واقعة الطف

أصبحت مقالة جيدة في 25 رمضان 1439
من ويكي شيعة
(بالتحويل من حادثة كربلاء)
واقعة الطف

رسم عن مواقع الجيشين في واقعة الطف
التاريخ 10 محرم سنة 61 للهجرة
الموقع كربلاء
النتيجة استشهاد الإمام الحسين وأصحابه
سبب المعركة إباء الإمام الحسين (ع) عن مبايعة‌ يزيد
المتحاربون
الحسين بن علي وأصحابه جيش عمر بن سعد


واقعة الطف، هي ملحمة وقعت سنة 61 للهجرة في كربلاء بين الحسين بن علي عليه السلام وأنصاره من جهة، وجيش الكوفة من جهة أخرى، وأدّت إلى استشهاد الإمام الحسين وأصحابه وسبي أهل بيته.

ففي العام الذي استولى يزيد بن معاوية على الحكم بعد موت أبيه في الـ15 من رجب سنة سنة 60 للهجرة، تمّ الضغط على الحسين (ع) -وهو في المدينة- للقبول بخلافة يزيد، فغادرها في الـ28 من رجب متوجهاً إلى مكّة.

أقام الحسين (ع) أربعة أشهر (من 3 شعبان حتى 8 ذي الحجة) في مكة، وفي هذه الفترة وصل خبر رفضه لخلافة يزيد، إلى شيعة الكوفة، فأرسلوا له رسائل تدعوه بالقدوم إليهم. فبعث الإمام مسلم بن عقيل سفيراً له إلى الكوفة يستطلع آراء الشيعة هناك. فلمّا دخل مسلم الكوفة ورأى إقبال الناس عليه يتعهّدون للحسين (ع)، بعث رسالة يدعو الحسين إلى القدوم نحو الكوفة. فأقبل (ع) نحو الكوفة مغادراً مكّة في الثامن من شهر ذي الحجة. كما أوردت بعض التقارير التاريخية بأن الإمام كان على علم بمؤامرة تحاك له في مكّة، فلأجل الحفاظ على حرمة البيت غادرها قاصداً الكوفة.

حینما علم ابن زياد بأن الحسين (ع) يتجه إلى الكوفة، أرسل له جيشاً، فاعترضه الحرّ بن يزيد في منطقة ذو حُسَم، فاضطر الإمام أن یمیل عن طريقه صوب نينوى. وبحسب أغلب المصادر التاريخية دخل الحسين (ع) أرض كربلاء في الثاني من المحرم سنة 61 هـ. وفي اليوم التالي أوفد ابن زياد، عمر بن سعد مع جيش آخر إلى كربلاء. وبحسب التقارير الواردة جرت عدة محادثات بين الحسين (ع) وعمر بن سعد، لكن ابن زياد لم يرضَ إلاّ بأخذ البيعة عنوة من الحسين (ع) مهما كلفه الأمر.

وفي عصر التاسع من المحرم استعدّت الجيوش التي أرسلها ابن زياد إلى كربلاء بقيادة عمر بن سعد لبدأ المواجهة العسكرية مع الحسين (ع) ومن بقي معه، إلاّ أن الحسين (ع) طلب مهلة ليلة يتفرغ فيها لمناجاة الرّب. فقام ليلة عاشوراء مخاطباً أصحابه مبرءاً ذممهم عن بيعته وآذناً لهم بالرّحيل وتركِه ليواجه قدره، لكنهم التزاموا بعهدهم ومناصرته حتى الموت.

بدأت الحرب في صباح اليوم العاشر من المحرم وسقط الكثير من أصحاب الحسين (ع) صرعى حتى ظهيرة ذلك اليوم. ثم التحق الحر بن يزيد إلى معسكر الحسين (ع) معلناً توبته للحسين (ع). وبعد ما قتل الأصحاب في منازلاتهم، تقدّم ذووا الإمام (ع) يتصدرهم نجله علي الأكبر وبعد أن لقوا مصرعهم جميعاً، نزل الحسين (ع) إلى المعركة وظل يقاتل إلى أن استشهد في عصر ذلك اليوم، وقطع شمر بن ذي الجوشن -أو على رواية سنان بن أنس- رأسه من جسده، ثم أُرسل إلى عبيد الله بن زياد في نفس ذلك اليوم، أمر ابن سعد بوطء جثمان الحسين (ع) تحت حوافر الخيل.

بعد أن حطت الحرب أوزارها، سيق النساء والأطفال سبايا إلى الكوفة ومنها إلى الشام، ومعهم علي بن الحسين (ع) -الذي كان مريضاً يومها ولا يقوى على القتال- ترافقه زينب بنت علي (ع)، وتتقدمهم رؤوس الشهداء على الرماح.

وبعد أن سيق السبايا إلى مجلِسَي عبيد الله ويزيد خطبت زينب (ع) فيهما وأبلغت أهداف النهضة الحسينية، وفضحت خلالها دسائس بني أمية، كما ألقى السجاد (ع) خطبا عرّف فيها نفسه بأنه من أهل بيت الرسول (ص) وصدَع بحقانية رسالة أبيه الحسين (ع).

وجه التسمية

الطفّ اسم من أسماء كربلاء والتي تطلّ على شاطئ الفرات, قال الحموي: سمّي الطّف لأنّه مشرف على العراق من أطفّ على الشيء بمعنى أطلّ، [١] وقد اشتهرت أرض الطف بكربلاء بعد أن استشهد فيها ابن بنت رسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم الإمام الحسينعليه السلام مع ثلّة من أصحابه وأهل بيته. وكانت كربلاء قبل الإسلام اتخذت نواويس ومعابد ومدافن للأمم الغابرة، كما تشير إليه خطبة الإمام الحسين (ع)، حيث قال: «كأني بأوصالي تقطّعها عسلان الفلوات بين (النواويس) وكربلاء».[٢]

أخذ البيعة ليزيد

بعد أن تصدى يزيد للحكم خَلفاً لأبيه معاوية بن أبي سفيان في الشام، صبّ جلّ اهتمامه على أخذ البيعة من الجماعة التي رفضت مبايعته في حياة أبيه.[٣]

فأرسل إلى والي المدينة - الوليد بن عتبة بن أبي سفيان - كتاباً يُخبره بموت أبيه ويطالبه بأخذ البيعة عنوةً ممّن لم يبايعه أخذا شديدا، وهم الإمام الحسينعليه السلام، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير،[٤] ثم أرسل كتابا آخر يأمر بأن يرسل له مع جواب كتابه رأس الحسين بن عليعليه السلام.[٥]

فأرسل الوليد باستشارة من مروان بن الحكم إلى الإمام الحسينعليه السلام وابن الزبير [٦] يدعوهم إلى دار الإمارة فجاء الإمامعليه السلام ومعه ثلاثين[٧] من مواليه والهاشميين،[٨] فلما حضر الإمامعليه السلام جعله یقرأ كتاب يزيد ونعى معاوية إليه ودعاه إلى البيعة.[٩]

التسلسل الزمني لواقعة الطف
سنة 60 للهجرة
15 رجب موت معاوية
28 رجب خروج الإمام الحسين (ع) من المدينة
3 شعبان وصول الإمام (ع) إلى مكة
10 رمضان وصول أول رسائل أهل الكوفة إلى الإمام الحسين (ع)
12 رمضان وصول 150 رسالة من أهل الكوفة إلى الإمام (ع) على يد قيس بن مسهر، وعبد الرحمن الأرحبي وعُمارَة السَلُولي
14 رمضان وصول رسائل رؤساء أهل الكوفة إلى الإمام (ع) وذلك على يد سعيد بن عبد الله الحنفي وهاني بن هاني السبيعي
15 رمضان خروج مسلم بن عقيل نحو الكوفة
5 شوال وصول مسلم بن عقيل إلى الكوفة
8 ذي الحجة خروج الإمام الحسين (ع) من مكة إلى العراق
8 ذي الحجة قيام مسلم بن عقيل في الكوفة
9 ذي الحجة استشهاد مسلم بن عقيل في الكوفة
سنة 61 للهجرة
1 محرم استنصار الإمام لعبيد الله بن الحر الجعفي وعمرو بن قيس في قصر بني مقاتل
2 محرم وصول الإمام الحسين (ع) إلى كربلاء
3 محرم وصول عمر بن سعد إلى كربلاء، يقود جيشاً بأربعة آلاف رجل
6 محرم استنصار حبيب بن مظاهر من بني أسد لنصرة للإمام الحسين (ع)
7 محرم منع الماء عن الإمام الحسين (ع) وأنصاره
7 محرم التحاق مسلم بن عوسجة بالإمام الحسين (ع) وأنصاره
9 محرم وصول شمر بن ذي الجوشن إلى كربلاء
9 محرم وصول رسالة أمان لأبناء أم البنين من قبل شمر بن ذي الجوشن
9 محرم إعلان الحرب من قبل جيش عمر بن سعد على الإمام (ع)، ومطالبته (ع) لتأخير الحرب
10 محرم واقعة الطف واستشهاد الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه
11 محرم أخذ أهل بيت الإمام الحسين (ع) نحو الكوفة سبايا
11 محرم دفن شهداء كربلاء على يد بني أسد (أهالي الغاضرية)
12 محرم دفن شهداء كربلاء (على رواية)
12 محرم وصول قافلة سبايا كربلاء إلى الكوفة
19 محرم حركة قافلة السبايا من الكوفة نحو الشام
1 صفر دخول السبايا مع رؤوس الشهداء إلى الشام
20 صفر أربعينية الإمام الحسين (ع)
20 صفر رجوع أهل بيت الإمام الحسين عليه السلام إلي كربلاء
20 صفر رجوع أهل بيت الإمام (ع) من الشام إلى المدينة (على رواية)

فقال الإمامعليه السلام: إنا لله وإنا إليه راجعون، أما ما سألتني من البيعة فإن مثلي لا يعطي بيعته سراً ولا أراك تکتفي بها مني سراً دون أن نظهرها للناس علانية، فأيده الوليد، ثم قالعليه السلام: فإذا خرجتَ یوم غد لدعوة الناس إلى بیعة يزيد تدعونا مع الناس أیضاً،[١٠] فكفّ وليد عنه تلك الليلة ولم يصرّ عليه.[١١]

حوار الحسين (ع) مع مروان يبيّن رفضه للبيعة

فأقام الحسين(ع) في منزله تلك الليلة، وهي ليلة السبت لثلاث أيام قبل اكتمال رجب سنة 60 هـ، فلما أصبح خرج من منزله، فلقيه مروان في الطريق ينصحه ببيعة يزيد، فاسترجع الحسين(ع)، قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، وعلى الإسلام السلام إذا بليت الأمة براع مثل يزيد، ثم قال: يا مروان أترشدني إلى بيعة يزيد، ويزيد رجل فاسق.[١٢]

ووبّخه توبیخاً شديداً وذكّره بأنه من أهل بيت رسول اللّه والحقّ ينطق على ألسنتهم وأنه من أهل بيت الطهارة وتلا عليه الآية: ﴿إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً،[١٣] وقال له: إنّي سمعت جدّي رسول اللّه (صلى الله عليه و آله و سلم) يقول: «الخلافة محرّمة على آل أبي سفيان‌ الطلقاء و أبناء الطلقاء، فإذا رأيتم معاوية على منبري فابقروا بطنه»، ولقد رآه أهل المدينة على منبر رسول اللّه فلم يفعلوا به ما أمروا، فابتلاهم بابنه يزيد.[١٤]

فتطاول مروان على الحسين(ع) بكلام غير لائق، وقال له الحسين (ع): أبشر يا بن الزرقاء بكل ما تكره من رسول اللّه يوم تقدم على ربك فيسألك جدّي عن حقي وحق يزيد، فغضب مروان من كلام الحسين وذهب إلى وليد بن عتبة ليخبره ما قاله الحسين(ع).[١٥]

وذهب الحسين(ع) إلى قبر رسول الله(ص) جدّه فصلى ودعا هناك حتى نام الصباح، فرأى جدّه في المنام يخبره ما سيُصيبه في القريب العاجل، ولحوقه إليه، فخرجعليه السلام من المدينة في ليلة الأحد ليومين بقيا من رجب سنة ستين للهجرة متجهاً إلى مكّة،[١٦] وهو يتلو الآية: ﴿فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ.[١٧] [١٨]

مغادرة الحسين المدينة

بعد أن قرر الإمامعليه السلام الخروج من المدينة توجه نحو قبر أمّه وأخيهعليهم السلام،[١٩] وكتب بعض المؤرخين أنّه بقي ليلتين إلى جانب قبر جدّه الرسول الأكرمصلی الله عليه وآله وسلم.[٢٠]

ولمّا علم أخوه محمد بن الحنفية بعزم الإمامعليه السلام على الخروج من المدينة أسرع إليه يستعلم الحال، فكتب إليه الإمامعليه السلام وصيته التي جاء فيها: وأنّي لم أخرج أشراً، ولا بطراً، ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أُمّة جدّي محمدصلی الله عليه وآله وسلم أُريد أن آمر بالمعروف، وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدّي محمدصلی الله عليه وآله وسلم وسيرة أبي علي بن أبي طالبعليه السلام، وسيرة الخلفاء الراشدين.[٢١]

