الملا صدرا، هو محمد بن إبراهيم القوامي الشيرازي، ويعرف أيضاً بـ"صدر المتألهين"، وهو من حكماء الشيعة، حيثُ جمع بين فرعي المعرفة النظري والعملي، فيُنسب إليه نهج الجمع بين الفلسفة والعرفان والذي يسمى بمدرسة الحكمة المتعالية.
ملا صدرا | |
تاريخ ولادة | 980 هـ |
---|---|
مكان ولادة | ايران |
تاريخ وفاة | 1050 هـ البصرة |
جنسية | ايران |
أسماء أخرى | صدر المتألهين |
سبب شهرة | العلوم الإسلامية والفلسفية |
صنف | فلسفة |
تأثر | الشيخ البهائي - الميرداماد |
تأثير | الفيض الكاشاني |
دين | الإسلام |
مذهب | الشيعة |
أعمال بارزة | كتاب الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة |
ولد في مدينة شيراز جنوبي إيران عام 980 هـ، وانتقل إلى أصفهان، ودرس فيها عند أساتذته: الشيخ البهائي، والميرداماد، وله مؤلّفات كثيرة أشهرها كتاب الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة.
هجر القوم إلى القرى النائية منقطعاً إلى الرياضة الروحية بعد أن تعرّض من معاصريه صنوف المضايقات، بسبب ما كان يطرحه من النظريات، فأقام في ضواحي مدينة قم، ثم عاد إلى شيراز بأمر من الشاه عباس الصفوي، وتوفي عام 1050 هـ في مدينة البصرة أثناء طريقه إلى بيت الله الحرام.
نبذة عن حياته
ولد صدر الدين الشيرازي في الربع الأخير من القرن العاشر الهجري، ويُخمن في عام 980 هــ في مدينة شيراز جنوبي إيران، وهو من عائلة ثرية معروفة بعائلة (قوامي)، حيثُ كان والده وزيراً وكان هو الوريث الوحيد له مما خوّله أن يستفيد من هذه الثروة ليصرفها على طلب العلم.[١]
انتقل إلى أصفهان عاصمة الدولة آنذاك، فحضر عند فقيه عصره الشيخ بهاء الدين العاملي المعروف بالشيخ البهائي ودرس العلوم النقلية ونال على أثرها درجة الاجتهاد، وكان سنده في العلوم العقلية،[٢] وحضر بعد ذلك مجالس السيد محمد باقر الحسيني الملقّب بـميرداماد وبقيَ عنده أعواماً عديدة، كما استفاد أيضاً من أبي القاسم الفندرسكي وهو من علماء الميتافيزيقيا والقياسات بأصفهان. وتُقارن حياة صدر الدين الشيرازي حكومة شاه عباس الصفوي.[٣]
كان طرح صدر الدين الشيرازي متطوراً جداً مما صعُب على معاصريه أن يقبلوه، فتلقى منهم صنوف المضايقات بسبب ذلك، فما كان منه إلا أن هجر القوم إلى القرى النائية منقطعاً إلى الرياضة الروحية حتى تجلّت له العلوم الباطنية، وبعد إقامته في قرية كهك من توابع قم عاد إلى شيراز بأمر من الشاه عباس الصفوي. وتوفي سنة 1050 هـ في البصرة اثناء طريقه للحج.[٤]
مراحل حياته العلمية
قد مرّ الشيرازي بثلاث مراحل: [٥]
الأولى: مرحلة التلمذة والدراسة، وتتبع آراء الفلاسفة والمتكلمين، وقد أسار إلى ذلك في مقدمة كتابه الأسفار: إني قد صرفت قوتي في سالف الزمان منذ أول الحداثة و الريعان في الفلسفة الإلهية بمقدار ما أوتيت من المقدور وبلغ إليه قسطي من السعي الموفور- واقتفيت آثار الحكماء السابقين والفضلاء اللاحقين مقتبساً من نتائج خواطرهم وأنظارهم مستفيداً من أبكار ضمائرهم وأسرارهم [٦]، وقد أظهر الندم مما فرط في أول عمره في سلوكه مسلك أهل البحث، فقال: وإني لأستغفر الله كثيراً مما ضيعت شطراً من عمري- في تتبع آراء المتفلسفة والمجادلين من أهل الكلام وتدقيقاتهم وتعلم جربزتهم في القول وتفننهم في البحث. [٧]
