مشهد السقط

من ويكي شيعة
مشهد السقط
مشهد السقط
الهوية
المؤسس:سيف الدولة الحمداني
التأسيس:351هـ
التوظيف:مزار
المكان:حلب
الأسماء الأخرى:مشهد المُحْسن بن الحُسَين
المشخصات
المعماري
إعادة البناء:القرن الثامن


مشهد السقط أو مشهد المحسن بن الحسين من مزارات الشيعة في حلب، ويقع هذا البناء على بعد 300 متر من مشهد النقطة، وتم بناؤه لأول مرة في 351هـ بأمر من سيف الدولة الحمداني. كما و ينسب الضريح إلى ابن للإمام الحسينعليه السلام يسمى المحسن، والذي أجهضته أمه في هذا المكان، ولكن لم ينسب طفل بهذا الاسم للإمام الحسينعليه السلام في المصادر التاريخية.

نسبة الضريح

يُنسب هذا المزار للمحسن بن الحسينعليه السلام، وعلى حدّ قول ياقوت الحموي، أنه أثناء استراحة قافلة سبايا كربلاء في هذا المكان، أُجهض جنين لزوجة من زوجات الإمام الحسينعليه السلام،[١] أو أن ابن أحد من أصحابه توفي في حلب، ودفن في هذا المكان،[٢] وقد سمي بمحسن السقط. يقول ابن العديم، أن المولود المجهض سُمي المحسن بن الحسينعليه السلام، ولكن هذه التسمية ليس لها مصدر تاريخي،[٣] ولم تنسب المصادر التاريخية إلى الإمام الحسينعليه السلام وجود طفل اسمه المحسن.

مجريات اكتشاف القبر

كان هذا المكان في الأصل عبارة عن دكّة خشبية، يجلس عليها سيف الدولة الحمداني ويشاهد سباق الخيل، وكان يقال لهذا المكان مشهد الدكّة، ومشهد الطرح.[٤] وينقل الغزي في تاريخ يحيى بن أبي طي:

«ظهر مشهد الدكة في سنة 351هـ؛ وسبب ظهوره هو أن سيف الدولة كان في إحدى مناظره التي بداره خارج المدينة فرأى نورا ينزل على مكان المشهد وتكرر ذلك فركب بنفسه إلى ذلك المكان وحفره فوجد حجراً عليه كتابة «هذا قبر المحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب» فجمع سيف الدولة العلويين وسألهم هل كان للحسين ولد اسمه المحسن؟ فقال بعضهم ما بلغنا ذلك وإنما بلغنا أن فاطمة كانت حاملا فقال لها النبي صلی الله عليه وآله وسلم في بطنك محسن. فلما كان يوم البيعة، هجموا على بيتها لإخراج علي إلى البيعة فأجهضت. وقال بعضهم إن سبي نساء الحسين لما مروا بهن على هذا المكان طرحت بعض نسائه هذا الولد.»[٥]

بعدها قال سيف الدولة «هذا الموضع قد أذن الله بإعماره، فأنا أعمره على اسم أهل البيت»، ثم أعطى أمراً ليبنوا فوقه مرقداً ومزاراً، وكتبوا عليه بالخط الكوفي:

«عَمّر هذا المكان المشهد المبارك؛ ابتغاءً لوجه الله وقربةً إليه، على اسم مولانا المحسن بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، الأميرُ الأجلّ سيف الدولة أبو الحسن عليّ بن عبدالله بن حمدان سنة 351هـ»[٦]

الموقع

كان المزار يقع في سفح جبل الجوشن غرب حلب،[٧] أما اليوم ففي شارع مشهد بحلب، و يعرف عند أهالي المدينة بالشيخ محسن. وبالقرب منه يقع مشهد النقطة، وقبور بعض علماء الشيعة من قبيل ابن زهرة (وفاة 585هـ)، وابن شهر آشوب وأحمد بن منير الطرابلسي (وفاة 548هـ).[٨]
ذكر بعض المؤرخين أن سبب تسمية جبل الجوشن راجع لنزول شمر بن ذي الجوشن مع الأسرى ورؤوس شهداء كربلاء فيه. بحسب ياقوت كان يوجد منجم يستخرج منه النحاس، وبسبب سوء معاملة عمّال المنجم مع الأسرى، حلت اللعنة هناك، وهُدم المنجم.[٩]

