مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «أولو العزم»
ط
←أنبياء أولوا العزم، وعالمية الرسالة
imported>Foad |
imported>Foad |
||
سطر ٣٥: | سطر ٣٥: | ||
يرى [[العلامة الطباطبائي]] وعددٌ من المفسرين أن أولوا العزم هم الأنبياء الخمسة: "نوح، إبراهيم، موسى، عيسى، ومحمد" عليهم السلام وكانوا من أصحاب الشرائع السماوية،<ref>الطباطبائي، الميزان، ج 2، ص 213؛ البحراني، البرهان في تفسير القرآن، ج 3، ص 776؛ المراغي، تفسير المراغي، ج 21، ص 132، وج 26، ص 29.</ref> ويعتقدون أن روايات [[أهل البيت]] عليهم السلام قد استفاضت في التأكيد على هذا الأمر.<ref>الطباطبائي، الميزان، ج 2، ص 145 ــ 146، وج 18، ص 220.</ref> وبالمقابل، يعتقد البعض الآخر أن هذه الروايات لا تصل إلى حد [[التواتر]]، وبما أنها كذلك فلا تدل على [[اليقين]]، ولا يوجد دليلٌ قطعي من آيات القرآن الكريم تدل على انحصار أصحاب الشريعة في خمسة أنبياء.<ref>الألوسي، روح المعاني، ج 18، ص 333؛ اليزدي، راه وراهنماشناسي، ج5، ص 329.</ref> | يرى [[العلامة الطباطبائي]] وعددٌ من المفسرين أن أولوا العزم هم الأنبياء الخمسة: "نوح، إبراهيم، موسى، عيسى، ومحمد" عليهم السلام وكانوا من أصحاب الشرائع السماوية،<ref>الطباطبائي، الميزان، ج 2، ص 213؛ البحراني، البرهان في تفسير القرآن، ج 3، ص 776؛ المراغي، تفسير المراغي، ج 21، ص 132، وج 26، ص 29.</ref> ويعتقدون أن روايات [[أهل البيت]] عليهم السلام قد استفاضت في التأكيد على هذا الأمر.<ref>الطباطبائي، الميزان، ج 2، ص 145 ــ 146، وج 18، ص 220.</ref> وبالمقابل، يعتقد البعض الآخر أن هذه الروايات لا تصل إلى حد [[التواتر]]، وبما أنها كذلك فلا تدل على [[اليقين]]، ولا يوجد دليلٌ قطعي من آيات القرآن الكريم تدل على انحصار أصحاب الشريعة في خمسة أنبياء.<ref>الألوسي، روح المعاني، ج 18، ص 333؛ اليزدي، راه وراهنماشناسي، ج5، ص 329.</ref> | ||
== أنبياء أولوا العزم، وعالمية الرسالة == | ==أنبياء أولوا العزم، وعالمية الرسالة== | ||
اتضح لنا أن المقصود من أنبياء أولوا العزم هم الرسل الذين كانوا يحملون الشرائع السماوية، فالسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل كانت تلك الرسائل السماوية عالمية، أو أن كل رسول بُعّث لقومه وكانت شريعته خاصة بهم فقط؟ بالتأكيد أنه لا يوجد أي اختلاف حول عالمية رسالة رسول الله [[محمد]] صلى الله عليه وآله، ولكن الاختلاف وقع حول الأنبياء الآخرين من أولوا العزم، فظهرت لدينا ثلاث نظريات حول هذا الأمر: | اتضح لنا أن المقصود من أنبياء أولوا العزم هم الرسل الذين كانوا يحملون الشرائع السماوية، فالسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل كانت تلك الرسائل السماوية عالمية، أو أن كل رسول بُعّث لقومه وكانت شريعته خاصة بهم فقط؟ بالتأكيد أنه لا يوجد أي اختلاف حول عالمية رسالة رسول الله [[محمد]] صلى الله عليه وآله، ولكن الاختلاف وقع حول الأنبياء الآخرين من أولوا العزم، فظهرت لدينا ثلاث نظريات حول هذا الأمر: | ||
=== عالمية الرسالة للجميع === | ===عالمية الرسالة للجميع=== | ||
