انتقل إلى المحتوى

العباس بن علي بن أبي طالب عليه السلام

من ويكي شيعة
(بالتحويل من عباس بن علي)
العباس بن علي بن أبي طالب عليه السلام
الاسمالعباس بن علي
الكنيةأبو الفضل
تاريخ الميلاد4 شعبان 26 هـ
تاريخ الوفاة10 محرم 61 هـ
مكان الميلادالمدينة
مكان الدفنكربلاء
مدة حياته34 سنة
الألقابقمر بني هاشم، وساقي عطاشى كربلاء، والكفيل
الأبالإمام عليعليه السلام
الأمأم البنين
الزوجلبابة
الأولادعبيد الله والفضل
العباس بن علي(ع)زينب الكبرىعلي الأكبرفاطمة المعصومةالسيدة نفيسةالسيد محمدعبد العظيم الحسنيأحمد بن موسىموسى المبرقع


العباس بن علي بن أبي طالب (26-61 هـ)، المعروف بـأبي الفضل هو الابن الخامس للإمام عليعليه السلام وأول أبناء أم البنين. وأهم شطر من حياته هو حضوره في حادثة كربلاء واستشهاده يوم عاشوراء. ولا توجد معلومات كثيرة عن حياته وظروفه قبل شهر المحرم 61 هـ، إلا أنه بحسب بعض الروايات كان حاضراً في معركة صفين.

خلال حادثة كربلاء، كان قائداً وحاملاً لواء جيش الإمام الحسينعليه السلام وكان يجلب الماء من نهر الفرات لخيام الحسين. ورفض العباس وإخوته كتاب الأمان من عبيد الله بن زياد، وقاتلوا في جيش الإمام الحسينعليه السلام واستشهدوا. وفي بعض المقاتل أنه استشهد يوم عاشوراء مقطوع اليدين ومفضوخ الرأس بعمود من الحديد. وقد روى بعضهم بكاء الامام الحسينعليه السلام على مصرعه.

وصفته بعض المصادر بأنه طويل القامة وجميل الوجه. وفي الأحاديث، ذكر أئمة الشيعة بأن له مكانة عالية في الجنة، وقد رويت عنه العديد من الكرامات في موضوع قضاء حوائج الناس، وبعض هذه القصص رويت من غير الشيعة وغير المسلمين.

يعدّ الشيعة العباسعليه السلام ذا مكانة معنوية عالية؛ ويسمّونه باب الحوائج ويتوسلون به. يقع حرم العباسعليه السلام بالقرب من حرم الامام الحسينعليه السلام ومن أهم المزارات عند الشيعة. كما يسمّونه ساقي عطاشى كربلاء، ويخصونه بالذكر في يوم السابع من محرم في الأواسط العربية الشيعية ويقيمون العزاء له في هذا اليوم.

قلة المصادر البحثية حول شخصية العباس بن علي

بحسب ما وصل إليه بعض الباحثين، لا تتوفر معلومات تاريخية كثيرة عن حياة العباس بن علي قبل حادثة كربلاء، وبالتالي هناك اختلافات كثيرة حول ولادته وحياته.[١] يعتبر تشيلكوسكي، وهو الباحث الأمريكي في الشئون الإيرانية، أن الكتب المستقلة عن العباس بن علي، هي نسج من التاريخ والأسطورة.[٢]

أما الكتب التي كتبت بشكل مستقل عن العباس بن علي، فمعظمها يتعلق بالقرنين الرابع عشر والخامس عشر الهجري، مثل عبد الواحد المظفر مؤلف موسوعة بطل العلقمي المكونة من ثلاثة مجلدات (وفاة: 1310هـمحمد إبراهيم كلباسي النجفي، صاحب الخصائص العباسية (وفاة: 1362هـ).[٣] محمد علي الأردوبادي مؤلف حياة أبي الفضل العباس (وفاة: 1380هـوالموسوي المقرّم مؤلف كتاب قمر بني هاشم العباس (وفاة: 1391هـرباني خلخالي مؤلف من كتاب الوجه المشرق لقمر بني هاشم (وفاة: 1389هـ).

هويّته الشخصية

العباس بن علي بن أبي طالب، المعروف بكنيته الشهيرة أبو الفضل، هو الابن الخامس للإمام عليعليه السلام من زوجته فاطمة بنت حزام المعروفة بأم البنين، ويعد العباس أول أبناء أم البنين.[٤]

نسبه من ناحية الأم

تعرّف الإمام عليعليه السلام على فاطمة بنت حزام الكلابية عن طريق أخيه عقيل الذي كان خبيرا في علم الأنساب. وقد طلب الإمام عليعليه السلام من عقيل أن يجد له زوجة ولدتها الفحول حتى تلد له أولاداً شجعاناً وأبطالا،[٥] وروي أنّ زهير بن القين قال للعباسعليه السلام ليلة عاشوراء: يا ابن أمير المؤمنين عندما أراد والدك أن يتزوج، قال لعمك عقيل أن يختار له امرأة من سلالة الشجعان؛ لتلد له ولدا شجاعاً، ليكون ناصرا للحسينعليه السلام في كربلاء.[٦]

الكنى

  • أبو القاسم: بما أنّ العباسعليه السلام كان له ولد اسمه القاسم، كان يسمى بأبي القاسم. وقد وردت هذا الكنية أيضًا في زيارة الأربعين.[١٠]
  • أبو القِربة: يعتقد البعض أن هذا اللقب أطلق عليه؛ لأنه قام بحمل الماء إلى خيام الحسين عدة مرات في حادثة كربلاء. وقد وردت هذه الصفة في عدة مصادر.[١١]
  • أبو الفَرجة: اشتهر بهذه الكنية بين محبيه والشيعة؛ لأنه يفرج عن هموم من ناشده في الأمور العسيرة[١٢] والفَرْجَة: بمعنى الرَّاحة مِنْ حُزْن أَو مَرَض.[١٣]

ألقابه

وقد وردت للعباسعليه السلام عدة ألقاب، بعضها قديمة وأخرى جديدة، أطلقها الناس عليه بناءً على صفاته وفضائله،[١٤] ومن ألقابه:

القربة خلف حرم العباس عليه السلام
  • قمر بني هاشم: أحد ألقابه المعروفة هو هذا اللقب،[١٥] يقال أن العباس كان يسمى بهذا اللقب؛ لجمال وجهه.[١٦]
  • باب الحوائج:[١٧]بحسب ما ذكره البغدادي، هذا اللقب مشهور بين جميع الشيعة، وخاصة شيعة العراق،[١٨] ويعتقد الكثير من الناس أنهم إذا لجأوا إلى العباسعليه السلام، فإن الله سيقضي لهم حاجاتهم.[١٩]
  • السقاء: يرى البعض أن هذا اللقب مشهور عند المؤرخين وعلماء الأنساب.[٢٠]
  • الشهيد[٢١]
  • حامل العَلم[٢٢]
  • باب الحسين: البعض يستشهد بما تلقاه السيد علي قاضي الطباطبائي، أحد علماء الشيعة العارف، أنّ "أبا الفضل العباسعليه السلام هو الكعبة للأولياء"؛ فأطلق هذا اللقب على العباسعليه السلام.[٢٣]

