آل أعين

من ويكي شيعة

آل أعين، أو ما عرفوا فيما بعد بـ "الزرارية" أو "آل زرارة" كانوا من العوائل الشيعية وكان أغلبهم من أهل الحديث والكلام والأصول والتّصانيف، من ثقاة الرّواة، رويت عنهم روايات كثيرة، عاشوا في نهاية القرن الأوّل إلى القرن الرّابع الهجريّ. وآل أعين أكبر أهل بيوت الشّيعة وأكثرهم حديثاً وفقهاً، ومعروف عند رواته، ولهم من الفضائل وما روي فيهم أكثر من أن يكتب هنا، وهو موجود في كتب الحديث.[١]

كان لهذا البيت وبالأخصّ زرارة الّذي ورد فيه كثير من الثّناء والمدح، الحظّ الأوفر في حفظ تراث أهل البيت عليهم السلام وخصوصاً الإمام الصادق عليه السلام.

نسبهم

الجد الأول للآل أعين هو سنسن ـ بالسين المضمومة والنون الساكنة اسم عجمي يسمى به السواديون، وهو لقب جماعة، وكان فارسياً راهباً في بلد الروم[٢] وقد دخل بلاد الروم في أول الاسلام، وكان من غسان ولم يظهر أنّه أسلم وترك الرهبانية[٣]

أعين بن سنسن

كان أعين مولى لبني عبد الله بن عمرو السمين بن أسعد بن همام بن مرة بن دهل بن شيبان[٤] كان أعين غلاماً رومياً اشتراه رجل من بنى شيبان، من حلب، فربّاه وتبنّاه، وأحسن تأديبه، فحفظ القرآن، وعرف الأدب، فخرج بارعاً أديباً، فقال له مولاه: أستلحقك؟ فقال: لا، ولائي منك أحب إليّ من النسب، فلما كبر قدم عليه أبوه من بلاد الروم.[٥]

تاريخهم

قال ابن الغضائري: كان أعين بن سنسن رجلاً من الفرس، فقصد أمير المؤمنين عليه السلام ليسلم على يديه ويتوالى إليه فاعترضه في طريقه قوم من بنى شيبان فلم يدعوه حتى توالى إليهم[٦]


اتباعهم مذهب أهل البيت

قال أبوغالب الزراري: فإنّا أهل بيت أكرمنا الله بمنه علينا بدينه، واختصنا بصحبة أوليائه وحججه على خلقه من أول نشأتنا إلى وقت الفتنة التي امتحنت بها الشيعة.[٧]

فكانوا ممن لقي الأئمة الأولين والمتقديمين على الإمام الصادق عليه السلام، ولذا قال الشيخ الطوسي: ولهم روايات عن الإمام السجاد، والباقر، والصادق عليهم السلام.[٨]

خلفاء الجور مع آل أعين

لم يزل خلفاء الجور يشددون الأمر على آل أعين من ضمن الشيعة ومن كانوا حول الأئمة عليهم السلام وكانوا يفتشون عن أحوالهم، ولذلك قد صدر من الأئمة عليهم السلام أخبار الذم فيهم؛ ذلك لحفظ جماعة منهم، كما صدر لحفظ زرارة بن أعين طعون ذكرها الكشي أخبر الإمام الصادق عليه السلام بأنها كانت لحفظه وصيانته. وكان الامر كذلك على هؤلاء حتى قدم الحجاج إلى الكوفة حيث قال: لا يستقيم لنا الملك، ومن آل أعين رجل تحت الحجر، فاختفوا وتواروا، فلما اشتد الطلب عليهم، كان كل واحد منهم فقيهاً يصلح أن يكون مفتىَ بلد.[٩]

مسجد آل أعين ومحلتهم بالكوفة

كان من موضع آل أعين في الكوفة ومنزلتهم في الشيعة أن لهم مسجداً بالكوفة دخل فيه الإمام الصادق عليه السلام وصلى فيه، وكان من المساجد الممدوحة. ولهم محلّة ودربٌ يُعرفان باسمهم، وكانت دُورهم متقاربة[١٠]

أبرز شخصياتهم

  • بنو أعين ، وهم: بكير، وحمران، وزرارة ، وعبد الأعلى، وعبد الملك، وعبد الرحمن، وعبد الجبار، وعبد الله، وسميع، وضريس، وعمران، وعيسى، وقعنب، ومالك، ومليك، وموسى، أم الأسود.
  • بنو بكير بن أعين، ومنهم: عبد الله، وعبد الأعلى وعبد الحميد، والجهم، وعمر.
  • بنو حمران بن أعين، ومنهم: محمد، وحمزة، وعقبة وأيضاً إبراهيم بن محمد بن حمران.
  • بنو زرارة بن أعين، ومنهم: الحسن، الحسين، رومي، عبد الله، عبيد، محمد، يحيى، ويعقوب. ويأتي ذكرهم بتفصيل.
  • بنو عبدالملك بن أعين، ومنهم: ضريس، على، محمد، يونس، المثنى، وغسان.
  • بنو قعنب بن أعين، ومنهم: جعفر، ويونس.
  • بنو مالك بن أعين، ومنهم: بريد، عثمان، غسان، وضريس بن بريد مولى بنى شيبان الكوفي.
  • الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين، كان من أصحاب الرضا عليه السلام[١١]
  • والحسين بن الجهم.
  • محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم أبو طاهر الزراري، كان من أصحاب العسكري عليه السلام[١٢]
  • أحمد بن محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم[١٣]


