جهنم
جهنم أو نار جهنم هي من المصطلحات الإسلامية التي ورد ذكرها في القرآن الكريم والسنة الشريفة وهي دار العذاب التي أعدها الله في الآخرة للكافرين والعاصين لله ورسوله وأهل بيته ، وقد ورد في النصوص الشريفة عدة أسماء لنار جهنم كالجحيم والسعير والحطمة وسقر و... وتدلنا النصوص على أن النار مخلوقة الآن لا أنها سوف تُخَلق يوم الجزاء للخلائق من الله .
لقد ورد ذكر النار في الكثير من الآيات والروايات التي تحث على ذكر النار والإستعاذة والحذر منها، وان عذاب أهل النار له عدة أشكال كالآلام النفسية المتمثلة في شدة الخزي بين الخلائق والتحقير والحزن والحسرة، بالإضافة إلى سواد وجوههم وقبحها وتبدّل جلودهم كلما نضجت.
يوجد عدة أمور تؤدي إلى دخول النار، ومنها: عصيان الله ورسوله، ومخالفة أهل البيت ، واتباع الشهوات، وقتل المؤمن، والكفر، و ... ويوجد عدة أمور تمنع من دخول النار، ومنها: ولاية أهل البيت ، ذكر الله والخشية منه، وتحصيل العلم، وذكر القيامة، والزهد في الدنيا، و ...
لقد بُشِر َعدة أشخاص بدخول النار، ومنهم: ابليس، وقابيل، وأبو لهب، وعتبة بن ربيعة، والوليد بن المغيرة، وعمرو بن العاص، ومعاوية بن خديج، وأبو الخطاب.
تعريف النار
- لغة: قال ابن فارس: النون والواو والراء أصلٌ صحيح يدلُّ على إضاءةٍ واضطراب وقِلّة ثبات. منه النور والنار، سمِّيا بذلك من طريقة الإضاءة، ولأنَّ ذلك يكون مضطرِباً سريعَ الحركة.[١]
- اصطلاحا: قال بعض الباحثين: إنَّ الضوء والحرارة متلازمان، فانهما يتحصلان من التموج والاهتزاز الشديد في ذرّات الشيء وداخله، فإذا كان النظر إلى جهة الضوء يقال: إنه النور، ويطلق عليه النور، وإذا لوحظ النظر إلى جهة الحرارة يطلق عليه النار، ويناسبها وجود الألف فی لفظة النار ، الدال على التشعشع والارتفاع والتلألؤ.[٢]
أسماء النار
من الموت إلى القيامة | |
---|---|
الاحتضار • سكرات الموت • قبض الروح • تشييع الجنازة • غسل الميت • صلاة الميت • الكفن • الدفن • تلقين الميت • ضغطة القبر • صلاة ليلة الدفن • سؤال القبر • عذاب القبر • زيارة القبور • التوسل بالموتى • البرزخ • النفخ في الصور • يوم القيامة • مواقف القيامة • الميزان • الشفاعة • الصراط • الجنة • النار | |
مواضيع ذات صلة | |
المعاد • عزرائيل • البدن البرزخي • الحياة البرزخية • تجسم الأعمال • الخلود | |
لقد ورد في القرآن الكريم والسنة الشريفة عدة أسماء للنار، ومنها:
النار
- القرآن الكريم
- قال تعالى: ﴿فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ﴾.[٣]
- قال تعالى: ﴿وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ﴾.[٤]
- قال تعالى: ﴿مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ﴾.[٥]
- السنة الشريفة
- روي عن النبي أنه قال: فَاعْلَمُوا عِبَادَ اللَّهِ أَنَّ الْعَبْدَ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى مَا مَاتَ وَقَدْ خَلَقَ اللَّهُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ، فَمَنِ اخْتَارَ النَّارَ عَلَى الْجَنَّةِ انْقَلَبَ بِالْخَيْبَةِ، وَمَنِ اخْتَارَ الْجَنَّةَ، فَقَدْ فَازَ وَانْقَلَبَ بِالْفَوْزِ لِقَوْلِ اللَّهِ ﴿وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فاز﴾.[٦]
- مِنْ وَصِيَّةٍ لأمير المؤمنين لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسِ عِنْدَ اسْتِخْلَافِهِ إِيَّاهُ عَلَى الْبَصْرَةِ قال: سَعِ النَّاسَ بِوَجْهِكَ وَمَجْلِسِكَ وَحُكْمِكَ وَإِيَّاكَ وَالْغَضَبَ، فَإِنَّهُ طَيْرَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَاعْلَمْ أَنَّ مَا قَرَّبَكَ مِنَ اللَّهِ يُبَاعِدُكَ مِنَ النَّارِ وَمَا بَاعَدَكَ مِنَ اللَّهِ يُقَرِّبُكَ مِنَ النَّارِ.[٧]
جهنم
- القرآن الكريم
- قال تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾.[٨]
- قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ﴾.[٩]
- قال تعالى: ﴿إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا﴾.[١٠]
- السنة الشريفة
- عن الإمام الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَسْكَرِيُّ أنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: إِنَّ وَلَايَةَ عَلِيٍّ حَسَنَةٌ لَا يَضُرُّ مَعَهَا شَيْءٌ مِنَ السَّيِّئَاتِ، وَإِنْ جَلَّتْ إِلَّا مَا يُصِيبُ أَهْلَهَا مِنَ التَّطْهِيرِ مِنْهَا بِمِحَنِ الدُّنْيَا، وَبَعْضِ الْعَذَابِ فِي الْآخِرَةِ، إِلَى أَنْ يَنْجُوَ مِنْهَا بِشَفَاعَةِ مَوَالِيهِمْ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، إِلَى أَنْ قَالَ فِي وَصْفِ الْمُذْنِبِ مِنَ الشِّيعَةِ: فَإِنْ كَانَتْ ذُنُوبُهُ أَعْظَمَ وَأَكْثَرَ، طَهُرَ مِنْهَا بِشَدَائِدِ عَرَصَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَإِنْ كَانَتْ أَكْثَرَ وَأَعْظَمَ، طَهُرَ مِنْهَا فِي الطَّبَقِ الْأَعْلَى مِنْ جَهَنَّمَ وَهَؤُلَاءِ أَشَدُّ مُحِبِّينَا عَذَاباً وَأَعْظَمُهُمْ ذُنُوباً.[١١]
- عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ عَنْ آبَائِهِ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: كَيْفَ بِكَ يَا عَلِيُّ إِذَا وَقَفْتَ عَلَى شَفِيرِ جَهَنَّمَ، وَقَدْ مُدَّ الصِّرَاطُ، وَقِيلَ لِلنَّاسِ: جُوزُوا، وَقُلْتَ لِجَهَنَّمَ: هَذَا لِي وَهَذَا لَكَ فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنْ أُولَئِكَ؟ فَقَالَ: أُولَئِكَ شِيعَتُكَ مَعَكَ حَيْثُ كُنْتَ.[١٢]
الجحيم
- القرآن الكريم
- قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آَيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾.[١٣]
- قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾.[١٤]
- قال تعالى: ﴿يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى * وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى * فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى﴾.[١٥]
- السنة الشريفة
- عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ قَالَ: سَمِعْنَا أَبَا جَعْفَرٍ يَقُولُ: إِنَّ عَدُوَّ عَلِيٍّ لَا يَخْرُجُ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يَجْرَعَ جُرْعَةً مِنَ الْجَحِيمِ، وَقَالَ: سَوَاءٌ عَلَى مَنْ خَالَفَ هَذَا الْأَمْرَ صَلَّى أَمْ صَامَ.[١٦]
- روي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ أنه قال: أَنَّ الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ، وَجَنَّةُ الْكَافِرِ، وَالْمَوْتُ جِسْرُ هَؤُلَاءِ إِلَى جَنَّاتِهِمْ، وَجِسْرُ هَؤُلَاءِ إِلَى جَحِيمِهِمْ مَا كَذَبْتُ وَلَا كُذِبْتُ.[١٧]
السعير
- القرآن الكريم
- قال تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ﴾.[١٨]
