الكفر

الكُفر هو بمعنى عدم الإيمان بما من شأنه الإيمان به.فيدخل في هذا التحديد، كل ما من شأنه الإيمان به كالمبدأ ووحدانيته والمعاد و البعث وعدم الاعتقاد بنبوة رسول الله، وعدم الإعتقاد بكل ما يؤدي إلى نفي رسالة النبي، مثل عدم الإعتقاد بالقرآن الكريم، ووجوب الصلاة. وقد تم ذكر عدّة أقسام للكفر في القرآن والروايات الإسلامية والكتب الكلامية، مثل كفر الإنكار، وكفر العناد. ورد في بعض الكتب الكلامية أن كفر الشيطان من قبيل الكفر النفساني. من الناحية الفقهية فإن الكفر يكون أحياناً في مقابل الإسلام، والذي يُعبر عن التمايز الديني، ويتعلق بمجال التكاليف العملية كفقدان الطهارة والإرث، وأحياناً يكون في مقابل الإيمان وهو ما يسمى بالكفر الكلامي. في الفكر الشيعي من لم يقبل بإمامة الأئمة ليس بمؤمن.

المفهوم

الكفر: لغة هو الستر و التغطية، و سمّي الزارع كافراً لأنّه يستر الحبة بالتراب، قال سبحانه: «كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفّٰارَ نَبٰاتُهُ‌» وفي كتاب معجم ألفاظ الفقه الجعفري ورد أنَّ الكافر هو من ينكر أو يشك في وجود الله تعالى أو وحدانيته أو نبوة النبي محمد، أو المعاد، أو ضرورة من ضروريات الدين كوجوب الصلاة وحرمة الخمر. إذا تبيّن مفهوم الإيمان و حدّه فيعلم منه مفهوم الكفر و حدّه بالضرورة، حيث إنّ بينهما علاقة التقابل. يرى السيد المرتضى أنَّ الكفر هو مثل الإيمان القلبي، وهو الجهل أو الشك أو الاعتقاد بأشياء مثل (البدع) والتي تمنع من معرفة الله والتوحيد والعدل ورسالة النبي، وتؤدي إلى استحقاق العقاب الدائم والعظيم..قال الإيجي: الكفر و هو خلاف الإيمان فهو عندنا عدم تصديق الرسول في بعض ما علم مجيئه به ضرورة. وفي الإصطلاح، فهو عدم الإيمان بما من شأنه الإيمان به، فيدخل ما من شأنه الإيمان به تفصيلاً كتوحيده سبحانه و رسالة نبيه و يوم قيامته أو من شأنه الإيمان به إجمالاً، كالإيمان بالضروريات أي ما لا يجتمع الإنكار بها مع التسليم للرسالة، و يعد الفصل بينهما أمراً محالاً في مقام التصديق، فلو كفر بوجوب الصلاة و الزكاة فقد كفر بما من شأنه الإيمان به، فالإيمان بالرسالة إيمان بهما و يعدّ إنكارهما إنكاراً لها، بل الإيمان بكل ما جاء به ضروريّاً كان أو غير ضروريّ‌. لكن على وجه الإجمال لأنّه لازم الإيمان برسالته.

المكانة والأهمية

كان البحث تحت عنوان إنكار ضرورة من ضروريات الدين (قبول الإسلام وعدم قبول حكم الدين) في تشخيص الكفر وإجراء حكم الكافر والارتداد منذ زمن المحقق الحلي فقيه وأصولي في القرن السابع الهجري. وجاء بعده يحيي بن سعيد الحلي صاحب كتاب الجامع للشرائع؛ لأنَّ قبله لم يكن الحكم يدور مدار الضرورة الدينية، بل تم طرحه تحت عدّة عناوين مثل الاستحلال (اعتبار الحلال حرام والحرام حلال)، والارتداد. منذ زمن المقدس الأردبيلي أحد معاصري الشيخ البهائي، ومن بعده الفاضل الهندي من علماء الشيعة في القرن الحادي عشر الهجري، يُطلق عنوان الكفر على من أنكر ضرورة دينية مع إنكار صدق النبي.

