زواج الإمام علي من فاطمة الزهراء عليهما السلام

من ويكي شيعة
(بالتحويل من زواج فاطمة)

زَواج الإمام علي من فاطمة الزّهراء عليهما السّلام من أحداث سنة 2 هـ، حيث يُحيون الشيعة مناسبة زواج السيدة الزهراء والإمام علي في اليوم الأول من ذي الحجة، كما يسمى بزواج النورين، ويحظى بأهمية كبيرة عندهم؛ لأنّ كلاً منهماعليهما السلام من أعظم الشخصيات وأفضل الخلق بعد رسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم وأنّ الأئمة المعصومينعليهم السلام هم ثمرة هذا الزواج.

ويدّل هذا الزواج أيضاً على مكانة الإمام عليعليه السلام عند النبيصلی الله عليه وآله وسلم، حيث لم يكن كفواً غيره؛ ليزوّج ابنته فاطمةعليها السلام به.

رواية الزواج

كان الإمام علي (ع) في سنة 1 هـ ابن أربع وعشرين سنة، وكانت فاطمة الزهراء (ع) قد بلغت يومئذ التاسعة من عمرها،[١] بناءً على أن ولادتها كانت في السنة الخامسة بعد البعثة،[٢] وكان علي (ع) قد همّ بالتزوج من فاطمة نظراً لفضائلها، إلا أنه لم يتجرأ أن يذكر ذلك للنبي.[٣] ونقل أن سعد بن معاذ قد توسّط لعلي عند النبي، وعندما سأله سعد عن السبب الذي منعه (ع) أن يخطب من رسول الله ابنته، أجابه مستنكرا: "أنا أجترئ أن أخطب إلى رسول الله (ص)"؟ والله لو کانت أمة له ما اجترئت علیه. فحکی سعد مقالته لرسول الله فقال له رسول الله: قل له یفعل فإني سأفعل.[٤]

ونقلاً عنهعليه السلام أنه أتى الرسولَ فطلب يد بنته فاطمة، فقال له النبي بأن رجالاً قد أقدموا على خطبتها، كما أخبره عن الكراهة التي شاهدها (ص) في وجه فاطمة عند إطلاعها بطلبهم، ثم طرح عليها الخطبة التي قدمها ابن عمه قائلاً لها: إن علي بن أبي طالب من قد عرفت قرابته وفضله وإسلامه وإني قد سألت ربّي أن یزوجك خیر خلقه وأحبّهم إلیه، فسكتت ولم تولِّ وجهها، كما لم يرَ رسول الله فيها كراهة فقام وكبّر. ثم أتى جبرئيل وأيّد العقد.[٥]

ونقل أيضاً أنه بشّر رسول الله علياً في نفس المجلس الذي طلب فيه يد السيدة الزهراء (ع)، بأن الله تعالى قد زوجهما في السماء من قبل أن يزوجهما في الأرض.[٦]

وفي رواية أخرى عن النبي (ص) قال: «فبينا صلّيت يوم الجمعة صلاة الفجر، إذ سمعت حفيف الملائكة، وإذا بحبيبي جبرئيل ومعه سبعون صفّاً من الملائكة مُتوّجين مُقرّطين مُدَملجين ، فقلت: ما هذه القعقعة من السماء يا أخي جبرئيل؟! فقال: يا محمد! إن الله تعالى أطّلع على الأرض إطّلاعةً فاختار منها من الرجال علياً، ومن النساء فاطمة، فزوّج فاطمة من علي. فرفعت فاطمة (ع) رأسها وتبسّمت... وقالت: رضيت بما رضي الله ورسوله».[٧]

قال أنس: أقبل علي فتبسم النبي (ص) ثم قال: «يا علي، إن الله أمرني أن أزوجك فاطمة، فقد زوجكها على أربعمائة مثقال فضة إن رضيت». فقال علي: قد رضيت يا رسول الله... فقال رسول الله (ص): «بارك الله عليكما وفيكما وأسعدكما وأخرج منكما الكثير الطيّب».