أصحاب الباقر والصادق (عليه السلام)

كان زرارة، وبكير، وحمران [١٤] وعبد الرحمن[١٥]، بنو أعين ممن حضر عند الإمام الباقر عليه السلام وروى عنه، كما كانوا من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام وممن رروا عنه أيضاً. وإن كان الشيخ الطوسي قد عدّ عبد الرحمن[١٦] في أصحاب الإمام الصادق عليه السلام فقط.

كما كان عبد الملك[١٧]، وعبد الجبار[١٨]، وعبد الأعلى [١٩] وعبد الله[٢٠] بنو أعين ممن حضر عند الإمام الباقر عليه السلام وروى عنه أيضاً.

وأيضاً كان عبيد بن زرارة[٢١] ومحمد وحمزة ابنا حمران ، وعبد الله بن بكير ، و ضريس بن عبد الملك[٢٢] من أصحاب الباقر عليه السلام وممن روى عنه.

وكان عبد الله أيضاً[٢٣] وعيسى[٢٤] ابنا أعين، والحسين بن زرارة[٢٥] من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام.

وأما أم الأسود بنت أعين فهي وإن أدركت أيام الإمام الصادق عليه السلام ولكن لا يوجد من ذكرها في أصحابه وليس لها رواية عنه. وبقيت إلى أيام الإمام الكاظم عليه السلام وهي التي أغمضت زرارة كما ذكره علي بن أحمد العقيقي[٢٦]

أصحاب الإمام الكاظم (عليه السلام)

عبد الرحمن بن أعين، ذكر الشيخ الطوسي أنه بقى بعد أبي عبد الله عليه السلام[٢٧] فعدّه في أصحاب الكاظم عليه السلام، وذكر له رواية عنه أيضاً[٢٨]

وروى من أولاد بنى أعين عن أبي الحسن عليه السلام جماعة:

  • فمن بنى زرارة بن أعين: رومي، وعبيد، وعبد الله، وعبيد الله.
  • ومن بنى بكير بن أعين: عبد الله، وعبدالحميد، وأبو محمد الحسن بن الجهم بن بكير.
  • ومن بنى حمران بن أعين: عمران.
  • ومن بنى عبدالرحمن بن أعين: أعين.

أصحاب الإمام الرضا (عليه السلام)

كما أدرك الإمام الرضا عليه السلام وروى عنه جماعة من آل أعين، منهم:

  • الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين، وكان من خواصه عليه السلام وله كتاب معروف[٢٩]
  • الحسين بن الجهم، ذكر هذا الشيخ الطوسي وأضاف له (الرازي) ولعله مصحّف من (الزراري)[٣٠]
  • محمد بن عبد الله بن زرارة. وقد أوصى أن تُباع تركته ويحمل ثمنها إلى أبى الحسن عليه السلام.

أصحاب الإمام الجواد والهادي (عليهما السلام)

كان من أصحاب الجواد و الهادي عليهما السلام من آل زرارة بن أعين :

  • محمد بن عبد الله بن زرارة.
  • الحسن بن الجهم.
  • سليمان بن الحسن بن الجهم ، وهو أول من سُمّي بـ"الزراري" وعُرف آل أعين بعدها بهذا الاسم . قال أبو غالب الزراري[٣١]: وأول من نُسب منا إلى زرارة جدّنا سليمان، نسبه إليه سيدنا أبو الحسن علي بن محمد صاحب العسكر عليه السلام، وكان إذا ذكره في توقيعاته إلى غيره قال: (الزراري) تورية عنه وسترًا له ، ثم اتسع ذلك، وسُمّينا به.

أصحاب الإمام العسكري (عليه السلام)

  • سليمان بن الجهم المتوفى بعد خمسين ومأتين أيام الإمام العسكري عليه السلام.
  • محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم أبو طاهر الزراري[٣٢]

أصحاب الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه)

كان من آل زرارة بن أعين جماعة ممن تشرف بزيارة الإمام المهدي أو بتوقيع من الناحية المقدسة إليه أو بوكالة أو بمكاتبة أو باتصال، فمنهم:

  • علي بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين أبو الحسن الزراري[٣٣] وقال: له اتصال بصاحب الأمر (عجّل الله تعالى فرجه) ، و خرجت إليه توقيعات، وكانت له منزلة في أصحابنا، وكان ورعاً، ثقةً، فقيهاً، لا يطعن عليه في شيء، له كتاب.
  • محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم أبو طاهر الزراري، قال أبو غالب الزراري: وكاتب الصاحب جدي محمد بن سليمان بعد موت أبيه إلى أن وقعت الغيبة[٣٤]

