الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الحجاب»
M.shukrian (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
M.shukrian (نقاش | مساهمات) |
||
سطر ١٤: | سطر ١٤: | ||
وقد تعرّض [[الفقهاء]] لبحث مسألة الحجاب في أبواب مختلفة مثل [[الطلاق]] و<nowiki/>[[النكاح]]، تحت عنوان [[حرمة]] النظر إلى [[الأجانب]].<ref>الشهيد مطهري، مرتضى، مسألة الحجاب، ترجمة جعفر صادق خليل، 1430هـ، ص67.</ref> وفي النصوص الفقهية والحديثية تستخدم كلمة "ستر" بدلاً من كلمة الحجاب للإشارة إلى التغطية، وانتشر مؤخراً - في القرنين 14 و15 الهجريين - استخدام كلمة الحجاب كمصطلح للتعبير عن ستر المرأة.<ref>الشهيد مطهري، مرتضى، مسألة الحجاب، ترجمة جعفر صادق خليل، 1430هـ، ص67؛ مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، 1421هـ، ج 13، ص 329.</ref> | وقد تعرّض [[الفقهاء]] لبحث مسألة الحجاب في أبواب مختلفة مثل [[الطلاق]] و<nowiki/>[[النكاح]]، تحت عنوان [[حرمة]] النظر إلى [[الأجانب]].<ref>الشهيد مطهري، مرتضى، مسألة الحجاب، ترجمة جعفر صادق خليل، 1430هـ، ص67.</ref> وفي النصوص الفقهية والحديثية تستخدم كلمة "ستر" بدلاً من كلمة الحجاب للإشارة إلى التغطية، وانتشر مؤخراً - في القرنين 14 و15 الهجريين - استخدام كلمة الحجاب كمصطلح للتعبير عن ستر المرأة.<ref>الشهيد مطهري، مرتضى، مسألة الحجاب، ترجمة جعفر صادق خليل، 1430هـ، ص67؛ مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، 1421هـ، ج 13، ص 329.</ref> | ||
والحجاب في اللغة بمعنى | والحجاب في اللغة بمعنى الستر،<ref>ابن منظور، لسان العرب، ج 1، ص 298.</ref> وما يكون حائلاً بين شيئين.<ref>الجوهري، الصحاح، 1376هـ، تحت مفردة «حجب»؛ ابن منظور، لسان العرب، 1414هـ، ج 1، ص 298.</ref> وفي الاصطلاح هو ما يستر جسم المرأة وشعرها من دون زينة ولا افتتان، ويكفي إذا كان فضفاضاً.<ref>الشيرازي، الأسئلة والأجوبة - اثنا عشر رسالة، ج 2، ص 11.</ref> | ||
==الأحكام== | ==الأحكام== |
مراجعة ١٨:٣٠، ١٨ أغسطس ٢٠٢٤
فروع الدين | |
---|---|
![]() | |
الصلاة | |
الواجبة | الصلوات اليومية • صلاة الجمعة • صلاة العيد • صلاة الآيات • صلاة القضاء • صلاة الميت |
المستحبة | صلاة الليل • صلاة الغفيلة • صلاة جعفر الطيار • بقية الصلوات • صلاة الجماعة • صلوات ليالي شهر رمضان |
بقية العبادات | |
الصوم • الخمس • الزكاة • الحج • الجهاد • الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر • الولاية • البراءة | |
أحكام الطهارة | |
الوضوء • الغسل • التيمم • النجاسات • المطهرات | |
الأحكام المدنية | |
الوكالة • الوصية • الضمان • الحوالة • الكفالة • الصلح • الشركة • الإرث | |
أحكام الأسرة | |
النكاح • المهر • الزواج المؤقت • تعدد الزوجات • الرضاع • الحضانة • الطلاق • الخلع • المباراة • الظهار • اللعان • الإيلاء | |
الأحكام القضائية | |
القضاء • الشهادات • الديات • الحدود • القصاص • التعزير | |
الأحكام الاقتصادية | |
العقود | التجارة • البيع • الإجارة • القرض • الربا • المضاربة • المزارعة |
أحكام أخرى | |
الصدقة • النذر • التقليد • الأطعمة والأشربة • الوقف | |
روابط ذات صلة | |
الفقه • الأحكام الشرعية • الرسالة العملية • التكليف • الواجب • الحرام • المستحب • المباح • المكروه |
الحجاب هو ستر المرأة عن الأجنبي. ويرى الفقهاء وغيرهم من علماء المسلمين أن الحجاب من الواجبات القطعية ومن الضرورات الدينية والمذهبية، وقد تم التأكيد على وجوبه وأهميته في القرآن الكريم وأحاديث أئمة أهل البيت (ع).
