حديث من مات ولم يعرف إمام زمانه
| الموضوع | معرفة الإمام |
|---|---|
| القائل | رسول الله |
| اعتبار الحديث | اعتبرته مصادر الشيعة وأهل السنة متواتراً |
| مصادر الشيعة | الكافي - كمال الدين وتمام النعمة - كفاية الأثر |
| مصادر السنة | صحيح مسلم - مسند أحمد بن حنبل - مسند أبي داود الطيالسي - مسند الشاميين |
| أحاديث مشهورة | |
| حديث الثقلين . حديث الكساء . حديث المنزلة . حديث سلسلة الذهب . حديث الولاية . حديث الاثني عشر خليفة . حديث مدينة العلم | |
حَدِيثُ منْ مَاتَ وَلَمْ يَعْرِفْ إِمَامَ زَمَانِه من الأحاديث المشهورة المروية عن الرسول
مما استدّلت به الإمامية على عدم خلو الأرض من إمام حي قائم، وعلى أهمية معرفة الإمام.
وهناک تفاسیر مختلفة لهذا الحدیث بین الشیعة وأهل السنّة، إلا أنّهم جمیعاً متّفقون على أصل الحدیث، حیث يرى الشیعة الترابط الوثيق بين هذا الحديث ومسألة الإمامة وضرورة التأسي به تبعاً لمعرفته، بينما يعتقد أهل السنة بأنَّه يدلّ على التعامل الكامن بين الأمة وحاكم المسلمين وضرورة مبايعته.
مكانة الحديث
وردت في المصادر الإسلامية روايات بعبارة «من ماتَ...»؛[١] لكن المقصود من تعبير «حديث من ماتَ» هو هذا القول المشهور للرسول
: «مَنْ ماتَ وَ لَمْ يعْرِفْ إمامَ زَمانِهِ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِية» وهو وارد في المصادر الحديثية الشيعية والسنية.[٢]
وقد ورد هذا الحديث بعبارات تختلف اختلافًا طفيفًا. مثلاً، في كتاب الكافي، نقل روی عن الإمام الصادق
بأن النبي
قال: «مَنْ مَاتَ وَ لَيسَ لَهُ إِمَامٌ فَمِيتَتُهُ مِيتَةٌ جَاهِلِيةٌ»[٣] وأيضًا ورد في بعض مصادر أهل السنة عن رسول الإسلام
قوله: «مَنْ مَاتَ بِغَيرِ إِمَامٍ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيةً.»[٤]
وقد اعتبر العلامة المجلسي هذه الرواية متواترة عند الشيعة وأهل السنة.[٥] وقال الشيخ البهائي أيضًا إن هذا الحديث محل اتفاق بين الفريقين.[٦]
المقصود من الموت الجاهلي
في الرواية التي رواها الكليني فی الکافي، بيّن الإمام الصادق
معنى «الموت الجاهلي». النص الكامل للرواية كما يلي:
عن ابن أبي يعفور: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ
عَنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ
مَنْ مَاتَ وَ لَيْسَ لَهُ إِمَامٌ فَمِيتَتُهُ مِيتَةٌ جَاهِلِيَّةٌ. قَالَ: قُلْتُ: مِيتَةُ كُفْرٍ: قَالَ مِيتَةُ ضَلَالٍ. قُلْتُ: فَمَنْ مَاتَ الْيَوْمَ وَ لَيْسَ لَهُ إِمَامٌ فَمِيتَتُهُ مِيتَةٌ جَاهِلِيَّةٌ؟ فَقَالَ: نَعَمْ.[٧]
مصادر الحديث
هنالك كتب كثيرة عند الفريقين نقلت «رواية من مات» ومنها:
مصادر الإمامية
- الكافي للكليني.[٨]
- كمال الدين وتمام النعمة للصدوق.[٩]
- كفاية الأثر في النص على الأئمة الإثني عشر للخزاز القمي.[١٠]
مصادر أهل السنة
