اليقين
الأخلاق | |
---|---|
الآيات الأخلاقية | |
آيات الإفك • آية الأخوة • آية الاسترجاع • آية الإطعام • آية النبأ • آية النجوى• آية الأذن | |
الأحاديث الأخلاقية | |
حديث التقرب بالنوافل • حديث مكارم الأخلاق • حديث المعراج • حديث جنود العقل وجنود الجهل | |
الفضائل الأخلاقية | |
التواضع • القناعة • السخاء • كظم الغيظ • الإخلاص • الحلم • الزهد • الشكر | |
الرذائل الأخلاقية | |
التكبر • الحرص • الحسد • الكذب • الغيبة • التبذير • الافتراء • البخل • عقوق الوالدين • حديث النفس • العجب • السمعة • قطيعة الرحم | |
المصطلحات الأخلاقية | |
جهاد النفس • الجهاد الأكبر • النفس اللوامة • النفس الأمارة • النفس المطمئنة • الذنب • المحاسبة • المراقبة • المشارطة | |
علماء الأخلاق | |
محمد مهدي النراقي • أحمد النراقي • السيد علي القاضي • السيد رضا بهاء الديني • السيد عبد الحسين دستغيب • الشيخ محمد تقي بهجت | |
المصادر الأخلاقية | |
القرآن الكريم • نهج البلاغة • مصباح الشريعة • مكارم الأخلاق • المحجة البيضاء • مجموعه ورام • جامع السعادات • معراج السعادة • المراقبات |
اليقين هو اعتقاد جازم مطابق للواقع غير زائل بشبهة وإن قويت، حيث وردت لفظة اليقين في القرآن الكريم ثلاث وعشرين مرة بصِيغ مختلفة، كما وقد حثّ النبيّ الأكرم وكذلك الأئمة على التحلي بهذه الصفة عن طريق الروايات الواردة من قبلهم، وقد بيّن المولى تعالى في كتابه العزيز بأن لليقين ثلاث مراتب هي بالترتيب: علم اليقين، وعين اليقين، وحق اليقين. وتبيّن أنّ له تأثيرا في صفات أخلاقية أخرى من حيث التحلي بها كالصبر والزهد والإخلاص.
معنى اليقين
المعنى اللغوي
اليقين: أصله اللغوي اليَقَن، واليقين: وهو زوال الشك[١]، واليقين صفة للعلم فوق المعرفة والدراية، يقال علمٌ يقين، ولا يقال معرفةٌ يقينة، وهو سكون الفهم مع ثبات الحكم. [٢]
وقيل: هو العلم الذي لا شك معه.[٣]
المعنى الاصطلاحي
اليقين: هو أن يرى الأشياء كلها من قبل الله ، ولا يلتفت إلى الوسائط بل يرى الوسائط كلها مسخرة لأمره وحكمه.[٤]
وعُرّف أيضاً: بأنه اعتقاد جازم مطابق للواقع غير زائل بشبهة وإن قويت.[٥]
وقيل أيضاً: اعتقاد الشيء بأنّه كذا مع اعتقاد أنّه لا يمكن إلا كذا مطابقا للواقع غير ممكن الزوال، والقيد الأول: _أي بأنه كذا_ جنس يشتمل على الظن، والثاني: _مع اعتقاد أنه لا يمكن إلا كذا_ يخرج الظن، والثالث: _مطابقا للواقع_ يخرج الجهل، والرابع: _غير ممكن الزوال_ يخرج اعتقاد المقلِّد المصيب.
