الإمام علي الهادي عليه السلام
الإمام العاشر عند الإمامية | |
الاسم | علي |
---|---|
الكنية | أبو الحسن الثالث |
تاريخ الميلاد | 15 ذي الحجة سنة 212 هـ |
تاريخ الوفاة | 3 رجب سنة 254 هـ |
مكان الميلاد | صريا، المدينة |
مكان الدفن | سامراء، العراق |
مدة إمامته | 34 عاماً |
مدة حياته | 42 عاماً |
الألقاب | الهادي، والنقي، والعالم، والفقيه |
الأب | الإمام الجواد |
الأم | سمانة المغربية |
الزوج | سليل النوبية |
الأولاد | حسن، ومحمد، وحسين، وجعفر |
المعصومون الأربعة عشر | |
النبي محمد · الإمام علي · السيدة الزهراء . الإمام الحسن المجتبي · الإمام الحسين · الإمام السجاد · الإمام الباقر · الإمام الصادق · الإمام الكاظم · الإمام الرضا · الإمام الجواد · الإمام الهادي · الإمام الحسن العسكري · المهدي المنتظر |
الإمام علي الهادي عليه السلام، (212 - 254 هـ) هو علي بن محمد بن علي بن موسى، عاشرُ أئمة الشيعة الإمامية والمعروف بالنقي والهادي، وقد امتدت إمامته 34 عاماً منذ وفاة أبيه الجواد سنة 220 هجرية حتى رحيله سنة 254 هجرية. قضى أكثر سنوات إمامته في مدينة سامراء، وكان ذلك بأمر من المتوكل العباسي.
سجّلت المصادر الحديثية الكثير من الأحاديث المروية عنه في مجال تفسير القرآن والفقه والأخلاق بالإضافة إلى الزيارة الجامعة التي تحتوي مضامين عقدية، وتلقي الأضواء على قيمة الإمام ومكانته في الفكر الشيعي.
كانت علاقة الإمام الهادي بـشيعته عبر وكلائه في مؤسسة الوكالة. ومن أصحابه عبد العظيم الحسني، وعثمان بن سعيد، وإبراهيم بن مهزيار.
ومرقد الإمام الهادي مع ابنه الإمام العسكري في سامراء ویُعرف بـحرم العسكريين، وقد تعرض سنة 2006 و2007 م لعمليتين تخريبيتين قامت بها مجموعات تكفيرية أدّت إلى تدمير القبة والمنائر بالكامل، ولكن بعد ذلك تمّ بناء المرقد من جديد.
هويته الشخصية
علي بن محمد، المشهور بالإمام الهادي وعلي النقي، هو عاشر أئمة الشيعة. والده الإمام محمد الجواد تاسع أئمة الشيعة، وأمّه أمّ ولد يقال لها سمانة المغربية[١] أو سوسن.[٢]
يلقب هو وابنه الحسن بـالعسكريين، وإنّما لقّبا بذلك لفرض السلطة العباسية الإقامة الجبرية عليهما في سامراء التي كانت يومها معسكراً للجند.[٣]
ومن أشهر ألقابه الهادي والنقي،[٤] النجيب والمرتضى والعالم والفقيه والأمين والطيب.[٥] يكنى بأبي الحسن الثالث،[٦] وأبي الحسن الأخير تمييزاً له عن الإمام الكاظم المكنى بأبي الحسن الأوّل وعن الإمام الرضا المكنى بأبي الحسن الثاني.
حياته
ولد الإمام حسب رواية كل من الكليني والشيخ المفيد والشيخ الطوسي في 15 ذي الحجة سنة 212 هـ بـصَريا - قرية أسسها الإمام موسى بن جعفر - على ثلاثة أميال من المدينة.[٧] وهناك أوقال أخرى في مولده، كالثاني أو الخامس من رجب عام 212هـ، ورجب عام 214هـ، وجمادى الآخرة عام 215هـ.
وبحسب المسعودي، مؤرخ القرن الرابع، فإنه في العام الذي حجّ فيه الإمام الجواد مع زوجته أم الفضل، تمّ إحضار الإمام الهادي إلى المدينة المنورة وهو صغير،[٨] وعاش في المدينة حتى عام 233 هـ. وكتب اليعقوبي، مؤرخ القرن الثالث، أنّه في هذه السنة استدعى المتوكل العباسي الإمام الهادي إلى سامراء،[٩] وأقامه في منطقة تسمّى العسكر ليكون تحت سيطرته، وبقي الإمام الهادي هناك حتى نهاية حياته.[١٠]
قضية استبصار الجنيدي
ورد في كتاب «إثبات الوصية» أنّ السلطة العباسية بعد استشهاد الإمام الجواد (عليه السلام)، كلّفت رجلاً يُدعى أبا عبد الله الجُنَيدي، وهو من أشدّ الناس عداوةً لأهل البيت (عليهم السلام)، بالإشراف على تعليم الإمام الهادي (عليه السلام) ومراقبته وعزله عن شيعته، غير أنه ما لبث أن تأثّر بعلم الإمام وشخصيته، حتى اعتنق مذهب أهل البيت(ع).[١١]
عائلته
نقل في بعض التواريخ: أنّه كانت له سرية لا غير، يعني أمّ ولد يقال لها سليل[١٢] النوبية[١٣] والتي أنجبت له الإمام الحسن العسكري.
وذهب أكثر العلماء أنّه أعقب أربعة من الذكور، واختلفوا في الإناث، فذهب الخصيبي إلى أنّ أبناء الإمام هم: الإمام الحسن العسكري محمد، الحسين، جعفر وهو المعروف بـالكذاب والمدعي الإمامة بعد أبيه.[١٤]
وقال الشيخ المفيد: وخلف - الإمام الهادي - من الولد أبا محمد الحسن ابنه وهو الإمام من بعده والحسين ومحمداً وجعفراً وابنته عائشة.[١٥] وأضاف لهم ابن شهر آشوب بنتاً أخرى يقال لها عليّة.[١٦] والملاحظ من القرائن والشواهد المستفادة من كلمات مؤرخي أهل السنة أنّ له ابنة واحدة مختلف في اسمها، فقيل: حكيمة، وقيل: علية، وقيل: عائشة.[١٧] وقال الطبري: إن له ابنتين هما: عائشة ودلالة.
الشهادة والمرقد
وفقًا لما ذكره الشيخ المفيد (توفي عام 413 هـ)، انتقل الإمام الهادي(ع) إلى رحمة الله في شهر رجب من عام 254 هـ، بعد أن قضى 20 عامًا و9 أشهر في سامراء، وكان في سن 41 عامًا عند وفاته.[١٨] كما ورد في كتاب "دلائل الإمامة" و"كشف الغمة" أن الإمام العاشر تعرض للتسمم خلال فترة حكم المعتز العباسي (252-255 هـ)، مما أدى إلى استشهاده.[١٩] ويشير ابن شهرآشوب (توفي عام 588 هـ) إلى أنه استشهد في أواخر حكم المعتمد العباسي (256-278 هـ)، وينقل عن ابن بابويه أن المعتمد العباسي هو من دس له السم.[٢٠]
تذكر بعض المصادر أن يوم استشهاد الإمام هو الثالث من رجب،[٢١] بينما تشير مصادر أخرى إلى أنه الخامس والعشرين أو السادس والعشرين من جمادى الآخرة.[٢٢] في التقويم الرسمي لجمهورية إيران الإسلامية، تم تسجيل الثالث من رجب كاليوم الذي استشهد فيه.