- قال تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ﴾.[١٩]
- قال تعالى: ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾.[٢٠]
- السنة الشريفة
- الرسول الأكرم قَالَ: إِنَّ فِي جَهَنَّمَ وَادِياً يُقَالُ لَهُ: السَّعِيرُ إِذَا فُتِحَ ذَلِكَ الْوَادِي ضَجَّتِ النِّيرَانُ مِنْهُ أَعَدَّهُ اللَّهُ لِلْقَاتِلِينَ.[٢١]
- علي بن الحسين قال: إن في جهنم لواديا يُقال له: سعير إذا خبت جهنم فتح بسعيرها وهو قول الله: ﴿كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً﴾.[٢٢]
الحطمة
- القرآن الكريم
قال تعالى: ﴿كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ * نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ * إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ * فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ﴾.[٢٣]
- السنة الشريفة
- روي عن النبي أنه قال: تُعْرَضُ لِلنَّاسِ جَهَنَّمُ كَأَنَّهَا سَرَابٌ يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضاً.[٢٤]
- تفسير القمي: في تفسير قوله تعالى: ﴿كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ﴾ وَالْحُطَمَةُ النَّارُ الَّتِي تَحْطِمُ كُلَّ شَيْءٍ، ثُمَّ قَالَ: وَما أَدْراكَ يَا مُحَمَّدُ مَا الْحُطَمَةُ نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ. قَالَ: تَلْتَهِبُ عَلَى الْفُؤَادِ.[٢٥]
سقر
- القرآن الكريم
- قال تعالى: ﴿إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ * يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ﴾.[٢٦]
- قال تعالى: ﴿فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ * إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ * سَأُصْلِيهِ سَقَرَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ * لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ * عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ﴾.[٢٧]
- السنة الشريفة
- روى مُيَسِّرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: إِنَّ فِي جَهَنَّمَ جَبَلًا يُقَالُ لَهُ صَعُودُ، وَإِنَّ فِي صَعُودٍ لَوَادِياً يُقَالُ لَهُ: سَقَرُ، وَإِنَّ لفي قَعْرِ سَقَرَ لَجُبّاً يُقَالُ لَهُ: هَبْهَبُ كُلَّمَا كُشِفَ غِطَاءُ ذَلِكَ الْجُبِّ ضَجَّ أَهْلُ النَّارِ مِنْ حَرِّهِ وَذَلِكَ مَنَازِلُ الْجَبَّارِينَ.[٢٨]
- روى مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَيْرٍ عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: إِنَّ فِي جَهَنَّمَ لَوَادِياً لِلْمُتَكَبِّرِينَ يُقَالُ لَهُ: سَقَرُ شَكَا إِلَى اللَّهِ شِدَّةَ حَرِّهِ، وَسَأَلَهُ أَنْ يَأْذَنَ لَهُ أَنْ يَتَنَفَّسَ، فَأَذِنَ لَهُ فَتَنَفَّسَ فَأَحْرَقَ جَهَنَّم.[٢٩]
لظى
- القرآن الكريم
قال تعالى: ﴿كَلَّا إِنَّهَا لَظَى * نَزَّاعَةً لِلشَّوَى * تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى * وَجَمَعَ فَأَوْعَى﴾.[٣٠]
- السنة الشريفة
- من وصية أمير المؤمنين إلى كميل أنه قال: يَا كُمَيْلُ كُلُّ مَصْدُورٍ يَنْفِثُ[٣١] فَمَنْ نَفَثَ إِلَيْكَ مِنَّا بِأَمْرٍ أَمَرَكَ بِسَتْرِهِ، فَإِيَّاكَ أَنْ تُبْدِيَهُ، وَلَيْسَ لَكَ مِنْ إِبْدَائِهِ تَوْبَةٌ، وَإِذَا لَمْ يَكُنْ تَوْبَةٌ، فَالْمَصِيرُ إِلَى لَظَى.[٣٢]
- في مناجاة لأمير المؤمنين أنه قال: إِلَهِي قَلْبٌ حَشَوْتَهُ مِنْ مَحَبَّتِكَ فِي دَارِ الدُّنْيَا كَيْفَ تَطَّلِعُ عَلَيْهِ نَارٌ مُحْرِقَةٌ فِي لَظًى إِلَهِي نَفْسٌ أَعْزَزْتَهَا بِتَأْيِيدِ إِيمَانِكَ كَيْفَ تُذِلُّهَا بَيْنَ أَطْبَاقِ نِيرَانِك.[٣٣]
الهاوية
- القرآن الكريم
قال تعالى: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ﴾.[٣٤]
- السنة الشريفة
- روى عن النبي أنه قال: الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُكَفِّرُ الذُّنُوبَ كُلَّهَا أَوْ قَالَ يُكَفِّرُ كُلَّ شَيْءٍ إِلَّا الْأَمَانَةَ يُؤْتَى بِصَاحِبِ الْأَمَانَةِ، فَيُقَالُ لَهُ: أَدِّ أَمَانَتَكَ، فَيَقُولُ: أَنَّى يَا رَبِّ وَقَدْ ذَهَبَتِ الدُّنْيَا، فَيُقَالُ: اذْهَبُوا بِهِ إِلَى الْهَاوِيَةِ، فَيُذْهَبُ بِهِ إِلَيْهَا، فَيَهْوِي فِيهَا حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى قَعْرِهَا فَيَجِدُهَا هُنَاكَ كَهَيْئَتِهَا، فَيَأْخُذُهَا وَيَضَعُهَا عَلَى عَاتِقِهِ، فَيَصْعَدُ بِهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ حَتَّى إِذَا رَأَى أَنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا زَلَّتْ مِنْهُ، فَهَوَتْ فَهَوَى فِي أَثَرِهَا أَبَدَ الْآبِدِينَ، وَالْأَمَانَةُ فِي الصَّلَاةِ، وَالْأَمَانَةُ فِي الصَّوْمِ، وَالْأَمَانَةُ فِي الْحَدِيثِ، وَأَشَدُّ ذَلِكَ الْوَدَائِعُ.[٣٥]
- في تفسير الإمام العسكري أنه قال: وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَيَتَلَقَّوْنَ دُمُوعَ الْفَرِحِينَ الضَّاحِكِينَ لِقَتْلِ الْحُسَيْنِ وَيُلْقُونَهَا فِي الْهَاوِيَةِ، وَيَمْزُجُونَهَا بِحَمِيمِهَا وَصَدِيدِهَا وَغَسَّاقِهَا وَغِسْلِينِهَا، فَتَزِيدُ فِي شِدَّةِ حَرَارَتِهَا وَعَظِيمِ عَذَابِهَا أَلْفَ ضِعْفِهَا، يُشَدِّدُ بِهَا عَلَى الْمَنْقُولِينَ إِلَيْهَا مِنْ أَعْدَاءِ آلِ مُحَمَّدٍ عَذَابَهُم.[٣٦]
الأثام
- القرآن الكريم
قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا﴾.[٣٧]
- السنة الشريفة
- تفسير القمي: في قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً﴾ وأثام واد من أودية جهنم من صفر مذاب قدامها خدة [حدة جرة] في جهنم يكون فيه من عبد غير الله ومن قتل النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ ويكون فيه الزناة.[٣٨]
سجين
- القرآن الكريم
قال تعالى: ﴿كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ﴾.[٣٩]
- السنة الشريفة
- عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ : إِنَّ الْمَلَكَ لَيَصْعَدُ بِعَمَلِ الْعَبْدِ مُبْتَهِجاً بِهِ، فَإِذَا صَعِدَ بِحَسَنَاتِهِ يَقُولُ اللَّهُ اجْعَلُوهَا فِي سِجِّينٍ إِنَّهُ لَيْسَ إِيَّايَ أَرَادَ بِهَا.[٤٠]
- عن الإمام الباقر أنه قال: امّا المؤمنون فترفع أعمالهم، وأرواحهم إلى السماء، فتفتح لهم أبوابها، وامّا الكافر، فيصعد بعمله وروحه حتى إذا بلغ الى السماء نادى مناد اهبطوا الى سجّين، وهو وادٍ بحضر موت يقال له برهوت.[٤١]
هل النار مخلوقة أم لا؟
اختلف العلماء في كون الجنة والنار هل هما مخلوقتان الآن أم لا، إلى قولين:
- ذهبت المعتزلة- غير أبي على الجبّائي- والخوارج وطائفة من الزيدية إلى أنهما غير مخلوقتين.
- ذهبت الإمامية والأشاعرة إلى أنّهما مخلوقتان.
