يوم القيامة، هو يوم الحساب من الله تعالى للعباد بعد انقضاء الحياة الدنيا، فيُثاب المؤمنون بالجنة، ويُعاقب الكافرون بالنار، وقد ذكرت بعض الآيات والروايات أن مقدار يوم القيامة خمسين ألف سنة من سني الدنيا.
لقد ذكر القرآن الكريم والسنة الشريفة عدة أسماء ليوم القيامة، ومنها: يوم الحساب، ويوم التغابن، ويوم الجزاء، واليوم الآخر، ولقد ذكرت الروايات الشريفة الكثير من العلامات التي تقع قبل يوم القيامة، ومنها: خروج يأجوج ومأجوج، طلوع الشمس من المغرب، وغيرهما.
إنَّ ليوم القيامة عدة مشاهد، ومنها: انهدام النظام الكوني، وإعطاء الكتب، وحساب الخلق، وغيرها، وقد أشار القرآن الكريم أنَّ زمان قيام القيامة لا يعرفه إلا الله.
يوجد يوم القيامة عدة شهود على حساب الخلق، ومنهم: الله، ونبي كل أمة، ونبي الإسلام، وفي يوم القيامة تتجسم أعمال الناس أمامهم أي: تتحول وتتغيّر الأعمال الصالحة للإنسان وتظهر بصورة جميلة من نعم الجنة، وكذلك الأعمال السيئة، فإنها تتبدل وتظهر بصورة النار والسلاسل والأغلال.
ومن مواقف القيامة (الصراط) وهو جسر فوق جهنم، أدق من الشعر وأحدّ من السيف، يمر عليه كل إنسان بعد مرحلة من مراحل الحساب.
تعريف يوم القيامة
القِيَامَةُ: يوم البعث، يقوم الخلق بين يدي القَيُّومِ، والقَيَّامُ لغة، اللهم قَيَّامَ السماوات والأرض، فهمنا أمر دينك.[١]
أسماء وصفات يوم القيامة
ورد في القرآن الكريم والسنة الشريفة الكثير من الأسماء ليوم القيامة
في القرآن الكريم
ورد في القرآن 70 وصفا وإسما للقيامة، كل اسم من هذه الأسماء له معنى خاص ودلالة خاصة، ومنها: يوم القيامة،[٢] الحاقة،[٣] الصاخة،[٤] الطامة الكبرى،[٥] الغاشية،[٦] القارعة،[٧] الواقعة،[٨] اليوم الآخر،[٩] الأزفة،[١٠] يوم البعث،[١١] يوم التغابن،[١٢] يوم التلاق،[١٣] يوم التناد،[١٤] يوم الجمع،[١٥] يوم الحساب،[١٦] يوم الحسرة،[١٧] يوم الخافضة والرافعة،[١٨] يوم الخروج،[١٩] يوم الخلود،[٢٠] يوم الدين،[٢١] يوم الزلزلة،[٢٢] يوم الفصل،[٢٣] يوم الناقور،[٢٤] يوم الندامة،[٢٥] يوم الوعيد،[٢٦] يوم عبوس قمطرير،[٢٧] يوم عقيم.[٢٨]
في السنة
من الموت إلى القيامة | |
---|---|
الاحتضار • سكرات الموت • قبض الروح • تشييع الجنازة • غسل الميت • صلاة الميت • الكفن • الدفن • تلقين الميت • ضغطة القبر • صلاة ليلة الدفن • سؤال القبر • عذاب القبر • زيارة القبور • التوسل بالموتى • البرزخ • النفخ في الصور • يوم القيامة • مواقف القيامة • الميزان • الشفاعة • الصراط • الجنة • النار | |
مواضيع ذات صلة | |
المعاد • عزرائيل • البدن البرزخي • الحياة البرزخية • تجسم الأعمال • الخلود | |
لقد ورد في السنة الشريفة العديد من أسماء وصفات يوم القيامة، وان لكل اسم من هذه الأسماء له معنى خاص ودلالة خاصة، ومنها: يوم القيامة،[٢٩] يوم التلاق، ويوم التناد، ويوم التغابن، ويوم الحسرة،[٣٠] يوم الفصل،[٣١] يوم الدين،[٣٢] وأسماء أخرى.[٣٣]