حسب ما أورد المسعودي، المؤرخ من القرن الرابع الهجري، شارك الإمام حسن العسكري(ع) في تشييع جنازة والده. وقد وُضعت الجنازة على الطريق الذي كان أمام بيت موسى بن بغا، وقبل أن يشارك الخليفة العباسي في التشييع، صلى الإمام العسكري(ع) على جنازة والده. كما أشار المسعودي إلى ازدحام الناس في تشييع جنازة الإمام الهادي(ع).[٢٣]
حرم الإمامين العسكريين
دفن الامام الهادي (ع) في داره التي كان يسكنها في سامراء.[٢٤] ويُعرف محل دفن الإمامين علي الهادي (ع) وأبنه الحسن العسكري (ع) في مدينة سامراء، بالحرمين العسكريين(ع) وبعد دفن الإمام الهادي (ع) في بيته، عيّن الإمام العسكري (ع) خادماً لقبره. وفي سنة 328هـ بنيت أول قبة على قبورهم.[٢٥] وتمّ ترميم وتجديد الضريح العسكري في فترات شتى.[٢٦] ويتدفق الزوار الشيعة إلى سامراء سنويا لزيارة الإمام الهادي والإمام الحسن العسكري(ع).
وقد تعرض الحرم للتخريب إثر تفجيرين إرهابيَين عامي 2006م و2007م، ما أدى إلى تدمير جزء من البناء بما فيه القبة والمأذنة والضريح[٢٧] وبدأت أعمال إعادة إعمار وبناء قبة الضريح من قبل لجنة إعادة إعمار العتبات المقدسة في إيران وانتهت في عام 2015 م،[٢٨] تحت إشراف مكتب آية الله السيستاني..[٢٩]
فترة إمامته
الإمام الهادي
الناس في الدنيا بالأموال، وفي الآخرة بالأعمال.
مسند الإمام الهادي، ص 304.
في سنةِ مئتين وعشرين للهجرة، تولّى علي بن محمد الإمامةَ وهو في سنِّ الثامنة.[٣٠] وبحسب ما ورد في المصادر، فإنَّ صغر سنِّ الإمام الهادي(ع) عند بداية إمامته لم يُسبّب أيَّ شكٍّ أو اختلاف بين أتباعه، وذلك لأنَّ إمامة والده الإمام الجواد(ع) قد بدأت أيضاً في سنّ مبكرةٍ.[٣١] وذكر الشيخ المفيد أنّ الشيعة بعد استشهاد الإمام التاسع، ذهبوا إلى إمامةِ الإمامِ الهادي(ع)، إلا فئةً قليلةً منهم،[٣٢] فإنّهم اعتقدوا بإمامةَ أخيه موسى بن محمد المعروف بموسى المبرقع، ثمَّ ما لبثوا أن رجعوا عن ذلك وانضمّوا إلى جمهور الشيعة.[٣٣] وقد علّل سعد بن عبد الله عودة هؤلاء إلى القول بإمامة الهادي لتنفر موسى المبرقع - نفسه - من هؤلاء القوم وطرده لهم.[٣٤]
وقد ذهب أعلام الطائفة الشیعیة، کالشیخ المفید[٣٥] وابن شهرآشوب،[٣٦] إلىٰ أنّ اتفاق الشیعة علىٰ إمامة الإمام الهادی(ع) مع عدم وجود أيّ مُدّع للإمامة غيره، يعدّ دلیلاً قاطعاً علىٰ إثبات إمامته.[٣٧] وقد سرد محمد بن يعقوب الكليني والشيخ المفيد، النصوص المتعلقة بإثبات إمامته في مصنفاتهما،[٣٨] ومنها: أنّه لمّا أمر المعتصم العباسي باستدعاء الإمام الجواد عليه السلام من المدينة إلى بغداد وشعر الإمام بالخطر المحدق به جراء هذا الاستدعاء جعل الأمر إلى ولده الهادي،[٣٩] بل كتب وثيقة صرح فيها بإمامة الهادي لإيصاد الباب أمام جميع محاولات التشكيك والريبة في إمامته.[٤٠]
ويؤکّد ابن شهرآشوب أنّ إثبات إمامة علي بن محمد(ع) عند الشيعة يستند إلىٰ نصوص مروية عن الأئمة السابقین، ونُقلت بواسطة رُواةٍ مثل إسماعيل بن مهران وأبي جعفر الأشعري.[٤١]
الخلفاء المعاصرون له
تولّى الإمام الهادي (عليه السلام) الإمامة لمدة ثلاثة وثلاثين عاماً (220 هـ - 254 هـ).[٤٢] وفي خلال هذه المدة، تعاقب على الخلافة العباسية عدّة خلفاء. تزامنَت بدايةُ إمامته مع خلافة المعتصم، ونهايتها مع خلافة المُعتَزّ.[٤٣] غير أن ابن شهرآشوب ذكر أن نهاية عمر الإمام الهادي (عليه السلام) كانت في خلافة المعتمد العباسي.[٤٤]
عاصر الإمام العاشر من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) سبع سنوات من خلافة المعتصم العباسي.[٤٥] ووفقاً لما ذكره جاسم حسين، مؤلف كتاب "التاريخ السياسي لغيبة الإمام الثاني عشر (عج)"، فقد تميّزت سياسة المعتصم خلال إمامة الإمام الهادي(ع) بتخفيف التضييق على الشيعة، وذلك بالمقارنة مع الفترة التي سبقت في عهد الإمام الجواد(ع) وكان أكثرَ مُداراةً للعلويين، ويعود سبب هذا التغيير في سياسته إلى تحسّن الظروف الاقتصادية وتراجع الثورات العلوية.[٤٦] كما تزامنت أيضاً حوالي خمس سنوات من فترة إمامة الإمام الهادي(ع) مع خلافة الواثق، وأربعة عشر عاماً مع خلافة المتوكل، وستة أشهر مع خلافة المستنصر، وعامين وتسعة أشهر مع خلافة المستعين، وأكثر من ثماني سنوات مع خلافة المعتز.[٤٧] وعليه، فإنَّ خلفاء بني العباس الذين عاصروا الإمام عليَّ الهادي(ع) هم على النحو التالي:
وكانت شهادة الإمام مسموماً في آخر ملك المعتز، ودفن في داره بسر من رأى.[٤٨]
موقف المتوكل منه
15 ذي الحجة 212 هـ | ولادة الإمام الهادي (ع) |
218 هـ | وفاة المأمون العباسي- اعتراف الجنیدي العالم الناصبي بعلم الإمام الهادي وهو صبي |
219 هـ | ترحيل الإمام الجواد (ع) من المدينة إلی بغداد بأمر المعتصم العباسي |
آخر ذي القعدة 220 هـ | استشهاد الإمام الجواد (ع) |
231 هـ | ولادة الإمام الحسن العسكري (ع) في المدينة - تفتيش عقائد الناس حول قضية خلق القرآن - صدور كتاب من الإمام الهادي (ع) عدّ فیها الجدال حول قضية خلق القرآن بدعة |
232 هـ | وفاة الواثق العباسي |
234 هـ | ترحيل الإمام الهادي إلی سامراء بأمر المتوكل العباسي - دعوة المتوكل من ابن السكيت لیختبر علم الإمام الهادي |
236 هـ | هدم حرم الإمام الحسين (ع) بأمر المتوكل العباسي |
237 هـ | انطلاق ثورة يعقوب بن الليث الصفار |
244 هـ | استشهاد ابن السكيت بأمر المتوكل وذلك لأن ابن سكيت أظهر الولاء والمحبة لأمير المؤمنين وأبنائه . |
246 هـ | وفاة دعبل الخزاعي |
247 هـ | إهانة المتوكل العباسي للإمام الهادي (ع) - قتل المتوكل بدعم ابنه المنتصر العباسي - رفع المنع عن زيارة الإمام الحسين (ع) و ردّ فدك إلی أهل البيت (ع) بأمر المنتصر |
248 هـ | بداية حكم المستعين العباسي |
252 هـ | تخلّي المستعين عن الحكم وتولّي المعتز العباسي - وفاة السيد محمد ابن الإمام الهادي (ع) |
3 رجب 254 هـ | استشهاد الإمام الهادي (ع) |
كانت السياسة المعتمدة في البلاط العباسي قبل تولي المتوكل لسدة الحكم قائمة على تأييد المعتزلة ودعم رجالاتها وهي عين السياسة التي اعتمدها المأمون العباسي من قبلُ في مقابل التضييق على أهل الحديث، مما وفّر الأرضية المناسبة لتحرك العلويين سياسياً، إلاّ أنّ تسنم المتوكل لمسند الخلافة قلب الأمور على عقب، وعادت السطحية في التفكير والتضييق على المفكرين والمبدعين مرة أخرى حيث قرب المتوكل إليه أهل الحديث، وأقصى الاتجاه المعاكس لهم المتمثل بالمعتزلة والشيعة مع التضييق عليهم بشدة.
