مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «واقعة الطف»
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Foad |
imported>Ahmadnazem لا ملخص تعديل |
||
سطر ١: | سطر ١: | ||
{{قالب:شعائر حسينية}} | {{قالب:شعائر حسينية}} | ||
'''واقعة الطف'''، هي ملحمة وقعت [[سنة 61 للهجرة]] في [[كربلاء]] بين | '''واقعة الطف'''، هي ملحمة وقعت [[سنة 61 للهجرة]] في [[كربلاء]] بين [[الحسين (ع)|الحسين بن علي]] {{ع}} {{و}}[[أنصار الإمام الحسين|أنصاره]] من جهة، {{و}}[[جيش الكوفة]] من جهة أخرى، وأدّت إلى [[استشهاد]] الإمام الحسين وأصحابه {{و}}[[سبايا الطف|سبي أهل بيته]]. | ||
ففي العام الذي استولى يزيد على الحكم بعد موت [[معاوية|أبيه]] في الـ[[15 رجب|15 من رجب]] [[ | ففي العام الذي استولى [[يزيد بن معاوية]] على الحكم بعد موت [[معاوية|أبيه]] في الـ[[15 رجب|15 من رجب]] سنة [[60 للهجرة|سنة 60]] للهجرة، تمّ الضغط على الحسين (ع) للقبول [[الخلافة الأموية|بالخلافة]] وهو في [[المدينة المنورة|المدينة]] فغادرها في الـ[[28 رجب|28 من رجب]] متوجهاً إلى [[مكة|مكّة]]. | ||
أقام الحسين (ع) أربعة أشهر (من [[3 شعبان]] حتى [[8 ذي الحجة]]) في مكة وفي هذه الفترة وصل خبر رفضه لخلافة يزيد، إلى شيعة [[الكوفة]]، فأرسلوا له رسائل تدعوه بالقدوم إليهم. | أقام الحسين (ع) أربعة أشهر (من [[3 شعبان]] حتى [[8 ذي الحجة]]) في مكة وفي هذه الفترة وصل خبر رفضه لخلافة يزيد، إلى شيعة [[الكوفة]]، فأرسلوا له رسائل تدعوه بالقدوم إليهم. | ||
فبعث [[مسلم بن عقيل]] سفيراً له إلى الكوفة يستطلع آراء [[الشيعة]] هناك. فلمّا دخل مسلم الكوفة ورأى إقبال الناس عليه يتعهّدون للحسين (ع)، بعث رسالة يدعو الحسين إلى القدوم نحو الكوفة. فأقبل (ع) نحو الكوفة مغادراً مكّة في [[8 ذي الحجة|الثامن من شهر ذي الحجة]]. كما أوردت بعض التقارير التاريخية بأن الإمام كان على علم بمؤامرة تحاك له في مكّة، فلأجل الحفاظ على حرمة البيت غادرها قاصداً الكوفة. | فبعث [[مسلم بن عقيل]] سفيراً له إلى الكوفة يستطلع آراء [[الشيعة]] هناك. فلمّا دخل مسلم الكوفة ورأى إقبال الناس عليه يتعهّدون للحسين (ع)، بعث رسالة يدعو الحسين إلى القدوم نحو الكوفة. فأقبل (ع) نحو الكوفة مغادراً مكّة في [[8 ذي الحجة|الثامن من شهر ذي الحجة]]. كما أوردت بعض التقارير التاريخية بأن الإمام كان على علم بمؤامرة تحاك له في مكّة، فلأجل الحفاظ على حرمة البيت غادرها قاصداً الكوفة. | ||
حینما علم ابن زياد بأن الحسين (ع) يتجه إلى الكوفة، أرسل له جيشاً، فاعترضه [[الحرّ بن يزيد]] في منطقة [[ذو حسم|ذو حُسَم]]، فاضطر الإمام أن یمیل عن طريقه صوب [[نينوى]]. وبحسب أغلب المصادر التاريخية دخل الحسين (ع) أرض [[كربلاء]] في [[2 محرم الحرام|الثاني من المحرم]] [[ | حینما علم ابن زياد بأن الحسين (ع) يتجه إلى الكوفة، أرسل له جيشاً، فاعترضه [[الحرّ بن يزيد]] في منطقة [[ذو حسم|ذو حُسَم]]، فاضطر الإمام أن یمیل عن طريقه صوب [[نينوى]]. وبحسب أغلب المصادر التاريخية دخل الحسين (ع) أرض [[كربلاء]] في [[2 محرم الحرام|الثاني من المحرم]] سنة [[61 هـ]]. | ||
وفي اليوم التالي أوفد ابن زياد، [[عمر بن سعد]] مع جيش آخر إلى كربلاء. وبحسب التقارير الواردة جرت عدة محادثات بين الحسين (ع) وعمر بن سعد، لكن ابن زياد لم يرضَ إلاّ بأخذ البيعة عنوة من الحسين (ع) مهما كلفه الأمر. | وفي اليوم التالي أوفد ابن زياد، [[عمر بن سعد]] مع جيش آخر إلى كربلاء. وبحسب التقارير الواردة جرت عدة محادثات بين الحسين (ع) وعمر بن سعد، لكن ابن زياد لم يرضَ إلاّ بأخذ البيعة عنوة من الحسين (ع) مهما كلفه الأمر. | ||
سطر ٢٩: | سطر ٢٩: | ||
بعد أن تصدى [[يزيد بن معاوية|يزيد]] للحكم خَلفاً لأبيه [[معاوية بن أبي سفيان]] في [[الشام]]، صبّ جلّ اهتمامه على أخذ [[البيعة]] من الجماعة التي رفضت مبايعته في حياة أبيه.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 338.</ref> | بعد أن تصدى [[يزيد بن معاوية|يزيد]] للحكم خَلفاً لأبيه [[معاوية بن أبي سفيان]] في [[الشام]]، صبّ جلّ اهتمامه على أخذ [[البيعة]] من الجماعة التي رفضت مبايعته في حياة أبيه.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 338.</ref> | ||
فأرسل إلى والي [[المدينة]] - [[الوليد بن عتبة بن أبي سفيان]] - كتاباً يُخبره بموت أبيه ويطالبه بأخذ البيعة عنوةً ممّن لم يبايعه أخذا شديدا، وهم [[الإمام الحسين]]{{ع}}، و[[عبد الله بن عمر]]، و[[عبد الله بن الزبير]]،<ref>أبو مخنف، وقعة الطّف، ص 75؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 338.</ref> ثم أرسل كتابا آخر يأمر بأن يرسل له مع جواب كتابه رأس الحسين بن علي{{ع}}.<ref>الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 18؛ الخوارزمي، مقتل الحسين، ج 1، ص 269.</ref> | فأرسل إلى والي [[المدينة]] - [[الوليد بن عتبة بن أبي سفيان]] - كتاباً يُخبره بموت أبيه ويطالبه بأخذ البيعة عنوةً ممّن لم يبايعه أخذا شديدا، وهم [[الإمام الحسين]]{{ع}}، {{و}}[[عبد الله بن عمر]]، {{و}}[[عبد الله بن الزبير]]،<ref>أبو مخنف، وقعة الطّف، ص 75؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 338.</ref> ثم أرسل كتابا آخر يأمر بأن يرسل له مع جواب كتابه رأس الحسين بن علي{{ع}}.<ref>الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 18؛ الخوارزمي، مقتل الحسين، ج 1، ص 269.</ref> | ||
فأرسل الوليد باستشارة من [[مروان بن الحكم]] إلى [[الإمام الحسين]]{{ع}} {{و}}[[عبد الله بن الزبير|ابن الزبير]] <ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 338؛ الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 11؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 4، ص 14.</ref> يدعوهم إلى [[دار الإمارة]] فجاء الإمام{{ع}} ومعه ثلاثين<ref>الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 13؛ ابن طاووس، اللهوف، ص 17.</ref> من مواليه {{و}}[[بنو هاشم|الهاشميين]]،<ref>الدينوري، الإمامة والسياسة، ص 227؛ الخوارزمي، مقتل الحسين، ج 1، ص 266.</ref> فلما حضر الإمام{{ع}} جعله یقرأ كتاب يزيد ونعى معاوية إليه ودعاه إلى البيعة.<ref>المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 33.</ref> | فأرسل الوليد باستشارة من [[مروان بن الحكم]] إلى [[الإمام الحسين]]{{ع}} {{و}}[[عبد الله بن الزبير|ابن الزبير]] <ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 338؛ الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 11؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 4، ص 14.</ref> يدعوهم إلى [[دار الإمارة]] فجاء الإمام{{ع}} ومعه ثلاثين<ref>الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 13؛ ابن طاووس، اللهوف، ص 17.</ref> من مواليه {{و}}[[بنو هاشم|الهاشميين]]،<ref>الدينوري، الإمامة والسياسة، ص 227؛ الخوارزمي، مقتل الحسين، ج 1، ص 266.</ref> فلما حضر الإمام{{ع}} جعله یقرأ كتاب يزيد ونعى معاوية إليه ودعاه إلى البيعة.<ref>المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 33.</ref> | ||
سطر ٣٧: | سطر ٣٧: | ||
'''حوار الحسين (ع) مع مروان يبيّن رفضه للبيعة''' | '''حوار الحسين (ع) مع مروان يبيّن رفضه للبيعة''' | ||
فأقام الحسين(ع) في منزله تلك الليلة، وهي ليلة السبت لثلاث أيام قبل اكتمال [[رجب]] [[ | فأقام الحسين(ع) في منزله تلك الليلة، وهي ليلة السبت لثلاث أيام قبل اكتمال [[رجب]] سنة [[60 هـ]]، فلما أصبح خرج من منزله، فلقيه [[مروان بن الحكم|مروان]] في الطريق ينصحه ببيعة يزيد، فاسترجع الحسين(ع)، قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، وعلى [[الإسلام]] السلام إذا بليت الأمة براع مثل يزيد، ثم قال: يا مروان أترشدني إلى بيعة يزيد، ويزيد رجل [[فاسق]].<ref>المقرّم، مقتل الحسين (ع)، ص 132؛ الخوارزمي، مقتل الحسین علیه السلام، ج 1، ص 268.</ref> | ||
