الغارات (كتاب)
المؤلف | إبراهيم بن محمد الثقفي |
---|---|
اللغة | العربية |
الغارات كتاب من تأليف إبراهيم بن محمد الثقفي الكوفي (وفاة 283هـ). ويعدّ من أقدم كتب الشيعة التاريخية. ويتناول موجزا من حياة الإمام علي وسيرته العلمية، وخطبه، ورسائله، ونصائحه، وما حدث من الحروب والصراعات خلال فترة خلافته وما بعدها. وبما أنّ المؤلف يتطرق في كتابه إلى غارات معاوية على الولايات الخاضعة لحكومة أمير المؤمنين فاشتهر عنوانه بالغارات. ويعدّ الكتاب من المصادر القيّمة؛ حيث لم يكتف المصنف بذكر الرواة الشيعة فحسب، بل استفاد من رواة أهل السنة أيضا. وكان الكتاب ولا يزال محور اهتمام علماء الشيعة ويستفيدون منه. وقد كان للعلامة المجلسي وابن أبي الحديد الدور المهم في حفظ وإبقاء هذا الكتاب. وقد تمت ترجمة هذا الكتاب عدة مرات إلى اللغة الفارسية.
المؤلف
هو أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال الثقفي الأصفهاني والمعروف بابن هلال الثقفي، محدّث وفقيه ومورخ ومؤلف الشيعي في القرن الثالث الهجري.[١] حيث ذهب إلى أصفهان لترويج التشيع واستقر فيها.[٢] ويعتبر أحمد بن محمد بن خالد البرقي والصفار القمي من أبرز رواة أحاديث الثقفي. وقد أثنى عليه معظم علماء الرجال الشيعة كما اعتبروه من الثقات.[٣] وأمّا أشهر مؤلفاته وهو كتاب الغارات فقد تناول غارات معاوية على الولايات الخاضعة بحكومة أمير المؤمنين.
عنوان الكتاب وموضوعه
رغم أنه سمّي الكتاب في بعض المصادر ب«الإستنفار والغارات» وفي البعض الآخر ب«الأسفار والغارات» ولكن اشتهر بالغارات لدى العلماء وفي الأوساط العلمية،[٤] وقد وردت كلمة الغارات في إحدى خطب الإمام علي في نهج البلاغة؛ حيث قال: "شُنَّت[ملاحظة ١]عَليكمُ الغَاراتُ"[٥]
وقد سمّاه المؤلف ب«الغارات»؛ لأنَّه كان بصدد بيان غارات معاوية بعد معركة النهروان على الولايات الخاضعة لحكومة أمير المؤمنين، ولكن رغم ذلك، وبما أنّ لدى المؤلف الكثير من المعلومات، فقد أضاف مباحث مفيدة ليست لها ارتباط بالعنوان الأصلي، كما أنّه أشار في كتابه إلى موجز من حياة أمير المؤمنين(ع) وطريقته الإدارية والمالية والسياسية والأخلاقية.[٦]
وتوجد نسخة مطبوعة من الكتاب في جمعية التراث الوطني الإيراني، ذُكر فيها مسائل مختلفة في نهايته تحت عنوان «التعليقات وهي سبعون تعليقة» وقد أضيفت تلك المسائل كمقدمة للكتاب، من قِبَل السيد جلال الدين الحسيني الأرموي.[٧]
هدف المؤلّف
إنَّ الذي دفع المؤلف إلى تأليف هذا الكتاب هو ذكر غارات معاوية بعد معركة النهروان على أراضي حكومة أمير المؤمنين. وقد كان هذا النوع من التأليف شائعًا بين كُتّاب السير والمؤرخين في ذلك الوقت، كما أنّ عدة من مشايخ المؤلف كالكلبي وأبي مخنف والمدائني ونصر بن مزاحم ألّف كل واحد منهم كتابا في هذا الموضوع بنفس العنوان (الغارت).[٨]
مكانة الكتاب وأهميته
كان إقبال العلماء والمحدثين من الشيعة على هذا الكتاب والكتب الأخرى للمؤلف واسعا منذ القديم؛ حيث استفادوا من تأليفاته ورواياته في كتبهم على نطاق واسع، مثل:
- أحمد بن خالد البرقي في المحاسن
- محمد بن حسن الصفار في بصائر الدرجات
- الكليني في الكافي
- الشيخ الصدوق في من لا يحضره الفقيه
- المفيد في الأمالي
- الشيخ الطوسي في التهذيب
- السيد المرتضی في الشافي
- علي بن إبراهيم القمي في تفسير القمي
- ابن قولويه في كامل الزيارات
- ابن شهر آشوب في المناقب
- الطبرسي في إعلام الورى
- السيد بن طاووس في اليقين وإقبال الأعمال
- السيد عبد الكريم بن طاووس في فرحة الغری
- عماد الدين الطبري في البشارة المصطفی
- القطب الراوندي في الخرائج والجرائح
- الحر العاملي في إثبات الهداة ووسائل الشيعة
- المحدث النوري في مستدرك الوسائل
- المحدث القمي في سفينة البحار
[٩] وقد ذكر العلامة المجلسي محتوى كتاب الغارات في بحار الأنوار، كما ورد الكثير من مباحثه في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد.