وقد أشار أبو الفرج الأصفهاني إلى موقف المتوكل هذا ووزيره عبيد الله بن يحيى بن خاقان بقوله: وكان المتوكل شديد الوطأة على آل أبي طالب، غليظاً على جماعتهم مهتماً بأمورهم شديد الغيظ والحقد عليهم، وسوء الظن والتهمة لهم، واتفق له ان عبيد الله ابن يحيى بن خاقان وزيره يسيء الرأى فيهم، فحسّن له القبيح في معاملتهم، فبلغ فيهم ما لم يبلغه أحد من خلفاء بني العباس قبله، وكان من ذلك أن كرب قبر الحسين وعفى أثاره، ووضع على سائر الطرق مسالح له، لا يجدون أحداً زاره إلاّ أتوه به فقتله أو أنهكه عقوبة.[٤٩] وما ذلك إلاّ للمنزلة الكبيرة التي حظي بها مرقد الإمام الحسين في قلوب المؤمنين حتى أنّه يمثل الرمز العاطفي للربط بين الشيعة وأئمتهم.
استدعاؤه إلى سامراء
استدعى المتوكل العباسي الإمام الهادي (عليه السلام) من المدينة إلى سامراء في سنة 233 هـ،[٥٠] وذلك إنطلاقاً من التقارير التي وصلت إليه من قبل الوشاة كعبد الله بن محمد، عامل الدولة العباسية في المدينة،[٥١] وبريحة العباسي، إمام الجماعة المُعيَّن من قِبَل الخليفة في مكة والمدينة،[٥٢] والتي تحكي عن ميل الناس إليه.[٥٣] ويرى الشيخ المفيد أن هذا الإجراء من المتوكل قد وقع في سنة 243 هـ؛[٥٤] إلا أنّ رسول جعفريان، الباحث في التاريخ الإسلامي، لا يرى صحة ذلك..[٥٥]
ونقل المؤرخ المسعودي أنَّ بريحة رفع إلى المتوكل كتاباً يُبدي فيه خوفه من مكانة الخلافة في الحرمين قائلاً: "للحفاظِ على مكةَ والمدينةِ، أخرِجْ عليَّ بنَ محمدٍ منهما، حیث إنه يدعو الناس إلى نفسه وتبعه الكثير منهم".[٥٦] وعلى إثر ذلك، انتدب المتوكل يحيى بن هرثمة لمهمة نقله إلى سامراء.[٥٧] وقد نفى الإمام الهادي (عليه السلام) في رسالةٍ إلى المتوكل ما نُسب إليه من مزاعم،[٥٨] إلّا أن المتوكل طلب منه مع فائق الاحترام أن یأتي إلى سامراء.[٥٩] وقد أورد الشيخ المفيد والكليني نصَّ رسالة المتوكل.[٦٠]
يذكر رسول جعفريان أن المتوكل وضع خطة لنقل الإمام الهادي (عليه السلام) إلى سامراء بحيثُ لا تُؤدّي هذه الرحلةُ القسريةُ إلى أيّ اضطراباتٍ أو تداعياتٍ سلبيةٍ في المجمتع.[٦١] في حين ينقل ابن الجوزي عن يحيى بن هرثمة - الذي تولّى جلب الإمام إلى سامراء - قوله: «وعندما أرسلني المتوكل إلى المدينة لإشخاص الإمام الهادي إلى سامراء، ودخلت المدينة، ضج أهلها ضجيجاً عظيماً ما سمع الناس بمثله.[٦٢] ولمّا غادر الإمام الهادي (عليه السلام) المدينة، حلَّ بالكاظمية واستقبله الناس هناك.[٦٣] وفي الكاظمية، كانت إقامة الإمام (ع) في بيت خُزيمة بن حازم ومن ثَمَّ نُقِلَ إلى سامراء.[٦٤]
قد أفاد الشيخ المفيد بأن المتوكل كان يُعامِلُ الإمام الهادي (عليه السلام) باحترامٍ ظاهريٍّ، إلا أنه كان يحيک الدسائس للإمام (ع).[٦٥] وأشار الطبرسي إلى أن المتوكل كان يهدف من وراء ذلك إلى تقويض هيبة الإمام وعظمته في نظر الناس. ويضيف الشيخ المفيد أنّ في اليوم الأول من وصوله إلى سامراء، أُسكن بأمر من المتوكل في "خان الصعاليك"(مأوى الفقراء والمساكين)، ثم نُقل في اليوم التالي إلى مكان إقامته.[٦٦] ويعتقد صالح بن سعيد أنَّ القصد من وراء ذلك كان هو الإساءة إلى الإمام الهادي(ع).[٦٧]
ضيّق الحكام العباسيّون علی الإمام الهادي(ع) خلال مدّة إقامته فعلی سبيل المثال حفروا قبراً في غرفته.كما كانوا يستدعونه إلی قصر الخليفة ليلاً دون إبلاغ مسبق.[٦٨] وقد ذكر بعض المؤلفين أسباب عداء المتوكل للإمام الهادي (ع) كما يلي:
- كان المتوكل يميل فكرياً إلی أهل الحديث الذين كانوا ضد المعتزلة والشيعة. وكان أهل الحديث يُحرّضون المتوکل للعداوة مع الشيعة.
