الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الكوفة»
imported>Ya zainab |
imported>Ya zainab |
||
سطر ٣١٧: | سطر ٣١٧: | ||
===مدرسة الكوفة النحوية=== | ===مدرسة الكوفة النحوية=== | ||
شهد العالم الإسلامي مدرستين بارزتين للنحو والصرف هما المدرسة البصرية والمدرسة الكوفية، وقد اختلفت المدرستان منذ السنين الأولى لظهورهما في الكثير من المسائل النحوية والصرفية. وقد أكد السيد [[محسن الأمين]] في المجلد الأوّل من [[أعيان الشيعة]] على أنّ روّاد المدرستين البصرية والكوفية النحوية كانوا من كبار علماء [[الشيعة]] ثم انتشر العلم منهما إلى سائر الأمصار والبلدان. | شهد العالم [[الإسلامي]] مدرستين بارزتين للنحو والصرف هما المدرسة البصرية والمدرسة الكوفية، وقد اختلفت المدرستان منذ السنين الأولى لظهورهما في الكثير من المسائل النحوية والصرفية. وقد أكد السيد [[محسن الأمين]] في المجلد الأوّل من [[أعيان الشيعة]] على أنّ روّاد المدرستين البصرية والكوفية النحوية كانوا من كبار علماء [[الشيعة]] ثم انتشر العلم منهما إلى سائر الأمصار والبلدان. | ||
وكانت البصرة هي أوّل مدينة قننت النحو ووضعت له قواعد خاصة، وبعد مضي قرن من الزمان ظهرت مدرسة نحوية أخرى نافست المدرسة البصرية ورصدتها نقداً وتحليلاً. | وكانت البصرة هي أوّل مدينة قننت النحو ووضعت له قواعد خاصة، وبعد مضي قرن من الزمان ظهرت مدرسة نحوية أخرى نافست المدرسة البصرية ورصدتها نقداً وتحليلاً. | ||
ومن أشهر الوجوه النحوية البصرية وإمام النحو فيها الخليل بن أحمد الفراهيدي أُستاذ سيبويه بالنحو ومؤلف كتاب العين، وهو الذي هذّب قواعد النحو وشذّب زوائده ووسع مباحثه مشيراً إلى العلل النحوية. فيما ذهب جماعة من الأعلام | ومن أشهر الوجوه النحوية البصرية وإمام النحو فيها [[الخليل بن أحمد الفراهيدي]] أُستاذ سيبويه بالنحو ومؤلف كتاب العين، وهو الذي هذّب قواعد النحو وشذّب زوائده ووسع مباحثه مشيراً إلى العلل النحوية. فيما ذهب جماعة من الأعلام إلى وضع الكسائي في قمة أئمة المدرسة النحوية الكوفية.<ref> المجلسي، بحار الانوار، ج 52، ص 222.</ref> | ||
ولما كان الكوفيون على وئام مع [[الحكومة العباسية|حكام الدولة العباسية]] قبل قيام الثورة وأثنائها؛ من هنا سمح لهم العباسيون بالحركة ومدّوا لهم يد العون لنشر نتاجات المدرسة الكوفية | ولما كان الكوفيون على وئام مع [[الحكومة العباسية|حكام الدولة العباسية]] قبل قيام الثورة وأثنائها؛ من هنا سمح لهم العباسيون بالحركة ومدّوا لهم يد العون لنشر نتاجات المدرسة الكوفية واتخذوا من علماء النحو الكوفيين أساتذة ومربين لأبنائهم. | ||
===علم الفقه في المدرسة الكوفية=== | ===علم الفقه في المدرسة الكوفية=== |
مراجعة ١٥:٥٢، ٢ أكتوبر ٢٠١٧
الكوفة إحدى المدن العراقية التي تقع في الشمال الشرقي من مدينة النجف ولا يفصلها عنها سوى عشرة كيلومترات، وهي ثاني مدينة شيّدها المسلمون.
وقد اتخذها الإمام علي بن أبي طالب عاصمة لحكومته بعد الانتقال من المدينة إليها، واستشهد الإمام علي في مسجدها.
كانت الكوفة تمثل المركز الرئيسي للتشيع والشيعة في أيام خلافة أمير المؤمنين . ومن أبرز الأماكن التاريخية والأثرية في تلك المدينة مسجد الكوفة ومسجد السهلة، وكان الإمام الصادق قد ألقى رحله فيها مدة سنتين.
معنى الكوفة
قيل أن المواضع المستديرة من الرمل تسمّى كوفاني. وبعضهم يسمّي الأرض التي فيها الحصباء مع الطين والرمل كوفة. وقال الأثرم كما عن البلاذري: التكوّف يعني الإجتماع.[١] وأورد ياقوت الحموي نفس ما ذكره البلاذري في معنى الكوفة، مضيفاً إليه: والكوفان الإستدارة، وكوفان اسم أرض وبها سمّيت الكوفة، وكوفان والكوفة واحد.[٢]
تأسيس الكوفة
كانت الكوفة عامرة مأهولة قبل البعثة النبوية، حتى ورد في الحديث عن الإمام الصادق أنّ قوم نوح نصبوا أصنامهم يغوث ويعوق ونسرا في الكوفة.[٣] وبعد أن فرغ المسلمون من تشييد البصرة قام سعد بن أبي وقاص بتشييد الكوفة ما بين سنة 15 و17 و19 هجرية حسب الاختلاف في الروايات التاريخية. وقيل لمّا فرغ سعد بن أبي وقاص من معركة القادسية ثم افتتح المدائن، حوّل الجيش إلى سوق حكمة، وبعضهم يقول: حولهم إلى كويفة دون الكوفة. قالوا: فأصابهم البعوض، فكتب سعد إلى عمر يعلمه أن الناس قد بعضوا وتأذوا بذلك.
فكتب إليه عمر: إن العرب بمنزلة الإبل لا يصلحها إلا ما يصلح الإبل، فارتد لهم موضعا عدناً، ولا تجعل بيني وبينهم بحراً. فأختار لهم سعد جانب الفرات بالقرب من الحيرة.[٤] فلما انتهى سعد إلى موضع مسجدها أمر رجلاً فغلا بسهم قبل مهب القبلة فأعلم على موقعه، ثم غلا بسهم آخر قبل مهب الشمال وأعلم على موقعه، ثم غلا بسهم قبل مهب الجنوب وأعلم على موقعه، ثم غلا بسهم قبل مهب الصبا فأعلم على موقعه، ثم وضع مسجدها ودار إمارتها في مقام الغالي وما حوله.[٥]
وكان تأسيس الكوفة من الضرورات التي اقتضتها ظروف الحرب والفتوحات في زمن الخليفة الثاني، وذلك لأنّه لمّا وصل المسلمون إلى بلاد إيران بقيادة سعد بن أبي وقاص اقتضت الضرورة بأن تكون لهم نقطة وصل وربط بينهم وبين المدينة المنورة، ومعسكر قريب من ساحة القتال ومركز يؤوبون إليه إذا أرادوا، وقد أشار صاحب الأخبار الطوال إلى هذه القضية بقوله: وأقام سعد في عسكره بالقادسية إلى أن أتاه كتاب عمر، يأمره أن يضع لمن معه من العرب دار هجرة، وأن يجعل ذلك بمكان لا يكون بين عمر وبينهم بحر.[٦]
وكان شيعة الكوفة أوّل من تمسّك بحبّ أهل البيت وولايتهم بعد أن رفضها الآخرون؛ ومن هنا ورد في بعض الروايات تفضيل السكن في الكوفة على السكن في مكة والمدينة. وكانت الكوفة مركزاً للإشعاع الفكري وانتشار التشيع في شتى البلدان.[٧]
المجتمع الكوفي
يتراوح عدد المسلمين في بداية تأسيس الكوفة ما بين خمسة عشر ألفاً الى عشرين ألفاً، قسمهم عمر بن سعد إلى سبع خطط:
- خطة منها لكنانة وأحلافها؛
- وخطة لقضاعة، وغسان وبجيلة وخثعم وحضرموت والأزد من القبائل اليمنية؛
- وخطة لمذحج وحِمير وهَمدان وأحلافهم من القبائل اليمنية؛
- وخطة لتميم؛
- وخطة لأسد غطفان ومحارب ونمر وضبيعة وتغلب؛
- وخطة لأياد وعك وعبد القيس وأهل الحجر وحمرا وحمراء؛
- وخطة لقبيلة طيّ اليمنية. وكان لقبيلة همدان المعروفة بشدّة ولائها لأهل البيت منزلة كبيرة في الوسط الكوفي ومكانة مرموقة بين القبائل العربية.
وبقي هذا التقسم القبلي للكوفة حتى زمن أمير المؤمنين الذي أحدث بعض التغييرات عليه، وجاء من بعده زياد بن أبيه ليحدث آخر تعديلات على المجتمع الكوفي سنة 50 هجرية.