سيرته

وبحسب ما وصل إليه بعض الباحثين، لا تتوفر الكثير من المعلومات التاريخية عن حياة العباس قبل حادثة كربلاء،[٢٤] والقصة الوحيدة التي رويت من حياته هي وجوده في معركة صفين، وأيضاً حادثة أخرى عند دفن الإمام الحسن المجتبيعليه السلام[٢٥] وباقي ما ورد يتعلق بحادثة كربلاء.[٢٦]

ولادته

هناك اختلاف في سنة ميلاد العباسعليه السلام،[٢٧] ولعل هذه الاختلافات ناجمة عن رواية عمر العباسعليه السلام عند استشهاد أبيه الإمام عليعليه السلام والذي يعتبره البعض ما بين 16 و18 سنة[٢٨] والبعض الآخر ذكر أن عمره 14 عامًا وقبل التكليف.[٢٩] والقول المشهور أنّ العباس ولد بالمدينة سنة 26 هـ،[٣٠] وبحسب رأي الأردوبادي، لا يمكن العثور على معلومة وثيقة حول يوم وشهر ولادته في المصادر القديمة، ولا يوجد سوى كتاب اسمه أنيس الشيعة، كتب في القرن الثالث عشر، يعد يوم ميلاده هو 4 شعبان،[٣١] وكتب صاحب الخصائص العباسية دون أن يذكر المصدر أنه عندما ولد العباس احتضنه الإمام علي وسمّاه العباس، وأذّن وأقام في أذنيه، ثم قبّل ذراعيه، وبكى، وأجاب على أم البنين التي سألت عن سبب بكائه؛ فقال: إن العباس ستقطع ذراعيه في طريق نصرة الحسينعليه السلام، ويعطيه الله جناحين في الآخرة بدل يديه المقطوعتين.[٣٢] وعلى هذا القول فقد ذكرت كتب أخرى بكاء الإمام على قطع يدي العباس (عليه السلام).[٣٣]

زوجته وأولاده

وتزوج العباسعليه السلام من لبابة حفيدة العباس بن عبد المطلب في غضون سنة 40 و45 الهجرية.[٣٤] تذكر بعض المصادر أنّ والد لبابة هو عبيد الله بن عباس[٣٥] وآخرين ذهبوا الى أنّ والدتها هو عبد الله بن عباس.[٣٦] واعتبر ابن حبيب البغدادي، مؤرخ القرن الثالث القمري، أن لبابة زوجة العباس هي ابنة عبيد الله، وعرف لبابة ابنة عبد الله بأنها زوجة علي بن عبد الله جعفر.[٣٧] وأنجبت لبابة من العباس ولدين هما الفضل وعبيد الله،[٣٨] وبعد استشهاده تزوجت أولاً من وليد بن عتبة، ثم تزوجت من زيد بن الحسن.[٣٩] عبيد الله بن العباسعليه السلام تزوج من ابنة الإمام السجاد،[٤٠] وقد ذكر له بعض المؤلفين أولاداً آخرين هم الحسن والقاسم ومحمد، وكذلك ذكروا له بنتا. قال بعضهم أنّ القاسم ومحمد استشهدا يوم عاشوراء بعد استشهاد والدهم،[٤١] ويذكر أن ذرية العباس استمرت من ابنه عبيد الله وابنه الحسن. وكان أبناء العباس من أشهر العلويين، وكثير منهم من العلماء والشعراء والقضاة والحكام.[٤٢] وقد ورد أنّ ذرية العباس انتشرت من شمال أفريقيا إلى إيران.[٤٣] وأورد البعض أن سبب هذا الانتشار هو هجرة أبناء العباس إلى أرجاء الأرض؛ بسبب ظلم الحكومات.[٤٤]

حرب صفين

وقد ذكرت بعض المصادر المتأخرة تواجد العباسعليه السلام في معركة صفين. وكان في هذه الحرب من الذين هاجموا على شريعة الفرات بقيادة مالك الأشتر لجلب الماء لجيش الإمام علي.[٤٥] ورد في المصادر نفسها أيضا مقتل ابن شعثاء الشامي وسبعة من أبنائه على يد العباس كأحد أحداث معركة صفين.[٤٦]ويقول بعض المؤلفين إنّ أهل الشام كانوا يعدّون قوة ابن شعثاء كألف فارس.[٤٧]


وقد شكك البعض في حضور العباسعليه السلام في واقعة صفين، ولم يعدّ هذا الحدث مطابقاً للأدلة التاريخية.[٤٨]

بحسب ما ذكره أردوبادي في كتابه، فإن قصة وصية الإمام عليعليه السلام للعباس وتوصيته له بشأن الإمام الحسينعليه السلام، رغم شهرتها، إلا أنها لا تمتلك سندًا موثوقًا.[٤٩]

في حادثة كربلاء

يعدّ حضور العباس بن علي في حادثة كربلاء أهم جزء من حياته، وترجع أهميته عند الشيعة إلى الدور الذي قام به في حادثة كربلاء. فهو يعتبر من أهم الشخصيات في ثورة الإمام الحسينعليه السلام.[٥٠]

لكن في أغلب الكتب التي أفردت في موضوع العباس بن عليعليه السلام، لم تجد هناك تقرير تأريخي أو رواية تتكلم عن العباسعليه السلام في فترة انتقال الإمام الحسينعليه السلام من المدينة إلى مكة، ثم من مكة إلى الكوفة، إلّا بعد شهر محرم سنة 61 هـ.[٥١]

إلقاء الخطبة في مكة

وقد نسب مؤلف كتاب "خطيب الكعبة" خطبة للعباس بن عليعليه السلام،[٥٢] ووثقها بناء على مذكرة من كتاب "مناقب السادة الكرام".[٥٣] ووفقا لهذا الخبر، ألقى العباسعليه السلام خطبة على سطح الكعبة في اليوم الثامن من ذي الحجة، انتقد فيها ولاء الناس ليزيد، وأدان أفعال يزيد؛ باعتباره شارب للخمر وغير ملتزم بالشريعة، وأشار إلى مكانة الإمام الحسينعليه السلام.