ووبّخه توبیخاً شديداً وذكّره بأنه من أهل بيت رسول اللّه والحقّ ينطق على ألسنتهم وأنه من أهل بيت الطهارة وتلا عليه الآية: {{قرآن|إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}}،<ref>الأحزاب: 33.</ref> وقال له: إنّي سمعت جدّي رسول اللّه (صلى الله عليه و آله و سلم) يقول: «الخلافة محرّمة على آل أبي سفيان الطلقاء و أبناء الطلقاء، فإذا رأيتم [[معاوية ابن أبي سفيان|معاوية]] على منبري فابقروا بطنه»، ولقد رآه أهل المدينة على منبر رسول اللّه فلم يفعلوا به ما أمروا، فابتلاهم بابنه يزيد.<ref>المقرّم، مقتل الحسين (ع)، ص 132؛ الخوارزمي، مقتل الحسین علیه السلام، ج 1، ص 268.</ref> | ووبّخه توبیخاً شديداً وذكّره بأنه من أهل بيت رسول اللّه والحقّ ينطق على ألسنتهم وأنه من أهل بيت الطهارة وتلا عليه الآية: {{قرآن|إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}}،<ref>الأحزاب: 33.</ref> وقال له: إنّي سمعت جدّي رسول اللّه (صلى الله عليه و آله و سلم) يقول: «الخلافة محرّمة على آل أبي سفيان الطلقاء و أبناء الطلقاء، فإذا رأيتم [[معاوية ابن أبي سفيان|معاوية]] على منبري فابقروا بطنه»، ولقد رآه أهل المدينة على منبر رسول اللّه فلم يفعلوا به ما أمروا، فابتلاهم بابنه يزيد.<ref>المقرّم، مقتل الحسين (ع)، ص 132؛ الخوارزمي، مقتل الحسین علیه السلام، ج 1، ص 268.</ref> | ||
سطر ٦٣: | سطر ٦٣: | ||
'''كُتُب الكوفيين''' | '''كُتُب الكوفيين''' | ||
لما بلغ أهل [[الكوفة]] موت [[معاوية ابن أبي سفيان|معاوية]] أوجسوا الخيفة من استلام [[يزيد بن معاوية|يزيد]] مقاليد الحكم، وعلموا بخبر امتناع [[الحسين (ع)|الحسين]]{{ع}} من [[البيعة]] ليزيد وموقف [[عبد الله بن الزبير|ابن الزبير]] وخروجهما إلى [[مكة]]، فاجتمعت [[الشيعة]] | لما بلغ أهل [[الكوفة]] موت [[معاوية ابن أبي سفيان|معاوية]] أوجسوا الخيفة من استلام [[يزيد بن معاوية|يزيد]] مقاليد الحكم، وعلموا بخبر امتناع [[الحسين (ع)|الحسين]]{{ع}} من [[البيعة]] ليزيد وموقف [[عبد الله بن الزبير|ابن الزبير]] وخروجهما إلى [[مكة]]، فاجتمعت [[الشيعة]] بالكوفة في منزل [[سليمان بن صرد الخزاعي|سليمان بن صرد]] <ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 157-158؛ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 36.</ref>... فكتبوا إلى الإمام الحسين{{ع}}: «إنّه ليس علينا إمام فأقبل لعل الله أن يجمعنا بك على الحق»،<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 158؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 352؛ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 37؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 4، ص 20.</ref> حتى وصل الكتاب بيد [[الحسين (ع)|الحسين]]{{ع}} بمكة في العاشر من [[شهر رمضان]].<ref>الدينوري، الأخبار الطوال، ص 229؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 158؛ ابن كثير، البداية والنهاية: ج8، ص151.</ref> | ||
حتى [[شبث بن ربعي|شَبَث بْن رَبْعِيّ]] الذي يعد من الموالين للحكم [[بني أمية|الأموي]]، كتب مع آخرين إلى الإمام الحسين{{ع}} قائلاً، أنّ البيئة في الكوفة مؤاتية لمبايعتك فإذا رغبت فأقدم إلينا ونحن لك جنود وأنصار،<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 353؛ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 38.</ref> مجمعين على ضرورة قدومه{{ع}} إلى الكوفة.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 158-159؛ الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 37-38.</ref> | حتى [[شبث بن ربعي|شَبَث بْن رَبْعِيّ]] الذي يعد من الموالين للحكم [[بني أمية|الأموي]]، كتب مع آخرين إلى الإمام الحسين{{ع}} قائلاً، أنّ البيئة في الكوفة مؤاتية لمبايعتك فإذا رغبت فأقدم إلينا ونحن لك جنود وأنصار،<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 353؛ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 38.</ref> مجمعين على ضرورة قدومه{{ع}} إلى الكوفة.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 158-159؛ الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 37-38.</ref> | ||
سطر ٩٣: | سطر ٩٣: | ||
عزم الإمام على الخروج نحو [[الكوفة]] فالتقى به [[عبد الله بن الزبير|ابن الزبير]] لثنيه عن ذلك، والبقاء في [[المسجد الحرام]]، ويقوم هو بالدفاع عنه مع مجموعة من الناس حال تعرّضه إلى اعتداءٍ من قبل عناصر السلطة، إلاّ إنّ الإمام رفض مقترحه،<ref>بحار الأنوار، المجلسي، ج 45، ص 85-86.</ref> وأكّد له أنّ لديه معلومات عن إرسال يزيد أشخاصاً ليلقوا عليه القبض سراً أو يغتالوه، وهذا مما لا يريده أن يحدث وهو في المسجد الحرام؛ فحل الإمام(ع) هو وأصحابه من [[العمرة المفردة|عمرته]]، ثُمَّ توجه نحو الْكُوفَة، وتوجّه الناس إِلَى [[منى]].<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 385.</ref> | عزم الإمام على الخروج نحو [[الكوفة]] فالتقى به [[عبد الله بن الزبير|ابن الزبير]] لثنيه عن ذلك، والبقاء في [[المسجد الحرام]]، ويقوم هو بالدفاع عنه مع مجموعة من الناس حال تعرّضه إلى اعتداءٍ من قبل عناصر السلطة، إلاّ إنّ الإمام رفض مقترحه،<ref>بحار الأنوار، المجلسي، ج 45، ص 85-86.</ref> وأكّد له أنّ لديه معلومات عن إرسال يزيد أشخاصاً ليلقوا عليه القبض سراً أو يغتالوه، وهذا مما لا يريده أن يحدث وهو في المسجد الحرام؛ فحل الإمام(ع) هو وأصحابه من [[العمرة المفردة|عمرته]]، ثُمَّ توجه نحو الْكُوفَة، وتوجّه الناس إِلَى [[منى]].<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 385.</ref> | ||
خرج الإمام الحسين{{ع}} من [[مكة المكرمة]] بعد أربعة أشهر وخمسة أيام قضاها فيها، وكان ذلك في يوم الثلاثاء المصادف | خرج الإمام الحسين{{ع}} من [[مكة المكرمة]] بعد أربعة أشهر وخمسة أيام قضاها فيها، وكان ذلك في يوم الثلاثاء المصادف لـ[[8 ذي الحجّة]] [[يوم التروية]]،<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 381.</ref> ويُقال إنه خرج يوم الأربعاء وهو [[يوم عرفة]]،<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 160.</ref> وكان معه{{ع}} إثنان وثمانون،<ref>الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 69.</ref> وقيل ستون من كبار [[الكوفة|الكوفيين]] وأتباعه وأهل بيته{{هم}}.<ref>الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 69.</ref> | ||
'''الحِجّة الناقصة''' | '''الحِجّة الناقصة''' | ||
سطر ١٠٧: | سطر ١٠٧: | ||
'''إرسال الحسين (ع) سفراء عنه''' | '''إرسال الحسين (ع) سفراء عنه''' | ||
أوفد الإمام، [[قيس بن مسهر الصيداوي]]<ref>الدينوري، الأخبار الطوال، ص 245 - 246؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 166.</ref> و[[عبد الله بن يقطر|عبد الله بن يَقطُر]]<ref>أنساب الأشراف، ج 3، ص 168.</ref> إلى الكوفة قبل أن يتلقّى نبأ نقض أهل الكوفة عهدهم لمسلم ومقتله وأرسل سليمان إلى البصرة ليدعو بعض القبائل هناك لنصرته ومبايعته.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 357؛ الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 37.</ref> | أوفد الإمام، [[قيس بن مسهر الصيداوي]]<ref>الدينوري، الأخبار الطوال، ص 245 - 246؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 166.</ref> {{و}}[[عبد الله بن يقطر|عبد الله بن يَقطُر]]<ref>أنساب الأشراف، ج 3، ص 168.</ref> إلى الكوفة قبل أن يتلقّى نبأ نقض أهل الكوفة عهدهم لمسلم ومقتله وأرسل سليمان إلى البصرة ليدعو بعض القبائل هناك لنصرته ومبايعته.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 357؛ الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 37.</ref> | ||