علامات القيامة
لقد ذكرت الآيات والروايات الكثير من العلامات التي تقع قبل القيامة والتي تُسمى أشراط الساعة، ومنها:
زمان القيامة
أشار القرآن الكريم أن زمان قيام القيامة لا يعرفه إلا الله وأنها تأتي بغتة والناس لا يعلمون بمجيئها، فقد قال تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ۚ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً ۗ يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾.[٤٤]
وقد علل بعض المفسرين السر في كون علم قيام الساعة خاص بالله وحده بأنَّ عدم معرفة الناس بوقوع يوم القيامة يبعث على أن يتوقّع الناس وقوعه في أي وقت ويترقبوها باستمرار، ويكونوا على أهبة الاستعداد والتهيؤ، لكي ينجوا من أهوالها، فعدم المعرفة هذا له أثر مثبت جلي في تربية النفوس والالتفات إلى المسؤولية واتقاء الذنوب.[٤٥]
مكان القيامة
وفقا للآيات القرآنية فإنَّ جميع الأموات يخرجون من قبورهم ويتجمعون في صحراء المحشر من أجل الحساب، فقد قال تعالى: ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ ۖ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾[٤٦] وذكر المفسرون في تفسير هذه الآية أنَّه سوف يتجدّد كلّ شيء بعد الدمار، ويُبعث الإنسان في خلق جديد وعالم جديد يختلف في كلّ شيء عن هذا العالم، في سعته، في نعيمه وعقابه وسيظهر الإنسان بكلّ وجوده للّه تعالى: ﴿وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ﴾، و(البروز) من مادّة (البراز) على وزن (فراز) بمعنى الفضاء والمحلّ الواسع، وغالبا ما تأتي بمعنى الظهور، لأنَّ وجود الشيء في الفضاء الواسع بمعنى ظهوره، وهناك آراء مختلفة للمفسّرين في معنى بروز الناس للّه تعالى، الكثير يرى انّها تعني الخروج من القبر.[٤٧]
مقدار القيامة
ورد تحديد مقدار يوم القيامة في القرآن في آيتين أحدهما ذكرت أنه ألف سنة،[٤٨] والأخرى ذكرت انه خمسين ألف سنة،[٤٩] وورد في رواية عن الإمام الصادق أنَّ للقيامة خمسين موقفا ويستغرق عبور كل موقف ألف سنة.[٥٠]
مشاهد يوم القيامة
لقد ذكرت الآيات والروايات الكثير من الأحداث المرتبطة بالقيامة، ومنها:
انهدام النظام الكوني
لقد ذكرت الكثير من الآيات القرآنية على أن يوم القيامة لا يقوم على هذا النظام الكوني القائم، وإنَّما يقوم على نظام جديد بعد تلاشي النظام الموجود وانهدامه، والقرآن يُخبر عن مشاهد ذلك الانهدام الكوني العام فيُحدّث عن: انشقاق السماء[٥١] وانفطارها،[٥٢] وتكوير الشمس،[٥٣] وانكدار النجوم[٥٤] وانتثارها،[٥٥] وامتداد الأرض،[٥٦] وتفجير البحار[٥٧] وتسجيرها،[٥٨] وتسيير الجبال حتى تكون كالعهن المنفوش،[٥٩] وغير ذلك من المشاهد الأخرى.