- سنن البيهقي[١١]
- صحيح مسلم[١٢]
- مسند أبي داود[١٣]
- صحيح ابن حبان[١٤]
- مسند أحمد بن حنبل[١٥]
- المعجم الكبير للحافظ الطبراني[١٦]
دلالات الحديث عند الفريقين
استنبط علماء الشيعة وأهل السنة -كلٌ منهم حسب معتقداته الكلامية- تفاسير مختلفة من هذا الحديث:
عند الشيعة
استدلّ بعض علماء الشيعة بالرواية على أنّها تدلّ على عدم خلو العالَم من وجود الإمام في جميع الأزمنة،[١٧] وضرورة التعرف على الإمام وطاعته.[١٨] وطبقاً لمعتقدات الشيعة، فإنّ المقصود من الإمام في الرواية هم أهل البيت والأئمة المعصومون، والذي في زماننا هذا متمثل في شخص الإمام الثاني عشر الحجة بن الحسن المهدي.[١٩]
عند أهل السنة
قدّم أهل السُّنّة تفسيرًا ومعنًى آخر لهذه الرواية. فهم يرَون أن المقصود من «الإمام» في هذه الرواية هو حاكم المجتمع الإسلامي الذي يجب اتباعه والبقاء في بيعته من أجل حفظ كيان المجتمع الإسلامي.[٢٠] إنّ وجوب اتباع الحاكم الإسلامي يشمل جميع الحكّام المسلمين، ولا يُحدث ظلمُهم أو فسقهم خللًا في هذا الوجوب. وقد استنبط ابن تيمية من تفسير هذا الحديث وجوب الطاعة والبيعة للصحابة والتابعين مع يزيد بن معاوية.[٢١]
لكن بعض مصادر أهل السنة فسّرت «الإمام» في الرواية المذكورة بالنبي محمد
، واعتقدوا بوجوب الإيمان به، لأنه إمام أهل الأرض في هذه الدنيا.[٢٢]
الهوامش
- ↑ على سبيل المثال انظر: برقّي، المحاسن، 1371هـ، ج1، ص88.
- ↑ السيد بن طاووس، الإقبال بالأعمال الحسنة، 1415هـ، ج2، ص252؛ الشيخ الصدوق، كمال الدين، 1395هـ، ج2، ص410؛ تفتازاني، شرح المقاصد، 1409هـ، ج5، ص239؛ القندوزي، ينابيع المودة، 1413هـ، ج3، ص456.
- ↑ الكليني، الكافي، 1407هـ، ج1، ص376.
- ↑ أحمد بن حنبل، مسند أحمد، 1421هـ، ج28، ص88؛ أبو داود، مسند أبي داود، 1419هـ، ج3، ص425؛ الطبراني، مسند الشاميين، 1405هـ، ج2، ص437.
- ↑ العلامة المجلسي، بحار الأنوار، 1403هـ، ج8، ص368.
- ↑ الشيخ البهائي، الأربعون حديثًا، 1431هـ، ج1، ص431.
- ↑ الكليني، الكافي، 1407هـ، ج1، ص376.
- ↑ الكليني، الكافي، ج2، ص21.
- ↑ الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة، ج2، ص409.
- ↑ الخزاز، كفاية الأثر، ص296.
- ↑ البيهقي، السنن الكبرى، ج8، ص270.
- ↑ النيسابوري، صحيح مسلم، ج3، ص1478.
- ↑ أبو داود، مسند أبي داود، ج3، ص425.
- ↑ ابن حبان، صحيح ابن حبان، ج10، ص434.
- ↑ ابن حنبل، مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج28، ص88 - 89.
- ↑ الطبراني، المعجم الكبير، ج19، ص334.
- ↑ أبو الفتوح الرازي، روض الجنان وروح الجنان في تفسير القرآن، ج4، ص173.
- ↑ صدر الدين الشيرازي، شرح أصول الكافي، ج2، ص474.
- ↑ المجلسي، مرآة العقول، ج4، ص27.
- ↑ صهيب عبد الجبار، الجامع الصحيح، 2014م، ج4، ص234، حاشية.
- ↑ ابن تيمية، مختصر منهاج السنة، 1426هـ، ج1، ص49.
