يوم الحسرة
يوم الحَسْرَة، هو من أسماء يوم القيامة، وقد ورد في القرآن وتحديداً الآية 39 من سورة مريم. كما ورد في القرآن والروايات موجبات التحسّر يوم القيامة ومنها التكذيب بالمعاد، وترك العمل الصالح.
استخدامها في القرآن
ورد هذا المصطلح مرة واحدة في القرآن في الآية 39 من سورة مريم: ﴿وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الحَسْرَةِ إِذْ قُضيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فىِ غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُون﴾.
وقد أشارت آيات أخرى إلى تحسّر الإنسان يوم القيامة أيضاً، ومنها:
- ﴿أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتا عَلى ما فَرَّطْتُ في جَنْبِ اللَّه﴾[١]
- ﴿وَ يَومَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَي يَدَيهِ يَقُولُ يَا لَيتَنِي اتَّخَذتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا﴾[٢]
معنى يوم الحسرة
الحسرة بمعنى الغمّ على ما فاته والندم عليه.[٣] وبحسب ما قاله الطبرسي في مجمع البيان فإن الحسرة يوم القيامة لا تختص بالمذنبين فقط، بل يتحسّر المحسنون أيضاً بأنهم لم يزدادوا من عمل الخير.[٤] فيتحسر الإنسان يوم القيامة لأجل السعادة الأبدية التي فاتته، رغم أنه كان متمكّناً من الحصول عليها،[٥] كما أن الخلود في جهنم حسرة عظيمة لأهلها.[٦]
موجبات التحسّر
ذكر في القرآن والروايات بعض العوامل التي تؤدي إلى تحسر الإنسان يوم القيامة:
في القرآن
- إنكار القيامة أو الغفلة عنها: فورد في سورة الأنعام إنّ الذين كذّبوا بلقاء الله يقولون يوم القيامة: ﴿يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا﴾.[٧] وبحسب ما جاء في سورة الأنبياء يقول هؤلاء المنكرون: ﴿يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هٰذَا﴾.[٨]
- ترك الإيمان والعمل الصالح: يقول أهل جهنم يوم القيامة: ﴿يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾.[٩] ﴿يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولاَ﴾.[١٠]
- الإنفاق ضد دين الله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً﴾.[١١]
في الروايات
- قال الإمام الصادق(ع): ما اجتمع قوم في مجلس لم يذكروا الله ولم يذكرونا إلا كان ذلك المجلس حسرة عليهم يوم القيامة.[١٢]
- قال أمير المؤمنين(ع): إنّ أعظم الحسرات يوم القيامة حسرة رجل كسب مالا في غير طاعة الله، فورّثه رجلا، فأنفقه في طاعة الله سبحانه، فدخل به الجنة، ودخل الأول به النار.[١٣]
- قال الإمام الباقر(ع): إن أشد الناس حسرة يوم القيامة الذين وصفوا العدل ثم خالفوه.[١٤]
الهوامش
- ↑ سورة الزمر، الآية 56.
- ↑ سورة الفرقان، الآية27.
- ↑ الراغب الأصفهاني، المفردات في غريب القرآن، ص235.
- ↑ الطبرسي، مجمع البيان، ج6، ص 795.
- ↑ الطباطبائي، الميزان، ج14، ص50.
- ↑ الكاشاني، منهج الصادقين، ج5، ص408.
- ↑ سورة الأنعام، الآيات 29 تا 31.
- ↑ سورة الأنبياء، الآية 97.
- ↑ سورة الأنعام، الآية 27.
- ↑ سورة الأحزاب، الآية66.
- ↑ سورة الأنفال، الآية 36.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، 1403هـ، ج75، ص468.
- ↑ نهج البلاغة، الحكمة 429.
- ↑ الفيض الكاشاني، الصافي في تفسير القرآن، 1416هـ، ج1، ص430.
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- نهج البلاغة، التصحيح: صبحي صالح.
- الراغب الأصفهاني، الحسين بن محمد، مفردات ألفاظ القرآن، بيروت، دار الشامية، 1412 هـ.
- الطباطبائى، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، 1390 هـ.
- الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، بيروت، دار المعرفة، 1406 هـ.
- الكاشاني، الملا فتح الله، منهج الصادقين في إلزام المخالفين، طهران، كتابفروشى إسلامية (مكتبة إسلامية)، د. ت.
- الفيض كاشاني، محسن، التفسير الصافي، قم، مؤسسة الهادي، 1416 هـ.
- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بيروت، مؤسسة الوفاء، 1403 هـ.