قال الشيخ المفيد: «إنّ الجنة والنّار في هذا الوقت مخلوقتان، وبذلك جاءت الأخبار، وعليه إجماع أهل الشرع والآثار».[٤٢]
وقال التفتازاني: «جمهور المسلمين على أنّ الجنة والنار مخلوقتان الآن خلافاً لأبي هاشم والقاضي عبد الجبار، ومن يجري مجراهما من المعتزلة حيث زعموا أنّهما إنّما يُخْلَقان يوم الجزاء».[٤٣]
- أدلة كون الجنة والنار مخلوقتان
استدل على كون الجنة والنار مخلوقتان ، بوجوه منها:
الوجه الأول: الآيات الصريحة في كونهما مخلوقين، كقوله سبحانه: ﴿وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرى• عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى• عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى﴾،[٤٤] وكقوله في حقّ الجنة: ﴿أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾،[٤٥] و﴿أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ﴾،[٤٦] و﴿وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾.[٤٧] وفي حق النار: ﴿أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ﴾،[٤٨] و﴿بُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ﴾.[٤٩]
الوجه الثاني: الروايات المتظافرة كما روي عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ صَالِحٍ الهَرَوِيِّ، قَالَ: قُلْتُ لِلرِّضَا : يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَخْبِرْنِي عَنِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ أَهُمَا الْيَوْمَ مَخْلُوقَتَانِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَرَأَى النَّارَ لَمَّا عُرِجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: فَإِنَّ قَوْماً يَقُولُونَ: إِنَّهُمَا الْيَوْمَ مَقْدُورَتَانِ غَيْرُ مَخْلُوقَتَيْنِ؟ فَقَالَ : مَا أُولَئِكَ مِنَّا وَلَا نَحْنُ مِنْهُمْ، مَنْ أَنْكَرَ خَلْقَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ فَقَدْ كَذَّبَ النَّبِيَّ وَكَذَّبَنَا وَلَيْسَ مِنْ وَلَايَتِنَا عَلَى شَيْءٍ وَخُلِّدَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، قَالَ اللَّهُ : ﴿هٰذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ يَطُوفُونَ بَيْنَهٰا وَ بَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ﴾، وَقَالَ النَّبِيُّ : لَمَّا عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ، أَخَذَ بِيَدِي جَبْرَئِيلُ، فَأَدْخَلَنِي الْجَنَّةِ، فَنَاوَلَنِي مِنْ رُطَبِهَا فَأَكَلْتُهُ.[٥٠]
التحذير من النار
لقد وردت الكثير من النصوص الشريفة في القرآن والسنة التي حذّرت من نار جهنم، ومنها:
- قوله تعالى: ﴿ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ﴾.[٥١]
- قوله تعالى: ﴿أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾.[٥٢]
- قوله تعالى: ﴿وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾.[٥٣]
- عن علي بن أسباط عنهم : فيما وعظ الله به عيسى بن مريم : ... يَا عِيسَى اهْرُبْ إِلَيَّ مَعَ مَنْ يَهْرُبُ مِنْ نَارٍ ذَاتِ لَهَبٍ وَنَارٍ ذَاتِ أَغْلَالٍ وَأَنْكَالٍ[٥٤] لَا يَدْخُلُهَا رَوْحٌ وَلَا يَخْرُجُ مِنْهَا غَمٌّ أَبَداً قِطَعٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ مَنْ يَنْجُ مِنْهَا يَفُزْ، وَلَنْ يَنْجُوَ مِنْهَا مَنْ كَانَ مِنَ الْهَالِكِينَ هِيَ دَارُ الْجَبَّارِينَ وَالْعُتَاةِ الظَّالِمِينَ وَكُلِّ فَظٍّ غَلِيظٍ وَكُلِّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ. يَا عِيسَى بِئْسَتِ الدَّارُ لِمَنْ رَكِنَ إِلَيْهَا وَ بِئْسَ الْقَرَارُ دَارُ الظَّالِمِينَ إِنِّي أُحَذِّرُكَ نَفْسَكَ فَكُنْ بِي خَبِيراً.[٥٥]
- عن رسول الله أنه قال: عَجِبْتُ لِمَنْ يَحْتَمِي مِنَ الطَّعَامِ مَخَافَةَ الدَّاءِ كَيْفَ لَا يَحْتَمِي مِنَ الذُّنُوبِ مَخَافَةَ النَّار.[٥٦]
- عن أمير المؤمنين أنه قال: اتَّقُوا نَاراً حَرُّهَا شَدِيدٌ، وَقَعْرُهَا بَعِيدٌ، وَحِلْيَتُهَا حَدِيدٌ، وَشَرَابُهَا صَدِيد.[٥٧]
الحث على ذكر النار والإستعاذة منها
لقد وردت الكثير من الآيات القرآنية الكريمة، والروايات الشريفة عن أهل بيت العصمة التي تحث على ذكر نار جهنم والإستعاذة منها، ومن هذه الروايات:
- قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ * رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ﴾.[٥٨]
- قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا * وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا﴾.[٥٩]
- قوله تعالى: ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾.[٦٠]
- من كتاب أمير المؤمنين لولده الحسن : أَكْثِرْ ذِكْرَ الْآخِرَةِ وَمَا فِيهَا مِنَ النَّعِيمِ وَالْعَذَابِ الْأَلِيمِ فَإِنَّ ذَلِكَ يُزَهِّدُكَ فِي الدُّنْيَا وَيُصَغِّرُهَا عِنْدَكَ.[٦١]
- عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: سُئِلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَنِ الْإِيمَانِ، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْإِيمَانَ عَلَى أَرْبَعِ دَعَائِمَ عَلَى الصَّبْرِ وَالْيَقِينِ، وَالْعَدْلِ وَالْجِهَادِ، فَالصَّبْرُ مِنْ ذَلِكَ عَلَى أَرْبَعِ شُعَبٍ عَلَى الشَّوْقِ وَالْإِشْفَاقِ وَالزُّهْدِ وَالتَّرَقُّبِ، فَمَنِ اشْتَاقَ إِلَى الْجَنَّةِ سَلَا عَنِ الشَّهَوَاتِ، وَمَنْ أَشْفَقَ مِنَ النَّارِ رَجَعَ عَنِ الْمُحَرَّمَاتِ، وَمَنْ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا هَانَتْ عَلَيْهِ الْمُصِيبَاتُ، وَمَنْ رَاقَبَ الْمَوْتَ سَارَعَ إِلَى الْخَيْرَات ... [٦٢]
- روي عن النبي أنه قال: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ، وَمِنْ وَسْوَاسِ الصَّدْرِ، وَمِنْ شَتَاتِ الْأَمْرِ، وَمِنْ عَذَابِ النَّارِ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْر.[٦٣]
مواصفات النار
لقد ذكرت الكثير من الآيات والروايات مواصفات لنار جهنم، ومنها:
- قوله تعالى: ﴿وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ * لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ﴾.[٦٤]
- قوله تعالى: ﴿وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ * قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ﴾.[٦٥]
- عَنْ ثَوَابَةَ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: تُوُفِّيَ ابْنٌ لِعُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ إِلَى أَنْ قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ إِنَّ لِلْجَنَّةِ ثَمَانِيَةَ أَبْوَابٍ وَلِلنَّارِ سَبْعَةَ أَبْوَابٍ أَفَمَا يَسُرُّكَ أَنْ لَا تَأْتِيَ بَاباً مِنْهَا إِلَّا وَجَدْتَ ابْنَكَ إِلَى جَنْبِكَ أَخَذَ بِحُجْزَتِكَ يَشْفَعُ لَكَ إِلَى رَبِّكَ، فَقَالَ: بَلَى، فَقَالَ: الْمُسْلِمُونَ وَلَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي فَرَطِنَا مَا لِعُثْمَانَ. قَالَ: نَعَمْ لِمَنْ صَبَرَ مِنْكُمْ وَاحْتَسَب.[٦٦]
- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: كُنْتُ قَاعِداً عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَى بَابِ دَارِهِ بِالْمَدِينَةِ، فَنَظَرَ إِلَى النَّاسِ يَمُرُّونَ أَفْوَاجاً، فَقَالَ لِبَعْضِ مَنْ عِنْدَهُ: حَدَثَ بِالْمَدِينَةِ أَمْرٌ؟ فَقَالَ: جُعِلْتُ فِدَاكَ وُلِّيَ الْمَدِينَةَ وَالٍ، فَغَدَا النَّاسُ يُهَنِّئُونَهُ، فَقَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيُغْدَى عَلَيْهِ بِالْأَمْرِ تَهَنَّأَ بِهِ، وَإِنَّهُ لَبَابٌ مِنْ أَبْوَابِ النَّارِ.[٦٧]
الآلام النفسية في النار
لقد ذكرت النصوص الشريفة من القران الكريم والسنة الشريفة الآلام النفسية التي يتعرض لها الداخلون في النار، وهي:
- شدة الخزي
- قوله تعالى: ﴿رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ﴾.[٦٨]
- قوله تعالى: ﴿فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ﴾.[٦٩]
- عن النبي الأكرم : إنّ العار ليلزم المرء يوم القيامة حتّى يقول: يا ربّ لإرسالك بي إلى النّار أيسر عليّ ممّا ألقى، وإنّه ليعلم ما فيها من شدّة العذاب.[٧٠]
- ما ورد عن الإمام السجاد في مناجاة الخائفين بقوله: إِلَهِي أَجِرْنِي مِنْ أَلِيمِ غَضَبِكَ وَعَظِيمِ سَخَطِكَ يَا حَنَّانُ يَا مَنَّانُ، يَا رَحِيمُ يَا رَحْمَنُ، يَا جَبَّارُ يَا قَهَّارُ، يَا غَفَّارُ يَا سَتَّارُ، نَجِّنِي بِرَحْمَتِكَ مِنْ عَذَابِ النَّارِ، وَفَضِيحَةِ الْعَارِ، إِذَا امْتَازَ الْأَخْيَارُ مِنَ الْأَشْرَارِ، وَحَالَتِ الْأَحْوَالُ وَهَالَتِ الْأَهْوَالُ، وَقَرُبَ الْمُحْسِنُونَ وَبَعُدَ الْمُسِيئُونَ، وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ.[٧١]
- شدة التحقير
- قوله تعالى: ﴿تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ * أَلَمْ تَكُنْ آَيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ * قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ * رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ * قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ﴾.[٧٢]
- عن أمير المؤمنين : يَا كُمَيْلُ مَنْ لَا يَسْكُنُ الْجَنَّةَ فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ، وَخِزْيٍ مُقِيمٍ، وَأَكْبَالٍ وَمَقَامِعَ وَسَلَاسِلَ طِوَالٍ، وَمُقَطَّعَاتِ النِّيرَانِ، وَمُقَارَنَةِ كُلِّ شَيْطَانٍ ، الشَّرَابُ صَدِيدٌ، وَاللِّبَاسُ حَدِيدٌ، وَالْخَزَنَةُ فَظَظَةٌ، وَالنَّارُ مُلْتَهِبَةٌ، وَالْأَبْوَابُ مُوَثَّقَةٌ مُطَبَّقَةٌ يُنَادُونَ، فَلَا يُجَابُونَ وَيَسْتَغِيثُونَ فَلَا يُرْحَمُونَ نِدَاهُمْ ﴿يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ قالَ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ لَقَدْ جِئْناكُمْ بِالْحَقِّ وَ لكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ﴾[٧٣] يَا كُمَيْلُ نَحْنُ وَاللَّهِ الْحَقُّ الَّذِي قَالَ اللَّهُ ﴿وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْواءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَ﴾[٧٤] يَا كُمَيْلُ ثُمَّ يُنَادُونَ اللَّهَ تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ بَعْدَ أَنْ يَمْكُثُوا أَحْقَاباً اجْعَلْنَا عَلَى الرَّخَاءِ فَيُجِيبُهُمْ ﴿اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُون﴾.[٧٥][٧٦]