وقد اتفق الفقهاء على وجوب التزام المرأة بالحجاب أمام غير المحارم. وذكر بعض الباحثين فوائد لهذا الحكم، منها: الاطمئنان النفسي، واستحكام الروابط العائلية، واستقرار المجتمع، وإعلاء قيمة المرأة واحترامها.
ويقال إن المناقشة العلمية لمسألة الحجاب في إيران قد أثيرت متزامناً مع مقدمة للعصر الحديث والحركة الدستورية. ومع اكتشاف الحجاب تحولت قضية الحجاب من قضية دينية بحتة إلى ظاهرة سياسية وثقافية، وأكثر المؤلفات العلمية عن الحجاب كتبت خلال هذه الفترة والفترات التي تلتها.
وهناك تألیفات كثيرة في هذا المجال من جملتها: مسألة الحجاب للشهيد مرتضى مطهري والحجاب والإسلام للشيخ محمد الوشنوي القمي وكتاب الإسلام والحجاب للشيخ جعفر النقدي.
أهمية الحجاب في الثقافة الإسلامية
إن مسألة الحجاب وضرورة تستر المرأة أمام الرجل الأجنبي من المسائل المهمة في الإسلام، وأشار البعض إلى أنّ هذه المسألة قد ذُكرت بوضوح في القرآن الكريم.[١] ويرى فقهاء الشيعة أن مسألة الحجاب أمر واجب وهي من مسلمات وضروريات الدين الإسلامي.[٢] ويقول المرجع الديني البارز ناصر مكارم الشيرازي إنّ كل من يعاشر المسلمين - خاصة في الوقت الحاضر - بات يعلم أنّ أحد ركائز مختلف المذاهب الإسلامية هو الحجاب.[٣]
وقد تعرّض الفقهاء لبحث مسألة الحجاب في أبواب مختلفة مثل الطلاق والنكاح، تحت عنوان حرمة النظر إلى الأجانب.[٤] وفي النصوص الفقهية والحديثية تستخدم كلمة "ستر" بدلاً من كلمة الحجاب للإشارة إلى التغطية، وانتشر مؤخراً - في القرنين 14 و15 الهجريين - استخدام كلمة الحجاب كمصطلح للتعبير عن ستر المرأة.[٥]
والحجاب في اللغة بمعنى الستر،[٦] وما يكون حائلاً بين شيئين.[٧] وفي الاصطلاح هو ما يستر جسم المرأة وشعرها من دون زينة ولا افتتان، ويكفي إذا كان فضفاضاً.[٨]
الأحكام
قد اتفق فقهاء الشيعة،[٩] على وجوب ستر المرأة بدنها وشعرها عن غير المحارم.[١٠] ومنهم من يرى أن هذا الحكم من ضروريات الدين.[١١] وهناك قولان في حدود الستر الواجب على المرأة:[١٢]
- وجوب ستر البدن ما عدا الوجه والكفين، وهذا هو رأي أكثر الفقهاء، وقد استثنوا الموضعين مع الأمن من الوقوع في الحرام.[١٣]
- وجوب ستر المرأة جميع بدنها حتى الوجه والكفين، وهذا هو رأي بعض الفقهاء مثل الفاضل المقداد[١٤] والسيد عبد الأعلى السبزواري.[١٥] كما ذهب السيد شهاب الدين المرعشي النجفي إلى القول بوجوب ستر المرأة وجهها ويديها عن الأجنبي على الأحوط جوبا،[١٦]وقد اختار السيد اليزدي في العروة الوثقى نفس القول ولكن بناء على الاحتياط الاستحبابي.[١٧]
ذكر الفقهاء أنّ مقدار الحجاب الشرعي الذي يجب على المرأة هو: ستر جميع بدنها عدا الوجه والكفين عن الأجانب، وكذا يجب ستر الزينة ولو كانت الزينة في اللباس لأنها مظهرة للبدن وكاشفة عن تفاصيله، بحيث توجب جلب نظر الرجال الأجانب إلى بدنها.[١٨]