يعتقد البعض مثل [[السيد الطباطبائي]] أن رسالات أنبياء أولوا العزم كانت عالمية. ولقد بيّن من أجل إثبات ادعائه العديد من الشواهد القرآنية<ref>الطباطبائي، الميزان، | يعتقد البعض مثل [[السيد الطباطبائي]] أن رسالات أنبياء أولوا العزم كانت عالمية. ولقد بيّن من أجل إثبات ادعائه العديد من الشواهد القرآنية<ref>الطباطبائي، الميزان، ج 2، ص 141 ــ 142.</ref> والتي وضحّت أن لأنبياء أولوا العزم وأصحاب الكتب والرسائل السماوية نوعين من الدعوة: دعوة تشمل عبادة الله الواحد ونفي الشرك عنه، والأخرى تشمل الأحكام والشرائع الخاصة. فالدعوة الأولى عالمية، على عكس الدعوة الثانية والتي كانت خاصة بقوم دون غيرهم والذين كُلفوا بالعمل بأحكامها. | ||
=== عالمية الرسالة للبعض === | ===عالمية الرسالة للبعض=== | ||
إن رسائل أنبياء أولوا العزم لم تكن عالمية. ومثال ذلك: لقد أُرسل نبيّ الله موسى ونبيّ الله عيسى عليهما السلام إلى بني إسرائيل، وكانت دعوتهما مختصة بهؤلاء القوم فقط. والظاهر من بعض آيات القرآن الكريم تؤيد هذا الادعاء، مثل: | إن رسائل أنبياء أولوا العزم لم تكن عالمية. ومثال ذلك: لقد أُرسل نبيّ الله موسى ونبيّ الله عيسى عليهما السلام إلى بني إسرائيل، وكانت دعوتهما مختصة بهؤلاء القوم فقط. والظاهر من بعض آيات القرآن الكريم تؤيد هذا الادعاء، مثل: {{قرآن|ورسولاً إلى بني إسرائيل}}،<ref>آل عمران: 49.</ref> وظاهر آيات أخرى مثل: الصف: 6، الإسراء: 101، طه: 47، الشعراء: 17، وغافر: 53، وبناءً على هذا لا يوجد أي تلازم في أن يكون النبي من أنبياء أولوا العزم وأن تكون رسالته عالمية. | ||
=== التفاصيل === | ===التفاصيل=== | ||
النظرية الثالثة تقول: إذا كان المعنى الشامل للعالمية هنا، أنه يجب على النبي أن يوصل رسالته وشريعته إلى كل العالم، وألا يحصرها في قومه فقط، فرسائل الكثير من الأنبياء ومنهم موسى وعيسى عليهما السلام لم تكن عالمية، وأما إذا أخذنا المعنى الشامل للعالمية هنا، هو لزوم ابلاغ الرسالة ومواجهة الأقوام الأخرى بها لكي يتعرفوا ويدخلوا في الدين الجديد، فإن رسائل كل الأنبياء كانت عالمية. ونستنتج على هذا الأساس معنيين للعالمية: الأول: أن رسالة الكثير من الأنبياء لم تكن عالمية. والثاني: أن رسالة كل الأنبياء عالمية<ref>اليزدي، راه وراهنماشناسي، | النظرية الثالثة تقول: إذا كان المعنى الشامل للعالمية هنا، أنه يجب على النبي أن يوصل رسالته وشريعته إلى كل العالم، وألا يحصرها في قومه فقط، فرسائل الكثير من الأنبياء ومنهم موسى وعيسى عليهما السلام لم تكن عالمية، وأما إذا أخذنا المعنى الشامل للعالمية هنا، هو لزوم ابلاغ الرسالة ومواجهة الأقوام الأخرى بها لكي يتعرفوا ويدخلوا في الدين الجديد، فإن رسائل كل الأنبياء كانت عالمية. ونستنتج على هذا الأساس معنيين للعالمية: الأول: أن رسالة الكثير من الأنبياء لم تكن عالمية. والثاني: أن رسالة كل الأنبياء عالمية.<ref>اليزدي، راه وراهنماشناسي، ج 5، ص 46.</ref> | ||
يُقال أن موضوع أنبياء أولوا العزم وصِلّتِهم بولاية أهل البيت عليهم السلام قد خضع للبحث في عدد من الروايات . بيّن الأئمة عليهم السلام من خلالها فضائل ومعجزات أنبياء أولوا العزم ولقّبّوهم بورثة العلم فيها<ref>المجلسي، بحار الأنوار، | يُقال أن موضوع أنبياء أولوا العزم وصِلّتِهم بولاية أهل البيت عليهم السلام قد خضع للبحث في عدد من الروايات . بيّن الأئمة عليهم السلام من خلالها فضائل ومعجزات أنبياء أولوا العزم ولقّبّوهم بورثة العلم فيها.<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 2، ص 205.</ref> | ||
== الهوامش == | == الهوامش == |