الضحاك بن عبدالله المشرقي، من أصحاب الإمام الحسينعليه السلام في واقعة الطف، وأحد شهود عيان واقعة كربلاء الذين شاهدوا أحداثها عن كثب وقاموا بنقلها في الكوفة.

الضحاك بن عبد الله المشرقي
إقامةالكوفة
أعمال بارزةأحد رواة أحداث واقعة كربلاء

قاتل الضحاك يوم عاشوراء جيش عمر بن سعد، وأبدی مآثر وبطولات، وحظِيَ بدعاء الحسينعليه السلام وهو يقاتل دونه، ثم ترك القتال آخر اللحظات لإذن من الإمام كان قد حصل عليه عند الإلتحاق به في مسيره إلی الكوفة.

ورد اسم الضحّاك ضمن أصحاب الإمام زين العابدين،عليه السلام إلا أن الشيعة عموماً لا یُعِيِرون نضالَه في كربلاء الاهتمام الكبير، انطلاقاً من قول الإمام الحسينعليه السلام: من لحق بنا استُشهد، ومن تخلّف عنا لم يبلغ الفتح.

حياته

الضحاك بن عبدالله المشرقي، من قبيله همدان اليمنية. لم تصلنا معلومات وافية عن حياته، إلاّ أنّه كان ممّن حضر كربلاء لنصرة الحسين ، وكان حيّاً في زمن إمامة علي بن الحسين زين العابدين .

عدّه الشيخ الطوسي من جملة أصحاب الإمام السجاد . [١]

اللقاء بالإمام الحسين عليه السلام

التقى الضحاك بركب الحسين  أثناء مسيره  إلى الكوفة. أورد الطبري عن أبي مخنف عن عبدالله بن عاصم الفائشي عن الضحاك بن عبدالله أنه قال:

قدمت ومالك بن النضر الأرحبي على الحسين ، فسلمنا عليه ثم جلسنا إليه. فردّ علينا ورحّب بنا وسألنا عما جئنا له. فقلنا جئنا لنسلّم عليك وندعو الله لك بالعافية، ونحدث بك عهداً ونخبرك خبر الناس. وإنا نحدثك أنهم قد جمعوا على حربك، فما رأيك؟ فقال الحسين : حسبي الله ونعم الوكيل. قال فتذممنا وسلمنا عليه ودعونا الله له. قال: فما يمنعكما من نصرتي؟ فقال مالك بن النضر: علَيَّ دَين ولي عيال. فقلت له: إنّ علّيَّ ديناً وإنّ لي لعيالاً ولكنك إن جعلتني في حلّ من الانصراف إذا لم أجد مقاتلاً. قاتلتُ عنك ما كان لك نافعاً وعنك دافعاً. قال: فأنت في حلٍّ، فأقمت معه.[٢]

الحضور في كربلاء

حضر ضحاك كربلاء وناصر الحسين  يوم عاشوراء إلاّ أنّ كفه عن القتال آخر يوم عاشوراء وتركه للحسين  ولأهل بيته، أثار حوله الاستفهامات، وعرّضه للنقد من قِبَل المؤرخين في الأوساط الشيعية انطلاقاً من قول الحسين : من لحق بنا استُشهد، ومن تخلّف لم يبلغ الفتح.[٣]

قتاله يوم عاشوراء

شارك الضحاك قتال كربلاء ضمن الهجوم الأول من صبيحة يوم عاشوراء وأدّی صلاة الظهر مع الحسين . وعندما رأی جيش بني أمية يعقرون خيول معسكر الحسين  بأمر من عمر بن سعد، أخفى فرسه ثم بادر إلی القتال راجِلاً.