قال أنس: فوالله لقد خرج منهما الكثير الطيّب.[٨]

روايات خطبتها من قبل الصحابة

هناك روايات وردت عن طريق كتب العامة تتحدث عن خطبة فاطمة (ع) من قبل الصحابة، بينما يردهم النبي (ص)، ويزوّجها من الإمام علي (ع)؛

روايات العامّة

روى ابن الأثير بسنده عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال: خطب أبو بكر وعمر - يعني فاطمة إلى رسول الله (ص) - فأبى رسول الله (ص) عليهما، فقال عمر: أنت لها يا علي، فقلت: ما لي من شيء إلا درعي أرهنها. فزوّجه رسول الله (ص) فاطمة، فلما بلغ ذلك فاطمة بكت، قال: فدخل عليها رسول الله (ص) فقال: ما لكِ تبكين يا فاطمة، فوالله، فقد أنكحتك أكثرهم علماً، وأفضلهم حلماً، وأوّلهم سلماً.[٩]

عن بريدة قال: خطب أبو بكر فاطمة فقال رسول الله (ص): «إنها صغيرة، وإني أنتظر بها القضاء». فلقيه عمر فأخبره فقال: ردّك، ثم خطبها عمر فردّه.[١٠]

وعن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: خطب أبو بكر وعمر فاطمة، فقال رسول الله (ص): (إنها صغيرة)، فخطبها علي فزوجها منه. أخرجه أحمد بن حنبل ،[١١] والنسائي،[١٢] والحاكم،[١٣] وابن سعد.[١٤]

کيفية التزويج

قال رسول الله (ص):


هذا جبريل يخبرني أنّ الله زوَّجك فاطمة، وأشهد على تزويجها أربعين ألف ملك، وأوحى إلى شجرة طوبى: أن انثري عليهم الدرّ والياقوت، فنثرت عليهم الدرّ والياقوت، فابتدرت إليه الحور العين يلتقطن في أطباق الدرّ والياقوت، فهم يتهادونه بينهم إلى يوم القيامة



القندوزي الحنفي، ينابيع المودة، ج 2، ص 124.

قال ابن أبي الحديد: وإن إنكاحه عليّاً إيّاها ما كان إلاّ بعد أن أنكحه الله تعالى إيّاها في السماء بشهادة الملائكة.[١٥]

وعن ابن مسعود، عن رسول الله (ص) أنه قال: «إن الله أمرني أن أزوج فاطمة من علي».[١٦]

وروي عن عمر بن الخطاب قال: نزل جبرئيل فقال: «يا محمد! إن الله يأمرك أن تزوج فاطمة ابنتك من علي».[١٧]

لولا علي لم يكن لفاطمة كفؤ

ورد في الرواية أن النبي (ص) أتى فاطمة (ع)... فقال فيما قاله: «فَواللهِ لو كان في أهلي (أهل بيتي) خيرٌ منه ما زوجتكِ إياهُ (بهِ) ومَا أنا زوجتُكِ وَلكنَّ اللهَ زوّجَكِ».

وفي رواية أخرى: «لو أنّ عليّاً لم يكن (لم يخلق) (وروي: لم يتزوجها) لم يكن لفاطمة كفؤٌ».[١٨]

الخطبة شهدها المسلمون

روي عن أم سلمة وسلمان الفارسي وجابر: لمّا أراد رسول الله أن يزوج فاطمة علياً (ع) قال له: (اخرج يا أبا الحسن إلى المسجد فإني خارج في أثَركَ، ومزوّجك بحضرة الناس، وذاكرٌ من فضلك ما تقُرُّ به عينُك...).

قال علي (ع): (فواللهِ ما توسّطناه حتى لَحِقَ بنا رسول الله ، وإنّ وجهَهُ ليتهللَ فرحاً وسروراً).

فقال (ص): (أين بلال؟).

فأجابه مسرعاً: لبيك وسعديك يا رسول الله.

ثمّ قال: (أين المقداد؟).

فأجاب: لبيك يا رسول الله.

ثمّ قال: (أين سلمان؟).

فأجابَ: لبيك يا رسول الله.

ثمّ قال: (أين أبو ذر؟).

فأجاب: لبيك يا رسول الله.

فلمّا مثلوا بين يديه قال: (انطلقوا بأجمعكم ، فقوموا في جنبات المدينة، وأجمعوا المهاجرين و الأنصار والمسلمين).

فانطلقوا لأمر رسول الله (ص)... ، وأقبل رسول الله (ص) فجلس على أعلى درجة من منبره، فلما حشد المسجد بأهله قام رسول الله (ص) ، فحمد الله وأثنى عليه... ـ وذكر الخطبة، إلى أن قال ـ: (وإن الله تعالى أمرني أنْ اُزوّج كريمتي فاطمة بأخي وابن عمي وأولى الناس بي علي بن أبي طالب، والله (عزّ شأنه) قد زوّجه بها في السماء، بشهادة الملائكة، وأمرني أن أزوجه في الأرض، وأشهدكم على ذلك).