ويلاحظ الراصد لتاريخ الكوفة غلبة القبائل اليمنية عليها وأن أكثر اليمنيين من قبيلة همدان الموالية لأمير المؤمنين ، التي وصفها ماسنيون بقوله: همدان قبيلة كبيرة وقوية وذات نفوذ كبير وكان رجالها من أشدّ الموالين لعلي بن أبي طالب.[٨] ومن القبائل القوية الأخرى وذات النفوذ في الكوفة قبيل طي التي تعد هي الأخرى من القبائل الموالية لأمير المؤمنين عليه السلام والمساندة له في معركتي الجمل وصفين.[٩]
ومن القبائل اليمنية التي هاجرت إلى الكوفة قبيلة الأشعريين المعروفة بولائها لعلي عليه السلام، إلا أن سياسة الحجاج بن يوسف التعسفية اضطرتها إلى الهجرة من الكوفة إلى قم واتخاذها مركزاً لنشر التشيع هناك.[١٠]
والجدير بالذكر:
- أن الكوفة لم تكن كسائر المدن العربية كمكة والمدينة بل وحتى دمشق، قد محضت للعرب خاصة بل يقطنها خليط من أقوام شتّى.[١١]
- أكثر المهاجرين إلى الكوفة سواء كانوا من العرب أم من الفرس كانوا من رجال السلك العسكري وكانوا على استعداد للدخول في سلك العسكر وخدمة الحاكم أيّاً كان القائد والخليفة، وغالباً ما كانوا عزباء أو جاؤوا إلى الكوفة وتركوا أزواجهم في بلدانهم الأم.[١٢]
- كان العرب يمثلون العنصر المؤسس للكوفة فيما يحتل الفرس المرتبة الثانية في التركيب السكاني.[١٣]
- لم تكن الكوفة في بداية تأسيسها ذات مدرسة فكرية أو عقائدية خاصّة تجذب من خلالها سائر المسلمين إليها.[١٤]
مسجد الكوفة
يعد مسجد الكوفة أوّل بناء أختطه سعد بن أبي وقاص في الكوفة وكان يعد المركز والمنطلق لقضاء أمير المؤمنين عليه السلام ومنبراً يلقي عليه خطبه وكلماته التي يوجهها إلى الجماهير، وكانت شهادته عليه السلام فيه حينما ضربه ابن ملجم وهو في محراب صلاته.
ويعد مسجد الكوفة أفضل المساجد بعد المسجدين الحرام والنبوي.[١٥] وسيكون مركزاً لحكم الإمام المهدي بعد ظهوره.[١٦] وقد أفتى الفقهاء بأن المسافر مخيّر فيه بين إن يقصر الصلاة وبين الاتيان بها تامّة.[١٧]
دار الإمارة
لمّا فرغ سعد بن أبي وقاص من بناء المسجد الجامع وسط المدينة ترك فراغاً حول المسجد كالصحن، ثم بنيت دار الإمارة في مكان مرتفع وبيوت الأموال بجوار المسجد وكان بين المسجد ودار سعد في الجنوب الشرقي من المسجد 200 ذراع، وحفر خندق بعد صحن المسجد لئلا تمتد إليه بيوت الناس. وقد اتخذ الخلفاء والملوك والأمراء دار الإمارة بعد سعد مقراً لهم.[١٨] وفي ذلك القصر كانت شهادة مسلم بن عقيل حيث رمي به وبأمر من عبيد الله بن زياد من شرفات ذلك القصر.[١٩]
وإلى هذا القصر أدخلت قافلة أسارى كربلاء ومعهم رأس الحسين وفيه خطبت السيدة زينب وابن أخيها الإمام السجاد عليه السلام منددين بسياسة الأمويين وعبيد الله بن زياد ومبينين مدى الجريمة التي اقترفت بحق الحسين عليه السلام وصحبه.[٢٠]
وهو نفس القصر الذي اتخذه المختار الثقفي مقراً لحكومته وفيه جيء برأس قتلة الإمام الحسين. وقد أمر عبد الملك بن مروان سنة 71 هجرية بتخريب قصر الإمارة.
مساجد الكوفة
احتوت الكوفة مجموعة من المساجد بالإضافة إلى مسجد الكوفة وغالباً ما تكون تلك المساجد منسوبة إلى القبائل القاطنة فيها، والملاحظ أن الروايات قسمت مساجد الكوفة إلى ثلاثة طوائف، هي:
- المساجد الممدوحة والمباركة التي شيدت من رجال صالحين ولغايات نبيلة.
- المساجد الملعونة وهي على العكس من الطائفة السابقة.
- المساجد المهملة في الحديث الشيعي أو التي لم تعرف هويتها.
المساجد الكوفية المباركة:
المساجد الملعونة في الكوفة:
وهي التي تشبه في تشييدها مسجد ضرار في عصر الرسول الأكرم حيث شيدت تلك المساجد لتكون مركزاً ومنطلقاً لمحاربة مدرسة أمير المؤمنين وأبنائه المعصومين، حتى ورد في الحديث عن أبي جعفر الباقر أنّه قال: جددت أربعة مساجد بالكوفة فرحاً لقتل الحسين .[٢١] وقد إندثرت تلك المساجد ولم يبق منها أثر اليوم، وهي:
حكّام الكوفة وأمراؤها من التأسيس حتى ثورة المختار
1. سعد بن أبي وقاص: هو سعد بن مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر، وهو الذي شيد الكوفة في خلافة عمر سنة 15 وقيل 17 هجرية وبقي أميراً عليها الى سنة 21 هجرية حيث عزله عمر بن الخطاب وعين مكانه عمار بن ياسر، ثم أعيد تعيينه أميراً على الكوفة مرّة ثانية سنة 24 هجرية من قبل عثمان بن عفان بعد عزل أميرها المغيرة بن شعبة.
2. عمار بن ياسر: هو عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوذيم بن ثعلبة بن عوض بن حارثة بن عامر الأكبر بن يام بن عنس بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب العنسي الشامي الدمشقي المكنى بأبي اليقظان، ولّاه عُمر بن الخطاب إمارة الكوفة سنة 21 هجرية ثم عزله سنة 22 هجرية وجعل مكانه أبا موسى الأشعري.
3. أبو موسى الأشعري: عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب بن عُمر بن بكر بن عامر بن وائل بن ناجبة بن الجماهير بن أشعر، ولّاه عمر بن الخطاب إمارة الكوفة سنة 22 هجرية بعد عزل عمّار بن ياسر فبقي سنة واحدة على إمارة الكوفة ثم عزله عُمر وولاه إمارة البصرة، ثم أعيد تعيينه أميراً على الكوفة سنة 34 هجرية من قبل عثمان بن عفان بعد عزل سعيد بن العاص عنها، وبقي أميراً على الكوفة إلى خلافة الإمام علي بن أبي طالب حيث عزله عنها في أوائل سنة 36 هجرية.
4. المغيرة بن شعبة: هو المُغيرة بن شُعبة بن أبي عامر بن معتب بن مالك الثقفي المكنى بأبي عبد الله. ولّاه عمر بن الخطاب إمارة الكوفة سنة 21 هجرية بعد عزل عمّار بن ياسر وقيل تولاها سنة 22 هجرية بعد عزل أبي موسى الأشعري، وبقي أميراً على الكوفة إلى أنّ مات عمر. ثم أُعيد المغيرة بن شعبة أميراً على الكوفة مرّة ثانية سنة 42 هجرية من قبل معاوية بن أبي سفيان، فأقام فيها مدّة ثم عزله وولّى مكانه عبدالله بن عامر بن كرز.
5. الوليد بن عقبة: ابن أبي معيط، ولّاه عثمان بن عفان إمارة الكوفة سنة 25 هجرية وقيل سنة 26 هجرية بعد عزل سعد بن أبي وقاص. وقد ذكر المؤرخون قصة خاصة لعزله عن إمارة الكوفة سنة 30 هجرية.
6. سعيد بن العاص: هو سعيد بن العاص بن أحيحة بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشي، ولّاه عثمان بن عفان إمارة الكوفة سنة 30 هجرية بعد عزل الوليد بن عقبة بن أبي معيط.
7. عمارة بن شهاب: وهو من المهاجرين الذين هاجروا من مكة الى المدينة وله صحبه ولاه الإمام علي بن أبي طالب إمارة الكوفة سنة 35 وقيل سنة 36 هجرية وذلك بعد عزل أبي موسى الأشعري، لكنه عدل في الطريق عن الذهاب الى الكوفة وتولي إمارتها في قصة معروفة.
8. عقبة بن عمرو: ولاه أمير المؤمنين عليه السلام إمارة الكوفة وعزله عند ذهابه إلى صفين.
9. قرضة بن كعب الأنصاري: هو قرضة بن كعب بن ثعلبة بن عمرو بن كعب بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي حليف بني عبد الأشهل ويكنى بأبي عمر. ولّاه الإمام علي بن أبي طالب إمارة الكوفة سنة 36 هجرية بعد إقالة أبي موسى الأشعري وبعد أن رجع عمارة بن شهاب إلى المدينة عند توليه الكوفة من قبل الإمام عليه السلام. ثم استخلفه على الكوفة أيضاً عند ذهابه إلى صفين، مات قرضة بن كعب الأنصاري بالكوفة في خلافة الإمام علي وهو الذي صلّى عليه.
10. سعيد بن زيد بن عمرو: وهو سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رباح....القرشي العدوي المكنى بأبي الأعور. ولاه معاوية بن أبي سفيان إمارة الكوفة سنة 41 هجرية.
11. عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو.... القرشي السهمي المكنى بأبي محمد وقيل بأبي عبد الرحمن وقيل بأبي نصر. ولاه معاوية إمارة الكوفة سنة 40 للهجرة وقيل سنة 41 هجرية لمدّة قصيرة ثم عزله وولّاها المغيرة بن شعبة.
12. زياد بن أبيه: يكنّى بأبي المغيرة، وقد اختلف في نسبه، ولّاه معاوية بن أبي سفيان إمارة الكوفة سنة 49 هجرية وقيل سنة 50 هجرية وذلك بعد وفاة المغيرة بن شعبة وكان زياد قبل ذلك أميراً على البصرة فجمع له معاوية إمارة العراقين وهو أوّل من جمعت له الإمارتان في عصر الدولة الأموية، مات زياد بن أبيه بالكوفة سنة 53 هجرية.
13. الضحاك بن قيس الفهري: هو الضحاك بن قيس بن خالد الفهري القرشي المكنّى بأبي أمية، وقيل بأبي أنيس وقيل بأبي عبد الرحمن. ولاه معاوية إمارة الكوفة سنة 53 هجرية في شهر صفر وقيل سنة 55 هجرية وذلك بعد عزل عبد الله بن خالد بن أسيد، ثم عزله سنة 58 وقيل سنة 57 هجرية وعيّن مكانه عبد الرحمن بن أمّ الحكم. ثم ولاه إمارة دمشق بعد عزله عن الكوفة.
