أئمة أهل البيت

من ويكي شيعة
(بالتحويل من الأئمة (ع))
الشيعة
(عقائد الشيعة)
أصول الدين التوحيدالنبوةالمعادالعدلالإمامة
عقائد أخري العصمةالولايةالمهدوية: الغيبة (الغيبة الصغرى، الغيبة الكبرىانتظار، ظهور و الرجعةبداء
فروع الدين (الأحكام العملية)
العبادات الصلاةالصومالخمسالزكاةالحجالجهاد
الأحكام غيرالعبادية الأمر بالمعروفالنهي عن المنكرالتوليالبراءة
مصادر الإجتهاد كتاب اللهالسنة (روايات النبي والأئمة)العقلالإجماع
الاخلاق
الفضائل العفوالسخاءالمواساة
الرذائل الكبرالعُجبالغرورالحسد
المصادر نهج البلاغةالصحيفة السجاديةكتب أخرى
المسائل الخلافية
خلافة النبيالشفاعةالتوسلالتقيةزيارة القبورالعزاءالمتعةعدالة الصحابة
الشخصيات
أئمة الشيعة الإمام علي عليه السلامالإمام الحسن المجتبى عليه السلامالإمام الحسين عليه السلامالإمام السجاد عليه السلامالإمام الباقر عليه السلامالإمام الصادق عليه السلامالإمام الكاظم عليه السلامالإمام الرضا عليه السلامالإمام الجواد عليه السلامالإمام الهادي عليه السلامالإمام الحسن العسكري عليه السلامالإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه
الصحابة الرجال
سلمان الفارسيالمقداد بن الأسودأبوذر الغفاريعمار بن ياسرمالك الأشترمحمد بن أبي بكرعقيلعثمان بن حنيفأبو أيوب الأنصاريجابر بن عبد الله الأنصاريابن عباسعبد الله بن جعفرخزيمة بن ثابت
النساء
فاطمة(عليها السلام) • زينبأم كلثوم بنت عليأسماء بنت عميسأم أيمنأم البنين
علماء أدباءأصوليونشعراءرجاليونفقهاءفلاسفةمفسرون
المزارات
مكة مكرمة و المسجد الحرامالمدينة المنورة، مسجد النبي و البقيعبيت‌ المقدس و المسجد الأقصیالنجف الأشرف، حرم الإمام علي و مسجد الكوفةكربلاء المقدسة و حرم الإمام الحسينالكاظمية و حرم الإمامين الكاظمينسامراء و حرم الإمامين العسكريينمشهد المقدسة و حرم الإمام الرضادمشق و حرم السيدة زينبقم المقدسة و حرم السيدة فاطمة المعصومة
الأعياد الدينية
عيد الفطرعيد الأضحىعيد الغديرالمبعثمولد النبيمواليد الأئمة
مناسبات العزاء
الأيام الفاطميةمحرم (عزاء محرم، تاسوعاء، عاشوراء و الأربعين)
حوادث
حادثة المباهلةغدير خمسقيفة بني ‌ساعدةفدكأحداث بيت فاطمةحرب الجملحرب صفينحرب النهروانواقعة كربلاءحديث الثقلينأصحاب الكساءآية التطهير
الكتب
القرآننهج البلاغةالصحيفة السجاديةالكتب الأربعة : الكافيالاستبصارتهذيب الأحكاممن لا يحضره الفقيهمصحف فاطمةمصحف عليكتاب سليم بن قيسوسائل الشيعةبحار الأنوارالغديرمفاتيح الجنانمجمع البيانتفسير الميزان
فرق الشيعة
الإثنى عشريةالإسماعيليةالزيديةالكيسانية

أئمة أهل البيت، هم اثنا عشر من أهل بيت النبي، وبحسب الروايات هم خلفاء النبي محمد صلی الله عليه وآله وسلم وقادة المجتمع الإسلامي بعده، فأولهم علي بن أبي طالب عليه السلام وبقيتهم من ذريته من فاطمة بنت النبي عليها السلام.

ويعتقد الشيعة الإمامية أنّ الله عيّن الأئمة‌ لمنصب الإمامة، ولهم خصائص كالعصمة، والأفضلية، وعلم الغيب، ومقام الشفاعة. ولهم جميع شؤون النبي غير تلقي الوحي والإتيان بالشريعة.

ولم يذكر في القرآن أسماء الأئمة، لكن ورد في بعض الأحاديث النبوية كحديث جابر وحديث الاثني عشر خليفة أسمائهم وعددهم، فبناء عليها إنّ الأئمة وخلفاء النبي اثنا عشر شخصا، كلّهم من قريش، ومن أهل بيت النبي.

ويرى أتباع مذهب الإمامية أنّ النبي صلی الله عليه وآله وسلم نصب علي بن أبي طالب عليه السلام للإمامة، ثمّ نصب كلُ إمام خلفَه من بعده. فالخلفاء الاثنا عشر بحسب الترتيب الزمني هم: علي بن أبي طالب، والحسن بن علي، والحسين بن علي، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد، والحسن بن علي، والمهدي عليهم السلام. وبحسب الرأي المشهور عند الشيعة استشهد أحد عشر منهم، وآخرهم وهو المهدي الموعود ما زال حيا، غير أنه غُيّب عن الأنظار، وسيظهر في آخر الزمان، ويملؤ الأرض عدلا وقسطا.

وهناك العديد من الكتب ألّفت في حياة الأئمة وسيرتهم وفضائلهم، ومن أهم ما كتبه علماء الشيعة: كتاب الإرشاد، للشيخ المفيد، وإعلام الورى بأعلام الهدى، للفضل بن الحسن الطبرسي، ومن كتب علماء‌ السنة في هذا المجال: ينابيع المودة، للقندوزي، وتذكرة الخواص، لابن الجوزي.

عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: قال رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم: «يا جابر إن أوصيائي وأئمة المسلمين من بعدي أولهم علي، ثم الحسن، ثم الحسين، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي المعروف بالباقر، ستدركه يا جابر، فإذا لقيته فأقرأه مني السلام ـ ثم جعفر بن محمد، ثم موسى بن جعفر ، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم القائم، اسمه اسمي وكنيته كنيتي، محمد بن الحسن بن علي ذاك الذي يفتح الله تبارك وتعالى على يديه مشارق الأرض ومغاربها، ذاك الذي يغيب عن أوليائه غيبة لا يثبت على القول بإمامته إلا من إمتحن الله قلبه للإيمان»



القندوزي الحنفي، ينابيع المودة ج 2 ص 593 .

مكانة الإمام وخصائصه

يعد الاعتقاد بإمامة الأئمة الاثني عشر من أصول مذهب الإمامية الاثني عشرية،[١] ويرى الشيعة أنّ تعيين الإمام يكون من قبل الله وعلى يد النبي (ص).[٢]

إنّ أسماء الأئمة لم تذكر في القرآن، لكن وردت الإشارة إلى إمامتهم في عدة آيات، منها آية أولي الأمر، وآية التطهير، وآية الولاية، وآية الإكمال، وآية التبليغ، وآية الصادقين،[٣] وهناك روايات ذكرت أسماء وعدد الأئمة.[٤]

ويذهب الشيعة إلى أنّ الإمام يتصدى لجميع شؤون النبي (ص)، كتبيين آيات القرآن، وتبيين الأحكام الشرعية، وتربية أبناء المجتمع، والإجابة على الأسئلة الدينية، وإقامة العدل في المجتمع، وحراسة الحدود الإسلامية، إلا أنّه لا يتلقّى الوحي، ولا يأتي بالشريعة.[٥]

خصائص الإمام

بعض خصائص الأئمة الاثني عشر بحسب رؤية الشيعة الإمامية هي كالتالي:

  1. العصمة:‌ الأئمة معصومون عن الذنب والخطأ، كما هي شأن النبي (ص)،[٦]
  2. الأفضلية:‌ تعتقد الشيعة أنّ أئمتهم أفضل وأولى من الأنبياء (غير النبي محمد صلی الله عليه وآله وسلم) والملائكة وسائر الناس،[٧] وإنّ الروايات التي تدلّ على أفضليتهم على سائر الخلق مستفيضة، بل متواترة.[٨]
  3. علم الغيب: الأئمة لديهم علم الغيب وذلك من قبل الله تعالى.[٩]
  1. الولاية التكوينية والتشريعية: ذهب أكثر علماء الشيعة الإمامية إلى إثبات الولاية التكوينية للأئمة عليه السلام.[١٠] ولا خلاف بينهم في إثبات الولاية التشريعية للأئمة بمعنى الأولوية في التصرف في الأموال والنفوس،[١١] وبناء على روايات التفويض لهم الولاية التشريعية بمعنى حق التشريع والتقنين.[١٢]
  2. الشفاعة: الأئمة لهم مقام الشفاعة كما هو شأن النبي (ص).[١٣]
  3. المرجعية الدينية والعلمية: بناء على حديث الثقلين وحديث السفينة الأئمة لهم المرجعية العلمية والدينية، ويجب على الناس أن يرجعوا إليهم في المسائل الدينية.[١٤]
  4. قيادة المجتمع: إن قيادة المجتمع الإسلامي بعد النبي (ص) يكون على عاتق الأئمةعليهم السلام.[١٥]
  5. وجوب طاعتهم: بحسب آية أولي الأمر إن الإمام مفترض الطاعة، وطاعته واجب مطلقا، تماما مثل وجوب طاعة الله وطاعة النبي (ص).[١٦]

ويرى أكثر علماء الشيعة أنّ وفاة أئمة الشيعة حدثت بالشهادة.[١٧] ويستدلون على ذلك بالروايات،[١٨] ومنها رواية «وَاللَّهِ مَا مِنَّا إِلَّا مَقْتُولٌ شَهِيد».[١٩]

إمامتهم

استدل علماء الشيعة لإثبات إمامة الأئمة الاثني عشر بالأدلة العقلية، كالعصمة، وأفضلية أهل البيت، وكذلك بالأدلة النقلية، كحديث جابر، وحديث اللوح، وحديث اثني عشر خليفة.[٢٠]

حديث جابر

روي عن جابر بن عبد الله الأنصاري أنّه قال: عندما نزلت الآية ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ [النساء:59] سألت رسول الله عن أولي الأمر، فقال رسول الله:

هم خلفائي يا جابر، وأئمة المسلمين من بعدي، أوّلهم علي بن أبي طالب، ثم الحسن والحسين، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي المعروف في التوراة بالباقر، وستدركه يا جابر، فإذا لقيته فاقرأه مني السلام، ثم الصادق جعفر بن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم سميّي وكنيّي حجة الله في أرضه، وبقيّته في عباده ابن الحسن بن علي.[٢١]

حديث اثني عشر خليفة

ورد عن طريق أهل السنة روايات ذكر فيها عدد خلفاء النبي (ص) وبعض أوصافهم، مثل أنهم من قريش، فروى جابر بن سمرة عن رسول الله (ص): لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة كلهم من قريش.[٢٢] وفي رواية عن ابن مسعود إنّ عدد النقباء بعد النبي (ص) اثنا عشر بعدد نقباء بني إسرائيل.[٢٣] وقال القندوزي من علماء السنة في كتابه ينابيع المودة إنّ المراد من الخلفاء الاثني عشر في الاحاديث النبوية هم الأئمة‌ الاثنا عشر من أهل بيته، «إذ لا يمكن أن يحمل هذا الحديث على الخلفاء بعده من أصحابه، لقلّتهم عن اثني عشر، ولا يمكن أن يحمله على الملوك الأموية، لزيادتهم على اثني عشر».[٢٤]