ثم جلس رسول الله (ص) ، ثم قال: (قم. يا علي ـ فاخطب لنفسك....).

وابتدأ علي (ع) فقال: (...فإن النكاح مما أمر الله تعالى به، وأذن فيه، ومجلسنا هذا مما قضاه ورضيه، وهذا محمد بن عبد الله... رسول الله، زوّجني ابنته فاطمة ، على صداق أربعمائة درهم ودينار، وقد رضيت بذلك، فاسألوه واشهدوا).

فقال المسلمون: زوجته يا رسول الله؟

قال: (نعم).

قال المسلمون: بارك الله لهما وعليهما، وجمع شملهما.[١٩]

التجهيز لزفافها (ع)

أهم أحداث حياة الزهراء (ع)
20 جمادي الآخرة

السنة 5 هـ

ولادتها
10 رمضان

السنة 10 للبعثة

وفاة أمها خديجة الكبرى
أواخر شهر صفر

السنة 2 هـ

عقدها بـعلي بن أبي طالب
1 ذي الحجة

السنة 2 هـ

زواجها بعلي(ع) وبداية الحياة المشتركة
15 رمضان

السنة 3 هـ

مولد الحسن (ع)

أكبر أولدها

7 شوال

السنة 3 هـ

حضورها بعد أحد لضماد جراحة الرسول (ص)
3 شعبان

السنة 4 هـ

مولد الحسين (ع)

ابنها الثاني

5 جمادى الأولى

السنة 5 أو 6 هـ

مولد بنتها زينب الكبرى
السنة 6 هـ مولد بنتها الثانية أم كلثوم
السنة 7 هـ؟ منح النبي (ص) فدكا لها
24 ذي الحجة

السنة 9 هـ

مع رسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم في المباهلة
28 صفر

السنة 11 هـ

رحيل الرسول (ص)
ربيع الأول

السنة 11 هـ

مصادرة فدك بأمر من أبي بكر
ربيع الأول

السنة 11 هـ

إلقاء الخطبة الفدكية في مسجد النبي (ص)
ربيع الأول

السنة 11 هـ

بناء بيت الأحزان في البقيع على يد علي(ع) لتقيم الزهراء فيه المأتم على أبيها
ربيع الثاني

السنة 11 هـ

الهجوم على بيت الزهراء وإصابتها وطرح ابنها المحسن
13 جمادى الأول أو

3 جمادى الآخرة السنة 11 هـ

الشهادة

روي عن أنس بن مالك أن أمير المؤمنين (ع) بعد أن أحضر مهر فاطمة (ع) قيمة درعه الذي باعه بأربع مائة وثمانين، أتى بها النبي (ص)، فوضعها في حجره، فقبض منها قبضة، فقال: (يا بلال، أبغنا بها طيباً، وأمرهم أن يجهزوها).[٢٠]

جهاز زواج الزهراء

كان جهازها (ع) أربعمائة وثمانين درهماً سود هَجريّة.

وروي عن الإمام الصادق (ع) أنّ أمير المؤمنين (ع) جاء بالدراهم وسكبها في حجر رسول الله (ص) فقبض منها قبضة، وكانت ثلاثة وستين أو ستة وستين. وكانت ثمن درع الإمام (ع) فأعطى أم أيمن لمتاع البيت، وأسماء بنت عُميس للطيب، وأم سلمة للطعام، وأنفذ معهن عمّار وأبا بكر وبلال ليبتاعوا ما يصلح للبيت من باقي الأثاث، ومن ذلك:

  1. قميصٌ بسبعة دراهم
  2. وخمارٌ بأربعة دراهم
  3. و(عباءةٌ) قطيفةٌ سوداءٌ خيبريةٌ[٢١]
  4. وسريرٌ مزملٌ بشريط[٢٢]
  5. وفراشٌ من خيش مصر محشوٌ بالصوف[٢٣]
  6. ووسادةٌ محشوةٌ بليف النخل
  7. وأربعةٌ مرافق من أدم الطائف محشوةٌ بـ أذخر.[٢٤]
  8. وسترٌ من صوف رقيق
  9. وحصيرٌ هجريٌ[٢٥]
  10. ورحى اليد
  11. وسقاءٌ من أدم
  12. ومخضبٌ من نحاس[٢٦]
  13. وقعبٌ للّبن[٢٧]
  14. وشنٌ للماء[٢٨]
  15. ومِطْهَرةٌ مزفّتةٌ[٢٩]
  16. وجرّةٌ خضراء
  17. خزف
  18. ونطعٌ من أدم[٣٠]
  19. وعباءٌ قطوانية[٣١]
  20. وقِربةُ ماءٍ

