أم كلثوم بنت الإمام علي (ع)

من ويكي شيعة
أم كلثوم بنت الإمام علي (ع)
قبة أم كلثوم بنت الإمام علي بن أبي طالب وسكينة بنت الإمام الحسين، و فاطمة الصغرى بنت الإمام الحسين (عليهم السلام)في مقبرة الباب الصغير
قبة أم كلثوم بنت الإمام علي بن أبي طالب وسكينة بنت الإمام الحسين، و فاطمة الصغرى بنت الإمام الحسين (عليهم السلام)في مقبرة الباب الصغير
تاريخ ولادة6 هـ
تاريخ وفاةيري البعض تاريخ وفاتها سنة 50 هجريا والآخرون سنة 73 ه.ق.
دينالإسلام
مذهبالتشيع
أعمال بارزةتعد راوية للأحاديث في مصادر الشيعة


اُمّ كلثوم بنت علي بن أبي طالب هي رابع أولاد الإمام عليعليه السلاموفاطمة الزهراعليها السلام بعد الإمام الحسنعليه السلام والإمام الحسينعليه السلام وزينب الكبرىعليها السلام. نقلت بعض المصادر التاريخية زواجها من عمر بن الخطاب. والبعض يعدّونها ضمن النسوة اللاتي حضرن وقعة كربلاء، كما ونُقلت بعض كلماتها وخطبها في كتب المقاتل.

يحتمل أن تكون بعض الوقائع المنتسبة إليها (مثل مشاركتها في وقعة كربلاء) تتعلق بشخص آخر، ونسبت إليها للمشابهة الاسمية، كما لها شعر في واقعة الطف أيضاً.

الولادة والنسب

هناك اختلاف بين المؤرخين في تاريخ ولادة أم كلثوم؛ لكن وجود بنت لعليعليه السلام وفاطمة (س) باسم أم كلثوم متفق بين الشيعة والسنة.[١]

ورد أنّه ولدت في السنة السادسة من الهجرة النبوية.[٢] وقال آخرون أن زمن ولادتها يقارن زمن النبي الأكرم صلی الله عليه وآله وسلم أو قبل وفاته (ص).[٣] النقطة الخلافية الثانية بين الشيعة والسنة هي أنّ علماء الشيعة يعتقدون بأنها أصغر من زينب (س)،[٤] لكن علماء السنة يقولون بأنها الثالثة من أبناء علي بن ابي طالب عليه السلام وهي أكبر من زينب (س).[٥]

الكنى والألقاب

ذكر الشيخ المفيد بأن اسمها زينب الصغرى وهي من جملة أولاد أمير المؤمنين عليه السلام، وكنيتها أم كلثوم.[٦] وقيل إن النبي (ص) كناها بهذه الكنية لشباهتها بخالتها - أم كلثوم بنت رسول الله (ص) -.[٧] في كثير من مصادر الفريقين، يعبر عنها بأم كلثوم الكبرى.

وأورد السيد محسن الأمين في هذا الحقل: أنّ بنات أمير المؤمنينعليه السلام اللاتي تحملن اسم أو كنية أم كلثوم هن ثلاثة أو أربعة:

  • أم كلثوم الكبرى بنت فاطمة (سلام الله عليهما).
  • أم كلثوم الوُسطى زوجة مسلم بن عقيل (سلام الله عليهما).
  • أم كلثوم الصغرى (سلام الله عليها).
  • زينب الصغرى التي تكنى بأم كلثوم (سلام الله عليها).

و يصرح : لو تكون الأخيرتين اسما لامرأة واحدة، هن ثلاثة وإلا هن أربعة.[٨] علي أي حال نقل بعض المصادر اسم أم كلثوم بنت عليعليه السلام وفاطمة (س) باسم «‌رقية الكبريى»، وذكر اسم ام كلثوم الصغرى باسم «‌نفيسة».[٩]