- كان المتوكل قَلِقاً بشأن مكانته الاجتماعية، وكان يخشی من علاقة النّاس مع الأئمة من آل البيت..[٦٩] ولذلك، كان يسعی إلی قطع هذه العلاقة. وفي هذا الإطار، قام المتوكل بتخريب مرقد الإمام الحسين(ع) وشدّد الخناق علی زواره.[٧٠]
وبعد المتوكل، تولَّى ابنه المنتصر الحُكم. وفي هذهِ الفترة، خُفِّفَ الضغوط من قبل الحكومة على العلويين، ومنهم الإمام الهادي(ع).[٧١]
الإقامة في سامراء
وما أن دخل الإمام سامراء حتى وضع رحله في دار خزيمة بن حازم.[٧٢] وحسب رواية الشيخ المفيد: «إنّه لما وصل الإمام إلى سامراء تقدم المتوكل بأن يحجب عنه في يومه، فنزل في خان يعرف بخان الصعاليك، وأقام فيه يومه، ثم تقدّم المتوكل بإفراد دار له، فانتقل إليها».[٧٣] وعن صالح بن سعيد– أحد أصحاب الإمام- إنّما قام المتوكل بإنزال الإمام هذا الخان الأشنع خان الصعاليك إطفاءً لنوره والتقصير به، أي: تحقيره والتقليل من شأنه.[٧٤]
وأقام أبو الحسن بـسر من رأى أكثر من عشرين سنة، وكان - كما ذكر الشيخ المفيد - مكرماً في ظاهر حاله يجتهد المتوكل في إيقاع حيله به، فلا يتمكن من ذلك.[٧٥] وقد تمكن الإمام طيلة وجوده في سامراء من النفوذ إلى قلوب الناس وانتزاع إعجاب كبار العلماء والمؤرخين من مسلمين وغيرهم على اختلاف نزعاتهم ونحلهم وميولهم من عبارات التقدير والإكبار لشخصه الكريم وشخصيته الفذة، والتي تمثل بعض صفاته الرفيعة وسجاياه الحميدة، وتفوّقه على سائر المعاصرين له، فلم ير مثله في عبادته وتهجده وطاعته لربه بالإضافة إلى زهده وتقواه، وحسن سيرته، وسلوكه القويم، ورسوخ اليقين في نفسه، وعلمه الجم وحكمته، وفصاحته وبلاغته.[٧٦]
نماذج من حركات المتوكل ضد الإمام
إنّ المتوكل وإنْ حاول التظاهر بإكرام الإمام وتبجيله إلاّ أنّه بذل قصارى جهده للتقليل من مكانة الإمام والحطّ من منزلته بطريقة خفية في الأوساط العلمية والاجتماعية مظهراً للناس أنّه أحد رجال القصر والخادمين للسلطان، وأنّه لا يختلف عن غيره من هذه الحيثية.[٧٧]
وكان في الوقت نفسه يشدّد الرقابة على الإمام، فقد نقل سبط ابن الجوزي عن المسعودي في كتاب مروج الذهب قال: نمي إلى المتوكل بعلي بن محمد أنّ في منزله كتباً وسلاحاً من شيعته من أهل قم، وأنّه عازم على الوثوب بالدولة، فبعث إليه جماعة من الأتراك، فهاجموا داره ليلاً، فلم يجدوا فيها شيئاً، ووجدوه في بيت مغلق عليه، وعليه مدرعة من صوف، وهو جالس على الرمل والحصى، وهو متوّجه إلى الله تعالى يتلو آيات من القرآن. وعلى هذه الحال حمل إلى المتوكل العباسي، وأدخل عليه، وكان المتوكل في مجلس شراب، وبيده كأس الخمر، فناول الإمام الهادي، فردّ الإمام: «والله ما خامر لحمي ولا دمي قط فأعفني»، فأعفاه. فقال له: «أنشدني شعراً»، فقال الإمام: «أنا قليل الرواية للشعر». فقال: «لا بد». فأنشده:
باتوا على قُلَلِ الأجبال تحرســـــــــهم | غُلْبُ الرجال فما أغنتهمُ القُلــــــل | |
واستنزلوا بعد عـــــــزّ عن معاقـــــلهم | فأودعوا حُفَراً، يا بئس ما نزلـــــوا | |
ناداهُم صارخ من بعد ما قبــــــــــــروا | أين الأسرة والتيجان والحـــــلل؟ | |
أين الوجوه التي كانت منــــــــــــــعمة | من دونها تضرب الأستار والكــلل | |
فأفصح القبــــــر عنهم حين ساء لهم | تلك الوجوه عليها الدود يقــــــتتل | |
قد طالما أكلوا دهراً وما شــــــــــــربوا | فأصبحوا بعد طول الأكل قد أُكلوا | |
وطالما عمروا دوراً لتحصـــــــــــــــنهم | ففارقوا الدور والأهلــين وانتقلــــوا | |
وطالما كنزوا الأموال وادخـــــــــــــروا | فخلّفوها على الأعــداء وارتحــــــلوا | |
أضحت مَنازِلُهم قفْراً مُعَطـــــــــــــــلة | وساكـــنوها إلى الأجداث قد رحـلوا[٧٨] |
قال الراوي: «والله لقد بكى المتوكل بكاءً طويلاً حتى بلّت دموعه لحيته!. وبكى من حضره، ثم أمر أن يرفع الشراب، وأمر بإرجاع الإمام إلى داره مكرماً».[٧٩]
دوره في نشر المعارف الإسلامية
القرآن في مدرسة الإمام الهادي
عن الإمام الهادي:
من هانت عليه نفسه، فلا تأمن شره.
تحف العقول، ص483.
كان للحركة الانحرافية التي قام بها الغلاة من الشيعة الدور المهم في إثارة شبهة تحريف القرآن وتوجيه أصابع الاتهام للشيعة من قبل أتباع سائر الفرق الإسلامية بأنهم لا يهتمون بشأن القرآن الكريم، ويؤمنون بتحريفه وعدم حجيته؛ ومن هنا انبرى الإمام الهادي لتفنيد هذه الشبهة وبيان مكانة القرآن في الفكر المدرسة الإمامية، وأنّ القرآن الكريم هو المصدر الأول للمسلمين والحجة في جميع التشريعات والمواقف التي يعتمدها الشيعة، وأنّ الروايات المخالفة للقرآن الكريم تعدّ من زخرف القول الذي يضرب به عرض الجدار.
وقد بيّن الإمام ذلك مفصلاّ في الرواية التي نقلها ابن شعبة الحرّاني التي جاء فيها: «اعلموا - رحمكم الله - إنّا نظرنا في الآثار وكثرة ما جاءت به الأخبار فوجدناها عند جميع من ينتحل الإسلام ممن يعقل عن الله عزوجل لا تخلو من معنيين: إمّا حق فيتبع، وإمّا باطل فيجتنب. وقد اجتمعت الأمة قاطبة لا اختلاف بينهم أن القرآن حق لا ريب فيه عند جميع أهل الفرق، وفي حال اجتماعهم مقرون بتصديق الكتاب وتحقيقه، مصيبون، مهتدون... والقرآن حق لا اختلاف بينهم في تنزيله وتصديقه: فإذا شهد القرآن بتصديق خبر وتحقيقة وأنكر الخبر طائفة من الأمّة لزمهم الإقرار به ضرورة حين اجتمعت في الأصل على تصديق الكتاب، فإن هي جحدت وأنكرت لزمها الخروج من الملة».[٨٠]
وروى هذا المعنى العياشي في تفسيره عن الإمامين الباقر والصادق، قالا: «لا تُصَدِّقْ علينا إِلا بما يوافق كتابَ اللَّه وسُنَّةَ نبيه».[٨١]
الإمام الهادي ومسألة خلق القرآن
من المسائل الرهيبة التي ابتلي بها المسلمون في حياتهم الدينية، وامتحنوا بها كأشد ما يكون الامتحان هي مسألة خلق القرآن، فقد ابتدعها الحكم العباسي في بدايات القرن الثالث الهجري، وأثاروها للقضاء على خصومهم، وقد قتل خلق كثيرون من جرائها، وانتشرت الأحقاد والأضغان بين المسلمين.
ومن هنا حذّر الإمام شيعته من النزول إلى تلك المعركة التي ضلّ فيها الجدليّون ضلالاً كبيراً، فلم يشترك الشيعة في ذلك النزاع حول صنع الله عزّ وجلّ وحول كلامه الكريم، وبيّن لهم الموقف في رسالته التي جاء فيها: «عصمنا الله وإياك من الفتنة، فإن يفعل فأعظم بها نعمة، وإن لا يفعل فهي الهلكة، نحن نرى أن الجدال في القرآن بدعة، اشترك فيها السائل والمجيب، فيتعاطى السائل ما ليس له، ويتكلف المجيب ما ليس عليه، وليس الخالق إلا الله عز وجل، وما سواه مخلوق، والقرآن كلام الله، لا تجعل له اسما من عندك فتكون من الضالين».[٨٢] وبهذا وضع النقاط على الحروف في هذه المسألة الحساسة وجنّب شيعته الوقوع في فتنة كبيرة وفخّ خطير كادت دماؤهم أن تراق بسببه.