الثانية: مرحلة العزلة وانقطاعه إلى العبادة في بعض الجبال النائية، حتى قيل: أنه أقام فيها خمسة عشر عاماً، وقد ذكرها ايضاً في كتابه الأسفار: اشتعلت نفسي لطول المجاهدات اشتعالا نورياً- والتهب قلبي لكثرة الرياضات التهاباً قوياً ففاضت عليها أنوار الملكوت وحلت بها خبايا الجبروت ولحقتها الأضواء الأحدية وتداركتها الألطاف الإلهية فاطلعت على أسرار لم أكن أطلع عليها إلى ألآن وانكشفت لي رموز لم تكن منكشفة هذا الانكشاف من البرهان بل كل ما علمته من قبل بالبرهان عاينته مع زوائد بالشهود و العيان.[٨]
الثالثة: مرحلة التأليف وتسجيل آرائه، وأكثرها على الطريقة الاشراقية الكشفية، وأول كتاب وضعه في هذه المرحلة هو كتاب (الأسفار).
أساتذته
من أبرز أساتذته:[٩]
- الشيخ محمّد بن حسين الحارثي، المعروف بــالشيخ البهائي.
- السيّد محمد باقر الحسيني، المعروف بــالميرداماد.
- السيّد أبو القاسم، المعروف بــالفندرسكي.
تلامذته
تتلمذ على يده كثيرون، من أبرزهم:[١٠]
- الشيخ محمّد محسن، المعروف بـالفيض الكاشاني.
- الشيخ عبد الرزاق اللاهيجي.
- الشيخ حسين بن إبراهيم التنكابني.
مؤلفاته
لديه مؤلفات عديدة، طُبع أكثرها في أواخر القرن الماضي وأوائل هذا القرن، ومن أبرزها: [١١] الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة
يعتبر كتاب الحكمة المتعالية من أهم مؤلفات الشيرازي وأكثرها دلالة على فلسفته الإلهية التي بناها، وقد قسمه إلى أربعة أسفار: [١٢]
الأول: وهو السفر من الخلق إلى الحق، ويتم ذلك بالترقي من مقام النفس التي تشوبها المادة والظلمات إلى مقام القلب، ومن ثم إلى مقام الروح، وينتهي هذا السفر مع فناء السالك في ذات الله تعالى.
الثاني: وهو سفر الحق بالحق، حيث يتعرّف المسافر على كمالات الحق، فيعلم الأسماء كلها بحيث تُصبح ذاته وصفاته وأفعاله هي ذات الحق وصفاته وأفعاله.
الثالث: وهو السفر من الحق إلى الخلق بالحق، حيثُ يكون ذلك في عالم الملكوت والناسوت، فيحصل للمسافر شيء من النبوة المتعلقة بمعرفة ذات الله وصفاته وأفعاله، وهذه النبوة ليست نبوة التشريع، بل يجب على المسافر إتباع تشريع النبي مطلقاً.
الرابع: وهو السفر بالحق في الخلق، حيثُ يُشاهد المسافر السالك الخلائق وآثارها، فيعلم مضارها ومنافعها في الدنيا والآخرة، ويعلم كيفية رجوعها إلى الله.
فقصد الشيرازي بتسمية كتابه هذا بالحكمة المتعالية بأنّ فلسفته تستند إلى حصر العلوم الحقيقية والمعارف اليقينية في العلم بالله وبصفاته وملكوته والعلم باليوم الآخر، لذلك ركّز الشيرازي في هذا الكتاب وبقية مؤلفاته على ثلاثة مقاصد تشكّل الأصول وهي: (معرفة الحق وصفاته وآثاره - معرفة الصراط المستقيم وكيفية الصعود إلى الحق - معرفة المعاد وأحوال الواصلين إليه).