- دوام الحزن
- ﴿كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ﴾.[٧٧]
- قول أمير المؤمنين : فَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً تَتَحَقَّقْ شِقْوَتُهُ، وَتَنْفَصِمْ عُرْوَتُهُ، وَتَعْظُمْ كَبْوَتُهُإ، وَيَكُنْ مَآبُهُإ إِلَى الْحُزْنِ الطَّوِيلِ، وَالْعَذَابِ الْوَبِيل.[٧٨]
- شدة الحسرة
- ﴿أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ﴾.[٧٩]
- ﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا﴾.[٨٠]
- ما ورد عن النبي أنه قال: لا يدخل أحد الجنة حتى يطلعه على النّار، وما فيها من العذاب ليعلم تمام فضل اللّه عليه وكمال لطفه واحسانه إليه، فيزداد لذلك فرحا وسرورا بالجنّة ونعيمها، ولا يدخل أحد النّار حتّى يطلعه على الجنّة وما فيها من أنواع النعيم والثواب، ليكون ذلك زيادة عقوبة له وحسرة على ما فاته من الجنّة ونعيمها.[٨١]
- قول أمير المؤمنين في وصف نار جهنم: يَا كُمَيْلُ فَعِنْدَهَا يَيْأَسُونَ مِنَ الْكَرَّةِ، وَاشْتَدَّتِ الْحَسْرَةُ، وَأَيْقَنُوا بِالْهَلَكَةِ وَالْمَكْثِ جَزَاءً بِمَا كَسَبُوا وَعُذِّبُوا.[٨٢]
خصائص أهل النار
لقد ذكر القرآن الكريم والسنة الشريفة مجموعة من صفات أهل النار ، ومنها:
الصفة الأولى: قبح الوجوه
قال تعالى: ﴿تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ * أَلَمْ تَكُنْ آَيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ * قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ * رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ * قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ﴾.[٨٣]
وروي عن النبي في قوله تعالى: ﴿تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيها كالِحُونَ﴾ قال: تتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه وتسترخي شفته السفلى حتى تضرب سرته.[٨٤]
الصفة الثانية: سواد الوجوه
قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾.[٨٥]
قال أمير المؤمنين في خطبة الوسيلة: يَا أَهْلَ الِانْحِرَافِ وَالصُّدُودِ عَنِ اللَّهِ عَزَّ ذِكْرُهُ وَرَسُولِهِ، وَصِرَاطِهِ، وَأَعْلَامِ الْأَزْمِنَةِ أَيْقِنُوا بِسَوَادِ وُجُوهِكُمْ وَغَضَبِ رَبِّكُمْ جَزَاءً بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُون.[٨٦]
الصفة الثالثة: تبدل الجلود
قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾.[٨٧]
ما ورد في تفسير القمي: وَقَوْلُهُ ﴿كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَزِيزاً حَكِيماً﴾ فَقِيلَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ : كَيْفَ تُبَدَّلُ جُلُودَ غَيْرِهَا؟ قَالَ: أَرَأَيْتَ لَوْ أَخَذْتَ لَبِنَةً فَكَسَرْتَهَا وَصَيَّرْتَهَا تُرَاباً، ثُمَّ ضَرَبْتَهَا فِي الْقَالَبِ أَهِيَ الَّتِي كَانَتْ، إِنَّمَا هِيَ ذَلِك.[٨٨]
الصفة الرابعة: العمى والبكم والصمم
قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا﴾.[٨٩]
ما ورد عن الإمام الصادق : فَاتَّقُوا اللَّهَ وَكُفُّوا أَلْسِنَتَكُمْ إِلَّا مِنْ خَيْرٍ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُزْلِقُوا أَلْسِنَتَكُمْ بِقَوْلِ الزُّورِ وَالْبُهْتَانِ وَالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ، فَإِنَّكُمْ إِنْ كَفَفْتُمْ أَلْسِنَتَكُمْ عَمَّا يَكْرَهُهُ اللَّهُ مِمَّا نَهَاكُمْ عَنْهُ كَانَ خَيْراً لَكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ مِنْ أَنْ تُزْلِقُوا أَلْسِنَتَكُمْ بِهِ، فَإِنَّ زَلَقَ اللِّسَانِ فِيمَا يَكْرَهُ اللَّهُ وَمَا يَنْهَى عَنْهُ مَرْدَاةٌ لِلْعَبْدِ عِنْدَ اللَّهِ وَمَقْتٌ مِنَ اللَّهِ وَصَمٌّ وَعَمًى وَبَكَمٌ يُورِثُهُ اللَّهُ إِيَّاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَتَصِيرُوا كَمَا قَالَ اللَّهُ ﴿صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ﴾ يَعْنِي لَا يَنْطِقُونَ وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ.[٩٠]
معيشة أهل النار
لقد ذكرت النصوص الشريفة بعض خصائص معيشة أهل النار من لباسهم وطعامهم وشرابهم ومكانهم ...، ومنها:
- لباسهم: كما في قوله تعالى: ﴿سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ﴾.[٩١]
وروي عن أبي الجارود، عن أبي جعفر في قوله: ﴿سَرابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ﴾ هو الصّفر الحارّ الذّائب، يقول اللّه: [انتهى حرّه] ﴿وَتَغْشى وُجُوهَهُمُ النَّارُ ﴾ سربلوا ذلك الصّفر، فتغشى وجوههم النّار.[٩٢]
- طعامهم: كما في قوله تعالى: ﴿إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ﴾،[٩٣] وقوله تعالى: ﴿أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ * إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ * إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ * طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ * فَإِنَّهُمْ لَآَكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ﴾،[٩٤] وقوله تعالى: ﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ * تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً * تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آَنِيَةٍ * لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ * لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ﴾.[٩٥]
ما جاء في تفسير الصافي: عن النبيّ الضّريع شيء يكون في النّار يشبه الشوك أمرّ من الصبر، وأنتن من الجيفة، وأشدّ حرّاً من النّار سمّاه اللَّه الضّريع، وفي رواية القمّي عنه عن جبرائيل لو انّ قطرة من الضّريع قطرت في شراب أهل الدنيا لمات أهل الدنيا من نتنها.[٩٦]
- شرابهم: كما في قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ﴾، [٩٧]وقوله تعالى: ﴿وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ * مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ * يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ﴾.[٩٨]
ماروي عن رسول الله أنه قال: مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ - وَمَنْ عَادَ فَاجْلِدُوهُ - وَمَنْ عَادَ فَاجْلِدُوهُ - وَمَنْ عَادَ فِي الرَّابِعَةِ فَاقْتُلُوهُ، وَقَالَ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ يَسْقِيَ مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ - مِمَّا يَخْرُجُ مِنْ فُرُوجِ الْمُومِسَاتِ، وَالْمُومِسَاتُ الزَّوَانِي يَخْرُجُ مِنْ فُرُوجِهِنَّ صَدِيدٌ - وَالصَّدِيدُ قَيْحٌ وَدَمٌ غَلِيظٌ مُخْتَلِطٌ - يُؤْذِي أَهْلَ النَّارِ حَرُّهُ وَنَتْنُهُ.[٩٩]
وروي عَنْ عَجْلَانَ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: قَالَ اللَّهُ مَنْ شَرِبَ مُسْكِراً أَوْ سَقَاهُ صَبِيّاً لَا يَعْقِلُ سَقَيْتُهُ مِنْ مَاءِ الْحَمِيمِ مُعَذَّباً أَوْ مَغْفُوراً لَهُ، وَمَنْ تَرَكَ الْمُسْكِرَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي أَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ، وَسَقَيْتُهُ مِنَ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ، وَفَعَلْتُ بِهِ مِنَ الْكَرَامَةِ مَا أَفْعَلُ بِأَوْلِيَائِي.[١٠٠]
- مكانهم: كما في قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا * إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا﴾، [١٠١] وقوله تعالى: ﴿وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا * لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا﴾.[١٠٢]
قال علي بن إبراهيم القمي: ثم ذكر الدهرية وما أعده لهم، فقال ﴿بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ﴾ قال من مسيرة سنة ﴿سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَزَفِيراً وَإِذا أُلْقُوا مِنْها أي فيها مَكاناً ضَيِّقاً مُقَرَّنِينَ﴾ قال مقيدين بعضهم مع بعض دَعَوْا هُنالِكَ ثُبُوراً.[١٠٣]
- قرينهم: كما في قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ * حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ * وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ﴾.[١٠٤]
روي عن أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ فِي قَوْلِهِ ﴿وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾ قَالَ: أَمَّا أَهْلُ الْجَنَّةِ فَزُوِّجُوا الْخَيْرَاتِ الْحِسَانَ، وَأَمَّا أَهْلُ النَّارِ فَمَعَ كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ شَيْطَانٌ يَعْنِي قُرِنَتْ نُفُوسُ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ بِالشَّيَاطِينِ فَهُمْ قُرَنَاؤُهُمْ.[١٠٥]
- حياتهم: كما في قوله تعالى: ﴿فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى * سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى * وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى * ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا﴾،[١٠٦] وقوله تعالى: ﴿مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ * يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ﴾.[١٠٧]
ماروي عن رسول الله أنه قال: أما أهل النّار الّذين هم أهلها، فإنّهم لا يموتون فيها ولا يحيون، ولكن ناس أصابتهم النّار بذنوبهم فأماتتهم إماتة حتى إذا كانوا فحما أذن بالشّفاعة فجيء بهم ضبائر ضبائر، فبثّوا على أنهار الجنّة، ثمّ قيل: يا أهل الجنّة أفيضوا عليهم فينبتون نبات الحبّة تكون في حميل السّيل.[١٠٨]
ما يؤدي إلى دخول النار
لقد ورد في القرآن الكريم والسنة الشريفة ذكر الكثير من الأعمال التي تؤدي إلى دخول نار جهنم، ومنها:
- إتباع الشهوات.
- استماع الغناء.
- اقتطاع حق المسلم.
- أكل الربا.
- أكل المال الحرام.
- أكل مال اليتيم.
- الارتداد.
- الاستكبار.
- الإسراف.