لمّا بلغ [[الحسين (ع)|الحسين]]{{ع}} إلى الحاجز من [[بطن الرّمة]]،{{ملاحظة|بطن الرمة: منزل لأهل البصرة إذا أرادوا المدينة، بها يجتمع أهل البصرة والكوفة.(الدينوري، الأخبار الطوال، ص 246.)}}كتب كتاباً إلى جماعة من أهل [[الكوفة]]،<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 167.</ref> منهم: [[سليمان بن صرد الخزاعي]]، و[[المسيب بن نجبة|المسيّب بن نجبة]]، و[[رفاعة بن شداد]] وغيرهم،<ref>الدينوري، الأخبار الطوال، ص 245.</ref> وأرسله مع [[قيس بن مسهر الصيداوي|قيس بن مسهر الصيداوي]] ، وذلك قبل أنْ يعلم بقتل مسلم، فأقبل قيس بكتاب [[الحسين]]{{ع}} إلى الكوفة، فلمّا انتهى قيس إلى [[القادسية|القادسيّة]]{{ملاحظة|القادسية، قرية قرب الكوفة من جهة البرية، بينها وبين العذيب أربعة أميال، وعندها كانت الوقعة الكبرى بين المسلمين والفرس، وقد فتحت بلادهم على المسلمين.(الدينوري، الأخبار الطوال، ص 246.)}}، اعترضه [[الحصين بن تميم|الحُصين بن تميم]] ليفتّشه فأخرج قيس الكتاب وخرقه، فحمله الحُصين إلى [[ابن زياد]] فلمّا مثُل بين يديه، قال له: مَن أنت؟ قال : أنا رجل من [[شيعة]] [[أمير المؤمنين علي بن أبي طالب]] وابنه [[الحسين (ع)|الحسين]]{{هم}}، فقال: فلماذا خرّقت الكتاب؟ قال: لئلاّ تعلم ما فيه، فغضب ابن زياد وقال: والله، لا تفارقني حتّى تخبرني بأسماء هؤلاء القوم أو تصعد المنبر فتسبّ [[الحسين (ع)|الحسين بن علي]] وأباه وأخاه، وإلاّ قطّعتك إرباً إرباً، فقال قيس: أمّا القوم فلا أُخبرك بأسمائهم، وأمّا السبّ فأفعل.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 167؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 405؛ ابن مسكويه، تجارب الأمم، ج 2، ص 60.</ref> | لمّا بلغ [[الحسين (ع)|الحسين]]{{ع}} إلى الحاجز من [[بطن الرّمة]]،{{ملاحظة|بطن الرمة: منزل لأهل البصرة إذا أرادوا المدينة، بها يجتمع أهل البصرة والكوفة.(الدينوري، الأخبار الطوال، ص 246.)}}كتب كتاباً إلى جماعة من أهل [[الكوفة]]،<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 167.</ref> منهم: [[سليمان بن صرد الخزاعي]]، {{و}}[[المسيب بن نجبة|المسيّب بن نجبة]]، {{و}}[[رفاعة بن شداد]] وغيرهم،<ref>الدينوري، الأخبار الطوال، ص 245.</ref> وأرسله مع [[قيس بن مسهر الصيداوي|قيس بن مسهر الصيداوي]] ، وذلك قبل أنْ يعلم بقتل مسلم، فأقبل قيس بكتاب [[الحسين]]{{ع}} إلى الكوفة، فلمّا انتهى قيس إلى [[القادسية|القادسيّة]]{{ملاحظة|القادسية، قرية قرب الكوفة من جهة البرية، بينها وبين العذيب أربعة أميال، وعندها كانت الوقعة الكبرى بين المسلمين والفرس، وقد فتحت بلادهم على المسلمين.(الدينوري، الأخبار الطوال، ص 246.)}}، اعترضه [[الحصين بن تميم|الحُصين بن تميم]] ليفتّشه فأخرج قيس الكتاب وخرقه، فحمله الحُصين إلى [[ابن زياد]] فلمّا مثُل بين يديه، قال له: مَن أنت؟ قال : أنا رجل من [[شيعة]] [[أمير المؤمنين علي بن أبي طالب]] وابنه [[الحسين (ع)|الحسين]]{{هم}}، فقال: فلماذا خرّقت الكتاب؟ قال: لئلاّ تعلم ما فيه، فغضب ابن زياد وقال: والله، لا تفارقني حتّى تخبرني بأسماء هؤلاء القوم أو تصعد المنبر فتسبّ [[الحسين (ع)|الحسين بن علي]] وأباه وأخاه، وإلاّ قطّعتك إرباً إرباً، فقال قيس: أمّا القوم فلا أُخبرك بأسمائهم، وأمّا السبّ فأفعل.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 167؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 405؛ ابن مسكويه، تجارب الأمم، ج 2، ص 60.</ref> | ||
فصعد قيس، فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|النّبي]]{{صل}} ثمّ قال: أيّها النّاس، إنّ هذا [[الحسين بن علي بن أبي طالب|الحسين بن علي]]{{هم}} خير خلق الله، ابن [[السيدة فاطمة الزهراء|فاطمة]]{{ع}} بنت [[رسول الله]]{{صل}}، وأنا رسوله إليكم وقد خلّفته بالحاجز (الحاجر)،<ref>أبو مخنف، وقعة الطف، ص159.</ref> فأجيبوه.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 167؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 405؛ ابن مسكويه، تجارب الأمم، ج 2، ص 60.</ref> | فصعد قيس، فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على [[النبي محمد صلى الله عليه وآله|النّبي]]{{صل}} ثمّ قال: أيّها النّاس، إنّ هذا [[الحسين بن علي بن أبي طالب|الحسين بن علي]]{{هم}} خير خلق الله، ابن [[السيدة فاطمة الزهراء|فاطمة]]{{ع}} بنت [[رسول الله]]{{صل}}، وأنا رسوله إليكم وقد خلّفته بالحاجز (الحاجر)،<ref>أبو مخنف، وقعة الطف، ص159.</ref> فأجيبوه.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 167؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 405؛ ابن مسكويه، تجارب الأمم، ج 2، ص 60.</ref> | ||
سطر ١١٥: | سطر ١١٥: | ||
روي أن [[الإمام الحسين]]{{ع}} بعد أن استلم رسالة [[مسلم بن عقيل]] يحثه بالقدوم إلى الكوفة، أرسل إليه كتاباً بيد [[عبد الله بن يقطر الحميري]]<ref>السماوي، إبصار العين في أنصار الحسين، ص 93.</ref> وفي الطريق اعترضه [[الحصين بن نمير|الحصين بن نمير التميمي]] فسيره من [[القادسية]] إلى [[ابن زياد]]، فقال له: إصعد فوق القصر والعن الكذاب ابن الكذاب، ثم أنزل حتى أرى فيك رأيي، فصعد فأعلم الناس بقدوم [[الحسين (ع)|الحسين]]{{ع}} ولعن [[ابن زياد]] وأباه،<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 168-169؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 398.</ref> فأمر به ابن زياد فرُمي من أعلى القصر فتكسّرت عظامه وبقي به رمق، فأتاه عبد الملك بن عُمير اللخمي فذبحه.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 169؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 398.</ref> | روي أن [[الإمام الحسين]]{{ع}} بعد أن استلم رسالة [[مسلم بن عقيل]] يحثه بالقدوم إلى الكوفة، أرسل إليه كتاباً بيد [[عبد الله بن يقطر الحميري]]<ref>السماوي، إبصار العين في أنصار الحسين، ص 93.</ref> وفي الطريق اعترضه [[الحصين بن نمير|الحصين بن نمير التميمي]] فسيره من [[القادسية]] إلى [[ابن زياد]]، فقال له: إصعد فوق القصر والعن الكذاب ابن الكذاب، ثم أنزل حتى أرى فيك رأيي، فصعد فأعلم الناس بقدوم [[الحسين (ع)|الحسين]]{{ع}} ولعن [[ابن زياد]] وأباه،<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 168-169؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 398.</ref> فأمر به ابن زياد فرُمي من أعلى القصر فتكسّرت عظامه وبقي به رمق، فأتاه عبد الملك بن عُمير اللخمي فذبحه.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 169؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 398.</ref> | ||
كتب [[الإمام الحسين]]{{ع}} إلى جماعة من أشراف [[البصرة]] ورؤسائهم <ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 357؛ الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 37.</ref> مع [[سليمان بن رزين]] إلى كل من [[مالك بن مسمع|مالك بن مِسمَع البكري]]، و[[الأحنف بن قيس]]، و[[المنذر بن الجارود|المُنذِر بن الجارود]]، و[[مسعود بن عمرو]]، و[[قيس بن الهيثم]]، و[[عمرو بن عبيد اللّه بن معمر|عمرو بن عبيد اللّه بن مَعمَر]].<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 357؛ الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 37؛ الخوارزمي، مقتل الحسين، ج 1، ص 288.</ref> | كتب [[الإمام الحسين]]{{ع}} إلى جماعة من أشراف [[البصرة]] ورؤسائهم <ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 357؛ الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 37.</ref> مع [[سليمان بن رزين]] إلى كل من [[مالك بن مسمع|مالك بن مِسمَع البكري]]، {{و}}[[الأحنف بن قيس]]، {{و}}[[المنذر بن الجارود|المُنذِر بن الجارود]]، {{و}}[[مسعود بن عمرو]]، {{و}}[[قيس بن الهيثم]]، {{و}}[[عمرو بن عبيد اللّه بن معمر|عمرو بن عبيد اللّه بن مَعمَر]].<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 357؛ الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 37؛ الخوارزمي، مقتل الحسين، ج 1، ص 288.</ref> | ||