الأدلة الشرعية على وجوب الحجاب
ومن الأدلة التي يستدل بها الفقهاء على وجوب الحجاب ما يلي:
القرآن

تعتبر الآيات 31 من سورة النور، و59 من سورة الأحزاب، من أهم الآيات التي تمسك بها الفقهاء المسلمون لوجوب ستر المرأة عن الأجانب. وقد تطريق آية الله مكارم الشيرازي إلى ذلك.[١٩]
الروايات
قد أشار البعض إلى أن الأحاديث في ضرورة الحجاب للمرأة تبلغ إلى حد التواتر.[٢٠] وقد صنف مكارم الشيرازي هذه الأحاديث كلها في سبع مجموعات، بعضها على النحو التالي:
- الروايات التي تفسر جملة (إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا) من الآية 31 من سورة النور[٢١] بالوجه والكفين.[٢٢]
- الروایات التي جاءت في شرح الآية 60 سورة النور وفيها جواز خلع الجلباب للأمرأة الكبيرة في السن (القواعد من النساء) التی لا يرغب الرجال في الزواج بها.[٢٣] فيجب ستر الجسد والشعر على سائر النساء.[٢٤]
- الروايات التي تشير إلى أنه لمّا تصل الفتيات إلى سن البلوغ فصاعداً فيجب عليهن الالتزام بالحجاب أمام غير المحارم.[٢٥] وتظهر من خلال تلك الروايات أن أصل وجوب الحجاب للنساء في الإسلام مما لا يمكن إنكاره.[٢٦]
فلسفة الحجاب في الإسلام
إن للحجاب فلسفة وحكمة، تطرق إليها بعض العلماء كالشهيد مرتضى مطهري وذكر بعضاً منها، منها كالتالي:
- الاطمئنان النفسي: إن انعدام الحريم بين الرجل والمرأة وحرية المعاشرة من دون أي قيد وشرط تؤدي إلى زيادة الهيجان الرغبة الجنسية وتجعلها على حالة تعطش روحي غير قابلة للإشباع. ومن ناحية أخرى، فإن هذه الرغبات غير المحدودة والتي لا يمكن إشباعها تكون دائماً بعيدة المنال ومع اقتران نوع من الشعور بالحرمان، وهذا في حد ذاته يسبب الاضطرابات والأمراض النفسية.[٢٧]
- استحكام الروابط العائلية: إن تخصيص الاستمتاع والتلذذ الجنسي بالمحيط العائلي وضمن العلاقة الزوجية المشروعة يزيد من استحكام الروابط الزوجية؛ حيث إنّ الحجاب يمنع ممارسة الجنس مع غير الزوج ويجعلها مختصاً بالمحيط العائلي وهذا يساعد على تقوية العلاقات الزوجية.[٢٨]
- استقرار المجتمع: إن عدم مراعاة اللباس المناسب والحرية في العلاقة بين الرجل والمرأة في المجتمع ينقل المتعة الجنسية من البيئة المنزلية إلى مستوى المجتمع، وهذا بدوره يضعف القوى العاملة والأنشطة في المجتمع.[٢٩]
- إعلاء قيمة المرأة واحترامها: بحسب مرتضى مطهري، فإن المرأة في الإسلام كلما كانت أكثر كرامة وعفة، ولم تتعرض للرجال، زادت قيمتها واحترامها.[٣٠] ويرى مكارم الشيرازي أنّ عدم الالتزام بالحجاب يؤدي إلى سقوط شخصية المرأة؛ لأنه لمّا أراد المجتمع التعري من المرأة، فمن الطبيعي أن تقوم المرأة باستخدام أدوات التجميل واستعراض نفسها للرجال وفي مثل هذا المجتمع تسقط شخصية المرأة إلى مستوى السلعة التي لا قيمة لها وتُنسى قيمها الإنسانية.[٣١]