- الإفتاء بغير علم.
- الامتناع عن قضاء حاجة المؤمن.
- الإيذاء.
- البخل.
- البدعة في الدين.
- البغي.
- البهتان.
- التفريط في جنب الله.
- الخيانة.
- الركون إلى الظلم.
- الرياء.
- السرقة.
- السعاية إلى الظالم.
- السؤال بغير حاجة.
- الشرك.
- الشقوة.
- الطمع.
- الظلم.
- الغدر.
- الغش.
- الغضب.
- الغفلة.
- الغيبة.
- الفجور.
- الفحش.
- الفرار من الزحف.
- الفساد في الأرض.
- الفسق.
- القسوة.
- الكذب.
- الكفر.
- الكفران.
- اللؤم.
- النفاق.
- النميمة.
- اليمين الفاجرة.
- إيثار الدنيا على الآخرة.
- بغض أهل البيت.
- تتبع عورات الناس.
- ترك الصلاة.
- ترك العمل بالعلم.
- تزين المرأة لغير زوجها.
- تعيير المؤمن.
- تولي أعداء الله.
- سوء الخلق.
- شرب الخمر.
- شهادة الزور.
- صاحب القلم في معصية الله.
- طلب العلم للدنيا.
- ظلم [[أهل البيت].
- عبادة الطاغوت.
- عدم حفظ اللسان.
- عصيان الله والرسول.
- قتل المؤمن.
- قذف المحصن.
- قطع الرحم.
- كتمان العلم النافع.
- كثرة الخطيئة.
- كنز المال.
- محاربة الإمام علي.
- مخالفة القرآن.
- مخالفة أهل البيت.
- نكث بيعة الإمام.
- هجران الأخوان.
ومن النصوص التي دلت على الأمور المتقدمة:
- قال تعالى: ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ * فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ﴾.[١٠٩]
- ما ورد عَنِ النَّبِيِّ أَنَّهُ قَالَ: ثَلَاثَةٌ لَا يَحْجُبُونَ عَنِ النَّارِ الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ، وَالْمُدْمِنُ لِلْخَمْرِ، وَالْمَانُّ بِعَطَائِهِ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ؟ قَالَ: يَأْمُرَانِ فَلَا يُطِيعُهُمَا، وَيَسْأَلَانِهِ فَيَحْرِمُهُمَا، وَإِذَا رَآهُمَا لَمْ يُعَظِّمْهُمَا بِحَقِّ مَا يَلْزَمُهُ لَهُمَا الْخَبَرَ.[١١٠]
- روي عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ الْمِنْبَرَ، فَقَالَ: ثَلَاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ: شَيْخٌ زَانٍ، وَمَلِكٌ جَبَّارٌ، وَمُقِلٌّ مُحْتَالٌ.[١١١]
- ما روي عن النبي أنه قال: خَمْسٌ لَيْسَ لَهُنَ كَفَّارَةٌ: الشِّرْكُ بِاللَّهِ سُبْحَانَهُ، وَقَتْلُ نَفْسٍ بِغَيْرِ حَقٍّ، أَوْ بَهْتُ مُؤْمِنٍ، أَوِ الْفِرَارُ يَوْمَ الزَّحْفِ، أَوْ يَمِينٌ صَابِرَةٌ يُقْتَطَعُ بِهَا مَالٌ بِغَيْرِ حَقٍّ.[١١٢]
موانع دخول دخول النار
لقد ورد في القرآن الكريم والسنة الشريفة ذكر الكثير من الأعمال التي تمنع من دخول نار جهنم، ومنها:
- الإيمان.
- ولاية [[أهل البيت].
- التقوى.
- التوبة والاستغفار.
- ذكر الله.
- خشية الله.
- البكاء لله.
- محبة الله .
- طاعة الله.
- ذكر القيامة.
- الزهد في الدنيا.
- حسن الخلق.
- كظم الغيظ.
- الدفاع عن عرض المؤمن.
- السخاء.
- الصلاة.
- الصيام.
- الزكاة.
- الإنفاق.
- الحج.
- الجهاد.
- إصلاح المعاد.
- تحصيل العلم.
- تأليف كتاب.
- حفظ القرآن وقرأته والعمل به.
- حفظ أربعين حديثا.
- الصلاة على النبي وآله.
- زيارة قبور أهل البيت.
- تحمل الأذى في أهل البيت.
- البكاء على مصائب أهل البيت.
- إحياء ليلة القدر.
- طول القنوت والسجود.
- غم من أجل العيال.
- الأكل من كد اليد.
- خدمة الزوج.
- البر بالوالدين.
- البر بالأخوان.
- إنصاف الناس.
- مواساة المؤمن.
- إماطة الأذى عن الطريق.
- اصطناع المعروف.
- إكرام الضيف.
- إعانة الضعيف.
- إغاثة الملهوف.
- قضاء حاجة الضرير.
- العفو مع القدرة.
- أداء الدين إلى الخصماء.
- إقالة المسلم.
ومن النصوص التي دلت على الأمور المتقدمة:
- روي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: ثَلَاثَةٌ لَا تَمَسُّهُمُ النَّارُ الْمَرْأَةُ الْمُطِيعَةُ لِزَوْجِهَا، وَالْوَلَدُ الْبَارُّ لِوَالِدَيْهِ، وَالسَّخِيُّ يُحَسِّنُ خُلُقَهُ [١١٣]
- قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا: مَنْ خَرَجَ فِي حَاجَةٍ وَمَسَحَ وَجْهَهُ بِمَاءِ الْوَرْدِ لَمْ يَرْهَقْ وَجْهَهُ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ، وَمَنْ شَرِبَ مِنْ سُؤْرِ أَخِيهِ الْمُؤْمِنِ يُرِيدُ بِذَلِكَ التَّوَاضُعَ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ الْبَتَّةَ، وَمَنْ تَبَسَّمَ فِي وَجْهِ أَخِيهِ الْمُؤْمِنِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ حَسَنَةً وَمَنْ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ حَسَنَةً لَمْ يُعَذِّبْهُ.[١١٤]
- روي مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ مَنْصُورٍ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: مَنْ زَارَ قَبْرَ الْحُسَيْنِ لِلَّهِ وَفِي اللَّهِ أَعْتَقَهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ، وَآمَنَهُ يَوْمَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ وَلَمْ يَسْأَلِ اللَّهَ تَعَالَى حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا أَعْطَاهُ.[١١٥]
- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ يَقُولُ: أَيُّمَا مُؤْمِنٍ دَمَعَتْ عَيْنَاهُ لِقَتْلِ الْحُسَيْنِ حَتَّى تَسِيلَ عَلَى خَدَّيْهِ بَوَّأَهُ اللَّهُ بِهَا غُرَفاً يَسْكُنُهَا أَحْقَاباً، وَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ دَمَعَتْ عَيْنَاهُ حَتَّى تَسِيلَ عَلَى خَدِّهِ فِيمَا مَسَّنَا مِنَ الْأَذَى مِنْ عَدُوِّنَا فِي الدُّنْيَا بَوَّأَهُ اللَّهُ مُبَوَّأَ صِدْقٍ، وَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ مَسَّهُ أَذًى فِينَا، فَدَمَعَتْ عَيْنَاهُ حَتَّى تَسِيلَ عَلَى خَدِّهِ مِنْ مَضَاضَةِ مَا أُوذِيَ فِينَا صَرَفَ اللَّهُ عَنْ وَجْهِهِ الْأَذَى، وَآمَنَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَخَطِهِ وَالنَّارِ.[١١٦]
طائفة من المبشرين بالنار
لقد ذكرت النصوص الشريفة طائفة من الذين بُشروا بدخول النار، ومنهم:
- إبليس وأتباعه: قال تعالى: ﴿فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ... قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ * لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ﴾.[١١٧]
- قابيل: قال تعالى: ﴿إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ﴾.[١١٨]
- آل فرعون: قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ * إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ * يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ* وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ﴾.[١١٩]
- امرأة نوح وامرأة لوط: قال تعالى: ﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ﴾.[١٢٠]
- أبو لهب وامرأته: وهو عبد العزى بن عبد المطلب بن هاشم، عم النبي جاهلي، وعداوته للنبي وما جرى منه عليه من الأذى أشهر من أن يُذكر، وهو الذي نزل فيه قوله تعالى: ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ﴾.[١٢١] [١٢٢]
- أبو جهل: هو عمرو بن هشام بن المغيرة المخزومي، وقد كان أشد الناس عداوة للنبي قُتل يوم بدر كافرا، وأخباره مع النبي وكثرة أذاه له مشهور.[١٢٣]
روي ان رجلا قال للنبي : إني مررت ببدر، فرأيت رجلا يخرج من الأرض، فيضربه رجل بمقمعة معه حتى يغيب في الأرض، ثم يخرج، فيفعل به مثل ذلك مرارا، فقال رسول الله : ذاك أبو جهل بن هشام يُعذّبُ إلى يوم القيامة.[١٢٤]
- أبي بن خلف: وهو زمعة بن أبي بن خلف الجمحي ذكره عمر بن شيبة في من استوطن المدينة واتخذ بها دارا، وأبوه قتله النبي بأُحد، وهو الذي جاء إلى رسول الله ومعه عظام نخرة، ففركها بيده، ثم قال: من يحيي العظام وهي رميم. فنزلت الآية: ﴿قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾.[١٢٥] [١٢٦]
وقد روى عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ﴾[١٢٧] أُبي بن خلف وعقبة بن أبي معيط، وهما الخليلان في جهنم على منبر من نار.[١٢٨]
- أمية بن خلف: بن وهب من بني لؤي وأحد جبابرة قريش في الجاهلية، ومن ساداتهم، أدرك الإسلام ولم يُسلم، وهو الذي عذّب بلالا الحبشي في بداية ظهور الإسلام، أسره عبد الرحمن بن عوف يوم بدر، فرأه بلال فصاح بالناس يحرّضهم على قتله فقتلوه.[١٢٩]