فجاءت منه نسخة واحدة إلى جميع أشرافها وفيه: «أمّا بعد...قد بعثتُ رسولي إليكم بهذا الكتاب، وأنا أدعوكم إلى كتاب اللّه وسنّة نبيّه، فإنّ السنّة قد أميتت، وإنّ [[البدعة]] قد أُحييت، وأن تسمعوا قولي وتطيعوا أمري أهدكم سبيل الرشاد، والسلام عليكم ورحمة اللّه».<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 357؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج 8، ص 170.</ref> | فجاءت منه نسخة واحدة إلى جميع أشرافها وفيه: «أمّا بعد...قد بعثتُ رسولي إليكم بهذا الكتاب، وأنا أدعوكم إلى كتاب اللّه وسنّة نبيّه، فإنّ السنّة قد أميتت، وإنّ [[البدعة]] قد أُحييت، وأن تسمعوا قولي وتطيعوا أمري أهدكم سبيل الرشاد، والسلام عليكم ورحمة اللّه».<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 357؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج 8، ص 170.</ref> | ||
سطر ١٤١: | سطر ١٤١: | ||
# [[أجفر]]، حيث التقى فيها [[عبد الله بن مطيع العدوي]] الذي نصح الإمام{{ع}} بالرجوع. | # [[أجفر]]، حيث التقى فيها [[عبد الله بن مطيع العدوي]] الذي نصح الإمام{{ع}} بالرجوع. | ||
# [[الخزيمية|الخُزَيميّةُ]] | # [[الخزيمية|الخُزَيميّةُ]] | ||
# [[زرود]]، حيث التحق به [[زهير بن القين]] وفيه بلغه نبأ استشهاد [[مسلم بن عقيل]] و[[هاني بن عروة]]، وإصرار آل عقيل على أخذ ثأر مسلم؛<ref>المقرم، مقتل الحسين (ع)، ص 182.</ref> | # [[زرود]]، حيث التحق به [[زهير بن القين]] وفيه بلغه نبأ استشهاد [[مسلم بن عقيل]] {{و}}[[هاني بن عروة]]، وإصرار آل عقيل على أخذ ثأر مسلم؛<ref>المقرم، مقتل الحسين (ع)، ص 182.</ref> | ||
# [[بطان (منطقة)|بطان]] | # [[بطان (منطقة)|بطان]] | ||
# [[الشقوق]] | # [[الشقوق]] | ||
سطر ١٦٠: | سطر ١٦٠: | ||
# [[القطقطانة]] | # [[القطقطانة]] | ||
# [[كربلاء]] | # [[كربلاء]] | ||
# [[وادي الطف]]، الذي نزله في | # [[وادي الطف]]، الذي نزله في [[ 2المحرم]] [[سنة 61 هـ]]؛ وهي المحطة الأخيرة.<ref>جعفريان، أطلس الـشيعة، ص 75.</ref> | ||
{{Div col end}} | {{Div col end}} | ||
==تغيير المسار صوب كربلاء== | ==تغيير المسار صوب كربلاء== | ||
لمّا بلغ [[عبيد الله بن زياد]] خروج [[الإمام الحسين|الحسين]]{{ع}} من [[مكة المكرمة|مكّة]] وأنّه توجّه نحو العراق بعث [[الحصين بن تميم التميمي|الحُصين بن تميم التميمي]] صاحب شرطته فنظّم الخَيْلَ من القادسيّة إلى خَفّان وما بين القَطْقُطانة إلى جبل لَعْلَع لمراقبة خطوط الحركة، لأنها مراكز ومحطَّات لابُدَّ للمُتوجِّهين صوب [[العراق]] و[[الشام]] أنْ يمرُّوا بها.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 166؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 401؛ ابن مسكويه، تجارب الأمم، ج 2، ص 62. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 4، ص 41.</ref> ووجّه الحصين بن تميم، [[الحر بن يزيد]] - وكان ضمن ألف فارس - إلى [[الحسين]]{{ع}}، وأمره بأن يرافقه في طريقه وأن يضايقه حيث لا يدعه يرجع من طريقه الذي أتى منها، حتى يدخل [[الكوفة]].<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 401؛ ابن مسكويه، تجارب الأمم، ج 2، ص 62.</ref> | لمّا بلغ [[عبيد الله بن زياد]] خروج [[الإمام الحسين|الحسين]]{{ع}} من [[مكة المكرمة|مكّة]] وأنّه توجّه نحو العراق بعث [[الحصين بن تميم التميمي|الحُصين بن تميم التميمي]] صاحب شرطته فنظّم الخَيْلَ من القادسيّة إلى خَفّان وما بين القَطْقُطانة إلى جبل لَعْلَع لمراقبة خطوط الحركة، لأنها مراكز ومحطَّات لابُدَّ للمُتوجِّهين صوب [[العراق]] {{و}}[[الشام]] أنْ يمرُّوا بها.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 166؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 401؛ ابن مسكويه، تجارب الأمم، ج 2، ص 62. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 4، ص 41.</ref> ووجّه الحصين بن تميم، [[الحر بن يزيد]] - وكان ضمن ألف فارس - إلى [[الحسين]]{{ع}}، وأمره بأن يرافقه في طريقه وأن يضايقه حيث لا يدعه يرجع من طريقه الذي أتى منها، حتى يدخل [[الكوفة]].<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 401؛ ابن مسكويه، تجارب الأمم، ج 2، ص 62.</ref> | ||
===لقاء الحسين (ع) بجيش الحرّ=== | ===لقاء الحسين (ع) بجيش الحرّ=== | ||
سطر ١٧٩: | سطر ١٧٩: | ||
===وصول مبعوث ابن زياد=== | ===وصول مبعوث ابن زياد=== | ||
واصل الإمام [[الحسين (ع)|الحسين]]{{ع}} مسيرته نحو كربلاء فمرّ بالقرب من [[العذيب]] و[[القادسية]] والحرّ يتبعه على يساره،<ref>الدينوري، الأخبار الطوال، ص 251؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 171؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 404.</ref> فلمّا وصل الحسين{{ع}} إلى [[نينوى]] ظهراً<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 403.</ref> وصل مبعوث | واصل الإمام [[الحسين (ع)|الحسين]]{{ع}} مسيرته نحو كربلاء فمرّ بالقرب من [[العذيب]] {{و}}[[القادسية]] والحرّ يتبعه على يساره،<ref>الدينوري، الأخبار الطوال، ص 251؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 171؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 404.</ref> فلمّا وصل الحسين{{ع}} إلى [[نينوى]] ظهراً<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 403.</ref> وصل مبعوث ابن زياد [[مالك بن النسير الكندي]] حاملاً رسالة إلى الحرّ، فيها أنّ عليك حجز الحسين ومن معه في بادية لا يمكن الاختفاء فيها جرداء ومن دون ماء، وأمرت الكندي ملازمتك وعدم الافتراق عنك حتى يأتيني بخبر تنفيذ ما أمرتك به.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 408؛ مسكويه، تجارب الأمم، ج 2، ص 67؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 4، ص 51-52.</ref> | ||
فحضر الحرّ عند الحسين{{ع}} ليخبره عن مضمون الرسالة، فطلب{{ع}} منه أن يدعه ينزل في قرية نينوى القريبة <ref>الحموي، معجم البلدان: ج 4، ص 183.</ref> أو إحدى القرى المجاورة.<ref>المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 83-84؛ ابن مسكويه، تجارب الأمم، ج 2، ص 68؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 4، ص 52.</ref> | فحضر الحرّ عند الحسين{{ع}} ليخبره عن مضمون الرسالة، فطلب{{ع}} منه أن يدعه ينزل في قرية نينوى القريبة <ref>الحموي، معجم البلدان: ج 4، ص 183.</ref> أو إحدى القرى المجاورة.<ref>المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 83-84؛ ابن مسكويه، تجارب الأمم، ج 2، ص 68؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 4، ص 52.</ref> | ||
سطر ٢٥١: | سطر ٢٥١: | ||
===آخر لقاء بين الحسين(ع) وابن سعد=== | ===آخر لقاء بين الحسين(ع) وابن سعد=== | ||