وقال خلال الخطبة أنه لن يسمح لأحد بقتل الإمام الحسينعليه السلام ما دام هو على قيد الحياة، وأن الطريقة الوحيدة لاستشهاد الإمام هي قتل العباس.[٥٤]

حمْل اللواء في يوم عاشوراء

كان العباسعليه السلام حامل راية جيش الإمام الحسينعليه السلام في يوم عاشوراء. وقد كلّفه الإمامعليه السلام بهذه المهمة، صبيحة عاشوراء،[٥٥] وفي بعض المصادر أنه عندما كان يطلب الإمامعليه السلام من العباس أن يذهب إلى الميدان، يذكّره بدوره في معسكر الحسين بأنه حامل رايته.[٥٦]

السقي وجلب الماء

وبحسب المصادر التاريخية، عندما قطع العدو الماء عن ركب الحسينعليه السلام، واشتد العطش على اهل بيته وأصحابه، أرسل الإمام الحسين أخاه العباس مع ثلاثين فارساً وعشرين راجلاً حاملين عشرين قربة إلى شريعة الفرات لجلب الماء. واقتربوا من الشريعة ليلاً، لكن عمرو بن حجاج وأصحابه أرادوا أن يمنعوهم من الوصول إلى الشريعة، عندها دفعهم العباس وأصحابه إلى الوراء وكشفوهم عن الشريعة وملأوا القِرَب بالماء. وأثناء عودته من الشريعة هاجمهم عمرو بن الحجاج وأصحابه؛ ليمنعوهم من إيصال الماء، فسدّ العباس وغيره من الفرسان الطريق أمام العدو حتى جلب المشاة الماء إلى المعسكر.[٥٧]

رفض كتاب الأمان

عندما حطّ رحل الحسين في كربلاء، بعث العدو رسالتي أمان للعباس وإخوته.

أمان عبد الله بن أبي محل

تلقى شمر بن ذي الجوشن كتاب ابن زياد في أمر الحسين معلنا حصره بين خيارين إمّا الحرب أو استسلامه لابن زياد. فعند خروج شمر من القصر، استقبله عبد الله بن أبي محل ابن أخ أم البنين وكان أحد أصحاب شمر. وقد استلم كتاب أمان من عبيد الله بن زياد لبني عمته؛ العباس وإخوانه، وأرسل عبد الله بن أبي محل هذه الرسالة إلى معسكر الإمام الحسين لأبناء أم البنين عن طريق مولاه. فلما وصل رسوله إلى العباس وإخوته قال لهم: لقد بعث إليكم خالكم بكتاب الأمان هذا. فقالوا له: «أقرئ خالنا السلام، وقل له: لا حاجة لنا في أمانكم، أمان الله خير من أمان ابن سمية».[٥٨]

أمان شمر بن ذي الجوشن

وفي التاسع من المحرم وقف الشمر أمام أصحاب الحسين فقال: أين أبناء أختنا؟! فخرج العباس وجعفر وعبد الله وعثمان من الخيمة، فقالوا: ما تريد؟ فقال شمر: لكم الأمان. فقالوا: إن كنت خالنا، لعنك الله، ولعن أمانك. أجئتنا بكتاب أمان، وتركت ابن النبي؟![٥٩]

روى ابن أعثم الكوفي (وفاة: 314هـ) خبرا بهذا المضمون: لما نادى شمر بني أم البنين، قال الحسين لإخوته: أجيبوه وإن كان فاسقا، فإنه من قرابتكم. فقال العباس وإخوته لشمر: ما تقول؟ فقال شمر: يا بني أختي! أنتم في أمان. لا تقتلوا أنفسكم مع الحسين وادخلوا في طاعة أمير المؤمنين يزيد. وفي هذا الوقت قال العباس بن علي: الموت لك يا شمر! لعنة الله عليك وعلى أمانك؛ يا عدو الله! هل تطلب منا أن نطيع العدو، ونتخلى عن أخينا الحسين؟![٦٠]

ووردت رواية أخرى لابن كثير (وفاة: 774هـ) خلافاً لكثير من النصوص القديمة، كما يلي: قال إخوة الحسين لشمر: إنْ آمنتنا، وآمنت أخينا الحسين، قبلنا أمانتك وإلّا فلا حاجة لنا بأمانك.[٦١] ولكن الظاهر أنّ هناك ملاحظات على روايات ابن كثير وابن أعثم لتأخر زمانها عن واقعة الطف ومضامينها ومخالفتها لأخبار الكتب القديمة.[٦٢]

استشهاد إخوة العباس

ضريح ابي الفضل العباس عليه السلام

وبحسب الروايات التاريخية فقد ولد من زواج الامام عليعليه السلام من أم البنين أربعة أبناء وهم العباس وجعفر وعبد الله وعثمان.[٦٣] وشجع العباس إخوته على القتال ليلة عاشوراء. وفي رواية رواها الشيخ المفيد (وفاة: 413هـ) والطبرسي (وفاة: 548هـ) وابن نما (وفاة: 645هـ) وابن حاتم (وفاة: 664هـ): قال العباس لإخوته عبد الله وجعفر وعثمان: يا بني ! اذهبوا إلى الميدان حتى أراكم [كيف تقتلوا في سبيل الله]؛ وإنّي نصحتكم لله ولرسوله لأنه ليس لكم اولاد.[٦٤] وفقًا لمحمد علي الأردوبادي، فإن سبب إرسال العباس إخوته إلى الميدان في وقت سابق؛ هو أنه ليحصل على أجر تجهيزهم للجهاد، وأيضًا يحصل على أجر الذين، صبروا على استشهاد أخيهم.[٦٥]

وفي رواية أخرى عند أبي مخنف (وفاة: 157هـ) والطبري (وفاة: 310هـ) أن العباس قال لإخوته عشية عاشوراء: يا بني أمي اذهبوا إلى الميدان حتى أرث منكم؛ لأنه ليس لديكم ذرية، ولقد نفذوا ما قال لهم، فاستشهدوا أيضًا.[٦٦] لكن الباحثين لا يعدّون هذا الخبر صادقا؛ لأنه في تلك الحالة كان العباس يعلم أنه سيُقتل، ولم يكن طلب الميراث آنذاك أمرا منطقيا.[٦٧]

كما أن هذا الخبر يتعارض مع قانون الميراث؛ لأنه على الرغم من وجود أم البنين وبما أن إخوة العباس لم يكن لديهم زوجة وأولاد، فإن الميراث لا ينتقل إلى العباس، بل أم البنين تصبح وريثة لأولادها.[٦٨]

أراجيزه يوم عاشوراء

وقد وردت في حادثة كربلاء أراجيز مختلفة للعباس منها:

أقسَمتُ بِالله الأَعَزِّ الأَعظَموَبِالحَجونِ، صادِقاً وَزَمزَم‏
وَبِالحَطيمِ وَالفَنَا المُحَرَّمِلَيُخضَبَنَّ اليَومَ جِسمي بِدَمي
دونَ الحُسَينِ ذِي الفَخارِ الأَقدَمِإمامُ أهلِ الفَضلِ وَالتَّكَرُّم‏


عندما كشف الأعداء عن شاطيء الفرات ارتجز قائلا:

لا أرهَب الموتَ إذ الموتُ زقاحتي أُواري في المصاليت لقا
نفسي لنفس المصطفي الطُّهر وَقااني أنا العباس أغدو بالسِّقا
ولا أخاف الشر يوم المُلتقيولا أخاف الشر يوم الملتقي


وعندما حسم كفه الأيمن قال:

وَاللهِ إن قَطَعتُمُ يَمينيإنّي اُحامي أبَداً عَن ديني‏
وعَن إمامٍ، صادِقِ اليَقينِنَجلِ النَّبِيِّ الطّاهِرِ الأَمين