التعريف بأئمة الشيعة

ذهب الشيعة الإمامية بالاعتماد على أدلة العقلية،[٢٥] والنقلية، مثل حديث الغدير (متواتر) وحديث المنزلة أنّ الخليفة الحق والمباشر بعد رسول الله (ص) هو علي بن أبي طالب (ع).[٢٦] وبعد علي (ع) تولى الإمامة (بحسب ترتيب إمامتهم) الإمام الحسن (ع)، والإمام الحسين (ع)، والإمام السجاد (ع)، والإمام الباقر (ع)، والإمام الصادق (ع)، والإمام الكاظم (ع)، والإمام الرضا (ع)، والإمام الجواد (ع)، والإمام الهادي (ع)، والإمام الحسن العسكري (ع)، والإمام المهدي (عج).[٢٧]

الاسم كنيته لقبه تاريخ المولد سنة المولد مكان الولادة تاريخ الوفاة سنة الوفاة محل الدفن فترة إمامته
علي بن أبي طالب أبو الحسن أمير المؤمنين 13 رجب 30 من عام الفيل كعبة 21 رمضان 40 هـ النجف 29 عاما (11 - 40 هـ)
الحسن بن علي أبو محمد المجتبى 15 رمضان 3 هـ المدينة 28 صفر 50 هـ المدينة 10 عاما (40 - 50 هـ)
الحسين بن علي أبو عبد الله الشهيد 3 شعبان 4 هـ المدينة 10 محرم 61 هـ كربلاء 10 عاما (50 - 61 هـ)
علي بن الحسين أبو الحسن السجاد 5 شعبان 38 هـ المدينة 25 أو 12 محرم 95 هـ المدينة 35 عاما (61 - 94 هـ)
محمد بن علي أبو جعفر الباقر 1 رجب 57 هـ المدينة 7 ذي الحجة 114 هـ المدينة 19 عاما (94 - 114 هـ)
جعفر بن محمد أبو عبد الله الصادق 17 ربيع الأول 83 هـ المدينة 25 شوال 148 هـ المدينة 34 عاما (114 - 148 هـ)
موسى بن جعفر أبو الحسن الكاظم 7 صفر 128 هـ الأبواء 25 رجب 183 هـ الكاظمية 35 عاما (114 - 183 هـ)
علي بن موسى أبو الحسن الرضا 11 ذي القعدة 148 هـ المدينة 17 أو آخر صفر 203 هـ مشهد 20 عاما (183 - 203 هـ)
محمد بن علي أبو جعفر الجواد 10 رجب 195 هـ المدينة آخر ذي القعدة 220 هـ الكاظمية 17 عاما (203 -220 هـ)
علي بن محمد أبو الحسن الهادي 2 رجب 212 هـ المدينة 3 رجب 254 هـ سامراء 34 عاما (220 - 254 هـ)
الحسن بن علي أبو محمد العسكري 8 ربيع الثاني 232 هـ المدينة 8 ربيع الأول 260 هـ سامراء 6 أعوام (254 - 260 هـ)
محمد بن الحسن أبو القاسم المهدي المنتظر 15 شعبان 255 هـ سامراء بدأت إمامته منذ عام 260 هـ وتستمر حتى الآن.

وفيما يلي نبذة عن حياة كلّ من هؤلاء الأئمة:

الإمام علي (ع)

علي بن أبي طالب الشهير بالإمام علي ووأمير المؤمنين، الإمام الأول عند مذاهب الشيعة، ورابع الخلفاء الراشدين عند أهل السنة. ابن عم النبي الأكرم (ص) وصهره. زوج السيدة فاطمة (ع)، وأبو الإمامين الحسن والحسين عليهما السلام وجدّ تسعة آخرين من أئمة الشيعة. والده أبو طالب، وأمه فاطمة بنت أسد. ذكر علماء الشيعة ومعظم علماء السنة أنه ولد في الكعبة، وهو أول رجل آمن بالنبي (ص)، وترى الشيعة أن الإمام على (ع) وبأمر من الله ونص من النبي (ص) هو الخليفة المباشر وبلا فصل بعد الرسول الأعظم (ص).

وبعد وفاة النبي (ص) بايع جماعة من الناس مع أبي بكر في سقيفة بني ساعدة، فالإمام علي (ع) احتجّ في مواقف كثيرة وفي مناسبات عديدة على قضية السقيفة، وكان يذكرهم بأن الخلافة كان حقه بعد النبي (ص)، ومن أشهرها ما ورد في الخطبة الشقشقية. وكان الإمام علي (ع) في فترة خلافة الخلفاء الثلاثة عادة بعيدا عن شؤون السياسة والحكومة، ومنشغلا بتقديم الخدمات العلمية والاجتماعية، منها جمع القرآن الكريم والذي اشتهر بمصحف الإمام علي (ع)، وتقديم النصيحة للخلفاء في مختلف الشؤون.

قبل الإمام علي (ع) بـالخلافة والحكم بعد مقتل عثمان بن عفان، وذلك بإصرار الناس، ونشبت ثلاث حروب في فترة حكمه القصيرة وهي معركة الجمل، وصفين والنهروان. وكان ختام عمر الإمام علي (ع) أنه استشهد في محراب مسجد الكوفة وهو يصلي، على يد أحد الخوارج باسم ابن ملجم المرادي، ودفن في النجف خفية، وحرمه من الأماكن المقدسة لدى الشيعة، كما يعتنى بزيارته أيضا، ودفنت شخصيات بارزة إلى جواره.

الإمام الحسن (ع)

الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام، المشهور بالإمام المجتبى، ثاني أئمة الشيعة، ومدة إمامته 10 سنين (40 - 50 هـ)، حيث تولى الخلافة لفترة طالت حوالى 7 أشهر، ويعتبره أهل السنة آخر الخلفاء الراشدين.