التوجه نحو مكة

خرج الإمامعليه السلام من المدينة إلى مكة ليلة الأحد ليومين بقيا من رجب، [٢٢] وعلى رواية في الثالث من شعبان سنة ستين للهجرة،[٢٣] من المدينة متوجهاً إلى مكة[٢٤] ومعه بنوه وإخوته وبنو أخيه وأهل بـيته إلا محمد بن الحنفية[٢٥] متوجّهاً إلى الطريق التي يسلكها عامة الناس، حيث نصحه أهل بيته الابتعاد عنها وسلوك طريق آخر كما فعل ابن الزبير، كي لا يلحق به ممن يبحث عنه، لكنَّ الحسين(ع) أبى أن يغير مسيرة حركته راضياً بقضاء الله.[٢٦]

المواضع التي مرّ بها

مرّ الإمام الحسينعليه السلام في مسيرته من المدينة إلى مكة بالمنازل التالية: «ذي حليفة، السيالة، عرق الظنية، الزوحاء، أناية، العرج، لحى الجمل، السقيا، الأبواء، مضيق هرشا، رابغ، الجحفة، قديد، خليص، عسفان، مر الظهران، وأخيراً إلى مكة».[٢٧]

الحسين(ع) في مكة

دخل الإمام الحسينعليه السلام إلى مكة المكرمة ليلة الجمعة في الثالث من شعبان، وأقام فيها شهر شعبان، وشهر رمضان، وشوالا، وذا القعدة، وحتى الثامن من ذي الحجة،[٢٨] وأقبل أهلها ونواحيها المجاورة يترددون إليه ومن كان بها من المعتمرين،[٢٩] وكان ابن الزبير فيها قد أقام إلى جانب الكعبة فهو قائم يصلي عندها ويطوف، وكان الناس يلتقون الحسينعليه السلام باستمرار فأثقل ذلك على ابن الزبير وبحسب ما أورد البلاذري في أنساب الأشراف وغيره من المؤرخون كان الأخير طامعاً بالخلافة، وعرف أنّ أهل مكة لا يبايعونه ما دام الحسينعليه السلام فيها.[٣٠]

كُتُب الكوفيين

لما بلغ أهل الكوفة موت معاوية أوجسوا الخيفة من استلام يزيد مقاليد الحكم، وعلموا بخبر امتناع الحسينعليه السلام من البيعة ليزيد وموقف ابن الزبير وخروجهما إلى مكة، فاجتمعت الشيعة بالكوفة في منزل سليمان بن صرد [٣١]... فكتبوا إلى الإمام الحسينعليه السلام: «إنّه ليس علينا إمام فأقبل لعل الله أن يجمعنا بك على الحق»،[٣٢] حتى وصل الكتاب بيد الحسينعليه السلام بمكة في العاشر من شهر رمضان.[٣٣]

حتى شَبَث بْن رَبْعِيّ الذي يعد من الموالين للحكم الأموي، كتب مع آخرين إلى الإمام الحسينعليه السلام قائلاً، أنّ البيئة في الكوفة مؤاتية لمبايعتك فإذا رغبت فأقدم إلينا ونحن لك جنود وأنصار،[٣٤] مجمعين على ضرورة قدومهعليه السلام إلى الكوفة.[٣٥]

وتوالت على الإمام الحسينعليه السلام كتب أهل الكوفة حتى وصل إليه في يوم واحد ستمائة كتاب من الكوفيين [٣٦] وبلغ عدد كتب الكوفيين إلى اثني عشر ألف كتاباً،[٣٧]

فكتب الحسين(ع) لأهل الكوفة كتاباً ما مضمونه؛ إنّي باعث إليكم مسلم بن عقيل وهو ثقتي فإن كتب لي أنّه قد اجتمع رأيكم وذوي الفطنة منكم على ما جاء في كتبكم فأقدم عليكم قريباً إن شاء الله، ودفع الكتاب إلى مسلم ليتّجه به إلى الكوفة، فجعل الإمامعليه السلام ذهابه إلى الكوفة منوطاً بما يصله من سفيره مسلم بن عقيل.[٣٨]

مسلم بن عقيل في الكوفة

أرسل الإمام الحسين(ع) مسلم بن عقيل إلى العراق وسلّمه كتاباً إلى الكوفيين؛[٣٩] وذلك لاستطلاع الرأي العام الكوفي وحقيقة ومصداقية التوجهات فيها نحوه، ومدى دعمهم له.[٤٠]

فخرج مسلم من مكّة سرّاً في منتصف شهر رمضان حتى دخل الكوفة في الخامس من شهر شوال، [٤١] فلما وصل مسلم إلى الكوفة أقبلت أفواج الناس تتعاقب واحدة تلو الأخرى لتبايع مسلم بن عقيل،[٤٢] وكان خروجه بأهل الكوفة متزامناً مع خروج الحسين(ع) من مكة وذلك يوم التروية الموافق يوم الثلاثاء في الثامن من ذي الحجة، فكتب مسلم بن عقيل كتاباً أرسله الى الإمام الحسينعليه السلام[٤٣] يطلب فيه التعجيل بالقدوم إلى الكوفة ويخبره فيه أن جميع أهل الكوفة معه وقد بايعه نحو ثمانية عشر ألفاً.[٤٤]

فأرسل بعض من يوالي بني أمية ليزيد رسائل تخبره بتواجد مسلم بن عقيل في الكوفة لأخذ البيعة للحسين(ع).[٤٥]

فبادر يزيد بتعيين عبيد الله بن زياد والياً على الكوفة،[٤٦] فلمّا أتاها خطب بالناس ووعد المطيع له بالإحسان وتوعّد المخالف له بأشدّ العقاب.[٤٧]

فتفرق الناس عن مسلم بن عقيل وأمسى وحيداً يتردد في طرق الكوفة.[٤٨]

فبعث ابن زياد جنداً لاعتقاله [٤٩] فخرج مسلم إليهم وجعل يضرب فيهم،[٥٠] حتى أثخن بالجراح وازدحموا عليه حتى أوثقوه،[٥١]فأمر ابن زياد أن يصعدوا بمسلم إلى سطح دار الإمارة لضرب عنقه وإلقاءه من أعلى المبنى.[٥٢]

بعد اعتقال مسلم أوصى لمن حوله بأن يبعثوا رجلا يبلغ الحسينعليه السلام بما آلت إليه الأمور ويطلب منه الرجوع.[٥٣]

لما اجتاز الحسين(ع) منطقة زرود التقى برجل من بني أسد فسأله الإمام عن الكوفة فاخبره بقتل مسلم وهانئ بن عروة ولمّا وصل الإمام منطقة زبالة التقى المبعوث عن مسلم، فأوصل إليه رسالة ابن عمّه مسلم بن عقيل، والذي يخبره فيها بتفرق الناس عنه.[٥٤]

التوجه نحو الكوفة


عزم الإمام على الخروج نحو الكوفة فالتقى به ابن الزبير لثنيه عن ذلك، والبقاء في المسجد الحرام، ويقوم هو بالدفاع عنه مع مجموعة من الناس حال تعرّضه إلى اعتداءٍ من قبل عناصر السلطة، إلاّ إنّ الإمام رفض مقترحه،[٥٥] وأكّد له أنّ لديه معلومات عن إرسال يزيد أشخاصاً ليلقوا عليه القبض سراً أو يغتالوه، وهذا مما لا يريده أن يحدث وهو في المسجد الحرام؛ فحل الإمام(ع) هو وأصحابه من عمرته، ثُمَّ توجه نحو الْكُوفَة، وتوجّه الناس إِلَى منى.[٥٦]

خرج الإمام الحسينعليه السلام من مكة المكرمة بعد أربعة أشهر وخمسة أيام قضاها فيها، وكان ذلك في يوم الثلاثاء المصادف لـ8 ذي الحجّة يوم التروية،[٥٧] ويُقال إنه خرج يوم الأربعاء وهو يوم عرفة،[٥٨] وكان معهعليه السلام إثنان وثمانون،[٥٩] وقيل ستون من كبار الكوفيين وأتباعه وأهل بيتهعليهم السلام.[٦٠]

الحِجّة الناقصة

وقد اشتهر في بعض المصادر التأريخية أن الإمام الحسين (ع) لم يكمل حجه الذي بدأه، فبدّل نيته من الحج إلى العمرة المفردة، فغادر مكة متوجهاً إلى الكوفة في يوم التروية الموافق من ثامن ذي الحجة.[٦١]

وعلى رأي إنّ الإمام (ع) لمّا كان في مكة أراد أن يعتمر عمرة الإفراد وعلى هذا الرأي ليس من نية الإمام أن يحجّ منذ البداية وتعاضده روايات وشواهد تأريخية، فعلى هذا لم يبدأ الإمام حجاً حتى يدعه ناقصاً.[٦٢]

والي المدينة يعيق الركب

فلمّا خرج الإمام الحسينعليه السلام من مكة متوجهاً إلى الكوفة اعترضته جماعة من جند عمرو بن سعيد بن العاص بقيادة يحيى بن سعيد، فطلب الأخير منه الإمام (ع) الانصراف عن مواصلة المسير وهدده بالمنع قسراً، فرفض(ع) ذلك واستمر في طريقه حتى تدافع الفريقان وتضاربوا بالسياط. فبلغ ذلك عمرو بن سعيد، فخاف أن يتفاقم الأمر، فأرسل إلى صاحب شرطته يأمره بالانصراف.[٦٣]

إرسال الحسين (ع) سفراء عنه

أوفد الإمام، قيس بن مسهر الصيداوي[٦٤] وعبد الله بن يَقطُر[٦٥] إلى الكوفة قبل أن يتلقّى نبأ نقض أهل الكوفة عهدهم لمسلم ومقتله وأرسل سليمان إلى البصرة ليدعو بعض القبائل هناك لنصرته ومبايعته.[٦٦]

لمّا بلغ الحسينعليه السلام إلى الحاجز من بطن الرّمة،[ملاحظة ١]كتب كتاباً إلى جماعة من أهل الكوفة،[٦٧] منهم: سليمان بن صرد الخزاعي، والمسيّب بن نجبة، ورفاعة بن شداد وغيرهم،[٦٨] وأرسله مع قيس بن مسهر الصيداوي ، وذلك قبل أنْ يعلم بقتل مسلم، فأقبل قيس بكتاب الحسينعليه السلام إلى الكوفة، فلمّا انتهى قيس إلى القادسيّة[ملاحظة ٢]، اعترضه الحُصين بن تميم ليفتّشه فأخرج قيس الكتاب وخرقه، فحمله الحُصين إلى ابن زياد فلمّا مثُل بين يديه، قال له: مَن أنت؟ قال : أنا رجل من شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وابنه الحسينعليهم السلام، فقال: فلماذا خرّقت الكتاب؟ قال: لئلاّ تعلم ما فيه، فغضب ابن زياد وقال: والله، لا تفارقني حتّى تخبرني بأسماء هؤلاء القوم أو تصعد المنبر فتسبّ الحسين بن علي وأباه وأخاه، وإلاّ قطّعتك إرباً إرباً، فقال قيس: أمّا القوم فلا أُخبرك بأسمائهم، وأمّا السبّ فأفعل.[٦٩]

فصعد قيس، فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على النّبيصلی الله عليه وآله وسلم ثمّ قال: أيّها النّاس، إنّ هذا الحسين بن عليعليهم السلام خير خلق الله، ابن فاطمةعليه السلام بنت رسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم، وأنا رسوله إليكم وقد خلّفته بالحاجز (الحاجر)،[٧٠] فأجيبوه.[٧١]

روي أن الإمام الحسينعليه السلام بعد أن استلم رسالة مسلم بن عقيل يحثه بالقدوم إلى الكوفة، أرسل إليه كتاباً بيد عبد الله بن يقطر الحميري[٧٢] وفي الطريق اعترضه الحصين بن نمير التميمي فسيره من القادسية إلى ابن زياد، فقال له: إصعد فوق القصر والعن الكذاب ابن الكذاب، ثم أنزل حتى أرى فيك رأيي، فصعد فأعلم الناس بقدوم الحسينعليه السلام ولعن ابن زياد وأباه،[٧٣] فأمر به ابن زياد فرُمي من أعلى القصر فتكسّرت عظامه وبقي به رمق، فأتاه عبد الملك بن عُمير اللخمي فذبحه.[٧٤]

كتب الإمام الحسينعليه السلام إلى جماعة من أشراف البصرة ورؤسائهم [٧٥] مع سليمان بن رزين إلى كل من مالك بن مِسمَع البكري، والأحنف بن قيس، والمُنذِر بن الجارود، ومسعود بن عمرو، وقيس بن الهيثم، وعمرو بن عبيد اللّه بن مَعمَر.[٧٦]

فجاءت منه نسخة واحدة إلى جميع أشرافها وفيه: «أمّا بعد...قد بعثتُ رسولي إليكم بهذا الكتاب، وأنا أدعوكم إلى كتاب اللّه وسنّة نبيّه، فإنّ السنّة قد أميتت، وإنّ البدعة قد أُحييت، وأن تسمعوا قولي وتطيعوا أمري أهدكم سبيل الرشاد، والسلام عليكم ورحمة اللّه».[٧٧]

فكان كل من قرأ كتاب الحسينعليه السلام كتمه عن ابن زياد، ولم يخبر به أحد إلا المنذر بن جارود فإنه جاء بالكتاب إلى عبيد الله بن زياد، لأنّ المنذر خاف أن يكون الكتاب دسيساً من عبيد الله فأخبره بالكتاب، فأخذ عبيد الله الرسول (سليمان) فضرب عنقه صبراً، ثم أمر بصلبه.[٧٨]

المنازل على طول الطريق

اجتازت قافلة الإمامعليه السلام الكثير من المنازل في طريقها إلى الكوفة، منها:

  1. التنعيم
  2. الصفاح، حيث التقى بالفرزدق الشاعر المعروف.
  3. ذات عرق
  4. الذي التقى الإمامعليه السلام فيها مع بشر بن غالب ومع عون بن عبد الله بن جعفر.
  5. وادي العقيق
  6. غمرة
  7. أم خرمان
  8. المسلح
  9. أفيعية
  10. العمق
  11. سليلة
  12. مغيثة مأوان
  13. النقرة
  14. الحاجز، حيث أرسل من هناك قيس بن مسهر إلى الكوفيين.
  15. سميراء
  16. أجفر، حيث التقى فيها عبد الله بن مطيع العدوي الذي نصح الإمامعليه السلام بالرجوع.
  17. الخُزَيميّةُ
  18. زرود، حيث التحق به زهير بن القين وفيه بلغه نبأ استشهاد مسلم بن عقيل وهاني بن عروة، وإصرار آل عقيل على أخذ ثأر مسلم؛[٧٩]
  19. بطان
  20. الشقوق
  21. زبالة، علم فيها بشهادة قيس بن مسهر، والتحاق جماعة منهم نافع بن هلال بركب الإمامعليه السلام.
  22. بطن العقبة، التقى فيه مع عمرو بن لوذان الذي نصحه بالعدول عن سفره
  23. العمية
  24. واقصة
  25. شراف
  26. بركة أبي مسك
  27. جبل ذي حُسَم، الذي التقى فيه مع الحر بن يزيد الرياحي.
  28. البيضة
  29. المسيجد
  30. الحمام
  31. المغيثة
  32. أم القرون
  33. العذيب، من هذا المنزل اتجهت قافلة الحسين (ع) نحو أرض الطف بدلاً من التوجه نحو الكوفة.[٨٠]
  34. قصر بني مقاتل، الذي التقى فيه بعبيد الله بن الحر الجعفي.
  35. القطقطانة
  36. كربلاء
  37. وادي الطف، الذي نزله في 2المحرم سنة 61 هـ؛ وهي المحطة الأخيرة.[٨١]

تغيير المسار صوب كربلاء

لمّا بلغ عبيد الله بن زياد خروج الحسينعليه السلام من مكّة وأنّه توجّه نحو العراق بعث الحُصين بن تميم التميمي صاحب شرطته فنظّم الخَيْلَ من القادسيّة إلى خَفّان وما بين القَطْقُطانة إلى جبل لَعْلَع لمراقبة خطوط الحركة، لأنها مراكز ومحطَّات لابُدَّ للمُتوجِّهين صوب العراق والشام أنْ يمرُّوا بها.[٨٢] ووجّه الحصين بن تميم، الحر بن يزيد - وكان ضمن ألف فارس - إلى الحسينعليه السلام، وأمره بأن يرافقه في طريقه وأن يضايقه حيث لا يدعه يرجع من طريقه الذي أتى منها، حتى يدخل الكوفة.[٨٣]

لقاء الحسين (ع) بجيش الحرّ

عندما وصل الإمام إلی عذيب الهجانات لم يتّجه نحو الكوفة،[٨٤] حیث شاهد من بعید طليعة جیش یقدمون عليه فأخذ يتياسر عن الطريق باتجاه منطقة قريبة تسمّى بـ ذو حُسَم حتى إذا اشتبكوا مع الجيش يجعلون ورائهم المرتفعات ويقابلون الجيش من جهة واحدة. [٨٥]

وصل جيش الحرّ إلى قافلة الحسين (ع)، فدعا الإمام بالماء لسقي الجيش، فسُقي الجيش وخيله معاً، بعدها حان موعد الصلاة وأمر الحسينعليه السلام لرفع الأذان، ثم توجّه نحو جيش الحرّ بن يزيد فخطب بهم قائلاً إنّ مجيئي إليكم هو بناءاً على رسائلكم ودعواتكم للقدوم إلى الكوفة وأنتم من كتب لي؛ إنّه ليس لنا إمام لعلّ الله يجمعنا بك على الهدى، فإذا كنتم على عهدكم السابق فقد جئتكم، وإذا كنتم كارهين لقدومي، سأرجع من حيث جئت.[٨٦]

فسكت الحرّ وجيشه، فأقام الحسينعليه السلام الصلاة واقتدى جيش الحرّ بصلاة الحسينعليه السلام.[٨٧]

فلما حان وقت العصر أمر الحسينعليه السلام أن يتهيء ومن معه للرحيل ثم أقام صلاة العصر، فصلّى بالجيشين معاً، ثم توجّه مستقبلاً جيش الحرّ ثانيةً خاطباً فيهم قائلاً؛ أنتم أدرى بأحقّية أهل البيتعليه السلام بولاية الأمر على الناس مقابل من يدّعي إليها، فإذا كرهتمونا وجهلتهم حقنا وكان رأيكم على غير ما أتتني رسائلكم، سأترككم وابتعد عنكم.[٨٨]

فقال الحرّ بأنه لا يعرف شيئاً عن الرسائل مؤكّداً له بأنّه مأمور بأن لا يفارقه حتى يسلّمه إلى عبيد الله بن زياد،[٨٩] فامتنع الحسينعليه السلام من أن يسلّم نفسه لعبيد الله وأصرّ الحرّ على ذلك، فلمّا كثُر الكلام بينهما اقترح الحرُّ على الحسينعليه السلام أن يكتب هو إلى ابن زياد ويكتب الحسين إلى يزيد بن معاوية أو لعبيد الله بن زياد إذا أراد، لعل الله يجعل له مخرجاً من الابتلاء الذي هو فيه.[٩٠]

وصول مبعوث ابن زياد

واصل الإمام الحسينعليه السلام مسيرته نحو كربلاء فمرّ بالقرب من العذيب والقادسية والحرّ يتبعه على يساره،[٩١] فلمّا وصل الحسينعليه السلام إلى نينوى ظهراً[٩٢] وصل مبعوث ابن زياد مالك بن النسير الكندي حاملاً رسالة إلى الحرّ، فيها أنّ عليك حجز الحسين ومن معه في بادية لا يمكن الاختفاء فيها جرداء ومن دون ماء، وأمرت الكندي ملازمتك وعدم الافتراق عنك حتى يأتيني بخبر تنفيذ ما أمرتك به.[٩٣]

فحضر الحرّ عند الحسينعليه السلام ليخبره عن مضمون الرسالة، فطلبعليه السلام منه أن يدعه ينزل في قرية نينوى القريبة [٩٤] أو إحدى القرى المجاورة.[٩٥]

فامتنع الحرّ من تلبية طلب الحسين وذلك خشية مبعوث عبيد الله الذي كان عيناً عليه، فأدرك حينها زهير بن القين أن لا مناص من المواجهة العسكرية فاقترح على الحسينعليه السلام أن يقاتلوا الحرّ وجيشه قبل أن ينضم إليه جيوش ابن زياد، عندئذٍ يصعب عليهم مواجهتها جميعاً،[٩٦]فرد عليه الحسينعليه السلام: ما كنت لأبدئهم بقتال،[٩٧] فنزل الحسين (ع) بمكانه وكان حينها في كربلاء.[٩٨]

الحسين(ع) في كربلاء

قال الحسين (ع):


الناسُ عَبيدُ الدُنيا وَالدِّينُ لَعِقٌ عَلى ألْسِنَتِهِمْ، يَحُوطُونَه مَا دَرّت مَعَايشُهُم، فإذا مُحِّصُوا بِالبلاءِ قَلَّ الديَّانُونَ



المقرّم، مقتل الحسين (ع)، ص 193.

وصل الحسينعليه السلام يوم الخميس في الثاني من المحرم سنة إحدى و ستين إلى أرض كربلاء،[٩٩] وقيل يوم الأربعاء المصادف لأول يوم من شهر محرم،[١٠٠] فورد أنه سأل عن اسمها؟ وحينما أخبر باسمها تشائم وقال داعياً: اللهمَّ، إنّي أعوذُ بِكَ مِنَ الكَربِ وَالبَلاء.[١٠١]

وكتب حينها الحرّ بن يزيد الرياحي إلى عبيد الله بن زياد ينبئه وصول ركب الحسين إلى منطقة كربلاء،[١٠٢] فكتب عبيد الله بن زياد كتاباً إلى الحسينعليه السلام يقول فيه: أما بعد، إنّ يزيد بن معاوية كتب إليَّ أن لا تغمض جفنك من المنام، ولا تشبع بطنك من الطعام أو يرجع الحسين على حكمي، أو تقتله والسلام.[١٠٣]

فعند استلام الحسينعليه السلام كتاب عبيد الله بن زياد رمى به وعلّق قائلاً: «لا أفْلحَ قَومٌ آثروا مَرضَاةَ أنفُسِهم عَلى مَرضَاةِ الخَالِقِ».[١٠٤]

فلم يجب الحسينعليه السلام على كتاب ابن زياد: وقال لرسوله: ما له عندي جواب، لأنّه قد حقّت عليه كلمة العذاب،[١٠٥] فلما عرف ابن زياد بذلك، غضب غضباً شديداً وأمر بإعداد الجيش لمحاربة الإمامعليه السلام.[١٠٦]

وورد في بعض الروايات أنهعليه السلام قال لمن معه: انزلوا، فها هنا مَحطُّ رحالنا، ومسفك دمائنا، ومقتل رجالنا.[١٠٧]

وصول عمر بن سعد إلى كربلاء

كان وصول عمر بن سعد بن أبي وقاص من الكوفة إلى كربلاء يوم الجمعة الثالث من المحرّم على رأس أربعة آلاف مقاتل بأمر من عبيد الله بن زياد، وكان ابن سعد متوجهاً مع جيشه إلى دستبي التي كانت تحت سيطرة الديلم، حيث إنّ عبيد الله أرسله في وقت سابق إليها ليعيدها منهم، وكان قد ولاّه الرّي ودستبي في عهد سابق.[١٠٨]

وقد سجل المؤرخون في كيفية تولي عمر بن سعد مهمة محاربة الإمامعليه السلام، بأنّه: حينما علم عبيد الله بن زياد بموقف الإمامعليه السلام من كتابه إلتفت إلى عمر بن سعد بن أبي وقاص، وقد كان عمر بن سعد قبل ذلك بأيام قد عقد له عبيد الله بن زياد عقداً وولاه الريّ ودَسْتَبى [١٠٩] وأمره بحرب الديلم، فخرج متوجهاً إليها ولما بلغ حمام أعين عسكر هناك ومعه أربعة آلاف، فلمّا كان ذلك اليوم استدعاه ابن زياد فقال له: «أريد أن تخرج إلى قتال الحسين بن عليعليه السلام، فإذا نحن فرغنا من شغله سرت إلى عملك إن شاء الله». فقال له عمر: «أيّها الأمير! إن أردت أن تعفيني من قتال الحسين بن عليعليه السلام فافعل!» فقال: «قد عفيتك فاردد إلينا عهدنا الذي كتبناه لك واجلس في منزلك نبعث غيرك».[١١٠]، فقال له عمر: «أمهلني اليوم، ولما رأى إصراره رضي بالمسير إلى كربلاء»[١١١] وتوجّه بمعيّة الأربعة آلاف في اليوم الثاني (التالي) نحو كربلاء.[١١٢]

مفاوضات ابن سعد والحسين (ع)

ما إن وصل عمر بن سعد إلى كربلاء قرر أن يسأل الإمام عليه السلام عن سبب مجيئه وماذا يريد؟ فأراد أن يبعث إليه شخصاً يستفسر منه ذلك، لكن أبى الجميع المثول بين يدي أبا عبد الله عليه السلام والاستفسار منه، لأنهم كانوا من كتب إليه ودعوه إلى الكوفة.[١١٣]وأخيراً دعا ابن سعد قُرّةَ بن قيس الحنظلي، ليقوم بالمهمة.[١١٤]

فأجاب الحسينعليه السلام قائلاً إنّه كتب إليَّ أهل الكوفة القدوم إليهم، فأمّا إذا كرهوني أنصرف عنهم.[١١٥]

فرجع قرّة إلى عمر بن سعد حاملاً جواب الحسين عليه السلام.[١١٦] فكتب ابن سعد إلى عبيد الله بن زياد بذلك.[١١٧] فردّ عليه ابن زياد إنّ عليه أخذ البيعة من الحسين وأصحابه جميعاً ليزيد بن معاوية.[١١٨]

ابن زياد يحشّد الجيوش

أمر عبيد الله ابن زياد الناس أن يعسكروا بالنخيلة شمال الكوفة، وحذّر من مغبة التخلّف عنه، وصعد المنبر وخطب بالناس فقال إنّ يزيد ضاعف أعطيتكم من بيت المال فأيما رجل وجدناه بعد يومنا هذا متخلفاً عن العسكر، برئت ذمتنا منه وقد ألقينا عليه الحجة.[١١٩]

واستدعى الجيوش من أماكن متفرقة إلى المعسكر فانضم إليه الألف والألفين والثلاثة والأربعة،[١٢٠]وكان شمر بن ذي الجوشن أوّل من التحق بعمر بن سعد.[١٢١]

ثم أرسل جماعة إلى الكوفة ليطوفوا بالناس ويأمروهم بالطاعة والاستقامة، وأن يخوفوهم عواقب الأمور ممن عصى وسبّب الفتنة ويحثونهم في اللحوق بالجيش،[١٢٢] فبينما يطوفون في أحياء الكوفة وجدوا رجلاً من هَمْدَان قدم إلى الكوفة في طلب ميراث له، فاُرسل به إلى ابن زياد، فأمر بضرب عنقه. فلمّا رأى الناس ذلك، خرجوا من بيوتهم والتحقوا بمعسكر عبيد الله.[١٢٣]