وعندما قطع شماله ارتجز:

يا نفس لا تخشي من الكفاروأبشري برحمة الجبار
مع النبي السيد المختارقد قطعوا ببغيهم يساري


[٦٩]

استشهاده

مقام كف العباس عليه السلام في كربلاء

ووفقاً لما ذكره محمد حسن المظفر فإن رأي معظم المؤرخين هو أن العباسعليه السلام استشهد في العاشر من المحرم أكيدا. وذكر المظفر قولين آخرين في الاستشهاد في اليوم السابع والتاسع من المحرم، واعتبرهما ضعيفين ونادرين جدا.[٧٠]

وقد رويت روايات مختلفة عن معارك العباس يوم عاشوراء وكيفية استشهاده. وبحسب بعض المصادر فإن العباس لم يخرج إلى الميدان حتى استشهاد آخر أصحاب الإمام الحسين وبني هاشم.[٧١]

وبحسب الشيخ المفيد، فإن الإمام الحسين والعباس بن علي ذهبا إلى الميدان معًا، لكن جيش عمر بن سعد تدخّل بينهما، وأصيب الإمام الحسين فعاد إلى الخيمة، وقاتل العباس وحده حتى أصيب بجروح بالغة، ولم يعد قادرا على القتال. وفي هذه الأثناء قتله زيد بن ورقاء الحنفي وحكيم بن طفيل السنبسي.[٧٢] ولم يذكر الشيخ المفيد أي تفاصيل أخرى.[٧٣] ولم ترد تفاصيل استشهاد العباس في مقتل أبي مخنف. ونقل البلازري في أنساب الأشرف أن البعض يقول إن حرملة بن كاهل الأسدي وجماعة من الجيش ضربوا العباس فقتلوه.[٧٤] وفي رواية للإمام الباقرعليه السلام[٧٥] التي وردت في زيارة الناحية غير المعروفة ذكر أنّ يزيد بن رقاد وحكيم بن طفيل الطائي من قتلة العباس.[٧٦]

وبحسب بعض المصادر الأخرى، بعد استشهاد جميع أنصار الحسين وبني هاشم، عزم العباس لجلب الماء للخيام. وهاجم نحو شريعة الفرات، وتمكن من الوصول إلى الماء من بين حراس المشرعة وفي طريق العودة هاجمه العدو. وكان يقاتل العدو بين النخيل، ويتجه نحو الخيام، إذ وثب زيد بن ورقاء الجهني من خلف النخلة، فضربه على يمينه. أخذ العباس السيف بيده اليسرى، واستمر في القتال مع العدو، فضربه حكيم بن طفيل الطائي، الذي كان مختبئًا خلف نخلة فضربه على يده اليسرى، ثم ضرب العباس بعمود من الحديد على رأسه فقتله.[٧٧] وبحسب ما رواه المناقب والمثالب، فإن الأعداء قطعوا يدي العباس وقدميه يوم عاشوراء.[٧٨] وفي رواية الخوارزمي لما استشهد العباسعليه السلام الحسينعليه السلام عند جسده، فبكى بكاء شديداً، وقال: اَلآنَ اِنكَسَرَ ظَهري، وَقَلَّت حيلَتي.[٧٩] ومع ذلك، فإن الخوارزمي لا يعتبر العباس هو آخر من ذهب إلى ساحة المعركة.[٨٠] وجاء في المصادر أن العباس عند الاستشهاد كان له من العمر 34 سنة.[٨١]

امتناعه من شرب الماء تعاطفا مع الامام الحسينعليه السلام

تحت ضريح العباس عليه السلام

أورد فخر الدين الطريحي أحد علماء القرن الحادي عشر في كتابه المنتخب: لما ورد العباس شريعة الفرات ملأ كفّيه ماء؛ ليشرب، فلما قرّبه من وجهه تذكر عطش الحسين رمى الماء، وخرج من الفرات بفم عطشان وقِربةٍ مملوءة.[٨٢] وكذلك ذكر العلامة المجلسي في بحار الأنوار الخبر نفسه دون ذكر اسم المصدر.[٨٣] وقد ذكروا أبياتا وأرجوزة للعباس في ذاك الحين:

يا نفس من بعد الحسين هونيوبعده لا كنت أن تكوني
هذا حسين وارد المنون وتشربين بارد المعين
وقد حاول الأوردوبادي إثبات وقوع هذا الحدث من خلال تحليل بعض القصائد وجزء من نص زيارة الناحية.[٨٤] وتشير جويا جهانبخش، الباحثة في التراث، في مذكرة تفيد بأن هذا الحدث لم يرد في النصوص القديمة، إلّا أن جذور هذه القصة تعود إلى رثاء قديم في مقاتل الطالبين، جاء فيه أن "أبا الفضل آثر على نفسه وجاء بالماء للحسين مع كل عطشه."
ومن واساه لا يثنيه شيئاوجاد له على عطش بماء[٨٥]

المناقب والخصائص

حرم العباس(ع)

يعتبر البعض أن من أهم فضائل وخصائص العباسعليه السلام هو، صحبته وعيشه مع الإمام عليعليه السلام، والإمام الحسنعليه السلام، والإمام الحسينعليه السلام.[٨٦] ذكر عبدالرزاق المقرم في كتابه "العباس" جملة من كتاب "أسرار الشهادة" الذي ينسب إلى المعصومين، وتفيد بأن العباس كان يتمتع بمعرفة وعلم.[٨٧] وكتب جعفر النقدي عنه أنه "من حيث العلم، والتقوى، والعبادة، والصلاة، يُعدّ العباس من كبار أهل البيت".[٨٨]

ويرى البعض أن العباسعليه السلام، وإن لم يكن في مرتبة المعصومين، إلا أنه أقرب الناس إليهم.[٨٩] شهد العباسعليه السلام خمسة من الأئمة المعصومين: الإمام عليعليه السلام، الإمام الحسنعليه السلام، الإمام الحسينعليه السلام، الإمام السجادعليه السلام والإمام الباقرعليه السلام الذي حضر واقعة كربلاء.[٩٠] قال عنه السيد جعفر الحلي في قصيدته:عليه السلام

بَــطَـلٌ تـــورَّثَ مِـــن أبــيـه شَـجـاعَـةًفـيـهـا أنُـــوفُ بــنـي الـضـلالَـةِ تُـرغَـمُ
يــلـقـي الــسـلاح بــشـدة مـــن بــأسـهفـالـبـيـض تــثـلـم والــرمــاح تــحـطـم[٩١]


كتب بعض المؤلفين المعاصرين أن العباسعليه السلام لم يعتبر نفسه مساوياً لأخويه الأكبرين، الإمام الحسنعليه السلام والإمام الحسينعليه السلام، وكان يعتبرهما دائماً إماميه ويطيعهما بالكامل.[٩٢]كان يخاطبهما بـ "يا بن رسول الله" أو "يا السيدي" أو عبارات مشابهة.[٩٣]