إحياء الخلق
لقد ذكر القرآن الكريم في العديد من الآيات كيفية قيام الإنسان ليوم القيامة، فإنَّ جميع الخلق يُصعقون وينتبهون عندما ينفخ إسرافيل في الصور إلا الذين يشاء الله أن لا يُصعقوا من نفخة الصور، وبعدها تأتي النفخة الثانية ليقومون من قبورهم قال تعالى: ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِی الْأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فیهِ أُخْری فَإِذا هُمْ قِیامٌ ینْظُرُون﴾.[٦٠]
واختلف المفسرون في تفسير هذه الآية وعدد النفخات في الصور، فقد قال العلامة الطباطبائي: ظاهر ما ورد في كلامه تعالى في معنى نفخ الصور أنَّ النفخ نفختان نفخة للإماتة ونفخة للإحياء، وهو الذي تدل عليه روايات أئمة أهل البيت(ع) وبعض ما ورد من طرق أهل السنة عن النبي وإن كان بعض آخر من رواياتهم لا يخلو عن إبهام ولذا اختار بعضهم أنها ثلاث نفخات: نفخة للإماتة، ونفخة للإحياء والبعث، ونفخة للفزع والصعق، وقال بعضهم: إنها أربع نفخات ولكن دون إثبات ذلك من ظواهر الآيات خرط القتاد.[٦١]
إعطاء الكتب
بعد خروج الناس من القبور وإحضارهم للحساب تنشر الصحف قال تعالى: ﴿وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ﴾[٦٢] فيأخذ كل إنسان كتابه الذي فيه ما عمله صغيرا كان أو كبيرا، فمنهم من يتلقاه بيمينه ومنهم من يتلقاه بشماله قال تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ*فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً*وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً*وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ*فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً﴾.[٦٣]
حساب الخلق
أهم الأمور التي يُحاسب عليها الخلق يوم القيامة هي القوانين العقائدية والعملية التي أبلغها الأنبياء للناس، وكل شخص يكون محاسب عن عمله فقط ولا يحاسب عن عمل الآخرين.[٦٤]
هناك الكثير من الأمور التي تتعلق بحساب الخلق، ومنها:
- الأسئلة يوم القيامة
ذكرت الآيات والروايات مجموعة من الأمور التي يُسأل عنها المكلف يوم القيامة، ومنها:
- حال المستضعفين
لقد عدَّ الله أنَّ الجاهل بالدين لا يناله العفو الإلهي يوم القيامة، ويستثنى من ذلك المستضعفين فإنه تعالى يقبل منهم العذر بالاستضعاف، وهم الذين لا يستطيعون تعلم الدين أو تطبيقه في أرض لا سبيل فيها لتلقي معارف الدين وليس باستطاعتهم الخروج والهجرة إلى دار الإسلام والالتحاق بالمسلمين لضعف في الفكر أو لمرض أو نقص في البدن أو لفقر مالي، وكذلك الاستضعاف شامل لمن لم يهتد إلى الحق ولم يكن معاندا ولا مستكبرا، بل لو ظهر له الحق لاتبعه، وقد ورد في سورة النساء[٧٠] حكمهم وهو أن الجهل بمعارف الدين إذا كان عن قصور وضعف ليس فيه صنع للإنسان الجاهل كان عذرا عند الله سبحانه.[٧١]
لواء الحمد
ذكرت الروايات في كتب الشيعة وأهل السنة أنه إذا كان يوم القيامة، وحُشر الناس على صعيد واحد، وتميّز الفريقان - المؤمنون وغيرهم - يُعطى النبي الأكرم (لواء الحمد) ويتقدم به ويأخذ مسيره ومن خلفه إلى الجنة،[٧٢] وفي روايات الإمامية أنَّ النبي يدفعه إلى وصيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، وأنَّه مكتوب على (لواء الحمد) (المفلحون هم الفائزون بالجنة) وأنه يمشي علي والقوم (أهل الجنة) تحت لوائه حتى يدخل الجنة.[٧٣]