فقال النبي (ص): (اللهم بارك لقوم جلُّ آنيتهم الخزف).[٣٢]

وعن يزيد المديني قال: لما أهديت فاطمة إلى [[الإمام علي|علي] لم تجد عنده إلاّ رملاً مبسوطاً، ووسادة (حشوها ليف)، وجرة، وكوزاً.[٣٣]

وليمة الزفاف

عن ابن عباس في قصة زواج امير المؤمنين (ع) قال: دعا النبي (ص) بلالاً ، فقال: (يا بلال، إني زوّجت ابنتي ابن عمي، وأنا أحب أن يكون من سنة أمتي إطعام الطعام عند النكاح، فأت الغنم، فخذ شاة، وأربعة أمداد أو خمسة، فاجعل لي قصعة لعلي أجمع عليها المهاجرين والأنصار، فإذا فرغت منها فآذني بها).

فانطلق ففعل ما أمره، ثم أتاه بقصعة، فوضعها بين يديه، فطعن رسول الله (ص) في رأسها، ثم قال: (أدخل على الناس زفة زفة،[٣٤] ولا تغادرن زفة إلى غيرها) - يعني إذا فرغت زفة لم تعد ثانية -.

فجعل الناس يردون كلما فرغت زفة وردت أخرى، حتى فرغ الناس، ثم عمد النبي (ص) إلى ما فضُل منها فتفل فيه، وبارك، وقال: (يا بلال، احملها إلى أمهاتك، وقل لهن: كلن، وأطعمن مَن غَشيكن).

ثم إن النبي (ص) قام حتى دخل على النساء، فقال: (إني قد زوجت ابنتي ابن عمي، وقد علمتن منزلتها مني، وإني دافعها إليه الآن إن شاء الله، فدونكن ابنتكن).

فقام النساء فغلّفنها من طيبهن، وحليهن، ثم إن النبي (ص) دخل، فلما رأينه النساء ذهبن، وبينهن وبين النبي (ص) سترة، وتخلفت أسماء بنت عميس، فقال لها النبي (ص): (على رسلك، من أنت؟).

قالت: أنا التي أحرس ابنتك، فإن الفتاة ليلة يُبنى لها، لابدَّ لها من امرأة تكون قريبا منها، إن عرضت لها حاجة، وإن أرادت شيئاً أفضت بذلك إليها.

قال: (فإني أسأل إلهي أن يحرسك من بين يديك، ومن خلفك، وعن يمينك، وعن شمالك، من الشيطان الرجيم).[٣٥]


بلال يكبّر في الزفاف

روى محمد بن سعيد، بإسناده، قال: لما زُفّت فاطمة إلى علي (ع) كبّر رسول الله (ص).

وكان بلال بين يديه، فكبّر.

فقال رسول الله: (لم كبّرت يا بلال؟!).

فقال: يا رسول الله، كبّرتَ فكبّرتُ.

فقال رسول الله (ص): (ما كبّرتُ أنا حتى كبّر جبرائيل (ع)).[٣٦]


(الرجز والتكبير) أهازيج الزفاف

قال ابن شهر آشوب:

أمر النبي (ص) بنات عبد المطلب ونساء المهاجرين والأنصار أن يمضين في صحبة فاطمة وأن يفرحن يرجزن ويكبّرن ويحمدن ولا يقولن ما لا يرضي الله.

قال جابر: فأركبها على ناقته، وفي رواية: على بغلته الشهباء، وأخذ سلمان زمامها وحولها سبعون حوراء، و النبي (ص) وحمزة، وعقيل بن أبي طالب، وجعفر بن أبي طالب يمشون خلفها مشهرين سيوفهم ونساء النبي (ص) قدّامها يرجزن.

