جهاد النكاح

جهاد النكاح وهو مصطلح انتشر خلال حرب داعش مع الحكومة العراقية والسورية، ويشير إلى السماح بالزواج المتعدد قصير المدة -وقد يكون لساعات بالنساء والفتيات مع مقاتلي داعش- دون رعاية شروط الزواج الشرعي. وقد تم توثيق هذا العمل في فتوى نُشرت لأول مرة سنة 2010م، على صفحة تويتر التابعة لمحمد العريفي، وهو رجل دين وهابي من السعودية. وبعد انتشار هذا الخبر نفى العريفي عن نفسه إصدار مثل هكذا فتوى، وأعلن عن اختراق حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبر جهاد النكاح دون مراعاة شروط وأحكام الزواج زنا.

وبحسب علماء المسلمين، فإن جهاد النكاح هو شكل من أشكال الزنا والترويج للفحشاء. واعتبر جعفر السبحاني أن صدور جهاد النكاح من قبل التكفيريين ضربة لسمعة الإسلام، وكما اعتبره ناصر مكارم الشيرازي مخالفا لضرورة الإسلام. ويرى السيد عبد الكريم الموسوي الأردبيلي أن جهاد النكاح حرام، ومثل هذا الحكم لا أصل له واجتهاد مقابل النص.

وكان لانتشار جهاد النكاح بين تنظيم داعش صدى واسع في الدول الإسلامية ووسائل الإعلام العالمية، وأوضح منصور التركي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية السعودية، أن سبب الترويج لهذا الجهاد الجنسي هو انضمام النساء إلى تنظيم داعش الإرهابي؛ بهدف تربية الأطفال وفق طريقة الخوارج أو للقيام بعمليات إرهابية.

وأفادت بعض المصادر العراقية بإحصائيات مختلفة حول اختطاف قوات داعش لنساء وفتيات من الموصل، وإجبارهن على جهاد النكاح أثناء سيطرتهم. وفي سنة 2012م، أعلن وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو، عودة العشرات من النساء الحوامل اللاتي سافرن إلى سوريا لجهاد النكاح. إلا أن صحيفة لوموند الفرنسية نفت جهاد النكاح واعتبرته من صنع أنصار الحكومة السورية.

المفهوم والتاريخ

تم استخدام مصطلح «جهاد النكاح» للإشارة إلى الزواج المتعدد قصير المدة وقد يكون لساعات بالنساء والفتيات مع مقاتلي داعش، أثناء الحرب مع الحكومة العراقية والسورية في سنة 2010م. ففي اليوم التاسع من الاستيلاء على مدينة الموصل، ثاني أكبر مدينة في العراق، طلب تنظيم داعش في بيان له من السكان أرسال بناتهم لجهاد النكاح.

وفي هذا النوع من العلاقة الزوجية لا تُراعى بعض شروط الزواج الشرعي، مثل العِدَّة. وقد تم توثيق هذا العمل في فتوى نُشرت لأول مرة على صفحة تويتر لمحمد العريفي وهو رجل دين وهابي من السعودية، ووعد النساء التي تقوم بهذا الجهاد بالجنة. وبعد انتشار هذا الخبر نفى العريفي عن نفسه إصدار مثل هكذا فتوى.

كما أعلن عن اختراق حسابه على تويتر سنة 2013م، واعتبر جهاد النكاح دون مراعاة شروط وأحكام الزواج زنا. إلا أن ناصر العُمر، المفتي الوهابي السعودي، وسع جهاد النكاح لدى تنظيم داعش في سورية ليشمل الزواج من المحارم، وقال أنه لا يوجد حرام أثناء الحرب ضد الشيعة. وذُكر أيضًا أن خباب مروان الحمد، وهو مبلغ مقيم في فلسطين، كان يرى جواز جهاد النكاح بالمتزوجة، ولكن بعد انتشار هذا الخبر نفى إصدار مثل هكذا فتوى.

