قيام اليماني
قيام اليماني، أو القحطاني، هو إحدى العلائم الحتمية لظهور الإمام المهدي، حيث تُشير إلى رجل من نسل الإمام الحسين من أبناء اليمن. وبحسب روايات أهل البيت تُعتبر راية اليماني من أهدى الرايات التي تسبق الظهور، حيث يخرج اليماني من اليمن، ويخوض مواجهة عسكرية شرسة ضدّ السفياني وجيشه. كما سيكون خروجه في نفس السنة التي يخرج فيها الخراسانيوالسفياني.
من إنجازاته دعوة الناس إلى الإمام المهدي وقتاله السفياني، وفتح الروم والقسطنطينية بحسب ما جاء في الروايات بأن بداية قيامه يكون من اليمن.
منذ القرن الهجري الأول، هناك من ادعى أنه هو اليماني، مثل عبد الرحمن بن محمد بن اشعث الكندي، الذي تمرد على الحجاج بن يوسف الثقفي،وأحمد بن إسماعيل البصري، المعروف باسم أحمد الحسن.
هويّة اليماني
اليماني لقب لرجل يسبق قيامه ظهور الإمام المهدي ويدعو الناس إليه. لم تحدّد الروايات الواردة عن أهل البيت عن نسب اليماني، أو اسمه الأصلي. لكنه يُعرف بأنه من نسل الإمام الحسين،[١] أو من نسل زيد بن علي.[٢] ويقال في بعض المصادر السنية أن اسمه جهجاه أو حسن أو حسين.[٣] ذكر صاحب كتاب (رايات الهدى والضلال في عصر الظهور) إنه وإن لم يذكر نسب اليماني لأهل البيت صريحاً إلا أن هناك أدلة قطعية تفيد بأنه من أهل البيت ومن ذرية الإمام الحسين.[٤]
في رواية عن النبي الأكرم، ورد ذكر اليماني بعنوان المنصور الذي ينصر الإمام المهدي،[٥] كما تسميه المصادر السنية بالقحطاني،[٦] والمنصور اليماني،[٧] ويُنسب القحطاني إلى شخص يُدعى قحطان،[٨] ينحدر إليه العرب اليمنيون.[٩]
خروج اليماني من علامات الظهور
جاء في الروايات أن قيام اليماني يُعدّ من علامات الظهور، وبحسب رواية ذكرت في كتاب كمال الدين للشيخ الصدوق عن الإمام الصادق، إن قيام اليمانيوالصيحة السماوية وخروج السفياني وقتل النفس الزكية والخسف في البيداء من العلامات القطعية للظهور. وبناءً على قول المحقّقين أن هناك 36 حديثاً ذكر في المصادر الشيعية والسنية حول قيام اليماني،[١٠] وفي معظم هذه الروايات لم يتم ذكره كدليل على الظهور، [١١] وهناك روايتين فقط من الروايات الشيعية ذكرت حتميته.[١٢] لذلك شك بعض العلماء والمحقّقين بأن قيام اليماني لا يعتبر من علامات الظهور، [١٣] واستندوا إلى هذين الرواتين التي لم تذكر حتمية الظهور، [١٤] كما اعطوا إمكانية زيادتها من الرواة إلى الحديث.[١٥]
زمان ومكان ظهوره
بحسب الروايات فإن قيام اليماني يتزامن مع خروج السفياني.[١٦] كما جاء في رواية عن الإمام باقر فإن خروج السفياني واليمانيوالخراساني سيكون في سنة وشهر ويوم واحد.[١٧]
ورد عن الإمام الصادق في إحدى الروايات أن خروج السفياني في شهر رجب.[١٨] وبناءً على الجمع بين هذه الروايتين قد اعتبروا أن خروج اليماني في شهر رجب. كذلك وردت في بعض المصادر السنية أن خروج السيد المسيح،والمسيح الدجال يكونان في زمانه أيضاً،[١٩] وفي بعضها خروجه يكون بعد الإمام المهدي،[٢٠] وبحسب وجهة نظر الكتّاب الشيعة إن هذه الروايات غير صحيحة؛ لأنها لم تصدر من المعصومين.[٢١]وأيضاً لأن الرواية التي تعتبر خروجه بعد ظهور الإمام المهدي تتعارض مع الأحاديث التي تقدمت من أن خروجه من علامات الظهور.[٢٢]
نقل الشيخ الصدوق في كتابه كمال الدين وتمام النعمة، روايةً تفيد أنّ ظهور وقيام اليماني يكون من اليمن، حيث قال: الإمام الباقر: « وإنّ من علامات خروجه خروج السفياني من الشّام، وخروج اليمانيّ ( من اليمن ) .... ».[٢٣]
هناك روايات أخرى وردت عن أهل البيت تشير لكون اليماني من اليمن لا من مكانٍ آخر ، منها: عن عبيد بن زرارة، قال: « ذُكر عند أبي عبد الله السفياني فقال: أنّى يخرج ذالك؟ ولمّا يخرج كاسر عينه بصنعاء؟».[٢٤]وفصنعاء هي مدينة تقع في الشمال الغربي لليمن ولا تجد في أرض العرب مدينة بهذا الاسم إلاّ في اليمن.
