مشهد النقطة

من ويكي شيعة

مشهد النقطة أو مشهد الحسين هو أحد المقامات الشيعية في مدينة حلب في سوريا. بني هذا المرقد في المكان الذي يقال أن رأس الإمام الحسين (ع) وضع فيه على حجر عندما نقل من كربلاء إلى دمشق، فسالت على ذلك الحجر قطرات دم من رأسه الشريف.

قصة ودوافع البناء

يقال أنه عندما وصلت قافلة الأسرى ورؤوس شهداء كربلاء إلى حلب قادمة من العراق، استقروا في غرب هذه المدينة بجانب جبل الجوشن ودير مارت مروثا، ووضعوا رأس الإمام الحسينعليه السلام على صخرة. فلما رفعوه سالت قطرات من دمه علیها،[١] وبعد ذلك بنى أهل حلب مقاماً على ذلك الحجر.[٢]
لقد ذكرت في بعض المنابع عوامل ودوافع أخرى لإيجاد هذا البناء.[٣] ويرى ابن العديم أن سبب بناء هذا المقام هو رؤية الإمام الحسين[٤] أو الإمام علي عليهما السلام[٥] في المنام في هذا المكان. وقد اعتبر بعض الباحثين المتأخرين أن المقام هو مكان دير الراهب المسيحي الذي احتفظ برأس الإمام معه لليلة،[٦] إلا أن ابن عديم فرّق بين المقام والدير وذكر أن الدير يقع شمال هذا المقام.[٧]

تاريخ البناء

وفي سنة 350 هـ بنى سيف الدولة الهمداني غرفة ومسجداً على الموضع الحجري الذي سالت فيه دماء الإمام وسماّه مسجد النقطة.[٨] لكن أرجع بعض الباحثين تاريخ هذا المبنى إلى القرن الهجري الأول (عصر عمر بن عبد العزيز الأموي). واعتبروا التقارير التي تحدثت عن بنائه في عهد سيف الدولة الحمداني (القرن الرابع) والملك صالح إسماعيل (القرن السادس) تتعلق بالإشراف على تطويره وإعادة إعماره.[٩]
وقد زار صلاح الدين الأيوبي (565-589هـ) هذا المقام وخصص مبلغاً لتطويره. ومن بعده وَقَفَ ابنه الملك الظاهر غازي للمقام طاحونة، كما عين شمسَ الدين أبا عليٍّ الحسين بن زهرة، الذي كان نقيب السادة في حلب آنذاك، أميناً على هذا البناء. وفي هذه الفترة تم بناء أربعة غرف في شمال المقام.
وفي سنة 658هـ هاجم المغول هذا المقام وأخذوا أمواله الوقفية. وبعد هذه الحادثة أعاد بناءها السلطان المملوكي الظاهر بيبرس وعين لها إماماً ومؤذناً ومتولياً.[١٠]
خلال الفترة العثمانية، لم يتم الاهتمام بهذا الضريح لفترة. لكن منذ النصف الثاني من القرن الثالث عشر الهجري، وفي أيام عاشوراء، كان يقيم أهل حلب مراسم في هذا المقام، حيث كانت تُقرأ في هذه المراسم قصة المولد النبوي وتُوزّع النذور. أعاد السلطان عبد الحميد العثماني بناء أجزاء منه وتم تمويل تكاليفه من صندوق أملاك السلطان عبد الحميد. وفي الحرب العالمية الأولى (1918-1914م)، أصبح مشهد الحسين مستودعاً للأسلحة والذخيرة الحربية.[١١] وفي عام 1337هـ الموافق 1918م، تهدم مبنى المرقد نتيجة انفجار، لكن الحجر الذي علیه دم رأس الإمام الحسين لم يتضرر في هذه الحادثة وتم نقله إلى مشهد المحسن.[١٢]
وفي عام 1339هـ/1960م تم إنشاء مؤسسة إعادة الإعمار والإحسان الإسلامي الجعفري لإعادة إعمار مشهد النقطة. خلال الأعوام من 1961 إلى 1967م قامت هذه المؤسسة بإعادة إعمار المقام وفي عام 1979م قامت ببناء عشر غرف في صحنه الخارجي وفي عام 1369/1990م الموافق 1410هـ تم إعادة الحجر الذي سال عليه دم رأس الإمام إلى مكانه الأصلي.[١٣]