وأمّا من حيث التأليف والكتابة والعناوين والأسلوب فقد تم تنظيم الكتاب بشكل جيد، وكذلك من حيث المحتوى أكثر إتقانا. وما روي فيه عن الأئمة الإثنى عشر ورواة الشيعة فقليل جدا، ولكن أكثر ما روي فيه فهو عن رواة أهل السنة المشهورين كرجال الصحاح الستة والمسانيد المعروفة.[بحاجة لمصدر]
رواية كتاب الغارات
قد رويت قائمة كتب هلال الثقفي عن عباس بن السري، ومحمد بن زيد الرطاب، وأحمد بن علوية الإصفهاني. وقد روى الشيخ الصدوق كتب هلال الثقفي عن أبيه علي بن بابويه، عن عبد الله بن الحسن المؤدب، عن أحمد بن علوية الأصفهاني. ورغم أنّه روى عدة من كبار العلماء كابن أبي الحديد والحسن بن سليمان الحلي (وهو تلميذ الشهيد الأول)، عن هذا الكتاب (الغارات) من دون واسطة، ولكن ليس هناك خبر ليدل على كيفية رواية كتب مثل الغارات.[١٠] وبناء على ما قاله المحدث الأرموي إنّه كانت نسخ هذا الكتاب منذ القديم أكثر ندرة من السيمرغ والكيمياء.[١١]
تخليد الكتاب
قال مصحّح كتاب الغارات في مقدمته: "لولا جهود الإثنين من كبار العلماء لما تمكنتُ من إتخاذ خطوة نحو تصحيح هذا الكتاب بهذه النسخة فضلا عن أن أبذل جهدي لتصحيحه وإضافة الحواشي والتعليقات عليه، فهما:
- ابن أبي الحديد المعتزلي البغدادي الشارح لنهج البلاغة؛ حيث إنّه ذكر الكثير من محتويات هذا الكتاب في شرحه على نهج البلاغة وفي بعض الأحيان أتى ببعض الكلمات السهلة بدلا عن الكلمات الصعبة، كما أنه قام بتوضيح وشرح بعض الأمور.
- محمد باقر المجلسي؛ حيث إنّه نقل الكتاب كله في بحار الأنوار من دون تصرف إلّا إذا صرّح به أو قام بتلخيص بعض مسائله كما أنه أيضا لم يترك شرح بعض الأمور.
ثم اعتبر المصحح شخصين آخرين من علماء الشيعة لهما دور أيضا في تخليد الكتاب؛ حيث يشتمل كتابهما على بعض الأحاديث المذكورة في كتاب الغارات، من الأحاديث العقائدية والأحكامية والأخلاقية وهما عبارة عن:
النسخ والطبع
رغم أنّ لهذا الكتاب أهمية وشهرة ولكن ليس هناك نسخ كثيرة لها وكما قال المحدث الأرموي:"إنّه كانت نسخ هذا الكتاب منذ القديم نادرة جدا والنسخة التي كانت عند العلامة المجلسي هي أقدم النسخة المعروفة والتي تم استنساخه حسب نسخة أخرى في الدولة الصفوية.
