الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الإمامة»
imported>Alkazale |
imported>Alkazale |
||
سطر ٩٦: | سطر ٩٦: | ||
===آية أولي الأمر=== | ===آية أولي الأمر=== | ||
{{مفصلة|آية أولي الأمر}} | {{مفصلة|آية أولي الأمر}} | ||
قال تعالى: «یا أَیهَا الَّذِینَ آمَنُوا أَطِیعُوا اللَّهَ وَأَطِیعُوا الرَّسُولَ وَأُولِی الْأَمْرِ مِنْکمْ»، يأمر الله تعالى في هذه الآية الكريمة بطاعة أولي | قال تعالى: «یا أَیهَا الَّذِینَ آمَنُوا أَطِیعُوا اللَّهَ وَأَطِیعُوا الرَّسُولَ وَأُولِی الْأَمْرِ مِنْکمْ»، يأمر [[الله تعالى]] في هذه [[آية (قرآن)|الآية الكريمة]] بطاعة [[أولي الأمر]؛ إذن: يجب وجود أولي الأمر أولاً ثم إطاعتهم ثانياً.<ref>الطوسي، تلخیص المحصل، ص 407.</ref> وقد أشار [[التفتازاني]] لهذا الدليل قائلاً: "وجوب طاعة أولي الأمر يقتضي تحقق وجودها".<ref>التفتازاني، شرح المقاصد، ج 5، ص 239.</ref> | ||
===حديث من مات=== | ===حديث من مات=== | ||
{{مفصلة|حديث من مات}} | {{مفصلة|حديث من مات}} | ||
قال النبي {{ص}}: "من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية".<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 23، صص 76-95 ؛ المسعودي، إثبات الوصیة، ج 1، صص 112-115؛ النیشابوري، المستدرك علی الصحیحین، ج 1، ص 150 و 204، أحادیث 259 و 403؛ ابن حنبل، المسند، ج 12، ص 277؛ ج 13، ص 188.</ref> وبحسب هذا الحديث فإن من مات دون أن يعرف إمام زمانه فقد مات جاهلاً. ويعتقد بعض العلماء المتكلمين أن هذا الحديث هو دليل على وجوب الإمامة، لأنه | قال [[النبي صلّى الله عليه وآله وسلم|النبي]] {{ص}}: "من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية".<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 23، صص 76-95 ؛ المسعودي، إثبات الوصیة، ج 1، صص 112-115؛ النیشابوري، المستدرك علی الصحیحین، ج 1، ص 150 و 204، أحادیث 259 و 403؛ ابن حنبل، المسند، ج 12، ص 277؛ ج 13، ص 188.</ref> وبحسب هذا الحديث فإن من مات دون أن يعرف إمام زمانه فقد مات جاهلاً. ويعتقد بعض العلماء المتكلمين أن هذا الحديث هو دليل على وجوب الإمامة، لأنه بحسب هذا الحديث إن معرفة الإمام في كل زمان [[التكليف (الفقه)|تكليف شرعي]]، وملازمه أن الزمان لا يخلو دائماً من وجود إمام.<ref>التفتازاني، شرح المقاصد، ج 5، ص 239؛ أبو حنیفة، شرح الفقه الأکبر، ص 179؛ الطوسي، تلخیص المحصل، ص 407.</ref> | ||
===سيرة المسلمين=== | ===سيرة المسلمين=== |
مراجعة ٢١:٣٤، ١١ نوفمبر ٢٠٢٢
هذه مقالة أو قسم تخضع حاليًّا للتوسيع أو إعادة هيكلة جذريّة. إذا كانت لديك استفسارات أو ملاحظات حول عملية التطوير؛ فضلًا اطرحها في صفحة النقاش قبل إجراء أيّ تعديلٍ عليها. فضلًا أزل القالب لو لم تُجرَ أي تعديلات كبيرة على الصفحة في آخر شهر. imported>Alkazale |
الإمامة، هي قيادة المجتمع الإسلامي وخلافةٌ للرسول الأكرم في الشؤون الدينية والدنيوية. وهذه العقيدة هي من أصول مذهب الشيعة، وأحد الاختلافات في العقيدة بين الشيعة والسنة. وقد أدت أهمية ومكانة هذه المسألة عند الشيعة بأنهم يُلقبون بـ "الإمامية".