وعند أهل الحقيقة: رؤية العيان بقوة الإيمان لا بالحجة والبرهان، وقيل: مشاهدة الغيوب بصفاء القلوب وملاحظة الأسرار بمحافظة الأفكار. وقيل: هو طمأنينة القلب على حقيقة الشيء، يقال: يَقَن الماء في الحوض إذا استقر. وقيل اليقين: العلم الحاصل بعد الشّكِّ.[٦]
اليقين في القرآن
وردت كلمة اليقين ثمان مرات، وأربع مرات تحت اسم الفاعل موقن،[٧] وأحد عشرة مرة تحت الفعل يوقن[٨]
- ﴿....وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ﴾[٩]
- ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾[١٠]
- ﴿فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ﴾[١١]
وقد أورد الله تعالى في كتابه العزيز مراتب اليقين:
- ﴿كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ﴾[١٢]
- ﴿ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ﴾[١٣]
- ﴿ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ﴾[١٤]
اليقين في الروايات
مما جاء في الروايات الواردة عن النبي الأكرم (ص) وأئمة أهل البيت (ع)، أن اليقين هو من الخير الذي يعطى للعبد في هذه الدنيا.
فقد جاء عن النبي (ص): «ألَا إنّ النّاسَ لَم يُؤتَوا في الدُّنيا شَيئاً خَيراً مِن اليَقين والعافِيَة فاسألُوهُما اللهَ».[١٥]
وعنه: «كفى باليَقينِ غِنىً».[١٦]
ومما ورد عن أمير المؤمنين (ع) في وصيته لابنه الحسن(ع): «أحيِ قَلبَكَ بالمَوعِظَةِ، وأمِتْهُ بالزَّهادّة، وقَوِّهِ باليَقينِ».[١٧]
وعنه أيضا : «مِلاكُ الإيمانِ حُسنُ الإيقانِ».[١٨]
مراتب اليقين
تبين من الآيات القرآنية أنّ لليقين ثلاث مراتب عرفها وبيّنها علماء الأخلاق كالآتي:
- علم اليقين: وهو اعتقاد ثابت جازم مطابق للواقع، وهو يحصل من الاستدلال باللوازم والملزومات، ومثاله اليقين بوجود النار من مشاهدة الدخان.
- عين اليقين: وهو مشاهدة المطلوب ورؤيته بعين البصيرة والباطن، وهو أقوى في الوضوح من المشاهدة بالبصر، وهذه المرتبة هي التي أشار إليها أمير المؤمنين(ع) بقوله: «لم أعبد رباً لم أره»، وهذه المرتبة تحصل من الرياضة والتصفية والتجرد التام للنفس، ومثاله اليقين بوجود النار عند رؤيتها عياناً.
- حق اليقين: وهو أن تحصل وحدة معنوية وربط حقيقي بين العاقل والمعقول_أي بين الذي يدرك الشيء والشيء المُدرَك_ بحيث يرى العاقل ذاته رشحة من المعقول ومرتبطاً به غير منفك عنه، ويشاهد دائما ببصيرته الباطنية فَيَضان الأنوار والآثار منه إليه، ومثاله اليقين بوجود النار بالدخول فيها من غير احتراق.[١٩]
ثمرات اليقين
جاءت الروايات مُبيِّنةً أنّ اليقين يُورِث العديد من الصفات الأخلاقية الحميدة وأنه إما ناتج من التحلي بها أو مسبب لحدوثها، ومنها:
- الصبر: عن الإمام علي(ع): «الصبر ثمرة اليقين».[٢٠]
- الزهد: ومما روي عنه أيضا: «اليَقينُ يُثمِرُ الزُّهدَ».[٢١]
- الإخلاص: وعنه : «يُستَدَلُّ على اليقين بِقِصَرِ الأمَلِ وإخلاصِ العَمَلِ».[٢٢]
- التوكل: وعنه أيضا: «في التَّوكُّلِ حَقيقَةُ الإيقانِ».[٢٣]
- الرضا: عن الإمام الصادق(ع): «الرِّضا بِمَكروهِ القَضاءِ مِن أعلى دَرَجاتِ اليَقينِ».[٢٤]
مفاسد اليقين
- الشك: عن الإمام علي(ع): «يُفْسِدُ اليَقين الشَّكُّ وغَلَبَة الهَوَى».[٢٥]
- الحرص: وعنه أيضا: «مَن كَثُرَ حِرصُهُ قَلَّ يَقينُهُ».[٢٦]
- الطمع: عن أمير المؤمنين(ع): «سَبَبُ فَسادِ اليقين الطَّمَعُ».[٢٧]
- الجدال في الدِّين: وعنه أيضاً: «الجَدَلُ في الديِّن يُفسِدُ اليَقين».[٢٨]
- حب المال: وعنه: «حبُّ المال يُوهِنُ الدِّين ويُفسِدُ اليَقين».[٢٩]
الهوامش
- ↑ ابن فارس، مقاييس اللغة، ج 6، ص 157
- ↑ الراغب الأصفهاني، مفردات ألفاظ القرآن، ص 892.