الكفر في القرآن الكريم

وردت كلمة الكفر ومشتقاتها في القرآن الكريم 525 مرة، ففي السور المكية 232 مرة، وفي السور المدنية 293 مرة. وروي عن الإمام الصادق أنَّ الكفر في القرآن على خمسة أوجه:

أوجه الكفر

1ـ كفر الجحود مع العلم	﴿ وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ﴾
2ـ كفر الجحود بدون علم	﴿ وَقَالُوا مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ﴾
3ـ كفر البراءة	﴿ وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ﴾
4ـ الكفر بترك ما أمر الله	﴿فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّه غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾
5ـ كفر النعم بمعنى (ترك الشكر)	﴿... قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ﴾

ملاك ومعيار تحقق الكفر

وقد اعتبر العلماء العناوين التالية هي الملاك والمعيار في تحقق الكفر:

إنكار ضرورة دينية

وقد ذكر الشيخ الطوسي في كتاب النهاية إنَّ الكفر يتحقق في إنكار بعض الأحكام الخاصة، كتحليل لحم الخنزير، أو شرب الدم، ولم يذكر ضوابط لهذا العنوان. ولقد طرح ابن سعيد الحلي فقيه وأصولي في القرن السابع الهجري في كتاب الجامع للشرائع، والمحقق الحلي أستاذ العلامة الحلي في كتاب شرائع الإسلام، والعلامة الحلي فقيه ومتكلم شيعي في القرن الثامن الهجري في كتاب تحرير الأحكام، والشهيد الأول في كتاب الدروس الشرعية، فقط عنوان الضرورة الدينية ولم يبينوا مصاديقها. ولقد ذكر المقدس الأردبيلي، أحد معاصري الشيخ البهائي، والشيخ يوسف البحراني، إن الكفر يتحقق بإنكار الضرورات التي تؤدي إلى إنكار الإسلام وتكذيب نبوة النبي. واعتبر الشهيد الثاني أنَّ الضابطة في الكفر هو إنكار شيء يُعد جزء من الدين، مثل استحلال الزنا، وزيادة عدد الصلوات اليومية أو نقصانها. ويرى الشيخ الأنصاري أنَّ إنكار ضرورة من ضروريات الدين من قبل الذي ليس له معرفة بأحكام الدين ودخل الإسلام حديثاً لا يؤدي إلى الكفر، ولكن من كان له معرفة بأحكام الدين وأنكرها يؤدي إلى الكفر.

تكذيب النبي(ص)

ولا يرى المقدس الأردبيلي أن إنكار الضرورية سبب مستقل للكفر، ويرى أن من أيقن أن النبي قال شيئًا ثم أنكره فقد كذب النبي. وذهب الفاضل الهندي أن الملاك في تحقق الكفر هو إنكار شيء في الدين، والاعتقاد بشيء غير موجود في الدين؛ وهو يعلم أن هذا الإنكار والاعتقاد هو في الواقع تكذيب للنبي. ومن الفقهاء المشهورين المعاصرين الذين يؤمنون بهذه النظرية أيضاً، السيد الخوئي، والإمام الخميني، وفاضل اللنكراني،

الخروج عن الدين

يرى بحر العلوم أنَّ الخروج عن الدين أحد معايير الكفر في الكتاب والسنة، فما حكم عليه من ضروريات الدين، والذي يؤدي إنكاره خروج عن الدين يوجب الكفر. سواء كان ذلك إنكاراً للأصول العقائدية أو الأحكام الفرعية، سواء كان ذلك ضرورة دينية أم لا. ويستدل بوجهة نظره هذه على حديث ورد عن الإمام الصادق، وعليه اعتبر الخروج عن الدين هو عين الكفر.