ذكر العلماء أنَّ الحكمة من تشريع الحجاب هي من أجل حفظ شخصية المرأة، ومنع انحراف الشباب، والحيلولة دون شيوع الفحشاء في المجتمع الإسلامي، وكما أن أصل ارتداء الملابس لا يتنافى مع حرية الرجال والنساء فكذلك الحجاب.[٣٢]
ألفاظ ذات صلة
- الخمار: ثوب تغطي به المرأة رأسها، وهذا هو تعريفه لغة[٣٣] واصطلاحا،[٣٤] وقد أمر القرآن الكريم النساء بإسدال الخمار على الصدر والعنق ستراً لهما،[٣٥] ومن تعريفه يظهر فرقه عن الحجاب؛ وذلك لأن الحجاب ساتر عام لجسم المرأة، أما الخمار فهو غطاء لرأسها وهو مرادف للمقنعة.[٣٦]
- النِّقاب: وهو القناع الذي تجعله المرأة على طرف أنفها تستر به وجهها،[٣٧] والبرقع أيضاً هو ما تستر به المرأة وجهها، [٣٨] والفرق بينه وبين الحجاب أنّ الحجاب ستر للمرأة جميعها عن غير المحرم، والنقاب مختص بالوجه.[٣٩]
- الكشف: وهو رفع الحجاب، يُقال: كشف الشيء، أي رفع عنه ما يواريه ويغطيه، والعلاقة بينه وبين الحجاب هي التضاد.[٤٠]
- الجلباب: هو ثوب أوسع من الخمار، دون الرداء تُغطي به المرأة رأسها وصدرها؛ وقيل: هو ثوب واسع، دون المِلحَفةِ، تلبسه المرأة؛ وقيل: هو المِلحفة.[٤١]
- التبرج: مأخوذ من البُرج، وهو الأمر الظاهر المرتفع، ومعناه: إظهار المرأة زينتها وإبداء محاسنها للرجال،[٤٢] مما يستدعي إثارة شهوتهم.[٤٣]
تاريخ الحجاب
ذكر العلماء أنَّ مسألة الحجاب لم تكن وليدة التشريع الإسلامي، بل كانت معروفة عند الشرائع والأمم السابقة، فقد تشددت اليهودية في الحجاب تشددا بالغا، وكذلك المجوسية، حيث كانت المرأة في بلاد فارس تُحجب حتى عن محارمها كالأب والأخ والعم والخال، فلم يكن لها حق في رؤية أحد من الرجال إطلاقا. وقد عرف الرومان الحجاب أيضا، ويقول جواهر لال نهرو وهو يتحدث عن نشوء ظاهرة الحجاب في الهند: إنَّ هذه الظاهرة تسرّبت إلى الهند بسبب نفوذ الإمبراطوريتين الفارسية والرومانية، حيث كانت عادة الحجاب منتشرة فيهما.[٤٤]
حجاب الرجال
ذكر الفقهاء أنّ الرجل يجوز له إظهار ما لا يُغطّى في الغالب عند المسلمين من الرجال مثل الرأس والوجه والرقبة وبعض الساقين واليدين، وأما باقي بدنه فيجب عليه ستره، ويحرم على المرأة النظر إليه،[٤٥] ولا بأس للرجل أن يلبس الثياب ذات الأكمام القصيرة العادية.[٤٦]
حرمة التبرج
لقد حكم فقهاء الإسلام بحرمة التبرج، وهو مقابل للستر والعفاف والاحتجاب، ومعناه: إظهار المرأة زينتها وإبداء محاسنها للرجال الأجانب، مما يستدعي إثارة شهوتهم.[٤٧]
الحجاب في البلاد الإسلامية المختلفة
في العراق والحجاز