وقد روي عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى﴾[١٣٠] نزلت في أمية بن خلف وأمثاله الذين كذبوا محمدا والأنبياء قبله.[١٣١]
- عتبة بن ربيعة: بن عبد شمس أبو الوليد، كبير قريش وأحد ساداتها في الجاهلية أدرك الإسلام، وطغى فشهد بدرا مع المشركين، وقاتل قتالا شديدا، فأحاط به علي بن أبي طالب والحمزة وعبيدة بن الحارث، فقتلوه.[١٣٢]
وروي عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ عَنْ عَلِي بْنِ أَبِى طَالِبٍ أَنَّهُ قَالَ: أَنَا أَوَّلُ مَنْ يَجْثُو بَيْنَ يَدَىِ الرَّحْمَنِ لِلْخُصُومَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَقَالَ قَيْسُ بْنُ عُبَادٍ وَفِيهِمْ أُنْزِلَتْ ﴿هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِى رَبِّهِمْ﴾[١٣٣] قَالَ: هُمُ الَّذِينَ تَبَارَزُوا يَوْمَ بَدْرٍ حَمْزَةُ وَعَلِيٌ وَعُبَيْدَةُ أَوْ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْحَارِثِ وَشَيْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ وَعُتْبَةُ وَالْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ.[١٣٤]
- الوليد بن المغيرة: المخزومي وهو أحد رؤساء قريش، الملقب بالوحيد لشرفه في قومه، ولعله لقّب بذلك بعد نزول آية ﴿ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا﴾،[١٣٥] وهو من أعمدة الحزب الكافر المحارب لله ورسوله الذي قال فيه الباري ﴿إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ﴾،[١٣٦] ونزلت في ذمه آيات أخرى، مات في السنة الأولى من الهجرة.[١٣٧]
- العاص بن وائل بن هشام السهمي: من قريش، وأحد الحكام في الجاهلية كان نديما لهشام بن المغيرة، أدرك الإسلام ولم يُسلم، ويُعد من (المستهزئين) ومن (الزنادقة) الذين ماتوا كفارا وثنيين.[١٣٨]
وروي عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَنَّ الْعَاصَ بْنَ وَائِلٍ أَخَذَ عَظْمًا مِنَ الْبَطْحَاءِ فَفَتَّهُ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ : أَيُحْيِي اللَّهُ هَذَا ما بعد أَرَى؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : نَعَمْ يُمِيتُكَ اللَّهُ، ثُمَّ يُحْيِيكَ، ثُمَّ يُدْخِلُكَ جَهَنَّمَ.[١٣٩]
- عبد الله بن أبي بن سلول: أبوه أُبي بن مالك بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم بن غنم بن عمرو بن الخزرج، وسلول أمه، وهي سلول بنت الحارث الخزاعية، وبها يُعرف، كان من أشراف الخزرج، وهو رأس المنافقين القائل: ﴿لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ﴾.[١٤٠] [١٤١]
- الوليد بن عقبة: بن أبي معيط بن أبان بن أبي عمرو ذكوان بن أمية بن عبد شمس وكان شديدا على المسلمين، كثير الأذى لرسول الله ، وقد أُسر يوم بدر فافتداه، أسلم الوليد وأخوه يوم الفتح، نشأ الوليد بعد ذلك في كنف عثمان إلى أن استخلفه فولاه الكوفة بعد عزل سعد بن أبي وقاص، ولما قُتل عثمان اعتزل الوليد الفتنة، فلم يشهد مع علي ولا مع غيره، ولكنه كان يحرض معاوية على قتال علي بكتبه وبشعره، مات في أيام حكم معاوية.[١٤٢]
نزل فيه قوله تعالى: ﴿أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ ﴾[١٤٣] عندما تخاصم مع الإمام علي فقال له : اسكت فانك فاسق.[١٤٤]
- عمرو بن العاص: بن وائل السهمي القرشي، وأمه النابغة بنت خزيمة، كان في الجاهلية من الأشداء على الإسلام، وأسلم في هدنة الحديبية، ولاه عمر فلسطين، ثم مصر فافتتحها، وعزله عثمان، ناصر معاوية في حربه مع علي ، فولاه معاوية على مصر سنة 38 هـ وأطلق له خراجها ست سنين، فجمع أموالا طائلة، وتوفي بالقاهرة.[١٤٥]
روى القمي في تفسيره في قوله تعالى: ﴿يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا﴾[١٤٦] قول النبي : لَمَّا مَرَّ بِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ وَهُمَا فِي حَائِطٍ يَشْرَبَانِ وَيُغَنِّيَانِ بِهَذَا الْبَيْتِ - فِي حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ حِينَ قُتِلَ.
كَمْ مِنْ حَوَارِيَّ تَلُوحُ عِظَامُهُ | وَرَاءَ الْحَرْبِ أَنْ يُجَرَّ فَيُقْبَرَا |
فَقَالَ النَّبِيُّ : اللَّهُمَّ الْعَنْهُمَا، وَارْكُسْهُمَا فِي الْفِتْنَةِ رَكْساً وَدُعَّهُمَا فِي النَّارِ دَعّا.[١٤٧]
- معاوية بن خديج: بن الرحيل الكندي السكوني، دعا في مصر إلى الطلب بدم عثمان، وهيّج الناس وأفسد مصر على محمد بن أبي بكر وقتله، وكان يسب عليا .[١٤٨]
قال له الإمام الحسن بن علي بعد أن استدعاه وسأله عن سبه لأمير المؤمنين : أم والله لئن وردتَ عليه الحوض - وما أراك ترده - لتجدنه مُشمِّرَ الإزار على ساق يذود غريبة الإبل، قول الصادق المصدوق: ﴿وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى﴾.[١٤٩][١٥٠]
- قاتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب : وهو عبد الرحمن بن ملجم المرادي، أدرك الجاهلية وهاجر في أيام حكم عمر، وقرأ على معاذ بن جبل ذكر ذلك أبو سعيد بن يونس، ثم صار من كبار الخوارج، وهو أشقى هذه الأمة بالنص الثابت عن النبي لقتله الإمام علي بن أبي طالب ، فقتله أولاد علي .[١٥١]
روي عن الإمام الرضا عن آبائه عن أمير المؤمنين أنه قال: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ خَطَبَنَا ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ قَدْ أَقْبَلَ إِلَيْكُمْ شَهْرُ اللَّهِ بِالْبَرَكَةِ وَالرَّحْمَةِ وَالْمَغْفِرَةِ ... قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فَقُمْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ فِي هَذَا الشَّهْرِ؟ فَقَالَ: يَا أَبَا الْحَسَنِ أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ فِي هَذَا الشَّهْرِ الْوَرَعُ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ ، ثُمَّ بَكَى فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا يُبْكِيكَ؟
فَقَالَ: يَا عَلِيُّ أَبْكِي لِمَا يُسْتَحَلُّ مِنْكَ فِي هَذَا الشَّهْرِ كَأَنِّي بِكَ وَأَنْتَ تُصَلِّي لِرَبِّكَ، وَقَدِ انْبَعَثَ أَشْقَى الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ شَقِيقُ عَاقِرِ نَاقَةِ ثَمُودَ، فَضَرَبَكَ ضَرْبَةً عَلَى قَرْنِكَ فَخَضَبَ مِنْهَا لِحْيَتَكَ، قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ : فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَذَلِكَ فِي سَلَامَةٍ مِنْ دِينِي، فَقَالَ : فِي سَلَامَةٍ مِنْ دِينِكَ، ثُمَّ قَالَ: يَا عَلِيُّ مَنْ قَتَلَكَ، فَقَدْ قَتَلَنِي، وَمَنْ أَبْغَضَكَ، فَقَدْ أَبْغَضَنِي، وَمَنْ سَبَّكَ، فَقَدْ سَبَّنِي.[١٥٢]
- قاتل الإمام الحسين : وهو يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي ثاني ملوك الدولة الأموية في الشام. ولد بالماطرون، ونشأ بدمشق، وولي الحكم بعد وفاة أبيه (سنة 60 هـ) وأبى البيعة له عبد الله بن الزبير والحسين بن علي، فانصرف الأول إلى مكة والإمام الحسين إلى الكوفة حيث كانت واقعة كربلاء الفجيعة التي استشهد فيها السبط مع أهل بيته وأصحابه في أوائل (سنة 61 هـ)، وخلع أهل المدينة طاعته (سنة 63 هـ) فأرسل إليهم مسلم بن عقبة المري، وأمره أن يستبيحها ثلاثة أيام وأن يبايع أهلها على أنهم خول وعبيد ليزيد، ففعل بها مسلم الأفاعيل القبيحة، وقتل فيها كثيرا من الصحابة وأبنائهم وخيار التابعين.[١٥٣]
روي عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : إِنَّ فِي النَّارِ مَنْزِلَةً لَمْ يَكُنْ يَسْتَحِقُّهَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ إِلَّا بِقَتْلِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍ وَيَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا .[١٥٤]
- أبو الخطاب: ابن أبي زينب الكوفي، داعية ملعون غال، فاسد العقيدة، ادعى الوهية ونبوة الإمام الصادق واستحل المحارم، وجاء بالقبائح والمفاسد، وجمع من حوله جماعة من الأشقياء، وتسمّوا بالخطابية نسبة إليه فثار عليه الناس، ولعنه الإمام الصادق ودعا عليه، قضى عليه وعلى اتباعه في الكوفة عيسى بن موسى العباسي سنة 143 هـ فقتلهم جميعا.[١٥٥]
قال الإمام الصادق : لا يدخل المغيرة وأبو الخطاب الجنة إلا بعد ركضات في النار.[١٥٦]
الهوامش
- ↑ ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، ج 5، ص 368.
