عزرائيل هو ملك الموت وأحد الملائكة المقربين من الله، وعهد إليه بقبض نفوس الكائنات الحية. فهو يأخذ أرواح الأنبياء والقديسين الإلهيين مباشرة، وله أيضًا ممثلون يقبضون أرواح كائنات أخرى. بعد أن يقبض عزرائيل أرواح جميع المخلوقات، يأخذ الله حياته.
الصفات و الألقاب
عزرائيل هي مفردة عبرية مكونة من جزئين عزرا وتعني العبد وإيل وتعني الله واندماج الجزأين بمعنى عبد الله.[١] ويذكر القرآن الكريم عزرائيل بلفظ ملك الموت[٢] وهو العامل الذي يقبض الأرواح ويميت الكائنات الحية.[٣] ويشار إليه في الأحاديث أيضًا باسم "قابض الأرواح" و"هادم اللذات".[٤]
يتم التعبير عن عزرائيل مع ميكائيل وإسرافيل وجبرائيل بـ"رؤوس الملائكة".[٥] وجاء في الأحاديث أيضاً أن اللوح محفوظ يتكون من أربعة أركان (العلم والحياة والإرادة والقوة) وأن عزرائيل هو تجسيد قوتها.[٦] وفي بعض الروايات له أربعة أجنحة تغطي جوانب العالم الأربعة؛ قدمه في الدنيا ورأسه في السماء العليا.[٧] وجاء في بعض الروايات أنه في آخر حياة النبي (ص) دارت محادثة بين فاطمة (ع) وعزرائيل الذي سمح له بالدخول إلى بيت النبي (ص).[٨]
المهام
ْْ
أكبر مهمة لعزرائيل هي قبض أرواح المخلوقات.[٩] تقول المصادر الروائية أن الله عندما أراد أن يخلق النبي آدم أمر الملائكة أن يعطوه جزءا من الأرض، فلم يستطع أحد منهم أن يفعل ذلك، ولم يتمكن من ذلك إلا عزرائيل المتمكن بقوة إلهية. ففعلها ولهذا جعله الله حارساً على نفوس الكائنات الحية.[١٠]
فهو يتوفى نفوس الأنبياء والقديسين مباشرة. ممثلوه يقبضون حياة المخلوقات الأخرى.[١١] وأما كيف يمكن أن يتوفى عزرائيل حياة عدة كائنات حية حول العالم في وقت واحد، فيقول الفلاسفة وعلماء الدين: إن عزرائيل من الكائنات المتعالية والمفردة وليس له مكان محدد حتى ينتقل من مكان إلى آخر.[١٢] والعالم المادي بالنسبة له بأكمله على غرار واحد، ويمكنه استدعاء أرواح العديد من الكائنات الحية إليه في نفس الوقت ويأخذ أرواحهم.[١٣]
ويتبين من الآيات القرآنية أن جميع الملائكة (ومنهم عزرائيل) يعبدون الله ويسبحونه أثناء قيامهم بمهامهم، وليس الحال أنهم في وقت معين يقومون بواجب ومهمة، وتارة أخرى يمجّدون الله ويعظمونه للعبادة، بل عبادتهم هي بمثابة القيام بواجبهم.[١٤] ويرى السيد محمد حسين الطهراني، وهو عالم دين شيعي، أن ملك الموت وأصحابه لا تختلف طبائعهم عن سائر الملائكة، بحيث أنهم متى أرادوا ظهر وجودهم على شكل و ماهية خاصة؛ والسر في تعدد صورهم واشكالهم عند مواجهة المحتضر، لأنهم من الكائنات الملكوتية والمجردة عن المادة، فهم سلسون وواضحون كالمرآة، وهم لا يرون أنفسهم ولا يعكسون أنفسهم، لكنهم عاكسين لحقيقة من يواجهونه ، وعندما يكونون أمام مَن يحتضر يُظهرون صورة كماله أو قبحه، ولهذا السبب فإن الشخص المحتضر، يلاحظ وجه ملكوته وصفاته وأخلاقه، سواء كانت جيدة أو سيئة، في وجوههم وجمالهم؛ والحقيقة أن النفس الناطقة ترى فيهم الجمال والقبح.[١٥]
أنصاره
يذكر في آيات القرآن أن توفّي البشر، مسؤولية على عاتق مجموعة من الملائكة، وأن عزرائيل لديه العديد من الممثلين والأعوان لقبض أرواح الناس.[١٦] وبحسب الروايات فإن كلاً من "نازعات" و"السابحات" و"الناشطات" و"السابقات" المخولوّن عن قبض أرواح عدد معين من المخلوقات. على سبيل المثال، "النازعات" من واجبها قبض أرواح الكفار بالشدة والغلظة، و"الناشطات" مسؤولة عن قبض أرواح المؤمنين العاديين بالرفق والتسامح.[١٧] وجاء في آيات القرآن الكريم أن موت الكفار يتحقق بالمشقة والعذاب، وتحيط بهم ملائكة الموت من أمامهم ومن خلفهم ويضربونهم.[١٨] لكن أرواح المؤمنين تقبضها ملائكة الرحمة، وعندما تقبض أرواحهم يعاملونهم بالتسامح والتيسير، ويبشرونهم بالجنة.[١٩]
موت عزرائيل
عند نهاية العالم، ينفخ إسرافيل في الصور لأول مرة، ويصدر أمر الموت لجميع الكائنات الحية وتموت جميع الكائنات؛ لكن عزرائيل وبعض الملائكة الآخرين وبأمر من الله معفوون من هذا الموت العالمي ولن يموتوا. وبعد النفخة الأولى وبعد أن أخذ عزرائيل حياة المخصصين الآخرين، تقبض روحه بأمر الله عز وجلّ.[٢٠]
الهوامش
- ↑ دهخدا، دایرةالمعارف، 1341ش، ج3، ص224.