فما زال ابن زياد يرسل العشرين والثلاثين والمئة من المقاتلين إلى عمر بن سعد[١٢٤] حتى بلغ العدد في اليوم السادس من المحرم عشرين ألف رجل، ولَم يزل ابن زياد يرسل العساكر إلى ابن سعد حتّى تكامل عنده ثلاثون ألفاً. وجعل قيادة الجيش بيد عمر بن سعد.[١٢٥]وتؤكد بعض الروايات أنّ الجيش الذي واجه الحسين (ع) وصل عدده إلى ثلاثين ألف رجل بين راكب وراجل.[١٢٦] ووضع ابْن زياد المراقبين في الأماكن العالية عَلَى الْكُوفَة، لئلا يلتحق من عسكره ممن يريد أن يكون مغيثاً للحسين (ع)، ونظّم أفراداً حاملين أسلحتهم حولها.[١٢٧]

حبيب يستنصر للحسين(ع)

أقبل حبيب بن مظاهر إلى الحسينعليه السلام يستأذنه الذهاب إلى الحي المجاور التابع لبني أسد طالباً منهم النصرة للحسينعليه السلام، فبعد أن أذن له بالخروج، خرج حبيب في جوف الليل متنكراً حتى وصل حي بني أسد، وحث الرجال هناك لنصرة الحسينعليه السلام فتبادر الرجال إليه مقبلين إلى معسكر أبي عبد الله. فعلم ابن سعد بذلك فأرسل إليهم أربعمائة فارس لمواجهتم بالقرب من الفرات، فناوش القوم بعضهم بعضاً واقتتلوا قتالاً شديداً، وعلمت بنو أسد أنّه لا طاقة لهم بالقوم، فانهزموا راجعين إلى حيّهم ورجع حبيب بن مظاهر إلى الحسينعليه السلام فأخبره بذلك.[١٢٨]

قطع الماء في السابع من المحرم

وما أن حلّ اليوم السابع من المحرم حتى كتب ابن زياد إلى عمر بن سعد: «أنْ حِل بين الحسين وأصحابه وبين الماء، فلا يذوقوا منه قطرة». فبعث ابن سعد خمسمائة فارس، فنزلوا على الشريعة وحالوا بين الحسين عليه السلام وأصحابه وبين الماء.[١٢٩]

وجاء في بعض المصادر أنّه لما اشتد العطش على معسكر الحسين عليه السلام أمر الإمام عليه السلام أخاه العباس لمهمة جلب الماء ليستقي الحرائر والصبية وضم إليه عشرين راجلاً وثلاثين فارساً وقصدوا الفرات بالليل، وتقدم نافع بن هلال الجملي نحو الفرات فصاح عمرو بن الحجاج: «من الرجل؟» قال: «جئنا لنشرب من هذا الماء الذي منعتمونا عنه». فشدّ عليهم أصحاب ابن الحجاج فكان بعض القوم يملأ القرب وبعض كقمر بني هاشم ونافع يقاتل فجاؤوا بالماء إلى معسكر الحسين عليه السلام.[١٣٠]

آخر لقاء بين الحسين(ع) وابن سعد

لما اجتمعت الجيوش في صحراء كربلاء طلب الحسينعليه السلام الاجتماع بابن سعد، فالتقى به مصاحباً معه العباس وعليا الأكبر. فقال الحسين (ع): «يا ابن سعد أتقاتلني، أما تتقي الله الذي إليه معادك؟! فأنا ابن من قد علمت! ألا تكون معي وتدع هؤلاء فإنه أقرب إلى الله تعالى؟».[١٣١]ولما امتنع ابن سعد من الاستجابة للحسين (ع) وتذرّع بحجج واهية دعا عليه أن لا يغفر الله له يوم القيامة وأن لا يهنئ في حياته.[١٣٢]

ثم تكررت الحوارات بين الإمامعليه السلام وابن سعد.[١٣٣]

رسالة ابن سعد إلى ابن زياد

على إثر اللقاءات بينه والإمام الحسين (ع) كتب عمر بن سعد إلى عبيد الله بن زياد يدعوه أن يسمح للحسين عليه السلام وأنصاره بالعودة من حيث أتوا وفي ذلك رضىً وصلاح للاُمّة.[١٣٤]

فلمّا قرأ ابن زياد الكتاب وكان شمر بن ذي الجوشن حاضراً في مجلسه، قال متأثراً بما جاء فيه: «هذا كتاب ناصح لأميره، مشفق على قومه». فاستنكر شمر بن ذي الجوشن ذلك، وحثّ ابن زياد على أن لا يتنازل للحسينعليه السلام وأن لا يضيّع الفرصة لأخذ البيعة منه، فرأى ابن زياد الرأي مناسباً، ثم أخرج بكتاب إلى عمر بن سعد بتوسط الشمر، كما أمره بضرب عنق ابن سعد وبعث رأسه إليه، إن أبى عن المبادرة، وأن يحلّ محله أميراً على الجيش.[١٣٥] وكتب إلى ابن سعد رسالة خيّره بين إثنين؛ إما محاربة الحسين وأنصاره أو تخلّيه عن قيادة جيش الكوفة لصالح شمر بن ذي الجوشن.[١٣٦]

وقد ناقش الكثير من الباحثين والمحققين مضمون ما جاء في رسالة عمر بن سعد لابن زياد، مما جعل الأخير أن يتراجع في اتخاذ قرار قتل الحسينعليه السلام عند قرائتها.[١٣٧]

اليوم التاسع من المحرم

قال الحسين بن علي (ع) في خطاب لأصحابه:


أَلَا تَرَوْنَ الْحَقَّ لَا يُعْمَلُ بِهِ وَالْبَاطِلَ لَا يُتَنَاهَى عَنْهُ لِيَرْغَبَ الْمُؤْمِنُ فِي لِقَاءِ اللَّهِ وَإِنِّي لَا أَرَى الْمَوْتَ إِلَّا سَعَادَةً وَالْحَيَاةَ مَعَ الظَّالِمِينَ إِلَّا بَرَما



ابن طاووس، الملهوف، ص 138.

في اليوم التاسع جاء شمر بن ذي الجوشن بكتاب من عبيد الله بن زياد إلى عمر بن سعد يخيّره بين الحزم والإسراع بالحرب أو تسليم قيادة الجيش لشمر، لكن ابن سعد تمسّك بقيادة الجيش، وأظهر استعداده التام لخوض الحرب ضد الإمام الحسينعليه السلام وليبرهن على صدق نواياه أمر بالتوجه صوب معسكر الإمام الحسينعليه السلام في عصر نفس اليوم (عشية الجمعة)، فطلب الحسين عليه السلام منهم تأجيل المنازلة إلى غداة ذلك اليوم.[١٣٨]

  • وصول شمر إلى كربلاء

وصل الشمر إلى كربلاء بعد ظهر يوم الخميس التاسع من المحرم سنة إحدى وستين، وسلّم الكتاب إلى عمر بن سعد فلمّا قرأ ابن سعد الكتاب، قال له: ما لك ويلك! لا قرّب الله دارك، وقبّح الله ما قدمت به عليّ. والله، إنّي لأظنّك أنت الذي نهيته أنْ يقبل ما كتبتُ به إليه، وأفسدت علينا أمراً كنّا قد رجونا أنْ يصلح. لا يستسلم والله، حسين؛ إنّ نفس أبيه لَبين جنبيه.[١٣٩] فقال له شمر: «أخبرني بما أنت صانع، أتمضي لأمر أميرك وتُقاتل عدوّه، وإلاّ فخلّ بيني وبين الجند والعسكر؟» قال: «لا، ولا كرامة لك، ولكن أنا أتولّى ذلك دونك».[١٤٠]

  • الأمان لأبناء أم البنين

روي أنّ عبد الله بن أبي المحل بن حزام كان عند عبيد الله بن زياد لمّا أخذ الشمر الكتاب لعمر بن سعد فطلب من عبيد الله الأمان لأبناء عمّته أمّ البنين بنت حزام، التي ولدت من علي (ع) وهم: العباس وعبد الله وجعفراً وعثمان، فاستجاب له عبيد الله وكتب له كتاب الأمان لهم، فبعث ابن أبي المحلّ الكتاب مع غلام له إليهم.[١٤١] فقُرأ الكتاب عليهم، فقالوا لا حاجة لنا في أمانكم، في الوقت الذي ابن رسول الله لا أمان له.[١٤٢]

وفي رواية أنّ من طلب الأمان من ابن زياد لأبناء أم البنين وقرأه عليهم هو شمر بن ذي الجوشن[١٤٣] فرفضه العباس بن علي بن أبي طالبعليه السلام وإخوته جعفر وعثمان وعبد الله.[١٤٤]

وبعد أن رفض الأخوة كتاب الأمان، حرّك عمر بن سعد يوم الخميس عصراً الموافق التاسع من المحرّم جيشه نحو الحسين عليه السلام[١٤٥]

ليلة العاشر من المحرم

في خطبة له (ع) ليلة العاشر من المحرم


أَمَّا بَعْدُ، فإني لا أعلم أَصْحَابا أولى وَلا خيراً من أَصْحَابي، وَلا أهل بيت أبرّ وَلا أوصل من أهل بيتي، فجزاكم اللَّه عني جميعاً خيراً، أَلا وإني أظن يومنا من هَؤُلاءِ الأعداء غداً، أَلا وإني قَدْ رأيت لكم فانطلقوا جميعاً فِي حل، ليس عَلَيْكُمْ مني ذمام، هَذَا ليل قَدْ غشيكم، فاتخذوه جملاً.



الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 418.

لمّا أمسى حسينٌ عليه السلام وأصحابه ساهرين الليل كلّه، يصلّون ويستغفرون...،[١٤٦] هكذا وصف الضحاك بن عبد الله المشرقي، الليلة العاشر من المحرم. وفي رواية أخرى وُصف المعسكر، حيث الأنصار سهروا فيه الليل، وكان لهم دوي كدوي النحل، ما بين راكع وساجد، وقائم وقاعد.[١٤٧]

‏وفي تلك الليلة جمع الإمامعليه السلام أصحابه وأهل بيته وخطب فيهم، فجزّاهم خيرا وأبرأ ذمامهم نحوه وأذِن لهم بالانفصال عنه والتفرّق في البلدان لينجوا من القتل، إلا أنهم آثروا البقاء معه حتى أن يقتلوا.[١٤٨]

  • الإستعدادات العسكرية

لم يغفل الإمامعليه السلام تلك الليلة عن الاستعدادات العسكرية، فقد روي أنّه خرج (ع) في جوف الليل إلى خارج الخيام يتفقّد التلال والطرق فيها.[١٤٩]

ومن ضمن الإستعدادات أنه لمّا رأى الحرب وشيكة، أمر بحفر خندق حول المعسكر والخيم، لتُضرم فيه النار فتكون مواجهة العدو من جهة واحدة، تفادياً من المباغتة من الخلف.[١٥٠]

ومن الأمور الاحترازية التي اتخذها الإمام عليه السلام قبل الحرب، أنه دعا بأن يقرّبوا الخيام بعضها من بعض، وأن يقفوا بين البيوت ويستقبلوا الأعداء من وجه واحد، والبيوت من ورائهم وعن أيمانهم وشمائلهم.[١٥١]

  • تأكيد أنصار الحسين (ع) على البيعة ووفاءهم بالعهد

بعد أن انتهى الإمامعليه السلام من الاستطلاع حول المعسكر عاد بصحبة نافع بن هلال إلى المخيم، ، فسمع نافع زينبعليها السلام تتساءل عما إذا استعلم الحسين (ع) عن نيات أصحابه خشية أن يسلّموه عند بدأ المعركة. فأجابها أبو عبد الله: «والله لقد بلوتهم فما وجدت فيهم إلا الأشوس الأقعس يستأنسون بالمنية دوني استئناس الطفل إلى محالب أمّه».[١٥٢]

فبعد أن سمع نافع هذا القول ذهب إلى حبيب بن مظاهر وحكى له عن الحوار الذي كان قد سمعه، فنادى ابن مظاهر أصحابه وأخبرهم بماجرى عن لسان نافع، ثم انطلقوا وأصحابه ليطيّبوا خاطر النسوة ويطمئنوهن على البقاء على العهد.[١٥٣]

  • حوار الإمام مع السيدة زينب

في تلك الليلة التقى الإمام الحسين بأخته زينب عند ولده السجاد وهي تمرضه ولمّا علمت منه أنّ الشهادة حتمية وأن ساعة الرحيل قد أزفت، بكت فسكّنها الحسين (ع) وأوصاها بالصبر.[١٥٤]

اليوم العاشر من المحرم

عاشوراء يوم سُمّي في الإسلام، ولم يُعرف في الجاهلية، وهو اليوم العاشر من المحرم.[١٥٥]

أحداث صبيحة عاشوراء

لمّا حضرت صلاة الفجر من يوم العاشر من المحرم أقام الإمام (ع) الصلاة جماعة.[١٥٦] ثم نظّم عليه السلام صفوف قواته، وكانوا معه اثنان وثلاثون فارساً وأربعون راجلاً.[١٥٧] فجعل زهير بن القين على ميمنة أصحابه، وحبيب بن مظاهر على ميسرتهم، ودفع الراية إلى أخيه العباس بن علي‏ عليهما السلام.[١٥٨]