ملاك ومعيار الكفر عند المتكلمين

وقد حدد المتكلمون ثلاثة أشياء في الملاك والمعيار للكفر:

1. إنكار ما هو ضروري في الإيمان، مثل إنكار التوحيد، والنبوة، والمعاد.
2. إنكار ما يؤدي إلى إنكار رسالة النبي، مثل إنكار الإمامة والولاية، وإنكار وجوب الصلاة.
3. إنكار ما علم وتيقن أنّه من ضروريات الإسلام، لأن إنكاره يؤدي إلى إنكار رسالة النبي.

فرق إسلامية محكوم عليها بالكفر

باعتبار أن إنكار الأحكام الضرورية في الدين يؤدي إلى الكفر، ويرى الشيخ الطوسي ومن جهة بحث الطهارة فالمشبهة والمجبرة والمجسمة كفار. وقد أفتى العلامة الحلي، والشهيد الأول، والمحقق الكركي، بنجاسة النواصب، والغلاة، والخوارج، والمجسمة.

وفي مسألة الغسل والصلاة على الميت يرى الشيخ المفيد، والشيخ الطوسي، والقاضي ابن البراج، أنَّه لا يجوز غسل أحد من مخالفي الشيعة (إلا في حالة التقية) ولا الصلاة عليه. وقد استدل ابن إدريس الحلي على عدم جواز الصلاة على أموات مخالفي التشيع بالآية 84 من سورة التوبة، ويرى أنَّه لا خلاف بين الفقهاء في هذا الحكم.

تكفير أهل القبلة

المقالة الرئيسة: تكفير أهل القبلة

جاء تعبير أهل القبلة في صدر الإسلام في كلام الإمام علي، يرى الشيخ محمد عبده شارح نهج البلاغة أن أهل القبلة: هو من يعتقد باللّه تعالى، وصدق ما جاء به محمد، ويصلى معنا إلى قبلة واحدة.

والتكفير هو بمعنى نسبت الكفر إلى أحد من أهل القبلة. وأصل مسألة التكفير كلامية اعتقادية وليست فقهية، ولكن بسبب وجود آثارها وتبعاتها في الفقه، فقد كانت هذه المسألة دائماً محط اهتمام الفقهاء، وفتاويهم في هذا المجال ذات أهمية.

وأول مرة في الإسلام يُتهم فيها بالكفر هم قبيلة بني المصطلق من قبل الوليد بن عقبة، حيث ورد في بعض الروايات، التي فسرت الآية 6 من سورة الحجرات تعبير الكفر. كما كفر خالد بن الوليد قبيلة بني جذيمة، كذلك كفر عمر بن الخطاب أيضاً بن أبي بلتعة وطلب من رسول الله أن يقتله. عندما أراد حكام بني أمية قتل حجر بن عدي حكموا عليه بالكفر مثل الإمام علي.

أقسام الكفر

تارة يكون الكفر مقابل الإسلام، وأحيانا يكون مقابل الإيمان، وأحيانا يكون مقابل طاعة أوامر الله تعالى.

الكفر الفقهي

الكفر الفقهي هو الكفر الذي يقع في مقابل الإسلام، والذي يُعبر عن التمايز الديني، حد نصاب الإسلام للخروج من حد الكفر هو التلفظ بالشهادتين على اللسان، ومن لم يقل هذه الشهادتين فهو كافر، ويوجد أحكام فقهية خاصة في التعامل الاجتماعي والتجاري للمسلم مع الكافر، فمثلا من حيث الإرث فالا يمكن للكافر أن يرث المسلم، ولا يجوز للكافر أن يتزوج بمسلمة. يرى معظم فقهاء الشيعة أن حد نصاب الإسلام هو إعلان الشهادتين والاعتقاد بالمعاد، ويُطلق على منكري هذه الأصول الثلاثة أسم الكفار الفقهيين.

الكافر

يرى صاحب كتاب العروة الوثقى أن الكافر هو الذي ينكر الألوهية، أو التوحيد، أو الرسالة، أو ضرورة دينية (مع اليقين بضرورتها)، بشكل يؤدي إلى رفض الرسالة. إلا أن السيد الخوئي في كتاب التنقيح ذكر أنَّ قيد الجحود (عدم التسليم وعدم القبول) يرتبط بشخص كان مسلماً ويريد أن يخرج عن كونه مسلماً.