تولى الحسن بن علي (ع) الإمامة في 21 رمضان سنة 40 هـ بعد استشهاد الإمام علي (ع)، وبايعه في اليوم نفسه أكثر من أربعين ألف شخص، لكن رفض معاوية خلافته، وسيّر جيشا نحو العراق، وسعى على بث الإشاعات بين جيش الإمام الحسن (ع)؛ ليوفر الأرضية والأجواء المناسبة للصلح، وفي هذه الظروف تعرّض الإمام الحسن (ع) للاغتيال فجُرح، ونُقل إلى المدائن للعلاج، وتزامنا مع هذه الأحداث، بعث جماعة من رؤساء الكوفة رسائل إلي معاوية، وواعدوه أن يسلموا الحسن بن علي إليه أو يقتلوه، فأرسل معاوية رسائل الكوفيين إلى الحسن بن علي (ع)، واقترح عليه الصلح. وقَبِل الإمام الصلح مع معاوية، وسلّم الحكم إليه على أن يعمل بكتاب الله وسنة رسوله، ولا يعيّن خلفا لنفسه، ويضمن الأمان للناس وخاصة شيعة الإمام علي (ع)، لكن معاوية لم يفِ بهذه الشروط.

استشهد الحسن بن علي(ع) على أثر سمّ دسّتها له زوجته جعدة بنت الأشعث، وتوفي في 28 صفر سنة 50 هـ ودفن في مقبرة البقيع. وقد روت المصادر الشيعية والسنية الكثير من فضائل الإمام الحسن (ع)، فقد كان أحد أصحاب الكساء الذين نزلت فيهم آية التطهير، والذين تعتقد الشيعة بعصمتهم، فضلا عن آية الإطعام، وآية المودة، وآية المباهلة اللواتي نزلن في حقه وحق أمه وأبيه وأخيه، وقد أنفق الإمام مرتين جميع أمواله في سبيل الله، وثلاثة مرات شاطر أمواله مع الفقراء.

الإمام الحسين (ع)

الحسين بن علي(ع) المعروف بسيد الشهداء والمكنى بأبي عبد الله، ثالث أئمة الشيعة. تولّى أمر الإمامة بعد استشهاد أخيه الإمام الحسن (ع) لأحد عشر عاماً حتى استشهاده في واقعة الطف يوم العاشر من محرم سنة 61 هـ. وهو ثاني أبناء الإمام علي (ع) وفاطمة الزهراء، كما أنه السبط الثاني للنبي محمد (ص). ويُعدّ الحسين (ع) أحد أصحاب الكساء الذين نزلت في حقهم آية التطهير وآية المباهلة. ووردت روايات كثيرة عن جدّه (ص) في فضله (ع)، منها: إنّ الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة.

تزامن عهد إمامة الحسين بن علي (ع) مع حكومة معاوية. وبناءً على ما ورد في المصادر، أنّ الإمام الحسين (ع) كان له موقف معارض لحكم معاوية، فمنه توجيه رسالة تدين معاوية على قتل حُجر بن عَدِي، كما أنه (ع) في مُجريات مساعي معاوية لاستخلاف ولده يزيد استنكر ذلك على معاوية وأبى مبايعته. بقي الحسين (ع) على موقفه الرافض لبيعة يزيد حتى بعد موت معاوية واعتبرها غير شرعية، فبعدما أصدر يزيد أمراً بأخذ البيعة من الحسين (ع) وقتله في حالة امتناعه عنها، خرج الحسين (ع) مع أهل بيته من المدينة متجهاً إلى مكة. وفي فترة إقامته بمكة استلم رسائل كثيرة من أهل الكوفة تدعوه فيها بالقدوم إليهم حتى يبايعوه، فغادر الحسين (ع) مكّة متّجهاً إلى الكوفة، فأرسل ابن زياد جيشا بقيادة عمر بن سعد لمقاتلة الحسين(ع)، ودارت حرب غير متكافئة في يوم عاشوراء بين معسكر الحسين (ع) (72 رجلاً) وجيش ابن سعد، مما أدّت إلى مقتل الحسين (ع) وأصحابه جميعاً.

الإمام السجاد (ع)

علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليهم السلام، الشهير بالسجاد، وزين العابدين، هو رابع أئمة أهل البيتعليهم السلام، ولد في الخامس من شعبان سنة 38 هـ، واستمرت إمامته 35 عاماً. اتسمت الفترة التي عاشها الإمام زين العابدين بكثرة الأحداث التي وقعت في التاريخ الإسلامي، ومنها واقعة كربلاء، حيث كان حاضراً فيها، والتي استشهد خلالها الإمام الحسينعليه السلام وأهل بيته، ولكن بسبب مرضه لم يتمكن من المشاركة في القتال، وبعد أن سُبيت العيال على يد جيش عمر بن سعد، كان الإمام السجادعليه السلام مع موكب السبايا،

استشهد الإمام السجاد(ع) مسموماً بأمر من الوليد بن عبد الملك، في 25 من المحرم سنة 95 هـ، ودُفن بمقبرة البقيع في المدينة المنورة. هناك مجموعة من الآثار التي نُسبت للإمام زين العابدينعليه السلام، وهي: الصحيفة السجادية، ورسالة الحقوق، والمناجيات الخمس عشرة.

الإمام الباقر (ع)

محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليهم السلام، هو الإمام الخامس للشيعة، واستمرت إمامته 19 سنة بعد والده الإمام السجاد (ع). ومن أشهر ألقابه باقر العلوم وبناء على ما ورد في حديث اللوح لقّبه النبي (ص) بهذا اللقب قبل ولادته. وعاصر خمسة من خلفاء بني أمية، واستشهد في 7 ذي الحجة سنة 114 هـ، بأمر هشام بن عبد الملك، ودفن في مقبرة البقيع. وقد شهد الإمام الباقر (ع) واقعة كربلاء وهو صغير.

يعتبر الإمام الباقر (ع) المؤسس للثورة العلمية الشيعية الكبرى التي بلغت ذروتها في زمن ولده الإمام الصادق (ع)، وقد روي عنه (ع) روايات كثيرة في مجالات شتي كالفقه، والتوحيد، والسنة النبوية، والقرآن، والأخلاق، وقد بلغ عدد ما روى عنه محمد بن مسلم 30 ألف حديث، كما روى عنه جابر بن يزيد الجعفي 70 ألف حديث. فبدأت المعتقدات الشيعية تتبلور في فترة إمامته، وذلك في مختلف الفروع. وقالوا بأن عدد أصحابه وتلامذته يصل 462 شخصا.