بحسب اعتقاد الشيعة أن النبي من بداية رسالته كان يهتم كثيراً بذكر خليفته وإمام المسلمين بعد وفاته، وقد قام بإجراءات كثيرة لهذا الأمر من قبيل الدعوة العلنية في التعريف بالإمام علي
خليفةً له من بعده، واستمر ذلك إلى آخر أيام حياته، كذلك في طريق عودته من حج الوداع في الثامن عشر من ذي الحجة بغدير خم، وأيضاً في اللحظات الأخيرة من حياته
عندما طلب الدواة والقلم.
أهل السنة قبلوا بضرورة وجود الإمام وضرورة اتباع أوامره، لكنهم يعتقدون أن اختيار الإمام يقع على عاتق الناس وبيدهم، ولم يعيِّن نبي الإسلام أحداً ليكون خليفةً من بعده.
من وجهة نظر الشيعة الإثني عشرية أن هناك اثنا عشر إماماً معصوماً، أولهم الإمام علي وآخرهم الإمام المهدي
، فبعد أن تولى الإمام علي
الإمامة قد تولى بعده الإمام الحسن
، ثم أخيه الحسين
منصب الإمامة، وبعد هؤلاء الأئمة الثلاثة قد شغل هذا المنصب تسعة من أبناء الإمام الحسين
.
الفلسفة الوجودية للإمام هي نشر وحفظ الدين الإسلامي، وتبيين التعاليم الدينية وهداية الناس، ومن هذا المنطلق يجب أن يكون الإمام معصوماً وله علم لدني وله الولاية من قبل الله تعالى حتى يمكنه القيام بوظائفه تجاه الناس.
تعريف الإمامة
الإمامة بمعنى القيادة والسيادة، أما عند أهل اللغة فهي بمعنى شيء يُقتدى به، ولهذا قد ورد مصاديق للإمام ومنها القرآن الكريم، ومنها إمام الجماعة، ومنها قائد الجيش، ومنها دليل المسافرين، ومنها هادي الإبل والجِمال وكذلك العالَم الذي يُهدتى به.الضلالة.[١]
وفي الاصطلاح قد وقع الخلاف في تعريف الإمامة بين المسلمين من جهة دائرتها تبعاً لاختلافهم في شخص الإمام بعد النبي محمد، إلاّ أنّهم تقاربوا في معناها أو مفهومها بشكل عام:
عند الشيعة
- عرّفها العلاّمة الحلّي بكونها: «رئاسة عامة في الدين والدنيا لشخص من الأشخاص».[٢]
- عرّفها القاضي نور الله المرعشي التستري بأنّها: «منصب إلهي حائز لجميع الشئون الكريمة والفضائل، إلا النبوة وما يلازم تلك المرتبة السامية».[٣]
عند السنّة
- عرّفها القاضي عبد الرحمان الإيجي بكونها: «خلافة الرسول في إقامة الدين بحيث يجب طاعته على كافة الأمّة».[٤]
- عرّفها ابن خلدون بأنّها: «خلافة عن صاحب الشريعة في حفظ الدين وسياسة الدنيا».[٥]
مفهوم الإمام في القرآن
ذكرت لفظة الإمام في القرآن الكريم اثنى عشرة مرّة سبعة بصيغة المفرد وخمسة بصيغة الجمع:
صيغ المفرد :
وردت في سورة البقرة الآية 124. وهود الآية 17. والحجر الآية 78 ــ 79. والإسراء الآية 71. والفرقان الآية 74. ويس الآية 12. والأحقاف الآية 12.
صيغ الجمع :
وردت في سورة التوبة الآية 12. والأنبياء الآية 73. والقصص الآية 4 و 41. والسجدة الآية 24.
