المذاهب الإسلامية

المذَاهب الإسلاميَّة هي مجموعة توجّهات عقائديّة وفقهيّة كلّها متفرّعة عن الدّين الإسلاميّ؛ وليست هذه التّوجّهات والإختلافات إلاّ في الآراء والمباني الفقهيّة أو العقائديّة ومشاربها ومناشئها. وأكثرها اثراً وحدّة هو الإختلاف في العقيدة، وهو الّذي على أساسه برز الخلاف باسم الاختلاف، و المنشأ الأوّل لهذا الإختلاف هو الخلاف السّياسيّ الّذي انعكس على الإختلاف فصار خلافاً اجتماعيّاً تطوّر إلى اختلاف عقائديّ. فظهرت لفظتان متقابلتان لهما معانيهما الدّينيّة والسّياسيّة وحتّى الاجتماعيّة وهما: الشيعة و أهل السنة أو السنة.

منشأ الاختلاف

• الإمامة: برزت الخلافات بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) والقول بإمامة وخلافة علي بن أبي طالب و الأئمة من بعده (عليهم السلام) الذي لم يقل به كثير من الصحابة وعليه تفرّعت مباحث العصمة وغيرها.
• عدالة الصحابة: وهذه الفكرة نشأت كردة فعل على الاتجاه الأول القائل بعصمة الأئمة (عليهم السلام) ، وهو محاولة لتصحيح كثير من الأحداث التي وقعت بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله).

مذهب الإمامية

المقالة الرئيسة: التشيع

عرف بالمذهب الشيعي، وأتباعه هم القائلون بالنص على الخلافة والإمامة من السماء، وكانوا يسمّون "شيعة علي" ، إلاّ أنهم بعد تفرّقهم إلى فرق بقيت الفرقة المعروفة بهذا الإسم تعرف بـ"الإمامية" أو "الجعفرية" نسبة إلى الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) .

أما باقي الفرق فقد اندثرت على مرّ الزمن ولم يبق منها سوى:

• الزيدية نسبة إلى زيد بن علي (عليهما السلام).
• الإسماعيلية نسبة إلى إسماعيل بن الإمام الصادق (عليهما السلام) .

مذاهب سنية

على مستوى الفقه هناك أربعة مذاهب عرفت كأبرز فرق أهل السنة وهي:

• المذهب المالكي، نسبة إلى مالك بن أنس لأصبحي، ولد في المدينة سنة 93 هـ وتوفي فيها سنة 179 هـ ودفن بالبقيع.
• المذهب الحنفي، نسبة إلى أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن التيمي الكوفي، ولد سنة 80 هـ وتوفي سنة 150 هـ ودفن ببغداد.
• المذهب الشافعي، نسبة إلى محمد بن إدريس القرشي الشافعي، و لد سنة 150 هـ في غزة وتوفي سنة 204 هـ.
• المذهب الحنبلي، نسبة إلى أحمد بن حنبل بن هلال الذهلي الشيباني، ولد في بغداد سنة 164 هـ وكان من أكبر تلامذة الشافعي.

أما على مستوى المعتقدات أو ما يسمى بعلم الكلام فهي:

• الأشعرية أو الأشاعرة، نسبة إلى أبي الحسن الأشعري من نسل أبي موسى الأشعري، ولد بالبصرة سنة 260 هـ وتوفي ببغداد سنة 324 هـ، اتبع منهاجه في العقيدة عدد كبير من أهل السنة وعرفوا أيضاً بأهل الحديث.
• الماتُردية، نسبة إلى أبي منصور الماتردي، وهم يتبعون المذاهب الفقهية على اختلافه، ولا تختلف بشكل عام عن المدرسة الأشعرية إلاّ في بعض القضايا البسيطة، وأبرز شخصياتها العلمية: الطحاوي، وله كتابه "العقيدة الطحاوية".
• المعتزلة، نسبة إلى أبي حذيفة واصل بن عطاء تلميذاً للحسن البصري، ولد سنة 700 هـ وتوفي بالمدينة سنة 748 هـ.
• الحنابلة، وهم من يتبع الإمام أحمد بن حنبل في تشدده لبعض المعتقدات، قال المواهبي الحنبلي: "وطوائف أهل السنة ثلاثة: أشاعرة ، وحنابلة ، وماتردية ، بدليل عطف العلماء الحنابلة على الأشاعرة في كثير من الكتب الكلامية وجميع كتب الحنابلة".
• الخوارج، وهم في اعتقاد أهل السنة جماعة ظهرت في آخر خلافة عثمان بن عفان وبداية خلافة علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وفي عقيدة الشيعة أنهم من خرج بعد حرب صفين ومسألة التحكيم ضد أمير المؤمنين (عليه السلام) ورئيسهم عبد الله بن وهب الراسبي.