الحوض
وردت روايات من الشيعة وأهل السنة ذكرت مشهد الحوض يوم القيامة على اختلاف في بعض التفاصيل فقد روي عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله : أنا فرطكم على الحوض، وليُرْفعنَّ إليَّ رجال منكم، حتى إذا أهويتُ إليهم لأُناوِلَهُم اختلجوا دُوني، فأقول : أيّ ربِّ، أصحابي، فيقال : إنك لا تدري ما أحدثُوا بعْدَك؟،[٧٤] وقد روي عن الإمام الصادق عن آبائه عن النبي أنَّه قال: من أراد أن يتخلص من هول القيامة فليتول وليي، وليتبع وصيي وخليفتي من بعدي علي ابن أبي طالب، فإنه صاحب حوضي، يذود عنه أعداءه، يسقي أولياءه، فمن لم يسق منه لم يزل عطشانا ولم يرو أبدا، ومن سقى منه شربة لم يشق ولم يظمأ أبدا.[٧٥]
قال الشيخ الصدوق: اعتقادنا في الحوض انّه حق، وانّ عرضه ما بين أيلة وصنعاء، وهو حوض النبي وأنَّ فيه من الأباريق عدد نجوم السماء وأنّ الوالي عليه يوم القيامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، يسقي منه أولياءه، ويذود عنه أعداءه، ومن شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا.[٧٦]
الشهود يوم القيامة
لقد ذكرت الآيات والروايات العديد من الشهود الذين سيشهدون على الخلق يوم القيامة، وهم:
لقد ذكرت الآية القرآنية أنَّ الله هو القاضي والحاكم بين العباد وهو الشاهد عليهم.[٧٧]
- نبي كل أمة
يدل القرآن الكريم أنَّ لكل أمة شهيدا من أنفسهم.[٧٨]
- نبي الإسلام
عدَّ القرآن نبي الإسلام شاهدا على أمته.[٧٩]
- الأعضاء والجوارح
لقد ذكرت الآيات أنَّ من يشهد على الإنسان يوم القيامة أعضاء بدنه مثل: لسانه ويده ورجله بأمر من الله ،[٨٠] والجلود.[٨١]
- الملائكة
إنَّ للإنسان حفظة من الملائكة يصحبونه منذ بلوغه التكليف فيسجلون أعماله خيرها وشرها،[٨٢] وهؤلاء الملائكة يشهدون على الإنسان يوم القيامة عندما يرد صعيد الحساب مع سائقه.[٨٣]
- صحيفة الأعمال
هناك آيات تدل على وجود صحف تُضَبط فيها أعمال العباد خيرها وشرها، وكتبة يمارسون كتابتها، ويوم الحساب تعرض على الإنسان،[٨٤] فيقرؤها فيُرى المجرم مشفقا منها،[٨٥] فيغلبه التعجب من إحاطة الكتاب بدقيق أعماله.[٨٦]
- الأرض
إنَّ كل عمل صالحا كان أو طالح إذا كان بدنيا يصدر من الإنسان في نقطة وبقعة من بقاع الأرض، فهي تشهد يوم القیامة على الحوادث التي وقعت فيها،[٨٧] وقد ورد في بعض الأخبار أنَّ العبد إذا تاب إلى الله توبة نصوحا يوحي الله للأرض أن تكتم عليه ذنوبه يوم القيامة.[٨٨]
تجسيم الأعمال
ومعناه تجسم أعمال الناس أمامهم في يوم القيامة، أي: تتحول وتتغيّر الأعمال الصالحة للإنسان وتظهر بصورة جميلة من نعم الجنة في يوم القيامة، وكذلك الأعمال السيئة، فإنها تتبدل وتظهر بصورة النار والسلاسل والأغلال، وقد ذكر العلماء أنَّ تجسم الأعمال بمعنى: أنّ كل عمل يقوم به الإنسان سواء كان حسناً أو سيئاً، له صورتان، الأولى دنيوية، والثانية أخروية، وتكمن هاتان الصورتان في جوف وداخل العمل، وفي يوم الحشر وبعد التحولات والتطورات التي تحصل فيها، فإنّ العمل يترك صورته الدنيوية ويتجلّى ويتمثّل، ويظهر في صورته الأخروية الواقعية، وبها ينعم الإنسان ويتلذذ، أو يخسر ويتأذى.[٨٩]
ميزان الأعمال