لما اجتمعت الجيوش في صحراء [[كربلاء]] طلب [[الإمام الحسين عليه السلام|الحسين]]{{ع}} الاجتماع بابن سعد، فالتقى به مصاحباً معه [[العباس بن علي عليه السلام|العباس]] و[[علي الأكبر عليه السلام|عليا الأكبر]]. فقال الحسين (ع): «يا ابن سعد أتقاتلني، أما تتقي الله الذي إليه معادك؟! فأنا ابن من قد علمت! ألا تكون معي وتدع هؤلاء فإنه أقرب إلى الله تعالى؟».<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 413؛ الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 92-93؛ ابن مسكويه، تجارب الأمم، ج 2، ص 70-71؛ الخوارزمي، مقتل الحسين عليه السلام، ج 1، ص 347.</ref>ولما امتنع ابن سعد من الاستجابة للحسين (ع) وتذرّع بحجج واهية دعا عليه أن لا يغفر الله له يوم القيامة وأن لا يهنئ في حياته.<ref>الخوارزمي، مقتل الحسين عليه السلام، ج 1، ص 347-348؛ ابن مسكويه، تجارب الأمم، ج 2، ص 71-72.</ref> | لما اجتمعت الجيوش في صحراء [[كربلاء]] طلب [[الإمام الحسين عليه السلام|الحسين]]{{ع}} الاجتماع بابن سعد، فالتقى به مصاحباً معه [[العباس بن علي عليه السلام|العباس]] {{و}}[[علي الأكبر عليه السلام|عليا الأكبر]]. فقال الحسين (ع): «يا ابن سعد أتقاتلني، أما تتقي الله الذي إليه معادك؟! فأنا ابن من قد علمت! ألا تكون معي وتدع هؤلاء فإنه أقرب إلى الله تعالى؟».<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 413؛ الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 92-93؛ ابن مسكويه، تجارب الأمم، ج 2، ص 70-71؛ الخوارزمي، مقتل الحسين عليه السلام، ج 1، ص 347.</ref>ولما امتنع ابن سعد من الاستجابة للحسين (ع) وتذرّع بحجج واهية دعا عليه أن لا يغفر الله له يوم القيامة وأن لا يهنئ في حياته.<ref>الخوارزمي، مقتل الحسين عليه السلام، ج 1، ص 347-348؛ ابن مسكويه، تجارب الأمم، ج 2، ص 71-72.</ref> | ||
ثم تكررت الحوارات بين الإمام{{ع}} وابن سعد.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 414؛ ابن مسكويه، تجارب الأمم، ج 2، ص 71.</ref> | ثم تكررت الحوارات بين الإمام{{ع}} وابن سعد.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 414؛ ابن مسكويه، تجارب الأمم، ج 2، ص 71.</ref> | ||
سطر ٣٥٣: | سطر ٣٥٣: | ||
===أحداث صبيحة عاشوراء=== | ===أحداث صبيحة عاشوراء=== | ||
لمّا حضرت صلاة الفجر من يوم العاشر من المحرم أقام [[الإمام الحسين بن علي عليه السلام|الإمام]] (ع) الصلاة جماعة.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 422.</ref> ثم نظّم {{عليه السلام}} صفوف قواته، وكانوا معه اثنان وثلاثون فارساً وأربعون راجلاً.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 187؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 422؛ الدينوري، الأخبار الطوال، ص 256؛ الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 101؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 4، ص 59.</ref> فجعل [[زهير بن القين]] على ميمنة أصحابه، و[[حبيب بن مظاهر]] على ميسرتهم، ودفع الراية إلى أخيه [[العباس بن علي عليه السلام|العباس بن علي]] {{عليهما السلام}}.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 187؛ الدينوري، الأخبار الطوال، ص 256؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 422؛ الشيخ المفيد؛ الإرشاد، ج 2، ص 95؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 4، ص 59.</ref> | لمّا حضرت صلاة الفجر من يوم العاشر من المحرم أقام [[الإمام الحسين بن علي عليه السلام|الإمام]] (ع) الصلاة جماعة.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 422.</ref> ثم نظّم {{عليه السلام}} صفوف قواته، وكانوا معه اثنان وثلاثون فارساً وأربعون راجلاً.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 187؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 422؛ الدينوري، الأخبار الطوال، ص 256؛ الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 101؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 4، ص 59.</ref> فجعل [[زهير بن القين]] على ميمنة أصحابه، {{و}}[[حبيب بن مظاهر]] على ميسرتهم، ودفع الراية إلى أخيه [[العباس بن علي عليه السلام|العباس بن علي]] {{عليهما السلام}}.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 187؛ الدينوري، الأخبار الطوال، ص 256؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 422؛ الشيخ المفيد؛ الإرشاد، ج 2، ص 95؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 4، ص 59.</ref> | ||
وفي المقابل تقدّم [[عمر بن سعد]] ليؤم جيشه للصلاة ثم نظم جيشه، فجعل على ميمنته [[عمرو بن الحجاج الزبيدي]] وعلى ميسرته [[شمر بن ذي الجوشن|شمر بن ذي الجوشن الضبابي]] وعلى الخيل [[عزرة بن قيس الأحمسي]] وعلى الرجالة [[شبث بن ربعي]] اليربوعي وأعطى الرّاية لعبده دريد..<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 187؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 422 - 426.</ref> | وفي المقابل تقدّم [[عمر بن سعد]] ليؤم جيشه للصلاة ثم نظم جيشه، فجعل على ميمنته [[عمرو بن الحجاج الزبيدي]] وعلى ميسرته [[شمر بن ذي الجوشن|شمر بن ذي الجوشن الضبابي]] وعلى الخيل [[عزرة بن قيس الأحمسي]] وعلى الرجالة [[شبث بن ربعي]] اليربوعي وأعطى الرّاية لعبده دريد..<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 187؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 422 - 426.</ref> | ||
سطر ٣٦٣: | سطر ٣٦٣: | ||
قبل أن تنشب الحرب بين الطرفين قرر [[الإمام الحسين|الإمام]]{{عليه السلام}} إلقاء الحجّة على جيش [[عمر بن سعد]] فركب فرسه وتقدّم نحو الجيش،<ref>الخوارزمي، مقتل الحسين (ع)، ج 1، ص 357-358؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 188.</ref> فألقى عليهم خطبته، لحين قطع عليه الشمر الكلام.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 424 -426؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 189؛ الشيخ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 96 - 98.</ref> | قبل أن تنشب الحرب بين الطرفين قرر [[الإمام الحسين|الإمام]]{{عليه السلام}} إلقاء الحجّة على جيش [[عمر بن سعد]] فركب فرسه وتقدّم نحو الجيش،<ref>الخوارزمي، مقتل الحسين (ع)، ج 1، ص 357-358؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 188.</ref> فألقى عليهم خطبته، لحين قطع عليه الشمر الكلام.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 424 -426؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 189؛ الشيخ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 96 - 98.</ref> | ||
لمّا سمع الحرّ بن يزيد، كلام [[الإمام الحسين عليه السلام|الحسين]]{{عليه السلام}} وسمع استغاثته «'''[[هل من ناصر ينصرني]]'''» وأيقن على غيّ القوم وإصرارهم على الحرب في مقابل ما طرحه الإمام{{عليه السلام}}، قرر الالتحاق بأنصار الحسين{{عليه السلام}} قائلاً لمن حوله: «إني أخير نفسي بين [[الجنة]] و[[النار]]...<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 427؛ الشيخ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 99؛ الخوارزمي، مقتل الحسين عليه السلام، ج 2، ص 12.</ref> | لمّا سمع الحرّ بن يزيد، كلام [[الإمام الحسين عليه السلام|الحسين]]{{عليه السلام}} وسمع استغاثته «'''[[هل من ناصر ينصرني]]'''» وأيقن على غيّ القوم وإصرارهم على الحرب في مقابل ما طرحه الإمام{{عليه السلام}}، قرر الالتحاق بأنصار الحسين{{عليه السلام}} قائلاً لمن حوله: «إني أخير نفسي بين [[الجنة]] {{و}}[[النار]]...<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 427؛ الشيخ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 99؛ الخوارزمي، مقتل الحسين عليه السلام، ج 2، ص 12.</ref> | ||
'''نشوب الحرب''' | '''نشوب الحرب''' | ||
سطر ٣٧٥: | سطر ٣٧٥: | ||
'''الحملة الكبرى''' | '''الحملة الكبرى''' | ||