وفي المقابل تقدّم عمر بن سعد ليؤم جيشه للصلاة ثم نظم جيشه، فجعل على ميمنته عمرو بن الحجاج الزبيدي وعلى ميسرته شمر بن ذي الجوشن الضبابي وعلى الخيل عزرة بن قيس الأحمسي وعلى الرجالة شبث بن ربعي اليربوعي وأعطى الرّاية لعبده دريد..[١٥٩]

فلمّا نظر الإمام الحسين عليه السلام - كما في الرواية - إلى الجيش رفع يديه بالدعاء إلى الله.[١٦٠]

توبة الحرّ

قبل أن تنشب الحرب بين الطرفين قرر الإمامعليه السلام إلقاء الحجّة على جيش عمر بن سعد فركب فرسه وتقدّم نحو الجيش،[١٦١] فألقى عليهم خطبته، لحين قطع عليه الشمر الكلام.[١٦٢]

لمّا سمع الحرّ بن يزيد، كلام الحسينعليه السلام وسمع استغاثته «هل من ناصر ينصرني» وأيقن على غيّ القوم وإصرارهم على الحرب في مقابل ما طرحه الإمامعليه السلام، قرر الالتحاق بأنصار الحسينعليه السلام قائلاً لمن حوله: «إني أخير نفسي بين الجنة والنار...[١٦٣]

نشوب الحرب تقدم عمر بن سعد على جيشه فرمى سهماً باتجّاه معسكر الحسينعليه السلام ، ثم طلب أن يشهدوا له عند ابن زياد أنه كان أوّل من رمى الحسين عليه السلام».[١٦٤] وأقبلت السهام من جيش بن سعد كالمطر نحو المعسكر.[١٦٥]

الحملة الأولى

لما بدأت المعركة حمل أصحاب الإمام الحسينعليه السلام حملة واحدة - عرفت بالحملة الأولى - سقط خلالها الكثيرون، وقيل سقط فيها من الأصحاب زَهاء خمسين رجلاً. بعدها تغيّر أسلوب المعركة فأخذ يخرج الواحد والإثنان منهم للمبارزة ولم يسمحوا للعدو بالاقتراب من الإمامعليه السلام.[١٦٦]

الحملة الكبرى

وقبيل الزوال من ظهر العاشر من المحرم حمل جيش عمر بن سعد على الحسينعليه السلام وأصحابه من كل جانب، فقاتلهم أصحاب الحسين قتالاً شديداً، وأخذت خيل أصحاب الحسينعليه السلام تحمل، وما إن حملت على جانب من خيل أهل الكوفة حتى كشفته، فلما رأى ذلك عزرة بن قيس - وهو على خيل أهل الكوفة - بعث إلى عمر بن سعد بعبد الرحمن ابن حصن، فطلب منه أن يبعث إليهم الرجال والرماة».[١٦٧] فدعا عمر بن سعد الحصين بن تميم فبعث معه المجففة والرامية، فأقبلوا حتى إذا دنوا من الحسين عليه السلام وأصحابه رشقوهم بالنبل، فلم يلبثوا أن عقرت خيولهم، وصاروا رجّالة كلهم.[١٦٨]

وأخذ أصحاب الإمام الحسينعليه السلام بالانتشار بين الخيام للدفاع عنها ومنع من يريد الاقتراب منها ونهبها وتمكنوا من قتل البعض وجرح البعض الآخر، فلما أحسّ عمر بن سعد بحراجة الموقف وعدم تمكنه من القضاء على الإمامعليه السلام وأصحابه بسرعة، أمر بتقويض الخيام فسارع ابن ذي الجوشن مع أصحابه للهجوم على المخيم فتصدى له زهير بن القين في عشرة رجال من الأصحاب وكشفوهم عن الخيام.[١٦٩]

واشتد القتال وكثر القتلى والجرحى في أصحاب أبي عبد اللهعليه السلام إلى أن زالت الشمس.[١٧٠] وسقطت مجموعة من أنصار الإمام.[١٧١]

المبارزات

روى الطبري وغيره من المؤرخين أنّ عمرو بن الحجّاج كان بالميمنة من جيش الكوفة، فاقترب من معسكر الحسين (ع) فأخذ الأصحاب (ع) يرشقون جنده بالنبال فأسقطوا منهم قتلى على الأرض.[١٧٢] واستشهد في الهجوم الأول مسلم بن عوسجة، وكان ابن سعد لما رأى صمود أصحاب الحسين (ع) منع جنوده من المبارزة وجهاً لوجه.[١٧٣]

ثم استأذن الحرّ الإمام ليتقدم للقتال معاتباً نفسه بأنه أول خارج على الإمام فاستئذنه أن يكون أول من يقتل بين يديه. وقبل أن يبارز قام بوعظ جيش الكوفة وألقى الحجة عليهم، فكان من أول المدافعين والمستشهدين بين يديه.[١٧٤]

وخرج يسار مولى زياد بن أبي سفيان وسالم مولى عبيد الله بن زياد من جيش عمر بن سعد، دعَوا أصحاب الحسين (ع) إلى النزال فقام إليهما حبيب بن مظاهر وبرير بن خضير، فأمرهما الحسين بالجلوس، فقام عبد الله بن عمير الكلبي فأذن له عليه السلام وقاتل حتى قتل.[١٧٥]

فاستشهد أصحاب الحسين (ع) واحداً بعد آخر ولمّا نظر مَن بقي من أصحابه (ع) إلى كثرة مَن قُتل منهم، أخذ الرجلان والثلاثة والأربعة يستأذنون الحسين في الذبّ عنه وعن حرمه، وكلّ يحمي الآخر من كيد عدوّه.[١٧٦]

أحداث ظهيرة عاشوراء

استمر القتال بين الطرفين حتى زوال الشمس فلما حضر وقت الصلاة قال أبو ثُمامة الصائديُّ للحسين نفسي لنفسك الفداء أرى هؤلاء قد اقتربوا منك - بمعنى أننا مقتولون على أيدي هؤلاء - والله لا تقتل حتى أقتل دونك وأحب أن ألقي ربي وقد صليت هذه الصلاة التي قد دنا وقتها فرفع الحسين رأسه وقال ذكرت الصلاة جعلك الله من المصلين الذاكرين نعم هذا أول وقتها ثم قال سلوهم أن يكفّوا عنا حتى نصلّي ففعلوا.[١٧٧]

فعلّق وقتها الحصين بن نمير بأنّ الصلاة لا تقبل من الحسين (ع)، فقال له حبيب بن مظاهر: «لا تقبل الصلاة زعمت من ابن رسول الله وتقبل منك يا حمار»، "وفي رواية يا ختّار، أي: يا غادر، فحمل عليه الحصين بن نمير وحمل عليه حبيب.[١٧٨] ولم يزل حبيب يُقاتل حتّى حمَل عليه رجلٌ من بني تميم فضربه برمحه فوقع وذهب ليقوم فضربه ابن نمير على رأسه بالسّيف فسقط شهيداً.[١٧٩]

صلاة ظهر عاشوراء

تقدّم الإمامعليه السلام ببقيّة أصحابه وكانوا عشرين رجلاً اصطفوا للصلاة خلفه، فلما أراد الصلاة قالعليه السلام لزهير بن القين وسعيد بن عبد الله الحنفي: «تقدما أمامي حتى أصلي الظهر فتقدما أمامه في نحو من نصف أصحابه حتى صلّى بهم صلاة الخوف».[١٨٠] وروي أن سعيد بن عبد الله الحنفي تقدم أمام الحسينعليه السلام فاستهدف لهم يرمونه بالنبل كلّما أخذ الحسينعليه السلام يمينا وشمالاً قام بين يديه، فما زال يرمى به حتى سقط شهيداً.[١٨١]

وبعد أن أتمّ الإمام صلاته استشهد سعيد بن عبد الله على إثر ما أصيب من جراح.[١٨٢] برز كل من زهير بن القين، برير بن خضير الهمداني، نافع بن هلال الجملي، عابس بن أبي شبيب الشاكري، حنظلة بن أسعد الشبامي فاستشهدوا واحداً تلو الآخر.[١٨٣]

أحداث عصر عاشوراء

تسجل لنا المصادر التأريخية أنه بعد استشهد أصحاب الإمام الحسينعليه السلام أخذ بنو هاشم بالخروج إلى المعركة.[١٨٤]

بنو هاشم يتقدمون إلى المعركة

كان أوّل من طلب الخروج من بني هاشم إلى ساحة الحرب علي بن الحسينعليه السلام المعروف بـعلي الأكبر فأذن له أبوه عليه السلام[١٨٥] مودعاً له بقوله:

«اللهم اشهد على هؤلاء، فانه قد برز إليهم غلام أشبه الناس خَلقاً وخُلقاً و منطقاً برسولك».[١٨٦]

وبعد أن سقط علي الأكبر شهيداً تقدم سائر إخوة الإمامعليه السلام عبد الله وعثمان وجعفر قبل العباسعليه السلام حتى استشهدوا جميعاً.[١٨٧] ثم خرج سائر بني هاشم واحداً تلو الآخر، منهم أبناء عقيل بن أبي طالب وعبد الله بن مسلم بن عقيل إضافة إلى أبناء جعفر بن أبي طالب، وأبناء الإمام الحسنعليه السلام كالقاسم بن الحسنعليه السلام وأخيه أبا بكر فسقطوا جميعهم شهداء واحداً بعد آخر.[١٨٨]

العباس يقاتل ويستشهد

مقام كف العباس في كربلاء

كان أبو الفضل العباسعليه السلام قد تمكن من كسر الحصار المضروب على الخيام واقتحام الفرات لكنه لم يتمكن من العودة وإيصال الماء إلى العيال.[١٨٩]

لم تجتمع كلمة الباحثين والمؤرخين على كيفية شهادتهعليه السلام، هل حصلت في طريقه لطلب الماء، أم في معركة القتال.[١٩٠] بحسب الخوارزمي برز العباس إلى الميدان، فحمل على الأعداء مرتجزاً، وبعد أن قتل وأصاب عدداً منهم سقط شهيداً، فجاءه الحسين (ع)، ووقف عليه، وهو يقول: الآن انكسر ظهري، وقلّت حيلتي.[١٩١]

فعلى رواية واجه العباس بن علي (ع) ثلاثة من فرسان القوم وشجعانهم.[١٩٢]

فيما قرر أغلب أرباب المقاتل من أمثال ابن نما وابن طاووس بأنه لما اشتد العطش بالحسينعليه السلام ركب المسناة يريد الفرات والعباس (ع) أخوه بين يديه فاعترضه خيل ابن سعد...ثم اقتطعوا العباس عنه، وأحاطوا به من كل جانب حتى قتلوه، فبكى الحسين (ع) لقتله بكاء شديداً.[١٩٣]

قتل الطفل الرضيع

ثم إنّهعليه السلام لما رأى ولده عبد الله الرضيع قد غلب عليه العطش أتى به نحو القوم يطلب له الماء، وقال: «إن لم ترحموني، فارحموا هذا الطفل»، فاختلف العسكر فيما بينهم فصوّب اليه حرملة بن كاهل الأسدي السهم وهو في حِجر أبيه فذبحه من الوريد إلى الوريد.[١٩٤]

الحسين (ع) يقاتل

استعد الحسين (ع) للقتال فقبل أن ينازل طلب ثوباً عتيقاً لا يَرغب فيه أحد ليسلبه منه كغنيمة بعد الحرب، لكنّه بعد مقتله (ع) جُرّد منه.[١٩٥]

فبعدما قُتل جميع من في معسكر الحسين (ع) نازل الإمام الجيش، إلاّ أنّ الجيش أحجم عن مواجهته وحال بينه وبين المشرعة فأصاب الحسين (ع) سهم في حَنَكه.[١٩٦] ورغم الجراح التي أصيب بها استمر في قتال القوم .[١٩٧]

قال ابن طاووس: «لقد كان يحمل فيهم فيهزمون بين يديه كأنهم الجراد المنتشر ثم يرجع إلى مركزه وهو يقول: لا حول ولا قوّة إلا بالله».[١٩٨]

ثم إنّه عليه السلام ودّع عياله مرّة ثانية وأمرهم في التحلّي بالصبر من بعده.[١٩٩] ثم دخل خيمة ولده السجاد عليه السلام ليودّعه.[٢٠٠]

ولما كان مشغولاً بالتوديع صاح عمر بن سعد على الجنود فحثهم على مهاجمة الحسين، فحملوا عليه يرمونه بالسهام حتى وصلت السهام إلى أبواب الخيام حتى أن خرقت رداء النساء.[٢٠١]

ثم واجه الحسينعليه السلام الجيش واتخذ لنفسه مركزاً ينطلق منه لمحاربة القوم والرجوع إليه فإذا رجع إلى مركزه يكثر من ذكر، لا حول ولا قوة إلا بالله-.[٢٠٢] فلما رأى الشمر ذلك حال بينه وبين عياله فصاح بهم الحسينعليه السلام: «ويحكم إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد، فكونوا أحراراً في دنياكم، وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عرباً». حتى لام من حول الشمر لتعرّضه للخيام.[٢٠٣]

الحسين (ع) يستشهد

ثم أحاط به القوم يتقدّمهم شمر بن ذي الجوشن إلاّ أنهم أحجموا عن مواجهتهعليه السلام والشمر يحثّهم على ذلك.[٢٠٤] فأمر الشمر الرماة فرموا الإمام بالسهام حتى أثخن بالجراح والسهام[٢٠٥] فأحاطوا به صفاً.[٢٠٦]