إنَّ الشهود الكثيرین الذين يشهدون على الإنسان يوم القيامة يكتفون في مقام القضاء وإتمام الحجة، غير أنَّ الله لا يكتفي بهم، كما لا يكتفي بصحائف الأعمال التي ضُبطت فيها جميع أفعال العبد، بل يجسّد وضع الإنسان بتوزين أعماله بالميزان الذي يضعه يوم القيامة،[٩٠] والناس بين ثقيل الميزان وخفيفه.[٩١] [٩٢]
ذكرت الروايات الواردة عن أهل البيت أنَّ من الحساب والميزان ما يتولاه الله ، ومنه ما يتولاه حججه، فحساب الأنبياء والأئمة يتولاه الله ، ويتولى كل نبي حساب أوصيائه، ويتولى الأوصياء حساب الأمم، والله تبارك وتعالى هو الشهيد على الأنبياء والرسل، وهم الشهداء على الأوصياء والأئمة شهداء على الناس.[٩٣]
إحباط وتكفير الأعمال
الإحباط لغة بمعنى الإبطال، يُقال: أحبط عمل الكافر، أي أبطله،[٩٤] والكفر: بمعنى الستر والتغطية،[٩٥] والمراد منهما اصطلاحا فالحبط: هو سقوط ثواب العمل الصالح بالمعصية المتأخرة، والتكفير: سقوط الذنوب المتقدمة بالطاعة المتأخرة.[٩٦]
وقد اختلف المتكلمون في الحبط فالمعروف عن الإمامية، والأشاعرة هو أنه لا تحابط بين المعاصي والطاعات والثواب والعقاب، والمعروف عن جماعة من المعتزلة، كالجبائيين وغيرهما هو التحابط،[٩٧] وأما التكفير فقد ذهب المتكلمون إلى ثبوته وهو لا يُعد ظلما؛ لأنَّ العقاب حق للمولى، واسقاط الحق ليس ظلما، بل إحسان.[٩٨]
الصراط
قال الشيخ المفيد: الصراط هو الطريق، فلذلك سمِّي الدين صراطاً لأنّه طريق إلى الصواب، وله سمِّي الولاء لأمير المؤمنين والأئمّة من ذرًيته صراطاً.[٩٩]
إنَّ صراط الإنسان في الدنيا سوف يتجلّى يوم القيامة، جسراً ممدوداً على متن جهنم، لابدَّ للوصول إلى نعيم الجِنان من خلال المرور عليه، ومعنى هذا: أنّ الصراط الأُخرويّ هو امتداد لصراط الإنسان في حياته الدنيا، بل هو نفسه قد تجسّد ظاهراً للعيان، وهو جسر تصفه الروايات بأنّه مظلم، يسعى الناس عليه على قدر أنوارهم، ويصوّر حديث للإمام الصادق مسير الناس آنذاك على الصراط: «هو أدقّ من الشَّعرة، وأحدّ من السيف، مَن يمرّ عليه مثلَ البرق، ومنهم مَن يمرّ عليه مثلَ عَدْو الفَرَس، ومنهم من يمرّ عليه ماشياً، ومنهم من يمرّ عليه حَبْواً، ومنهم من يمرّ عليه متعلّقاً فتأخذ النار منه شيئاً، وتترك منه شيئاً».[١٠٠]
الهوامش
- ↑ الفراهيدي، كتاب العين، ج 5، ص 233.
- ↑ البقرة: 212.
- ↑ الروم: 12 - 14.
- ↑ عبس: 33 - 37.
- ↑ النازعات: 34 - 36.
- ↑ الغاشية: 1 - 4.
- ↑ القارعة: 1 - 4.
- ↑ الواقعة: 1 - 3.
- ↑ الممتحنة: 6.
- ↑ غافر: 18.
- ↑ الروم: 56.
- ↑ التغابن: 9.
- ↑ غافر: 15 - 16.
- ↑ غافر: 32 - 33.
- ↑ الشورى: 7.
- ↑ غافر: 27.
- ↑ مريم: 39 - 40.
- ↑ الواقعة: 1 - 3.
- ↑ سورة ق: 42.
- ↑ سورة ق: 33 - 34.
- ↑ الحجر: 34 - 35.
- ↑ الزلزلة: 1 -2.
- ↑ الدخان: 40.
- ↑ المدثر: 8 - 9 -10.
- ↑ يونس: 54.
- ↑ سورة ق: 19 - 20.
- ↑ الإنسان: 10 - 11.
- ↑ الحج: 55.
- ↑ الكوفي، المؤمن، ص 24.
- ↑ الصدوق، معاني الأخبار، ص 156.
- ↑ الشعيري، جامع الأخبار، ص 14.
- ↑ القمي، تفسير القمي، ج 1، ص 28.
- ↑ ابن طاووس، الإقبال بالأعمال الحسنة، ج 3، ص 127.
- ↑ الحاقة: 14.؛ الواقعة: 5 - 6.
- ↑ التكوير: 6.؛ الانفطار: 3.
- ↑ الحج: 1 - 2.؛ الزلزلة: 1 - 2.