الإمام الصادق (ع)

جعفر بن محمد، هو الإمام السادس للشيعة الإثنا عشرية، وكانت فترة إمامته 34 عاماً. ولد في المدينة، واستشهد فيها وكان عمره يوم شهادته (65 أو 68) عاماً، ودُفِنَ في البقيع.

وقد وفّرت فترة الانفتاح -التي حدثت ما بين نهاية الدولة الأمويّة وبداية الدولة العباسيّة- في زمن إمامته حرية الحركة لنشر معالم الدين، فذُكر أنه بلغ عدد تلامذته و من روى عنه 4000 شخص، كما أخذت رواياته في المجالات المختلفة حيّزاً كبيراً من روايات أئمة أهل البيت (ع)؛ فلذلك نُسب مذهب الشيعة الإمامية إليه وسُمّي بـ(المذهب الجعفري). ويحظى (ع) بمكانة مميّزة من العلم عند أئمة مذاهب أهل السنة، كما روى عنه مالك بن أنس، وعدّه أبو حنيفة أعلم أهل زمانه.

الإمام الكاظم (ع)

موسى بن جعفر، الملقب بـالكاظم، هو سابع أئمّة الشيعة الإثني عشرية. تصدّى لمنصب الإمامة بعد استشهاد أبيه الإمام الصادقعليه السلام سنة 148 هـ، واستمرت إمامته 35 سنة إلى أن استشهد مسموماً في 25 رجب سنة 183 هـ في بغداد.

اقترنت إمامة الإمام الكاظم (ع) مع اقتدار وبطش الدولة العباسية، فكان الإمام يعمل بالتقية تجاههم، ويوصي أصحابه بالالتزام بها، ومن هذا المنطلق لم يذكر للإمام موقف معارض للدولة علانية، ولا موقف مساند للثورات العلويّة آنذاك كثورة فخّ، إلّا أنّه كان يسعى من خلال مناظراته مع العباسيين وغيرهم إزالة الشرعيّة عن حكومتهم، وله مناظرات علميّة مع علماء اليهود والنصارى أتت إجابةً لأسئلتهم. وتمّ جمع ما يزيد عن 3000 من أحاديث الإمام الكاظم (ع) في كتاب مُسند الامام الكاظم، وقد رَوى قسماً منها أصحاب الإجماع.

أشادت مصادر الشيعة وأهل السنة بعلمه وعبادته وبجوده وحلمه، ولُقّب بالكاظم لشدة كظمه الغيض، كما عُرف بالعبد الصالح، واشتهر بباب الحوائج أيضاً، ويحظى الإمام باحترام علماء السنّة باعتبار أنّه عالم وفقيه، ويقصد ضريحه السنّة والشيعة في الكاظمية ببغداد والذي يعرف بالعتبة الكاظمية.

الإمام الرضا (ع)

علي بن موسى بن جعفر، المعروف بـالرضا، ثامن أئمة أهل البيت عند الشيعة الإمامية، تولى الإمامة بعد استشهاد أبيه الكاظم (ع) واستمرّت إمامته حوالي 20 عامّاً. ولد في المدينة المنورة عام 148 هـ، واستشهد بسمٍّ دسَّ إليه المأمون العباسي، في طوس سنة 203 هـ، ودفن في مدينة مشهد، وصار مرقده مزاراً يقصده الملايين من مختلف البلدان.

بعد أن كان الإمام الرضا (ع) يُقيم في المدينة المنورة، انتقل إلى خراسان، بطلبٍ وأمرٍ من المأمون العباسي؛ ليُكرهه على قبول ولاية عهده، وعند مروره بنيشابور روى حديث سلسلة الذهب المشهور.

اشتهر بسعة علمه ومعارفه؛ وذلك لتَفَوُّقه على جميع من ناظره من مختلف المذاهب والأديان، وهذا ما كشفته مناظراته، التي كان يقيمها المأمون العباسي بينه وبين كبار علماء المذاهب والأديان، لعلّه يتمكن من إثبات أنّ أئمة أهل البيت (ع) ليس لديهم علم لَدُنّي كما هو المتداول عند شيعتهم ومواليهم.

الإمام الجواد (ع)

محمد بن علي بن موسى، المعروف بـالجواد أو جواد الأئمة، هو تاسع أئمة أهل البيت عند الشيعة الإثني عشرية، حيث استمرت إمامته 17 عاماً. ولد في المدينة المنورة في سنة 195 هـ، وكان في الثامنة من عمره عندما تولى الإمامة بعد استشهاد أبيه الرضا (ع)، فأدّى صغر سنه إلى أن يتردد جمع من أصحاب الإمام الرضا (ع) في إمامته، إلا أنّ معظم الشيعة اعتقدوا بإمامة الجواد (ع) خلفاً لأبيه.

وقد حصلت في حياة الإمام الجواد (ع) عدة مناظرات بينه وبين علماء البلاط العباسي، وقد وردت أحاديث كثيرة في الكتب الروائية عنه (ع) في المسائل العقدية وتفسير القرآن ومختلف أبواب الفقه. وكان يتواصل مع شيعته عبر وكلائه وعن طريق المكاتبات.

استشهد في بغداد، وله 25 سنة على يد المعتصم العباسي؛ وعليه كان أقل أئمة أهل البيت (ع) سِنّاً حينما استشهد، ودفن في حرم الكاظمية

هناك أعمالا عديدة ألفت حول الإمام التاسع بمختلف اللغات، وأنها تبلغ حوالي 605 عمل بين كتاب، ومقالة، ورسالة جامعية، ومنها: وفاة الإمام الجواد، ومسند الجواد، وموسوعة الإمام الجواد عليه السلام، والحياة السياسية للإمام الجواد، وحياة الإمام محمد الجواد عليه السلام.