وقبيل الزوال من ظهر العاشر من [[المحرم]] حمل | وقبيل الزوال من ظهر العاشر من [[المحرم]] حمل [[جيش عمر بن سعد]] على [[الحسين]]{{عليه السلام}} وأصحابه من كل جانب، فقاتلهم أصحاب الحسين قتالاً شديداً، وأخذت خيل أصحاب الحسين{{عليه السلام}} تحمل، وما إن حملت على جانب من خيل أهل [[الكوفة]] حتى كشفته، فلما رأى ذلك [[عزرة بن قيس]] - وهو على خيل أهل الكوفة - بعث إلى [[عمر بن سعد]] [[عبد الرحمن ابن حصن|بعبد الرحمن ابن حصن]]، فطلب منه أن يبعث إليهم الرجال والرماة».<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 436 - 437؛ الشيخ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 104.</ref> فدعا عمر بن سعد [[الحصين بن تميم]] فبعث معه المجففة والرامية، فأقبلوا حتى إذا دنوا من الحسين {{عليه السلام}} وأصحابه رشقوهم بالنبل، فلم يلبثوا أن عقرت خيولهم، وصاروا رجّالة كلهم.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 436 - 437.</ref> | ||
وأخذ أصحاب الإمام الحسين{{عليه السلام}} بالانتشار بين الخيام للدفاع عنها ومنع من يريد الاقتراب منها ونهبها وتمكنوا من قتل البعض وجرح البعض الآخر، فلما أحسّ عمر بن سعد بحراجة الموقف وعدم تمكنه من القضاء على الإمام{{عليه السلام}} وأصحابه بسرعة، أمر بتقويض الخيام فسارع ابن ذي الجوشن مع أصحابه للهجوم على المخيم فتصدى له [[زهير بن القين]] في عشرة رجال من الأصحاب وكشفوهم عن الخيام.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 437 - 439؛ الشيخ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 105.</ref> | وأخذ أصحاب الإمام الحسين{{عليه السلام}} بالانتشار بين الخيام للدفاع عنها ومنع من يريد الاقتراب منها ونهبها وتمكنوا من قتل البعض وجرح البعض الآخر، فلما أحسّ عمر بن سعد بحراجة الموقف وعدم تمكنه من القضاء على الإمام{{عليه السلام}} وأصحابه بسرعة، أمر بتقويض الخيام فسارع ابن ذي الجوشن مع أصحابه للهجوم على المخيم فتصدى له [[زهير بن القين]] في عشرة رجال من الأصحاب وكشفوهم عن الخيام.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 437 - 439؛ الشيخ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 105.</ref> | ||
سطر ٣٩٩: | سطر ٣٩٩: | ||
'''صلاة ظهر عاشوراء''' | '''صلاة ظهر عاشوراء''' | ||
تقدّم الإمام{{عليه السلام}} ببقيّة أصحابه وكانوا عشرين رجلاً اصطفوا للصلاة خلفه، فلما أراد [[الصلاة]] قال{{عليه السلام}} [[زهير بن القين|لزهير بن القين]] و[[سعيد بن عبد الله الحنفي]]: «تقدما أمامي حتى أصلي الظهر فتقدما أمامه في نحو من نصف أصحابه حتى صلّى بهم [[صلاة الخوف]]».<ref>الخوارزمي، مقتل الحسين عليه السلام، ج 2، ص 20؛ ابن طاووس، اللهوف، ص 66.</ref> وروي أن سعيد بن عبد الله الحنفي تقدم أمام الحسين{{عليه السلام}} فاستهدف لهم يرمونه بالنبل كلّما أخذ الحسين{{عليه السلام}} يمينا وشمالاً قام بين يديه، فما زال يرمى به حتى سقط شهيداً.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 441؛ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 105.</ref> | تقدّم الإمام{{عليه السلام}} ببقيّة أصحابه وكانوا عشرين رجلاً اصطفوا للصلاة خلفه، فلما أراد [[الصلاة]] قال{{عليه السلام}} [[زهير بن القين|لزهير بن القين]] {{و}}[[سعيد بن عبد الله الحنفي]]: «تقدما أمامي حتى أصلي الظهر فتقدما أمامه في نحو من نصف أصحابه حتى صلّى بهم [[صلاة الخوف]]».<ref>الخوارزمي، مقتل الحسين عليه السلام، ج 2، ص 20؛ ابن طاووس، اللهوف، ص 66.</ref> وروي أن سعيد بن عبد الله الحنفي تقدم أمام الحسين{{عليه السلام}} فاستهدف لهم يرمونه بالنبل كلّما أخذ الحسين{{عليه السلام}} يمينا وشمالاً قام بين يديه، فما زال يرمى به حتى سقط شهيداً.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 441؛ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 105.</ref> | ||
وبعد أن أتمّ الإمام صلاته استشهد سعيد بن عبد الله على إثر ما أصيب من جراح.<ref>ابن طاووس، اللهوف، ص 66؛ الخوارزمي، مقتل الحسين، ج 2، ص 21.</ref> برز كل من زهير بن القين، [[برير بن خضير الهمداني]]، [[نافع بن هلال الجملي]]، [[عابس بن أبي شبيب الشاكري]]، [[حنظلة بن أسعد الشبامي]] فاستشهدوا واحداً تلو الآخر.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 441.</ref> | وبعد أن أتمّ الإمام صلاته استشهد سعيد بن عبد الله على إثر ما أصيب من جراح.<ref>ابن طاووس، اللهوف، ص 66؛ الخوارزمي، مقتل الحسين، ج 2، ص 21.</ref> برز كل من زهير بن القين، [[برير بن خضير الهمداني]]، [[نافع بن هلال الجملي]]، [[عابس بن أبي شبيب الشاكري]]، [[حنظلة بن أسعد الشبامي]] فاستشهدوا واحداً تلو الآخر.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 441.</ref> | ||
سطر ٤١٢: | سطر ٤١٢: | ||
:::«اللهم اشهد على هؤلاء، فانه قد برز إليهم غلام أشبه الناس خَلقاً وخُلقاً و منطقاً برسولك».<ref>الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص 115 - 116.</ref> | :::«اللهم اشهد على هؤلاء، فانه قد برز إليهم غلام أشبه الناس خَلقاً وخُلقاً و منطقاً برسولك».<ref>الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص 115 - 116.</ref> | ||
وبعد أن سقط علي الأكبر شهيداً تقدم سائر إخوة [[الإمام الحسين|الإمام]]{{عليه السلام}} [[عبد الله بن علي بن أبي طالب|عبد الله]] و[[عثمان بن علي بن أبي طالب|عثمان]] و[[جعفر بن علي بن أبي طالب|جعفر]] قبل [[العباس بن علي عليه السلام|العباس]]{{عليه السلام}} حتى استشهدوا جميعاً.<ref>الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص 87 - 89؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 446 - 449.</ref> ثم خرج سائر [[بني هاشم]] واحداً تلو الآخر، منهم أبناء [[عقيل بن أبي طالب]] و[[عبد الله بن مسلم]] بن عقيل إضافة إلى أبناء [[جعفر بن أبي طالب]]، وأبناء [[الإمام الحسن المجتبى عليه السلام|الإمام الحسن]]{{عليه السلام}} [[القاسم بن الحسن بن علي|كالقاسم بن الحسن]]{{عليه السلام}} وأخيه أبا بكر فسقطوا جميعهم شهداء واحداً بعد آخر.<ref>الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص 90 - 98؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 446 - 449؛ الدينوري، الأخبار الطوال، ص 256 - 257.</ref> | وبعد أن سقط علي الأكبر شهيداً تقدم سائر إخوة [[الإمام الحسين|الإمام]]{{عليه السلام}} [[عبد الله بن علي بن أبي طالب|عبد الله]] {{و}}[[عثمان بن علي بن أبي طالب|عثمان]] {{و}}[[جعفر بن علي بن أبي طالب|جعفر]] قبل [[العباس بن علي عليه السلام|العباس]]{{عليه السلام}} حتى استشهدوا جميعاً.<ref>الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص 87 - 89؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 446 - 449.</ref> ثم خرج سائر [[بني هاشم]] واحداً تلو الآخر، منهم أبناء [[عقيل بن أبي طالب]] {{و}}[[عبد الله بن مسلم]] بن عقيل إضافة إلى أبناء [[جعفر بن أبي طالب]]، وأبناء [[الإمام الحسن المجتبى عليه السلام|الإمام الحسن]]{{عليه السلام}} [[القاسم بن الحسن بن علي|كالقاسم بن الحسن]]{{عليه السلام}} وأخيه أبا بكر فسقطوا جميعهم شهداء واحداً بعد آخر.<ref>الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص 90 - 98؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 446 - 449؛ الدينوري، الأخبار الطوال، ص 256 - 257.</ref> | ||
'''العباس يقاتل ويستشهد''' | '''العباس يقاتل ويستشهد''' | ||
سطر ٤٧٥: | سطر ٤٧٥: | ||
===الناجون من المعركة=== | ===الناجون من المعركة=== | ||
ذكرت بعض النصوص التاريخية أسماء رجال نجوا من المعركة، فمنهم [[مالك بن النضر الأرحبي]] و[[ضحاك بن عبد الله المشرقي]] اللذان غادرا كربلاء في ليلة العاشر، واستأذنا أبا عبد الله (ع) ليرحلا وذلك لدين كان عليهما.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 418.</ref>وغلام لـ[[عبد الرحمن بن عبد ربه الأنصاري|عبد الرحمن بن عبد ربّه الأنصاري]] الذي نجا بنفسه من المعركة بعد أن قتل الاصحاب؛ <ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 423.</ref> | ذكرت بعض النصوص التاريخية أسماء رجال نجوا من المعركة، فمنهم [[مالك بن النضر الأرحبي]] {{و}}[[ضحاك بن عبد الله المشرقي]] اللذان غادرا كربلاء في ليلة العاشر، واستأذنا أبا عبد الله (ع) ليرحلا وذلك لدين كان عليهما.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 418.</ref>وغلام لـ[[عبد الرحمن بن عبد ربه الأنصاري|عبد الرحمن بن عبد ربّه الأنصاري]] الذي نجا بنفسه من المعركة بعد أن قتل الاصحاب؛ <ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 423.</ref> | ||