يعتقد الكلباسي في كتابه "الخصائص العباسيه" أن العباسعليه السلام كان يتمتع بوجه جميل ومقبول؛ ولهذا السبب كان يُطلق عليه "قمر بني هاشم".[٩٤] نُقل عن قاتل العباس في كربلاء أنه قال: "قتلتُ رجلاً حسن الهيئة وجميل الوجه، وبين عينيه أثر السجود."[٩٥] وفقًا لبعض الأخبار الواردة في الكتب، كان العباس يتميز بجسد قوي وقامة طويلة لدرجة أنه عندما كان يركب الحصان، كانت قدماه تلامسان الأرض.[٩٦]

وتعد شجاعة العباسعليه السلام إحدى فضائله التي أشاد بها الصديق والعدو، ولا يمكن لأحد أن ينكرها.[٩٧] ويرى بعض الباحثين أن كرمه وسخاءه من الفضائل الأخرى التي يتمتع بها، حتى أنها أصبحت مثلاً بين الناس.[٩٨]


مكانته في الجنّة وغبطة الشهداء عليها

يعدّ العباسعليه السلام واحداً من أبرز وأهم أصحاب الإمام الحسينعليه السلام في يوم عاشوراء. كان يحمل راية جيش الإمام الحسينعليه السلام في واقعة كربلاء. وعبّر الإمام الحسينعليه السلام "فداءً لك روحي يا أخي" عند الحديث عن العباس، وبكى أيضا عليه حين سقط شهيدا.[٩٩] هذه الكلمات والأفعال تُعدّ دليلاً على المكانة الخاصة للعباس عند الإمام الحسينعليه السلام.[١٠٠]