- ↑ قُلْ يَتَوَفَّاکُمْ مَلَکُ الْمَوْتِ الَّذي وُکِّلَ بِکُمْ ثُمَّ إِلي رَبِّکُمْ تُرْجَعُونَ.
- ↑ سورة سجده، الآية11.
- ↑ شفیعي، «ملکالموت»، 1390ش، ج15، ص490؛ حسیني طهراني، معادشناسي، 1361ش، ج6، ص211؛ شجاعي، ملائکة، 1385ش، ص115.
- ↑ رجالي تهراني، فرشتگان تحقیقي قرآني روایي وعقلي، 1376ش، ص106.
- ↑ ابن فناري، 1374ش، مصباحالانس، 1374، ص403.
- ↑ شفیعي، «ملکالموت»، 1390ش، ج15، ص490.
- ↑ ابن شهرآشوب، مناقب آل ابي طالب، ج3، ص116؛ مجلسي، بحارالانوار، ج22، ص527-528؛ به نقل از ستایش، «گفتوگوي ملائکه با حضرت فاطمه(س)»، ص20.
- ↑ رستمي وآلبویه، سیري در اسرار فرشتگان، 1393ش، ص268.
- ↑ رستمي وآلبویه، سیري در اسرار فرشتگان، 1393ش، ص268.
- ↑ الطهراني، معادشناسي، 1376ش، ص212.
- ↑ مطهري، حرکت و زمان در فلسفه اسلامي، 1389ش، ج1، ص178.
- ↑ الطباطبایي، انسان از آغاز تا انجام، 1388ش، ص66.
- ↑ الطباطبایي، المیزان، 1417ق، ج14، ص265.
- ↑ الطهراني، معاد شناسي، ج1، مجلس8.
- ↑ «حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَکُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا»؛ سورة انعام، الآية61.
- ↑ آلوسي، روحالمعاني، 1415ق، ج30، ص23.
- ↑ سورة انفال، الآية50.
- ↑ سورة نحل، الآية32.
- ↑ الموسوي الخمیني، شرح دعاي سحر، 1386ش، ص65.
المصادر والمراجع
- ابن فناري، محمدبن همزه، مصباح الانس، تهران، نشر مولي، 1374ش.
- آلوسي، سید محمود،روح المعاني، بیروت، دارالکتب العلمیة، 1415ق.
- دهخدا، علي اکبر، فرهنگ لغت دهخدا، تهران، مؤسسة لغتنامه دهخدا، 1341ش.
- رجالي تهراني، علیرضا، فرشتگان تحقیقي قرآني روایي وعقلي، قم، انتشارات دفتر تبلیغات اسلامي، 1376ش.
- رستمي، محمد زمان وطاهرة آل بویه، سیري در اسرار فرشتگان با رویکردي قرآنی وعرفاني، قم، پژوهشگاه علوم وفرهنگ اسلامي،1393ش.
- شجاعي، محمد، ملائکة، تهران، انتشارات وثوق، 1385ش.
- ستایش، رحمان، «گفتگوي ملائکة با حضرت فاطمة»، در مجله حدیث پژوهي، شماره 7، بهار وتابستان 1391ش.
- شفیعي، سعید، «ملکالموت»، تهران، انتشارات حکمت، 1394ش.
- طباطبایي، سید محمدحسین، انسان از آغاز تا انجام، ترجمه صادق لاریجاني، به کوشش هادي خسروشاهي، قم، بوستان کتاب، 1388ش.
- طباطبایي، سید محمدحسین، تفسیر المیزان، قم،انتشارات جامعة المدرسین، 1417ق.
- طهراني، محمدحسین، معادشناسي، ج1، تهران، نشر حکمت، 1361ش.
- مطهري، مرتضى، حرکت وزمان در فلسفه اسلامي، ج1، تهران، انتشارات صدرا، 1389ش.
- موسوی خمیني، سید روحالله، شرح دعای سحر، تهران، مؤسسه تنظیم ونشر آثار امام خمیني، 1386ش.