فأنشأت أم سلمة:

ســـــرن بــعون الله جـاراتيواشكرنه في كل حالات
واذكرن مــــا أنـعم رب العلىمن كشف مكروه وآفات
هـدانــا بـــعــد كـــفــر وقــدأنعشنا رب السمـــاوات
وسرن مع خير نساء الورىتفدى بـعمات وخـــالات
يا بنت مـــن فضّله ذو العلىبالوحي منه والـرسالات


ثم قالت عائشة:

يــــــــا نســــــوة استــرن بالـــمعاجرواذكرن ما يحســــن في المحـــــاضر
واذكــــــــرن رب الناس إذ خصـــنابــدينه مــــــــع كـــــــل عــــبد شــاكر
فالـــحمد لله علــــــــى أفـــضالهوالــــــــــــشكر لله الـــــعزيز الـــــقادر
سرن بها فالله أعـــطى ذكـــــــــرهاوخــــــــصها مــــنه بـــــطهر طــاهـــر


ثم قالت حفصة:

فـــــــــــاطمة خير نــــساء البــــشرومــــــن لــــها وجــه كــوجه الـــقمر
فضــــــــلك الله علــــــــى كل الورىبـــفضل مــــن خــــص بآي الــــزمر
زوجـــــــــــــك الله فتــــى فــــاضلاأعــــني علــيا خير من في الحضــــر
فـــــــسرن جـــاراتي بـــــــها انــــــهاكـــــريمة بنت عـــــــظيم الـــخطر[٣٧]


تاريخ الزواج

كان زواج أمير المؤمنين (ع) من فاطمة الزهراء (ع) في المشهور، سنة 2 هـ ليلة الخميس، وقيل: الإثنين.[٣٨] وذكر الكليني في الكافي نقلا عن الإمام السجاد (ع) أنّ النبي (ص) وبعد هجرته إلى المدينة بسنة زوّج السيد فاطمة (ع) من الإمام علي (ع).[٣٩]

وفي تاريخ الطبري ونقلا عن الإمام الباقر (ع) ورد أن الإمام علي (ع) تزوج السيدة فاطمة (ع) في السنة الثاني للهجرة وقبل أن ينتهي شهر صفر بعدة أيام،[٤٠] وفي خبر آخر عن الطبري أن الزواج كان في شهر رجب، وقال زُفت السيدة فاطمة (ع) إلى علي (ع) بعد غزوة بدر،[٤١] وأضاف أن عمرها كان 18 سنة،[٤٢] لكن مصادر الشيعة وبناء على رواية الكليني التي تتحدث عن ولادة فاطمة (ع) في الخامسة من البعثة،[٤٣] تؤكد أن عمرها عند الزواج كان تسع سنين.[٤٤]

قال ابن شهر آشوب: عقد عليها في أول ذي الحجة،[٤٥] ونقل الشيخ المفيد: كان الزواج في الأول منذي الحجة،[٤٦] ونقل العلامة المجلسي : كان الزفاف ليلة 19 ذي الحجة.[٤٧] ونُقِل عن بعضهم: كان الزواج في 2 ذي الحجة،[٤٨] وهناك من قال إنّ (الزفاف) كان يوم 6 ذي الحجة.[٤٩] وورد أيضاً تزوجها أو عقد عليها في شهر رمضان، وزُفت إليه في ذي الحجة.[٥٠]

عمرهما يوم العقد

ورد أنه عقد النبي (ص) لأمير المؤمنين على ابنته فاطمة (ع) في 15 رجب وكان عمرها تسع سنين ـ كما هو المشهور عند الشيعة كافّة ـ وذكرَ العامّة أقوال أخرى، فقيل: عشر سنين، وقيل: إحدى عشرة سنة، وقيل: ثلاث عشرة سنة، وقيل: أربع عشرة سنة، وقيل: خمس عشرة سنة وخمسة أشهر، وقيل: ثمان عشرة سنة، وذكروا أيضاً: تسع عشرة سنة. وكلّها راجعة لتعيينهم سنة ولادتها (ع) قبل البعثة.