الإمام الهادي (ع)

علي بن محمد بن علي، عاشرُ أئمة الشيعة الإمامية والمعروف بالنقي والهادي، وقد امتدت إمامته 34 عاماً منذ وفاة أبيه الجواد (ع) سنة 220 هجرية حتى رحيله سنة 254 هجرية. قضى أكثر سنوات إمامته في مدينة سامراء، وكان ذلك بأمر من المتوكل العباسي.

سجّلت المصادر الحديثية الكثير من الأحاديث المروية عنه في مجال تفسير القرآن والفقه والأخلاق بالإضافة إلى الزيارة الجامعة التي تحتوي مضامين عقدية، وتلقي الأضواء على قيمة الإمام ومكانته في الفكر الشيعي. وكانت علاقة الإمام الهادي (ع) بـشيعته عبر وكلائه في مؤسسة الوكالة. ومن أصحابه عبد العظيم الحسني، وعثمان بن سعيد، وإبراهيم بن مهزيار.

ومرقد الإمام الهادي مع ابنه الإمام العسكري (ع) في سامراء ويُعرف بـحرم العسكريين.

الإمام العسكري (ع)

الحسن بن علي بن محمد(ع)، هو الإمام الحادي عشر من الأئمة الاثني عشر عند الشيعة الإمامية، وقد لقّب بالعسكري لفرض الإقامة الجبرية عليه وعلى أبيه (ع) من قبل السلطة العباسية في سامراء التي كانت يومها معسكراً للجند، وكان الهدف من ذلك تشديد المراقبة على الإمام (ع) وعدم السماح له بالاتصال بأتباعه والمقربين منه.

إن المضايقات التي كان يعانيها الإمام العسكري (ع) في زمانه أدت لإختياره نواباً للاتصال بشيعته، وكان عثمان بن سعيد أحد نوابه الذي تولى النيابة في حياته وبعد وفاته، وبقي فيها حتى عصر الغيبة الصغرى، فأصبح كأول وكيل ونائب خاص للإمام المهدي (ع).

مرض الإمام العسكري (ع) في بداية شهر ربيع الأول من سنة 260 هـ، من أثر السم، واستشهد في الثامن من الشهر نفسه، ودفن في البيت الذي دفن فيه أبوه الإمام الهادي (ع). المكان الذي يشتهر اليوم بـحرم العسكريين. وقد ترك الإمام العسكري (ع) مجموعة من الأحاديث في مجال التفسير والأخلاق والقضايا العقائدية.

الإمام المهدي (ع)

محمد بن الحسنعليه السلام، i, الإمام الثاني عشر والأخير عند الشيعة الاثني عشرية؛ وهو موعود الإسلام بحسب الإمامية، وبعض علماء المذاهب الإسلامية.

ولد في سامراء في 15 شعبان عام 255 هـ، وجرت فيه سنن الأنبياء من الغيبة وطول الحياة. خلف المهدي أباه الإمام الحسن العسكري وله خمس سنوات، وقد أعطي الحكمة صغيراً كعيسى (ع) ويحيى (ع)، وعليه الملامح المأثورة في الإمامة.

وكان والده قد أخفى مولده لصعوبة الوقت، ورصد الأجهزة الحاكمة لأخبار المهدي، كما قد عرضه على خواص أنصاره وأخبرهم بأمره. وقد وقع بعض الشيعة بسبب ذلك في حيرة إمامهم بعد استشهاد الإمام العسكري, غير أن التوقيعات التي صدرت من الإمام المهدي (ع) والسفارة التي كانت بينه وبين الناس بوجود وكلاء أبيه والنواب الأربعة على امتداد فترة سمّيت بالغيبة الصغرى أوجبت تثبيت عقيدتهم، ورجوعهم عن الشك في أمره، وبعد أن بدأت فترة الغيبة الكبرى في سنة 329 هـ انقطعت علاقة الشيعة بإمامهم بواسطة النائب الخاص.

ذكرت بعض كتب الإمامية الروايات التي تناولت علامات ظهوره، كـخروج السفياني، والصيحة، وقتل النفس الزكية، وخروج اليماني، والخسف بالبيداء. وبحسب روايات أهل البيتعليهم السلام انتظار فرجه من أفضل أعمال الأمة.

اسم الإمام سبب الاستشهاد القاتل يوم الاستشهاد سنة الاستشهاد
الإمام علي (ع) ضرب بالسيف ابن ملجم المرادي 21 رمضان 40 هـ
الإمام الحسن المجتبي (ع) دس له السم زوجته جعدة 28 صفر 50 هـ
الإمام الحسين (ع) قتل في كربلاء خولي أو شمر 10 محرم 61 هـ
الإمام السجاد (ع) دس له السم بأمر من الوليد بن عبد الملك 25 محرم 95 هـ
الإمام الباقر (ع) دس له السم بأمر من هشام بن عبد الملك 7 ذي الحجة 114 هـ
الإمام الصادق (ع) دس له السم المنصور الدوانيقي 25 شوال 148 هـ
الإمام الكاظم (ع) دس له السم السندي بن شاهك بأمر من هارون الرشيد 25 رجب 183 هـ
الإمام الرضا (ع) دس له السم المأمون الخليفة العباسي آخر صفر 203 هـ
الإمام الجواد (ع) دس له السم أحد عمال المعتصم العباسي أو أم الفضل بنت المأمون آخر ذي القعدة 220 هـ
الإمام الهادي (ع) دس له السم بأمر من المعتز بالله الخليفة العباسي 3رجب 254 هـ
الإمام الحسن العسكري (ع) دس له السم بأمر من المعتمد بالله الخليفة العباسي 8 ربيع الأول 260 هـ