ومنهم [[المرقع بن ثمامة الأسدي]] الذي سقط جريحاً في أرض المعركة، وبعد أن توسط له بني قبيلته لـ[[عبيد الله بن زياد]] أبعده الأخير إلى الزارة مكبلاً بالحديد وهو مثخن بجراحه حتى مات على تلك الحالة بعد سنة فيها؛<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 454.</ref> ومنهم [[عقبة بن سمعان]] خادم [[الرباب]] زوجة الحسين {{عليهما السلام}} حيث توسط له عمر بن سعد لكونه عبداً.<ref>المقرّم، مقتل الحسين (ع)، ص 306؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 205.</ref> | ومنهم [[المرقع بن ثمامة الأسدي]] الذي سقط جريحاً في أرض المعركة، وبعد أن توسط له بني قبيلته لـ[[عبيد الله بن زياد]] أبعده الأخير إلى الزارة مكبلاً بالحديد وهو مثخن بجراحه حتى مات على تلك الحالة بعد سنة فيها؛<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 454.</ref> ومنهم [[عقبة بن سمعان]] خادم [[الرباب]] زوجة الحسين {{عليهما السلام}} حيث توسط له عمر بن سعد لكونه عبداً.<ref>المقرّم، مقتل الحسين (ع)، ص 306؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 205.</ref> | ||
سطر ٤٩٢: | سطر ٤٩٢: | ||
===دفن الشهداء=== | ===دفن الشهداء=== | ||
[[ملف:ضريح الشهداء كربلاء.jpg|تصغير|ضريح الشهداء من [[أصحاب الإمام الحسين]]{{عليه السلام}}]] | [[ملف:ضريح الشهداء كربلاء.jpg|تصغير|ضريح الشهداء من [[أصحاب الإمام الحسين]]{{عليه السلام}}]] | ||
اختلفت كلمة المؤرخين في تاريخ دفن الشهداء فذهب البعض منهم إلى القول بأنّ الأجساد دفنت في اليوم الحادي عشر من [[المحرم]] الذي ترك فيه | اختلفت كلمة المؤرخين في تاريخ دفن الشهداء فذهب البعض منهم إلى القول بأنّ الأجساد دفنت في اليوم الحادي عشر من [[المحرم]] الذي ترك فيه عمر بن سعد [[كربلاء]].<ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 455؛ المسعودي، مروج الذهب، ج 3، ص 63.</ref> وهناك من ذهب إلى القول بأنّها دُفنت في الثالث عشر من المحرم من سنة 61 هـ.<ref>المقرّم، مقتل الحسين (ع)، ص 319.</ref> وتبنّى علماء ومؤرخو [[أهل السنة]] الرأي الأول.<ref>ابن طاووس، اللهوف، ص 107.</ref>(بحاجة إلى مصدر) | ||
وذكرت بعض المصادر التاريخية أنّ عمر بن سعد أمر بدفن قتلاه وترك جسد [[الإمام الحسين]]{{عليه السلام}} وأصحابه في العراء.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 411؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 455.</ref> | وذكرت بعض المصادر التاريخية أنّ عمر بن سعد أمر بدفن قتلاه وترك جسد [[الإمام الحسين]]{{عليه السلام}} وأصحابه في العراء.<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 411؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 455.</ref> | ||
سطر ٥٠٨: | سطر ٥٠٨: | ||
بعد أن أخذت الرؤوس إلى [[الكوفة]] وضعها [[عبيد الله بن زياد]] على الرماح وطيف بها في [[الكوفة]] ثم أرسلها إلى [[دمشق]].<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 212؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 459.</ref> وقيل أنّ [[يزيد بن معاوية]] بعث برأس الحسين{{عليه السلام}} إلى نسائه فأخذته عاتكة ابنته - وهي زوجة عبد الملك بن مروان - فغسلته ودهنته وطيبته فقال لها يزيد ما هذا؟ قالت: «بعثت إليّ برأس ابن عمي شعثاً فلممته وطيبته».<ref>البلاذري، أنساب الأسراف، ج 3، ص 214.</ref> | بعد أن أخذت الرؤوس إلى [[الكوفة]] وضعها [[عبيد الله بن زياد]] على الرماح وطيف بها في [[الكوفة]] ثم أرسلها إلى [[دمشق]].<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 212؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 459.</ref> وقيل أنّ [[يزيد بن معاوية]] بعث برأس الحسين{{عليه السلام}} إلى نسائه فأخذته عاتكة ابنته - وهي زوجة عبد الملك بن مروان - فغسلته ودهنته وطيبته فقال لها يزيد ما هذا؟ قالت: «بعثت إليّ برأس ابن عمي شعثاً فلممته وطيبته».<ref>البلاذري، أنساب الأسراف، ج 3، ص 214.</ref> | ||
وقيل أنّ مدفن رأس الحسين{{عليه السلام}} في حائط بدمشق. وفي رواية طيف برأس الحسين{{عليه السلام}} في الكوفة والشام وعسقلان و[[مصر]]<ref>ابن شداد، الأعلاق الخطيره في ذاكر أمراء الشام والجزيرة، ص 291؛ القزويني، ص 222.</ref> ثم أعادوه إلى [[المدينة]] وقد أورد ابن سعد في الطبقات أنّه كُفِّن ودُفن إلى جوار قبر [[السيدة فاطمة الزهراء|فاطمة]]{{عليها السلام}} في [[البقيع]].<ref>ابن سعد، الطبقات، ج 6، ص 450.</ref> وذهب السيد [[السيد المرتضي|علم الهدى]] إلى كون رأس الحسين (ع) أُعيد إلى [[كربلاء]] ودفن مع الجسد.<ref>السيد المرتضى، رسائل الشريف المرتضى، ج 3، ص 130.</ref> | وقيل أنّ مدفن رأس الحسين{{عليه السلام}} في حائط بدمشق. وفي رواية طيف برأس الحسين{{عليه السلام}} في الكوفة والشام وعسقلان {{و}}[[مصر]]<ref>ابن شداد، الأعلاق الخطيره في ذاكر أمراء الشام والجزيرة، ص 291؛ القزويني، ص 222.</ref> ثم أعادوه إلى [[المدينة]] وقد أورد ابن سعد في الطبقات أنّه كُفِّن ودُفن إلى جوار قبر [[السيدة فاطمة الزهراء|فاطمة]]{{عليها السلام}} في [[البقيع]].<ref>ابن سعد، الطبقات، ج 6، ص 450.</ref> وذهب السيد [[السيد المرتضي|علم الهدى]] إلى كون رأس الحسين (ع) أُعيد إلى [[كربلاء]] ودفن مع الجسد.<ref>السيد المرتضى، رسائل الشريف المرتضى، ج 3، ص 130.</ref> | ||
===العودة إلى المدينة=== | ===العودة إلى المدينة=== | ||
سطر ٥١٧: | سطر ٥١٧: | ||
وبناءً على قول فإنّ أهل بيت الحسين (ع) أثناء رجوعهم إلى [[المدينة]] مرّوا بكربلاء وزاروا قبره في يوم الـ20 من شهر صفر [[سنة 61 هـ]]، وذلك بعد مضي أربعين يوماً على [[واقعة عاشوراء]] ومقتل [[الحسين]]{{ع}} وأصحابه من ذلك العام.<ref>السيد ابن طاووس، الملهوف، ص 225.</ref> | وبناءً على قول فإنّ أهل بيت الحسين (ع) أثناء رجوعهم إلى [[المدينة]] مرّوا بكربلاء وزاروا قبره في يوم الـ20 من شهر صفر [[سنة 61 هـ]]، وذلك بعد مضي أربعين يوماً على [[واقعة عاشوراء]] ومقتل [[الحسين]]{{ع}} وأصحابه من ذلك العام.<ref>السيد ابن طاووس، الملهوف، ص 225.</ref> | ||
وروي أنه وصل في هذا اليوم أي العشرين من شهر صفر سنة 61 للهجرة، [[جابر بن عبد الله الأنصاري]]، [[الصحابة|صحابي | وروي أنه وصل في هذا اليوم أي العشرين من شهر صفر سنة 61 للهجرة، [[جابر بن عبد الله الأنصاري]]، [[الصحابة|صحابي النبي الأعظم]]{{صل}} إلى كربلاء وزار [[الحائر الحسيني|قبر الحسين]]{{ع}}.<ref> الطوسي، مصباح المتهجد، 1411 هـ، ج 2، ص 787؛ الطوسي، مصباح المتهجّد، ص 787؛ السيد ابن طاووس، الملهوف، ص 225.</ref> | ||
وقد ورد بأنّ الرّكب انفصل من كربلاء طالباً المدينة وقام [[بشير بن جذلم]] - بأمر من الإمام السجاد (ع) - لنعي أبي عبد الله عند دخول القافلة إلى المدينة، وذلك بسرد أشعار ومراثي أبكى بها الناس، بحيث خرجن النساء من البيوت لاطمات الوجوه نائحات وما رؤي باكياً أكثر من ذلك اليوم ولا يوماً أمرّ منه في حياته.<ref>ابن طاووس، اللهوف، ص 115.</ref> | وقد ورد بأنّ الرّكب انفصل من كربلاء طالباً المدينة وقام [[بشير بن جذلم]] - بأمر من الإمام السجاد (ع) - لنعي أبي عبد الله عند دخول القافلة إلى المدينة، وذلك بسرد أشعار ومراثي أبكى بها الناس، بحيث خرجن النساء من البيوت لاطمات الوجوه نائحات وما رؤي باكياً أكثر من ذلك اليوم ولا يوماً أمرّ منه في حياته.<ref>ابن طاووس، اللهوف، ص 115.</ref> | ||