للحجاب أشكال متنوعة في مختلف البلدان الإسلامية. فعلى سبيل المثال، تُعدّ "العباءة" السوداء هي اللباس الذي تشتهر به نساء العراق وبلاد الحجاز والخليج بشكل عام، وتختلف تسمياتها من بلد لآخر، كما تختلف أشكالها وتصميماتها بشكل طفيف بين تلك البلاد. فبعض نساء تلك البلاد يرتدين العباءة الفضفاضة المسترسلة من أعلى الرأس وحتى كعب القدمين، ويطلق عليها "عباءة الرأس"، وهي مكوّنة من قطعة واحدة من القماش الأسود، وترتدي المرأة تحتها غطاءً للرأس، يكون أسوداً أيضاً في معظم الحالات. في حين تفضّل بعض نساء هذه المناطق ارتداء ما يسمّى "عباءة الكتف" وهي عباءة سوداء فضفاضة غالباً تستر البدن من الكتفين وحتى كعب القدمين، ويُغطى الرأس بوشاح منفصل أيضاً يشمل الرّقبة. هذا وينتشر أيضاً مضافاً إلى العباءة ارتداء ما يُعرف بالنّقاب أو البوشيّة لتغطية الوجه، والفرق بينهما أنّ النّقاب يغطّي معظم الوجه فيما عدا العينين عادة، والبوشيّة غطاء لكامل الوجه.
في إيران
وفي إيران تُعتبر العباءة الحجاب الرسمي السائد والمفضّل لدى معظم نساء الشريحة المتديّنة، وهي قطعة كبيرة من القماش تلفّ بها المرأة جسدها بما في ذلك الرأس ويطلق عليها اسم "الشادور". والفرق بينها وبين العباءة العربية هو أنّ الشادور الإيراني عبارة عن قطعة قماش لا أكمام ولا أزرار لها، ولا تعتمد عليها المرأة اعتماداً كليّاً في ستر جسمها، بل تكمن فائدتها في ستر معالم الجسم فقط، بينما تعتمد المرأة في سترها على ثياب أخرى ترتديها تحت الشادور عادة. في حين أنّ العباءة العربية في العراق والحجاز تكون شاملة لكامل البدن من الرأس وحتى القدمين، ولها أكمام واسعة وأزرار.
في بلاد الشام
وفي بلاد الشام ينتشر لبس ما يُعرف بـ "المانطو الشرعي" بشكل واسع بين نساء تلك المناطق، سيّما في سورية وفلسطين، وهو عبارة عن قميص طويل يصل إلى الكعبين في معظم الحالات، أو إلى الركبتين في حالات أخرى، ترتدي المرأة مضافاً إليه وشاحاً يغطّي الرأس يطلق عليه "الإشارب"، وتختلف طريقة ارتداء الإشارب من منطقة لأخرى، حيث تستعمل بعض النساء الدبابيس لتثبيته، في حين تلفّه أخريات حول الرأس والرقبة عدّة مرات. وقد تستعيض بعض النسوة عن الإشارب بلبس ما يُعرف بالـ "مَقْنَعة"، وهو حجاب للرأس مكوّن عادة من قطعتين، إحداهما لتثبيت الشعر، والأخرى تدلّى فوقها حتى أسفل الرقبة. وفي لبنان يشتهر أيضاً - مضافاً لما ذكرناه - لبس العباءة السوداء المعروفة بالعباءة الزينبية، سيّما بين نساء الشيعة.
في المغرب الإسلامي
تتعدّد أنواع اللباس الشرعي في بلاد شمال أفريقيا والمغرب الإسلامي، فالنساء في بعض تلك البلاد ترتدي المانطو الشرعي كنساء بلاد الشام، في حين ترتدي بعضهن عباءة الكتف، وفي بلاد المغرب والجزائر يشتهر اللباس التقليدي "الحَيْك" أو "التلحيفة" حسب اختلاف اسمه في تلك البلاد. وهو عبارة عن لباس من القماش الأبيض اللون تلتحف به المرأة لتستر سائر جسدها، مع إضافة ما يسمّى "العجار" وهو قطعة صغيرة من القماش تغطّي به المرأة وجهها.