أئمة الشيعة عند أهل السنة

أهل السنة لا يعترفون بإمامة الأئمة الاثني عشر، ولا يعدّونهم خلفاء النبي(ص) مباشرة،[٢٨] لكنهم يحبون أئمة أهل البيت،[٢٩] حيث أنه وردت في مصادرهم إنّ القُربى الذين وجبت مودتهم بحسب آية المودة هم علي بن أبي طالب وفاطمة وابنيهماعليهم السلام.[٣٠] وقد ذهب الفخر الرازي المفسر والمتكلم السني في القرن السادس إلى وجوب محبة علي بن أبي طالب وفاطمة وابنيهما، بالاستناد إلي آية المودة والسيرة النبوية.[٣١]

وكان بعض علماء السنة يزورون مراقد أئمة الشيعة، ويتوسلون بهم، منهم أبو علي الخلّال من علماء القرن الثالث، حيث قال: ما همّني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر، فتوسلت به إلا سهّل الله تعالى لي ما أحبّ.[٣٢] وروي أن محمد بن خزيمة الفقيه والمحدث والمفسر السني في القرن الثالث والرابع زار قبر الإمام الرضا(ع) بطوس، وظهر منه عند مرقده تعظيم وتواضع وتضرع، مما أثار حيرة أصحابه،[٣٣] وقال ابن حبّان المحدث السني في القرنين الثالث والرابع: وما حلّت بي شدّة في وقت مقامي بطوس، فزرت قبر عليّ بن موسى الرضا صلوات الله على جده وعليه، ودعوت الله إزالتها عنى إلا استجيب لي، وزالت عنى تلك الشدّة، وهذا شيء جرّبته مرارًا، فوَجدته كذلك. أماتنا الله على محبّة المصطفى وأهل بيته.[٣٤]

ويقول جعفر السبحاني الفقيه والمتكلم الشيعي في القرن الخامس عشر إن علماء أهل السنة اعترفوا بمرجعية أئمة أهل البيت الدينية والعلمية،[٣٥] فروي عن أبي حنيفة رئيس المذهب الحنفي: ما رأيت أحداً أفقه من جعفر بن محمد.[٣٦] وروي مثل هذه العبارة عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري من فقهاء ومحدثي أهل السنة في القرنين الأول والثاني في الإمام السجاد(ع).[٣٧] كما قال عبد الله بن عطاء المكي، من محدثي أهل السنة ومن أصحاب الإمام الباقر(ع): ما رأيت العلماء عند أحد أصغر عِلماً منهم عند أبي جعفر، لقد رأيت الحَكَم بن عُتَيبة، (من كبار فقهاء الكوفة) عنده كأنه متعلّم.[٣٨]

تقاويم تؤرخ للأئمة

حظي تاريخ مواليد ووفيات المعصومين (عليهم السلام) باهتمام المؤرخين والمحدثين من علماء المسلمين وعلى وجه الخصوص الشيعية، فقد رتب عدد من الأعلام المتقدمين هذه التواريخ ضمن رسائل ووريقات عُرفت فيما بعد باسم التقويم.

وغيرها كثير.