وثلاثة أخرى تشكّل اللواحق وهي: (معرفة المبعوثين من عند الله لدعوة الخلق وهم الأنبياء والأولياء - حكاية أحوال الجاحدين والكفار - تعليم عمارة المنازل والسفر إلى الحق وهو علم الأخلاق)، ولأجل وصوله إلى هدفه هذا، جمع بين المشائية والإشراقية في الإسلام، بمعنى أنه يشرع أولاً في البحث النظري، ثم ينتقل إلى تبيان مشاهداته العرفانية، ومكاشفاته اليقينية.
ومن مؤلفاته الأخرى:
- المبدأ والمعاد
- رسالة المشاعر
- الحكمة العرشية
- المظاهر الإلهية في أسرار العلوم الكمالية
- مفاتيح الغيب
- كسر أصنام الجاهلية
- رسالة في حدوث العالم
- الشواهد الربوبية
- رسالة طرح الكونين
- رسالة في اتصاف الماهية بالوجود
- اسرار الآيات
- رسالة خلق الأعمال
- رسالة في القضاء والقدر
- رسالة في التشخيص
- رسالة في التصور والتصديق
- رسالة الواردات القلبية في معرفة الربوبية
- رسالة في اتحاد العاقل والمعقول
- المزاج
- رسالة في المعاد الجسماني
- رسالة التنقية
- لمية اختصاص المنطقة بوضع معين من الفلك
- ديباجة عرش التقديس
- أجوبة مسائل شمس الدين محمد الجيلاني
- أجوبة المسائل النصيرية
- إيقاظ النائمين
- أكسير العارفين في معرفة طريق الحق واليقين
- الجبر والتفويض
- الحشر
- سريان نور وجود الحق في الموجودات
- المسائل القدسية
- شرح الهداية الأثيرية
- رسالة إلى ميرداماد
- تفسير القرآن
- أجوبة المسائل العويصة
- رسالة حل الاشكالات الفلكية في الإرادة الجزافية
- رسالة في الحركة الجوهرية
- رسالة في الالواح المعادية
نهجه الفلسفي
إنّ من أهم المسائل التي أوردها الشيرازي في حكمته المتعالية، والتي أصبحت عماد فلسفته هي: [١٣]
1- أصالة الوجود، يعتبر صدر المتألهين أنّ الوجود أمراً قائماً بحد ذاته وهو حقيقي أصلي، وعلى هذا الأساس قامت استدلالاته الفلسفية جميعاً، فالموجودات عنده هي الحقائق الواقعة في العين وأنها وإن تكثّرت وتمايزت إلا أنها من مراتب تعيّنات الحق الأول وظهورات نوره.
2- الحركة الجوهرية، أخذ صدر المتألهين بجوهرية الحركة للتصحيح بين الحكمة والشريعة في حدوث العالم.
3- حدوث العالم الجسماني، استناداً إلى القول بجوهرية الحركة، أثبت الشيرازي أنّ العالم الجسماني دائم الحدوث والتكوّن ولا سبيل للقدم والوجوب عليه.
4- اتحاد العاقل والمعقول، وبهذا خالف صدر المتألهين الشيخ الرئيس ( ابن سينا ) وبعض الحكماء، وهو كون النفس عاقلة لصور الأشياء المعقولة.
5- علم الله، أثبت صدر المتألهين القاعدة: بسيط الحقيقة كل الأشياء. اي أنه يقول: إنّ واجب الوجود بسيط الحقيقة غاية البساطة، وكل بسيط الحقيقة كذلك فهو كل الأشياء، فواجب الوجود هو كل الأشياء لا يخرج عنه شيء من الأشياء.
6- النفس الإنسانية، يرى صدر المتألهين إنّ النفس الإنسانية جسمانية الحدوث روحانية البقاء، وأنّ اشتمال العلة في مرتبتها الوجودية على وجود المعلول يرفع التناقض عن قِدم وجود النفس مع حدوثها.
