انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «العباس بن علي بن أبي طالب عليه السلام»

imported>Alkazale
imported>Alkazale
سطر ١٥٣: سطر ١٥٣:
[[ملف:تحت ضريح العباس عليه السلام.jpg|تصغير|تحت ضريح العباس عليه السلام]]
[[ملف:تحت ضريح العباس عليه السلام.jpg|تصغير|تحت ضريح العباس عليه السلام]]


في اليوم السابع من [[محرم|المحرّم]] حوصر [[سيد الشهداء|سيّد الشهداء]] ومن معه، وسُدّ عنهم باب الورود، ونفذ ما عندهم من الماء، فعاد كُلّ منهم يعالج لهب الأوام، وبطبع الحال كانوا بين أنّة وحنّة، وتضوّر، ونشيج، ومتطلّب للماء إلى متحرّ ما يبلّ غلته، وكُلّ ذلك بعين «أبي علي» والغيارى من آله، والأكارم من صحبه، وما عسى أن يجدوا لهم وبينهم وبين الماء رماح مشرعة وبوارق مرهفة، في جمع كثيف يرأسهم عمرو بن الحجاج.<ref>المقرم،  العباس عليه السلام، ص250.</ref>
في اليوم السابع من [[محرم|المحرّم]] حوصر [[سيد الشهداء|سيّد الشهداء]] ومن معه، وسُدّ عنهم باب الورود، ونفذ ما عندهم من الماء، فعاد كُلّ منهم يعالج لهب الأوام، وبطبع الحال كانوا بين أنّة وحنّة، وتضوّر، ونشيج، ومتطلّب للماء إلى متحرّ ما يبلّ غلته، وكُلّ ذلك بعين «أبي علي» والغيارى من آله، والأكارم من صحبه، وما عسى أن يجدوا لهم وبينهم وبين الماء رماح مشرعة وبوارق مرهفة، في جمع كثيف يرأسهم عمرو بن الحجاج.<ref>المقرم،  العباس عليه السلام، ص 250.</ref>


هناك وكَّلَ [[الحسين]] {{ع}} لهذه المهمة أخاه العبّاس {{ع}}، فأمره أن يستقي للحرائر والصبية، وضمّ إليه ثلاثين فارساً وعشرين راجلاً، وبعث معهم عشرين قربة، وتقدّم أمامهم نافع بن هلال الجملي، فمضوا غير مبالين، ثُمّ صاح نافع بأصحابه: إملأوا قربكم، وشدّ عليهم أصحاب ابن الحجّاج، فكان بعض القوم يملأ القرب وبعض يقاتل، فجاؤوا بالماء وليس في القوم المناوئين من تحدّثه نفسه بالدنوّ منهم، فرقاً من ذلك البطل المغوار.<ref>الطبري، تاريخ‏ الطبري، ج5، ص412. سبط ابن الجوزي، تذكرة الخواص، ص152. الأمين، أعيان الشيعة، ج7، ص430. أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل ‏الطالبيين، ص78. ابن أعثم، الفتوح، ج5، ص92.</ref>
هناك وكَّلَ [[الحسين]] {{ع}} لهذه المهمة أخاه العبّاس {{ع}}، فأمره أن يستقي للحرائر والصبية، وضمّ إليه ثلاثين فارساً وعشرين راجلاً، وبعث معهم عشرين قربة، وتقدّم أمامهم نافع بن هلال الجملي، فمضوا غير مبالين، ثُمّ صاح نافع بأصحابه: إملأوا قربكم، وشدّ عليهم أصحاب ابن الحجّاج، فكان بعض القوم يملأ القرب وبعض يقاتل، فجاؤوا بالماء وليس في القوم المناوئين من تحدّثه نفسه بالدنوّ منهم، فرقاً من ذلك البطل المغوار.<ref>الطبري، تاريخ‏ الطبري، ج5، ص412. سبط ابن الجوزي، تذكرة الخواص، ص152. الأمين، أعيان الشيعة، ج 7، ص 430. أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل ‏الطالبيين، ص 78. ابن أعثم، الفتوح، ج 5، ص 92.</ref>