في الهند وباكستان
وفي بلدان الهند وباكستان، ترتدي بعض النساء المسلمات نوعاً من الملابس التقليدية تسمى دوباتا (باللغة الأردية: دوپَٹَّہ) تُغطّي به معظم البدن. وهو عبارة عن لباس طويل ويصل إلى الكاحلين، وله وشاح كبير وطويل متعدد الأغراض. وعادة ما يتم ارتداء هذا اللباس مع السراويل.
تركيا وشرق آسيا
وفي بلاد شرق آسيا سيّما إندونيسيا وماليزيا فاللباس التقليدي عند المرأة المسلمة هو معطف أو ثوب فضفاض يسمى "الجلباب"، وهو مكوّن من قطعتين أو ثلاثة من القماش الفضفاض، وعادة ما يغطي الرأس والرقبة وباقي الجسم باستثناء اليدين، وفي بعض الحالات يتم تغطية الرأس والرقبة بالأوشحة والشالات. وينتشر هذا النوع من اللباس بين نساء تركيا أيضاً، مضافاً لانتشار المانطو الشرعي الذي تشتهر به نساء بلاد الشام.
في أفغانسان
ويعتبر البرقع هو أحد الملابس الأكثر شيوعًا التي ترتديها النساء في أفغانستان. والبرقع هو قطعة قماش تغطّي الرأس من أعلاه إلى أسفل الوجه، وفي منطقة العينين يتم استخدام قماش مشبّك حتى يسهّل للمرأة الرؤية من خلاله. وكان البرقع هو اللباس الرسمي والأساسي للنساء الأفغانيات في ظلّ حكم نظام طالبان.
في دول البلقان
وفي دول البلقان وجمهوريات الاتحاد السوفييتي السابقة يعتبر "الكيمشك" هو غطاء الرأس التقليدي للمرأة المسلمة هناك، وعادة ما ترتديه المرأة المتزوّجة وكبار السنّ من النساء. ويُصنع غالباً من القماش الأبيض، وهو شبيه إلى حدّ كبير بالمقنعة المشهورة في بلاد الشام ولكنه مؤلّف من قطعة كبيرة من القماش وتصل إلى منتصف البطن تقريباً.
مؤلفات حوله
تمّ تأليف عدّة كتب حول قضية الحجاب ومنها كالتالي:
- كتاب مسألة الحجاب من تأليف الشهيد مرتضى مطهري يحتوي هذا الكتاب على سلسلة من البحوث والدروس التي ألقى المؤلف في جلسات اللجنة الإسلامية للأطباء ثم من خلال ضبط وتصحيح العبارات مع الإضافات الأخرى صار كتاباً.
- كتاب الحجاب والإسلام للشيخ محمد الوشنوي القمي وتم طبعه من قبل مطبعة الحكمة في قم سنة 1379هـ.
- كتاب الإسلام والحجاب للشيخ جعفر النقدي من طباعة المطبعة الحيدرية في النجف الأشرف عام 1381هـ.
ذات صلة
الهوامش
- ↑ الشهيد مطهري، مرتضى، مسألة الحجاب، ترجمة جعفر صادق خليل، 1430هـ، ص15.
- ↑ مكارم الشيرازي، ناصر، أنوار الفقاهة في أحكام العترة الطاهرة(كتاب النكاح)، 1432هـ، ج1، ص104.
- ↑ مكارم الشيرازي، ناصر، أنوار الفقاهة في أحكام العترة الطاهرة( كتاب النكاح)، 1432هـ، ج1، ص104.
- ↑ الشهيد مطهري، مرتضى، مسألة الحجاب، ترجمة جعفر صادق خليل، 1430هـ، ص67.
- ↑ الشهيد مطهري، مرتضى، مسألة الحجاب، ترجمة جعفر صادق خليل، 1430هـ، ص67؛ مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، 1421هـ، ج 13، ص 329.
- ↑ ابن منظور، لسان العرب، ج 1، ص 298.
- ↑ الجوهري، الصحاح، 1376هـ، تحت مفردة «حجب»؛ ابن منظور، لسان العرب، 1414هـ، ج 1، ص 298.