بينما ذُكر أن عُمرُ أمير المؤمنين (ع) عندما زُفَّت إليه فاطمة (ع) كان خمس وعشرين سنة،[٥١] وقيل: أربع وعشرون سنة وخمسة أشهر.[٥٢][ملاحظة ١]

الهوامش

  1. الكليني، الكافي، ج 8، ص 340، ح 536.
  2. الكليني ،الكافي، ج 1، ص 457 ــ 458، ح 10.
  3. الصدوق، الأمالي، ص 653.
  4. المفيد، الإختصاص، ص 148.
  5. الطوسي، الأمالي، ص 39 - 40.
  6. الإربلي، كشف الغمة، ج 1، ص 346.
  7. القمي، الروضة في المعجزات والفضائل، ص 128.
  8. الطبري، ذخائر العقبى، ص 32؛ الاسكافي، كفاية الطالب، ص 298، باب 78؛ ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب ،ج 3، ص 127.
  9. ابن الأثير ، أسد الغابة، ج 5، ص 520.
  10. ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 8، ص 16؛ ابن حجر العسقلاني، الإصابة، ج 1، ص 49.
  11. ابن حنبل، فضائل الصحابة، ج 2، ص 614.
  12. النسائي، سنن النسائي، ج 6، ص 62.
  13. الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحين، ج 2، ص 1267.
  14. ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 8، ص 19.
  15. ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 9، ص 193 في ترجمة عائشة.
  16. الهيثمي، مجمع الزوائد، ج 9، ص 202.
  17. الطبري، ذخائر العقبى، ص 169 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 9، ص 193.
  18. الكليني، الكافي، ج 1، ص 461؛ الصدوق، الأمالي، المجلس 86، ص 474 ح 18؛ الصدوق، علل الشرائع، ج 1، ص 178 باب 42 ح 3؛ الفتال النيسابوري، روضة الواعظين، ص 146 ــ 148؛ ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج 2، ص 29؛ الاربلي، كشف الغمة، ج 2، ص 98.
  19. الخوارزمي، المناقب، برقم 364، ص 342 ــ 347؛ الطبري، دلائل الإمامة، حديث 24، ص 88 ــ 91.
  20. الطبراني، المعجم الكبير، ج 22، ص 409 ــ 410؛ الکلینی، الكافي، ج 5، ص 378؛ الطوسي، الأمالي، المجلس 2، ص 40، ح 14.
  21. القَطِيفَةُ دِثارٌ أَو فِراشٌ ذو أَهداب كأَهداب الطَّنافس.
  22. الشَّريط: خوص مفتول يشرط به السرير و نحوه.
  23. الخَيْشُ: ثيابٌ تتَّخذ من مُشاقة الكَتَّان ومن أَردئه
  24. الإذخر: حشيش طيب الريح.
  25. قال الفيروز آبادى: هجر محركة بلدة باليمن بينه وبين عثر يوم وليلة مذكر مصروف وقد يؤنث ويمنع والنسبة هجرى وهاجرى واسم لجميع ارض البحرين ، وقرية كانت قرب المدينة.
  26. المِخضَب: وعاء لغسل الثياب أو خضبها.
  27. القَعْبُ: قَدَحٌ ضَخْمٌ غليظ
  28. الشّن: القِربة الخَلَقُ الصغيرة يكون الماء فيها أَبردَ من غيرها
  29. الزفت: نوع من القير تطلى به الآنية كي لا يترشح منها الماء.
  30. النطعُ: بساط من جلد من أدم
  31. قطوانية: هي عباءة بيضاء قصيرة الخمل نسبة إلى قطوان موضع بالكوفة. و قربة ماء.
  32. الاربلي، كشف الغمة، ج 1، ص 369؛ ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 353؛ الخوارزمي، المناقب، ص 249.
  33. الكوفي، مناقب أمير المؤمنين، ج 2، ص 216؛ الطبراني، المعجم الكبير، ج 24، ص 137؛ ابن شيبة، المصنف، ج 5، ص 485 برقم (978)، الهيثمي، مجمع الزوائد، ج 9، ص 209.
  34. أي طائفة بعد طائفة وزمرة بعد زمرة.
  35. الصنعاني، المصنف، ج 5 برقم 9782، ص 487 ـ 490؛ الطبراني، المعجم الكبير، ج 22، ص 411 ـ 412 وأيضاً ج 24، ص 133 ــ 134؛ الطبراني، الأحاديث الطوال، ص 140؛ الهيثمي، مجمع الزوائد، ج 9، ص 207 ــ 208؛ الخوارزمي، المناقب، ص 338 ــ 339؛ الاربلي، كشف الغمة، ج 1، ص 381؛ القاضي النعمان المغربي، شرح الأخبار، ج 2، ص357.
  36. القاضي المغربي، شرح الأخبار، ج 3، ص 65، ح 989.
  37. ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 130 ــ 131.
  38. المفيد، مسارّ الشيعة، ص 36؛ الطوسي، مصباح المتهجد، ص 467؛ ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج 3 ، ص 405؛ الكفعمي، البلد الأمين، ص 341؛ الكفعمي، مصباح الكفعمي، ص 625 و681.
  39. الكليني، روضة الكافي، 1364ش، ج2، ص180-181.
  40. الطبري، تاريخ الطبري، بیروت، ج2، ص410.
  41. الطبري، تاريخ الطبري، بیروت، ج11، ص598.
  42. الطبري، تاريخ الطبري، بیروت، ج11، ص598.
  43. الكليني، الكافي، 1362ش، ج1، ص457.
  44. الحسني، سيرة الأئمة الاثني عشر، 1382ق، ج2، ص81.
  45. ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 403.
  46. المفيد، مسارّ الشيعة، ص 36.
  47. المجلسي، بحار الأنوار، ج 97، ص 202.
  48. البيرجندي، وقايع الشهور والأيام، ص 223.
  49. الطوسي، مصباح المتهجد، ص 467؛ ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 405؛ الكفعمي، مصباح الكفعمي، ص 681.
  50. الاربلي، كشف الغمة، ج 1، ص 364؛ ابن الجوزي، تذكرة الخواص، ص 306؛ ابن الجوزي، صفة الصفوة، ج 1، ص 340.
  51. ابن الصبّاغ، الفصول المهمة، ص 31.
  52. ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب، ج 1، ص 15.