اعتبر صاحب الجواهر، وصاحب الحدائق، والمحقق الهمداني، والإمام الخميني، أن غير المسلم كافر وملاك الكافر هو الشك في وجود الله تعالى والرسالة. يرى الإمام الخميني في كتاب الطهارة أنه إذا أراد القاضي والحاكم أن يقيم حداً على ذلك الشخص ويحكم عليه بالكفر، فإن الجحود ضروري من أجل الحكم.

الكفر الكلامي

الكفر الكلامي وهو الكفر الذي يقع في مقابل الإيمان، وهو رفض قبول الحق وإنكاره. في الفكر الشيعي فإن أهل السنة ليسوا مؤمنين وفيهم الكفر الذي يقع في مقابل الإيمان، ويعتبرون إنكاره خروجاً عن الإيمان وكفراً كلامياً.

يعتقد الفقهاء أن عقيدة الإمامة والولاية من أصول المذهب الشيعي، وليس من أصول الدين،

بعض العلماء، مثل المحدث البحراني صاحب كتاب الحدائق الناضرة، يعتبرون الإمامة من أصول الدين لثلاثة أسباب (الروايات المستفيضة، ومنكر الإمامة ناصبي، والإمامة من ضروريات الدين). ومن عارضها عن علم وعناد فقد كفر، أما الجاهل القاصر فخارج عن دائرة الكفر.

رأي الشيعة في الإسلام السني

يذهب علماء الشيعة أن النواصب من أهل السنة هم الخارجون عن دائرة الإسلام، ويطبقون أحكام الإسلام على من أعلن الشهادتين، وليس لديهم أي عداوة مع أهل البيت. ويوجد اختلاف بين العلماء في تحديد من هو الناصبي، فمثلاُ الشيخ يوسف البحراني وبسبب منهجه الإخباري وسع مفهوم الناصبي، فيرى أنَّه وبحسب الأحاديث فإنَّ كل عدو لأهل البيت فهو ناصبي، ومن يقدم أحد على أهل البيت في الإمامة فهو مبغض وعدو لهم وناصبي. وبالطبع عارضه الكثير من العلماء وانتقدوا كلامه.

أدلة الحكم على إسلام أهل السنة:

روايات أهل البيت(ع)

ورد في معظم أحاديث أهل البيت إنَّ حد نصاب الإسلام هو ذكر الشهادتين، وفي رسالة الإمام الرضا إلى المأمون العباسي، إنَّ الإسلام المحض هو الشهادة على وحدانية الله تعالى.

سيرة أهل البيت(ع)

لم يكن الأئمة يكفرون المخالفين والمنكرين لإمامتهم، ولم يميزوا في سلوك تعاملهم بين المخالفين لهم والمؤيدين. ونظير هذه السيرة في قول الإمام الصادق لزيد الشحام في معاشرة أهل السنة خالقوا الناس بأخلاقهم، صلّوا في مساجدهم، وعودوا مرضاهم، واشهدوا جنائزهم، وإن استطعتم أن تكونوا الأئمّة في الجماعة والمؤذنين فافعلوا.

فتاوى الفقهاء في أبواب الفقه المختلفة

• الحكم بطهارة الفرق الإسلامية: أفتى الفقهاء ومن خلال الاستدلال بالروايات بطهارة الفرق الإسلامية، غير الفرق المحكوم عليها بالكفر. كما حكموا بطهارة بقايا طعامهم لإسلامهم، ويعتقدون أنَّ الأئمة لم يتجنبوا بقايا طعامهم ولم يكن ذلك للتقية.
• حكم البيع والشراء في سوق المسلمين: أما سوق المسلمين فقد أجازوا الشراء منه، ولم يُحدد فيه الشيعي أو المؤمن.
• الفتوى بحلية ذبح الحيوان: وفي الحديث عن شروط ذبح الحيوان، اعتبر الفقهاء الإسلام شرطاً في الذبح، ولم يذكروا من ضمن الشروط قيد الإيمان بالمعنى الشيعي الخاص.
• جواز الزواج: في الزواج يرى فقهاء الشيعة أنَّه يجوز للشيعة الزواج من غير الطوائف المحكوم عليها بالكفر، كما يرى البعض أن زواج المرأة الشيعية من غير الشيعة مكروه.

