سورة يس، هي السورة السادسة والثلاثون ضمن الجزء (22 و 23) من القرآن الكريم، وهي من السور المكية، واسمها مأخوذ من الآية الأولى فيها، وتتحدث عن رسالة النبي الأكرم والهدف من نزول القرآن الكريم، كما تتحدث عن ثلاثة من أنبياء الله ودعوتهم للتوحيد وجهادهم ضد الشرك، وتتحدث أيضاً عن المعاد وكيفية الحشر والسؤال والجواب في يوم القيامة.
سورة يس | |
---|---|
رقم السورة | 36 |
الجزء | 22 و 23 |
النزول | |
ترتیب النزول | 41 |
مكية/مدنية | مكية |
الإحصاءات | |
عدد الآيات | 83 |
عدد الكلمات | 733 |
عدد الحروف | 3068 |
من آياتها المشهورة قوله تعالى في الآية (12): ﴿وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ﴾، وقوله تعالى في الآية (82): ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾.
ورد في فضل قراءتها روايات كثيرة، منها ما رويَ عن الإمام الصادق : إنّ لكل شيءٍ قلباً، وقلب القرآن يس، فمن قرأها في نهاره كان من المحفوظين والمرزوقين حتى يُمسي، ومن قرأها في ليله قبل أن ينام وكُّل به ألف ملك يحفظونه من كل شيطان رجيم، ومن كل آفة، وإن مات في يومه أدخله الله الجنة.
تسميتها وآياتها
سُميت هذه السورة بـــ (يس)؛ لافتتاحها بهذه الكلمة،[١] وقيل في معنى (يس) أقوال كثيرة، منها: إنها كـ(ألـــم) في سورة البقرة، ونحوها من الحروف المقطعة في أوائل السور إعراباً ومعنى،[٢] وقيل: إنّ (يس) تعني يا إنسان، وروي عن علي أنه قال: «سمّى الله تعالى النبي في القرآن بسبعة أسماء: محمد، وأحمد، وطه، ويس، والمزمّل، والمدثّر، وعبد الله»، [٣]
وللسورة أسماء أخرى، منها: إنها سُميت بسورة المُعمّة، لأنها تعمّ صاحبها بخير الدنيا والآخرة، وتكابد عنه بلوى الدنيا والآخرة، وتدفع عنه أهاويل الدنيا والآخرة،[٤] وسورة المدافعة، لأنها تدفع عن صاحبها كل شر وتقضي له كل حاجة،[٥] وسورة القاضية، لأن قراءتها تقضي الحاجات.[٦] وتعتبر السورة قلب القرآن، لما ورد عن الإمام الصادق : «إنّ لكل شيءٍ قلباً، وقلب القرآن يس».[٧]
ترتيب نزولها
سورة يس من السور المكية،[٨] ومن حيث الترتيب نزلت على النبي بالتسلسل (41)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء (22 - 23) بالتسلسل (36) من سور القرآن.[٩] وآياتها (83)، تتألف من (733) كلمة في (3068) حرف.[١٠] وتُعتبر من سور المثاني، أي: السور التي لا تبلغ آياتها المئة، وسُميت بالمثاني؛ لأنها تُثنّى، أي: تُكرّر قراءتها أكثر مما تقرأ غيرها من الطوال والمئين.[١١]
معاني مفرداتها
أهم المعاني لمفردات السورة:
- (مُّقْمَحُونَ): المُقمح: هو الذي يرفع رأسه ويغُضّ بصره.
- (الأَجْدَاثِ): جمع جدَث: وهو القبر.
- (يَنسِلُونَ): يسرعون في الخروج.[١٢]
محتواها
يتلخّص محتوى السورة في عدّة أقسام:
- الأول: يتحدث عن رسالة النبي الأكرم والقرآن الكريم، والهدف من نزول ذلك الكتاب السماوي العظيم، وعن المؤمنين به.