سطر ٦٠٩: | سطر ٦٠٩: | ||
| توضیحات = | | توضیحات = | ||
}}</onlyinclude> | }}</onlyinclude> | ||
[[Category:أحداث القرن الأول الهجري]] | |||
[[Category:واقعة الطف]] | |||
[[Category:أحداث العصر الأموي]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:الإمام الحسين]] | |||
[[Category:أحداث شهر محرم]] | |||
[[Category:أحداث القرن الأول الهجري]] | |||
[[Category:واقعة الطف]] | |||
[[Category:أحداث العصر الأموي]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:الإمام الحسين]] | |||
[[Category:أحداث شهر محرم]] | |||
[[Category:أحداث القرن الأول الهجري]] | |||
[[Category:واقعة الطف]] | |||
[[Category:أحداث العصر الأموي]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:الإمام الحسين]] | |||
[[Category:أحداث شهر محرم]] | |||
[[Category:أحداث القرن الأول الهجري]] | |||
[[Category:واقعة الطف]] | |||
[[Category:أحداث العصر الأموي]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:الإمام الحسين]] | |||
[[Category:أحداث شهر محرم]] | |||
[[Category:أحداث القرن الأول الهجري]] | |||
[[Category:واقعة الطف]] | |||
[[Category:أحداث العصر الأموي]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:الإمام الحسين]] | |||
[[Category:أحداث شهر محرم]] | |||
[[Category:أحداث القرن الأول الهجري]] | |||
[[Category:واقعة الطف]] | |||
[[Category:أحداث العصر الأموي]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:الإمام الحسين]] | |||
[[Category:أحداث شهر محرم]] | |||
[[Category:أحداث القرن الأول الهجري]] | |||
[[Category:واقعة الطف]] | |||
[[Category:أحداث العصر الأموي]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:الإمام الحسين]] | |||
[[Category:أحداث شهر محرم]] | |||
[[Category:أحداث القرن الأول الهجري]] | |||
[[Category:واقعة الطف]] | |||
[[Category:أحداث العصر الأموي]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:الإمام الحسين]] | |||
[[Category:أحداث شهر محرم]] | |||
[[Category:أحداث القرن الأول الهجري]] | |||
[[Category:واقعة الطف]] | |||
[[Category:أحداث العصر الأموي]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:الإمام الحسين]] | |||
[[Category:أحداث شهر محرم]] | |||
[[Category:أحداث القرن الأول الهجري]] | |||
[[Category:واقعة الطف]] | |||
[[Category:أحداث العصر الأموي]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:الإمام الحسين]] | |||
[[Category:أحداث شهر محرم]] | |||
[[Category:أحداث القرن الأول الهجري]] | |||
[[Category:واقعة الطف]] | |||
[[Category:أحداث العصر الأموي]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:الإمام الحسين]] | |||
[[Category:أحداث شهر محرم]] | |||
[[Category:أحداث القرن الأول الهجري]] | |||
[[Category:واقعة الطف]] | |||
[[Category:أحداث العصر الأموي]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:الإمام الحسين]] | |||
[[Category:أحداث شهر محرم]] | |||
[[Category:أحداث القرن الأول الهجري]] | |||
[[Category:واقعة الطف]] | |||
[[Category:أحداث العصر الأموي]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:الإمام الحسين]] | |||
[[Category:أحداث شهر محرم]] | |||
[[Category:أحداث القرن الأول الهجري]] | |||
[[Category:واقعة الطف]] | |||
[[Category:أحداث العصر الأموي]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:الإمام الحسين]] | |||
[[Category:أحداث شهر محرم]] | |||
[[Category:أحداث القرن الأول الهجري]] | |||
[[Category:واقعة الطف]] | |||
[[Category:أحداث العصر الأموي]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:الإمام الحسين]] | |||
[[Category:أحداث شهر محرم]] | |||
[[Category:أحداث القرن الأول الهجري]] | |||
[[Category:واقعة الطف]] | |||
[[Category:أحداث العصر الأموي]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:الإمام الحسين]] | |||
[[Category:أحداث شهر محرم]] | |||
[[Category:أحداث القرن الأول الهجري]] | |||
[[Category:واقعة الطف]] | |||
[[Category:أحداث العصر الأموي]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:الإمام الحسين]] | |||
[[Category:أحداث شهر محرم]] | |||
[[Category:أحداث القرن الأول الهجري]] | |||
[[Category:واقعة الطف]] | |||
[[Category:أحداث العصر الأموي]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:الإمام الحسين]] | |||
[[Category:أحداث شهر محرم]] | |||
[[Category:أحداث القرن الأول الهجري]] | |||
[[Category:واقعة الطف]] | |||
[[Category:أحداث العصر الأموي]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:الإمام الحسين]] | |||
[[Category:أحداث شهر محرم]] | |||
[[Category:أحداث القرن الأول الهجري]] | |||
[[Category:واقعة الطف]] | |||
[[Category:أحداث العصر الأموي]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:الإمام الحسين]] | |||
[[Category:أحداث شهر محرم]] | |||
[[Category:أحداث القرن الأول الهجري]] | |||
[[Category:واقعة الطف]] | |||
[[Category:أحداث العصر الأموي]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:الإمام الحسين]] | |||
[[Category:أحداث شهر محرم]] | |||
[[Category:أحداث القرن الأول الهجري]] | |||
[[Category:واقعة الطف]] | |||
[[Category:أحداث العصر الأموي]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:الإمام الحسين]] | |||
[[Category:أحداث شهر محرم]] | |||
[[Category:أحداث القرن الأول الهجري]] | |||
[[Category:واقعة الطف]] | |||
[[Category:أحداث العصر الأموي]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:الإمام الحسين]] | |||
[[Category:أحداث شهر محرم]] | |||
[[Category:أحداث القرن الأول الهجري]] | |||
[[Category:واقعة الطف]] | |||
[[Category:أحداث العصر الأموي]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:الإمام الحسين]] | |||
[[Category:أحداث شهر محرم]] | |||
[[Category:أحداث القرن الأول الهجري]] | |||
[[Category:واقعة الطف]] | |||
[[Category:أحداث العصر الأموي]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:الإمام الحسين]] | |||
[[Category:أحداث شهر محرم]] | |||
[[Category:أحداث القرن الأول الهجري]] | |||
[[Category:واقعة الطف]] | |||
[[Category:أحداث العصر الأموي]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:الإمام الحسين]] | |||
[[Category:أحداث شهر محرم]] | |||
[[Category:أحداث القرن الأول الهجري]] | |||
[[Category:واقعة الطف]] | |||
[[Category:أحداث العصر الأموي]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:الإمام الحسين]] | |||
[[Category:أحداث شهر محرم]] | |||
[[Category:أحداث القرن الأول الهجري]] | |||
[[Category:واقعة الطف]] | |||
[[Category:أحداث العصر الأموي]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:الإمام الحسين]] | |||
[[Category:أحداث شهر محرم]] | |||
[[Category:أحداث القرن الأول الهجري]] | |||
[[Category:واقعة الطف]] | |||
[[Category:أحداث العصر الأموي]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:الإمام الحسين]] | |||
[[Category:أحداث شهر محرم]] | |||
[[Category:أحداث القرن الأول الهجري]] | |||
[[Category:واقعة الطف]] | |||
[[Category:أحداث العصر الأموي]] | |||
[[Category:مقالات أساسية]] | |||
[[Category:الإمام الحسين]] | |||
[[Category:أحداث شهر محرم]] | |||
[[تصنيف:أحداث القرن الأول الهجري]] | [[تصنيف:أحداث القرن الأول الهجري]] |