مفهوم الإمام في الآيات المذكورة
المراد من لفظة الإمام في الآيات المذكورة:
- أئمة الصلاح: كما في الآية (124) من سورة البقرة، والآية (73) من سورة الأنبياء، في سورة الفرقان آية (74)، والقصص آية (5)، و السجدة آية (24)
- أئمة الكفر والضلال: كم في سورة التوبة آية (12)، وسورة القصص آية (41)
- أئمة الصلاح والكفر معا: سورة الإسراء آية (71)
- اللوح المحفوظ[٦]: كما حال الآية (12) من سورة يس
- الكتاب (التوراة)[٧]: كما في الآية (12) من سورة الأحقاف ، والآية 17 من سورة هود
- الطريق والسبيل[٨]: كما في الآية (78) من سورة الحجر.
مع ملاحظة المصاديق التي قُصِدَت بلفظة "الإمام" في الآيات السابقة، سيلحظ أنّها تشترك في حيثية واحدة وهي المرجعية، بمعنى أنّ الله تعالى أطلق لفظة الإمام في القرآن الكريم على من يصلح أن يكون مرجعاً ترجع له النّاس بغض النظر عن كونه مرجعية صالحة أو فاسدة، إيجابية أم سلبية.
مكانة الإمام
تعتبر الإمامة من وجهة نظر الشيعة أحد العقائد الإسلامية،[٩] لكن المعتزلة والأشاعرة،[١٠] وغيرهم من مذاهب أهل السنة يعتبرونها من فروع الدين.[١١] في الثقافة الشيعية إن موضوع الإمامة بالإضافة إلى الخلافة يشمل العهد الإلهي، كما أنه عامل لإكمال الدين.
الإمامة والخلافة
من الناحية التاريخية كانت مسألة الإمامة أهم مسألة ناقشها المسلمون بعد النبي ، حيث لم يتم في أي زمانٍ نزاع وجدال في مسألةٍ كالإمامة، تسمى قيادة الأمة الإسلامية بعد النبي
بعناوين مختلفة منها الإمامة والخلافة، وسُميت بالإمامة لأن الإمام هو من يتزعم ويقود المسلمين، وسميت بالخلافة لأن الخليفة هو من يخلف النبي
.[١٢] وعلى هذا الأساس فإن الإمام هو خليفة النبي
في الشريعة الإسلامية. هناك رأيان عند أهل السنة في تسمية الإمام بخليفة الله: فاعتبر بعضٌ هذه التسمية جائزة والبعض الآخر اعتبرها غير صحيحة.[١٣] لكن تعتبر روايات أهل البيت
إن الإمامة هي خلافة النبي
.[١٤]
الإمامة عهد إلهي
يعتبر القرآن الكريم أن الإمامة أفضل من النبوة، لأنه قد ورد أن النبي إبراهيم بعد بلوغه درجة النبوة والرسالة قد وفِق ونجح في الامتحانات والابتلاءات الإلهية، فمُنح منزلة الإمامة[١٥] عبر القرآن الكريم في الآية 124 من سورة البقرة أن الإمامة عهد وميثاق إلهي. وفي روايات أهل البيت
قد أُشير لذلك.[١٦]
الإمامة عاملٌ لإكمال الدين
من الأحاديث التي نقلت عن شأن ومكانة الإمامة هي نزول آية إتمام الدين،[١٧] وبناءً على هذه الروايات نزلت هذه الآية في حادثة غدير خم عندما عرّف ونصَّب النبي علياً
أميراً وقائداً وخليفةً عنه للأمة الإسلامية بأمر من الله تعالى. وعلى هذا الأشساس وصل الدين الإسلامي لكماله المنشود.[١٨]
آية التبليغ[١٩] تدل أيضاً على الشيء نفسه، لأنه وفقاً لهذه الآية مع روايات نزولها كان للإمامة مكانة وأهمية بحيث لو لم ينقلها النبي لكان الأمر كما لو لم ينقل
رسالته الإلهية، وستضيع جهوده جميعاً.[٢٠]
أهمية الإمامة في يوم القيامة
وفقاً للآيات القرآنية ففي يوم القيامة يعى كل شخصٍ بقائده وإمامه:
«یوْمَ نَدْعُو کلّ أُناس بإِمامِهِمْ» وقد نقل هذا الأمر في حديثٍ من كتب السنة والشيعة.[٢١] وقد ورد حديث رواه الشيعة والسنة عن الإمام الرضا والإمام علي : أن الإئمة هم القادة وأدلاء العباد إلى الله ولا يدخل أحد الجنة إلا بمعرفته للإمام ومعرفة الإمام له، ولا يدخل نار جهنم إلا من كان ينكر الائمة وهم ينكرونه.[٢٢] في عدة أحاديث[٢٣] عن أئمة الشيعة