- الثاني: يتحدث عن رسالة ثلاثة من أنبياء الله، وكيف كانت دعوتهم للتوحيد، وجهادهم المتواصل ضد الشرك.
- الثالث: يتحدث عن النكات التوحيدية الملفتة للنظر، كالدلائل المشيرة إلى عظمة الله في عالم الوجود.
- الرابع: يتحدث عن المعاد والأدلة المختلفة عليه، وعن كيفية الحشر، والسؤال والجواب في يوم القيامة.[١٣]
قصة أصحاب القرية ومؤمن آل ياسين
ذكر المفسرون: لما أجمع أهل القرية (انطاكية) على قتل الرُسُل، بلغ ذلك حبيباً وهو رجل مؤمن وذا صدقة، كان يعمل الجرير، ومنزله عند باب من أبواب المدينة، فجاء يسعى إليهم يذكّر قومه بالله، ويدعوهم إلى اتباع المرسلين، فقال: ﴿يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ﴾،[١٤][١٥] ولم يُشر القرآن إلى اسم ذلك الرجل، ومع هذا قال أكثر المفسرون: إنّ اسمه حبيب النجار، كما لم يصرّح القرآن حول قتله، ولكن يُستفاد من طريقة الآيات التي بعدها بأنّ قومه قد ثاروا عليه وقتلوه، كما ذكرت الروايات ذلك بأنهم قتلوه بمنتهى القسوة والغلظة.
وقيل: إنهم رموه بالحجارة، حتى أنّ جمعاً من المفسرين قالوا: إنّ هؤلاء القوم قتلوا الرسل أيضاً، كما لم تُذكر أسماؤهم، سوى أنه قيل: بعث عيسى رسولين من الحواريين إلى مدينة أنطاكية التي تبعد كما قيل: مائة كيلو متر عن مدينة حلب، وستين كيلو متر عن مدينة الأسكندرية، وبعد الاحتلال الفرنسي أُلحقت بالأراضي التركية.[١٦]
آياتها المشهورة
- قوله تعالى: ﴿وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ﴾،[١٧] جاء في كتب التفسير حول معنى (الإِمَام المُبِين): أي: أحصيناه في كتاب ظاهر، وهو اللوح المحفوظ، [١٨] وجاء في تفسير نور الثقلين : عن ابن عباس عن أمير المؤمنين أنه قال: أنا والله الإمام المبين، أُبيّن الحق من الباطل، ورثته من رسول الله .[١٩]
- قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾،[٢٠] جاء في كتب التفسير: إنّ الآية تصِف كلمة الإيجاد وتُبيّن أنه تعالى لا يحتاج في إيجاد شيء مما أراده إلى ما وراء ذاته المتعالية، أو يدفع عنه مانعاً يمنعه، و(كُنْ) أي: يخاطبه بكلمة (كن)، ومن المعلوم أنه ليس هناك لفظ يتلفّظ به وإلا لاحتاج في وجوده إلى لفظ آخر، و(فَيَكُونُ) بيان لطاعة الشيء المراد له تعالى وامتثاله لأمر (كن) ولبسه الوجود.[٢١]
فضيلتها وخواصها
وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها:
- عن النبي : «إنّ في القرآن سورة تشفع لقارئها ويُغفر لمستمعها، ألا وهي سورة يس».[٢٢] وعنه : «من دخل المقابر فقرأ سورة يس، خُفّف عنهم يومئذٍ، وكان له بعدد من فيها حسنات».[٢٣] وعنه : من قرأ سورة يس يُريد بها الله عزوجل غفر الله له، وأُعطي من الأجر كأنما قرأ القرآن اثنتي عشر مرة، وأيما مريض قُرأ عنده سورة يس نزل عليه بعدد كل حرف منها عشرة أملاك، يقومون بين يديه صفوفاً ويستغفرون له ويشهدون قبره ويتبعون جنازته ويصلون عليه ويشهدون دفنه، وأيما مريض قرءها وهو في سكرات الموت، أو قُرئت عنده جاءه رضوان، خادم الجنان بشربةٍ من شراب الجنة، فسقاه إياه وهو على فراشه، فيشرب، فيموت ريّاناً، ويُبعث ريّان، ولا يحتاج إلى حوض من حياض الأنبياء حتى يدخل الجنة وهو ريّان»[٢٤]
- عن الإمام الصادق : «إنّ لكل شيءٍ قلباً، وقلب القرآن يس، فمن قرأها في نهاره كان من المحفوظين والمرزوقين حتى يُمسي، ومن قرأها في ليله قبل أن ينام وكُّل به ألف ملك يحفظونه من كل شيطان رجيم، ومن كل آفة، وإن مات في يومه أدخله الله الجنة»[٢٥]
قبلها سورة فاطر |
سورة يس |
بعدها سورة الصافات |
الهوامش
- ↑ الموسوي، الواضح في التفسير، ج 13، ص 182.