وقيل أنّ رجلاً ضربه على رأسهعليه السلام.[٢٠٧] وقالوا وقف يستريح ساعة وقد ضعف عن القتال، فبينما هو واقف إذ أتاه حَجر فوقع في جبهته، فأخذ الثوب ليمسح الدم عن وجهه، فأتاه سهم فوقع في صدره.[٢٠٨]

وروي أنّه أتاه رجل يقال له مالك بن النسير الكندي، فشتم الحسين عليه السلام وضربه بالسيف على رأسه.[٢٠٩] ثم ضُرب على كتفه اليسرى، وضربه آخر على عاتقه ثم رموه بسهم، فوقع في نحره، وطعنوه على خاصرته فسقط الحسين (ع) عن فرسه إلى الأرض.[٢١٠]

ثم جاء الشمر مع جماعة، يحثّهم على القضاء على الحسين عليه السلام.[٢١١] فأمر خولي بن يزيد الأصبحي ليحتزّ رأسه فنزل ليحتّز رأسه فأرعد وامتنع عن ذلك، فشتمه شمر، فنزل هو بنفسه.[٢١٢] وقيل إنّ سنان بن أنس النخعي[٢١٣] هو من قطع رأس الإمام عليه السلام وناوله لخولي.[٢١٤]

مصير الشهداء

ثم نادى عمر بن سعد في أصحابه من يتطوّع ليطئ جثمان الحسينعليه السلام بالخيل فتطوّع له عشرة وهم:

فداسوا الحسين (ع) بحوافر خيلهم حتى رضّوا صدره وظهره.[٢١٥]

الرؤوس تقطع

أمر عمرو بن سعد بقطع رؤوس الشهداء وأرسل برأس الحسين عليه السلام في نفس اليوم إلى عبيد الله بن زياد، فكانت مجموع الرؤوس 72 رأساً لبني هاشم وأصحاب الحسين (ع) وأرسلت إلى الكوفة أيضاً.[٢١٦]

فجعل عبيد الله بن زياد رأس الحسين يدار بالكوفة، ثمّ أرسل رأس الحسين ورؤوس أصحابه إلى يزيد بن معاوية.[٢١٧]

ما بعد المعركة

لوحة عصر عاشوراء

لم يكتف جيش بني أميّة بقتل الإمام عليه السلام وسلبه ورضّ جسده بحوافر الخيل، بل عدّوا على المخيم ونهبوا ما فيه من خيول وجِمال ومتاع، وهتكوا سَتر حُرَم رسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم بسلب ما عليهن من حليّ وحجاب. وكانوا يتسابقون في نهب بيوت آل الرسول صلی الله عليه وآله وسلم. وكان نهب المخيّم بأمرٍ مباشر من عمر بن سعد.[٢١٨]

وكان المبادر لتنفيذ هذا العمل شمر بن ذي الجوشن،[٢١٩] حيث قصد الخيام مع جماعة من جيشه لغرض قتل الإمام السجادعليه السلام فتصدّت له النساء وعلى رأسهن السيدة زينبعليها السلام ومنعته من ذلك وقيل الذي منعه هو حميد بن مسلم أو جماعة من جيش عمر بن سعد حيث عابوا عليه موقفه هذا.[٢٢٠]

ثم أمر عمر بن سعد بجمع العيال والأطفال في خيمة واحدة وأمر بحراستهم. [٢٢١]

الناجون من المعركة

ذكرت بعض النصوص التاريخية أسماء رجال نجوا من المعركة، فمنهم مالك بن النضر الأرحبي وضحاك بن عبد الله المشرقي اللذان غادرا كربلاء في ليلة العاشر، واستأذنا أبا عبد الله (ع) ليرحلا وذلك لدين كان عليهما.[٢٢٢]وغلام لـعبد الرحمن بن عبد ربّه الأنصاري الذي نجا بنفسه من المعركة بعد أن قتل الاصحاب؛ [٢٢٣]

ومنهم المرقع بن ثمامة الأسدي الذي سقط جريحاً في أرض المعركة، وبعد أن توسط له بني قبيلته لـعبيد الله بن زياد أبعده الأخير إلى الزارة مكبلاً بالحديد وهو مثخن بجراحه حتى مات على تلك الحالة بعد سنة فيها؛[٢٢٤] ومنهم عقبة بن سمعان خادم الرباب زوجة الحسين عليهما السلام حيث توسط له عمر بن سعد لكونه عبداً.[٢٢٥] والحسن المثنّى ابن الإمام الحسن (ع) ، فإنّه أُخذ أسيراً بعد أنْ قَتل عددا من الرجال، وسقط جريحاً بعد ما قُطعت يده اليمنى، فأخذه أسماء بن خارجة الفزاري - وهو أبو زوجة عبيد الله ومن أشراف الكوفة-،[٢٢٦] لأنّ اُمّ المثنّى فزاريّة ، فتركه ابن سعد له.[٢٢٧]

سبي النساء والأطفال

ثم إنّ عمر بن سعد أمر بسبي عائلة الإمام الحسينعليه السلام وفيهم الإمام السجاد عليه السلام الذي كان حينها مريضاً إلى ابن زياد في الكوفة،[٢٢٨] وأرسلهم عبيد الله بن زياد من الكوفة إلى الشام فأدخلوهم على يزيد بن معاوية في قصره.[٢٢٩]

وقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه أخبر ابنته زينب (ع) بما يجري عليها في الكوفة قائلاً: " وكأنّي بك وبنساء أهلك سبايا بهذا البلد أذلّاء خاشعين، تخافون أن يتخطّفكم الناس، فصبراً صبرا..".[٢٣٠]

؟؟؟ (يلزم مراجعة المصادر المعنية، منها شبكة المعارف الاسلامية وكتاب سبايا الشام)

دفن الشهداء

ضريح الشهداء من أصحاب الإمام الحسينعليه السلام

اختلفت كلمة المؤرخين في تاريخ دفن الشهداء فذهب البعض منهم إلى القول بأنّ الأجساد دفنت في اليوم الحادي عشر من المحرم الذي ترك فيه عمر بن سعد كربلاء.[٢٣١] وهناك من ذهب إلى القول بأنّها دُفنت في الثالث عشر من المحرم من سنة 61 هـ.[٢٣٢] وتبنّى علماء ومؤرخو أهل السنة الرأي الأول.[٢٣٣](بحاجة إلى مصدر)

وذكرت بعض المصادر التاريخية أنّ عمر بن سعد أمر بدفن قتلاه وترك جسد الإمام الحسينعليه السلام وأصحابه في العراء.[٢٣٤]

ولمّا عتمت عشية اليوم الثاني عشر من المحرم، جاءت قبائل بني أسد، فبادرت فور عودتها إلى التعرف على الأجساد التي تركها ابن سعد في العراء. ثم أخذ أفراد هذه العشائر يحفرون للأجساد الحفر اللازمة، وقد دفنوا فيها الأشلاء الممزقة.[٢٣٥]

ودفنوا الحسينعليه السلام حيث قبره الآن ودفنوا ابنه علي بن الحسينعليه السلام الأصغر عند رجليه وحفروا للشهداء من أهل بيته وأصحابه الذين صرعوا حوله مما يلي رجلي الحسينعليه السلام وجمعوهم فدفنوهم جميعا معاً.[٢٣٦] ودفنوا العباس بن عليعليهما السلام في موضعه الذي قتل فيه على طريق الغاضرية حيث مقامه الآن‏.[٢٣٧]

وروي أنّ عشيرة الحر بن يزيد الرياحي أخذوا جنازته ودفنوها في الموضع المعروف في كربلاء وقيل أخذته أمّه.[٢٣٨]

أما حبيب بن مظاهر الأسدي فقد أفرد له بنو أسد القبر المعروف على بعد أمتار من جهة رأس الحسينعليه السلام.[٢٣٩]


دفن رأس الحسين (ع)

بعد أن أخذت الرؤوس إلى الكوفة وضعها عبيد الله بن زياد على الرماح وطيف بها في الكوفة ثم أرسلها إلى دمشق.[٢٤٠] وقيل أنّ يزيد بن معاوية بعث برأس الحسينعليه السلام إلى نسائه فأخذته عاتكة ابنته - وهي زوجة عبد الملك بن مروان - فغسلته ودهنته وطيبته فقال لها يزيد ما هذا؟ قالت: «بعثت إليّ برأس ابن عمي شعثاً فلممته وطيبته».[٢٤١]

وقيل أنّ مدفن رأس الحسينعليه السلام في حائط بدمشق. وفي رواية طيف برأس الحسينعليه السلام في الكوفة والشام وعسقلان ومصر[٢٤٢] ثم أعادوه إلى المدينة وقد أورد ابن سعد في الطبقات أنّه كُفِّن ودُفن إلى جوار قبر فاطمةعليها السلام في البقيع.[٢٤٣] وذهب السيد علم الهدى إلى كون رأس الحسين (ع) أُعيد إلى كربلاء ودفن مع الجسد.[٢٤٤]

العودة إلى المدينة

أمر يزيد بإطلاق سراح الإمام علي بن الحسين (ع) وخيّره بين البقاء في الشام أو الانصراف والرجوع إلى المدينة، فاختار الإمام الانصراف.[٢٤٥]

ثم تأهب آل الرسول (ص) للعودة إلى المدينة. فطلب من النعمان بن بشير أن يقوم بتجهيزهم بما يُصلحهم. وبعث معهم رجلاً من أهل الشام ومعه خيلاً وأعواناً، فخرج بهم الرسول يسايرهم...حتى دخلوا المدينة.[٢٤٦]

وبناءً على قول فإنّ أهل بيت الحسين (ع) أثناء رجوعهم إلى المدينة مرّوا بكربلاء وزاروا قبره في يوم الـ20 من شهر صفر سنة 61 هـ، وذلك بعد مضي أربعين يوماً على واقعة عاشوراء ومقتل الحسينعليه السلام وأصحابه من ذلك العام.[٢٤٧]

وروي أنه وصل في هذا اليوم أي العشرين من شهر صفر سنة 61 للهجرة، جابر بن عبد الله الأنصاري، صحابي النبي الأعظمصلی الله عليه وآله وسلم إلى كربلاء وزار قبر الحسينعليه السلام.[٢٤٨]

وقد ورد بأنّ الرّكب انفصل من كربلاء طالباً المدينة وقام بشير بن جذلم - بأمر من الإمام السجاد (ع) - لنعي أبي عبد الله عند دخول القافلة إلى المدينة، وذلك بسرد أشعار ومراثي أبكى بها الناس، بحيث خرجن النساء من البيوت لاطمات الوجوه نائحات وما رؤي باكياً أكثر من ذلك اليوم ولا يوماً أمرّ منه في حياته.[٢٤٩]

ولم يؤرخ اليوم الذي غادر ركب أهل البيت (ع) الشام نحو المدينة. واختلف آراء الباحثين أنّه هل الرّكب مرّ بكربلاء في طريقه إلى المدينة أم لا؟ فالبعض منهم كـ السيد محمد علي قاضي الطباطبائي أورد في كتابه بحثاً أثبت فيه إحياء أوّل أربعين للحسين (ع) بواسطة ركب أهل البيت (ع)، لكنّ المحدّث النوري، [٢٥٠] والشيخ عباس القمي لم يقبلا ذلك.[٢٥١] إنّ البعض كالشيخ المفيد والشيخ الطوسي يريان أنّ ركب أهل البيت (ع) بعد مغادرتهم الشام، اتجهوا نحو المدينة مباشرةً.[٢٥٢]