- ↑ الشيرازي، الأسئلة والأجوبة - اثنا عشر رسالة، ج 2، ص 11.
- ↑ الحکيم، مستمسك العروة الوثفی، 1387هـ، ج5، ص239.
- ↑ العلامة الحلي، مختلف الشيعة، 1413هـ، ج2، ص98؛ الطباطبائي اليزدي، العروة الوثقی، 1419هـ، ج2، ص317.
- ↑ السبزواري، مهذب الأحكام، دار التفسير، ج5، ص229؛ الحكيم، مستمسك العروة الوثفی، 1387هـ، ج5، ص239.
- ↑ مؤسسه دایرة المعارف فقه اسلامی، فرهنگ فقه فارسی، 1387ش، ج2، ص283.
- ↑ العلامة الحلي، مختلف الشيعة، 1413هـ، ج2، ص98؛ النجفي، جواهر الكلام، 1362ش، ج29، ص75؛ الطباطبائي اليزدي، العروة الوثقی، 1419هـ، ج2، ص317؛ الخوئي، موسوعة الإمام الخوئي، مؤسسة الخوئي الإسلامية، ج32، ص42.
- ↑ الفاضل المقداد، كنز العرفان، 1373ش، ج2، ص222.
- ↑ السبزوار، مهذب الأحكام، دار التفسير، ج5، ص230-238؛ الوشنوي القمی، الحجاب في الإسلام، 1379هـ، ص1-2؛ الرجائي، المسائل الفقهية، 1421هـ، ص13.
- ↑ المرعشي النجفي، منهاج المؤمنين، 1406هـ، ج1، ص143.
- ↑ الطباطبائي اليزدي، العروة الوثقی، 1419هـ، ج2، ص317.
- ↑ التبريزي، صراط النجاة، ج 9، ص 116.
- ↑ مكارم الشيرازي، ناصر، أنوار الفقاهة في أحكام العترة الطاهرة(كتاب النكاح)، 1432هـ، ج1، ص104.
- ↑ مكارم الشيرازي، ناصر، أنوار الفقاهة في أحكام العترة الطاهرة(كتاب النكاح)، 1432هـ، ج1، ص107.
- ↑ الحر العاملي، وسائل الشيعة، 1412هـ، ج20، ص201-202.
- ↑ مكارم الشيرازي، ناصر، أنوار الفقاهة في أحكام العترة الطاهرة(كتاب النكاح)، 1432هـ، ج1، ص107.
- ↑ الحر العاملي، وسائل الشيعة، 1412هـ، ج20، ص202-204؛ سبحانی، نظام النکاح فی الشریعه الاسلامیه الغراء، 1416هـ، ج1، ص67-68.
- ↑ مكارم الشيرازي، كتاب النکاح، 1424هـ، ج1، ص55.
- ↑ الحر العاملي، وسائل الشيعة، 1412هـ، ج20، ص228-229.
- ↑ مكارم الشيرازي، ناصر، أنوار الفقاهة في أحكام العترة الطاهرة(كتاب النكاح)، 1432هـ، ج1، ص109.
- ↑ الشهيد مطهري، مرتضى، مسألة الحجاب، ترجمة جعفر صادق خليل، 1430هـ، ص71؛ مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، 1421هـ، ج 11، ص 80.
- ↑ الشهيد مطهري، مرتضى، مسألة الحجاب، ترجمة جعفر صادق خليل، 1430هـ، ص76.
- ↑ الشهيد مطهري، مرتضى، مسألة الحجاب، ترجمة جعفر صادق خليل، 1430هـ، ص79.
- ↑ الشهيد مطهري، مرتضى، مسألة الحجاب، ترجمة جعفر صادق خليل، 1430هـ، ص82.
- ↑ مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، 1421هـ، ج 11، ص 83.
- ↑ الشيرازي، أحكام النساء، ص 180.
- ↑ الفيومي، المصباح المنير، ص 181.
- ↑ المحقق الحلي، المعتبر في شرح المختصر، ج 1، ص 286.
- ↑ النور: 31.