وهؤلاء عُرفوا بعدة أسماء:

1. أهل النهروان، نسبة إلى المكان التي بدأوا فيها حربهم ضد علي بن أبي طالب (عليه السلام).
2. الحرورية أو الحروريين: نسبة لأحد المواقع التي خاضوا فيها حرباً مع أمير المؤمنين (عليه السلام) أيضاً.
3. المُحَكِّمة: لأنهم رفضوا حكم عمرو بن العاص وأبي موسى الأشعري، وكان شعارهم "لا حكم إلا لله".
4. الشُراة: سموا أنفسهم الشراة، كمن باعوا أرواحهم في الدنيا واشتروا النعيم في الآخرة، والمفرد منها "شارٍ".

• الإباضية، وهي إحدى المذاهب الإسلامية المنفصلة عن السنة والشيعة، سميت بهذا الاسم نسبة إلى عبد الله بن إباض التميمي ، بينما ينسب المذهب في حقيقته إلى جابر بن زيد التابعي الذي كان من تلامذة عائشة بنت أبي بكر.
• الصوفية، وهي جماعة من أهل السنة تدين بـ"علم تعرف به أحوال تزكية النفوس، وتصفية الأخلاق وتعمير الظاهر والباطن لنيل السعادة الأبدية" "فانفرد خواص أهل السنة المراعون أنفسهم مع الله سبحانه وتعالى، الحافظون قلوبهم عن طوارق الغفلة باسم "التصوف"، واشتهر هذا الاسم لهؤلاء الأكابر قبل المائتين من الهجرة".

فرق متأخرة

• الوهابية، نسبة إلى مؤسسها محمد بن عبد الوهاب النجدي، كان مبدأ نشوئها حركة سياسية ظهرت في شبه الجزيرة العربية وانتشرت في دول الخليج ثم توسّعت اليوم في أطراف العالم الإسلامي، يستخدم مصطلح وهابية كذلك للإشارة إلى النظام السلفي الحاكم في السعودية.
• السلفية، وهي جماعة متأخرة تدعو إلى فهم الكتاب والسنة بفهم السلف من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين.
• الظاهرية، نسبة إلى داود بن علي الظاهري، نشأت هذه الفرقة في بغداد في منتصف القرن الثالث الهجري، تقول بالتمسك بالقرآن والسنة، وترفض ما عليه بعض أهل السنة (كالرأي و القياس و الاستحسان و المصالح المرسلة ، و سد الذرائع ، وشرع من قبلنا...) ، وعلى رأسهم الإمام ابن حزم الأندلسي صاحب "المحلى بالآثار" في الفقه الحنبلي.
• الديوبندية ، وهي طائفة من الحنفية توجد في شبه القارة الهندية وغيرها، ينتمون إلى "ديوبند" وهي بلدة في ولاية "أوترا براديش"، اكتسبت شهرتها من أجل الجامعة الإسلامية الشهيرة "دار العلوم" التي تأسست فيها عام 1283 هـ، وكان الهدف الأساسي من إنشاء هذه الجامعة هو تأييد المذهب الحنفي ونشره وإخضاع السنة النبوية وتطويعها للفقه الحنفي.

المصادر والمراجع

• ابن خلكان، أحمد بن محمد، وفيات الأعيان، بيروت، دار صادر، د.ت.
• ابن مصطفى، مصطفى بن محمد، أصول وتاريخ الفرق الإسلامية، د.م، مكتبة صيد الفوائد، 1424 هـ/ 2003 م.
• أبو أسامة، سيد طالب الرحمن، الديوبندية، الرياض، دار الصميعي، ط 1، 1419 هـ/ 1998 م.
• السبكي، تاج الدين عبد الوهاب، طبقات الشافعية، د.م، د.ن، د.ت.
• القشيري، عبد الكريم، الرسالة القشيرية، د.م، د.ن، د.ت.
• المواهبي الحنبلي، عبد الباقي، العين والأثر، د.م، د.ن، د.ت.
• الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة، إشراف وتخطيط ومراجعة: مانع بن حماد الجهني، الرياض، دار الندوة العالمية، ط 3، 1418 هـ.
• عبد الهادي، عبد الباقي، تاريخ أهل الظاهر، القاهرة، دار الآفاق العربي، د.ت.
• عمارة، محمد، تيارات القكر الإسلامي، القاهرة، دار الشروق، ط 2، 1418 هـ/ 1997 م.