أن الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية أركان الإسلام، ومن بين هذه الأركان تعتبر الولاية أفضل وأهم من بقية الأركان.[٢٤]
ضرورة وجود الإمام
من وجهة نظر علماء الإمامية فإن الإمامة واجبة ووجوبها واجب كلامي، بمعنى الوجوب على الله لا الوجوب على الناس. ومعنى هذا الوجوب أن الإمامة تقتضي العدل والحكمة والجود وباقي الصفات الكمالية الإلهية، وبما أن ترك هذا العمل يستلزم النقص في ساحة الله تعالى فيعتبر أمرٌ محال، إذن: القيام به عمل ضروري وواجب. لكن هذا الوجوب ناشىء من الصفات الكمالية الإلهية لا أنه قد فُرض وأُوجب على الله، فهو كما أوجب الله على نفسه الهداية والرحمة.[٢٥]
المذاهب غير الشيعية
تعتبر غالبية المذاهب الإسلامية أن الإمامة واجبة، وإن كان هناك اختلاف في كونها وجوباً فقهياً أو كلامياً أو نقلياً أو عقلياً.
الوجوب النقلي: تعتبر الأشاعرة أن الإمامة واجبة، ولكن لأنهم لا يعتقدون بالحُسن والقُبح العقليين وعدم وجوب شيء على الله، فإنهم يعتبرونها واجبةٌ على الناس، ويعتبرون أن وجوبها وجوب نقلي وعلى أساس الروايات وليس عقلياً. يعتقد عضد الدين إيجي أن تنصيب الإمام عند الأشاعرة واجب نقلاً،[٢٦] وهذا بمعنى أنه لما أمر الله تعالى فوجوب وتنصيب الإمام واجب وليس بما أن العقل فهم وأدرك هذا الأمر.
الوجوب العقلي: المعتزلة والماتريدية والأباضية وبعضٌ من الزيدية يعتبرون أن الإمامة واجبة على الناس. وقد اعتبر بعض المعتزلة وجوب الإمامة عقليٌ، واعتبره آخرون نقليٌ.[٢٧]
أدلة وجوب الإمام
آية أولي الأمر
قال تعالى: «یا أَیهَا الَّذِینَ آمَنُوا أَطِیعُوا اللَّهَ وَأَطِیعُوا الرَّسُولَ وَأُولِی الْأَمْرِ مِنْکمْ»، يأمر الله تعالى في هذه الآية الكريمة بطاعة [[أولي الأمر]؛ إذن: يجب وجود أولي الأمر أولاً ثم إطاعتهم ثانياً.[٢٨] وقد أشار التفتازاني لهذا الدليل قائلاً: "وجوب طاعة أولي الأمر يقتضي تحقق وجودها".[٢٩]
حديث من مات
قال النبي : "من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية".[٣٠] وبحسب هذا الحديث فإن من مات دون أن يعرف إمام زمانه فقد مات جاهلاً. ويعتقد بعض العلماء المتكلمين أن هذا الحديث هو دليل على وجوب الإمامة، لأنه بحسب هذا الحديث إن معرفة الإمام في كل زمان تكليف شرعي، وملازمه أن الزمان لا يخلو دائماً من وجود إمام.[٣١]
سيرة المسلمين
يعتقد بعض العلماء المتكلمين أن سيرة المسلمين دليل على واجب الإمامة، لأنه يتبين من سيرة المسلمين أنهم اعتبروا وجوب الإمامة أمرٌ مسلّم غير قابل للترديد، وأن الاختلاف بين الشيعة والسنة مرتبط بمصاديق الإمامة لا بأصل الإمامة.[٣٢] وقد استدل أبو علي وأبو هاشم الجبائي وآخرون من الصحابة على وجوب الإمامة بالإجماع.[٣٣]
قاعدة اللطف
إن أهم دليل عقلي عند المتكلمين الإمامية على وجوب الإمامة هي قاعدة اللطف. يعتبر المتكلمين الشيعة أن الإمامة من المصاديق الواضحة لقاعدة اللطف، وقد ذكروا أن الله بما أنه لطيف بالنسبة لعبادة وتنصيب الإمام هو نوع من اللطف فإذن: الإمامة واجبةٌ.[٣٤]