14. عبد الرحمن بن عثمان بن عبد الله بن ربيعة، وقيل هو عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عقيل الثقفي وأمّه أمّ الحكم أخت معاوية، ولاه خاله معاوية إمارة الكوفة سنة 57 وقيل 58 هجرية ثم عزله سنة 58 هجرية وعين مكانه النعمان بن بشير الأنصاري.
15. النعمان بن بشير الأنصاري: هو النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة بن الجُلاس بن زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج الخزجي، المكنّى بأبي عبد الله المدني وقيل يكنّى بأبي محمد، ولاه معاوية إمارة الكوفة سنة 59 هجرية وذلك بعد عزل عبد الرحمن بن أمّ الحكم، ثم أقرّه يزيد بن معاوية سنة 60 هجرية، ثم عزله وبعث بدله عبيد الله بن زياد.
16. عبيد الله بن زياد: يكنّى بأبي حفص، ولّاه معاوية إمارة البصرة سنة 55 هجرية وبقي على البصرة حتى مات معاوية، ولمّاٍ سمع يزيد بإرسال مسلم بن عقيل من قبل الحسين إلى الكوفة، أمر عبيد الله بن زياد بالتوجه إلى الكوفة وقد جمعت له ولاية المصرين.
17. عمرو بن حريث: استخلفه عبيد الله بن زياد أميراً على الكوفة سنة 60 هجرية وهي المرة الثالثة التي يستخلف فيها عمرو بن حريث على الكوفة.
18. عامر بن مسعود بن خلف: هو عامر بن مسعود بن أميّة بن خلف بن وهب بن حذافة القرشي. ثار أهل الكوفة سنة 64 هجرية بعد وفاة يزيد بن معاوية فأطاحوا بعمرو بن حريث خليفة عبيد الله بن زياد في الكوفة وأمّروا عليهم عامر بن مسعود، وبقي عامر بن مسعود أميراً على الكوفة ثلاثة أشهر عزله بعدها عبد الله بن الزبير.
19. عبد الله بن يزيد الخطمي: هو عبد الله بن يزيد بن زيد بن حصين الخطميّ الأوسي الأنصاري المدني، المكنّى بأبي موسى. ولاه عبد الله بن الزبير إمارة الكوفة سنة64 هجرية وذلك بعد عزل عامر بن مسعود بن خلف، ثم عزله سنة 65 هجرية وعيّن مكانه عبد الله بن مُطيع العدويّ، توفّي عن عمر ناهز السبعين عاماً.
20. عبد الله بن مُطيع العدوي: هو عبد الله بن مُطيع بن الأسود بن حارثة القرشي العدوي المدني، ولّاه عبد الله بن الزبير إمارة الكوفة سنة 65 هجرية بعد عزل عبد الله بن يزيد الخطميّ عنها. ولما ثار المختار هرب ابن مطيع من الكوفة الى مكة والتحق بعبد الله بن الزبير وبقي معه إلى أن جاء الحجاج بن يوسف الثقفي في خلافة عبد الملك بن مروان فحاصر الكعبة وضربها بالمنجنيق فقتل عبد الله بن مطيع العدوي سنة 73 هجرية في الكعبة مع عبد الله بن الزبير.
21. المختار بن أبي عبيد الثقفي، حكم الكوفة بعد هزيمة أمير الكوفة عبد الله بن مُطيع.
22. السائب بن مالك الأشعري: استخلفه المختار بن عبيد الثقفي أميراً على الكوفة سنة 67 هجرية وذلك عندما ذهب المختار إلى المدائن. وعندما جاء مصعب بن الزبير الى الكوفة سنة 67 هجرية وحاصر المختار بن عبيد الثقفي في قصر الإمارة كان السائب مع المختار ومعه ثمانية عشر، ثم خرج المختار من القصر فحارب حتى قُتل وقُتل معه السائب بن مالك سنة 67 هجرية.
23. مصعب بن الزبير: هو مصعب بن الزبير بن العوّام بن خويلد القرشي المكنّى بأبي عبد الله وقيل بأبي عيسى. عيّنه أخوه عبد الله أميراً على البصرة ثم عزله بعد عام ثم أعاده اليها سنة 68 هجرية ولما قتل المختار بن عبيد الله عيّنه أخوه أميراً على الكوفة.[٢٢]
الكوفة في الروايات
يمكن تصنيف الروايات التي وردت في الكوفة إلى مجموعة من الطوائف، هي:
- الروايات التي تتحدث عن الكوفة قبل الإسلام.
- التي تتحدث عن فضل مساجد الكوفة عامّة ومسجد الكوفة خاصّة.
- التي تفضل السكن في الكوفة على السكن في كل من مكة والمدينة المنورة.
- التي تتحدث عن ترابها وأهلها.
- التي تؤكد رفع البلاء عن الكوفة.
- التي تقول ما قصدها جبار بسوء إلا إبتلاه الله بشاغل.
- التي تصف الكوفة بأنها حرم علي عليه السلام.
- التي تعتبر الكوفة حرم أمير المؤمنين .
- التي تصف الكوفة بأنها روضة من رياض الجنة.
- التي تقول إن الكوفة تحبنا ونحبها.
ومن تلك الروايات: ذكر المسعودي في إثبات الوصية في سياق قصة نوح، أنّه قال: وعقد نوح في وسط المسجد قبّة، فأدخل إليها أهله وولده والمؤمنين- إلى أن قال- فسميت الكوفة قبة الإسلام بسبب تلك القبة.[٢٣]
- عن إسحاق بن زياد قال أتى رجل أبا عبد الله فقال: فقال أين أنزل أفي مكة أو المدينة؟ فقال : عليك بالعراق، الكوفة فإن البركة منها على اثني عشر ميلاً هكذا وهكذا.[٢٤]
- عن الإمام الصادق قال: الكوفة روضة من رياض الجنة.[٢٥]
- عن الإمام الباقر نقلاً عن النبي الأكرم أنه قال: طينة أمتي من المدينة وطينة الشيعة من الكوفة.[٢٦]
- عن الإمام الصادق : إِنَّ اللَّه اختارَ من جميع البِلاد كوفة وقُمَّ وتَفْلِيسَ.[٢٧]
- عن الإمام الحسن العسكري أنّه قال: لموضعُ الرِّجلِ في الكوفة أَحبُّ إِليَّ من دار بالمدينة.[٢٨]
- عن الإمام الصادق : من كان لهُ دارٌ في الكوفة فَلْيَتَمَسَّكْ بها.[٢٩]
- عنه عليه السلام أيضاً: إِنَّ اللَّه احتجَّ بالكوفة على سائر البلاد وبالمؤْمنين من أَهلها على غيرهم من أَهل البلاد.[٣٠]
- عن الرِّضا عن آبائه قال: ذكر عليٌّ الكوفةَ فقال: يُدفعُ البلاءُ عنها كما يُدْفَعُ عن أَخْبِيَةِ النَّبِيِّ .[٣١]
- عن الإمام الصادق : إِذا عَمَّتِ البلايا فالأَمْنُ في كوفةَ ونواحيها.[٣٢] ورُوي عن أَمير المؤْمنين أَنَّهُ قال: هذه مدينتنا ومحلُّنا ومقرُّ شيعتنا.[٣٣]
- عن الصَّادق أَنَّهُ قال: تُربةٌ تُحِبُّنَا ونُحِبُّهَا.[٣٤] وعن حسَّان بن مهران قال: سمعتُ أَبا عبد اللَّه الصادق يقول: قال أَميرُ المؤمنين مكَّةُ حرمُ اللَّه والمدينةُ حرمُ رسول اللَّه والكوفةُ حرمي لا يُريدُهَا جبَّارٌ بحادثةٍ إِلَّا قصَمَهُ اللَّهُ.[٣٥] ورُوي عن عدَّةٍ من أَهل الرَّيِّ أَنَّهُمْ دخلُوا على أَبي عبد اللَّه الصادق فقال: إِنَّ للَّه حرماً وهو مكَّةُ وإِنَّ للرَّسول حرماً وهو المدينةُ وإِنَّ لأَميرِ المؤمنينَ حرماً وهو الكوفةُ وإِنَّ لنا حرماً وهو بلدةُ قم،قُم.[٣٦]
الكوفة إبّان حكم أمير المؤمنين (عليه السلام)
كان وفد الكوفيين بقيادة مالك الأشتر أوّل من بايع أمير المؤمنين .[٣٧] وقد تحرك أمير المؤمنين عليه السلام بمعية ألف رجل من أهل المدينة قاصداً الكوفة وانضم إليه منهم اثنا عشر ألف مقاتل.[٣٨]وكان أكثر جيشه في الجمل من الكوفيين.[٣٩] وقد اتخذها عليه السلام عاصمة لحكومته.
السبب في اختيار الكوفة عاصمة لحكومة الإمام عليه السلام
هناك مجموعة من العوامل التي دعت أمير المؤمنين للإنتقال من المدينة المنورة إلى الكوفة واتخاذها عاصمة لحكمه، منها:
- ضعف العامل الاقتصادي في كل من المدينة المنورة ومحطيها الإقليمي بنحو لايؤهلها لتحمل مسؤولية تأمين الدعم الإقتصادي لمعاركه الثلاث ضد الناكثين والقاسطين والمارقين، على العكس من الكوفة التي فيها ما يؤهلها لدعم المعركة وأسناد الجند بشكل جيد.
- ضعف العنصر السكاني في المدينة فانّ عدد سكان المدينة لا يمكنها من إعداد قوّة قتالية كبيرة بإمكانها مواجهة العساكر الأموية في الشام، في حين نرى الكوفة قادرة بطبيعتها السكانية على تلبية هذه الحاجّة الضرورية.