7- المعاد الجسماني، اثبت الشيرازي هذا الاعتقاد ولكن ليس بالأدلة العقلية؛ لأنّ الأمور الأخروية خارجة عن هذه الدنيا، فلا يتمكن العقل من إدراك الواقعيات الأخروية، والنفس الإنسانية في أوائل فطرتها من نوع، وصيرورتها في الفطرة الثانية (الدار الآخرة) أنواع وأجناس كثيرة.
شروحاته
- تعليقات على شرح حكمة الإشراق:
وهي شروح على التعليقات التي كان قد وضعها قطب الدين الشيرازي، وفيها يجري محاكمات بين أتباع حكمة الإشراق والمشائين، وقدَّم حلولاً لمشكلات حكمة الإشراق، وقد طُبع هذا الكتاب طبعة حجرية سنة 1316هـ، كما يوجد طبعة مصورة صادرة عن انتشارات بيدار.[١٤]
- حاشية إلهيات الشفاء:
لم ينهِ الشيرازي هذه الحاشية، فهو قد وصل إلى نهاية المقالة السادسة في العلَّة والمعلول، طُبعت هذه الحاشية طبعة حجرية عام 1885م، ثم قامت انتشارات بيدار بنشرها.[١٥]
- شرح أصول الكافي:
يقع بين 500 و 600 صفحة بالقطع الكبير، لم يُؤرخ طبعه، حيثُ انتهى منه إلى الحديث 499 ( باب أنّ الأئمة ولاة أمر الله وخزنة علمه).[١٦]
مواضيع ذات صلة
الهوامش
- ↑ صدر الدين الشيرازي، الحكمة المتعالية، ج 1، ص 7.
- ↑ سميح دغيم، موسوعة مصطلحات صدر الدين الشيرازي، ج 1، ص 11.
- ↑ سميح دغيم، موسوعة مصطلحات صدر الدين الشيرازي، ج 1، ص 11.
- ↑ سميح دغيم، موسوعة مصطلحات صدر الدين الشيرازي، ج 1، ص 11.
- ↑ عبد الله نعمة، فلاسفة الشيعة، ص 393-394.
- ↑ صدر الدين الشيرازي، الحكمة المتعالية، ج 1، ص 31.
- ↑ صدر الدين الشيرازي، الحكمة المتعالية، ج 1، ص 31.
- ↑ صدر الدين الشيرازي، الحكمة المتعالية، ج 1، ص 34.
- ↑ صدر الدين الشيرازي، الحكمة المتعالية، ج 1، ص 7.
- ↑ سميح دغيم، موسوعة مصطلحات صدر الدين الشيرازي، ج 1، ص 11.
- ↑ صدر الدين الشيرازي، الحكمة المتعالية، ج 1، ص 18.
- ↑ سميح دغيم، موسوعة مصطلحات صدر الدين الشيرازي، ج 1، ص 28.
- ↑ سميح دغيم، موسوعة مصطلحات صدر الدين الشيرازي، ج 1، ص 29.
- ↑ صدر الدين الشيرازي، الحكمة المتعالية، ج 1، ص 21.
- ↑ صدر الدين الشيرازي، الحكمة المتعالية، ج 1، ص 19.
- ↑ صدر الدين الشيرازي، الحكمة المتعالية، ج 1، ص 21.
المصادر والمراجع
- الخونساري، محمد باقر، روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات، طهران-إيران، المطبعة الحيدرية، ط 1، 1390 هـ.
- الشيرازي، محمد، الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة، قم-إیران، طليعة النور، ط 5، 1425 هـ.
- الدغيم، سميح، موسوعة مصطلحات صدر الدين الشيرازي، قم-إيران، ذوي القربى، ط 1، 1438 هـ.
- نعمة، عبد الله، فلاسفة الشيعة حياتهم وآراؤهم، بيروت-لبنان، دار الفكر، ط 1، 1987 م.