنّ المُشخَّص والمُحدّد لأفراد [[أهل البيت]] (ع) هو [[النبي الأكرم|النّبي الأكرم]]{{صل}} بنفسه، من خلال القول والفعل، وحين تعارض قول [[الرسول]]{{صل}}، مع قول [[الصحابي]] ، فالمجمع عليه بين الأمّة هو تقديم تشخيص [[النبي (ص)|النّبيّ]]{{صل}} على [[الصحابي]]، بلحاظ كونه صاحب [[الرسالة]] والمستأمن عليها .
***'''النقطة الثانية:''' أنّ [[حديث الكساء]] يفيد تخصيص التطهير [[أصحاب الكساء|بأصحاب الكساء الخمسة]]، وخبر زيد يفيد العموم ودخول آل العباس ، وآل جعفر، وآل عقيل، وهذا يجعل التعارض الحاصل بين الخبرين مستحكم ولا يمكن فكّه، إلاّ من خلال إمّا: أن نسقط أحدهما وهو الصحيح، أو نسقطهما معًا، وهذا غير صحيح، لأنّه لايوجد تساوي بينهما، لوضوح أنّ [[التواتر|الخبر المتواتر]] مقدّم على الآحاد ، ويترتب على ذلك لزوم إسقاط [[الخبر|خبر]] [[زيد بن الأرقم]] .
***'''النقطة الثانية:''' أنّ [[حديث الكساء]] يفيد تخصيص التطهير [[أصحاب الكساء|بأصحاب الكساء الخمسة]]، وخبر زيد يفيد العموم ودخول آل العباس ، وآل جعفر، وآل عقيل، وهذا يجعل التعارض الحاصل بين الخبرين مستحكم ولا يمكن فكّه، إلاّ من خلال إمّا: أن نسقط أحدهما وهو الصحيح، أو نسقطهما معًا، وهذا غير صحيح، لأنّه لايوجد تساوي بينهما، لوضوح أنّ [[التواتر|الخبر المتواتر]] مقدّم على الآحاد ، ويترتب على ذلك لزوم إسقاط خبر [[زيد بن الأرقم]] .
*'''الرد على الدليل الثاني:'''
*'''الرد على الدليل الثاني:'''
**'''أولا:''' أنّ هذا [[الخبر]] مع صحة نسبته [[ابن عباس|لابن عبّاس]]، فهو رأي ودعوى له، ولا اعتبار لها في مقابل ما ثبت [[التواتر|بالتواتر]] عن [[النبي الأكرم|النّبيّ الأكرم]]{{صل}}، من أنّ آية التطهير محصورة [[أصحاب الكساء|بأصحاب الكساء الخمسة]]، بشهادة جملة كبيرة من [[الصحابة]] منهم بعض [[زوجات الرسول]]{{صل}}، و[[عبد الله بن عباس|عبد الله بن عبّاس]] نفسه في خبر له آخر .
**'''أولا:''' أنّ هذا [[الخبر]] مع صحة نسبته [[ابن عباس|لابن عبّاس]]، فهو رأي ودعوى له، ولا اعتبار لها في مقابل ما ثبت [[التواتر|بالتواتر]] عن [[النبي الأكرم|النّبيّ الأكرم]]{{صل}}، من أنّ آية التطهير محصورة [[أصحاب الكساء|بأصحاب الكساء الخمسة]]، بشهادة جملة كبيرة من [[الصحابة]] منهم بعض [[زوجات الرسول]]{{صل}}، {{و}}[[عبد الله بن عباس|عبد الله بن عبّاس]] نفسه في خبر له آخر .
**'''ثانيا:''' أنّ هذا [[الخبر]] هو [[خبر الآحاد|خبر آحاد]] وهو متعارض مع [[التواتر|أخبار المتواتر]] تفيد بأنّ آية التطهير مختصة في نزولها ب[[أصحاب الكساء]]، ووعليه فلا اعتبار له .
**'''ثانيا:''' أنّ هذا [[الخبر]] هو [[خبر الآحاد|خبر آحاد]] وهو متعارض مع [[التواتر|أخبار المتواتر]] تفيد بأنّ آية التطهير مختصة في نزولها ب[[أصحاب الكساء]]، ووعليه فلا اعتبار له .
**'''ثالثًا:''' أنّ القول والأخذ بهذا [[الخبر]]، هو ردّ صريح لقول النبي{{صل}}، الثابت بالتواتر .
**'''ثالثًا:''' أنّ القول والأخذ بهذا [[الخبر]]، هو ردّ صريح لقول النبي{{صل}}، الثابت بالتواتر .
سطر ٤١٧: سطر ٤١٧:


=== تفسيرهم الإجمالي للآية ===  
=== تفسيرهم الإجمالي للآية ===  
يمكن إيجاد بعض نقاط الاتفاق بينهم في تفسير بعض جزئيات [[آية|الآية]]، من قبيل؛ إدخال نساء [[النبي الأكرم|النبي]]{{صل}} في معنى [[أهل البيت]]{{عليهم السلام}} المشار إليهم في آية التطهير، أو رد قول [[الشيعة]] بأنّ آية التطهير دالّة على [[العصمة|عصمة]] [[أهل البيت]]{{عليهم السلام}}، رغم إقرارهم بكون آية التطهير دالّة على طهارتهم، لكن رغم هذا الإتفاق لا يمكن تصوير تفسير موحّد وواضح لمفهوم الآية العام.
يمكن إيجاد بعض نقاط الاتفاق بينهم في تفسير بعض جزئيات [[آية|الآية]]، من قبيل؛ إدخال نساء [[النبي الأكرم|النبي]]{{صل}} في معنى [[أهل البيت]]{{عليهم السلام}} المشار إليهم في آية التطهير، أو رد قول [[الشيعة]] بأنّ آية التطهير دالّة على [[العصمة|عصمة]] أهل البيت{{عليهم السلام}}، رغم إقرارهم بكون آية التطهير دالّة على طهارتهم، لكن رغم هذا الإتفاق لا يمكن تصوير تفسير موحّد وواضح لمفهوم الآية العام.