وكان أبوطاهر الزراري هو الذي وصى إليه الإمام الحجة (عجّل الله تعالى فرجه) أبا سورة أحد مشايخ الزيدية المذكورين حينما تشرف بزيارته عند زيارته قبر أبى عبد الله الحسين عليه السلام يوم عرفة في حديث طويل ذكره الشيخ في الغيبة[٣٥]

النسبة في آل أعين

قد نسب جماعة من آل زرارة بن أعين تارة إلى الشيباني، وأخرى إلى الجهمي، وثالثة إلى البكيري، ورابعة إلى الزراري، مع أن جدهم (سنسن) من الفرس. وكان أعجمياً في بلد الروم كما تقدم.

الشيباني

  • أما نسبتهم إلى الشيباني فكانت لأجل ولائهم لبني شيبان.

الجهمي

  • وأما نسبتهم إلى الجهمي فهي بانتسابهم إلى الجهم بن بكير بن أعين الذي نُسب إليه جماعة من آل أعين.

البكيري

  • وأما نسبتهم إلى البكيري أو (البكري) فهو بانتسابهم إلى بكير بن أعين. قال الشيخ الطوسي: وهم البكريون وبذلك كانوا يعرفون، إلى أن خرج توقيع من أبي محمد الحسن عليه السلام فيه ذكر أبا طاهر الزراري[٣٨]

الزراري

  • وأما نسبتهم إلى الزراري فهو لأجل انتسابهم إلى زرارة بن أعين، وكان سليمان بن الحسن بن الجهم أول من سُمّي بـ"الزراري" وعُرف آل أعين بعدها بهذا الاسم[٣٩]

الهوامش

  1. رسالة في آل زرارة لأبي غالب الزراري ص 6 الديباجة.
  2. الطوسي، الفهرست، ص 74، في ترجمة زرارة بن أعين.
  3. أبو غالب الزراري، رسالة في آل أعين، ص 10.
  4. رجال النجاشي، ص 175 برقم 463.
  5. رسالة في آل زرارة لأبي غالب الزراري، ص 19.
  6. تكملة رسالة أبي غالب الزراري، ص 101.
  7. المصدر نفسه، ص 2.
  8. الفهرست، ص 74.
  9. تكملة رسالة أبي غالب الزراري للغضائري، ص 100.
  10. رسالة في آل زرارة لأبي غالب الزراري، ص 18.
  11. رجال النجاشي، ص 50.
  12. المصدر نفسه، ص 267 ـ 939.
  13. رجال الشيخ الطوسي، ص 410، برقم 34.
  14. رسالة في آل زرارة لأبي غالب الزراري، ص 3، الفهرست ص 74 .
  15. تكملة رسالة أبي غالب الزراري للغضائري، ص 97.
  16. رجال الشيخ الطوسي، ص 231ز
  17. تكملة رسالة أبي غالب الزراري للغضائري، ص 97، الفهرت لابن النديم، ص 322.
  18. رجال الشيخ الطوسي، ص 139، برقم 1.
  19. المصدر نفسه، ص 242، برقم 237
  20. الكافي ج 7، ص 143، ح 4 .
  21. الكافي ج 1، ص 270، ح 1 .
  22. الفهرت لابن النديم، ص 322.
  23. الكافي، ج 2، ص 516، ح 2 .
  24. رجال النجاشي، ص 269، برقم 803، رجال الشيخ الطوسي، ص 258، برقم 569.
  25. رجال الكشي، ص 352، برقم 222، الكافي، ج 6، ص 258 ح 3
  26. خلاصة الأقوال، ص 306، الفصل 28، برقم 41 .
  27. رجال الشيخ الطوسي، ص 231
  28. تهذيب الأحكام، ج 5، ص 33، ح 100 .
  29. رسالة في آل زرارة لأبي غالب الزراري، ص 8 .
  30. رجال الشيخ الطوسي، ص 355 .
  31. رسالة في آل زرارة لأبي غالب الزراري، ص 11 .
  32. رجال النجاشي، ص 267 ـ 939 .
  33. رجال النجاشي، ص 198
  34. رسالة في آل زرارة لأبي غالب الزراري، ص 17 .
  35. كتاب الغيبة، ص 163 و 181
  36. رسالة في آل زرارة لأبي غالب الزراري، ص 33 .
  37. كتاب الغيبة (للطوسي)، ص 183 ح 11 ، و ص 184 ح 12 ، و ص 197 ح 32.
  38. الفهرست، ص 77 .
  39. رسالة في آل زرارة لأبي غالب الزراري ص 11 .

المصادر والمراجع

  • الطوسي، محمد بن الحسن، الفهرست، قم، نشر الفقاهة، 1417 هـ.

وصلات خارجية