الهوامش

  1. محمدي، شرح كشف المراد، ۱۳۷۸ش، ص۴۰۳؛ موسوي زنجاني، عقائد الامامية الاثني عشرية، ۱۴۱۳ق، ج۳، ص۱۷۸.
  2. محمدي، شرح كشف المراد، ۱۳۷۸ش، ص۴۲۵؛ موسوي زنجاني، عقائد الامامية الاثني عشرية، ۱۴۱۳ق، ج۳، ص۱۸۱و۱۸۲.
  3. نگاه كنيد به:‌ مكارم شيرازي، پيام قرآن، ۱۳۸۶ش، ج۹، ص۱۷۰و۱۷۱ و۳۶۹و۳۷۰.
  4. نگاه كنيد به: حكيم، الامامة‌ واهل البيت، ۱۴۲۴ق، ص۳۰۵-۳۳۸.
  5. سبحاني، منشور عقايد اماميه، ۱۳۷۶ش، ص۱۶۵و۱۶۶.
  6. نگاه كنيد به:‌ علامه حلي، كشف المراد، ۱۳۸۲ش، ص۱۸۴؛ فياض لاهيجي، سرمايه ايمان در اصول اعتقادات، ۱۳۷۲ش، ص۱۱۴و۱۱۵.
  7. نگاه كنيد به: صدوق، الاعتقادات، ۱۴۱۴ق، ص۹۳؛ مفيد، اوائل المقالات، ۱۴۱۳ق، ص۷۰ و۷۱؛ مجلسي، بحارالأنوار، ۱۴۰۳ق، ج۲۶، ص۲۹۷؛ شبر، حق اليقين، ۱۴۲۴ق، ص۱۴۹.
  8. مجلسي، بحارالأنوار، ۱۴۰۳ق، ج۲۶، ص۲۹۷؛ شبر، حق اليقين، ۱۴۲۴ق، ص۱۴۹.
  9. نگاه كنيد به:‌ كليني، الكافي، ۱۴۰۷ق، ج۱، ص۲۵۵و۲۵۶ و۲۶۰و۲۶۱؛ سبحاني، علم غيب، ۱۳۸۶ش، ص۶۳-۷۹.
  10. حمود، الفوائدالبهية، ۱۴۲۱ق، ج۲، ص۱۱۷و۱۱۹.
  11. خويي، مصباح الفقاهة، ۱۴۱۷ق، ج‌۵، ص۳۸؛ صافي گلپايگاني، ولايت تكويني وولايت تشريعي، ۱۳۹۲ش، ص۱۳۳، ۱۳۵ و۱۴۱.
  12. براي نمونه نگاه كنيد به: عاملي، الولاية التكوينية والتشريعية، ۱۴۲۸ق، ص۶۰-۶۳؛ مؤمن، «ولاية ولي المعصوم(ع)»، ص۱۰۰-۱۱۸؛ حسيني، ميلاني، اثبات الولاية العامة، ۱۴۳۸ق، ص۲۷۲ و۲۷۳، ۳۱۱و۳۱۲.
  13. طوسي، التبيان، داراحياء‌التراث العربي، ج۱، ص۲۱۴.
  14. نگاه كنيد به: سبحاني، سيماي عقايد شيعه، ۱۳۸۶ش، ص۲۳۱-۲۳۵؛ سبحاني، منشور عقايد اماميه، ۱۳۷۶ش، ص۱۵۷و۱۵۸؛ موسوي زنجاني، عقائد الامامية الاثني عشرية، ۱۴۱۳ق، ج۳، ص۱۸۰و۱۸۱.
  15. سبحاني، منشور عقايد اماميه، ۱۳۷۶ش، ص۱۴۹و۱۵۰.
  16. طوسي، التبيان، داراحياء‌التراث العربي، ج۳، ص۲۳۶؛ محمدي شرح كشف المراد، ۱۳۷۸ش، ص۴۱۵.
  17. براي نمونه نگاه كنيد به صدوق، الخصال، ۱۳۶۲ش، ج۲، ص۵۲۸؛‌ طبرسي، إعلام الوري،۱۳۹۰ق، ص۳۶۷؛ ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي‌طالب، ۱۳۷۹ ق، ج۲، ص۲۰۹؛ مجلسي، بحار الانوار، ۱۴۰۳ق، ج۲۷، ص۲۰۹و۲۱۶.
  18. نگاه كنيد به: مجلسي، بحار الانوار، ۱۴۰۳ق، ج۲۷، ص۲۰۷-۲۱۷.
  19. صدوق، من لايحضره الفقيه، ۱۴۱۳ق، ج۲، ص۵۸۵؛ طبرسي، إعلام الوري، ۱۳۹۰ق، ص۳۶۷.
  20. الحكيم، الإمامة‌ وأهل البيت، ۱۴۲۴ هـ، ص۳۰۵-۳۵۱؛ محمدي، شرح كشف المراد، ۱۳۷۸ هـ ش، ۴۹۵ و ۴۹۶.
  21. خزاز رازي، كفايه الاثر، ۱۴۰۱ق، ص۵۳-۵۵؛ صدوق، كمال الدين، ۱۳۹۵ق، ج۱‌، ص۲۵۴-۲۵۳.
  22. مسلم نيشابوري، صحيح مسلم، دارالفكر، ج۶، ص۳و۴؛ بخاري، صحيح بخاري، ۱۴۰۱ق، ج۸، ص۱۲۷؛ أحمد بن حنبل، مسند احمد، دارصادر، ج۵، ص۹۰، ۹۳، ۹۸، ۹۹، ۱۰۰ و۱۰۶؛ ترمذي، سنن ترمذي، ۱۴۰۳ق، ج۳، ص۳۴۰؛ سجستاني، سنن أبي داود، ۱۴۱۰ق، ج۲، ص۳۰۹.
  23. نگاه كنيد به: حاكم نيشابوري، المستدرك علي الصحيحين، ۱۳۳۴ق، ج۴، ص۵۰۱؛ نعماني، كتاب الغيبه، ۱۴۰۳ق، ۷۴- ۷۵.
  24. قندوزي، ينابيع المودة لذوي القربى، دارالاسوة، ج۳، ص۲۹۲و۲۹۳.
  25. نگاه كنيد به: محمدي، شرح كشف المراد، ۱۳۷۸ش، ص۴۲۷-۴۴۱؛ موسوي زنجاني، عقائد الامامية الاثني عشرية، ۱۴۱۳ق، ج۳، ص۷و۸.
  26. نگاه كنيد به: محمدي، شرح كشف المراد، ۱۳۷۸ش، ص۴۲۷-۴۴۱؛ موسوي زنجاني، عقائد الامامية الاثني عشرية، ۱۴۱۳ق، ج۳، ص۷-۱۵.
  27. محمدي، شرح كشف المراد، ۱۳۷۸ش، ص۴۹۵؛ موسوي زنجاني، عقائد الامامية الاثني عشرية، ۱۴۱۳ق، ج۳، ص۱۷۹و۱۸۰.
  28. به عنوان نمونه نگاه كنيد به:‌ قاضي عبدالجبار، شرح الاصول الخمسة، ۱۴۲۲ق، ص۵۱۴؛ تفتازاني، شرح المقاصد، ۱۴۰۹ق، ج۵، ص۲۶۳و۲۹۰.
  29. به عنوان نمونه نگاه كنيد به: بغدادي، الفرق بين الفرق، ۱۹۷۷م، ص۳۵۳و۳۵۴.
  30. حاكم حسكاني، شواهد التنزيل، ۱۴۱۱ق، ج۲، ص۱۸۹-۱۹۶؛ زمخشري، الكشاف،‌ ۱۴۰۷ق، ج۴، ص۲۱۹و۲۲۰.
  31. فخر رازي، التفسير الكبير، ۱۴۲۰ق، ج۲۷، ص۵۹۵.
  32. بغدادي، تاريخ بغداد، ۱۴۱۷ق، ج۱، ص۱۳۳.
  33. ابن حجر عسقلاني، تهذيب التهذيب، ۱۳۲۶ق، ج۷، ص۳۸۸.
  34. ابن حبان، الثقات، ۱۳۹۳ق، ج۸، ص۴۵۷.
  35. سبحاني، سيماي عقايد شيعه، ۱۳۸۶ش، ص۲۳۴.
  36. ذهبي، سير اعلام النبلاء، ۱۴۰۵ق، ج۶، ص۲۵۷.
  37. ابوزرعه دمشقي،‌ تاريخ أبي‌ زرعة الدمشقي، مجمع اللغة العربية، ص۵۳۶.
  38. ابن عساكر، تاريخ دمشق، ۱۴۱۵ق، ج۵۴، ص۲۷۸.

المصادر والمراجع

  • الطيب، عبد الحسين، أطيب البيان في تفسير القرآن، طهران، انتشارات إسلام، 1378 ش.
  • القندوزي، سليمان بن إبراهيم، يينابيع المودة، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، ط 1، 1418 هـ.