- يوجد في المدينة من هو بعيد عن أمير المؤمنين فكراً وولاءً، بل يرى نفسه بإزاء أمير المؤمنين من ناحية المنزلة الدينية والسياسية، على العكس من المجتمع الكوفي.
- غلبت على المجتمع المدني خلال حكم الخلفاء الثلاثة روح الدعة والميل للحياة الرغيدة مما جعلهم بعيدين عن روح التضحية والفداء وقطع البراري والقفار كدعاة ومبلغين للرسالة وحاملين سلاح الدفاع عن قيم الرسالة.
- كثرة الصحابة الذين اختاروا السكن في الكوفة دون سائر البلدان الإسلامية.
- تمتع الكوفة على موقع جغرافي استراتيجي يجعلها تحتل موضع القلب للعالم الإسلامي بين إيران والحجاز والشام ومصر.[٤٠]
وحينما قدم الإمام إلى الكوفة وجد هناك فريقين من القادة: الفريق الأوّل: المتمثل بالثوريين المندفعين نحو منازلة معاوية الحرب والقضاء على تمرده ومن أبرز هؤلاء مالك الأشتر النخعي. الفريق الثاني: وهناك فريق من الشيوخ والقادة غير ميالين للحرب إلا أنهم سايروا الإمام في حركته حفظاً على مكانتهم ومصالحهم الشخصية والفئوية.
وهناك طائفة أخرى تمثل شريحة واسعة من المجتمع الكوفي فهي مع ميلها الروحي والنفسي لأمير المؤمنين إلا أنها لا تريد التورط بمشاكل الحرب، وقد أشار إلى هذا الطيف من الناس في أكثر من خطبة من خطب نهج البلاغة.[٤١] وقد أظهر عليه السلام تبرمه وتنفره من تقاعس هؤلاء في مواجهة الشاميين بقيادة معاوية.[٤٢] حتى أنه عليه السلام واجههم بحقيقة تخاذلهم وإحجامهم عن الإقدام على مواجهة العدو بقوله: ألا وإني دعوتكم إلى قتال هؤلاء القوم ليلاً ونهاراً، وسراً وإعلاناً، وقلت لكم: اغزوهم قبل أن يغزوكم فوالله ما غزي قوم قط في عقر دارهم إلا ذلوا، فتواكلتم وتخاذلتم وثقل عليكم قولي، فاتخذتموه وراءكم ظهرياً حتى شنت عليكم الغارات!
وهذا أخو غامد قد بلغت خيله الأنبار وقتل حسان البكري وأزال خيلكم عن مسالحها، وقتل منكم رجالاً صالحين، ثم انصرفوا وافرين، ما كلم رجل منهم فلو أن رجلاً مسلماً مات من بعد هذا أسفاً، ما كان ملوماً، بل كان به عندي جديراً، فواعجباً من جدّ هؤلاء في باطلهم، وفشلكم عن حقكم، فقبحاً لكم وترحاً، حين صرتم غرضاً يرمى، يغار عليكم ولا تغيرون وتغزون ولا تغزون، ويعصى الله وترضون!
فإذا أمرتكم بالمسير إليهم في أيام الحر، قلتم: حمارة القيظ! أمهلنا حتى يسبخ عنا الحر، وإذا أمرتكم بالمسير إليهم في الشتاء، قلتم أمهلنا حتى ينسلخ عنا هذا القر، فأنتم والله من السيف أفر.(باركراف اضافي است نهج البلاغة: الخطبة 27، تحقيق صبحي الصالح)
وبعد أن فرغ من قتال الخوارج بعد قتلهم الصحابي الجليل عبد الله بن خباب وبقر بطن زوجه وهي حامل مقرب دون مبرر، عزم على الرد على معاوية الذي راح يشن الغارات على المسلمين لتنفيذ سياسة الإرعاب بقيادة مجموعة من القادة ممن لا سابقة لهم في الإسلام، وممن يحملون البغض للإسلام، لم ير عليه السلام من الكوفيين ذلك الإندفاع للحرب بل تسلسل البعض منهم ملتحقاً بمعاوية مقابل حفنة من المال وكانت بعض المناطق قد سقطت بيد الشاميين.[٤٣]
الكوفة إبّان حكم الإمام الحسن
بايع الحسن بعد شهادة أمير المؤمنين عليه السلام أربعون ألفاً من الكوفيين، إلا أنهم كانوا في السرّ يعملون خلاف ذلك. وقد أشار المسعودي إلى هذه الظاهرة الخطيرة بقوله: فكاتب أكثر أهل الكوفة معاوية سراً في أمورهم، واتخذوا عنده الأيادي.[٤٤]
ودس معاوية إلى عمرو بن حريث والأشعث بن قيس وإلى حجار بن أبجر وشبث بن ربعي دسيساً أفرد كل واحد منهم بعين من عيونه أنك إن قتلت الحسن بن علي فلك مائتا ألف درهم وجند من أجناد الشام وبنت من بناتي فبلغ الحسن ذلك فاستلام ولبس درعا وكفرها وكان يحترز ولا يتقدم للصلاة بهم إلا كذلك فرماه أحدهم في الصلاة بسهم فلم يثبت فيه لما عليه من اللامة.[٤٥]
قال الشيخ المفيد: لما بلغ معاوية بن أبي سفيان وفاة أمير المؤمنين وبيعة الناس الحسن دس رجلاً من حمير إلى الكوفة، ورجلاً من بلقين إلى البصرة ليكتبا إليه بالأخبار ويفسدا على الحسن الأمور فعرف ذلك الحسن فأمر باستخراج الحميري من عند حجّام بالكوفة فأخرج فأمر بضرب عنقه، وكتب إلى البصرة فاستخرج القيني من بني سليم وضربت عنقه.
و كتب الحسن إلى معاوية أما بعد فإنك دسست الرجال للإحتيال والإغتيال وأرصدت العيون كأنك تحب اللقاء وما أوشك ذلك فتوقعه إن شاء الله. [٤٦] ووجه معاوية إلى الحسن جماعة أتوه، و هو بالمدائن نازل في مضاربه، ثم خرجوا من عنده، وهم يقولون ويسمعون الناس: «إن الله قد حقن بابن رسول الله الدماء، وسكن به الفتنة وأجاب إلى الصلح، فاضطرب العسكر ولم يشكك الناس في صدقهم، فوثبوا بالحسن فانتهبوا مضاربه وما فيها«.[٤٧]
الكوفيون بعد معاهدة الصلح مع معاوية
وفي طريقه إلى الكوفة لإبرام اتفاقية الهدنة، سار معاوية من الشام حتى نزل النخيلة (معسكر الكوفة) وكان ذلك يوم الجمعة، فخطب في الناس قائلاً: «ما اختلفت أمّة بعد نبيها إلا ظهر أهل باطلها على أهل حقها. فتوقف معاوية قليلاً وشعر بخطورة ما قاله وكأنما كشف عن حقيقة مخططه فاستدرك قائلاً: «إلا هذه الأمّة فإنها.. وإنها.. الخ، فاختلط عليه الأمر فلم يع ما يقول، فعاود الحديث سريعاً لإستدراك الموقف فقال: إني والله ما قاتلتكم لتصلّوا ولا لتصوموا، ولا لتحجوا، ولا لتزكوا، إنكم لتفعلون ذلك ولكني قاتلتكم لأتأمر عليكم، وقد أعطاني الله ذلك وأنتم كارهون. ألا وإني كنت منيت الحسن وأعطيته أشياء وجميعها تحت قدمي لا أفي بشيء منها».
ولم ينبس كبار الكوفيين ببنت شفة أمام معاوية هذا وهم الذين طالما وقفوا بوجه أمير المؤمنين والإمام الحسن عليهما السلام معترضين عليهما في أمور لا يمكن مقارنتها بما صرح به معاوية من حقد دفين. بل الأخطر من ذلك أنهم أخذوا يبررون تقاعسهم وخضوعهم لمعاوية مضفين على مواقفهم التخاذلية هذه صفة الشرعية، بل استجابوا صاغرين لأمر معاوية بلعن علي عليه السلام على المنابر الذي استمر إلى زمن تولي الخليفة عمر بن عبد العزيز الخلافة حيث أصدر مرسوماً بمنع ذلك.[٤٨]
الكوفة إبّان إمامة الحسين
اجتمع بعد هلاك معاوية كبار الكوفيين وشيوخهم كسليمان بن صرد الخزاعي والمسيب بن نجبة ورفاعة بن شداد وحبيب بن مظاهر وعبد الله بن وائل وغيرهم وكتبوا إلى الحسين يطالبونه بالقدوم إليهم، وقد بلغ عدد الكتب الواصلة إليه 12000 كتاب يحثونه فيها على الثورة على يزيد، فأرسل إليهم ابن عمّه مسلم بن عقيل وكتب معه: «منَ الحُسين بن علي إلى الملأ المؤمنين، أمّا بعد: فقد قدِمَتْ عَلَيّ رُسلكم وفهِمْتُ ما ذكرْتُم من محبّتكم لقدومي، وأنا باعثٌ إليكم أخي وابن عمّي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل». فنزل مسلم دار المختار وأخذ الشيعة يختلفون إليه حتى بلغ عدد المبايعين له 18000 ألف، فكتب الى الإمام الحسين ، يخبره بذلك ويطلب منه القدوم.