دور اليمانيّ في الحركة المهدوية
حسب ما أفادت به الروايات فإنّ دور اليماني حين ظهور الإمام المهدي المنتظر، يتمثّل في:
- أن يساعد في التمهيد لظهور الإمام المهدي، من خلال دعوته للنّاس مسبقاً إلى موالاة الحجّة المنتظر.
- أن يكون حليفاً وشريكاً للخراساني في مواجهة أعداء الإمام المهدي وخاصة السفياني.
- أن يكون ناصراً للإمام المهديفي مواجهة الأعداء.
- أنّ ظهوره من العلامات الحتمية لظهور الإمام القائم المنتظر.
- أن يقود الحرب ضد السفياني حتى يُلحق به الهزيمة.
- أن يكون داعياً لموالاة الإمام المهدي.
- أن يساهم بفتح روما والقسطنطينية.[٢٥]
مدّعين اليمانية
بحسب الروايات فإن الشيعة ينتظرون اليماني منذ عهد الإمام الصادق، حيث أنکر الإمام الصادق کون شخص باسم"طالب الحق" بأنه الیماني، لأن اليماني محبٌّ لعليٍ، [٢٦] ولكن "طالب الحق" من مبغضي علي، كما أن هناك أشخاص يدّعون اليماني منذ القرن الأول الهجري إلى عصرنا الحاضر، ومن بينهم:
- عبد الرحمن بن محمد بن اشعث (ت 85 هـ) ، في عهد عبد الملك بن مروان، تمرد على الحجاج بن يوسف الثقفي والي العراق، وأطلق على نفسه اسم القحطاني الذي كان ينتظره اليمنيون. حيث ذهب إلى سيستان بعد هزیمته أمام الأمویینومات هناك.[٢٧]
- ابن فارس: وبحسب ما ذكره ابن خلدون، قد كان عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن فارس - من علماء الأندلس في القرنين السادسوالسابع-، ذات يوم عند المنصور وقد تحدث بقسوة –أي: کلام حاد-، بعد ذلك اختفى فترة، وعندما توفي المنصور ظهر وادعى أنه نفس القحطاني الذي أعلن الرسول قدومه. وفي النهاية أرسل ناصر بن منصور جيشاً تجاهه وقُتل ابن زيد في هذه المعركة.[٢٨]
- أحمد بن إسماعيل البصري، المعروف باسم أحمد الحسن، مدعي أنه نفسه اليماني. وأن مهمته هي توفیر الأرضیه لظهور الإمام المهدي، وسيتولى الحكومة بعد إمام العصر.[٢٩]وقد نُشر كتاب "دعوة أحمد بن الحسن بين الحق والباطل"، حيث كُتب للرد علی ادعائه ونقد معتقداته.
كما تم ذكر يزيد بن ملهب، [٣٠] وعبد الرحمن بن منصور (في عهد هشام بن الحكم المؤید بالله)،[٣١] تحت عنوان المدّعین للیمانية.
دراسات
كتاب "اليماني راية هدى" باللغة العربية يتحدث عن قیام اليماني، لمؤلّفه سيد محمد علي الحلو (تولد 1376 - 1440 هـ) عالم شيعي من العراق. حيث يناقش هذا الكتاب قضايا مثل اسم ونسب اليماني ومكان وزمان ظهوره. كما يَعتبر الكاتب قیام اليماني من علامات الظهور الحتمية.[٣٢]
مواضيع ذات صلة
الهوامش
- ↑ الصدوق، کمالالدین، ج 1، ص 251.
- ↑ ابن طاووس، فلاح السائل، ص 171.
- ↑ آیتي، «یمانی درفش هدایت»، ص 20.
- ↑ الفتلاوي، رایات الهدی والضّلال في عصر الظّهور، ص 100.
- ↑ النعماني، الغیبة، صص 39-40.
- ↑ ابن حماد، الفتن، ص 75؛ المقدسي، البدء والتاریخ، ج 2، ص 183.
- ↑ ابن حماد، الفتن، ص 199.
- ↑ ابن منظور، لسان العرب، ج 7، ص 374.
- ↑ ابن کثیر، البدایة والنهایة، ج 2، ص 156.
- ↑ المهدوي، «دراسة مقارنة في روايات اليماني من منظور الفريقين»، ص 26.
- ↑ الصدوق، کمالالدین، ج 1، ص 328.