معرض الصور


الهوامش

  1. البغدادي، العباس، 1433هـ، ص73–75.
  2. تشيلكوسكي، «عباس جوانمرد و دلير»، ص373.
  3. مهدوي، اعلام اصفهان، 1386ش، ج1، ص110.
  4. الأمين، أعيان الشيعة، 1406هـ، ج7، ص429؛ القمي، نفس المهموم، 1376ش، ص285.
  5. البخاري، سِرُّ السلسلة العلوية، 1382هـ، ص88؛ ابن‌ عنبة، عمدة الطالب، 1381هـ، ص357؛ المظفر، موسوعة بطل العلقمي، 1429هـ، ج1، ص105.
  6. المقرم، العبّاسعليه السلام، 1427هـ، ص177؛ الأردوبادي، حياة أبي الفضل العباس، 1436هـ، ص52–53؛ خراساني قايني بيرجندي، الكبريت الأحمر، 1386هـ، ص386.
  7. أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، 1408هـ، ص89. ابن‌ نما الحلي، مثير الأحزان، 1380ش، ص254.
  8. المظفر، موسوعة بطل العلقمي، 1429هـ، ج2، ص12.
  9. المقرم، العبّاسعليه السلام، 1427هـ، ج1، ص138.
  10. البلاذري، أنساب الأشراف، 1417هـ، ج2، ص192؛ الطبرسي، إعلام الورى بأعلام الهدي، 1390هـ، ص203؛ أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبين، 1358هـ، ص55؛ بهشتي، قهرمان علقمة، 1374ش، ص43.
  11. البلاذري، أنساب الأشراف، 1417هـ، ج2، ص192؛ الطبرسي، إعلام الورى بأعلام الهدى، 1390هـ، ص203؛ أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبين، 1358هـ، ص55؛ بهشتي، قهرمان علقمه، 1374ش، ص43.
  12. المظفر، موسوعة بطل العلقمي، 1429هـ، ج2، ص12.
  13. ابن منظور، لسان العرب، ج 2، ص341.
  14. راجع: المظفر، موسوعة بطل العلقمي، 1429هـ، ج2، ص14–20؛ بهشتي، قهرمان علقمه، 1374ش، ص45–50؛ هادي‌منش، «كنيه‌ها و لقب‌هاي حضرت عباسعليه السلام»، ص106.
  15. أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، 1408هـ، ص90؛ ابن نما الحلي، مثير الأحزان، 1380ش، ص254.
  16. محمدي ري شهري، دانشنامه امام حسينعليه السلام، 1388ش، ج7، ص79.
  17. ناصري، مولد العباس بن عليعليه السلام، 1372ش، ص30.
  18. البغدادي، العباس، 1433هـ، ص20.
  19. بهشتي، قهرمان علقمه، 1374ش، ص48؛ الشريف قرشي، زندگاني حضرت عباس، 1386ش، ص36–37.
  20. المظفر، موسوعة بطل العلقمي، 1429هـ، ج2، ص14؛ الأمين، أعيان الشيعة، 1406هـ، ج7، ص429؛ طبري، تاريخ الأمم والملوك، 1967م، ج5، ص412–413؛ أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، 1408هـ، ص117–118.
  21. المظفر، موسوعة بطل العلقمي، 1429هـ، ج2، ص108–109.
  22. ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، مطبعه العلميه، ج4، ص108؛ علامه المجلسي، بحار الأنوار، 1403هـ، ج45، ص40.
  23. «حضرت ابوالفضل عليه السلام كعبه اوليا»، پايگاه اطلاع‌رساني حوزه.
  24. البغدادي، العباس، 1433هـ، ص73–75؛ محمودي، ماه بي‌غروب، 1379ش، ص38.
  25. المقرم، العباسعليه السلام، 1435هـ، ص247–251.
  26. البغدادي، العباس، 1433هـ، ص74.
  27. الأردوبادي، حياة أبي الفضل العباس، 1436هـ، ص61.
  28. محمودي، ماه بي‌غروب، 1379ش، ص31 و50.
  29. ناصري، مولد العباس بن علي، 1372ش، ص62؛ طعمه، تاريخ مرقد الحسين والعباس، 1416هـ، ص242.
  30. زجاجي كاشاني، سقاي كربلا، 1379ش، ص89–90؛ الأمين، أعيان الشيعة، 1406هـ، ج7، ص429.
  31. الأردوبادي، حياة أبي الفضل العباس، 1436هـ، ص64.
  32. الكلباسي، الخصائص العباسية، 1420هـ، ص64–71.
  33. راجع: ناصري، مولد العباس بن علي، 1372هـ، ص61–62؛ خلخالي، چهره درخشان قمر بني هاشم، 1378ش، ص140.
  34. الزبيري، نسب قريش، 1953م، ج1، ص79؛ زجاجي كاشاني، سقاي كربلا، 1379ش، ص98.
  35. على سبيل المثال راجع: البغدادي، المحبر، دار الآفاق الجديدة، ص441؛ تلمساني، الجوهره، انصاريان، ص59.
  36. على سبيل المثال راجع: ابن الصوفي، المجدي، 1422هـ، ص436.
  37. البغدادي، المحبر، دار الآفاق الجديدة، ص440–441.
  38. ابن الصوفي، المجدي، 1422هـ، ص436.
  39. البغدادي، المحبر، دار الآفاق الجديدة، ص441.
  40. المظفر، موسوعة بطل العلقمي، 1429هـ، ج3، ص429.
  41. رباني خلخالي، چهره درخشان قمر بني هاشم، 1378ش، ج2، ص123.
  42. رباني خلخالي، چهره درخشان قمر بني هاشم، 1378ش، ج2، ص118؛ محمودي، ماه بي‌غروب، 1379ش، ص89.
  43. رباني خلخالي، چهره درخشان قمر بني هاشم، 1378ش، ج2، ص118.
  44. رباني خلخالي، چهره درخشان قمر بني هاشم، 1378ش، ج2، ص126.
  45. الحائري المازندراني، معالي السبطين، 1412هـ، ج2، ص437؛ المقرم، العبّاسعليه السلام، 1427هـ، ص242؛ خراساني قايني بيرجندي، كبريت الاحمر، 1386هـ، ص385.
  46. المقرم، العبّاسعليه السلام، 1427هـ، ص242؛ خراساني قايني بيرجندي، كبريت الاحمر، 1386هـ، ص385.
  47. المقرم، العبّاسعليه السلام، 1427هـ، ص242؛ خراساني قايني بيرجندي، كبريت الاحمر، 1386هـ، ص385.
  48. «بررسي ادعاي حضور حضرت ابوالفضل در صفين»، پايگاه اطلاع‌رساني حوزه.
  49. الأردوبادي، حياة أبي الفضل العباس، 1436هـ، ص55.
  50. الشريف قرشي، زندگاني حضرت ابوالفضل العباس، 1386ش، ص124.
  51. الشريف قرشي، زندگاني حضرت ابوالفضل العباس، 1386ش، ص124.
  52. الشريف قرشي، زندگاني حضرت ابوالفضل العباس، 1386ش، ص124.