تاريخ البناء

بُني هذا المزار لأول مرة سنة 351هـ، بأمر من سيف الدولة الحمداني.[١٠] لما نزل الفرنج على حلب وحاصروها في سنة ثمان عشرة وخمسمائة نبشوا الضريح الذي يقال به السقط‍ في المشهد المذكور، ونزلوا فيه، فلم يروا فيه شيئاً فأحرقوه.[١١] في القرن السابع، قام الظاهر برقوق بن الرضي بتجديد البناء وجعل فيه إماماً للجماعة وقيّماً ومؤذّناً.[١٢] وزار الشيخ عباس القمي مقام الشيخ محسن عام 1342هـ، كما تحدث عن بنائه المحكم في ذلك الوقت. وعلى حد قوله في كتابه نفثة المصدور، فقد هُدم هذا البناء إثر الحرب على حلب، وكان كذلك أثناء كتابة هذا الكتاب.[١٣]
يشتمل البناء على صحن مركزي في أطرافه أبنية مختلفة، تحتوي على قبر المحسن بن الحسين، ومصلى وغيرها من الأروقة، ويوجد فوق كل قسم من هذه الأقسام قباب نصف كروية الشكل. وفي الجهة الشمالية من الصحن، يمكن رؤية نقش يحتوي على الصلاة على المعصومين الأربعة عشر منذ عهد الملوك الأيوبيين.[١٤] تم تفجير هذا الضريح بهجوم إرهابي في 24 أغسطس 2012م.[١٥]

مقالات ذات صلة

الهوامش

  1. ياقوت الحموي، معجم البلدان، 1995م، ج2، ص186.
  2. ياقوت الحموي، معجم البلدان، 1995م، ج2، ص284.
  3. ابن العديم، بغية الطلب، دار الفكر، ج1، ص411 ـ 412.
  4. الحلبي الغزّي، نهر الذهب، 1419هـ، ج2، ص210.
  5. الحلبي الغزّي، نهر الذهب، 1419هـ، ج2، ص210.
  6. الحلبي الغزّي، نهر الذهب، 1419هـ، ج2، ص210.
  7. یاقوت حموی، معجم البلدان، ۱۹۹۵م، ج۲، ص۱۸۶.
  8. الحسيني الجلالي، مزارات أهل البيت و تاريخها، 1415هـ، ص234-235.
  9. ياقوت الحموي، معجم البلدان، 1995م، ج2، ص186.
  10. الحلبي الغزّي، نهر الذهب، 1419هـ، ج2، ص210.
  11. ابن العديم، بغية الطلب، دار الفكر، ج1، ص412.
  12. الحلبي الغزّي، نهر الذهب، 1419هـ، ج2، ص210.
  13. القمي، نفس المهموم، 1421هـ، ص612.
  14. خامه‌ يار، تخريب زيارت‌ گاه‌ هاي إسلامي، 1391ش، ص62.
  15. خامه‌يار، تخريب زيارت‌گاه‌ هاي إسلامي، 1391ش، ص63.

المصادر والمراجع

  • ابن العديم، عمر بن أحمد، بغية الطلب في تاريخ حلب، بيروت، دارالفكر، د.ت.
  • الحسيني الجلالي، محمد حسين، مزارات أهل البيت و تاريخها، بيروت، مؤسسة الأعلمي، الطبعة الثالثة، 1415هـ/1995م.
  • الحلبي الغزّي، كامل بن حسين، نهر الذهب في تاريخ حلب، حلب، دار القلم، 1419هـ.
  • خامه‌ يار، أحمد، (تخريب زيارت‌ گاه‌ هاي إسلامي در كشور هاي عربي؛ عراق، سورية، تونس و ليبيا)، قم، دار الاعلام لمدرسة أهل البيت، 1391ش.
  • ياقوت الحموي، معجم البلدان، بيروت، دار صادر، 1995م.
  • القمي، عباس، نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم و يليه نفثة المصدور فيما يتجدد به حزن عاشور، نجف، المكتبة الحيدرية، 1421هـ.