كلام الله
كان للمواقف التي يتخذها بعض علماء الشيعة وطوائفهم - بسبب تباعد مواطنهم وعدم وجود قنوات اتصال سريعة بينهم - الدور الكبير في تعقيد عمل الأئمة في بيان الحقيقة وهداية الناس، يضاف إلى ذلك ما يقوم به خصوم الشيعة من المبالغة في ذلك وتشطير الفرق الشيعية بطريقة غريبة جداً حتى عدوا منها - كما يقول الكشي - الزرارية والعمّارية واليعفورية و... ناسبين ذلك إلى كبار أصحاب الإمام الصادق: زرارة بن أعين، وعمّار الساباطي وابن أبي يعفور.[٨٣]
وقد يواجه الأئمة – أحياناً- بعض الأسئلة الناشئة من ذلك الاختلاف في المواقف والرؤى في الوسط الشيعي، منها قضية التشبية والتنزيه، حيث يظهر من كلام هشام بن الحكم وهشام بن سالم اختلافهما في هذه القضية الحساسة، ومن هنا تصدى الأئمة لمعالجة هذه القضية التي روي فيها أكثر من عشرين رواية، بين رواية مختصرة ومفصّلة تؤكد كلّها على تبنّي فكرة التنزيه والدفاع عنها من قبل الأئمة، ومن بينها ما روي عن الإمام الهادي في تأكيد التنزيه.[٨٤]
ومن جملة المسائل الهامة التي ثار الجدل حولها – أيضاً - في ذلك العصر، وكثر الأخذ والردّ مسألة الجبر والتفويض التي أدّت إلى انقسام المسلمين انقساماً كان ذا خطرٍ دخل في صميم العقيدة، إذ نسبت فئة منهم، وقوع الذنب من العبد، إلى الله - والعياذ بالله من ذلك - محتجّة بأنّ الذنب يقع بعلمه تعالى وتقديره، وبإقدار العبد على ذلك بما خلق له من آلاتٍ يباشر الذنب بواسطتها، وبأنّ العبد لا اختيار له في تجنّب الذنب؛ لأنّه محمول عليه قد كتبه الله تعالى وقضى به عليه!. ثم أنكرت فئة أخرى ذلك، وقالت بأنّ للعبد أن يختار، وهو الذي يرتكب الذنب بتمام إرادته، وبكامل اختياره، وبواسطة الآلات الّتي منحه الله تعالى إيّاها لطاعته لا لمعصيته.
وقد تكلّم إمامنا في هذا الموضوع الهامّ كما تكلّم آباؤه جميعاً - وجدّاه الصادق والرّضا بالخصوص- لئلاّ يقع شيعته في فخّ الكفر وزخرف القول. ثم تكلّم في الجبر والاختيار كلاماً بليغاً يقطع كلّ جدلٍ ونقاش، مبيّناً رفضه للجبر والتفويض معاً وموضحاً أن هناك حالة وسطية هي الأمثل وهي: «لا جبر ولا تفويض بل أمر بين الأمرين».[٨٥]
علماً أنّ أكثر الروايات الاحتجاجية الواردة عن الإمام الهادي منصبة على مسألة الجبر والتفويض.[٨٦]
ثقافة الدعاء والزيارة
اعتمد الإمام الهادي الدعاء والزيارة كطريقة للتثقيف على معارف الدين والتربية وفق معارف المدرسة الإمامية حيث ضمن تلك الأدعية التي تمثل الانفتاح على الله تعالى والتوسل إليه مجموعة من الأفكار والمضامين العقائدية والسياسية والاجتماعية مما كان له الأثر الكبير في حياة الشيعة الإمامية على جميع المستويات.
زيارة الجامعة الكبيرة
هذه الزيارة من أشهر زيارات الأئمة الطاهرين وأعلاها شأناً وأكثرها ذيوعاً وانتشاراً، فقد حظيت بأهمية خاصة بين الأدعية والزيارات المأثورة عن أئمة الهدى، وقد أقبل أتباع أهل البيت وشيعتهم على حفظها وزيارة الأئمة بها؛ لأنها تشتمل على كلام فريد يزخر بالمعارف الإلهية السامية، ويبيّن حقيقة الإمام الذي يمثل الحجّة التامة للحق على جميع العالمين، والجامع لكل الخير والمحاسن، والنموذج الكامل للإنسان، وقد جاء كل ذلك في أرقى مراتب البلاغة والفصاحة.[٨٧]
تعامله مع الشيعة
اعتمد الإمام الهادي وكلاءه الموزعين على المناطق التي يقطنها أتباع مدرسة أهل البيت وخاصة في ايران، وسيلة للتواصل معهم ومواجهة الغلاة أينما كانوا.
نظام الوكلاء في زمن الإمام الهادي
رغم التشديد والحصار الذي فرض على الشيعة في آخريات عصر الأئمة والمتثمل بموقف خلفاء بني العباس من أتباع مدرسة أهل البيت، عمل الإمام الهادي على اتّخاذ الوكلاء وتأسيس شبكة الممثلين له في شتى البلدان التي يقطنها الشيعة كإيران ومصر واليمن والعراق، حيث عمد إلى اتخاذ وكلاء يوثّقهم ويمدحهم ليكونوا الواسطة بينه وبين الشيعة في التواصل المعرفي ومعالجة المعضلات الكلامية والفقهية والتفسيرية و... بالإضافة إلى استلام الحقوق الشرعية وإيصالها إلى الإمام، وربط الشيعة بالإمام الفعلي وتوجيههم إلى الإمام اللاحق عند رحيل السابق.
وقد قسّم الوكلاء -حسب ما ذكره الدكتور جاسم حسين- المناطق الآهلة بأكثر عدد من أتباع أهل البيت إلی أربع مناطق:
وكان الوكلاء يتواصلون مع الإمام عن طريق المكاتبات بواسطة الثقات من الشيعة.
ومن هؤلاء الوكلاء: علي بن جعفر الهماني كان وكيلا للإمام الهادي، وكان رجلا من أهل همينيا، قرية من قرى سواد بغداد، فسعي به إلى المتوكل، فحبسه فطال حبسه، ولما أخلى المتوكل سبيله، صار إلى مكة بأمر أبي الحسن مجاورا بها إلى آخر أيام حياته.[٨٩]
ومنهم حسين بن عبد ربّه وفي رواية ولده علي بن حسين بن عبد ربّه، ولما توفي كتب الإمام إلى مواليه يعلمهم بأنّه أقام أبا علي بن راشد مقام الحسين بن عبد ربّه ومن كان قبله من وكلائه.
ويحتمل من رواية الكشي حول إسماعيل بن إسحاق النيشابوي أن أحمد بن إسحاق الرازي هو الآخر كان من وكلاء الإمام الهادي.[٩٠]
الإمام الهادي والشيعة في ايران
كان العنصر الكوفي هو الغالب على الشيعة في القرن الأوّل، وهذا ما تكشف عنه كثرة الملقبين بالكوفي من أصحاب الأئمة، ثمّ بدأ يظهر لقب القمي في أوساط الرواة وأصحاب الأئمة وخاصة منذ عصر الإمامين الباقر والصادق، ويرجع الكثير منهم إلى العرب الأشعرية الذين هاجروا إلى مدينة قم. ورويداً رويداً أخذ انتشار التشيع في الوسط الايراني عامّة والقمّي خاصة يزداد حتى تحولت قم في عهد الإمام الهادي إلى مركز رئيسي من مراكز التشيع التي تربطها بالأئمة علاقات وثيقة، وكان الطابع العام للتشيع القمّي الاعتدال والوسطية في النظرة إلى الأئمة خلافاً للمدرسة الكوفية التي انتشر فيها الغلو.
ولم ينحصر التشيع في مدينة قم، بل تعدّاه إلى كل من مدينة آبة (أو آوة) وكاشان، وقد تكرّر ذكر محمد بن علي الكاشاني في الكثير من الروايات المنقولة عنه والأسئلة التي يوجهها إلى الإمام الهادي حول التوحيد ومسائله.[٩١]
وكانت علاقة القمّيين قوية مع الإمام الهادي، فكان محمد بن داود القمي ومحمد الطلحي يحملان ما اجتمع من أخماس ونذر وهدايا وجواهر اجتمعت في قم وبلادها لإرسالها إلى أبي الحسن الهادي.[٩٢]
وكان الإمام الهادي يستغفر لإهل قم وآوة لزيارتهم الإمام الرضا، كما روى ذلك السيد عبد العظيم بن عبد الله الحسني حين قال: «سمعت عليّ بن محمّد العسكري يقول: أهل قم وأهل آبة مغفور لهم لزيارتهم لجدّي عليّ بن موسى الرضا بطوس.[٩٣]
وكان لغير القميين من الشيعة - مع كونهم الأقلية بسبب السياسات الأموية والعباسية - علاقات وثيقة وأواصر قوية مع أئمة أهل البيت.