رد فعل الفقهاء

وقد خالف بعض علماء الشيعة وأهل السنة جهاد النكاح، واعتبروه شكل من أشكال الزنا، وترويج للفساد والفحشاء. واعتبروا أن جهاد النكاح مخالف لقواعد وشرائط وأركان الزواج في الفقه الإمامي والسني. وفي جواب على سؤال نفى السيد موسى الشبيري الزنجاني، وجود مسألة تسمى جهاد النكاح في الإسلام، وأعلن ضرورة مراعاة شروط وأحكام الزواج مثل أجراء عقد الزواج، وعدم كون المرأة متزوجة، وأن لا تكون في حال العدة عند الجهاد.

واعتبر ناصر مكارم الشيرازي جهاد النكاح فضيحة كبيرة وخلاف الضرورات الإسلام. وذكر جعفر السبحاني أن صدور جهاد النكاح من قبل التكفيريين ضربة لسمعة الإسلام. واعتبر أبناء الفتيات اللاتي عادن إلى وطنهن حوامل نتيجة هذا الجهاد، مشمولات بأحكام ولد الشبهة. وبحسب السيد عبد الكريم الموسوي الأردبيلي أن جهاد النكاح والزواج من المحارم حرام، وأن هذا الحكم لا أصل له واجتهاد مقابل النص.

الانعكاسات

كان لجهاد النكاح صدى واسع في الدول الإسلامية ووسائل الإعلام العالمية، وأوضح اللواء منصور التركي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية السعودية، أن سبب الترويج لهذا الجهاد الجنسي هو انضمام النساء إلى تنظيم داعش الإرهابي؛ بهدف تربية الأطفال وفق طريقة الخوارج أو للقيام بعمليات إرهابية. أفادت بعض المصادر العراقية بإحصائيات مختلفة حول اختطاف قوات داعش لنساء وفتيات من الموصل، وإجبارهن على جهاد النكاح أثناء سيطرتهم. بحسب نافانيثيم بيلاي، المفوض السامي من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فإن الجماعات الإرهابية المعارضة للحكومة السورية تسمي هتك حرمتها جهاد النكاح. وفي سنة 2012م، أعلن وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو، عودة العشرات من النساء الحوامل اللاتي سافرن إلى سوريا لجهاد النكاح.

وحاول داعش جذب الفتيات والنساء الغربيات من خلال الإعلانات عبر الإنترنت، ونشرت العديد من التقارير عن انضمامهن من دول أوروبية مثل إنجلترا والنمسا. ووصف عبد الله محمد كتمتو، نائب رئيس اتحاد علماء الشام لقضية فلسطين وسوريا، هذه الفتوى بأنها ضربة قاتلة لكلمات النكاح والجهاد المقدسة. وذكر مشروعية الزواج لحفظ المجتمع والجهاد لنشر الإسلام. وطالب الأمين العام لأئمة الجماعة في تونس بمحاكمة وزير الشؤون الدينية في بلاده؛ لدعمه في إصدار هذه الفتوى.

في فيلم وثائقي، أجرته القناة السابعة البلغارية مع فتيات مارسن جهاد النكاح في سوريا. كما تم بث برنامج على قناة بي بي سي الإنجليزية، ورد فيه اعترافات وأدلة على تنفيذ جهاد النكاح في تونس، أثناء صراع الجيش مع المليشيات التابعة لتنظيم القاعدة. بحسب عيسى الغيث، القاضي وعضو مجلس النواب السعودي، فإن جهاد النكاح كان فكرة خارجة عن أهل السنة، وقد أيدها بعض الحاقدين على أهل السنة وشرعها لهم. ذكرت صحيفة لوموند الفرنسية، ومن خلال نفيها وجود جهاد النكاح بين المقاتلين ضد الحكومة السورية، أنها عبارة عن افتراءات من قبل أنصار هذه الحكومة، لتشويه صورة المعارضة.