ولما علم يزيد بذلك ضم الكوفة إلى عبيد الله بن زياد الذي كان حينها والياً على البصرة، فانتقل مسلم من دار المختار إلى دار هانئ بن عروة، حينها استدعى ابن زياد هانئ بن عروة فاضطر مسلم للخروج ومحاصرة دار الإمارة بمن معه إلا أن القوم تفرقوا عنه، فنزل دار امرأة اسمها طوعةفأرسل إليه ابن زياد محمد بن الأشعث، وبعد مواجهة بين الطرفين سقط مسلم أسيراً بيد القوم وسيق الى قصر الإمارة فأمر ابن زياد بقتله وقتل هانئ بن عروة.[٤٩]
وحينما علم أشراف الكوفة ومشايخها أن الأمور أخذت تسير لصالح ابن زياد وتيقنوا أن السلطة استعادت المبادرة وهيمنت على مقاليد الأمور لم يكتفوا بالتراجع عن دعمهم لمسلم بن عقيل بل ذهبوا أكثر من ذلك حيث أخذوا بالتقرب من حاشية ابن زياد والتزلف لديه.[٥٠] فجهز عبيد الله عمر بن سعد بأربعة آلاف مقاتل وأمرهم بالتوجه إلى كربلاء لمنازلة الإمام الحسين ، وتواصل إرسال المقاتلين حتى بلغ عدد المقاتلين في ليلة السادس من المحرم عشرين ألف مقاتل.[٥١]
مكونات المجمتع الكوفي
يمكن تصنيف المجتمع الكوفي آنذاك إلى الأصناف التالية:
- الحزب الأموي: وأكبر المنتسبين إليه عمرو بن حريث، وعمارة بن الوليد بن عقبة، وحجر بن عمرو، وعمر بن سعد بن أبي وقاص، وأبو بردة بن أبي موسى الأشعري، وإسماعيل وإسحق ابنا طلحة بن عبيد اللّه، وأضرابهم.
وفي هذا الحزب عناصر قوية من ذوي الأتباع والنفوذ تمكنوا من تعزيز مكانتهم الإجتماعية والسياسية خلال العشرين سنة الماضية من حكم الأمويين.
- الشكاكون: الشكاكون: وهم المتأثرون بدعوة الخوارج من دون أن يكونوا منهم، فهم المذبذبون لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء. ويغلب على طبعهم الإنهزام. وهم ينعقون مع كل ناعق بما تدر عليهم مصالحهم.
- الحمراء: وهم عشرون ألفاً من مسلحة الكوفة (كما يحصيهم الطبري في تاريخه). كانوا عند تقسيم الكوفة في السبع الذي وضع فيه أحلافهم من بني عبد القيس، وليسوا منهم، بل ليسوا عرباً، وإنما هم المهجّنون من موالٍ وعبيد، ولعل أكثرهم من أبناء السبايا الفارسيات اللائي أخذن في "عين التمر" و"جلولاء" من سنة 12-17 فهم حملة السلاح سنة 41 وسنة 61 في أزمات الحسن والحسين (عليهما السلام) في الكوفة. والحمراء شرطة زياد الذين فعلوا الأفاعيل بالشيعة سنة 51 وحواليها، وكانوا من أولئك الذين يحسنون الخدمة حين يغريهم السوم، فهم على الأكثر أجناد المتغلبين وسيوف الجبابرة المنتصرين.
- الخوارج: وهم أعداء علي منذ حادثة التحكيم، كما هم أعداء معاوية. وأقطاب هؤلاء في الكوفة: عبد اللّه بن وهب الراسبي، وشبث بن ربعي، وعبد اللّه بن الكوّاء، والأشعث بن قيس، وشمر بن ذي الجوشن. وكان الخوارج أكثر أهل الكوفة لجاجة على الحرب.
- المحايدون: وهم عامة الناس أصحاب اللاموقف، فهم في الوقت الذي يدركون فيه أنّ الحق مع الحسين لا يحركون ساكناً لخدمته ومساندته وقد أوجز الفرزدق وصفهم بمقولته المعروفة: قلوبهم معك وسيوفهم عليك.[٥٢]
الثورات الشيعية في الكوفة
ثورة التوابين (سنة 65هـ)
بعد أن وضعت معركة عاشوراء أوزارها وانجلت الغبرة عن استشهاد الإمام الحسين والثلة المؤمنة التي أوفت ببيعتها ومساندتها له، ندم الكوفيون على خُذلانهم للإمام، وجعلوا يتلاومون على ما اقترفوه، وقد أجمعوا على إقرارهم بالذنب في خُذلانه، ولزوم التكفير عنه بالمُطالبة بثأره. فاجتمع عدد من فرسانهم ووجوههم في بيت سليمان بن صرد الخزاعي، منهم: المسيب بن نجبة الفزاري ورفاعة بن شداد البجلي وعبد الله بن وال التميمي وعبد الله بن سعد الأزدي، ثم أخذوا يعملون في الخفاء لإعداد ما فيه الكفاية للثورة. وبعد أن أتموا الإستعدادات انطلقت الثورة في مستهل شهر ربيع الأوّل سنة 65 هجرية أي بعد عام من هلاك يزيد بن معاوية. وخرج سليمان ومعه أربعة آلاف مقاتل، رافعين شعار يا لثارات الحسين، بعد أن زاروا قبر أبي عبد الله الحسين وجددوا العهد معه. استمرت المعركة أربعة أيام قاتل فيها التوابون قتالاً شديداً وأوقعوا في الطرف المقابل إصابات شديدة، إلا أن تفاوت الكفتين جعل الغلبة للجيش الأموي فاستشهد خلال المعركة الكثير من التوابين وحوصر الباقون من قبل الأمويين كما استشهد القادة واحداً تلو الآخر وبقي منهم جماعة قليلة بقيادة رفاعة بن شداد البجلي اضطرت إلى الإنسحاب من المعركة وساروا إلى الكوفة.
ثورة المختار (66 هجرية)
ولما بلغ رفاعة قائد من بقي من التوابين الكوفة، كان المختار محبوساً، فأرسل إليه المختار برسالة يقول فيها: أمّا بعد فمرحباً بالعصبة الذين عظّم الله لهم الأجر حين انصرفوا ورضي فعلهم حين قتلوا، إنّ سليمان قد قضى ما عليه و توفّاه الله... ثم توعد المختار بالأخذ بثأرهم.[٥٣] وبعد أن أطلق سراح المختار من سجن ابن الزبير بوساطة من زوج أخته عبد الله بن عمر، بعث المختار إلى أصحابه فأخذ يجمعهم في الدور حوله، فالتحق به عبد الرحمن بن شريح وسعيد بن منقذ الثوري وسعر بن أبي سعر الحنفي والأسود بن جراد الكندي وقدامة بن مالك الجشمي و... وأعلنوا الثورة تحت شعار يا لثارات الحسين ويا منصور أمت، فهاجموا قصر الإمارة وأخرجوا أميرها منها وأقاموا حكومة شيعية فيها.[٥٤] وتمكن المختار خلال ثورته من الإقتصاص من الكثير ممن شارك في قتل الإمام الحسين فيما فرّ الباقون من الكوفة إلى البصرة التي كانت تحت إمرة مصعب بن الزبير.[٥٥]
ثورة زيد بن علي (121هـ أو 122)
زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب كان عابداً زاهداً تقياً سخياً شجاعاً فقيهاً، ثار الشهيد زيد بوجه هشام بن عبد الملك للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والطلب بثأر الإمام الحسين رافعاً شعار يا منصور أمت.[٥٦] وخرج إلى الكوفة إبّان إمارة يوسف بن عمر بعد مشادة كلامية بينه وبين هشام بن عبد الملك (105- 125ق )، فلما وصل إليها اجتمع إليه أهلها فلم يزالوا به حتى بايعه ما يقرب من خمسة عشر ألف مقاتل، فثار بهم ضد الحكم الأموي.[٥٧] وبعد قتال شديد ثبت زيد في أصحابه حتى إذا كان عند جنح الليل رُمي زيد بسهم فأصاب جانب جبهته اليسرى فنزل السهم في الدماغ فرجع ورجع أصحابه، وجاؤوا بطبيب فقال له إن نزعته من رأسك مت! قال: الموت أيسر عليّ ممّا أنا فيه، فلما انتزعه منه مات من ساعته.[٥٨]
ثورة ابن طباطبا
وهو محمد بن إبراهيم بن إسماعيل، ابن طباطبا، بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، ثار في الكوفة سنة 199 هـ وفشلت ثورته في بدايات القرن الثالث الهجري وكانت قيادة الثورة معقودة لشخص يسمى بأبي السرايا.[٥٩]
الأئمة والشيعة في الكوفة إبّان العصر العباسي
اتخذت الدولة العباسية بقيادة أبي العباس السفاح الكوفة عاصمة للحكم العباسي إلا أنها سرعان ما قررت الانتقال منها لعدم الركون إلى المجتمع الكوفي.[٦٠] ومع ابتعاد الخليفة ورجال السلطة عن الكوفة وضعف الخلفاء العباسيين المتأخرين وظهور دويلات على أطراف الدولة العباسية، سنحت الفرصة للمذهب الشيعي عن الإعلان عن وجوده بقوة.[٦١]
وقد فضل محبو أهل البيت وشيعتهم الإقامة في الكوفة حتى تحولت الكوفة إلى مدينة شيعية مصطبغة بصبغة المدرسة الإمامية.[٦٢] ولعمق علاقة الكوفيين بأهل البيت سمي الإمام الباقر بنبي الكوفة وإمام أهل العراق.[٦٣] وكانوا من المولهين بإمامته عليه السلام.[٦٤]
وكان الإمام الصادق قد استوطن الكوفة في زمن السفاح لمدة سنتين ربّى خلالها الكثير من التلاميذ والرواة.
وكان وكيل الإمامين الرضا والجواد عليهما السلام في الكوفة صفوان بن يحيى إلى سنة 210 هـ.
وكانت الكوفة وبغداد في عصر الإمام الرضا من مراكز مذهب الواقفة بقيادة علي بن أبي حمزة البطائني. والجدير بالذكر أن الشيعة تصدّت وبقوة في زمن الإمام الجواد للفطحية القائلين بإمامة عبد الله بن جعفر الصادق .