وقد صَنَّف صالح أبو مقاتل الدَيْلَميُّ من أصحاب الإمام الهادي كتاباً في الإمامة كبيراً، حديثاً وكلاماً، وسمّاه كتابَ الإحتجاج.(مسند الإمام الهادي عليه السلام، ص 317 .) والديلم منطقة تقع إلى الشرق من جيلان الإيرانية، وكانت قد احتضنت في أواخر القرن الثاني الهجري الكثير من الشيعة الإمامية بالإضافة إلى من هاجر من سكّانها إلى العراق، واعتنق المذهب الإمامي هناك.
وقد كشفت ألقاب أصحاب الإمام الهادي عن مناطق سكناهم من قبيل: بشر بن بشار النيشابوري وفتح بن يزيد الجرجاني وأحمد بن إسحاق الرازي وحسين بن سعيد الأهوازي وحمدان بن إسحاق الخراساني وعلي بن إبراهیم الطالقاني، وقد تحولت كل من مدينتي جرجان ونيسابور إلى مراكز شيعية فاعلة في القرن الرابع الهجري.
وهناك شواهد تدل على وجود عدد من أصحاب الإمام الهادي في مدينة قزوين الواقعة وسط ايران.[٩٤]
ورغم غلبة الطابع الحنبلي المتعصب على مدينة أصفهان الإيرانية إلا أنّها لم تخل من الرجال الشيعة كإبراهيم بن شيبة الأصفهاني الكاشاني القاطن في أصفهان وعلي بن محمد الأصفهاني القاطن في كاشان، وقد أدرجهما الرجاليون ضمن أصحاب الإمام الهادي.[٩٥] ومنهم رجل يقال له عبد الرّحمن مال إلى التشيع بعد كرامة شاهدها على يد الإمام الهادي في سامراء.[٩٦]
وهناك روايات تشير إلى وصول بعض الهمدانيين إلى نيل الوكالة من الإمام الهادي.[٩٧]
موقف الإمام الهادي من الغلاة
استغلَّ الغلاةُ فترةَ إمامةِ الإمامِ الهادي(ع) لنشرِ أفكارِهم المُتطرّفةِ، مُتظاهرینَ بالولاءِ و القُربِ منهُ. و نسبوا إلی أئمةِ الشیعةِ، و خاصّةً الإمامَ الهادی،
اتخذ الأئمة الأطهار وشيعتهم مواقف صريحة من الغلو والغلاة.[٩٨] وكان للإمام الهادي موقف صارم منهم لانتشارهم في عصره، ومن الغلاة المعاصرين للإمام الهادي: علي بن حسكة وتلامذته القاسم الشعراني اليقطيني،[٩٩] والقاسم بن يقطين، والحسن بن محمد بن باب القمي، وفارس بن حاتم بن ماهويه القزويني، ومحمد بن نصير الفهري النميري، ومحمد بن موسى الشريفي.
وممن لعنهم الإمام الهادي محمد بن نصير النميري وفارس بن حاتم القزويني، كما وأظهر براءته من ابن بابا القمي وغيره الذين ادعوا أن الإمام الهادي هو الربّ الخالق للكون، وأنّه بعث ابن حسكة ومحمد بن نصير الفهري وابن بابا وغيرهم أنبياء يدعون الناس إليه، وطالب بقتلهم.[١٠٠]
وكان محمّد بن نصير النميريّ يدّعي أنّه نبيّ بعثه أبو الحسن الهادي، وكان يقول بـالتّناسخ والغلوّ في أبي الحسن، ويقول فيه بـالربوبيّة، ويقول بالإباحة للمحارم وتحليل نكاح الرجال بعضهم بعضاً. وتعدّ النصيرية من أشهر فرق الغلو التي تنشعب بدورها إلى عدّة فرق مغالية أخرى.[١٠١]
وعلى رأسهم كان عباس بن صدقة وأبو العباس الطرفاني (الطبراني) وأبو عبد لله الكندي المعروف بشاه رئيس.[١٠٢]
وقد حذر الإمام الهادي أصحابه وسائر المسلمين من الاتصال بهم.
ومن كبار المغالين في عصر الإمام الهادي أحمد بن محمد السياري[١٠٣] الذي ذهب أكثر الرجاليين إلى وصفه بالغلو. ويعد كتابه القراءات من أبرز المصادر التي سطر فيها روايات التحريف.
ومنهم أيضاً حسين بن عبيدالله المحرّر الذي أخرج من مدينة قم لغلوه.[١٠٤]
تلامذته وأصحابه
قد ذكر السيد محمد كاظم القزويني في كتابه "الإمام الهادي من المهد إلى اللحد" 346 شخصاً كأصحاب للإمام الهادي(ع).[١٠٥] ووفقًا لما أشار إليه رسول جعفريان، فإن عدد الرواة المعروفين عن الإمام الهادي (عليه السلام) يناهز 190 شخصاً، إلّا أنَّ الأحادیث نُقلت عن حوالی 180 شخصاً منهم فقط.[١٠٦] بينما وفقاً لرجال الشيخ الطوسي، فإن عدد الذين نقلوا الحديث عن الإمام الهادي(ع) يصل إلى أكثر من 185 شخصاً.[١٠٧] ذكر العطاردي في "مسند الإمام الهادي" 179 شخصاً يروون عن الإمام الهادي(ع)، وأشار إلى وجود الثقة والضعيف والحسن والمتروك والمجهول بينهم.[١٠٨] كما ذكر أنَّ طائفةً من الرواة الذين أثبت أسماءهم في مُسنَدهِ لم يَنُصَّ عليهم الشيخ الطوسي في رجاله، في حين أنَّ هناكَ رواةً أوردَهم الشيخ الطوسي في رجاله لم يرد لهم ذكر في هذا المسند.[١٠٩]
وكان من جملة أصحابه: عبد العظيم الحسني، وعثمان بن سعيد،[١١٠] وأيوب بن نوح،[١١١] والحسن بن راشد، والحسن بن علي الناصر.[١١٢] ونقل ابن شهرآشوب أنَّ جعفرَ بن سهيل الصيقل كان من جملة وكلاء الإمام، وجعل محمد بن عثمان بمثابة الباب للإمام الهادي.[١١٣]
قد استند رسول جعفریان إلی أنساب و ألقاب بعض أصحاب الإمام الهادی (ع) لإثبات كونهم ذوي الأصول الإيرانية، كما اعتبر مكان إقامة بعض أصحابه (ع) في إيران، منهم بشر بن بشار النیسابوري، وفتح بن یزید الجُرجاني، والحسين بن سعيد الأهوازي، وحمدان بن إسحاق الخراساني، وعلي بن إبراهیم الطالقاني، ومحمد بن علي الكاشاني[١١٤]، وإبراهیم بن شَیبة الأصفهاني، وأبو مُقاتل الدیلمي.[١١٥] وقال جعفریان، مستنداً إلی رسالة من الإمام الهادی (علیه السلام) إلی وکیله فی مدينة همدان، حيث ضمنت عبارة:"کتبتُ أیضاً إلی أصحابي في همدان کتابا أمرتهم فيه باتباع أمرک"، أنَّ بعض أصحاب الإمام کانوا یُقیمون في همدان، وکذلک هناک شواهد تدل علی وجود أصحاب للإمام في مدينة قزوین.[١١٦]
المؤلفات
هناک کتب ألّفت حول الإمام الهادی (علیه السلام) باللغتین العربیة والفارسیة. وفی مقالةٍ عن فهرسة الكتب المتعلقة بالإمام الهادی(ع)، تمّ تقدیمُ ثلاثین کتابًا فی هذا الموضوع، باللغتین العربیة والفارسیة، ومن هذه المؤلّفات:
- مُسنَد الإمام الهادي تأليف عزيز الله العطاردي (المتوفى: 1393ش.). يضمّ هذا الكتاب حوالی 350 حديثاً عن الإمام الهادي؛
- حياة الإمام علي الهادي بقلم باقر شريف القرشي (المتوفى: 1433هـ). يتناول هذا الكتاب حياة الإمام الهادي؛
- النورُ الهادي إلیٰ أصحابِ الإمام الهادي لعبد الحسين الشبستري (المتوفى 1395ش). یُقدّم هذا الكتاب 193 شخصاً من أصحاب الإمام الهادی(ع)؛
- موسوعة الإمام الهادي في أربعة مجلّدات و 2019 صفحة.