الموقع

يقع هذا المقام في سفوح جبل الجوشن غربي مدينة حلب،[١٤] وبالقرب منه مشهد السقط وقبور بعض علماء الشيعة كابن زهرة (585هـ) وابن شهر آشوب وأحمد بن منير الطرابلسي ( 548هـ).[١٥] وقد ذكر بعض المؤرخين بأن سبب تسمية جبل الجوشن بهذا الإسم يعود إلى إقامة شمر بن ذي الجوشن مع الأسرى ورؤوس شهداء كربلاء في هذا الجبل.[١٦]

الحالة

تعرف منطقة مسجد النقطة في حلب بـ "حي الأنصاري". ويقع هذا المكان بالقرب من مشهد السقط ونُقشت على أعلى باب المسجد أسماء الأربعة عشر معصوماً.[١٧]
ولهذا البناء رواق، في نهايته إیوان، وبجانبه مقام صغير، وُضع داخله حجر على أسطوانة، ويقال أن هذا هو المكان الذي وضع فيه رأس الامام الحسين وسكبت عليه قطرات من دمه.[١٨]

الهوامش

  1. حسیني جلالي، مزارات أهل البیت و تاریخها، 1415هـ، ص236.
  2. الغزّي، نهر الذهب، 1419هـ، ج2، ص212.
  3. الغزّي، نهر الذهب، 1419هـ، ج2، ص411.
  4. ابن العدیم، بغیة الطلب، بیروت، ج1، ص412.
  5. ابن العدیم، بغیه الطلب، بیروت، ج1، ص284.
  6. شبكة الإمام علي(ع)مسجد النقطة في حلب ، .
  7. ابن العدیم، بغیة الطلب، بیروت، ج1، ص412-413.
  8. حسیني جلالي، مزارات أهل البیت و تاریخها، 1415هـ، ص236-237.
  9. خامه یار، آثار پیامبر و زیارتگاه‌های أهل بیت در سوریه، 1393ش، ص142-145.
  10. خامه یار، آثار پیامبر و زیارتگاه‌های اهل بیت در سوریه، 1393ش، ص142-149.
  11. الغزي، نهر الذهب، 1419هـ، ج2، ص213.
  12. حسیني جلالي، مزارات اهل البیت و تاریخها، 1415هـ، ص237-238.
  13. خامه یار، آثار پیامبر و زیارتگاه‌های اهل بیت در سوریه، 1393ش، ص142-149.
  14. الحموي، معجم البلدان، 1995م، ج2، ص186.
  15. حسیني جلالي، مزارات اهل البیت و تاریخها، 1415هـ، ص234-235.
  16. الحموي، معجم البلدان، 1995م، ج2، ص186.
  17. حسیني جلالي، مزارات اهل البیت و تاریخها، 1415هـ، ص234-237.
  18. خامه یار، آثار پیامبر و زیارتگاه‌های اهل بیت در سوریه، 1393ش، ص149-155.

المصادر والمراجع

  • ابن العدیم، عمر بن أحمد بن أبي جرادة، بغیة الطلب في تاریخ حلب، دار الفکر، بیروت، د.ت.
  • الحموي البغدادي، یاقوت، معجم البلدان، دار صادر، بیروت، 1995م.
  • الغزّي، کامل البالي الحلبي، نهر الذهب في تاریخ حلب، دار القلم، حلب، 1419هـ.
  • حسیني جلالي، محمد حسین، مزارات أهل البیت و تاریخها، مؤسسة الأعلمي، بیروت، الطبعة الثالثة، 1415هـ؛1995م.
  • خامه یار، أحمد، آثار پیامبر و زیارتگاه‌های أهل بیت در سوریه، نشر مشعر، 1393ش.
  • مسجد النقطة في حلب، شبكة الإمام علي(ع)، تاريخ النشر: 10ديسمبر2014م، تاريخ المشاهدة: 9 يناير2024.