يقول السيد المرتضى في شرح وبيان كون الإمامة لطفٌ، ما يلي:
"نحن نعلم أن هناك تكاليف عقلية على البشر، ونعلم أيضاً أن المكلفين ليسوا بمعصومين. وبناءً على هاتين المقدمتين فإن دليل وجوب الإمامة هو أن كل فرد عاقل عالم بالعرف وسيرة العقلاء فإنه يعرف إذا كان هناك قائد في المجتمع مدبر وكفوء يدافع عن العدالة والقيم الإنسانية ويمنع الظلم والاضطهاد فحينئذٍ يوفر الظروف الاجتماعية لتوسعة الفضائل والقيم، وهذا هو اللطف لأن من خلاتل اللطف سيقبلون على الطاعة والفضائل ويبتعدون عن الهلاك الرذايل وبالتالي فإن الأمامة على المكلفين لطفٌ.[٣٥]
كما أن العلماء المتكلمين كابن ميثم البحراني وسديد الدين الحمصي والخواجة نصير الدين الطوسي وغيرهم صرحوا بعبارات مختلفة بناءً على هذه القاعدة في توصيف الإمامة ووجوبها.[٣٦]
فلسفة الإمامة
بما أن أهل السنة يعتبرون أن الإمام مجرد حاكم سياسي للمجتمع، لذلك هم عادةً ما يقدمون فلسفة وجود الإمام لتشكيل الحكومة وأداء الواجبات المعتادة للحكومة وإدارة المجتمع. على سبيل المثال من وجهة نظر المعتزلة فإن تحقق الأحكام الشرعية مثل وضع الحدود، والحفاظ على وجود الأمة الإسلامية، وإعداد وتهيئة القوات لمحاربة العدو وما شابه ذلك من الأمور تشكل أغراض الإمامة.[٣٧]
لكن الشيعة الإمامية ذكروا عن هدفين لوجود الإمام:
الهدف الأول: وهو نفس الأهداف العملية والفوائد التي ذكرها أهل السنة. وبناءً على ذلك فإن الحفاظ على النظام الاجتماعي للمسلمين، وتحقق العدالة الاجتماعية، وتحقق الأحكام الإسلامية، لا سيما التي لها جانب اجتماعي، وإجراء الحدود الإلهية، من أهداف الإمامة.
الهدف الثاني: وهو أهم مقاصد الإمامة الذي هو عبارة عن نقل الشريعة وحفظها وتبيينها.[٣٨]
ميزات ولوازم الإمام
العصمة
من شروط الإمامة وضروراتها: الحصانة من كل ذنب وخطأ.[٣٩] والدليل على ذلك أن الإمام هو خليفة للنبي ومرجع علمي في أحكام الدين وتعاليمه. لذلك من الضروري أن مصوناً من الذنب والخطأ حتى يعتمد الناس بعليه ويثقون بكلماته. وإلا ستفقد ثقة الناس وسذهب غرض الله وينقض في هدايته للناس.[٤٠]
الأفضلية
يعتبر علماء الشيعة المتكلمين أن الأفضلية هي إحدى أحد الشروط والخصائص المهمة للإمامة وهم متفقون على ذلك.[٤١] فكل الكمالات النفسية والبدنية كالتقوى والكرم والشجاعة وغيرها في الإمام هي الأفضل عنده من غيره.[٤٢] وقد استدل العلماء على أدلة كثيرة عقلية ونقلية[٤٣] كقاعدة القبح والترجيح بلا مرجح كتقديم المفضول على الفاضل،[٤٤] وأيضاً الآية 35 من سورة يونس.[٤٥]
العلم اللدني
إن الأئمة المعصومين بالإضافة إلى ما سمعوه من خلال النبي
بشكل مباشر أو غير مباشر، كان لديهم أيضاً علوم أخرى، وهذا العلم من قبيل العلوم غير العادية بحيث أُعطي بصورة الإلهام والتحدث، مثل ما ألهم وأعُعطي للخضر
وذو القرنين والسيدة مريم وأم موسى. وبسبب هذا العلم إن الائمة وصلوا إلى مقام الإمامة من الطفولة، وبهذا العلم يعلمون كل ما يحتاج إليه في مسير هداية العباد والقيام بوظائف الإمامة ولم يكونوا محتاجين لغيرهم في تعلم علوم الآخرين.[٤٦]
الولاية