- ↑ المرسلات: 8.؛ الانفطار: 2.
- ↑ الانشقاق: 1.
- ↑ الزمر: 68.؛ النمل: 87.
- ↑ الصدوق، الخصال، ج 2، ص 431 - 432.
- ↑ الراوندي، الخرائج والجرائح، ج 3، ص 1133 - 1137.
- ↑ العياشي، تفسير العياشي، ج 1 ، ص 384 - 385.
- ↑ القمي، تفسير القمي، ج 1، ص 204.
- ↑ الأعراف: 187.
- ↑ الشيرازي، الأمثل، ج 5، ص 321.
- ↑ إبراهيم: 48.
- ↑ الشيرازي، الأمثل، ج 7، ص 537.
- ↑ السجدة: 5.
- ↑ المعارج: 4.
- ↑ الكليني، الكافي، ج 8، ص 143.
- ↑ الانشقاق: 1.
- ↑ الانفطار: 1.
- ↑ التكوير: 1.
- ↑ التكوير: 2.
- ↑ الانفطار: 2.
- ↑ الانشقاق: 3.
- ↑ الانفطار: 3.
- ↑ التكوير: 6.
- ↑ القارعة: 5.
- ↑ الزمر: 68.
- ↑ الطباطبائي، الميزان، ج 17، ص 293.
- ↑ التكوير: 10.
- ↑ الانشقاق: 7 - 11.
- ↑ فاطر: 18.
- ↑ الشيرازي، الأمثل، ج 20، ص 420.
- ↑ القصص: 65.
- ↑ التكوير: 8 -9.
- ↑ الحراني، تحف العقول، ص 56.
- ↑ الطباطبائي، الميزان، ج 19، ص 381.
- ↑ الآيتين: 97 - 98.
- ↑ الطباطبائي، الميزان، ج 5، ج 51.
- ↑ ابن حنبل، مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج 3، ص 152.
- ↑ الصفار، بصائر الدرجات، ج 1، ص 417.
- ↑ البخاري، صحيح البخاري، ج 8، ص 119.؛ النيسابوري، صحيح مسلم، ج 4، ص 1796.؛ ابن الأثير، جامع الأصول، ج 10، ص 468.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 8، ص 19.
- ↑ الصدوق، اعتقادات الإمامية، ص 65.
- ↑ الحج: 17.؛ آل عمران: 98.
- ↑ النحل: 89.؛ القصص: 74 - 75.
- ↑ النساء: 41.؛ النحل: 89.؛ الحج: 78.
- ↑ النور: 24.؛ يس: 65.
- ↑ فصلت: 20 - 21.
- ↑ سورة ق: 18.
- ↑ سورة ق: 21.
- ↑ يونس: 21.؛ الزخرف: 80 و 89.، القمر: 52 - 53؛ يس: 12.
- ↑ الكهف: 49.
- ↑ الإسراء: 14.
- ↑ الزلزلة: 4 - 5.
- ↑ الصدوق، ثواب الأعمال، ص 171.
- ↑ السبحاني، مفاهيم القرآن، ج 8، ص 330.
- ↑ الأنبياء: 47.
- ↑ الأعراف: 8 -9.
- ↑ السبحاني، الإلهيات، ج 4، ص 263.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 7، ص 251.
- ↑ ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، ج 2، ص 129.
- ↑ ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، ج 5، ص 191.
- ↑ السبحاني، الإلهيات، ج 4، ص 363.
- ↑ السبحاني، الإلهيات، ج 4، ص 364.
- ↑ السبحاني، الإلهيات، ج 4، ص 376.
- ↑ المفيد، تصحيح الاعتقاد، ص 108.
- ↑ الصدوق، الأمالي، ص 177.
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- ابن الأثير، المبارك بن محمد، جامع الأصول في أحاديث الرسول، تحقيق : عبد القادر الأرنؤوط، د.م، الناشر : مكتبة الحلواني - مطبعة الملاح - مكتبة دار البيان، ط 1، د.ت.
- ابن حنبل، أحمد بن حنبل، مسند الإمام أحمد بن حنبل، المحقق: أحمد محمد شاكر، القاهرة - مصر، الناشر: دار الحديث، ط 1، 1416 هـ - 1995 م.