- ↑ ابن حبان، صحيح ابن حبان، 1414هـ، ج10، ص434.
المصادر والمراجع
- ابن أبي عاصم، أحمد بن عمرو، السنة، المحقق: محمد ناصر الدين الألباني، بيروت، المكتب الإسلامي، ط 1، 1400 هـ.
- ابن تيمية، أحمد بن عبد الحليم، منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية، المحقق: محمد رشاد سالم، المملكة العربية، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ط 1، 1406 هـ - 1986 م.
- ابن حبان، محمد بن حبان، صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان، المحقق: شعيب الأرنؤوط، بيروت، مؤسسة الرسالة، ط 2، 1414 هـ - 1993 م.
- ابن حنبل، أحمد بن حنبل، مسند الإمام أحمد بن حنبل، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، عادل مرشد ، وآخرون، إشراف: د. عبد الله التركي، بيروت، مؤسسة الرسالة، ط1، 1421 هـ.
- ابن طاووس، علي بن موسى، الإقبال بالأعمال الحسنة، تحقيق: جواد قيومي الأصفهاني، قم، دفتر تبليغات اسلامي، ط 1، 1418 هـ
- أبو الفتوح الرازي، الحسين بن علي، روض الجنان وروح الجنان في تفسير القرآن، تحقيق: د. محمد جعفر ياحقي، مشهد، مؤسسة الأبحاث التابعة للعتبة الرضوية المقدسة، 1408 هـ.
- أبو داود، سليمان بن داود، مسند أبي داود، المحقق: الدكتور محمد بن عبد المحسن التركي، مصر، دار هجر، ط 1، 1419 هـ - 1999 م.
- الأصبهاني، أحمد بن عبد الله، حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، مصر، السعادة، 1394 هـ
- البرقي، أحمد بن محمد بن خالد، المحاسن، المحقق والمصحح: جلال الدين محدث، قم، دار الكتب الإسلامية، ط 2، 1371 هـ.
- البيهقي، أحمد بن الحسين، السنن الكبرى، المحقق: محمد عبد القادر عطا، بيروت، دار الكتب العلمية، ط 3، 1424 هـ - 2003 م.
- الحَلِيمي، الحسين بن الحسن، المنهاج في شعب الإيمان، المحقق: حلمي محمد فودة، د.م، دار الفكر، ط 1، 1399 هـ - 1979 م.
- الخزاز، علي بن محمد، كفاية الأثر في النصّ على الأئمة الإثني عشر، المحقق والمصحح: عبد اللطيف الحسيني كوهكمرى، قم، بيدار، 1401 هـ.
- الصدوق، محمد بن علي، كمال الدين وتمام النعمة، المحقق والمصحح: علي أكبر الغفاري، طهران، إسلامية، ط 2، 1395 هـ.
- الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير، المحقق: حمدي بن عبد المجيد السلفي، القاهرة، مكتبة ابن تيمية، ط 2، د.ت.
- الغنيمان، عبد الله بن محمد، مختصر منهاج السنة، صنعاء، دار الصديق للنشر والتوزيع، ط 2، 1426 هـ.
- الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، تحقيق: علي أكبر غفاري ومحمد آخوندي، طهران، دار الكتب الإسلامية، ط 3، 1388 هـ.
- المجلسي، محمد باقر بن محمد تقي، مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، المحقق والمصحح: السيد هاشم رسولي محلاتي، طهران، دار الكتب الإسلامية، ط 2، 1404 هـ.
- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، د.م، مؤسسة الوفاء، ط 2، 1403 هـ.
- النيسابوري، مسلم بن الحجاج، صحيح مسلم، تصحيح: محمد فؤاد عبد الباقي، بيروت، دار إحياء التراث العربي، د.ت.
- صدر الدين الشيرازي، محمد بن إبراهيم، شرح أصول الكافي، المحقق والمصحح: محمد الخواجوي، طهران، مؤسسة مطالعات وتحقيقات فرهنگى، ط 1، 1383 ش.