الأسر العلمية الشيعية في الكوفة
أنجبت الكوفة الكثير من الأسر العلمية التي عرفت بولائها لأهل البيت (عليهم السلام) هي:
دور الكوفة في ظهور الفرق والمذاهب
ظهرت في الكوفة مجموعة من الفرق والمذاهب منها: الخوارج، الكيسانية والزيدية.[٦٦]
الكوفة إبّان ظهور الإمام المهدي
تؤكد الروايات الشيعية أن الكوفة هي المدينة التي سيتخذها الإمام المهدي وأنها ستكون المنطقة التي تستقطب أنظار العالم حينها، فقد أخرج المجلسي في البحار حديثاً طويلاّ عن المفضل بن عمر، عن الإمام جعفر الصادق وفيه: «قال المفضل: قلت: ياسيدي فأين تكون دار المهدي، ومجتمع المؤمنين؟ قال: دار ملكه: الكوفة، ومجلس حكمه: جامعها، وبيت ماله ومقسم غنائم المسلمين: مسجد السهلة، وموضع خلواته: الذكوات البيض من الغريين».[٦٧]
وروي عن الإمام الباقر أنّه قال: يدخل الكوفة ـ يعني الإمام المهدي عجل الله فرجه ـ وبها ثلاث رايات قد ضطربت فتصفوا له، ويدخل حتّى يأتي المنبر فيخطب فلا يدري الناس ما يقول من البكاء.[٦٨] وروي عن أمير المؤمنين أنّه قال: ثم يقبل- يعني الإمام المهدي- إلى الكوفة فيكون منزله بها.[٦٩]
التوسع الجغرافي والسكاني للكوفة بعد الظهور
ورد في رواية طويلة ذكرها صاحب البحار أن الإمام المهدي يقيم حكومته على أساس قواعد العدل والحرية ويتخذ من الكوفة عاصمة لدولته ولَيَصِيرَنَّ الكوفة أَربعةً وخمسينَ ميلًا ولَيُجَاوِرَنَّ قُصُورُها كربلاء.[٧٠] ونقل الشيخ المفيد في الإرشاد عن الإمام الصادق أنّه قال: «إذا قام قائم آل محمد بنى في ظهر الكوفة مسجداً له ألف باب واتصلت بيوت أهل الكوفة بنهري كربلاء».[٧١]
وحينها تكون الكوفة مأوى لجميع المؤمنين فلا تقوم الساعة حتى يجتمع كل مؤمن بالكوفة.[٧٢] ويستفاد من روايات أهل البيت أن الكوفة ستكون مركزاً للعالم الاسلامي إبان الرجعة، كما روى ذلك المفضل بن عمر في حديث طويل عن الإمام الصادق عليه السلام.[٧٣][٧٤]
وقد اهتم أهل البيت عليهم السلام بالكوفة كثيراً وأشاروا إلى بعض العلامات التي تحصل فيها من قبيل:
- من علامات اقتراب الظهور: انْشِقَاقِ الْفُرَاتِ ووصول الماء إِلى أَزِقَّةِ الْكُوفةِ.[٧٥]
- وروى الشيخ المفيد في الإرشاد عن عمرو بن شمر، عن جابر قال: قلت لأبي جعفر : متى يكون هذا الأمر؟ فقال: أنّى يكون ذلك يا جابر ولمّا يكثر القتل بين الحيرة والكوفة.[٧٦]
- روى المجلسي في البحار أن جيش السُّفْيَانِيِّ يدخل إِلَى الْكُوفَةِ فلا يدعونَ أَحداً إِلَّا قتلُوه.[٧٧] وعن المجلسي أيضاً: و يظهرُ السُّفْيَانِيُّ ومَنْ معهُ حتَّى لا يكونَ لهُ هِمَّةٌ إِلَّا آلَ مُحَمَّدٍ وشيعتهُمْ فَيَبْعَثُ بعثاً إِلى الكوفةِ فَيُصَابُ بِأُنَاسٍ مِنْ شِيعَةِ آلِ مُحَمَّدٍ بِالْكُوفَةِ قَتْلا وصَلْبا.[٧٨]
دور الكوفة في نشر العلوم الإسلامية
مدرسة الكوفة النحوية
شهد العالم الإسلامي مدرستين بارزتين للنحو والصرف هما المدرسة البصرية والمدرسة الكوفية، وقد اختلفت المدرستان منذ السنين الأولى لظهورهما في الكثير من المسائل النحوية والصرفية. وقد أكد السيد محسن الأمين في المجلد الأوّل من أعيان الشيعة على أنّ روّاد المدرستين البصرية والكوفية النحوية كانوا من كبار علماء الشيعة ثم انتشر العلم منهما إلى سائر الأمصار والبلدان. وكانت البصرة هي أوّل مدينة قننت النحو ووضعت له قواعد خاصة، وبعد مضي قرن من الزمان ظهرت مدرسة نحوية أخرى نافست المدرسة البصرية ورصدتها نقداً وتحليلاً.
ومن أشهر الوجوه النحوية البصرية وإمام النحو فيها الخليل بن أحمد الفراهيدي أُستاذ سيبويه بالنحو ومؤلف كتاب العين، وهو الذي هذّب قواعد النحو وشذّب زوائده ووسع مباحثه مشيراً إلى العلل النحوية. فيما ذهب جماعة من الأعلام إلى وضع الكسائي في قمة أئمة المدرسة النحوية الكوفية.[٧٩]
ولما كان الكوفيون على وئام مع حكام الدولة العباسية قبل قيام الثورة وأثنائها؛ من هنا سمح لهم العباسيون بالحركة ومدّوا لهم يد العون لنشر نتاجات المدرسة الكوفية واتخذوا من علماء النحو الكوفيين أساتذة ومربين لأبنائهم.
علم الفقه في المدرسة الكوفية
في أخريات حياة الإمام الصادق انتقلت مدرسه الفقه الشيعي من (المدينة) إلى (الكوفة)، وبذلك بدأت حياة فقهية جديدة في الكوفة. وكانت الكوفة حين ذاك مركزاً صناعياً، وفكرياً كبيراً تقصده البعثات العلمية، والتجارية. وقد عد البراقي في تاريخ الكوفة 148 صحابياً من الذين هاجروا إلى الكوفة واستقروا فيها، ما عدا التابعين والفقهاء الذين انتقلوا إلى هذه المدينة، والذين كان يبلغ عددهم الآلاف، وما عدا الأسر العلمية التي كانت تسكن هذا القطر.
وقد أورد ابن سعد في الطبقات ترجمة ل (850) تابعياً ممن سكن الكوفة. وفي مثل هذا الوقت انتقل الإمام الصادق عليه السلام إلى الكوفة أيام أبي العباس السفاح واستمر بقاء الإمام الصادق عليه السلام في الكوفة مدّة سنتين.
وقد اشتغل الإمام الصادق هذه الفترة بالخصوص في نشر المذهب الشيعي، لعدم وجود معارضة سياسية قوية في البين فقد سقطت في هذه الفترة الحكومة الأموية وظهرت الحكومة العباسية، وبين هذا السقوط، وهذا الظهور اغتنم الإمام الصادق الفرصة للدعوة إلى المذهب، ونشر أصول هذه المدرسة، فازدلفت إليه الشيعة من كل فج زرافات ووحدانا تتلقى منه العلم، وترتوي من منهله العذب وتروي عنه الأحاديث في مختلف العلوم.
وقال الحسن بن علي بن زياد الوشاء لابن عيسى القمي: إني أدركت في هذا المسجد: يعني مسجد الكوفة تسعمائة شيخ كل يقول: حدثني جعفر بن محمد عليه السلام. وكان من بين أصحاب الإمام الصادق عليه السلام من فقهاء الكوفة: أبان بن تغلب بن رباح الكوفي، نزيل كندة روى عنه عليه السلام (30000) حديث.
ومنهم: محمد بن مسلم الكوفي روى عن الباقرين (40000) حديث. وقد صنف الحافظ أبو العباس بن عقدة الهمداني الكوفي المتوفى سنة 333 هـ كتاباً في أسماء الرجال الذين رووا الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام ترجم فيه لـ (4000) رجل. كل ذلك بالاضافة إلى البيوتات العلمية الكوفية التي عرفت بانتسابها إلى الإمام الصادق عليه السلام، واشتهرت بالفقه والحديث كبيت آل أعين، وبيت آل حيان التغلبي، وبيت بني عطية، وبيت (بني دراج)، وغيرهم من البيوتات العلمية الكوفية التي عرفت بالتشيع، واشتهرت بالفقه والحديث.
وقد أدى كل هذا الإلتقاء بشخصية (الإمام الصادق عليه السلام في الكوفة، والإحتفاء به إلى أن يأخذ الجهاز العباسي الحاكم حذره منه. وقد خاف المنصور الدوانيقي أن يفتتن به الناس (على حد تعبيره) لما رأى من إقبال الفقهاء والناس عامّة عليه، وإحتفائهم به، وإكرامهم له فطلبه إلى بغداد. [٨٠]
ملامح مدرسة الكوفة الفقهية
تتميز مدرسة الكوفة الفقهية بالملامح التالية:
1. بروز ظاهرة تدوين الحديث: إن تدوين الحديث لم يكن أمرًا شائعاً بين المحدثين الشيعة قبل هذه المدرسة، وإنما ظاهرة التدوين ظهرت من أيام الإمام الباقر ونمت أيام الإمام الصادق ، حيث أخذ الإمام الصادق عليه السلام لما رأى من ضياع الأحاديث والسنن يحث الرواة والعلماء على تدوين السنة وكتابتها. قال عاصم: سمعت أبا بصير يقول: قال أبو عبد اللَّه الصادق : اكتبوا، فإنكم لا تحفظون إلا بالكتابة. هذه ظاهرة أولى على ملامح هذا العصر.