وما يمكن تقريره حول تفسيرهم، هو:  
وما يمكن تقريره حول تفسيرهم، هو:  
سطر ٦٠٤: سطر ٦٠٤:
}}</onlyinclude>
}}</onlyinclude>
[[ru:Аят Татхир]]
[[ru:Аят Татхир]]
[[Category:عصمة]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:آيات بحق الإمام علي]]
[[Category:آيات بحق أهل البيت]]
[[Category:آيات عقائدية]]
[[Category:عصمة]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:آيات بحق الإمام علي]]
[[Category:آيات بحق أهل البيت]]
[[Category:آيات عقائدية]]
[[Category:عصمة]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:آيات بحق الإمام علي]]
[[Category:آيات بحق أهل البيت]]
[[Category:آيات عقائدية]]
[[Category:عصمة]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:آيات بحق الإمام علي]]
[[Category:آيات بحق أهل البيت]]
[[Category:آيات عقائدية]]
[[Category:عصمة]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:آيات بحق الإمام علي]]
[[Category:آيات بحق أهل البيت]]
[[Category:آيات عقائدية]]
[[Category:عصمة]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:آيات بحق الإمام علي]]
[[Category:آيات بحق أهل البيت]]
[[Category:آيات عقائدية]]
[[Category:عصمة]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:آيات بحق الإمام علي]]
[[Category:آيات بحق أهل البيت]]
[[Category:آيات عقائدية]]
[[Category:عصمة]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:آيات بحق الإمام علي]]
[[Category:آيات بحق أهل البيت]]
[[Category:آيات عقائدية]]
[[Category:عصمة]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:آيات بحق الإمام علي]]
[[Category:آيات بحق أهل البيت]]
[[Category:آيات عقائدية]]
[[Category:عصمة]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:آيات بحق الإمام علي]]
[[Category:آيات بحق أهل البيت]]
[[Category:آيات عقائدية]]
[[Category:عصمة]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:آيات بحق الإمام علي]]
[[Category:آيات بحق أهل البيت]]
[[Category:آيات عقائدية]]
[[Category:عصمة]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:آيات بحق الإمام علي]]
[[Category:آيات بحق أهل البيت]]
[[Category:آيات عقائدية]]
[[Category:عصمة]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:آيات بحق الإمام علي]]
[[Category:آيات بحق أهل البيت]]
[[Category:آيات عقائدية]]
[[Category:عصمة]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:آيات بحق الإمام علي]]
[[Category:آيات بحق أهل البيت]]
[[Category:آيات عقائدية]]
[[Category:عصمة]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:آيات بحق الإمام علي]]
[[Category:آيات بحق أهل البيت]]
[[Category:آيات عقائدية]]
[[Category:عصمة]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:آيات بحق الإمام علي]]
[[Category:آيات بحق أهل البيت]]
[[Category:آيات عقائدية]]
[[Category:عصمة]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:آيات بحق الإمام علي]]
[[Category:آيات بحق أهل البيت]]
[[Category:آيات عقائدية]]
[[Category:عصمة]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:آيات بحق الإمام علي]]
[[Category:آيات بحق أهل البيت]]
[[Category:آيات عقائدية]]
[[Category:عصمة]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:آيات بحق الإمام علي]]
[[Category:آيات بحق أهل البيت]]
[[Category:آيات عقائدية]]
[[Category:عصمة]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:آيات بحق الإمام علي]]
[[Category:آيات بحق أهل البيت]]
[[Category:آيات عقائدية]]
[[Category:عصمة]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:آيات بحق الإمام علي]]
[[Category:آيات بحق أهل البيت]]
[[Category:آيات عقائدية]]
[[Category:عصمة]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:آيات بحق الإمام علي]]
[[Category:آيات بحق أهل البيت]]
[[Category:آيات عقائدية]]
[[Category:عصمة]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:آيات بحق الإمام علي]]
[[Category:آيات بحق أهل البيت]]
[[Category:آيات عقائدية]]
[[Category:عصمة]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:آيات بحق الإمام علي]]
[[Category:آيات بحق أهل البيت]]
[[Category:آيات عقائدية]]
[[Category:عصمة]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:آيات بحق الإمام علي]]
[[Category:آيات بحق أهل البيت]]
[[Category:آيات عقائدية]]
[[Category:عصمة]]
[[Category:مقالات أساسية]]
[[Category:آيات بحق الإمام علي]]
[[Category:آيات بحق أهل البيت]]
[[Category:آيات عقائدية]]


[[تصنيف:عصمة]]
[[تصنيف:عصمة]]
مستخدم مجهول