الثقلين، هما الأمران النفيسان، والمراد بها القرآن الكريم وعترة النبي (ص) وسبب إشتهار هذه الكلمة هو حديث الثقلين عن رسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم, حيث قال:‌ "إنّي تاركٌ فيكم الثقلين ما إن تَمَسَّكتم بهما لن تضلّوا بعدي: كتاب الله وعترتي أهلَ بيتي، لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوضَ".

حديث الثقلين

المعنى اللغوي

الثَقَلَين أو الثِقْلَين؛ وردت في كتب اللغة مفردة (الثَّقَل) مُحرَّكة بمعنى: مَتاعُ المُسافِر وحَشَمُه، وكلّ شيءٍ نفيس مصون، ومنه الحديث: "إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي".[١] وقد ورد ذكر الثِقْل (بکسر الثاء وتسکین القاف) والثَقَل (بفتح الثاء والقاف) في کتب اللغة, وفسّرهما بعض اللغویون بمعنی واحد فيما فسّرهما آخرون بمعنيين متغايرين,[٢] وجمعهما (أثقال).[٣]

الثقل في القرآن الكريم

لم تستعمل مفردة الثِقْل أو الثَقَل في القرآن الكريم, أمّا مفردة (ثقلان) فقد ورد ذكرها في آية واحدة فقط.[٤] وأيضاً ورد ذكر مفردة (أثقال) في جملة من الآیات الکریمة.[٥] عموم المفسّرين بيّنوا أنّ المراد من (الثقلان) هو الإنس والجن,[٦] فيما بيّن عدّة من المفسّرين أنّ المراد منه، كتاب الله وعترة النبي الخاتم .[٧]

حديث الثقلين

يعتبر هذا الحديث من أشهر الأحاديث النبوية الشريفة والذي بلغ حدّ التواتر,[٨] حيث أوصى الرسولُ  المسلمين بالتمسّك بعد رحيله   بالثقلين (الكتاب والعترة), قائلاً: «إنّي تاركٌ فيكم الثقلين ما إن تَمَسَّكتم بهما لن تضلّوا بعدي: كتاب الله وعترتي أهلَ بيتي، لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوضَ».[٩] وقد أجمع المسلمون بكلّ طوائفهم ومذاهبهم على التسليم بصحة صدور الحديث عنه .

يعتبر هذا الحديث، أحد أبرز الأدلة النقلية التي تتمسّك بها الشيعة الإمامية لإثبات وجوب الإمامة واستمراريتها وعصمة الأئمة. كما حُظي الحديث بالكثير من الاهتمام، فدُوِّنت الكثير من المصّنفات حوله شرحاً وتوضيحاً. لقد اشتهر هذا الحديث، بحديث الثِقْلين أو الثَقَلين لذكر هذه المفردة فیه.

الهوامش

  1. الفيروزابادي, القاموس المحیط، ج 3، ص 342؛ ابن درید، کتاب جمهرة اللغة، ج 1، ص 430؛ ابن منظور، لسان العرب، ج 2، ص 114.
  2. إبراهیم انیس وآخرون، المعجم الوسیط، ج 1، ص 98.
  3. ابن درید، کتاب جمهرة اللغة، ج 1، ص 430.
  4. سورة الرحمن، آیه 31.
  5. النحل: 7؛ الزلزلة: 2؛ العنکبوت: 13.
  6. ابن کثیر، تفسیر القرآن العظیم، ج 4، ص447؛ ابوالفتوح الرازي، تفسیر روح الجنان، ج 10، ص 396.
  7. القمي، تفسیر القمي، ج 2، ص 345؛ البحراني، البرهان في تفسير القران، ج 4، ص 267.
  8. البحراني, غاية المرام وحجة الخصام: ج2 ص304-320. البحراني, غاية المرام وحجة الخصام: ج 2 ص 320-367.
  9. الكليني, الكافي: ج 1، ص 294؛ النسائي, سنن النسائي، الحديث 8148.

المصادر والمراجع

  • القرآن الکریم.
  • إبراهیم أنیس و آخرون، المعجم الوسیط، طهران، دفتر نشر فرهنگ اسلامی، 1367 ش.
  • ابن درید، محمد بن الحسن، جمهرة اللغة، بیروت، طبع رمزی منیر البعلبکی، 1987 - 1988 م.
  • ابن منظور، محمد بن مکرم، لسان العرب، بیروت، دار احیاء التراث العربی، 1411هـ.
  • ابن کثیر، إسماعيل بن عمر، تفسیر القرآن العظیم، بیروت، طبع علی شیری، د.ت.
  • ابو الفتوح الرازي، حسين بن علي، تفسیر روض الجنان وروح الجنان، طهران، طبع ابوالحسن شعراني و علي اکبر غفاري، 1382-1387 ش.
  • البحراني, هاشم بن سلیمان، البرهان فی تفسیرالقرآن، طهران، طبع محمود بن جعفر موسوي زرندي، 1334 ش.
  • البحراني, هاشم بن سليمان, غاية المرام وحجة الخصام، بيروت، مؤسسة التاريخ العربي, الطبعة الاولى, 1422 هـ/2001 م.
  • الفيروزابادي, محمد بن يعقوب, القاموس المحیط, بيروت، دار الفكر, 1403 هـ/ 1983 م.
  • القمي, علي بن ابراهیم ، تفسیر القمي، قم، طبع طیب الموسوي الجزائري، 1404 هـ.
  • الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، طهران، دار الكتب الاسلامية، د ت.
  • النسائي، أحمد بن شعيب، السنن الكبري، بيروت، دار الكتب العلمية، 1411 هـ.