- ↑ المصطفوي، التحقيق في كلمات القرآن الكريم، ج 12، ص 279.
- ↑ البقرة: 24.
- ↑ ال عمران: 131.
- ↑ التوبة: 17.
- ↑ الصدوق، ثواب الأعمال، ص 294.
- ↑ نهج البلاغة، ص 465.
- ↑ البقرة: 206.
- ↑ البينة: 6.
- ↑ النبأ: 21.
- ↑ الحر العاملي، الفصول المهمة في أصول الأئمة، ج 1، ص 377.
- ↑ الطوسي، الأمالي، ص 95.
- ↑ الحج: 51.
- ↑ الحديد: 19.
- ↑ النازعات: 35 - 39.
- ↑ الصدوق، ثواب الأعمال، ص 210.
- ↑ الصدوق، معاني الأخبار، ص 287.
- ↑ الحج: 4.
- ↑ لقمان: 21.
- ↑ فاطر: 6.
- ↑ المغربي، دعائم الإسلام، ج 2، ص 402.
- ↑ العياشي، تفسير العياشي، ج 2، ص 318.
- ↑ الهمزة: 4 - 9.
- ↑ الشريف الرضي، المجازات النبوية، ص 109 ، ح 70.
- ↑ القمي، تفسير القمي، ج 2، ص 441.
- ↑ القمر: 47 -48.
- ↑ المدثر: 24 -30.
- ↑ البرقي، المحاسن، ج 1، ص 123.
- ↑ الكوفي، الزهد، ص 103.
- ↑ المعارج: 15 - 18.
- ↑ المصدور: الذي يشتكى من صدره. وينفث المصدور أي رمى بالنفاثة، والمراد إن من ملأ صدره من محبتنا وأمرنا لا يمكن له أن يقيها ولا يبرزها فإذا أبرزها أمر بسترها.
- ↑ الحراني، تحف العقول، ص 173 - 174.
- ↑ الكفعمي، المصباح، ص 370.
- ↑ القارعة: 8 - 11.
- ↑ ابن أبي جمهور، عوالي اللئالي، ج 1، ص 121- 122.
- ↑ الإمام العسكري، تفسير الإمام العسكري، ص 369 - 370.
- ↑ الفرقان: 68.
- ↑ القمي، تفسير القمي، ج 2، ص 116.
- ↑ المطففين: 7 - 8.
- ↑ الكليني، الكافي، ج 2، ص 294 - 295.
- ↑ الفيض الكاشاني، تفسير الصافي، ج 2، ص 196.
- ↑ المفيد، أوائل المقالات، ص 124.
- ↑ السبحاني، الالهيات، ج 4، ص 419.
- ↑ النجم: 13- 15.
- ↑ آل عمران: 133.
- ↑ الحديد: 21.
- ↑ الشعراء: 90.
- ↑ آل عمران: 131.
- ↑ الشعراء: 91.
- ↑ الحر العاملي، الفصول المهمة في أصول الأئمة، ج 1، ص 362.
- ↑ البقرة: 24.
- ↑ آل عمران: 162.
- ↑ الحج: 72.
- ↑ النكل: القيد الشديد والجمع أنكال أو قيد من نار.
- ↑ الكليني، الكافي، ج 8، ص 136.
- ↑ الصدوق، من لا يحضره الفقيه، ج 3، ص 359.
- ↑ نهج البلاغة، ص 176 - 177.
- ↑ آل عمران: 191 - 193.
- ↑ الفرقان: 64 - 65.
- ↑ البقرة: 102.
- ↑ الحراني، تحف العقول، ص 68.
- ↑ الكليني، الكافي، ج 2، ص 50.
- ↑ الصدوق، من لا يحضره الفقيه، ج 2، ص 543.
- ↑ الحجر: 43 - 44.
- ↑ الزمر: 71 - 72.
- ↑ الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج 3، ص 246.
- ↑ الكليني، الكافي، ج 5، ص 107.
- ↑ آل عمران: 192.
- ↑ فصلت: 16.
- ↑ پاينده، نهج الفصاحة، ص 284.
- ↑ المجلسي، زاد المعاد - مفتاح الجنان، ص 408.
- ↑ المؤمنون: 104 - 108.
- ↑ الزخرف: 78.
- ↑ المؤمنون: 71.
- ↑ المؤمنون: 108.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 74، ص 276.
- ↑ الحج: 22.
- ↑ نهج البلاغة: ص 230.
- ↑ الزمر: 56.
- ↑ الفرقان: 27.
- ↑ الفيض الكاشاني، نوادر الأخبار فيما يتعلق بأصول الدين، ص 367.
- ↑ الطبري الآملي، بشارة المصطفى لشيعة المرتضى، ص 30.
- ↑ المؤمنون: 104 - 108.
- ↑ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 10، ص 36.
- ↑ يونس: 27.
- ↑ الكليني، الكافي، ج 8، ص 25.
- ↑ النساء: 56.
- ↑ القمي، تفسير القمي، ج 1، ص 141.
- ↑ اإسراء: 97.
- ↑ الكليني، الكافي، ج 8، ص 3.
- ↑ الرعد: 50.
- ↑ المشهدي، تفسير كنز الدقائق وبحر الغرائب، ج 7، ص 93.
- ↑ الدخان: 43 - 46.
- ↑ الصافات: 62 - 66.
- ↑ الغاشية: 1 - 7.
- ↑ الفيض الكاشاني، تفسير الصافي، ج 5، ص 320.
- ↑ يونس: 4.
- ↑ الرعد: 15 - 17.
- ↑ القمي، تفسير القمي، ج 1، ص 180.
- ↑ الكليني، الكافي، ج 6، ص 397.
- ↑ الفرقان: 65 - 66.
- ↑ الفرقان: 13 -14.
- ↑ القمي، تفسير القمي، ج 2، ص 112.
- ↑ الزخرف: 36 - 39.
- ↑ القمي، تفسير القمي، ج 2، ص 407.
- ↑ الأعلى: 9 - 13.
- ↑ الرعد: 16 - 17.
- ↑ پاينده، نهج الفصاحة، ص 260.
- ↑ المدثر: 38 - 47.
- ↑ النوري، مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل، ج 15، ص 193- 194.
- ↑ عدة من العلماء، الأصول الستة عشر، ص 159.
- ↑ الشريف الرضي، المجازات النبوية، ص 365.
- ↑ الديلمي، إرشاد القلوب، ج 1، ص 196.
- ↑ الصدوق، مصادقة الإخوان، ص 52.
- ↑ ابن قولويه، كامل الزيارات، ص 146.
- ↑ الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج 14، ص 501.
- ↑ ص: 73 - 85.
- ↑ المائدة: 29.
- ↑ هود: 96 - 99.
- ↑ التحريم: 10.
- ↑ المسد: 1.
- ↑ المقريزي، إمتاع الاسماع، ج 1، ص 41 - 42.
- ↑ القمي، الكنى والألقاب، ج 1، ص 40 - 41.
- ↑ البيهقي، دلائل النبوة، ج 3، ص 89.
- ↑ يس: 79،
- ↑ البيهقي، دلائل النبوة، ج 3، ص 211.
- ↑ الفرقان: 27.
- ↑ السيوطي، الدر المنثور، ج 6، ص 253.
- ↑ الزركلي، الأعلام، ج 2، ص 22.
- ↑ الليل: 15.
- ↑ الفخر الرازي، التفسير الكبير، ج 31، ص 203.
- ↑ الزركلي، الأعلام، ج 4، ص 200.
- ↑ الحج: 19.
- ↑ البخاري، صحيح البخاري، ج 4، ص 1458.
- ↑ المدثر: 11.
- ↑ الحجر: 95.
- ↑ الذهبي، تاريخ الإسلام، ج 2، ص 40.
- ↑ الزركلي، الأعلام، ج 3، ص 247.
- ↑ ابن كثير، تفسير ابن كثير، ج 6، ص 580.
- ↑ المنافقون: 8.
- ↑ الشامي، سبل الهدى والرشاد، ج 12، ص 73.
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 6، ص 24 - 25.
- ↑ السجدة: 18.
- ↑ الطبري، تفسير الطبري، ج 11، ص 107.
- ↑ الخوئي، معجم رجال الحديث، ج 13، ص 109 - 110.
- ↑ الطور: 13.
- ↑ القمي، تفسير القمي، ج 2، ص 332.
- ↑ النمازي، مستدركات علم رجال الحديث، ج 7، ص 446.
- ↑ طه: 61.
- ↑ الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج 3، ص 39.
- ↑ العسقلاني، الإصابة، ج 5، ص 85.
- ↑ الصدوق، عيون أخبار الرضا ، ج 1، ص 297.
- ↑ الزركلي، الأعلام، ج 8، ص 189.
- ↑ الصدوق، ثواب الأعمال وعقاب الأعمال، ص 216.
- ↑ التفريشي، نقد الرجال، ص 335 و 388.
- ↑ الطوسي، اختيار معرفة الرجال، ج 2، ص 494.
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- ابن أبي الحديد، عبد الحميد بن هبة الله، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، المحقق والمصحح: محمد أبو الفضل إبراهيم، قم – إيران، الناشر: مكتبة آية الله المرعشي النجفي، ط 1، 1404 هـ.
- ابن ابي جمهور الاحسائي، محمد بن علي، عوالي اللئالي العزيزية، قم – إيران، دار سيد الشهداء للنشر، ط 1، 1405 ه.