- ↑ الطريحي، مجمع البحرين، ج 1، ص 553.
- ↑ الطريحي، مجمع البحرين، ج 3، ص 1822.
- ↑ الفيومي، المصباح المنير، ص 45.
- ↑ الموسوعة الفقهية الكويتية، ج 17، ص 6.
- ↑ الفراهيدي، كتاب العين، ج 5، ص 297.
- ↑ ابن منظور، لسان العرب، ج 1، ص 272.
- ↑ ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، ج 1، ص 238.
- ↑ ابن منظور، لسان العرب، ج 1، ص 359.
- ↑ الأمين، مسألة الحجاب في القرآن، ص 379.
- ↑ الشيرازي، الفتاوى الجديدة، ج 1، ص 209.
- ↑ الشيرازي، الفتاوى الجديدة، ج 1، ص 266.
- ↑ موسوعة الفقه الإسلامي المقارن، ج 4، ص 336.
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- ابن فارس، أحمد بن فارس، معجم مقاييس اللغة، قم - إيران، مكتب الإعلام الإسلامي، 1404 هـ.
- ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، 1408 هـ.
- الأمين، مهدي، مسألة الحجاب في القرآن وقفة مع د. محمد شحرور، من كتاب المرأة في الفكر الإسلامي المعاصر إشكاليات التراث وتحديات الحداثة، بيروت - لبنان، الناشر: مركز الغدير للدراسات والنشر والتوزيع، ط 2، 1432 هـ - 2011 م.
- التبريزي، جواد بن علي، صراط النجاة، قم - إيران، الناشر: دار الصديقة الشهيدة، ط 1، 1427 هـ.
- الشيرازي، محمد، الأسئلة والأجوبة- اثنا عشر رسالة، د.م، د.ن، د.ت.
- الطريحي، فخر الدين، مجمع البحرين، قم - إيران، الناشر: مؤسسة البعثة، 1414 هـ.
- الفراهيدي، الخليل بن أحمد، كتاب العين، المحقق والمصحح: الدكتور مهدي المخزومي والدكتور إبراهيم السامرائي، قم - إيران، الناشر: نشر هجرت، ط 2، 1410 ه.
- الفيومي، أحمد بن محمد، المصباح المنير، قم - إيران، مؤسسة الهجرة، 1405 هـ.
- المحقق الحلي، جعفر بن الحسن، المعتبر في شرح المختصر، تحقيق وتصحيح: محمد علي الحيدري- سيد مهدى شمس الدين- سيد أبو محمد المرتضوي- سيد علي الموسوي، قم- إيران، الناشر: مؤسسة سيد الشهداء
، ط 1، 1407هـ.
- مطهري، مرتضى، مسألة الحجاب، ترجمة جعفر صادق خليل، قم، آينده درخشان، الطبعة الثانية، 1430هـ.
- مكارم الشيرازي، ناصر، أنوار الفقاهة في أحكام العترة الطاهرة( كتاب النكاح)، قم، دار النشر الإمام علي بن أبي طالب (ع)، الطبعة الأولى، 1432هـ.
- مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، قم، مدرسة الإمام علي بن أبي طالب (ع)، الطبعة الأولى، 1421هـ.
- مكارم الشيرازي، ناصر، أحكام النساء، قم - إيران، الناشر: منشورات مدرسة الإمام علي بن أبي طالب
، ط 1، 1426 هـ.
- مكارم الشيرازي، ناصر، الفتاوى الجديدة، المحقق والمصحح: أبو القاسم عليان نژادى- كاظم الخاقاني، قم، منشورات مدرسة الإمام علي بن أبي طالب
، ط 1، 1427 هـ.
- مؤسسة دائرة معارف الفقه الإسلامي، موسوعة الفقه الإسلامي المقارن، إشراف: السيد محمود الهاشمي الشاهرودي، قم - إيران، الناشر: مؤسسة دائرة معارف الفقه الإسلامي، ط 1، 1434 هـ - 2013 م.
- وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الموسوعة الفقهيّة [الكويتيّة]، 1404 هـ -1983 م، الكويت.