لمزيد الاطلاع
انظر:
- حياة الإمام الهادي للشيخ باقر شريف القرشي.
- عطاردي، عزيز الله، مسند الإمام الهادي، قم، المؤتمر العالمي للإمام الرضا،1410 هـ.
- الإمام علي الهادي، تأليف: حسين الشاكري، الطبعة: الأولى، المطبعة: ستاره، قم المقدسة، 1419 ه.
- الإمام الهادي قدوة وأسوة، آية الله السيد محمد تقي المدرسي.
- الإمام علي الهادي مع مروق القصر وقضاة العصر، سيرة، وبحث، وتحليل، بقلم: كامل سليمان.
بحوث ذات صلة
الإمام السابق | الإمام اللاحق | |
محمد الجواد | الإمام العاشر علي الهادي (212 - 254 هـ) | الحسن العسكري |
الهوامش
- ↑ المفيد، الإرشاد، ص 635.
- ↑ النوبختي، فرق الشيعة، ص 135.
- ↑ ابن الجوزي، تذكرة الخواص، ج 2 ص 492 .
- ↑ ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج4، ص401.
- ↑ الإربلي، مناقب، ج 4، ص 432.
- ↑ الإربلي، مناقب، ج 4، ص 432.
- ↑ المفيد، الإرشاد، ص 635.
- ↑ المسعودي، إثبات الوصية، ص228.
- ↑ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج2، ص484.
- ↑ ابن الجوزي، تذكرة الخواص، ج2، ص492.
- ↑ المسعودي، إثبات الوصية، 1426هـ، ص231-230.
- ↑ الدخيل، أئمتنا، ج 2، ص 209.
- ↑ النوبة، عنوان لمنطقة وسيعة في جنوب مصر.
- ↑ الخصيبي، الهداية الكبرى، ص313.
- ↑ المفيد، الإرشاد، ص 649.
- ↑ ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج 4، ص 433.
- ↑ ابن حجر، الصواعق المحرقة، ص 207.
- ↑ المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج2، ص311و312؛ الكليني، الكافي، 1407هـ، ج1، 497-498؛ الطوسي، تهذيب الأحكام، 1418هـ، ج6، ص104.
- ↑ الطبري، دلائل الإمامة، 1413هـ، ص409؛ الإربلي، كشف الغمة، 1381هـ، ج2، ص375.
- ↑ ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب، 1379هـ، ج4، ص401.
- ↑ النوبختي، فرق الشيعة، دار الأضواء، ص92؛ ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب، 1379هـ، ج4، ص401.
- ↑ مؤسسة ولي العصر (عج) للدراسات الإسلامية، موسوعة الإمام الهادي( ع )، 1424هـ، ج1، ص87.
- ↑ المسعودي، إثبات الوصية، 1426هـ، ص243.
- ↑ الطوسي، تهذيب الأحکام، 1418هـ، ج6، ص104.
- ↑ المحلاتي، مآثر الكبراء في تأريخ سامرّاء، 1384ش، ج1، ص318.
- ↑ المحلاتي، مآثر الكبراء في تأريخ سامرّاء، 1384ش، ج1، ص318_393.
- ↑ الهجوم على سامراء ومرقد الإمامين العسكريين.
- ↑ عملیات بازسازی گنبد حرم امامین عسکریین به اتمام رسید، خبرگزاری فارس.
- ↑ بازسازی حرم امامین عسکریین، سایت خبری تابناک.
- ↑ القمي، منتهى الآمال، 1379ش، ج3، ص 1878
- ↑ حسین، تاریخ سیاسی غیبت امام دوازدهم، 1385ش، ص81.
- ↑ مفید، الارشاد، 1413ق، ج2، ص300.
- ↑ النوبختي، فرق الشيعة، دار الأضواء، ص91-92.
- ↑ الأشعري القمي، المقالات والفرق، ص 99 .
- ↑ المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج2، ص300.
- ↑ ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب، 1379هـ، ج4، ص402.
- ↑ العطاردي، مسند الإمام الهادي، 1410هـ، ص20.
- ↑ كليني، الكافي، 1407هـ، ج1، ص323-325؛ المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج2، ص298.
- ↑ كليني، الكافي، 1407هـ، ج1، ص323.
- ↑ كليني، الكافي، 1407هـ، ج1، ص324.
- ↑ ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب، 1379هـ، ج4، ص402.
- ↑ المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج2، ص297؛ طبرسی، اعلامالوری، 1417ق، ج2، ص109.
- ↑ الطبرسي، إعلام الوری، 1417هـ، ج2، ص109.
- ↑ ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، 1379هـ، ج4، ص401.
- ↑ پیشوایی، سیره پیشوایان، 1374ش، ص595.
- ↑ جاسم، تاریخ سیاسی غیبت امام دوازدهم، 1376ش، ص81.
- ↑ الطبرسي، إعلام الوری، 1417هـ، ج2، ص109و110.
- ↑ الإربلي، كشف الغمة، ج 4، ص 40.
- ↑ الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص 478 .
- ↑ الیعقوبی، تاریخ یعقوبی، بیروت، ج2، ص484.
- ↑ مفید، الارشاد، 1413ق، ج2، ص309.
- ↑ مسعودی، اثباتالوصیه، 1426ق، ص233.
- ↑ ابن الجوزي، تذكرة الخواص، ج 2، ص 493.
- ↑ الشيخ المفيد، الإرشاد، ج2، ص310.
- ↑ الحیاة الفکریة و السیاسیة لأئمة أهل البیت علیهم السلام، 1414هـ، ج2، ص136.
- ↑ المسعودي، إثبات الوصية، 1426هـ، ص233.
- ↑ المسعودي، إثبات الوصية، 1426هـ، ص233.
- ↑ المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج2، ص309.
- ↑ المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج2، ص309.
- ↑ المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج2، ص309؛ الكليني، الكافي، 1407هـ، ج1، ص501.
- ↑ الحیاة الفکریة و السیاسیة لأئمة أهل البیت علیهم السلام، 1414هـ، ج2، ص138.
- ↑ ابن الجوزي، تذكرة الخواص، ج 2، ص 492.
- ↑ المسعودي، إثبات الوصية، 1426هـ، ص237.
- ↑ المسعودي، إثبات الوصية، 1426هـ، ص237.
- ↑ المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج2، ص311.
- ↑ الطبرسي، إعلام الوری، 1417هـ، ج2، ص126.
- ↑ المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج2، ص311.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار،1403هـ، ج59، ص20.
- ↑ الطبرسي، إعلام الوری، 1417هـ، ص438.
- ↑ أبو الفرج الإصفهاني، مقاتل الطالبيين، 1987م، ص478.
- ↑ الحیاة الفکریة و السیاسیة لأئمة أهل البیت علیهم السلام، 1414هـ، ج2، ص144.