- ↑ الألوسي، روح المعاني، ج 22، ص 524.
- ↑ الطوسي، تفسير التبيان، ج 10، ص 72.
- ↑ الألوسي، روح المعاني، ج 22، ص 523.
- ↑ الحويزي، نور الثقلين، ج 6، ص 160.
- ↑ الموسوي، الواضح في التفسير، ج 13، ص 182.
- ↑ الطبرسي، جوامع الجامع، ج 3، ص 129.
- ↑ ابن جرير، تفسير الطبري، ج 22، ص 175؛ الطوسي، تفسير التبيان، ج 10، ص 71.
- ↑ معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 169.
- ↑ الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1247.
- ↑ معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313.
- ↑ الموسوي، الواضح في التفسير، ج 13، ص 184-219.
- ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 11، ص 201.
- ↑ سورة يس: 21.
- ↑ ابن جرير، تفسير الطبري، ج 22، ص 187.
- ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 11، ص 127-133.
- ↑ سورة يس: 12.
- ↑ الطوسي، تفسير التبيان، ج 10، ص 79.
- ↑ الحويزي، نور الثقلين، ج 5، ص 167.
- ↑ سورة يس: 82.
- ↑ الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 17، ص 115-117.
- ↑ الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 4، ص 1317.
- ↑ الطبرسي، مجمع البيان، ج 8، ص 372.
- ↑ الحويزي، نور الثقلين، ج 6، ص 160.
- ↑ الطبرسي، جوامع الجامع، ج 3، ص 129.
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- الألوسي، محمود بن عبد الله، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1421 هـ.
- الحويزي، عبد علي بن جمعة، تفسير نور الثقلين، بيروت-لبنان، مؤسسة التاريخ العربي، ط 1، د. ت.
- الخرمشاهي، بهاء الدين، موسوعة القرآن والدراسات القرآنية، إيران - طهران، مؤسسة الأصدقاء، 1377 ش.
- الزمخشري، محمود بن عمر، الكشّاف، بيروت - لبنان، دار صادر، ط 1، 1431 هـ.
- الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، قم - إيران، دار المجتبى، ط 1، 1430 هـ.
- الطبرسي، الفضل بن الحسن، تفسير جوامع الجامع، قم-ايران، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين، ط 2، 1430 هـ.
- الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان، طهران-إيران، دار الأسوة، ط 1، 1426 هـ.
- الطبري، محمد بن جرير، تفسير الطبري المعروف بــ جامع البيان عن تأويل القرآن، بيروت-لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، د.ت.
- الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، قم - إيران، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 1، 1431 هـ.
- الموسوي، عباس بن علي، الواضح في التفسير، بيروت - لبنان، مركز الغدير، ط 1، 1433 هـ.
- معرفة، محمد هادي، التمهيد في علوم القرآن، قم-إيران، ذوي القربى، ط 1، 1428 هـ.
- مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، بيروت - لبنان، مؤسسة الأميرة، ط 2، 1430 هـ.
وصلات خارجية