الزوج والأولاد

كما نقل المؤرخون أن أم كلثوم تزوجت في بداية الأمر من عُمَر بن الخطاب ثم بعد موته تزوجت من ابن عمها «‌عون‌ بن جعفر بن أبي طالب». وكذلك تزوجت بعد وفاة عون من أخيه «‌محمد‌» وبعد وفاته تزوجت من أخيه الآخر «‌عبدالله‌».[١٠] ويعتقد المسعودي أنها لم تنجب،[١١] يرى آخرون أن «‌زيد‌ا» و« ‌رقية» من أولادها وكلاهما من عُمَر بن الخطاب.[١٢] يذكر ابن عنبه في عداد أولاد مسلم بن عقيل بنتا باسم «‌حميدة» التي كانت أمها أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب عليه السلام.[١٣] يقول السيد محسن الأمين: وهذا الخبر يدل على أنّ مسلم بن عقيل تزوج من بنت عم أم كلثوم، لكنها غير أم كلثوم الكبرى؛ لأنه لم ينقل هذا الأمر أحد. وربما هو زوج أم كلثوم الوسطى.[١٤]

زواج أم كلثوم من عمر بن الخطاب

طبقا للمصادر الروائية والتاريخية وكتب تراجم الشيعة والسنة تزوجت أم كلثوم بنت علي بن ابي طالب عليه السلام من عمر الخليفة الثاني.[١٥] ونقل أن زواجهما كان في شهر ذي القعدة في السنة السابعة عشرة للهجرة.[١٦]

في مقابل هذه الجماعة أنكر هذا الزواج بعض علماء الشيعة مثل الشيخ المفيد حيث قال في أجوبة المسائل السروية:

المسألة العاشرة : ما قوله حرس الله مهجته في تزويج أميرالمؤمنين عليه السلام بنته من عمر ابن الخطاب، وتزويج النبيّ صلی الله عليه وآله وسلم بنتيه زينب ورقية من عثمان؟

الجواب : إنّ الخبر الوارد بتزويج أميرالمؤمنين عليه السلام إياها من عمر غير ثابت، وهو من طريق زبير بن بكار، وطريقه معروف لم يكن موثوقاً به في النقل، وكان متهماً فيما يذكره، وكان يبغض أميرالمؤمنين عليه السلام، وغير مأمون فيما يدّعيه عنه علي بن هشام، وإنّما نشر الحديث إثبات أبي محمّد الحسن بن يحيى صاحب النسب ذلك في كتابه، فظنّ كثير من الناس أنه حق لرواية رجل علوي له ، وهو إنّما رواه عن زبير بن بكار.[١٧] ويذكر الشيخ آغا بزرك الطهراني عدة كتب ألفت في الرد عن وقوع مثل هذا الزواج.[١٨]

أم كلثوم، الموجودة في كربلا

ذكر بعض المقاتل حضور أم كلثوم في كربلاء؛ حيث أشارت هذه المصادر إلي وجودها جنب السيدة زينب (س) في كثير من الأحيان وتحملها المصائب. نقل العلامة المجلسي: «أنه بعد استشهاد الإمام عليه السلام وعند إحراق الخيام نزعوا أقراط أم كلثوم أخت الإمام الحسين عليه السلام.[١٩] هي كانت راوية لوقعة كربلاء، وقامت بإلقاء خطب في كوفة وفي مجلس ابن زياد. ينقل ابن طيفور في كتابه خطبة من أم كلثوم التي ألقاها في كوفة وزمن أسر أهل بيت النبي (ص).[٢٠] كذلك العلامة المجلسي ينقل كلمات وأشعار من أم كلثوم التي ألقتها في مجلس ابن زياد.[٢١] في مقابل هؤلاء صرح بعض المصادر بأن أم كلثوم التي كانت حاضرة في كربلاء لم تكن فاطمية.[٢٢] السيد محسن الأمين يرد هذه المسألة ويقول: كانت لأمير المؤمنين (عليه السلام) بنتان باسم أم كلثوم والأولي كانت أكبر وهي كانت بنت السيدة الزهراء (س) التي ماتت قبل وقعة كربلاء والثانية كانت بنت جارية وهي حضرت في كربلاء وألقت خطبة في الكوفة. والثانية كانت زوجة مسلم بن عقيل.[٢٣]

راوية للأحاديث

نقلت من أم كلثوم عدة روايات في مصادر الشيعة. ذكرها المامقاني في عداد النساء الراويات للأحاديث، ويقول:

هي مرأة ذات جلالة، فهيمة، بليغة، وأعدها من الثقات.[٢٤] كثيرا من هذه الأحاديث، جاءت في إطار المصائب الواردة علي هذه الأسرة.