استُعملت الولاية في الإسلام والقرآن الكريم وفي الفكر الشيعي بمعنى "الوصاية" و"مالكية التدبير"،[٤٧] وهي على نوعين: تكويني وتشريعي. والولاية التكوينية عبارة عن وصاية الإمام لجميع مخلوقات العالم وامتلاكه التصرف العيني فيها. والولاية التشريعيةوهي تشمل وصاية وكفالة الإمام على تفسير وتوضيح القرآن الكريم وعلى السنة النبوية، وقيادة المجتمع.[٤٨] قيل إن أكثر علماء الشيعة الإمامية متفقون على حجة الولاية التكوينية للأئمة . والولاية التشريعية تعني حق الأئمة في التشريع والتقنين أيضاً.[٤٩]
حجية الكلام وإطاعة الإمام
تعني هذه الصفة أن كلام الإمام وتفسيره لكلام الله معتبرٌ وطاعته لازمة. وهذه الخصوصية تعود إلى حظهم من المعرفة الإلهية والعلم اللدني وعلمهم بمراد الله في الكتب السماوية.[٥٠]
أئمة الشيعة
الأئمة الشيعية اثنا عشر إماماً من آل نبي الإسلام ، هم خلفاؤه من بعده وقادة المجتمع الإسلامي. أولهم الإمام علي
والأئمة من بعده هم أبناءه
وأبناء السيدة الزهراء
، وقد نصت أحاديث النبي
عليهم، كحديث جابر وحديث الخلفاء الاثني عشر[٥١] في وصفهم وعددهم وذكر أسمائهم، وتبيّن أن كل هؤلاء من قريش وأهل البيت النبي
، وأن المهدي الموعود يكون منهم وآخرهم.[٥٢] وأسمائهم كالتالي:
الاسم | كنيته | لقبه | تاريخ المولد | سنة المولد | مكان الولادة | تاريخ الوفاة | سنة الوفاة | محل الدفن | فترة إمامته |
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
علي بن أبي طالب | أبو الحسن | أمير المؤمنين | 13 رجب | 30 من عام الفيل | كعبة | 21 رمضان | 40 هـ | النجف | 29 عاما (11 - 40 هـ) |
الحسن بن علي | أبو محمد | المجتبى | 15 رمضان | 3 هـ | المدينة | 28 صفر | 50 هـ | المدينة | 10 عاما (40 - 50 هـ) |
الحسين بن علي | أبو عبد الله | الشهيد | 3 شعبان | 4 هـ | المدينة | 10 محرم | 61 هـ | كربلاء | 10 عاما (50 - 61 هـ) |
علي بن الحسين | أبو الحسن | السجاد | 5 شعبان | 38 هـ | المدينة | 25 أو 12 محرم | 95 هـ | المدينة | 35 عاما (61 - 94 هـ) |
محمد بن علي | أبو جعفر | الباقر | 1 رجب | 57 هـ | المدينة | 7 ذي الحجة | 114 هـ | المدينة | 19 عاما (94 - 114 هـ) |
جعفر بن محمد | أبو عبد الله | الصادق | 17 ربيع الأول | 83 هـ | المدينة | 25 شوال | 148 هـ | المدينة | 34 عاما (114 - 148 هـ) |
موسى بن جعفر | أبو الحسن | الكاظم | 7 صفر | 128 هـ | الأبواء | 25 رجب | 183 هـ | الكاظمية | 35 عاما (114 - 183 هـ) |
علي بن موسى | أبو الحسن | الرضا | 11 ذي القعدة | 148 هـ | المدينة | 17 أو آخر صفر | 203 هـ | مشهد | 20 عاما (183 - 203 هـ) |
محمد بن علي | أبو جعفر | الجواد | 10 رجب | 195 هـ | المدينة | آخر ذي القعدة | 220 هـ | الكاظمية | 17 عاما (203 -220 هـ) |
علي بن محمد | أبو الحسن | الهادي | 2 رجب | 212 هـ | المدينة | 3 رجب | 254 هـ | سامراء | 34 عاما (220 - 254 هـ) |
الحسن بن علي | أبو محمد | العسكري | 8 ربيع الثاني | 232 هـ | المدينة | 8 ربيع الأول | 260 هـ | سامراء | 6 أعوام (254 - 260 هـ) |
محمد بن الحسن | أبو القاسم | المهدي المنتظر | 15 شعبان | 255 هـ | سامراء | بدأت إمامته منذ عام 260 هـ وتستمر حتى الآن. |
الهوامش
- ↑ ابن منظور، لسان العرب، ج 12، ص 24 مادة أمم
- ↑ العلامة الحلي، مناهج اليقين في أصول الدين، ص 439 المنهج الثامن في الإمامة المبحث الأول.