  53. الشريف قرشي، زندگاني حضرت ابوالفضل العباس، 1386ش، ص124.
  54. الشريف قرشي، زندگاني حضرت ابوالفضل العباس، 1386ش، ص124.
  55. الشريف قرشي، زندگاني حضرت ابوالفضل العباس، 1386ش، ص124.
  56. القمي، نفس المهموم، المكتبة الحيدرية، ص306.
  57. أبو مخنف، مقتل الحسين، 1364ش، ص98 و99. الطبري، تاريخ الطبري، مؤسسة الأعلمي، ج4، ص312؛ أبو الفرج، مقاتل الطالبيين، 1970م، ص117؛ الخوارزمي، مقتل الحسين، 1418هـ، ج1، ص346 و347؛ الدينوري، الأخبار الطوال، 1960م، ص255؛ ابن أعثم، الفتوح، 1411هـ، ج5، ص92.
  58. أبو مخنف، مقتل الحسين، ص103 و104؛ الطبري، تاريخ الطبري، مؤسسة الأعلمي، ج4، ص314. ابن أعثم، الفتوح، 1411هـ، ج5، ص94؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، 1399هـ، ج4، ص56؛ ابن كثير، البداية والنهاية، 1408هـ، ج8، ص190.
  59. أبو مخنف، مقتل الحسين، ص104. الطبري، تاريخ الطبري، مؤسسة الأعلمي، ج4، ص315؛الشيخ المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج2، ص89؛ الطبرسي، إعلام الوري، دار الكتب الإسلامية، ج1، ص454؛ دمشقي، جواهر المطالب، 1416هـ، ج2، ص281.
  60. ابن أعثم، الفتوح، 1411هـ، ج5، ص94.
  61. ابن كثير، البداية والنهاية، 1408هـ، ج8، ص190.
  62. صالحي حاجي‌آبادي، شهداي نينوا، 1386ش، ص40.
  63. أبو مخنف، مقتل الحسين، 1364ش، ص175؛ أبو مخنف، وقعة الطف، 1367ش، ص245؛ الطبري، تاريخ الطبري، مؤسسة الأعلمي، ج2، ص342.
  64. الشيخ المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج2، ص109؛ الطبرسي، إعلام الوري، دار الكتب الإسلامية، ص248؛ ابن‌ نما، مثيرالأحزان، 1369هـ، ص5؛ ابن‌حاتم، الدر النظيم، النشر الاسلامي، ص556.
  65. الأردوبادي، موسوعة العلامة الأردوبادي، 1436هـ، ج9، ص106.
  66. أبو مخنف، مقتل الحسين، ص174 و175. الطبري، تاريخ الطبري، مؤسسة الاعلمي، ج4، ص342.
  67. مقرم، العبّاسعليه السلام، 1427هـ، ص184–186؛ الشريف قرشي، زندگاني حضرت عباس، 1386ش، ص221–222.
  68. انظر:، صالحي حاجي‌آبادي، شهداي نينوا، 1396ش، ص41–45.
  69. المجلسي، بحار الأنوار، ج 45، ص41.
  70. المظفر، موسوعة بطل العلقمي، 1429هـ، ج3، ص172.
  71. الأردوبادي، حياة أبي الفضل العباس، 1436هـ، ص192–194.
  72. الشيخ المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج2، ص109–110.
  73. راجع: أبو مخنف، وقعة الطف، 1433هـ، ص245.
  74. البلاذري، أنساب الأشراف، 1417هـ، ج3، ص201 وج13، ص256.
  75. مجلسي، بحارالانوار، 1403هـ، ج45، ص40.
  76. السيد ابن طاووس، اقبال الاعمال، 1409، ج2، ص574.
  77. راجع: ابن‌ شهرآشوب، مناقب آل أبي‌ طالب، 1376هـ، ج3، ص256؛ المظفر، موسوعة بطل العلقمي، 1429هـ، ج3، ص174–178؛ الأردوبادي، حياة أبي الفضل العباس، 1436هـ، ص219–220؛ خرّميان، ابوالفضل العباس، 1386ش، ص106–114.
  78. القاضي نعمان، المناقب والمثالب، 1423هـ، ص309 و310.
  79. الخوارزمي، مقتل الحسينعليه السلام، 1374ش، ج2، ص34؛ المظفر، موسوعة بطل العلقمي، 1429هـ، ج3، ص178؛ ابن أعثم الكوفي، الفتوح، 1411هـ، ج5، ص98؛ خرميان، ابوالفضل العباس، 1386ش، ص113.
  80. الخوارزمي، مقتل الحسينعليه السلام، 1374ش، ج2، ص34.
  81. على سبيل المثال راجع: القاضي نعمان، شرح الأخبار، 1409هـ، ج3، ص194؛ الطبرسي، إعلام الورى بأعلام الهدى، 1417هـ، ج1، ص395؛ البخاري، سر السلسلة العلوية، 1382هـ، ص89؛ ابن‌ عنبة، عمدة الطالب، 1417هـ، ص327.
  82. الطريحي، المنتخب، 2003م، ص307.
  83. المجلسي، بحار الأنوار، 1403هـ، ج45، ص41.
  84. الأردوبادي، حياة ابي الفضل العباس، 1436هـ، ص222–225.
  85. الإصفهاني، مقاتل الطالبيين، ج1، ص89.
  86. المظفر، موسوعة بطل العلقمي، 1429هـ، ج2، ص11–12؛ الكلباسي، خصائص العباسية، 1387ش، ص107–108، 123 و203؛ المقرم، العبّاس(ع)، 1427هـ، ص130.
  87. المقرم، العباس، 1427هـ، ص158.
  88. النقدي، جعفر، الأنوار العلوية.
  89. الكلباسي، خصائص العباسية، 1387ش، ص123؛ بهشتي، قهرمان علقمه، 1374ش، ص103 و107.
  90. المجلسي، بحار الأنوار، ج46، ص212.
  91. الحلي، السيد جعفر، ديوان، ص396 .
  92. المظفر، موسوعة بطل العلقمي، 1429هـ، ج2، ص355–356؛ محمودي، ماه بي‌غروب، 1379ش، ص97.
  93. المظفر، موسوعة بطل العلقمي، 1429هـ، ج2، ص355–356؛ البغدادي، العباس، 1433هـ، ص71–73.
  94. الكلباسي، خصائص العباسيه، 1387ش، ص107–109؛ المظفر، موسوعة بطل العلقمي، 1429هـ، ج2، ص94.
  95. السماوي، إبصار العين في أنصار الحسين، ج1، ص63.
  96. طعمة، تاريخ مرقد الحسين والعباس، 1416هـ، ص236؛ المظفر، موسوعة بطل العلقمي، 1429هـ، ج2، ص94.
  97. الكلباسي، خصائص العباسية، 1387ش، ص109.
  98. طعمة، تاريخ مرقد الحسين والعباس، 1416هـ، ص236.
  99. الشيخ المفيد، الإرشاد، 1388ش، ج2، ص90؛ المظفر، موسوعة بطل العلقمي، 1429هـ، ج3، ص178؛ ابن أعثم الكوفي، الفتوح، 1411هـ، ج5، ص98؛ الخوارزمي، مقتل الحسين(ع)، 1374ش، ج2، ص34.
  100. عندليب، ثارالله، 1376ش، ص247.

