الزواج من الأختين

الزواج من الأختين يُقصد به زواج الرجل الواحد من أختين في نفس الوقت، وهذا الفعل يُحرم في الإسلام. ودليل الفقهاء على تحريم هذا الزواج الآية 23 من سورة النساء، والأحاديث التي تبين تحريم الجمع بين الأختين في وقت واحد بـالزواج الدائم والمؤقت. وعليه فإذا طلّق الرجل زوجته أو منحها المدة الباقية المتفق عليها في العقد المؤقت، فلا مانع من الزواج بأخت مطلقته بعد انقضاء العدة.

وبحسب الفقهاء فإن القرابة الأخوية في هذا الحكم تشمل الأخوات من الأب، والأخوات من الأم، والأخوات بـالرضاعة. ويرى بعض فقهاء الشيعة أيضًا أن عقد الزواج على أختين في نفس الوقت يؤدي إلى بطلان كلا العقدين. وأيضاً إذا كان عقد الزواج عليهما واحدة بعد الأخرى، فيبطل العقد الثاني. يرى الفقيه الشيعي جوادي الآملي أنه إذا علم أحد أن هذا الفعل محرم ثم قام به، فإنه بالإضافة إلى بطلان العقد فقد ارتكب ذنبًا.

وبحسب الروايات الشيعية فإن هذه الفعل منهي عنه من قبل الأئمة، وقد وردت في كتاب وسائل الشيعة 23 رواية في حكم الزواج من أخت الزوجة. يرى صاحب الجواهر، ومن خلال بيان روايتين من تلك الروايات، أن الأئمة في بعض الأحيان لم يصرحوا بتحريم شيء ما من أجل التقية.

احتمل ناصر مكارم الشيرازي أحد مراجع التقليد عند الشيعة، أن سبب تحريم زواج الأختين في نفس الوقت هو من أجل منع الصراع والشعور بالتنافس بينهما، وبالتالي، ضمان استمرار العلاقة العاطفية بين الأختين. فيالآية 23 من سورة النساء، بعد إبلاغ الحكم بتحريم الزواج من الأخت، استثنى الزواج الذي حدث قبل نزول هذه الآية. بناءً على نقل المفسرين كـالشيخ الطوسي في تفسير التبيان، والطبرسي في مجمع البيان، أن المراد من استثناء الأحداث الماضية هو زواج يعقوب من أختين اسمهما راحيل وليا.

ويقال إنَّه قبل نزول الآية كان الزواج من الأختين في وقت واحد أمرًا شائعًا، ومع نزول الآية أصبح على من سبق له الزواج من أختين أن ينفصل عن إحداهما فورًا؛ ومع ذلك، فإنهم لا يعاقبون، وأطفالهم شرعيون.

مواضيع ذات صلة

• الزواج المحرم