مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «المعاد»
←نظريات مختلفة في تفسير القيامة
imported>Ahmadnazem ط (←أقسام المعاد) |
imported>Alkazale |
||
سطر ٥٦: | سطر ٥٦: | ||
انقسم الباحثون حول قضية المعاد بين مؤيد لها وبين من أنكر إمكانها أو وقوعها. وقد طرحت على ساحة الجدال المحتدم بين الاتجاهات والفرق المختلفة مجموعة من النظريات حول هذه القضية منها: | انقسم الباحثون حول قضية المعاد بين مؤيد لها وبين من أنكر إمكانها أو وقوعها. وقد طرحت على ساحة الجدال المحتدم بين الاتجاهات والفرق المختلفة مجموعة من النظريات حول هذه القضية منها: | ||
'''إعادة المعدوم:''' يظن فريق أن المعاد يعني "إعادة المعدوم". وما أكثر ما بحث المتكلمون القدامى في عدم استحالة المعدوم، ظناً منهم أنّ المعاد والقيامة يعنيان ذلك. فهم افترضوا انعدام الأشياء (انعداما مطلقاً) ثم راحوا يبحثون عن الشيء إذا كان معدوما مطلقا، فهل يمكن أن يوجد مرّة أخرى، أم إن ذلك من المحالات؟ ولما كانت الأديان قد أخبرت عن عودة الإنسان بعد الموت والفناء، فقد فهموا من المعاد المذكور هو إعادة المعدوم ورجعة الشيء الذي فنى بالكامل. <ref>الفخر رازي، ج 2، ص 39 </ref> | '''إعادة المعدوم:''' يظن فريق أن المعاد يعني "إعادة المعدوم". وما أكثر ما بحث المتكلمون القدامى في عدم استحالة المعدوم، ظناً منهم أنّ المعاد والقيامة يعنيان ذلك. فهم افترضوا انعدام الأشياء (انعداما مطلقاً) ثم راحوا يبحثون عن الشيء إذا كان معدوما مطلقا، فهل يمكن أن يوجد مرّة أخرى، أم إن ذلك من المحالات؟ ولما كانت الأديان قد أخبرت عن عودة الإنسان بعد الموت والفناء، فقد فهموا من المعاد المذكور هو إعادة المعدوم ورجعة الشيء الذي فنى بالكامل. <ref>الفخر رازي، ج 2، ص 39. </ref> | ||
'''عودة الأرواح إلى الأجساد''': يفسّر فريق آخر من الباحثين بل مشهور المتكلمين المعادَ بأنّه يمثل عودة الأرواح إلى الأجساد المادية. فعندما يموت الإنسان تفارق روحه بدنه وتصير الروح المنفصلة إلى عالم معيّن يقال له [[عالم البرزخ|البرزخ]] إلى أن تحلّ [[القيامة]]. وعندما تقوم الساعة ترجع كل روح لبدنها. <ref>الفخر رازي، | '''عودة الأرواح إلى الأجساد''': يفسّر فريق آخر من الباحثين بل مشهور المتكلمين المعادَ بأنّه يمثل عودة الأرواح إلى الأجساد المادية. فعندما يموت الإنسان تفارق روحه بدنه وتصير الروح المنفصلة إلى عالم معيّن يقال له [[عالم البرزخ|البرزخ]] إلى أن تحلّ [[القيامة]]. وعندما تقوم الساعة ترجع كل روح لبدنها. <ref>الفخر رازي، ج 2، ص 55. </ref> | ||
عودة الأرواح المجرّدة إلى [[الله]] تعالى: هناك طائفة أخرى من المفكرين والأعلام ذهبت إلى تفسير المعاد بعودة الروح المجردة ورجوعها إلى الله تعالى. ولكي تتضح هذه النظرية بجلاء لابد من الإشارة إلى بعض المقدمات: | عودة الأرواح المجرّدة إلى [[الله]] تعالى: هناك طائفة أخرى من المفكرين والأعلام ذهبت إلى تفسير المعاد بعودة الروح المجردة ورجوعها إلى الله تعالى. ولكي تتضح هذه النظرية بجلاء لابد من الإشارة إلى بعض المقدمات: | ||
*الأولى: أن المعاد يعني الرجوع؛ | *الأولى: أن المعاد يعني الرجوع؛ | ||
سطر ٦٦: | سطر ٦٦: | ||