- ابن طاووس، علي بن موسى، الإقبال بالأعمال الحسنة، قم – إيران، الناشر: دفتر تبليغات اسلامي، ط 1، 1376 ش.
- ابن فارس، أحمد بن فارس، معجم مقاييس اللغة، تحقيق وتصحيح: عبد السلام محمد هارون، قم - إيران، الناشر: انتشارات دفتر تبليغات اسلامى حوزه علميه قم، ط 1، 1404 هـ.
- البخاري، محمد بن إسماعيل، صحيح البخاري، المحقق: محمد زهير بن ناصر الناصر، الناشر: دار طوق النجاة، ط 1، 1422 هـ.
- الحراني، الحسن بن علي، تحف العقول، المحقق والمصحح: علي أكبر غفارى، قم - إيران، الناشر: جامعة المدرسين، ط 2، 1404 هـ.
- الراوندي، سعيد بن هبة الله، الخرائج والجرائح، قم – إيران، الناشر: مؤسسة الإمام المهدي ، ط 1، 1409 هـ.
- السبحاني، جعفر، الإلهيات على هدى الكتاب والسنة والعقل، بقلم: حسن محمد مكي العاملي، قم - إيران، مؤسسة الإمام الصادق ، ط 7، 1430 هـ.
- السبحاني، جعفر، مفاهيم القرآن، قم - إيران، الناشر: مؤسسة الإمام الصادق ، د.ت.
- الشعيري، محمد بن محمد، جامع الأخبار، النجف – العراق، الناشر: المطبعة الحيدرية، ط 1، د.ت.
- الشيرازي، ناصر مكارم، الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، قم – إيران، الناشر: مدرسة الإمام علي بن أبي طالب ، ط 1، 1421 هـ.
- الصدوق، محمد بن علي، اعتقادات الإمامية، قم - إيران، الناشر: مؤتمر الشيخ المفيد، ط 2، 1414 هـ.
- الصدوق، محمد بن علي، الأمالي، طهران - إيران، الناشر: كتابچى، ط 6، 1376 ش.
- الصدوق، محمد بن علي، الخصال، قم – إيران، الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي، ط 1، 1362 ش.
- الصدوق، محمد بن علي، ثواب الأعمال وعقاب الأعمال، قم - إيران، الناشر: دار الشريف الرضي للنشر، ط 2، 1406 هـ.
- الصدوق، محمد بن علي، معاني الأخبار، قم – إيران، الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي، ط 1، 1403 هـ.
- الصفار، محمد بن الحسن، بصائر الدرجات في فضائل آل محمّد (صلّى الله عليهم)، تحقيق وتصحيح: كوچه باغي - محسن بن عباس علي، قم - إيران، الناشر: مكتبة آية الله المرعشي النجفي، ط 2، 1404 هـ.
- الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، قم - إيران، الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي، ط 5، 1417 هـ.
- الفراهيدي، الخليل بن أحمد، كتاب العين، قم – إيران، الناشر: نشر هجرت، ط 2، قم – إیران، 1309هـ.
- القمي، علي بن ابراهيم، تفسير القمي، قم – إيران، الناشر: دار الكتاب، ط 3، قم – إيران، 1404 هـ.
- الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، تحقيق وتصحيح: علي أكبر غفاري - محمد آخوندي، طهران - إيران، الناشر: دار الكتب الإسلامية، ط 4، 1407 هـ.
- الكوفي، الحسين بن سعيد، المؤمن، قم – إيران، الناشر: مؤسسة الإمام المهدي ، 1404 هـ.
- المجلسي، محمد باقر بن محمد تقي، بحار الأنوار، تحقيق وتصحيح: مجموعة من المحققين، بيروت - لبنان، الناشر: دار إحياء التراث العربي، ط 2، 1403 هـ.
- المفيد، محمد بن محمد، تصحيح الاعتقاد، قم - إيران، المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد، ط 1، 1413 هـ.
- النيسابوري، مسلم بن الحجاج، صحيح مسلم، المحقق: محمد فؤاد عبد الباقي، بيروت - لبنان، الناشر: دار إحياء التراث العربي، د.ت.