انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «حرب الجمل»

أُضيف ٢٨١ بايت ،  ١٧ أكتوبر ٢٠١٨
ط
imported>Bassam
imported>Bassam
سطر ١٣٨: سطر ١٣٨:


فوثب [[الإمام الحسن المجتبى عليه السلام|الحسن]] (ع) فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
فوثب [[الإمام الحسن المجتبى عليه السلام|الحسن]] (ع) فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
:«أيها الناس! إنه قد بلغنا مقالة عبد الله بن الزبير، فأما زعمه أن عليا قتل عثمان فقد علم المهاجرون والأنصار بأن أباه [[الزبير بن العوام]] لم يزل يجتني عليه الذنوب، ويرميه بفضيحات العيوب، و[[طلحة بن عبيد الله]] راكز رايته على باب بيت ماله وهو حيّ، وأما شتيمته لعلي  فهذا ما لا يضيق به الحلقوم لمن أراده، ولو أردنا أن نقول لفعلنا، وأما قوله إن علياً أبتر الناس أمورهم، فإن أعظم حجة أبيه الزبير أنه زعم أنه بايعه بيده‏ دون قلبه، فهذا إقرار بالبيعة، وأما تورّد أهل [[الكوفة]] على أهل [[البصرة]] فما يعجب من أهل حق وردوا على أهل باطل، ولعمري ما نقاتل أنصار عثمان، ولعلي (ع) أن يقاتل أتباع الجمل- والسلام».<ref>ابن قتيبة‌، ج‌ 1، ص‌ 70 - 71 ؛ ابن أعثم‌ الكوفي‌، ج‌ 2 ، ص‌ 465 - 467 .</ref>
:«أيها الناس! إنه قد بلغنا مقالة عبد الله بن الزبير، فأما زعمه أن عليا قتل عثمان فقد علم المهاجرون والأنصار بأن أباه [[الزبير بن العوام]] لم يزل يجتني عليه الذنوب، ويرميه بفضيحات العيوب، و[[طلحة بن عبيد الله]] راكز رايته على باب بيت ماله وهو حيّ، وأما شتيمته لعلي  فهذا ما لا يضيق به الحلقوم لمن أراده، ولو أردنا أن نقول لفعلنا، وأما قوله إن علياً أبتر الناس أمورهم، فإن أعظم حجة أبيه الزبير أنه زعم أنه بايعه بيده‏ دون قلبه، فهذا إقرار بالبيعة، وأما تورّد أهل [[الكوفة]] على أهل [[البصرة]] فما يعجب من أهل حق وردوا على أهل باطل، ولعمري ما نقاتل أنصار عثمان، ولعلي (ع) أن يقاتل أتباع الجمل- والسلام».<ref>ابن قتيبة‌، الإمامة والسياسة، ج‌ 1، ص‌ 70 - 71 ؛ ابن أعثم‌ الكوفي‌، كتاب‌ الفتوح‌، ج‌ 2 ، ص‌ 465 - 467 .</ref>




ثم أرسل أمير المؤمنين (ع) [[صعصعة بن‌ صوحان|صَعْصَعة بن‌ صوحان]] ومن بعده [[عبد الله عباس]]، فقدم صعصعة بن صوحان إلى طلحة والزبير وعائشة يعظم عليهم حرمة الإسلام ويخوفهم فيما صنعوه ويذكر لهم قبيح ما ارتكبوه مِن قتل مَن قتلوا من المسلمين..... قال صعصعة:
ثم أرسل أمير المؤمنين (ع) [[صعصعة بن‌ صوحان|صَعْصَعة بن‌ صوحان]] ومن بعده [[عبد الله عباس]]، فقدم صعصعة بن صوحان إلى طلحة والزبير وعائشة يعظم عليهم حرمة الإسلام ويخوفهم فيما صنعوه ويذكر لهم قبيح ما ارتكبوه مِن قتل مَن قتلوا من المسلمين..... قال صعصعة:
:«فقدمت عليهم فبدأت بطلحة فأعطيته الكتاب: وأديت إليه الرسالة. فقال: الآن حين عضت ابن أبي طالب (ع) الحرب يرفق لنا. ثم جئت إلى الزبير فوجدته ألين من طلحة. ثم جئت إلى عائشة فوجدتها أسرع الناس إلى الشرّ، فقالت: نعم، قد خرجت للطلب بدم عثمان والله لأفعلن وأفعلن‏».<ref>المفيد، ج 1 ، ص‌ 313 ـ 317 ؛ ابن أعثم‌ الكوفي‌، ج‌ 2 ، ص‌467 .</ref>
:«فقدمت عليهم فبدأت بطلحة فأعطيته الكتاب: وأديت إليه الرسالة. فقال: الآن حين عضت ابن أبي طالب (ع) الحرب يرفق لنا. ثم جئت إلى الزبير فوجدته ألين من طلحة. ثم جئت إلى عائشة فوجدتها أسرع الناس إلى الشرّ، فقالت: نعم، قد خرجت للطلب بدم عثمان والله لأفعلن وأفعلن‏».<ref>المفيد، الجمل، ج 1 ، ص‌ 313 ـ 317 ؛ ابن أعثم‌ الكوفي‌، كتاب‌ الفتوح‌، ج‌ 2 ، ص‌467 .</ref>




ولما عاد رسل أمير المؤمنين (ع) من طلحة والزبير وعائشة بإصرارهم على خلافه وإقامتهم على [[الناكثين|نكث]] بيعته والمباينة له والعمل على حربه واستحلال دماء شيعته، وأنّهم لا يتعظون بوعظ، ولا ينتهون عن الفساد بوعيد صفّ الكتائب ورتب العساكر. وهكذا فعل أصحاب الجمل حيث عبّؤا قواهم أيضا.<ref>البلاذري، ج‌ 2 ، ص‌ 169 ؛ ابن قتيبة‌، ج‌ 1، ص‌ 76 ؛ المفيد، ص ‌319 ـ  325 .</ref> وقد امتطت عائشة جملها وتقدمت الصفوف.<ref>البلاذري، ج‌ 2، ص‌ 170 ؛ الدينوري‌، ج 1 ، ص‌ 149 ؛ الطبري‌، ج‌ 4، ص‌ 507 .</ref>
ولما عاد رسل أمير المؤمنين (ع) من طلحة والزبير وعائشة بإصرارهم على خلافه وإقامتهم على [[الناكثين|نكث]] بيعته والمباينة له والعمل على حربه واستحلال دماء شيعته، وأنّهم لا يتعظون بوعظ، ولا ينتهون عن الفساد بوعيد صفّ الكتائب ورتب العساكر. وهكذا فعل أصحاب الجمل حيث عبّؤا قواهم أيضا.<ref>البلاذري، أنساب‌ الأشراف‌، ج‌ ص‌ 169 ؛ ابن قتيبة‌، الإمامة والسياسة، ج‌ 1، ص‌ 76 ؛ المفيد، الجمل، ص ‌319 ـ  325 .</ref> وقد امتطت عائشة جملها وتقدمت الصفوف.<ref>البلاذري، أنساب‌ الأشراف‌، ج‌ 2، ص‌ 170 ؛ الدينوري‌، الأخبار الطوال‌، ج ص‌ 149 ؛ الطبري‌، تاريخ‌ الطبري، ج‌ 4، ص‌ 507 .</ref>


===بيان مقررات الحرب وأخلاقياتها===
===بيان مقررات الحرب وأخلاقياتها===
مستخدم مجهول