مواضيع ذات صلة

الهوامش

  1. الحموي، معجم البلدان، ج 4، ص 35-36.
  2. بيضون، موسوعة كربلاء، ج 1، ص 597؛ المقرّم، مقتل الحسين (ع)، ص 166.
  3. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 338.
  4. أبو مخنف، وقعة الطّف، ص 75؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 338.
  5. الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 18؛ الخوارزمي، مقتل الحسين، ج 1، ص 269.
  6. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 338؛ الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 11؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 4، ص 14.
  7. الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 13؛ ابن طاووس، اللهوف، ص 17.
  8. الدينوري، الإمامة والسياسة، ص 227؛ الخوارزمي، مقتل الحسين، ج 1، ص 266.
  9. المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 33.
  10. المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 33.
  11. الخوارزمي، مقتل الحسين، ج 1، ص 267؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 5، ص 302.
  12. المقرّم، مقتل الحسين (ع)، ص 132؛ الخوارزمي، مقتل الحسین علیه السلام، ج 1، ص 268.
  13. الأحزاب: 33.
  14. المقرّم، مقتل الحسين (ع)، ص 132؛ الخوارزمي، مقتل الحسین علیه السلام، ج 1، ص 268.
  15. المقرّم، مقتل الحسين (ع)، ص 132؛ الخوارزمي، مقتل الحسین علیه السلام، ج 1، ص 268.
  16. المقرّم، مقتل الحسين (ع)، ص 140.
  17. القصص: 22.
  18. المقرّم، مقتل الحسين (ع)، ص 140.
  19. الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 19-20؛ الخوارزمي، مقتل الحسين عليه السلام، ج 1، ص 271.
  20. الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 18-19.
  21. الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 21؛ مقتل الحسين، الخوارزمي، ج 1، ص 273.
  22. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 160؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 341. المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 34.
  23. الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 21-22؛ الخوارزمي، مقتل الحسين، ج 1، ص 273.
  24. الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 69.
  25. الدينوري، الأخبار الطوال، ص 228، الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 341. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 4، ص 16.
  26. الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 22. الخوارزمي، مقتل الحسين، ج 1، ص 274.
  27. جعفريان، أطلس الشيعة، ص 75.
  28. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 160. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 381؛ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 35.
  29. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 160؛ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 36.
  30. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 156؛ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 36؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 4، ص 20؛ الخوارزمي، مقتل الحسين عليه السلام، ج 1، ص 277.
  31. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 157-158؛ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 36.
  32. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 158؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 352؛ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 37؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 4، ص 20.
  33. الدينوري، الأخبار الطوال، ص 229؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 158؛ ابن كثير، البداية والنهاية: ج8، ص151.
  34. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 353؛ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 38.
  35. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 158-159؛ الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 37-38.
  36. ابن طاووس، اللهوف، ص 24.
  37. ابن طاووس، اللهوف، ص 24.
  38. الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 30-31؛ القندوزي، ينابيع المودة، ج 3، ص 55؛ الدِّينَوري، الأخبار الطوال، ص 230.
  39. القندوزي، ينابيع المودة، ج 3، ص 55.
  40. الدينوري، الأخبار الطوال، ص 230؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 353.
  41. المسعودي، مروج الذهب، ج 3، ص 54.
  42. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 355.
  43. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص375.
  44. الدينوري، الأخبار الطوال، ص 243؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 375.
  45. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 356؛ ابن مسكويه، تجارب الأمم، ج 2، ص 41.
  46. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 357؛ ابن مسكويه، تجارب الأمم، ج 2، ص 41.
  47. الدينوري، الأخبار الطوال، ص 232-233؛ ابن مسكويه، تجارب الأمم، ج 2، ص 42.
  48. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 350؛ ابن مسكويه، تجارب الأمم: ج2، ص49.
  49. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 373؛ ابن مسكويه، تجارب الأمم، ص 52.
  50. المسعودي، مروج الذهب، ج 3، ص 58؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 4، ص 32.
  51. الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 54-55؛ ابن عبد ربّه، العقد الفريد، ج 5، ص 127.
  52. ابن مسكويه، تجارب الأمم، ج 2، ص 54.
  53. ابن عبد ربه، العقد الفريد، ج 5، ص 127.
  54. الدينوري، الأخبار الطوال، ص 247.
  55. بحار الأنوار، المجلسي، ج 45، ص 85-86.
  56. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 385.
  57. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 381.
  58. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 160.
  59. الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 69.
  60. الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 69.
  61. الطبرسي، إعلام الورى بأعلام الهدى، ج 1، ص 445.
  62. الطوسي، الاستبصار، ج 2، ص 327؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج 45، ص 85.
  63. الدينوري، الأخبار الطوال، ص 244؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 385.
  64. الدينوري، الأخبار الطوال، ص 245 - 246؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 166.
  65. أنساب الأشراف، ج 3، ص 168.
  66. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 357؛ الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 37.
  67. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 167.
  68. الدينوري، الأخبار الطوال، ص 245.
  69. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 167؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 405؛ ابن مسكويه، تجارب الأمم، ج 2، ص 60.
  70. أبو مخنف، وقعة الطف، ص159.
  71. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 167؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 405؛ ابن مسكويه، تجارب الأمم، ج 2، ص 60.
  72. السماوي، إبصار العين في أنصار الحسين، ص 93.
  73. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 168-169؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 398.
  74. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 169؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 398.
  75. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 357؛ الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 37.
  76. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 357؛ الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 37؛ الخوارزمي، مقتل الحسين، ج 1، ص 288.
  77. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 357؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج 8، ص 170.
  78. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 357؛ الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 37؛ الخوارزمي، مقتل الحسين عليه السلام، ج 1، ص 288-289.
  79. المقرم، مقتل الحسين (ع)، ص 182.
  80. جعفريان، رسول، أطلس الشيعة، ص 75.
  81. جعفريان، أطلس الـشيعة، ص 75.
  82. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 166؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 401؛ ابن مسكويه، تجارب الأمم، ج 2، ص 62. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 4، ص 41.
  83. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 401؛ ابن مسكويه، تجارب الأمم، ج 2، ص 62.
  84. جعفریان، أطلس الشیعة، ص 66، الخريطة رقم 35.
  85. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 400.
  86. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 401-402؛ الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 76-77؛ ابن مسكويه، تجارب الأمم، ج 2، ص 62؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 4، ص 47.
  87. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 401-402؛ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 78-79؛ الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 76. ابن مسكويه، تجارب الأمم، ج 2، ص 62. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 4، ص 47.
  88. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 402؛ الخوارزمي، مقتل الحسين عليه السلام، ج 1، ص 331-332؛ الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 78؛ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 79-80؛ ابن مسكويه، تجارب الأمم، ج 2، ص 62 -63.
  89. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 402؛ الخوارزمي، مقتل الحسين عليه السلام، ج 1، ص 331؛ الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 78. المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 80. مسكويه، تجارب الأمم، ج 2، ص 62 -63.
  90. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 402-403؛ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 80-81؛ ابن مسكويه، تجارب الأمم، ج 2، ص 64؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 4، ص 48.
  91. الدينوري، الأخبار الطوال، ص 251؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 171؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 404.
  92. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 403.
  93. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 408؛ مسكويه، تجارب الأمم، ج 2، ص 67؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 4، ص 51-52.
  94. الحموي، معجم البلدان: ج 4، ص 183.
  95. المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 83-84؛ ابن مسكويه، تجارب الأمم، ج 2، ص 68؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 4، ص 52.
  96. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص409. مسكويه، تجارب الأمم، ج 2، ص 68. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 4، ص 52.
  97. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 409؛ ابن مسكويه، تجارب الأمم، ج 2، ص 68؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 4، ص 52.
  98. المقرّم، مقتل الحسين (ع)، ص 192.
  99. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 409؛ الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 83؛ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 84؛ ابن مسكويه، تجارب الأمم، ج 2، ص 68؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 4، ص 52؛ ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج 4، ص 97.
  100. الدينوري، الأخبار الطوال، ص 253.
  101. الأمين، أعيان الشيعة، ج 1، ص 593.
  102. الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 84؛ الخوارزمي، مقتل الحسين عليه السلام، ج 1، ص 339.
  103. الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 85؛ الخوارزمي، مقتل الحسين عليه السلام، ج 1، ص 340؛ ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج 4، ص 98.
  104. الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 85. الخوارزمي، مقتل الحسين عليه السلام، ج 1، ص 340.
  105. الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 85؛ الخوارزمي، مقتل الحسين عليه السلام، ج 1، ص 340. ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج 4، ص 98.
  106. الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 85. الخوارزمي، مقتل الحسين عليه السلام، ج 1، ص 340.
  107. ابن طاووس، اللهوف، ص 49؛ الإربلي، كشف الغمة، ج 2، ص 257؛ ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج 4، ص 97.
  108. الدينوري، الأخبار الطوال، ص 253؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 176؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 409؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 4، ص 52.
  109. الحموي، معجم البلدان: ج2، ص454.
  110. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 177؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 409.
  111. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 410.
  112. الدينوري، الأخبار الطوال، ص 253؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 176؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 409.
  113. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 410؛ الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 86؛ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 84-85.
  114. الدينوري، الأحكام الطوال، ص 253-254. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 411.
  115. الدينوري، الأحكام الطوال، ص 253-254. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص411؛ الخوارزمي، مقتل الحسين عليه السلام؛ ج 1، ص 342.
  116. الدينوري، الأحكام الطوال: ص 254. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 411.
  117. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 411؛ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 86؛ الخوارزمي، مقتل الحسين عليه السلام؛ ج 1، ص 343.
  118. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 411. المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 86.
  119. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 178؛ الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 89.
  120. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 178؛ الدينوري، الأخبار الطوال، ص 254؛ الخوارزمي، مقتل الحسين عليه السلام؛ ج 1، ص 344؛ الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 89.
  121. الدينوري، الأخبار الطوال، ص 254. الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 89.
  122. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 178.
  123. الدينوري، الأخبار الطوال، ص 254 - 255؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 179.
  124. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 179.
  125. المقرّم، مقتل الحسين (ع)، ص 200؛ الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 90؛ الحلي، مثير الأحزان: ص50؛ ابن طاووس، اللهوف، ص 70
  126. المقرّم، مقتل الحسين (ع)، ص 200.
  127. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 179.
  128. الخوارزمي، مقتل الحسين عليه السلام، ج 1، ص 345-346؛ الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 159-162.
  129. الدينوري، الأخبار الطوال، ص 255؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 180؛ تاريخ الطبري، ج 5، ص 412؛ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 86.
  130. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 181؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 412-413؛ الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص 117؛ الخوارزمي، مقتل الحسين عليه السلام، ج 1، ص 347.
  131. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 413؛ الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 92-93؛ ابن مسكويه، تجارب الأمم، ج 2، ص 70-71؛ الخوارزمي، مقتل الحسين عليه السلام، ج 1، ص 347.
  132. الخوارزمي، مقتل الحسين عليه السلام، ج 1، ص 347-348؛ ابن مسكويه، تجارب الأمم، ج 2، ص 71-72.
  133. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 414؛ ابن مسكويه، تجارب الأمم، ج 2، ص 71.
  134. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 414؛ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 87؛ ابن مسكويه، تجارب الأمم، ج 2، ص 71؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 4، ص 55.
  135. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 182 و183؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 414؛ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 88؛ ابن مسكويه، تجارب الأمم، ج 2، ص 71-72؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 4، ص 55.
  136. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 313؛ ابن عساكر؛.المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 88.
  137. الأمين، لواعج الأشجان، ص 109 - 110.
  138. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 415-416؛ البلاذري، أنساب الأشراف ج 3، ص 183؛ ابن الأثير، الكامل في التأريخ، ج 4، ص 56.
  139. الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 94.
  140. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 183؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 415؛ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 89؛ ابن مسكويه، تجارب الأمم، ج 2، ص 73؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 4، ص 56.
  141. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 415؛ الخوارزمي، مقتل الحسين عليه السلام، ج 1، ص 348-349. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 4، ص 56.
  142. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 415؛ الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 93-94؛ الخوارزمي، مقتل الحسين عليه السلام، ج 1، ص 349؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 4، ص 56.
  143. الحسني، عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب: ص327.
  144. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 183 و184؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 416.
  145. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 184؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 416؛ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 89؛ الخوارزمي، مقتل الحسين، ج 1، ص 353؛ الطبرسي، إعلام الورى بأعلام الهدى، ج 1، ص 454.
  146. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 186؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 421؛ الكوفي، الفتوح: ج 5، ص 99؛ الخوارزمي، مقتل الحسين عليه السلام، ج 1، ص 355؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 4، ص 59.
  147. الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 99؛ الخوارزمي، مقتل الحسين عليه السلام، ج 1، ص 355؛ ابن طاووس، اللهوف، ص 94؛ الحلي، مثير الأحزان، ص 52؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 421؛ الشيخ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 95.
  148. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 185؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 418.
  149. المقرّم، مقتل الحسين (ع)، ص 219.
  150. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 422؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 395؛ الدينوري، الأخبار الطوال، ص 256؛ الخوارزمي، مقتل الحسين عليه السلام، ج 1، ص 352؛ البحراني، العوالم الإمام الحسين (عليه السلام)، ص 165.
  151. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 186؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 421؛ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 94؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 4، ص 59؛ الطبرسي، إعلام الورى بأعلام الهدى، ج 1، ص 457.
  152. المقرّم، مقتل الحسين (ع)، ص 219.
  153. المقرّم، مقتل الحسين (ع)، ص 219.
  154. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص420-421؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 185 و186؛ الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص 113 - 114؛ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص93 - 94؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 4، ص 58-59؛ ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب، ج 4، ص 99.
  155. ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، ج 4، ص 326.
  156. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 422.
  157. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 187؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 422؛ الدينوري، الأخبار الطوال، ص 256؛ الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 101؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 4، ص 59.
  158. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 187؛ الدينوري، الأخبار الطوال، ص 256؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 422؛ الشيخ المفيد؛ الإرشاد، ج 2، ص 95؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 4، ص 59.
  159. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 187؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 422 - 426.
  160. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 423؛ الشيخ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 96؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 4، ص 60-61.
  161. الخوارزمي، مقتل الحسين (ع)، ج 1، ص 357-358؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 188.
  162. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 424 -426؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 189؛ الشيخ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 96 - 98.
  163. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 427؛ الشيخ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 99؛ الخوارزمي، مقتل الحسين عليه السلام، ج 2، ص 12.
  164. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 190؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 429؛ الشيخ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 101.
  165. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 190؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 429 - 430؛ الشيخ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 101.
  166. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 429 - 430.
  167. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 436 - 437؛ الشيخ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 104.
  168. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 436 - 437.
  169. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 437 - 439؛ الشيخ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 105.
  170. الطبري، تاريخ الطبري: ج 5، ص 437 - 438.
  171. الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 101.
  172. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 430-437؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 190.
  173. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 430-437.
  174. الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 101؛ أخطب خوارزم، ج 2، ص 13.
  175. المقرّم، مقتل الحسين (ع)، ص 238.
  176. المقرّم، مقتل الحسين (ع)، ص 239.
  177. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 4، ص 70.
  178. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 439.
  179. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 439 - 440.
  180. الخوارزمي، مقتل الحسين عليه السلام، ج 2، ص 20؛ ابن طاووس، اللهوف، ص 66.
  181. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 441؛ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 105.
  182. ابن طاووس، اللهوف، ص 66؛ الخوارزمي، مقتل الحسين، ج 2، ص 21.
  183. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 441.
  184. الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص 115؛ الدينوري، الأخبار الطوال، ص 256؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 446؛ ابن نما، مثير الأحزان، ص 68؛ ابن طاووس، اللهوف، ص 67.
  185. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 200؛ الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص 115؛ الدينوري، الأخبار الطوال، ص 256؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 446؛ ابن نما، مثير الأحزان، ص 68؛ ابن طاووس، اللهوف، ص 67.
  186. الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص 115 - 116.
  187. الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص 87 - 89؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 446 - 449.
  188. الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص 90 - 98؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 446 - 449؛ الدينوري، الأخبار الطوال، ص 256 - 257.
  189. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 446 - 449؛ ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب، ج 4، ص 108.
  190. الخوارزمي، مقتل الحسين(ع)، ج 2، ص 34؛ حادثه كربلا در مقتل مقرم، ص 262؛ ابن طاووس، اللهوف، ص 69 -70؛ الحلي، مثير الأحزان، ص 71.
  191. الخوارزمي، مقتل الحسين(ع)، ج 2، ص 34؛ حادثه كربلا در مقتل مقرم، ص 262.
  192. الكبريت الأحمر، ص 387.
  193. ابن طاووس، اللهوف، ص 70؛ الحلي، مثير الأحزان، ص 71.
  194. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 448؛ الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص 94 - 95؛ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 108.
  195. ابن طاووس، اللهوف، ص 73؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 451 - 453؛ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 111؛ أبو مخنف، مقتل الحسين (ع)، ص 193.
  196. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 201؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 449 - 450؛ الدينوري، الأخبار الطوال، ص 258.
  197. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 452؛ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 111؛ ابن مسكويه، تجارب الأمم، ج 2، ص 80؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 4، ص 77؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 452؛ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 111؛ ابن مسكويه، تجارب الأمم، ج 2، ص 80؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 4، ص 77.
  198. ابن طاووس، اللهوف، ص 70؛ المقرّم، مقتل الحسين (ع)، ص 276.
  199. المجلسي، جلاء العيون، ص 408؛ المقرّم، مقتل الحسين (ع)، ص 276 - 278؛ ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب، ص 109؛ المقرّم، مقتل الحسين (ع)، ص 277.
  200. علي بن الحسين المسعودي، إثبات الوصية للإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ص 177 - 178.
  201. المقرّم، مقتل الحسين (ع)، ص 277 - 278.
  202. ابن طاووس، اللهوف، ص 70.
  203. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 407؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 450؛ الأصفهاني، مقاتل الطالبين، ص 118.
  204. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 203.
  205. الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 118؛ الشيخ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 111 - 112؛ ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب، ص 111.
  206. المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 111 - 112.
  207. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 203؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 448.
  208. الخوارزمي، مقتل الحسين عليه السلام، ج 2، ص 39؛ ابن طاووس، اللهوف، ص 71.
  209. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 203؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 448؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 4، ص 75؛ الشيخ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 110.
  210. الدينوري، الأخبار الطوال، ص 258؛ الكوفي، الفتوح، ج 5، ص 118؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 453؛ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 112؛ الخوارزمي، مقتل الحسين عليه السلام، ج 2، ص 39-40.
  211. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 203؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 450؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 4، ص 77؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج 8، ص 204.
  212. المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 112؛ الخوارزمي، مقتل الحسين عليه السلام، ص 41؛ الطبرسي، إعلام الورى بأعلام الهدى، ج 1، ص 469.
  213. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص450 - 453؛ الأصفهاني، مقاتل الطالبين، ص 118؛ المسعودي، مروج الذهب، ج 3، ص 62؛ الشيخ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 112؛ ابن طاووس، اللهوف، ص 74.
  214. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 453؛ الأصفهاني، مقاتل الطالبين، ص 118.
  215. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 204؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 455؛ المسعودي، مروج الذهب، ج 3، ص 62.
  216. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 206؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 455-456.
  217. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 459.
  218. الطبسي، مع الركب الحسيني، ج 1، ص 55-56
  219. الطبسي، مع الركب الحسيني، ج 1، ص 56.
  220. الطبسي، مع الركب الحسيني، ج 1، ص 60 - 61.
  221. ابن مسكويه، تجارب الأمم، ج 2، ص 73.
  222. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 418.
  223. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 423.
  224. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 454.
  225. المقرّم، مقتل الحسين (ع)، ص 306؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 205.
  226. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 5، ص 380.
  227. المقرّم، مقتل الحسين (ع)، ص 306.
  228. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 455.
  229. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 460.
  230. هامش كامل الزيارات لابن قولويه القمّي ص 444.
  231. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 455؛ المسعودي، مروج الذهب، ج 3، ص 63.
  232. المقرّم، مقتل الحسين (ع)، ص 319.
  233. ابن طاووس، اللهوف، ص 107.
  234. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 411؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 455.
  235. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 411.
  236. المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 125 - 126.
  237. المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 114؛ الطبرسي، إعلام الورى بأعلام الهدى، ج 1، ص 470 - 471.
  238. الأمين، أعيان الشيعة، ج 1، ص 613.
  239. المقرّم، مقتل الحسين (ع)، ص 319.
  240. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 212؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 459.
  241. البلاذري، أنساب الأسراف، ج 3، ص 214.
  242. ابن شداد، الأعلاق الخطيره في ذاكر أمراء الشام والجزيرة، ص 291؛ القزويني، ص 222.
  243. ابن سعد، الطبقات، ج 6، ص 450.
  244. السيد المرتضى، رسائل الشريف المرتضى، ج 3، ص 130.
  245. القاضي نعمان، شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار، ج 3، ص 159.
  246. الخوارزمي، مقتل الحسين عليه السلام، ج 2 ص 74؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج 45، ص 146.
  247. السيد ابن طاووس، الملهوف، ص 225.
  248. الطوسي، مصباح المتهجد، 1411 هـ، ج 2، ص 787؛ الطوسي، مصباح المتهجّد، ص 787؛ السيد ابن طاووس، الملهوف، ص 225.
  249. ابن طاووس، اللهوف، ص 115.
  250. المحدث النوري، اللؤلؤ والمرجان، 1420 هـ، ص 208-209.
  251. القمي، منتهى الآمال، 1372 هـ ش، ص 524-525.
  252. الشيخ المفيد، مسار الشيعة، 1413 هـ، ص 46؛ الطوسي، مصباح المتهجد، 1411هـ، ج 2، ص 787.