- ↑ الآیتي، «یمانی درفش هدایت»، ص 17.
- ↑ الآیتي، «یمانی درفش هدایت»، صص 17-19.
- ↑ الکلیني، الکافي، ج 8، ص 310.؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج 52، ص 233.
- ↑ الآیتي، «یمانی درفش هدایت»، ص 19.
- ↑ النعماني، الغیبة، ص 305؛ الطوسي، الغیبة، ص 447.
- ↑ النعماني، الغیبة، صص 255-256.
- ↑ الصدوق، کمالالدین، ج 2، ص 650.
- ↑ الآیتي، «یمانی درفش هدایت»، ص 26.
- ↑ ابن حماد، الفتن، ص 285.
- ↑ الآیتي، «یمانی درفش هدایت»، ص 36.
- ↑ الصدوق، کمالالدین، ج 1، ص 328.
- ↑ الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة، ص 328 باب 32 ، حديث رقم 7 .
- ↑ للنعماني، الغيبة، ص 286 ، باب 14 ، ح ر 60.
- ↑ النعماني، الغیبة، صص 227 - 319؛ ابن حماد، الفتن، صص 199- 291.
- ↑ الطوسي، الآمالي، ص 661.
- ↑ المسعودي، التنبیه والإشراف، ص 272.
- ↑ ابن خلدون، دیوان المبتدأ والخبر، ج 6، ص 336.
- ↑ يوسفيان، دراسة في بعض شواهد الرواية الكاذبة لأحمد البصري اليماني، ص 63.
- ↑ الفخر الرازي، المحصول، ج 4، صص 347-348.
- ↑ ابن خلدون، دیوان المبتدأ والخبر، ج 4، ص 191.
- ↑ الحلو، الیماني رایة هدی، ص 38.
المصادر والمراجع
- ابن أبي زينب النعماني، كتاب الغيبة، الطبعة الأولى ( 1432ه- 2011م )، دار الجوادين، بيروت- لبنان.
- ابن حمّاد المروزي، كتاب الفتن، طبعة ( 1414ه- 1993م )، درا الفكر، بيروت - لبنان.
- ابن خلدون، عبد الرحمان بن محمد، دیوان المبتدأ والخبر في تاریخ العرب، تحقیق: خلیل شحادة، بیروت، دار الفکر، 1408 هـ/۱۹۸۸م.
- ابن طاووس، علي بن موسی، فلاح السائل ونجاح المسائل، قم - إيران، بوستان کتاب، 1406 هـ.
- ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية، تحقيق: عبد الله بن عبد المحسن التركي، الناشر: دار هجر، ط 1، 1418 هـ - 1997 م،
- ابن منظور، محمد بن مكرم، مختصر تاريخ دمشق، دار الفكر، ط 1، 1404 هـ.
- آیتي، نصرة الله، «یمانی درفش هدایت»، مجلة المشرق الموعود، العدد 1، ۱۳۸۵ ش.
- الحر العاملي، الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة، تحقيق: مشتاق المظفر، ط الأولى ( 1422هـ ) .
- الحافظ رجب البرسي، مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين، الطبعة العاشرة، مؤسسة الأعلمي، بيروت - لبنان.
- الحلو، سید محمد علي، الیماني رایة هدی، نجف، مرکز الدراسات التخصصیة في الامام المهدی، 1425 هـ.
- الشيخ الصدوق ،كمال الدين وتمام النعمة، الطبعة الخامسة ( 1429ه.ق)، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين ، قم - إيران .
- الشيخ الطوسي ، الأمالي ، الطبعة الأولى ( 1414ه ) ، مؤسسة البعثة للطباعة والنشر والتوزيع التابعة لدار الثقافة في مدينة قم ، قم - إيران .
- الشيخ الطوسي، كتاب الغيبة، الطبعة الأولى، منشورات دار الفجر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت -لبنان.
- الفتلاوی، مهدی، رایات الهدی والضّلال فی عصر الظّهور، بیروت - لبنان، دار المحجه البیضاء، 1420 هـ/۱۹۹۹م.
- الفخر الرازی، محمد بن عمر، المحصول، تحقیق طه جابر، مؤسسئ الرسالئ، 1418 هـ/۱۹۹۷م.
- الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، دار الكتب الإسلامية، ط4، طهران ـ ايران، 1407ق.
- المسعودي، علي بن حسين، التنبية والأشراف، تحرير عبد الله إسماعيل الصاوي، القاهرة، دار الصاوي، د.ت.
- المهدوي، دراسة مقارنة للروايات اليمانية من منظور الفريقين ، مجلة أبحاث الحديث، 2014م.
- يوسفيان، مهدي، دراسة في بعض شواهد الرواية الكاذبة لأحمد البصري اليماني، مجلة المشرق الموعود ، العدد 27 ، 2013م.