- ↑ المسعودي، إثبات الوصية، ص 200.
- ↑ محل نزول القوافل.
- ↑ المفيد، الإرشاد، ص 648.
- ↑ المفيد، الإرشاد، ص 649.
- ↑ الشاكري، كتاب الإمام علي الهادي عليه السلام، ص 455.
- ↑ الطبرسي، إعلام الورى، ج 2، ص 126.
- ↑ المسعودي، مروج الذهب، ج 4، ص 11.
- ↑ ابن الجوزي، تذكرة الخواص، ج 2، ص 497.
- ↑ الحرّاني، تحف العقول، ص 458-459.
- ↑ المجلسي، بحار الانوار، ج 2 ، ص 244.
- ↑ الصدوق، الأمالي، ص 438 .
- ↑ الطوسي، رجال الكشي، ص 265 .
- ↑ العطاردي، مسند الإمام الهادي عليه السلام، ص 94 -84 .
- ↑ العطاردي، مسند الامام الهادي عليه السلام، ص 213 - 198؛ كامل سليمان، الإمام علي الهادي (عليه السلام) مع مروق القصر وقضاة العصر، سيرة، وبحث، وتحليل، ص 246.
- ↑ العطاردي، مسند الامام الهادي ص 227 - 198 .
- ↑ الشاكري، سيرة الإمام الهادي، ص 143.
- ↑ جاسم حسین، تاريخ سياسى غيبت امام دوازدهم، ص 137.
- ↑ الطوسي، رجال الكشي، ص 608 - 607.
- ↑ العطاردي، مسند الإمام الهادي ص 320.
- ↑ الصدوق، التوحيد، ص 101.
- ↑ العطاردي، مسند الإمام الهادي، ص 45.
- ↑ الصدوق، عيون أخبار الرضا، ج 2، ص 260.
- ↑ الطوسي، رجال كشي، ص 526 .
- ↑ العطاردي، مسند الامام الهادي عليه السلام، ص 352 .
- ↑ العطاردي، مسند الإمام الهادي، ص 123 .
- ↑ الطوسي، رجال الكشي، ص 610 .
- ↑ الشاكري، الإمام علي الهادي، ص 257.
- ↑ العطاردي، مسند الإمام الهادي عليه السلام، ص 518.
- ↑ العطاردي، مسند الإمام الهادي عليه السلام، ص 521 - 520 .
- ↑ النوبختي، فرق الشيعة، ص 136.
- ↑ الطوسي، رجال الكشي، ص 522 .
- ↑ العطاردي، مسند الإمام الهادي عليه السلام، ص 323 .
- ↑ الطوسي، تاریخ الكشي، ص 512
- ↑ القزويني، الإمام الهادي من المهد إلی اللحد، 1413هـ، ص140-467.
- ↑ جعفریان، حیات فکری-سیاسی امامان شیعه، 1381ش، ص512.
- ↑ الطوسي، رجال الطوسي، 1373ش، ص383-393.
- ↑ العطاردي، مسند الإمام الهادي، ص307.
- ↑ العطاردي، مسند الإمام الهادي، ص307.
- ↑ الطوسي، رجال الطوسي، 1373ش، ص401-389.
- ↑ الطوسي، رجال الطوسي، 1373ش، ص384.
- ↑ الطوسي، رجال الطوسي، 1373ش، ص385.
- ↑ ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب، 1379هـ، ج4، ص402.
- ↑ الصدوق، التوحيد، 1398هـ، ص101.
- ↑ جعفريان، الحیاة الفکریة و السیاسیة لأئمة أهل البیت علیهم السلام، 1414هـ، ج2، ص152؛ عطاردی، مسند الامام الهادی، 1410هـ، ص317.
- ↑ الحیاة الفکریة و السیاسیة لأئمة أهل البیت علیهم السلام، 1414هـ، ج2، ص153.
المصادر والمراجع
- ابن الجوزي، يوسف بن قزاوغلي، تذكرة الخواص، قم، دار ليلى، 1426 هـ .
- ابن حجر الهيثمي، أحمد بن محمد، الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة، مكتبة القاهرة، د.ت.
- ابن شعبة الحراني، تحف العقول، تحقيق: تصحيح: علي أكبر الغفاري، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 2، 1404هـ
- ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب، بيروت، دار الأضواء، 1421 هـ.
- أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، بيروت، موسسه الأعلمي للمطبوعات، 1987 م.
- أبو الفتح الاربلي، علي بن عيسى، كشف الغمة في معرفة الائمة، قم، المجمع العالمي لأهل البيت، 1426 هـ .
- أبو خلف الأشعري القمي، سعد بن عبد الله، المقالات والفرق، طهران، انتشارات علمي و فرهنكي، 1361 هـ.
- جاسم محمد حسين، تاريخ سياسى غيبت امام دوازدهم، ترجمه الی الفارسية سيد محمدتقى آيت اللهى، سوم، طهران، أمير كبير، 1385 هـ ش.
- جعفریان, رسول, حیاة الفکریة والسیاسیة لأئمة أهل البیت علیهم السلام، بیروت، دار الحق، 1414هـ.
- الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، بيروت: دار الكتب العلمية، 1417ق. /1997م.
- الخصيبي، حسين بن حمدان، الهداية الكبرى، لبنان، مؤسسه البلاغ، 1991 م.
- الدخيل، علي محمد علي، أئمتنا سيرة الائمة الإثني عشر، قم، انتشارات ستاره، 1429 هـ .
- السيد المرتضى، علي بن الحسين، المسائل الناصريات، طهران، مؤسسة الهدى، 1417 هـ .
- الطبرسي، فضل بن حسن، إعلام الورى، قم، انتشارات ستاره، 1417 هـ .
- الطوسي، محمد بن حسن، الغيبة، دار المعارف الإسلامية، ط 1، 1411 ه.
- طوسی، محمد بن حسن، تهذيب الأحكام، التحقيق: علی أكبر غفاري، طهران، نشر صدوق، الطبعة الأولى، 1418هـ.
- الطوسي، محمد بن الحسن، اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي، مشهد، دانشكاه مشهد، 1348 هـ ش.
- المسعودي، علي بن الحسين، مروج الذهب ومعادن الجوهر، قم: منشورات دار الهجرة، 1404 هـ/ 1984 م.
- الصدوق، محمد بن علي، التوحيد، قم، جامعه مدرسين، ط 1، 1389 هـ .
- الصدوق، محمد بن علي، عيون أخبار الرضا عليه السلام، طهران، نشر جهان، ط 1، 1378 هـ ش.
- العطاردي، عزيز الله، مسند الإمام الهادي عليه السلام، قم، المؤتمر العالمي للإمام الرضا، 1410 هـ .
- الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، التصحيح: علی أكبر غفاري ومحمد آخوندي، طهران، دار الكتب الإسلامية، 1407هـ.
- المسعودي، علي بن الحسين، إثبات الوصيه للإمام علي بن ابي طالب، قم، منشورات رضي، د.ت.
- المفيد، محمد بن محمد بن النعمان، الإرشاد، طهران، انتشارات إسلامية، 1380 هـ.
- مؤسسة ولي العصر (عج) للدراسات الإسلامية، موسوعة الإمام الهادي( ع )، التحقيق: السيّد أبو الفضل الطباطبائي والآخرون، قم، مؤسّسة وليّ العصر (ع) للدراسات الإسلاميّة، الطبعة الأولى، محرم الحرام 1424هـ.
- النوبختي، حسن بن موسى، فرق الشيعة، طهران، مركز انتشارات علمي وفرهنكي، 1361 هـ ش.
- عملیات بازسازی گنبد حرم امامین عسکریین به اتمام رسید، وكالة أنباء فارس .
- بازسازی حرم امامین عسکریین، وكالة أنباء "تابناك" الإيرانية.