ملاحظة

  1. لو لاحظنا يوم مولد الإمام (ع) (13 رجب 30 من عام الفيل) إلى حين وصوله المدينة (12 ربيع الأول سنة 43 من عام الفيل) واستقراره إلى رجب، فسوف يكون قد أكمل ثلاث وعشرون سنة من عمره، وإذا أخذنا بقول الشيخ المفيد بأن الزواج في شهر محرم، كما عليه ابن طاووس أيضاًـ فسوف يكون عمره أربع وعشرون سنة، وإذا كان الزّواج في ذي الحجة من السنة الثانية من الهجرة فسوف يكون قد دخل في سنّ الخامسة عشرة من عمره.(الأمين، محسن، ج 1، ص 313.)

المصادر والمراجع

  • ابن أبي الحديد، عبد الحميد بن‌ هبة الله‌، شرح نهج البلاغة، تحقیق: محمد ابوالفضل ابراهیم، بیروت، دار إحیاء الکتب العربیة، 1378 هـ.
  • ابن أبي شيبة، عبد الله بن محمد، المصنف، الرياض، مكتبة الرشد، ط 1، 1409 هـ.
  • ابن الأثير، علي بن محمد الجزري، أسد الغابة في معرفة الصحابة، تحقيق: علي محمد معوض، وعادل أحمد عبد الموجود، بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1415 هـ/ 1994 م.
  • ابن الجوزي، عبد الرحمن بن علي، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، ومصطفى عبد القادر عطا، بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1412 هـ/ 1992 م.
  • ابن الجوزي، عبد الرحمن بن علي، صفة الصفوة، تحقيق: أحمد بن علي، القاهرة، دار الحديث، 1421 هـ/ 2000 م.
  • ابن الصباغ، علي بن محمد، الفصول المهمة في معرفة الأئمة، قم، د.ن، د.ت.
  • ابن العماد الحنبلي، عبد الحي بن أحمد، شذرات الذهب في أخبار من ذهب، بيروت، د.ن، د.ت.
  • ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود، بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1415 هـ.
  • ابن حنبل، أحمد بن محمد، فضائل الصحابة، د.م، د.ن، د.ت.
  • ابن سعد، محمد بن سعد، الطبقات الكبرى، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1410 هـ/ 1990 م.
  • ابن شهر آشوب، محمد بن علي، معالم العلماء، النجف الأشرف، المطبعة الحيدرية، 1380 هـ/ 1961 م.
  • ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب، النجف الأشرف، المطبعة الحيدرية، 1376 هـ/ 1956 م.
  • ابن طاووس، علي بن موسى، إقبال الأعمال، بيروت، مؤسسة الأعلامي، 1418 هـ.
  • ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق، تحقيق: علي شيري، بيروت، دار الفكر، 1415 هـ.
  • ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية، بيروت، دار الفكر، 1407 هـ/ 1986 م.
  • أحد علماء الشيعة، الروضة في المعجزات والفضائل، قم، مكتبة السيد المرعشي، د.ت.
  • الأمين العاملي، محسن، أعيان الشيعة، تحقيق حسن الأمين، بيروت، دار التعارف للمطبوعات، د ت.
  • الإربلي، علي بن عيسى، كشف الغمة في معرفة الأئمة، بيروت، د.ن، 1401 هـ/ 1981 م.
  • الاسكافي، محمد بن همام، كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب‌، قم، دار إحياء تراث أهل البيت عليهم السلام، د.ت.
  • البيرجندي، محمد باقر، وقائع الشهور والأيّام، د.م، د.ن، د.ت.