2. ظهور المسائل المستحدثة: الظاهرة الثانية من ملامح هذا العصر: أن حاجات المسلمين توسعت في هذا الوقت، وازدحم الناس على أبواب الفقهاء يطلبون منهم الرأي فيما تجدد عليهم: من وجوه الحاجات الجديدة، ولم يكن ما بيد فقهاء السنّة ومحدثيها من الحديث يكفي لسد هذه الحاجة، ولم يجدوا في الكتاب الكريم جواباً على ذلك، و لم يكن الجهاز القائم بالحكم يمسح لهم بمراجعة أئمة أهل البيت ، فأضطروا إلى إتخاذ القياس والاستحسان، والأخذ بالظن والرأي. هذه ظاهرة ثانية على ملامح المدرسة الكوفية.
3. ظهور الاختلاف في الحديث والروايات العلاجية: الظاهرة الثالثة في هذه المدرسة هو حدوث الإختلاف بين نقل الرواة فقد شاع نقل الحديث عن أئمة أهل البيت في هذه الفترة، وكثر الدس وظهر الاختلاف في متون الروايات، فكان يبلغ البعض من الشيعة حديثان مختلفان في مسألة واحدة، فكان الرواة يطلبون من أئمة أهل البيت عليهم السلام أن يدلوهم على مقياس لاختيار الحديث الصحيح بين الأحاديث المتضاربة التي تردهم في مسألة واحدة.
وقد ورد عنهم عليهم السلام أحاديث في معالجة الأخبار المتعارضة تسمى (الأخبار العلاجية) في الأصول. وهذه ظاهرة أخرى من ملامح هذا العصر.
4. ظهور المذاهب الفقهية المتعددة: وفي هذه الفترة اتسعت شقة الخلاف بين المذاهب الفقهية الإسلامية وفي كثير من المسائل الخلافية. وكان موقف أئمة أهل البيت عليهم السلام مما يثأر الخلافات موقفاً حازماً حكيماً، فقد كانوا يعلمون أن الغرض من إثارة الخلاف تعكير الجو الفكري في (الوطن الإسلامي) ليتاح للجهاز أن يصيد في الماء العكر، فكان كثيراً ما يتغاضى أئمة أهل البيت عليهم السلام عن وجود خلاف أو اشتقاق في المسألة الفقهية، ويجارون الفقه، فإذا خلوا إلى أصحابهم ذكروا لهم الوجه الحق وأمروهم بالكتمان والسر ما وسعهم ذلك، و حتى أن يقضي اللَّه بما هو قاض، وينقذ الأمّة من هؤلاء الغاصبين المهرجين. و هذا هو ما يعنى (بالتقية) في الفقه الإسلامي.
5. تعيين موازين خاصة للاجتهاد: وظاهرة أخرى في هذا الدور من ملامح المدرسة: تعيين موازين و مقاييس خاصة للإجتهاد والإستنباط من قبل أئمة أهل البيت عليهم السلام، حيث وضع أئمة أهل البيت عليهم السلام قواعد خاصة للإستنباط والإجتهاد: كالإستصحاب والبراءة، والإحتياط، والتخيير، وغيرها من القواعد الفقهية، كقاعدة الطهارة، واليد، والإباحة، والحلية، وما شاكل ذلك مما يعين الفقيه على الإجتهاد والإستنباط.[٨١]
مدرسة الكوفة الحديثية
تعود جذور مدرسة الحديث السنية الكوفية إلى بدايات الفتوح الإسلامية وتأسيس الكوفة في عصر عمر بن الخطاب، حيث انتقل إليها بعض الصحابة الذين حملوا معهم ما سمعوه من النبي الأكرم وعقدوا فيها مجالس للتفسير والحديث و....
ملامح مدرسة الحديث الكوفية
الديناميكية والعقلانية
كان لوجود الشيعة في الكوفة إلى جانب محدثي وعلماء المدارس الأخرى والمساجلات الفقهية والكلامية بين الطرفين الدور الكبير في إضفاء الديناميكية والعقلانية على المدرسة الحديثية في هذا العصر.
كثرة المحدثين الكوفيين ودور الأئمة
سجلت لنا المصادر التاريخية والرجالين التي رصدت هذه المرحلة ظاهرة كثرة الرواة والمحدثين الشيعة في الكوفة، ويقع في مقدمتهم طلاب الإمام الباقر من آل أعين الذين كان لهم الدور الكبير في نشر معارف أهل البيت عليهم السلام في تلك المدينة. وقد واصل أعلام الشيعة من الكوفيين الإنتهال من نمير علم أهل البيت عليهم السلام فكانوا يشدون الرحال إلى مدرسة الإمام الصادق في المدينة، يؤكد ذلك ما ورد في رجال الشيخ الطوسي الذي ترجم للكثير من الرواة وكان الكوفيون يمثلون الصدارة من بين الراوين عنه عليه السلام.
حضور الإمام الصادق ووكلاء الأئمة في الكوفة
من معلم المدرسة الحديثية الكوفية إنتقال الإمام الصادق عليه السلام إلى الكوفة إبّان خلافة أبي العباس السفاح وتربية طائفة كبيرة من المحدثين والرواة الكوفيين؛ لعدم وجود معارضة سياسية قوية في البين فقد سقطت في هذه الفترة الحكومة الأموية وظهرت الحكومة العباسية، وبين هذا السقوط، وهذا الظهور اغتنم عليه السلام الفرصة للدعوة ونشر الحديث، فكانت فرصة ذهبية للمدرسة الكوفية بل لغيرها من المدارس في نشر الحديث وتطويره، فازدلفت إليه الشيعة من كل فج زرافات ووحدانا تروي عنه الأحاديث في مختلف العلوم خلال السنتين اللتين قضاهما عليه السلام في الكوفة، حتى قال أبو حنيفة: " لولا السنتان لهلك النعمان".
هذا بالإضافة إلى وجود الوكلاء بين الإمام وبين شيعته مما وفر لهم فرصة الوصول إلى المعلومة الصحيحة والنقية من التحريف غالباً. وكان وجود الوكلاء في الكوفة واضحاً سواء في عصر الإمام الصادق أم ما تلاه من العصور. فعلى سبيل المثال قبل أن يمنح الإمام الصادق الوكالة للمفضّل بن عمر الجعفي كان الذي يقوم بهذا الدور محمد بن مقلاص الأسدي فلما بدت عليه علامات الإنحراف والغلو طرده الإمام عليه السلام وعيّن محله المفضل بن عمر. ولا ريب إن من أهم مهام الوكيل إيصال المعلومة النقية والأوامر الصادرة من الإمام إلى شيعته ونشر الحديث بعيداً عن العمل بالرأي والقياس.
تدوين الأصول والكتب الحديثية
من الملامح الأخرى للمدرسة الحديثية الكوفية في هذه المرحلة تدوين الأصول الحديثية القيمة كما وكيفا، وقد أشار الشيخ الحر العاملي في أواخر الفائدة الرابعة من وسائل الشيعة الى 6600 أصل من تلك الأصول لكل راوٍ أصله الخاص به الذي دونه لنفسه، فكانت تلك الأصول المنطلق لتدوين الأصول الأربعمائة، التي قام بعض الأعلام بتنظيمها وتبويبها على شكل مجموعات حديثة موسوعية كانت ثمرتها صدور الموسوعات الحديثية المعروفة في المدرسة الشيعية (الكتب الأربعة).
بروز بعض الحركات الضالة
ظهر في الوسط الشيعي بعد الإمام الصادق بعض الإتجاهات المنحرفة والمذاهب الضالة كالمذهب الواقفي الذي يعد علي بن أبي حمزة البطائني من أبرز شخصياته، فقد سعت هذه الفرقة لإثبات ما ذهبت اليه من إنكار إمامة الرضا إلى دس بعض المجعولات الحديثية وتحريفها، الا أنّ تصدي الإمام الرضا لهذه الفرقة يعاضده الكثير من أصحاب الأئمة كيونس بن عبد الرحمن وغيره أظهر زيفهم وفنّد أكاذيبهم ومزّق ما نسجوه من مفتريات ومجعولات، الأمر الذي أنجر في نهاية المطاف إلى إنحلال ذلك المذهب المنحرف.[٨٢]
الخط الكوفي
وأول فنون الخط العربي ظهورًا الخط الكوفي - ذي الزوايا الذي يرسم في أشكال مستديرة - فهو أعرق الخطوط. وظهر أوّل ما ظهر في الكوفة، ومنها انتشر إلى سائر البلاد العربية والإسلامية. وتطور هذا الخط وأنقسم إلى قسمين: قسم يُعرف بالتقوير، وقسم آخر يُعرف بالبسط. فالخط الكوفي المقوَّر هو ماكانت عراقاته منخسفة إلى أسفل، وهو كثير الاستخدام في المراسلات العادية. والخط الكوفي المبسوط هو الذي تُبْسط عراقاته كالنون الطويلة على سبيل المثال. وقد كثُر استخدام الكوفي المبسوط في النقش على المحاريب، وعلى أبواب المساجد، وجدران المباني، كما كُتبت به المصاحف الكبيرة، وأستُخدم لأغراض الزينة والزخرفة.
وتنوع الخط بعد ذلك، وأنتشر في البلاد العربية. والسبب المباشر لظهور فنون الخط العربي المختلفة وأنواعه هو انتشار القرآن الكريم في البلاد المختلفة، وحرص الخطَّاطين في كل بلد على نسخه. وأصبح لكل منطقة نوع معين من الخط يُمَيِّزها؛ فظهر الخط المدني بالمدينة والمكي بمكة، والفارسي ثم النسخ والثُلث وغيرها.[٨٣]
ولما كان الخط الكوفي خالياً من النقاط والتشكيلات الإعرابية كان القرّاء يعتمدون على الحفظ والنقل الشفهي لوزن الكلمة المدونة في القرآن وغيره من الكتب مما ولد مشكلة كبيرة أمام القرّاء بمرور الزمن؛ ومن هنا انبرى أبو الأسود الدؤلي لوضع النقاط والتشكيلات الإعرابية على الكلمات.[٨٤]
بحوث ذات صلة
الهوامش
- ↑ البراقي، تاريخ الكوفة، ص 142.