وأمّا النسخ المطبوعة للكتاب فهي النسختين:
- طبعة دار نشر جمعية التراث الوطني عام 1395هـ في مجلدَين مع الحواشي والتعليقات المبسوطة، وتصحيح وتحقيق السيد جلال الدين المحدث الأرموي مضافا إلى مقدمة ما يقارب مئة صفحة.(ست عشرة صفحة بالفارسية وصفحاته الأخرى بالعربية)
- طبعة دار الكتاب الإسلامي عام 1370هـ ش مع تحقيق عبد الزهرا الحسيني الخطيب.[١٢]
الترجمات
تُرجم الكتاب إلى الفارسية عدة مرات، ومنها:
- الشيخ محمد باقر الكمره اي وقد ترجم الكتاب بعدما تمّ تحقيق الكتاب على يد المحدث الأرموي وطبعه عام 1397هـ.
- عبد الحميد الآيتي فهو ترجم الكتاب إلى الفارسية من تصحيح عبد الزهراء الخطيب.
- عزيز الله العطاردي.
الهوامش
- ↑ ابن النديم، ص279؛ النجاشي، ص16-17؛ الطوسي، فهرس كتب الشيعة، ص12-13.
- ↑ النجاشي، ص17؛ الطوسي، فهرس كتب الشيعة وأصولهم، ص12
- ↑ ابن طاووس، إقبال الأعمال، ج 1، ص58؛ ابن داوود الحلّي، ص33؛ العلامة الحلّي، ص49ـ50؛ المجلسي، الوجيزة في الرجال، ص15؛ المازندراني الحائري، ج 1، ص196، نقلا عن تعليقة الوحيد البهبهاني.
- ↑ الطهراني، الذريعة، ج 2، ص35. پاك نيا، آشنايى با منابع معتبر شيعه (الغارات)، 1388هـ ش.
- ↑ نهج البلاغة، خطبة 27.
- ↑ الثقفي، الغارات، 1410ق، ص3 و 4.
- ↑ الثقفي، الغارات، مقدمه مترجم، ص85.
- ↑ الثقفي، الغارات، 1410هـ، ص4.
- ↑ پاك نيا، آشنايي با منابع معتبر شيعه (الغارات)، 1388هـ ش.
- ↑ علي بيات، معرفى الغارات.
- ↑ الثقفي، ترجمة الغارات، 1374هـ ش، ص11.
- ↑ پاك نيا، آشنايي با منابع معتبر شيعه (الغارات) 1388هـ ش.
ملاحظات
- ↑ أي: صُبّت
المصادر والمراجع
- الطهراني، آغا بزرك، الذريعة، بيروت، دار الأضواء، د. ت.
- الثقفي، إبراهيم بن محمد، الغارات، قم المقدسة، دار الكتاب، 1410هـ.
- الثقفي، إبراهيم بن محمد، الغارات، الترجمة: عبد المحمد آيتي، الطهران، وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، 1374هـ ش.
- مير شريفي، السيد علي، الغارات و ترجمه جديد آن، وقف ميراث جاويد 1374هـ ش، الرقم 9.
- پاك نيا، عبد الكريم، «آشنايي با منابع معتبر شيعه (الغارات)»، في مجلة المبلغان، 1388هـ ش، الرقم 113.
- عالمي، خديجة، مروري بر كتاب «الغارات»، كتاب ماه تاريخ و جغرافيا تير 1379هـ ش، الرقم 33.
- كتاب شناخت سيره معصومان، مركز البحوث الكمبيوتري للبحوث الإسلامية.
- النجاشي، أحمد بن علي، فهرس أسماء مصنفي الشيعة المشتهر برجال النجاشي، طبعة موسی شبيري الزنجاني، قم المقدسة 1407هـ.
- الطوسي، محمد بن الحسن، فهرس كتب الشيعة وأصولهم وأسماء المصنفين وأصحاب الأصول، قم المقدسة، طبعة عبد العزيز الطباطبائي، 1420هـ.