  • البيهقي، أحمد بن الحسين، دلائل النبوة، تحقيق: عبد المعطي قلعجي، بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1408 هـ/ 1988 م.
  • الجزيري البحراني، راشد بن إبراهيم، مختصر في تعريف أحوال سادة الأنام، د.م، الناشر: المُعد، ط 1، 1423 هـ.
  • الحاكم النيسابوري، محمد بن عبد الله، المستدرك على الصحيحين، د.م، د.ن، دت.
  • الخاتون آبادي، محمد رضا، جنات الخلود، د.م، د.ن، د.ت.
  • الخوارزمي، موفق بن أحمد، المناقب، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، 1411 هـ.
  • الصدوق، محمد بن علي، الأمالي، قم، المكتبة الإسلامية، 1362 ش.
  • الصدوق، محمد بن علي، علل الشرائع، قم، كتاب فروشي داوري‏،‏ 1385 هـ/ 1966 م‏.
  • الصنعاني، عبد الرزاق بن همام ، المصنف، تحقيق:حبيب الرحمن الأعظمي، الهند، المجلس العلمي، ط 2، 1403 هـ.
  • الطبراني، سليمان بن أحمد، الأحاديث الطوال، تحقيق: حمدي بن عبد المجيد السلفي، الموصل، مكتبة الزهراء، ط 2، 1404 هـ/ 1983 م.
  • الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير، القاهرة، د.ن، د.ت.
  • الطبري، أحمد بن عبد الله، ذخائر العقبى، القاهرة، مكتبة القدسي لصاحبها حسام الدين القدسي بباب الخلق بحارة الجداوي بدرب سعادة بالقاهرة، 1356 هـ.
  • الطبري، محمد بن جرير، دلائل الإمامة، قم، مؤسسة البعثة، ط 1، 1413 هـ.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، الأمالي، تحقيق: مؤسسة البعثة، د.م، دار الثقافة، 1414 هـ.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، مصباح المتهجد، بيروت، مؤسسة فقه الشيعة، ط 1، 1411 هـ/ 1991 م.
  • القاضي المغربي، النعمان بن محمد، شرح الأخبار، تحقيق: محمد الحسيني الجلالي، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 2، 1431 هـ.
  • الكفعمي، إبراهيم بن علي العاملي، البلد الأمين، بيروت، مؤسسة الأعلمي، 1417 هـ/ 1997 م.
  • الكفعمي، إبراهيم بن علي العاملي، مصباح الكفعمي، بيروت، مؤسسة الأعلمي، ط 3، 1403 هـ.
  • الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، تحقيق: علي أكبر الغفاري، طهران، دار الكتب الإسلامية، ط 3، 1388 هـ.
  • المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، تحقيق: السيد إبراهيم الميانجي، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط 3، 1403 هـ/ 1983 م.
  • المسعودي، علي بن الحسين، مروج الذهب ومعادن الجوهر، قم، دار الهجرة، 1409 هـ.
  • المفيد، محمد بن محمد بن النعمان، مسار الشيعة، د.م، د.ن، د.ت.
  • النسائي، أحمد بن شعيب، سنن النسائي، تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة، حلب، مكتب المطبوعات الإسلامية، ط 2، 1406 هـ/ 1986 م.
  • الهيثمي، علي بن أبي بكر مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، تحقيق: حسام الدين القدسي، القاهرة، مكتبة القدسي، 1414 هـ/ 1994 م.
  • اليعقوبي، أحمد بن إسحاق، تاريخ اليعقوبي، بيروت، دار صادر، د.ت.
  • سبط ابن الجوزي، يوسف بن عبد الله، تذكرة الخواص، قدّم له: صادق بحر العلوم، طهران، مکتبة نینوی الحدیثه، د.ت.