رأي أهل السنة في الإسلام الشيعي

يرى علماء أهل السنة أنَّ الشيعة الاثنا عشرية هم مسلمون، ويعتقد ابن تيمية في كتاب دقائق التفسير أنَّ الشيعة مسلمون وأصحاب بدعة، ولكنهم ليسوا بكفار. كما ذكر الأشعري أيضاً في كتاب مقالات الإسلاميين أنَّ الشيعة هي أحد الفرق الإسلامية. وقد نقل المحدثون من أهل السنة في كتبهم الحديثية عن رواة الشيعة، وذكروا أن الراوي ينبغي أن يكون مسلما كشرط لقبول الحديث.

لكن الطرطوسي (أحد القيادات الفكرية لتنظيم القاعدة السلفي الجهادي) يكفر الشيعة، ويعتبر أسباب كفر الشيعة هو اعتقاد الشيعة بالتوسل بالأئمة، والاعتقاد بتحريف القرآن الكريم، وسب أصحاب النبي. ويرى بما أن الشيعة يعتبرون أهل السنة كفاراً، فهم كفار أيضاً. في حين ذكر محمود شلتوت، أحد علماء السنة في مصر، أن المذهب الشيعي هو أحد المذاهب الإسلامية، وأصدر فتوى بجواز التعبد بالفقه الشيعي.

الكفر في طاعة الله

الكفر هو مقابل طاعة أوامر الله تعالى، وجاء الكفر في بعض آيات القرآن الكريم على هذا المعنى، مثل الآية 3 من سورة الإنسان، وفي تفسير هذه الآية ورد عن الإمام الصادق، الكافر هو الذي لم يُطع الأوامر الإلهية.

أقسام الكفر بنظر المتكلمين الإسلاميين

إنّ للكفر أقساماً ذكرها المتكلّمون وأصحاب المعاجم، وهي عبارة عن:

• كفر إنكار: وهو أن يكفر بالله وبرسوله بقلبه ولسانه
• كفر جحود: وهو أن يذعن بقلبه بالله ورسوله، ولا يقر بلسانه بل يجحده
• كفر عناد: وهو أن يعرف بقلبه ويقر بلسانه ولا يدين به، عناداً
• كفر نفاق: وهو أن يقر بلسانه بالله ورسوله، ولا يعتقد بقلبه.

كما قسم عين القضاة الهمداني في كتاب التمهيدات أو كتاب «زبدة الحقائق في كشف الدقائق»؛ ولأنَّه يضم عشرة أقسام تحت عنوان التمهيدات، لذلك يُعرف بالتمهيدات، الكفر إلى ثلاثة أقسام:

1. الظاهري: الكفر بوجود الله تعالى
2. القلبي: إنكار نبوة الرسول الكريم
3. نفساني: إنكار ضرورة من ضروريات الدين الإسلامي؛ بسبب الجهل أو الضعف أو عدم القدرة الفكرية أو سوء الفهم، كإنكار وجوب الصلاة.

جاء في بعض مؤلفات المتكلمين التعبير بالكفر الاستخفافي بدل الكفر النفساني، كما أعتبر كفر الشيطان من هذا النوع. ويُقسم نجم الدين الرازي في كتاب مرصاد العباد الكفر إلى حقيقي (الكفر المبني على العلم والمعرفة)، وتقليدي (اتباع الوالدين من دون علم)

مواضيع ذات صلة

• الشرك
• نجاسة الكافر