استشهاد السيدة الزهراء عليه السلام

بعد أن فقدت أمها السيدة الزهراء عليها السلام خاطبت النبي صلی الله عليه وآله وسلم وهي مبرقعة ونادت: يا ابتاه يا رسول الله! الآن حقاً فقدناك فقداً لا لقاء بعده ابدا.[٢٥]

استشهاد الإمام علي عليه السلام

العلامة المجلسي يذكر في رواية طويلة:

«‌قالت أم كلثوم:

عندما حلت ليلة التاسعة عشرة من شهر رمضان هيأت لإفطار أبي رغيفي شعير وبعض الحليب والملح. بعد فراغه من الصلاة حضر مائدة الإفطار. عندما رأي الطعام علي المائدة بكي بكاءاً شديداً، فقال:... يا بنية، والله لا آكل شيئا حتى ترفعي أحد الأدامين... فأكل قرصا واحدا بالملح الجريش[٢٦].

و ينقل الشيخ المفيد:

سهر الإمام عليه السلام ليلة استشهاده. سألت أم كلثوم أباها عن السبب، فقال (عليه السلام): لو أصبح لأُقتَل. فنهته أم كلثوم لكن الإمامعليه السلام قال: أنه لا مفر من الموت، وسار حتى دخل المسجد.[٢٧]

كذلك بعد استشهاد الإمام عليه السلام عندما كانت تبكي قالت خاطبة ابن ملجم:

ويل لك! أذلك الله في الدنيا والآخرة، وليكن مقعدك الأبدي نار الجحيم.[٢٨]

ينقل عبدالكريم بن أحمد بن طاووس الحلي حديثا من الشيخ الصدوق وتذكر فيها أم كلثوم وصية عن أمير المؤمنين عليه السلام إلي أولاده وكيفية تشييع وتدفين الإمامعليه السلام. وفي ضمن هذه الرواية:

... قالت أم كلثوم: عند التدفين شق القبر. لا أدري هل دفن أبي في الأرض أو عرج به إلي السماء. فجأة سمعت صوت معزي يقول: يعزيكم الله في عزاء السيد وحجة الله على خلقه.[٢٩]

وقعة عاشوراء والحوادث التالية

يقول ابن طاووس:

عندما ودَّعَ الحسينعليه السلام أهله، نادت أم كلثوم: يا أبا عبدالله! الويل لنا بعد مصابنا بفقدك. وهدئها الإمامعليه السلام وهدأ زينب (س) ورباب.[٣٠]

عندما كانت أسرة (الحسين) أسري، جاء الكوفيين بالطعام للأطفال، فصاحت أم كلثوم:‌ يا أهل الكوفة إن الصدقة محرمة علينا أهل البيت.[٣١] و جاءت في رواية أنه عند ورود قافلة السجناء إلي الشام، طلبت أم كلثوم شمرا أن يذهب برؤوس الشهداء إلي خارج جمع الأسري كي تقل النظرات إليهن.[٣٢]

زمن وفاتها وكيفيتها

هناك اختلاف في زمن وفاتها وكيفيتها:

أكثر المصادر تتحدث عن وفاتها مع ابنها في زمن واحد حتي ذكر أنه صلي الناس علي جثمانهما معا صلاة الميت.[٣٣] نقل البعض الأخر بأنهما توفيا سنة 50 من الهجرة وفي أيام حكم معاوية وإمارة سعيد بن عاص.[٣٤] و قال البعض: كانت وفاتهما أيام حكم عبدالملك بن مروان (7386 هـ).[٣٥] ويروي المقريزي بأنها توفيت عندما كانت زوجة عون بن جعفر.[٣٦] و يذكر ابن عبدالبر أنها توفي زمن الإمام الحسن عليه السلام.[٣٧]

كيفية الوفاة

وعن كيفيفة وفاتها فقد ورد: توفيت مع ابنها زيد إثر مرض أصابهما[٣٨] أو دس إليهما سماً في طعام.[٣٩]

المدفن

يقول عماد الدين الطبري:

روي أن أم كلثوم والتي هي أخت الإمام الحسين عليه السلام توفيت في الشام.[٤٠]

يكتب ابن بطوطة في رحلاته:

تقع مقبرة أم كلثوم وهي بنت علي بن ابي طالب عليه السلام من فاطمة، قرب مدينة الشام وعلي بعد فرسخ منها.[٤١]

و يذكر ياقوت الحموي:

مقبرة أم كلثوم تقع في منطقة راوية بدمشق.[٤٢]

و كذلك يقول ابن عساكر:

القبر الموجود في منطقة الراوية بدمشق ليست مقبرة أم كلثوم بنت علي بن ابيطالب عليه السلام من فاطمة... لأنها توفيت في المدينة، ودفنت في مقبرة البقيع.[٤٣]

و قال بعض آخرون:

أن هذا القبر هو مدفن زينب (س)، بنت علي عليه السلام وفاطمة (س) التي تكني بأم كلثوم.[٤٤]

مواضيع ذات صلة

وصلات خارجية

الهوامش

  1. المفيد، الإرشاد، ج 1، ص 354؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 8، ص 463؛ تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 213. تاريخ الطبري، ج 4، ص 118.
  2. الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج 3، ص 500؛ دخيل، أعلام النساء، ص 238.
  3. ابن حجر، الإصابه، ج 8، ص 464؛ ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 4، ص 1954.
  4. المفيد، الإرشاد، ج 1، ص 354؛ مناقب ابن شهر آشوب، ج 3، ص 89.
  5. سيرة ابن اسحاق، ص 247؛ ذهبي، سير أعلام النبلاء، ج 3، ص 500.
  6. مفيد، الارشاد، ج1، ص354.
  7. قمي، الكني والالقاب، ج1، ص228.
  8. امين، اعيان الشيعه، ج3، ص484.
  9. علوي، المجدي، ص17و 18؛ زبيدي، تاج العروس، ج15، 813.
  10. طبقات ابن سعد، ج8، ص462.
  11. مسعودي، مروج الذهب، ج1، ص299.
  12. ابن عساكر، تاريخ مدينه دمشق، ج19، ص482؛ بلاذري، انساب الاشراف، ص190.
  13. ابن عنبه، عمده الطالب، ص32.
  14. امين، اعيان الشيعه، ج3، ص484.
  15. الكليني، كافي، ج5، ص346؛ طوسي، تهذيب الاحكام، ج8، ص161؛ طبرسي، اعلام الوري، ج1، ص397؛ مفيد، المسائل العكبريه، ص60؛ بلاذري، انساب الاشراف، ص189؛ ابن اثير، اسدالغابه، ج5، ص614.
  16. نهايه الارب، ج19، ص347.
  17. أجوبة المسائل السرويّة للشيخ المفيد ( المطبوع ضمن عدّة رسائل للشيخ المفيد ): 226، المسألة الخامسة عشر من أجوبة المسائل الحاجبيّة للشيخ المفيد ( مخطوط )، الإختصاص للشيخ المفيد : 151 والإرشاد للمفيد: 202،159.
  18. مدخل زواج أم كلثوم من عمر بن الخطاب، قسم مخالفي الزواج.
  19. مجلسي، بحارالانوار، ج45، ص60.
  20. بلاغات النساء، ص23.
  21. مجلسي، بحارالانوار، ج45، ص112 – 115.
  22. بري، الجوهره في نسب الامام علي وآله، ص45.
  23. امين، اعيان الشيعه، ج1، ص327. ج3، ص484.
  24. مامقاني، تنقيح المقال، ج3، ص73.
  25. نيشابوري، روضه الواعظين، ص152.
  26. أي الملح الخشن
  27. مفيد، الارشاد، ج1، ص16.
  28. مجلسي، بحارالانوار، ج42، ص289.
  29. عبدالكريم بن احمدابن طاووس حلي، فرحه الغري في تعيين قبر امير المؤمنين عليعليه السلام، 63 و64.
  30. ابن طاووس، لهوف، ص82.
  31. مجلسي، بحارالانوار، ج45، ص114.
  32. ابن طاووس، لهوف، ص174.
  33. الزبيدي، تاج العروس، ج15، ص813.
  34. الصفدي، الوافي بالوفيات، ج15، ص24؛ الأمين، أعيان الشيعه، ج3، ص485.
  35. الصنعاني، المصنف، ج6، ص164.
  36. المقريزي، امتاع الاسماع، ج5، ص370.
  37. ابن عبدالبر، الاستيعاب، ج4، ص1956.
  38. البغدادي، المنمق، ص312.
  39. الصنعاني، المصنف، ج6، ص164.
  40. طبري، كامل بهايي، ج2، ص371.
  41. ابن بطوطه، الرحله، ج1، ص113.
  42. ياقوت، معجم البلدان، ج3، ص20.
  43. ابن عساكر، تاريخ مدينه دمشق، ج2، ص309.
  44. البيطار، حليه البشر، ج2، ص50.

المصادر والمراجع