- ابن سعد، محمد بن سعد، الطبقات الكبرى، بيروت – لبنان، دار صادر، د.ت.
- ابن فارس، أحمد بن فارس، معجم مقاييس اللغة، تحقيق وتصحيح: عبد السلام محمد هارون، قم- إيران، الناشر: مكتب الإعلام الإسلامي، ط 1، 1404 ه.
- ابن قولويه القمي، جعفر بن محمد، كامل الزيارات، النجف الأشرف - العراق، الناشر: دار المرتضوية، ط 1، 1398 ه.
- ابن كثير الدمشقي، إسماعيل بن عمر، تفسير القرآن العظيم (تفسير ابن كثير)، تحقيق: عبد العظيم غيم ومحمد أحمد عاشور ومحمد إبراهيم البنا، القاهرة – مصر، دار الشعب، د.ت.
- البخاري، محمد بن إسماعيل، صحيح البخاري، تحقيق : د. مصطفى ديب البغا، بيروت - لبنان، الناشر: دار ابن كثير، ط 3، 1407 هـ - 1987 م.
- البرقي، أحمد بن محمد بن خالد ، المحاسن، المحقق والمصحح: جلال الدين محدث، قم – إيران، الناشر: دار الكتب الإسلامية ، ط 2، 1371 ش.
- البيهقي، أحمد بن الحسين، دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة، تحقيق: عبد المعطي أمين قلعجي، بيروت – لبنان، دار الكتب العلمية، ط 1، 1405 هـ.
- التفريشي، مصطفى عبد الحسين، نقد الرجال، تحقيق: مؤسسة آل البيت، 1418 هـ.
- الحر العاملي، محمد بن الحسن، الفصول المهمة في أصول الأئمة، قم - إيران، مؤسسة معارف إسلامي امام رضا، ط 1، 1418 ه.
- الحر العاملي، محمد بن الحسن، تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة، قم- إيران، مؤسسة آل البيت، ط 1، 1409 ه.
- الحراني، الحسن بن علي، تحف العقول، المحقق والمصحح: علي أكبر الغفاري، قم – إيران، الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي، ط 2، 1404 هـ.
- الخوئي، أبو القاسم بن علي أكبر، معجم رجال الحديث، قم – إيران، منشورات مدينة العلم، ط 3، 1403 هـ.
- الديلمي، الحسن بن محمد، إرشاد القلوب إلى الصواب، قم – إيران، الناشر: الشريف الرضي، ط 1، 1412 هـ.
- الذهبي، محمد بن أحمد، تاريخ الاسلام ووفيات المشاهير والأعلام، تحقيق: عمر عبد السلام تدمري، بيروت – لبنان، دار الكتاب العربي، ط 1، 1409 هـ.
- الذهبي، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، بيروت – لبنان، مؤسسة الرسالة، ط 10، 1414 هـ.
- الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام، بيروت – لبنان، الناشر: دار العلم للملايين، ط 15، 2002 هـ.
- السبحاني، جعفر، الالهيات على هدى الكتاب والسنة والعقل، قم - إيران، مؤسسة الإمام الصادق، ط 7، 1430 هـ.
- السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر، الدر المنثور في التفسير بالمأثور، بيروت – لبنان، دار الفكر، ط 1، 1414 هـ.
- الشامي، محمد بن يوسف، سبل الهدى والرشاد، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود، بيروت – لبنان، دار الكتب العلمية، ط 1، 1414 هـ.
- الشريف الرضي، محمد بن الحسين، المجازات النبوية، المحقق والمصحح: مهدي هوشمند، قم – إيران، الناشر: دار الحديث، ط 1، 1422 هـ - 1380 ش.
- الشريف الرضي، محمد بن حسين، نهج البلاغة، المحقق والمصحح: صبحي الصالح، قم – إيران، الناشر: هجرة، ط 1، 1414 هـ.
- الصدوق، محمد بن علي، ثواب الأعمال وعقاب الأعمال، قم – إيران، الناشر: دار الشريف الرضي للنشر، ط 2، 1406 هـ.
- الصدوق، محمد بن علي، عيون أخبار الرضا، المحقق والمصحح: مهدي لاجوردي، طهران – إيران، الناشر: نشر جهان، ط 1، 1378 ش.
- الصدوق، محمد بن علي، مصادقة الإخوان، المحقق والمصحح: السيد علي الخراساني الكاظمي، الکاظمیة – العراق، الناشر: مكتبة الإمام صاحب الزمان العامة، ط 1، 1402 هـ.
- الصدوق، محمد بن علي، معاني الأخبار، المحقق والمصحح: علي أكبر الغفاري، قم – إيران، الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي، ط 1، 1403 هـ.
- الصدوق، محمّد بن علي، من لا يحضره الفقيه، قم – إيران، انتشارات دفتر تبليغات إسلامي حوزه علميه قم، ط 2، 1413 ه.
- الطبري الآملي، محمد بن أبي القاسم، بشارة المصطفى لشيعة المرتضى، النجف – العراق، الناشر: المكتبة الحيدرية، ط 2، 1383 هـ.
- الطبري، محمد بن جرير، تفسير الطبري (جامع البيان في تفسير القرآن)، بيروت – لبنان، دار الفكر، د.ت.
- الطوسي، محمد بن الحسن، اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي)، تحقيق: السيد مهدي رجائي، قم – إيران، مؤسسة آل البيت، ط 1، 1404 هـ.
- الطوسي، محمد بن الحسن، الأمالي، المحقق والمصحح: مؤسسة البعثة، قم – إيران، الناشر: دار الثقافة، ط 1، 1414 هـ.
- العسقلاني، أحمد بن علي، الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود وعلي محمد معوض، بيروت – لبنان، دار الكتب العلمية، ط 1، 1415 هـ.
- العسکري، الحسن بن علي، التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري، المحقق والمصحح: مدرسة الإمام المهدي، قم – إيران، الناشر: مدرسة الإمام المهدي، ط 1، 1409 هـ.
- العياشي، محمد بن مسعود، تفسير العيّاشي، طهران – إيران، الناشر: المطبعة العلمية، ط 1، 1380 هـ.
- الفخر الرازي، محمد بن عمر، التفسير الكبير ومفاتيح الغيب (تفسير الفخر الرازي)، بيروت – لبنان، دار الفكر، ط 1، 1410 هـ.
- الفيض الكاشاني، محمد محسن بن شاه مرتضى، تفسير الصافي، طهران – إيران، الناشر: مكتبة الصدر، ط 2، 1415 هـ.
- الفيض الكاشاني، محمد محسن بن شاه مرتضى، تفسير الصافي، المحقق والمصحح: حسین الأعلمي، طهران – إيران، الناشر: مكتبة الصدر، ط 2، 1415 هـ.
- الفيض الكاشاني، محمد محسن بن شاه مرتضى، نوادر الأخبار فيما يتعلق بأصول الدين، المحقق والمصحح: مهدي الأنصاري القمي، طهران – إيران، الناشر: مؤسسة مطالعات وتحقيقات فرهنگى، ط 1، 1371 ش.
- القمي، عباس، الكنى والألقاب، طهران – إيران، مكتبة الصدر، ط 5، 1367 ش.
- القمي، علي بن ابراهيم، تفسير القمي، قم – إيران، الناشر: دار الكتاب، ط 3، 1404 هـ.
- الكفعمي، إبراهيم بن علي، المصباح للكفعمي (جنة الأمان الواقية)، قم – إيران، الناشر: دار الرضي( زاهدي)، ط 2، 1405 هـ.
- الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، طهران – إيران، دار الكتب الإسلامية، ط 4، 1407 ه.
- الكوفي الأهوازي، حسين بن سعيد، الزهد، قم – إيران، الناشر: المطبعة العلمية، ط 2، 1402 هـ.
- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، بيروت – لبنان، دار احياء التراث ، ط 2، 1403 هـ.
- المجلسي، محمد باقر، زاد المعاد- مفتاح الجنان، المحقق والمصحح: علاء الدين الأعلمي، بيروت – لبنان، الناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، ط 1، 1423 هـ.
- المشهدي، محمد بن محمد رضا، تفسير كنز الدقائق وبحر الغرائب، تحقيق: حسین درگاهى، طهران – إيران، الناشر: وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، ط 1، 1368 ش.
- المصطفوي، حسن، التحقيق في كلمات القرآن الكريم، طهران – إيران، وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، 1416 هـ.
- المغربي، نعمان بن محمد، دعائم الإسلام، قم- إيران، الناشر: مؤسسة آل البيت، ط 2، 1385 ه.
- المفيد، محمد بن محمد، أوائل المقالات، تحقيق: الشيخ ابراهيم الأنصاري، الناشر: المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد، قم – إيران، ط 1، 1413 هـ.
- المقريزي، أحمد بن علي، إمتاع الاسماع، تحقيق: محمد عبد الحميد النميسي، بيروت – لبنان، دار الكتب العلمية، ط 1، 1420 هـ.
- النمازي، علي، مستدركات علم رجال الحديث، طهران – إيران، مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، ط 1، 1412 هـ.
- النوري، حسين بن محمد تقي، مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل، قم – إيران، مؤسسة آل البيت، ط 1، 1408 ه.
- پاينده، أبو القاسم، نهج الفصاحة (مجموعه كلمات قصار حضرت رسول)، طهران – إيران، الناشر: دنياى دانش، ط 4، 1382 ش.
- عدة من العلماء، الأصول الستة عشر، المحقق والمصحح: ضياء الدين محمودي ونعمة الله جليلي ومهدي غلام علي، قم – إیران، الناشر: مؤسسة دار الحديث الثقافية، ط 1، 1423 هـ.