ملاحظة

  1. بطن الرمة: منزل لأهل البصرة إذا أرادوا المدينة، بها يجتمع أهل البصرة والكوفة.(الدينوري، الأخبار الطوال، ص 246.)
  2. القادسية، قرية قرب الكوفة من جهة البرية، بينها وبين العذيب أربعة أميال، وعندها كانت الوقعة الكبرى بين المسلمين والفرس، وقد فتحت بلادهم على المسلمين.(الدينوري، الأخبار الطوال، ص 246.)

المصادر والمراجع

  • ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكاملُ في التاريخ، بيروت، دار صادر (دار الفكر)، 1399 هـ/ 1979 م.(مكتبة المجمع)
  • ابن شهر آشوب، محمّد بن عليّ، مناقب آل ابي طالب، بيروت، دار الأضواء، د.ت .
  • ابن طاووس، علي بن موسى، اللهوف على (أو في) قتلى الطفوف، قم، أنوار الهدى، ط 1، 1417 هـ.
  • ابن عبد ربّه، أحمد بن محمد، العقد الفريد، بيروت، دار الكتب العلمية، 1404 هـ.
  • ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية، تحقيق: علي شيري، بیروت، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1408 هـ/ 1988 م
  • ابن مسكويه الرازي، أحمد بن يعقوب، تجارب الأمم وتعاقب الهمم،، تحقيق: أبو القاسم إمامي، سروش، طهران، 1421 هـ. (الفقاهة)
  • ابن نما الحلي، أحمد بن محمد،مثير الأحزان، قم، مدرسة الامام المهدي، 1406 هـ.
  • ابن سعد، محمد بن سعد، الطبقات الكبرى، تحقيق: محمد بن صامل السلمي، مكتبة الصدّيق، الطائف، 1993 م.
  • ابن سعد، الطبقات الكبرى، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1990 م.
  • أبو مخنف الأزدي، لوط بن يحيى، مقتل الحسين (ع)، تحقيق وتعليق: حسين الغفاري، مطبعة العلمية، قم، د ت.(الفقاهة)
  • أبو مخنف الأزدي، لوط بن يحيى، وقعة الطّف، المحقق: الشيخ محّمد هادي اليوسفي الغروي، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، 1367 هـ. ش.(الفقاهة)
  • الكوفي، أحمد ابن أعثم، الفتوح، تحقيق: علي شيري، دار الأضواء، بيروت، ط1، 1991 م.(الفقاهة)
  • الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1399 هـ/ 1979 م.
  • الإربلي، علي بن عيسى، كشف الغمة في معرفة الائمة، بيروت، دار الاضواء، د.ت.
  • الأصفهاني، علي بن الحسين، مقاتل الطالبيين، تحقيق: أحمد صقر، دار المعرفة، بيروت، د.ت.
  • الأمين، محسن، لواعج الأشجان، قم، منشورات مكتبة بصيرتي، د.ت.
  • البحراني، عبد الله، عوالم الامام الحسينعليه السلام، تحقيق: مدرسة الإمام المهدي، مدرسة الإمام المهدي، قم، 1407 هـ.
  • البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف، تحقيق: إحسان عباس، جميعة المستشرقين الألمانية، بيروت، 1979 م. (ج 5 مكتبة أهل البيت ع)
  • البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف، تحقيق : الشيخ محمد باقر المحمودي، بیروت، دار التعارف للمطبوعات، ط 1، 1397 هـ/ 1977 م. (ج 3 مكتبة أهل البيت ع)
  • الخوارزمي، الموفق بن أحمد، مقتل الحسين (عليه السلام)، تحقيق وتعليق: محمد السماوي، أنوار الهدى، ط 2، 1423 هـ. (الفقاهة)
  • الدينوري، أحمد بن داوود، الأخبار الطوال، تحقيق: عبد المنعم عامر (مراجعة: جمال الدين شيال)، القاهرة، دار إحياء الكتب العربي، عيسى البابي الحلبي وشركاه، ط 1، 1960 م.
  • الدينوري، عبد الله بن عبد المجيد، الإمامة والسياسة (تاريخ الخلفاء)،تحقيق: علي شيري، دار الأضواء، بيروت، ط 1، 1990 م.
  • السماوي، محمد، إبصار العين في أنصار الحسين، تحقيق: محمد جعفر الطبسي، مركز الدراسات الإسلامية لحرس الثورة الإسلامية، ط 1، 1419 هـ.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، إعلام الورى بأعلام الهدى، قم، مؤسسة آل البيت (ع) لإحياء التراث، ط 1، 1417 هـ.
  • الطبرسي، أحمد بن علي، الاحتجاج، تعليق: السيد محمد باقر الخرسان، النجف الأشرف، دار النعمان للطباعة والنشر، 1386 هـ/ 1966 م.
  • الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأمم والملوك (تاريخ الطبري)، بيروت، دار التراث، 1387 هـ.
  • الطبسي، محمد جعفر، مع الركب الحسيني، طهران، مركز الدراسات الإسلامية، د.ت.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، مصباح المتهجد، مؤسسة فقه الشيعة، بيروت، 1411 هـ.(مكتبة الفقاهة)
  • القندوزي، سليمان بن إبراهيم، ينابيع المودة لذوي القربى، قم، دار الأسوة للطباعة والنشر، د.ت.(مكتبة الفقاهة)
  • المجلسي، محمد باقر بن محمد تقي، بحار الأنوار، بیروت، مؤسسة الوفاء، 1403 هـ. (الفقاهة)
  • المسعودي، علي بن الحسين، مروج الذهب ومعادن الجوهر، قم، دار الهجرة، ط 2، 1404 هـ/ 1984 م.
  • المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، تحقيق: مؤسسة آل البيت (ع) لإحياء التراث، قم، دار المفيد، د.ت.
  • الشيخ المفيد، محمد بن محمد، الأمالي، تحقيق: على أكبر الغفاري، قم، منشورات جماعة المدرسين في الحوزة العلمية قم المقدسة، 1403 هـ.
  • المقرّم، عبد الرزاق، مقتل الحسين(ع)، مؤسسة البعثة، د.ت. (مكتبة الفقاهة)
  • اليعقوبي، أحمد بن أبي يعقوب، تاريخ اليعقوبي، دار صادر، بيروت، د.ت.
  • بيضون، لبیب، موسوعة كربلاء، بیروت، مؤسسة الأعلمي، د.ت. (الفقاهة)
  • جعفريان، رسول، أطلس الشيعة، طهران، دار النشر سوره مهر، 2013 م. (مكتبة المجمع)
  • المحدث النوري، اللؤلؤ والمرجان، تحقيق: داريتي، مصطفى، قم، کنگره دین پژوهان کشور، 1420 هـ.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، مصباح المتهجد وسلاح المتعبّد، بيروت، مؤسسة فقه الشيعة، ط 1، 1411 هـ.
  • القمي، عباس، منتهى الآمال، طهران، طبعة الحسيني، 1372 هـ ش.
  • المفيد، محمد بن محمد بن نعمان، مسار الشيعة، قم، موتمر الشيخ المفيد، ط 1، 1413 هـ.

وصلات خارجية