المصادر والمراجع

  • ابن‌ الأثير، علي بن محمد، الكامل في التاريخ، بيروت، دار صادر، 1386هـ.
  • ابن‌ أعثم الكوفي، أحمد بن علي، الفتوح، تحقيق: علي شيري، بيروت، دار الأضواء، الطبعة الأولى، 1411هـ/1991م.
  • ابن‌ الجوزي، يوسف بنقزاوغلي، تذكرة الخواص، قم، الشريف الرضي، 1418هـ.
  • القاضي نعمان، نعمان بن محمد، شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهارعليه السلام، قم، جامعه مدرسين، الطبعة الأولى، 1409هـ.
  • القاضي نعمان، نعمان بن محمد، المناقب والمثالب، تحقيق: ماجد بن أحمد عطية، بيروت، مؤسسه الاعلمي، 1423هـ/2002م
  • ابن‌ شهرآشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب، النجف، مطبعة الحيدرية، 1376هـ.
  • ابن الصوفي، المجدي في أنساب الطالبيين، قم، مكتبة آية الله المرعشي النجفي، 1422هـ.
  • ابن‌ طاووس، علي بن موسي، اللهوف، قم، انتشارات الشريف الرضي، 1412هـ.
  • ابن‌ عنبة، أحمد بن علي، عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب، النجف، د ن، 1381هـ/1961م.
  • ابن‌ عنبة، أحمد بن علي، عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب، قم، مؤسسة انصاريان، 1417هـ.
  • ابن نما الحلي، جعفر بن محمد، مثير الأحزان، ترجمة: علي كرمي، قم، نشر حاذق، الطبعة الأولى، 1380ش.
  • أبو الفرج الأصفهاني، علي بن الحسين، مقاتل الطالبيين، تحقيق: أحمد، صقر، بيروت، موسسة الأعلمي للمطبوعات، 1408هـ/1987م.
  • أبو مخنف، لوط بن يحيي، وقعة الطف، تحقيق: هادي اليوسفي الغروي، قم، مجمع جهاني اهل البيت، 1433هـ/1390ش.
  • الأردوبادي، محمد علي، حياة أبي الفضل العباس، كربلا، دار الكفيل، 1436هـ.
  • اطيابي، اعظم، «سقاخانه‌هاي اصفهان»، در مجله فرهنگ مردم، تابستان 1383ش، شماره 10.
  • الأمين، السيد محسن، أعيان الشيعة، بيروت، دار التعارف للمطبوعات، 1406هـ.
  • البخاري، أبو نصر سهل بن عبد الله، سرّ السلسلة العلوية، تحقيق: السيد محمد صادق بحر العلوم، النجف، مكتبة الحيدرية، 1382هـ.
  • البغدادي، محمد بن حبيب، المحبر، تحقيق: ايلزة ليختن شتيتر، بيروت، دار الآفاق الجديدة، د ت.
  • البغدادي، محمد، العباس بن عليعليه السلام، كربلا، العتبة الحسينية المقدسة، 1433هـ.
  • البلاذري، أحمد بن يحيي، جمل من أنساب الأشراف، تحقيق: سهيل زكار ورياض زركلي، بيروت، دار الفكر، 1417ق-1996م.
  • بلوكباشي، علي، «مفاهيم و نمادگارها در طريقت قادري»، در مجله مردم‌شناسي و فرهنگ عامه ايران، طهران، 1356ش،
  • بهشتي، أحمد، قهرمان علقمه، طهران، انتشارات اطلاعات، 1374ش.
  • بيرجندي، محمد باقر، الكبريت الاحمر، طهران، كتابفروشي اسلاميه، 1377ش.
  • التكريتي، عبدالله طاهر، مذكرات حردان التكريتي، طرابلس، المنشأة العامة للنشر والتوزيع والإعلان، 1983م.
  • تلمساني، محمد بن ابي‌بكر، الجوهرة في نسب الامام علي وآله، قم، انصاريان، د ت.
  • جهانبخش، جويا، آيا حِكايَتِ إيثارِ حَضرَتِ أَبوالفَضْل ـ عَلَيْهِ السَّلام ـ دَر بابِ «آب»، ريشۀ تاريخي نَدارَد؟!. موقع يادگارستان. مرور صفحه 8 مرداد 1401ش.
  • جهانبخش، جويا، «گنجي نويافته يا وهمي بربافته؟»، در مجله آينه پژوهش، شماره 118، مهر و آبان 1388ش.
  • جلكوسكي، پيتر، «عباس جوانمرد و دلير»، ترجمة: غلامحسين، صابري، ايران‌شناسي، شماره 38، تابستان 1377ش.
  • الحائري الشيرازي، السيد عبدالمجيد، ذخيرة الدارين فيما يتعلق بمصائب الحسين، النجف، مطبعة المرتضوية، 1345هـ.
  • الحائري المازندراني، محمد مهدي، معالي السبطين، بيروت، مؤسسه النعمان، 1412هـ.
  • خراساني قايني بيرجندي، محمد باقر، كبريت الاحمر: في شرائط المنبر، طهران، اسلاميه، 1386هـ.
  • الخوارزمي، الموفق بن أحمد، مقتل الحسينعليه السلام، تحقيق وتعليق: محمد السماوي، قم، أنوار الهدي، الطبعة الأولى، 1418هـ.
  • الدينوري، أبو حنيفه أحمد بن داوود، الاخبار الطوال، تحقيق: عبدالمنعم عامر مراجعه جمال الدين شيال، قم، منشورات رضي، 1368ش.
  • رباني خلخالي، علي، چهره درخشان قمر بني‌هاشم ابوالفضل العباس، قم، انتشارات مكتب الحسين، 1378ش.
  • «روايتي از سقاخانه‌اي وقفي به قدمت 3 قرن»، خبرگزاري فارس، تاريخ النشر: 10 بهمن 1402ش، تاريخ النشر: 10 بهمن 1402ش.
  • الزبيري، مصعب بن عبدالله بن المصعب، نسب قريش، دار المعارف للطباعة والنشر، 1953م.
  • زجاجي كاشاني، مجيد، سقاي كربلا، طهران، نشر سبحان، 1379ش.
  • سبط ابن الجوزي، يوسف بن حسام‌ الدين، تذكرة الخواص، تحقيق: حسين تقي‌زاده، قم، مركز الطباعة والنشر للمجمع العالمي لاهل البيت، الطبعة الأولى، 1426هـ.
  • شريف القرشي، باقر، زندگاني حضرت ابوالفضل العباس، ترجمة: السيد حسن اسلامي، قم، دفتر انتشارات اسلامي، 1386ش.
  • الشيخ، صدوق، محمد بن علي، الخصال، تحقيق: علي‌اكبر غفاري، بيروت، موسسة الأعلمي للمطبوعات، الطبعة الأولى، 1410هـ/1990م.
  • الشيخ المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد في معرفة حجج الله علي العباد، ترجمة: حسن موسوي مجاب، ‏قم، انتشارات سرور‏، 1388ش.
  • الشيخ المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد في معرفة حجج الله علي العباد، قم، الناشر سعيد بن جبير، الطبعة الأولى، 1428هـ.
  • الشيخ المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد في معرفة حجج الله علي العباد، قم، مؤتمر الشيخ المفيد، الطبعة الأولى، 1413هـ.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، إعلام الورى بأعلام الهدي، قم، مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، 1417هـ.
  • الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأمم والملوك، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، بيروت، دار التراث، الطبعة الثانية، 1967م.
  • الطريحي، فخر الدين، المنتخب في جمع المراثي والخطب، بيروت، مؤسسة الاعلمي للمطبوعات، 2003م.
  • طعمة، سلمان هادي، تاريخ مرقد الحسين والعباس، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، 1416هـ.
  • المجلسي، محمد باقر، بحارالانوار، بيروت، موسسة الوفاء، 1403هـ.
  • علوي، السيد أحمد، راهنماي مصور سفر زيارتي عراق، قم، نشر معروف، 1391ش.
  • عندليب، حسين، ثارالله، انتشارات در راه حق، قم، 1376ش.
  • القمي، الشيخ عباس، نفس المهموم، ترجمة: ابوالحسن شعراني، قم، هجرت، الطبعة الثالثة، 1376ش.
  • القمي، الشيخ عباس، نفس المهموم في مصيبة السيدنا الحسين المظلوم، قم، المكتبة الحيدرية، د ت.
  • الكلباسي النجفي، محمد إبراهيم، الخصائص العباسية، المكتبة الحيدرية، قم، 1420هـ.
  • الكلباسي النجفي، محمد إبراهيم، خصائص العباسية، ترجمه و تحقيق: محمد اسكندري، طهران، انتشارات، صيام، 1387ش.
  • محمودي، السيد محسن، مسائل جديد از ديدگاه علما و مراجع، ورامين، مؤسسه علمي فرهنگي، صاحب الزمان(عج)، 1388ش.
  • محمودي، السيد محمد حسين، در كنار علقمه كرامات العباسيه، قم، انتشارات نصايح، 1379ش.
  • محمودي، عباسعلي، ماه بي‌غروب: زندگينامه ابوالفضل العباس، طهران، فيض كاشاني، 1379ش.
  • مظاهري، محسن‌حسام، فرهنگ سوگ شيعي، طهران، خيمه، 1395ش.
  • المظفر، عبدالواحد بن أحمد، موسوعه بطل العلقمي، النجف، مطبعة الحيدرية، 1429هـ.
  • المقرم، السيد عبد الرزاق، مقتل الحسين، موسسة الخرسان للمطبوعات، بيروت، 1426هـ.
  • المقرم، السيد عبد الرزاق، العباس (عليه‌السلام)، تحقيق: سماحةالشيخ محمد الحسّون، النجف، مكتبة الروضة العباسية، 1427هـ.
  • المقرم، السيد عبد الرزاق، العباس ابن الامام امير المومنين علي بن ابيطالب، د ن، 1435هـ.
  • مهدوي، السيد مصلح‌الدين، اعلام اصفهان، تحقيق: غلامرضا نصراللهي، اصفهان، سازمان فرهنگي تفريحي شهرداري اصفهان، 1386ش.
  • ميردريكوندي، رحيم، درياي تشنه: تشنه دريا: نگاهي به زندگاني علمدار كربلا حضرت ابوالفضل العباسعليه السلام، قم، 1382ش.
  • ناصري، محمد علي، مولد العباس بن عليعليه السلام، قم، انتشارات الشريف الرضي، 1372ش.
  • «نامگذاري روزها و هفته‌هاي خاص»، وبگاه مركز پژوهش‌هاي مجلس شوراي اسلامي، تاريخ النشر: 21 مهر 1375ش، تاريخ المشاهدة: 4 مرداد 1402ش.
  • هادي‌منش، ابوالفضل، «فرزندان و نوادگان حضرت عباس»، در نشريه فرهنگ كوثر، انتشارات آستانه مقدسه حضرت معصومه، ش64، 1384ش.
  • الحلي، السيد جعفر، ديوان سحر بابل وسجع البلابل أو تراجم الأعيان والأفاضل (ديوان السيد جعفر الحلي)، صيدا، مبطعة العرفان، 1331هـ.
  • هادي‌منش، ابوالفضل، «كنيه‌ها و لقب‌هاي حضرت عباسعليه السلام»، در نشريه مبلغان، شماره 106.
  • هادي‌منش، ابوالفضل، «نگاهي به شخصيت و عملكرد حضرت عباسعليه السلام پيش از واقعه كربلا»، در نشريه مبلغان، شماره 58.
  • يونسيان، علي اصغر، خطيب كعبه، طهران، آيينه زمان، 1386ش.
  • «يوم العباس در زنجان؛ بزرگ‌ترين ميعادگاه عاشقان حسيني در كشور»، باشگاه خبرنگاران جوان.