- ↑ التستري، احقاق الحقّ وازهاق الباطل، ج 2، ص 300، هامش رقم 1.
- ↑ الإيجي، المواقف، ص 395 ، المرصد الرابع في الإمامة، المقصد الأول.
- ↑ ابن خلدون، مقدمة ابن خلدون، ج 1 ص 366، فصل 25 اختلاف الأمة في حكم المنصب وشروطه.
- ↑ الزمخشري، تفسير الزمخشري، ص 891 سورة يس آية 12؛ ابن كثير، تفسير ابن كثير، ج 6، ص 568 سورة يس آية 12.
- ↑ الزمخشري، تفسير الزمخشري، ص 1012، تفسير سورة الأحقاف آية 12؛ ابن كثير، تفسير ابن كثير، ج 7، ص 279، تفسير سورة الأحقاف آية 12.
- ↑ الزمخشري، تفسير الزمخشري، ص 564، تفسير سورة الحجر آية 79؛ ابن كثير، تفسير ابن كثير، ج 4، ص 544 سورة الحجر آية 79.
- ↑ السبحاني، الإلهیات علی هدی الکتاب والسنة والعقل، ج4، ص 10.
- ↑ التفتازاني، شرح المقاصد، ج5، ص 232؛ المیر سید شریف، شرح المواقف، ج 8، ص 344.
- ↑ السبحاني، الإلهیات علی هدی الکتاب والسنة والعقل، ج4، ص 9.
- ↑ السبحاني، الملل والنحل، ج 1، ص 22.
- ↑ ابن خلدون، المقدمة، ص 191.
- ↑ الکلیني، أصول الکافي، ج 1، ص 155.
- ↑ سورة البقرة: 124.
- ↑ الکلیني، أصول الکافي، ج 1، صص 133 - 134؛ البحراني، البرهان في تفسیر القرآن، ج 1، صص 149-151.
- ↑ سورة المائدة: 3.
- ↑ الأمیني، الغدیر، ج 1، صص 230-236.
- ↑ سورة المائدة: 67.
- ↑ الأمیني، الغدیر، ج 1، صص 214-223.
- ↑ سورة الأسراء: 71.
- ↑ الطبرسي، مجمع البیان، ج 3، ص 430؛ نهج البلاغة، الخطبة 252.
- ↑ الكليني، أصول الکافي، ج 2، صص 18-24.
- ↑ الكليني، أصول الکافي، ج 2، صص 16.
- ↑ الطوسي، تلخیص المحصل، ص 407.
- ↑ المیر سید شریف، شرح المواقف، ج 8، ص 345.
- ↑ الطوسي، قواعد العقائد، ص 110؛ التفتازاني، شرح المقاصد، ج 5، ص 235 ؛ الحلي، کشف المراد، ص 181.
- ↑ الطوسي، تلخیص المحصل، ص 407.
- ↑ التفتازاني، شرح المقاصد، ج 5، ص 239.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 23، صص 76-95 ؛ المسعودي، إثبات الوصیة، ج 1، صص 112-115؛ النیشابوري، المستدرك علی الصحیحین، ج 1، ص 150 و 204، أحادیث 259 و 403؛ ابن حنبل، المسند، ج 12، ص 277؛ ج 13، ص 188.