- ↑ البلاذري، فتوح البلدان، ص 275؛ الحموي، معجم البلدان، ج 4، ص 495.
- ↑ الكرمي، أحسن التقاسيم، ج 1، ص 181.
- ↑ الكليني، روضة الكافي، ج 2، ص 155.
- ↑ زيدان، تاريخ التمدن، ج 2، ص 178.
- ↑ البراقي، تاريخ الكوفة، ص 115.
- ↑ الدينوري، الأخبار الطوال، ص 124.
- ↑ فياض، پيدايش وگسترش شيعه، ص 80.
- ↑ فياض، پيدايش و گسترش شيعه، ص 80.
- ↑ جعفري، تشيع در مسير تاريخ، ص 130.
- ↑ البراقي، تاريخ الكوفة، ص 200.
- ↑ جعفري، تشيع در مسير تاريخ، ص 127.
- ↑ جعفري، تشيع در مسير تاريخ، ص 142.
- ↑ جعفري، تشيع در مسير تاريخ، ص 138.
- ↑ جعفري، تشيع در مسير تاريخ، ص 142.
- ↑ الطباطبائي اليزدي، العروة الوثقى، ص 201.
- ↑ المجلسي، بحار الانوار، ج 53، ص 11.
- ↑ اليزدي، العروة الوثقى، ص 347.
- ↑ سيد جوادي، دائرة المعارف تشيع، ج 14، ص 245.
- ↑ سيد جوادي، دائرة المعارف تشيع: ج 14، ص 245.
- ↑ السيد بن طاووس، اللهوف، ص 193 ــ 195.
- ↑ صفري، كوفه از پيدايش تا عاشورا: ص 137-144 آل خليفة، أمراء الكوفة وحكامها، ص 33- 243.
- ↑ البراقي، تاريخ الكوفة، ص 249.
- ↑ المسعودي، إثبات الوصية، ص 41.
- ↑ ابن قولويه، كامل الزيارات، ص 169.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 97، ص 255.
- ↑ الخصيبي، الهداية الكبرى، ص 247.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 57، ص 214.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ص 97، ص 385.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 97، ص 385.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ص 213.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ص 293.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 57، ص 214.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 57، ص 210.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 57، ص 210.
- ↑ الكليني، الكافي، ج 9، ص 281.
- ↑ المجلسي، بحار الانوار، ج 57، ص 216.
- ↑ ابن قتيبة، الامامة والسياسة، ج 1، ص 47.
- ↑ جعفري، تشيع در مسير تاريخ، ص 107.
- ↑ جعفري، تشيع در مسير تاريخ، ص 135.
- ↑ تبيان، مقالة علل اختيار الكوفه كمركز للخلافة من قبل الامام علي .
- ↑ الخطبة 34، 69، 97، 27.
- ↑ رفتارشناسي مردم كوفه در نهضت حسيني، علي شيخان، حكومت اسلامي: شتاء سنة 1381ش، العدد 26.
- ↑ رجبي، كوفه و نقش آن در قرون نخستين اسلامي، ص 203 تا273.
- ↑ الشيخ الصدوق، علل الشرائع، ج1، ص 220-221، انتشارات مكتبة الداوري، قم.
- ↑ باركراف اضافي است، الشيخ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 9، نشر مؤتمر الشيخ المفيد، 1413هجرية.
- ↑ رجبي، كوفه و نقش آن در قرون نخستين اسلامي: ص 284 ــ 295.
- ↑ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ص 142.
- ↑ رجبي، كوفه و نقش آن در قرون نخستين اسلامي، ص 292 ــ 355.
- ↑ السيد بن طاوس، اللهوف، ص 51 ــ 67.
- ↑ رجبي، كوفه و نقش آن در قرون نخستين اسلامي، ص 342.
- ↑ السيد ابن طاووس، اللهوف، ص 100.
- ↑ رفتار شناسي مردم كوفه در نهضت حسيني، حكومت اسلامي، شتاء سنة 1381 ش- العدد 26.
- ↑ الطبري، تاريخ الطبري، ج 6، ص 13-14.
- ↑ الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 449 ـ448.
- ↑ الدينوري، الأخبار الطوال، ص 298 ــ 355.
- ↑ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 171.
- ↑ الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص 158.
- ↑ موقع حوزه نت، ائمه و قيامهاي شيعي
- ↑ الأصفهاني، مقاتل الطالبين، ج 2، ص 175.
- ↑ رجبي، كوفه و نقش آن در قرون نخستين، ص 459.
- ↑ البراقي، تاريخ الكوفة، ص 269.
- ↑ المجلسي، بحار الانوار، ج 46، ص 355؛ نقلاً عن المناقب.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 46.
- ↑ الطوسي، رجال.
- ↑ رجبي، كوفه و نقش آن در قرون نخستين، ص 475-486.
- ↑ رجبي، كوفه و نقش آن در قرون نخستين، ص 497.
- ↑ المجلسي، بحار الانوار، ج 53، ص 11.
- ↑ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 385.
- ↑ العياشي، تفسير العياشي: ج1، ص165.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 53، ص 12.
- ↑ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 385.
- ↑ الطوسي، الغيبة، ص 451.
- ↑ الحلي، مختصر البصائر، ص 189.
- ↑ الحلي، مختصر البصائر، ص 195.
- ↑ العاملي، الصراط المستقيم، ج 2، ص 258.
- ↑ المفيد، الارشاد، ج 2، ص 374.
- ↑ المجلسي، بحار الانوار، ج 52، ص 219.
- ↑ المجلسي، بحار الانوار، ج 52، ص 222.
- ↑ مقدمة الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية، تعليقة السيد كلانتر، المجلد الاول، ص 35- 37.
- ↑ مقدمة الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية، تعليقة السيد كلانتر، المجلد الاول، ص 37-43.
- ↑ كريمي نيا، آشنايي با مهم ترين مكاتب و دوره هاي فقهي شيعه، مجله معرفت، ص 93.
- ↑ الموسوعة العربية العالمية، قسم الفن التشكيلي العربي، ص 4.
- ↑ مكتب حديثي كوفه در سده هاي اوليه فصليه شيعه شناسي، العدد 3 و4.
وصلات خارجية
المصادر والمراجع
- الآصفي، محمد مهدي، مقدمة الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية، الطبعة الحديثة تعليقة السيد كلانتر، المجلد الاول، د م، د ت.
- آل خليفة، محمد علي، أمراء الكوفة وحكامها، مؤسسة الصادق للطباعة والنشر، د م، 2004م/1425 هـ.
- البراقي، السيد حسين البراقي، تاريخ الكوفة، دار الأضواء، بيروت، 1978 م.
- جعفري، السيد حسين محمد جعفري، تشيع در مسير تاريخ، ترجمة محمد تقي آيت اللهي، دفتر نشر فرهنك إسلامي، طهران، 1386هـ.
- فياض، عبد الله فياض، پيدايش و گسترش تشيع، المترجم جواد خاتمي، سبزوار، نشر ابن ايمن، د م، 1382هـ.
- السيد جوادي، احمد صدر حاج سيد جوادي، دائرة المعارف تشيع، حكمت،طهران، 1395هـ.
- أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، تاريخ الطبري، تاريخ الأمم و الملوك، تحقيق محمد أبو الفضل ابراهيم، دار التراث ، ط الثانية، بيروت، 1387/1967.
- راضي ياسين، صلح الحسن، ترجمة السيد علي خامنهاي، انتشارات گلشن الطبعة الثالثة عشرة د م، 1378هـ.
- اليعقوبي،محمد بن موسى بن محمد علي، تاريخ اليعقوبي، ترجمة محمد ابراهيم آيتين انتشارات علمي و فرهنگين د م، 1362هـ.
- علي بن موسى بن جعفر بن طاووس،السيد بن طاووس، ترجمه بخشايشي، نويد اسلام، قم، 1377هـ.
- الطباطبائي اليزدي، السيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي، العروة الوثقى، دار الكتب الإسلامية، تهران، د ت.
- الحموي، شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله بن الحموي، معجم البلدان،، إحياء التراث العربي، بيروت، 1979م.
- الدينوري، أحمد بن داود الدينوري، الأخبار الطوال، منشورات الشريف الرضي، قم، 1375هـ.
- رجبي، محمد حسين رجبي، كوفه و نقش آن در قرون نخستين اسلامي، دانشكاه امام حسين ، طهران، 1378هـ.
- ابن قولويه، جعفر بن محمد ابن قولويه، كامل الزيارات، بيام حق، طهران، 1377هـ.
- المسعودي، علي بن حسين المسعودي، إثبات الوصية، ترجمة نجفي، طهران اسلاميه، د م، 1362هـ.
- الخصيبي، حسين بن حمدان، الهداية الكبرى، البلاغ، بيروت، 1419هـ.
- كرمي، محمد بن أحمد، أحسن التقاسيم، ترجمة علي نقي منزوي، شركت مولفان و مترجمان، الطبعة الاولى، طهران، 1361هـ.
- الكليني، محمد بن يعقوب بن اسحاق، أصول الكافي، دار الحديث، قم، 1429هــ.
- المجلسي، محمد باقر بن محمد تقي، بحار الأنوار، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1459م.
- نعمت الله صفري، كوفه از پيدايش تا عاشورا، نشر مشعر، تهران، 1391هـ.
معرض الصور
العلم
| |
الموقع
| |
الخارطة
| |
أحداث تاريخية مهمة
| |
مراجع التقليد
| |
سياسيون حوزويون
| |
الحكام
| |
العواصم
| |
الأحزاب والحركات الشيعية
| |
مواقع إلكترونية
|
ِِّّّّّّ