- ↑ الجرجاني، التعريفات، ص 217.
- ↑ شبر، الأخلاق، ص 307.
- ↑ النراقي، جامع السعادات، ج 1، ص 125.
- ↑ الجرجاني، التعريفات، صص 217 - 218.
- ↑ الأنعام: 75.؛ الشعراء: 24.؛ الدخان: 7.؛ الذاريات: 20.
- ↑ البقرة: 4 و 118.؛ المائدة: 50.؛ النمل: 3 و 82.؛ الروم: 6.؛ لقمان: 4.؛ السجدة: 24.؛ الجاثية: 4 و 20.؛ الطور: 36.
- ↑ النساء: 157.
- ↑ الحجر: 99.
- ↑ النمل: 22.
- ↑ التكاثر: 5.
- ↑ التكاثر: 7.
- ↑ الواقعة: 95.
- ↑ الريشهري، ميزان الحكمة، ج 11، ص 4936، ح 22898.
- ↑ الريشهري، ميزان الحكمة، ج 11، ص 4937، ح 22905.
- ↑ الريشهري، ميزان الحكمة، ج 11، ص 4937،ح 22909.
- ↑ الريشهري، ميزان الحكمة، ج 11، ص 4938، ح 22920.
- ↑ النراقي، جامع السعادات، ج 1، ص 130.
- ↑ الريشهري، ميزان الحكمة، ج 11، ح 22991.
- ↑ الريشهري، ميزان الحكمة، ج 11، ص 4949، ح 23002.
- ↑ الريشهري، ميزان الحكمة، ج 11، ص 4948، ح 22998.
- ↑ الريشهري، ميزان الحكمة، ج 11، ص 4948، ح 23012.
- ↑ الريشهري، ميزان الحكمة، ج 11، ص 4950، ح 23016.
- ↑ الريشهري، ميزان الحكمة، ج 11، ص 4946، ح 22973.
- ↑ الريشهري، ميزان الحكمة، ج 11، ص 4946، ح 22974.
- ↑ الريشهري، ميزان الحكمة، ج 11، ص 4946، ح 22978.
- ↑ الريشهري، ميزان الحكمة، ج 11، ص 4946، ح 22979.
- ↑ الريشهري، ميزان الحكمة، ج 11، ص 4946، ح 22980.
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- ابن فارس، أحمد بن فارس، معجم مقاييس اللغة، بيروت - بيروت، دار الفكر، 1399 هـ - 1979 م.
- الجرجاني، علي بن محمد، التعريفات، تحقيق: محمد صدّيق المنشاوي، القاهرة - مصر، دار الفضيلة، د.ت.
- الراغب الأصفهاني، الحسين بن محمد، مفردات ألفاظ القرآن، قم - إيران، ذوي القربى، ط 6، 1431 هـ.
- الريشهري، محمد، ميزان الحكمة, قم - إيران، دار الحديث، ط 1، 1422 هـ
- النراقي، محمد مهدي بن أبي ذر، جامع السعادات, قم - إيران، اسماعيليان، ط7، 1428 هـ.
- شبر، عبد الله بن محمد رضا، الأخلاق، قم - إيران، ذوي القربى، ط 1، 1427 هـ.