- ↑ التفتازاني، شرح المقاصد، ج 5، ص 239؛ أبو حنیفة، شرح الفقه الأکبر، ص 179؛ الطوسي، تلخیص المحصل، ص 407.
- ↑ المیر سید شریف، شرح المواقف، ج 8، ص 346 ؛ التفتازاني، شرح العقاید النسفیه، ص 110؛ الشهرستاني، نهایة الأقدام، ص 479.
- ↑ القاضي عبد الجبار، المغني، ج 1، ص 47.
- ↑ الحلي، کشف المراد، صص 181 - 182.
- ↑ الشریف المرتضى، الذخیرة في علم الکلام، صص 409 - 410.
- ↑ البحراني، قواعد المرام، ص 175 ؛ الحلبي، تقریب المعارف، ص 95 ؛ الحمصي، المنقذ من التقلید، ج 2، ص 240؛ الحلی، کشف المراد، صص 181 - 182 ؛ الفاضل المقداد، إرشاد الطالبین، ص 328.
- ↑ القاضي عبد الجبار، المغنی، ج 1، صص 39-41.
- ↑ الحلي، الألفین، صص 7-8.
- ↑ الحلي، کشف المراد، ص 184 ؛ السبحاني، الإلهیات، ج 4، ص 116.
- ↑ الحلي، کشف المراد، ص 184 ؛ السبحاني، الإلهیات، ج 4، ص 116.
- ↑ المحقق الحلي، المسلك فی أصول الدین، ص 198 ؛ الحلي، کشف المراد، ص 187 ؛ الفاضل المقداد، اللوامع الإلهیة، ص 333.
- ↑ الفاضل المقداد، إرشاد الطالبین، ص 336.
- ↑ الحلي، کشف المراد، ص 187.
- ↑ الحلي، کشف المراد، ص 187.
- ↑ الحلي، کشف المراد، ص 187.
- ↑ مصباح الیزدي، تعليم العقائد، صص 321 - 322.
- ↑ الطباطبائي، تفسیر المیزان، ج 18، صص 26 - 27.
- ↑ جوادي الآملي، ولایة الفقیه، صص 125 - 125.
- ↑ العاملي، الولایة التکوینیة والتشریعیة، صص 60 - 63.
- ↑ الطباطبائي، الشیعة في الإسلام، صص 31 -132.
- ↑ الخزاز الرازي، کفایة الأثر، صص 53 - 55 ؛ الصدوق، کمال الدین، ج 1، صص 253 - 254.
- ↑ البخاري، صحیح البخاري، ج 8، ص 127 ؛ مسلم النيشابوري، صحیح مسلم، ج 6، صص 3 - 4.
ذات صلة
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- ابن خلدون، مقدمة ابن خلدون، ج 1 ص 366، فصل 25 اختلاف الأمة في حكم المنصب وشروطه.
- الإيجي، المواقف، ص 395 ، المرصد الرابع في الإمامة، المقصد الأول.
- ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب، بيروت، دار صادر، ط 2، د.ت.
- التستري، نور الله، إحقاق الحق وإزهاق الباطل، قم، مكتبة أية الله العظمى المرعشي النجفي، ط 1، د.ت.
- التفتازاني، شرح المقاصد، ج 5، ص 235؛
- الزمخشري، تفسير الزمخشري، ص 891 سورة يس آية 12؛ ابن كثير، تفسير ابن كثير، ج 6، ص 568 سورة يس آية 12.
- الطوسي، نصير الدين محمدبن محمد، تلخيص المحصل، بيروت، دار الأضواء، ط 2، 1405 هـ.
- الطوسي، نصير الدين محمدبن محمد، قواعد العقائد، تحقیق: علي الرباني الکلبایکاني، د.م، د.ن، د.ت.
- العلامة الحلي، الحسن بن يوسف بن المطهر، مناهج اليقين في أصول الدين، طهران، دار الأسوة، ط 1، 1415 هـ.
- العلامة الحلي، كشف المراد، ص 290؛
- مرآة العقول، العلامة المجلسي، ج 1 ص 496-497 رقم الحديث 523 ، كتاب الحجّة ، باب نادر جامع في فضل الإمام وصفاته ، الحديث الثاني