'''عودة الأرواح إلى الله بكيفية جسمانية''': اختار فريق آخر الجمع بين هذين الإثنين وانتهوا إلى نظرية مؤدّاها: إذا كان المعاد هو العود إلى [[الله]] وليس عودة الأرواح إلى الأجسام، فإنّ لهذا العود كيفية جسمانية في الوقت نفسه. وبعبارة أخرى: إن المعاد يعني رجوع الروح إلى ربّها لكن لا مجرّدة تماما عن البدن وعن خصوصيات المادة معاً، ولا مصاحبة للبدن المادي بتمام وجوده وخصوصياته معا، بل ترجع الروح إلى بارئها مع الخصوصيات الجسمانية فقط. | '''عودة الأرواح إلى الله بكيفية جسمانية''': اختار فريق آخر الجمع بين هذين الإثنين وانتهوا إلى نظرية مؤدّاها: إذا كان المعاد هو العود إلى [[الله]] وليس عودة الأرواح إلى الأجسام، فإنّ لهذا العود كيفية جسمانية في الوقت نفسه. وبعبارة أخرى: إن المعاد يعني رجوع الروح إلى ربّها لكن لا مجرّدة تماما عن البدن وعن خصوصيات المادة معاً، ولا مصاحبة للبدن المادي بتمام وجوده وخصوصياته معا، بل ترجع الروح إلى بارئها مع الخصوصيات الجسمانية فقط. | ||
فللإنسان وفق نظرية هؤلاء بدن يسمّى بالبدن المثالي أو البدن البرزخي، هو موجود ومتّحد الآن مع بدنه هذا، فإذا مات الإنسان صار لبدنه هذا حكم الفضلة والقشر ولذلك المثالي البرزخي حكم الجوهر، والبدن الأوّل هو الذي يتحلل ويتغير ويفنى باستمرار، ليظهر بدن آخر بدلا منه. فبالموت يتحرر بدنه المثالي- وهو بدن الإنسان الحقيقي- من هذا البدن الذي هو كاللباس لذلك البدن المثالي ويلقى ربّه به [[يوم القيامة]]. <ref>غياث الدين الدشتكي: راجع: ملا صدرا، الشواهد الربوبية، | فللإنسان وفق نظرية هؤلاء بدن يسمّى بالبدن المثالي أو البدن البرزخي، هو موجود ومتّحد الآن مع بدنه هذا، فإذا مات الإنسان صار لبدنه هذا حكم الفضلة والقشر ولذلك المثالي البرزخي حكم الجوهر، والبدن الأوّل هو الذي يتحلل ويتغير ويفنى باستمرار، ليظهر بدن آخر بدلا منه. فبالموت يتحرر بدنه المثالي- وهو بدن الإنسان الحقيقي- من هذا البدن الذي هو كاللباس لذلك البدن المثالي ويلقى ربّه به [[يوم القيامة]]. <ref>غياث الدين الدشتكي: راجع: ملا صدرا، الشواهد الربوبية، ص 272 -273. </ref> | ||
'''تجدد الحياة الدنيوية المادّية بشكل آخر''': | '''تجدد الحياة الدنيوية المادّية بشكل آخر''': | ||
أراد فريق آخر أن يفسّر المعاد على أنّه شأن مادّيّ وطبيعي، مثلما حصل للمجموعة الأولى، ولكن دون حاجة للقول بعودة الأرواح إلى الأجسام. فالأرواح– حسب رأي هؤلاء- لا تعود إلى الأجسام؛ لأنه ليس هناك أرواح بالأساس، بل تتجدّد الحياة المادية هذه بنفسها بشكل آخر على نحو تدريجيّ كما حصل أول مرّة وفي النشأة المادية في الحياة الدنيوية. <ref>المطهري، معاد، | أراد فريق آخر أن يفسّر المعاد على أنّه شأن مادّيّ وطبيعي، مثلما حصل للمجموعة الأولى، ولكن دون حاجة للقول بعودة الأرواح إلى الأجسام. فالأرواح– حسب رأي هؤلاء- لا تعود إلى الأجسام؛ لأنه ليس هناك أرواح بالأساس، بل تتجدّد الحياة المادية هذه بنفسها بشكل آخر على نحو تدريجيّ كما حصل أول مرّة وفي النشأة المادية في الحياة الدنيوية. <ref>المطهري، معاد، ج 4 ، ص 534 - 547. </ref> | ||
== إثبات المعاد == | == إثبات المعاد == |