قال الضحاك: فقتلت يومئذٍ بين يدي الحسين  رَجُلين وقطعت يد آخر وقال لي الحسين  يومئذٍ مراراً: لا تشلل، لا يقطع الله يدك. جزاك الله خيراً عن أهل بيت نبيك  .[٤]

الإنصراف

نقل أبو مخنف عن عبدالله بن عاصم الفائشي عن الضحاك أنه قال:

لما رأيت أصحاب الحسين  قد أصيبوا وقد خلُص إليه وإلى أهل بيته، ولم يبق معه غير سويد بن عمروبن أبى المطاع الخثعمي وبشير بن عمرو الحضرمي، قلت له: يا ابن رسول الله ، قد علمت ما كان بيني وبينك، قلتُ لك أقاتل عنك ما رأيت مقاتلاً، فإذا لم أر مقاتِلاً، فأنا في حلٍّ من الانصراف، فقلتَ لي نعم. قال فقال: صدقت، وكيف لك بالنجاء؟ إن قدرت على ذلك فأنت في حلٍّ.

الخلاص من جنود عمر بن سعد

قال الضحاك:

فلما أذن لي الحسين  بالانصراف، استخرجت الفرس من الفسطاط، ثم استويت على متنها، ثم ضربتها حتى إذا قامت على السنابك رميت بها عرض القوم، فأفرجوا لي وأتبعني منهم خمسة عشر رجلاً حتى انتهيت إلى شفية قرية قريبة من شاطئ الفرات. فلما لحقوني عطفت عليهم، فعرفني كثير بن عبد الله الشعبي، وأيوب بن مشرح الخيواني، وقيس بن عبد الله الصائدي، فقالوا هذا الضحاك بن عبد الله المشرقي! هذا ابن عمنا! ننشدكم الله لمّا كففتم عنه. فقال ثلاثة نفر من بنى تميم كانوا معهم: بلى والله لنجيبن إخواننا وأهل دعوتنا إلى ما أحبّوا من الكفّ عن صاحبهم. قال: فلما تابع التميميون أصحابي، كفّ الآخرون. قال: فنجاني الله. [٥]

رواية الأحداث والوقائع من يوم عاشوراء

يُعَدُّ الضحاك أحد شهود عيان معسكر الحسين ، ومن رواة أحداث واقعة كربلاء في الكوفة. نقل بعض المؤرخين من بينهم محمد بن جرير الطبري، بيعة الحسين وأصحابه ليلة عاشوراء، وإظهار وفائهم له عن طريقه.[٦] كما نقل عنه أحداث يوم عاشوراء الشيخ المفيد في كتابه الإرشاد.[٧] لذلك فإن اسم الضحاك والأخبار المنقولة عنه بشأن واقعة كربلاء كثيراً ما ترد في كتب التاريخ والمَقاتل.

الهوامش

  1. الطوسي، الرجال، ص 116.
  2. الطبري، تاريخ الطبري، 4، ص 317.
  3. ابن طاووس، اللهوف على قتلى الطفوف، ص 41؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج 44 ، ص 330، ج 45، ص 85.
  4. الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص 339.
  5. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 197. الطبري، تاريخ الطبري، ص 339. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 4، ص 73.
  6. الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص 339؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 197.
  7. المفيد، الإرشاد، ص 446.

المصادر والمراجع

  • ابن الأثير، علي بن محمد، الكامل في التاريخ، بيروت، دار صادر، 1385 هـ/ 1965 م.
  • ابن طاووس، علي بن موسى، اللهوف علي قتلي الطفوف، د.م، د.ن، د.ت.
  • البلاذري، أحمد بن يحيي، أنساب الأشراف، تحقيق: محمد باقر المحمودي، بيروت، دار التعارف، ط 1، 1977 م.
  • الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الطبري، بيروت، موسسة الأعلمي للمطبوعات، د.ت.
  • الطوسي، أبو جعفر محمد بن محمد بن الحسن، الرجال، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، 1415 هـ.
  • المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، تحقيق: السيد إبراهيم الميانجي ومحمد باقر البهبودي، بيروت، دار إحیاء التراث، ط 3، 1403 هـ/ 1983 م.
  • المفيد، محمَّد بن محمَّد بن النعمان، الإرشاد، د.م، نشر إسلاميه، د م، 1380 ش.