وقد تكرر ذلك منه {{ع}} يوم [[عاشوراء|العاشر من المحرم]] حيث كسر الحصار المضروب على نهر العلقمي، واقتحم النهر إلاّ أنّه {{ع}} وفي طريق عودته واجه مقاومة من العدو، وأصيبت القربة وأريق ماؤها.
وقد تكرر ذلك منه {{ع}} يوم [[عاشوراء|العاشر من المحرم]] حيث كسر الحصار المضروب على نهر العلقمي، واقتحم النهر إلاّ أنّه {{ع}} وفي طريق عودته واجه مقاومة من العدو، وأصيبت القربة وأريق ماؤها.
سطر ١٦٣: سطر ١٦٣:
روى أرباب المقاتل أن [[عمر بن سعد]] نهض لحرب [[الحسين]] {{عليه السلام}} عشية يوم الخميس لتسع مضين من المحرم ونادى «يا خيل الله اركبي وبالجنة أبشري»، فركب العسكر، وزحف نحو الحسين {{ع}}، فقال العبّاس {{ع}}: «يا أخي، أتاك القوم». فنهض {{ع}}، وأمر العبّاس {{ع}} بالرّكوب إليهم، وقال: «قل لهم مالكم وما بدا لكم؟» فأتاهم العبّاس {{ع}} في نحو من عشرين فارساً، فقال لهم: «ما بدا لكم، وما تُريدون ؟!» قالوا: «قد جاء أمر الأمير أن نَعْرض عليكم أن تنزلوا على حُكمه أو نناجزكم».
روى أرباب المقاتل أن [[عمر بن سعد]] نهض لحرب [[الحسين]] {{عليه السلام}} عشية يوم الخميس لتسع مضين من المحرم ونادى «يا خيل الله اركبي وبالجنة أبشري»، فركب العسكر، وزحف نحو الحسين {{ع}}، فقال العبّاس {{ع}}: «يا أخي، أتاك القوم». فنهض {{ع}}، وأمر العبّاس {{ع}} بالرّكوب إليهم، وقال: «قل لهم مالكم وما بدا لكم؟» فأتاهم العبّاس {{ع}} في نحو من عشرين فارساً، فقال لهم: «ما بدا لكم، وما تُريدون ؟!» قالوا: «قد جاء أمر الأمير أن نَعْرض عليكم أن تنزلوا على حُكمه أو نناجزكم».


قال: «فلا تعجلوا حتّى أرجع إلى أبي عبدالله فأعرضَ عليه ما ذَكَرْتُم». فأقبل العبّاس {{عليه السلام}} إلى الحسين {{ع}}، فأخبره بما قال القوم، قال: «إرْجِعْ إليهم، فإن استطعتَ أَنْ تؤخّرهم وتدفعهم عنّا هذه العشيّة لعلّنا نُصلّي لربّنا اللّيلة وندعوه ونستغفره» فمضى العبّاس {{ع}} إلى القوم، وسألهم ذلك. فأمر ابن سعد مُناديه فنادى: «قد أجّلنا حسيناً وأصحابه يومهم وليلتهم».<ref>المفيد، الإرشاد، ص335. ابن شهر آشوب، مناقب آل‏ أبي ‏طالب، ج4، ص98. المجلسي، بحار الأنوار، ج44، ص391؛ الطبرسي، أعلام الورى، ج1 ص454-455. الطبري، تاريخ الطبري، ج5، ص416. الأمين، أعيان الشيعة، ج7، ص430.</ref>
قال: «فلا تعجلوا حتّى أرجع إلى أبي عبدالله فأعرضَ عليه ما ذَكَرْتُم». فأقبل العبّاس {{عليه السلام}} إلى الحسين {{ع}}، فأخبره بما قال القوم، قال: «إرْجِعْ إليهم، فإن استطعتَ أَنْ تؤخّرهم وتدفعهم عنّا هذه العشيّة لعلّنا نُصلّي لربّنا اللّيلة وندعوه ونستغفره» فمضى العبّاس {{ع}} إلى القوم، وسألهم ذلك. فأمر ابن سعد مُناديه فنادى: «قد أجّلنا حسيناً وأصحابه يومهم وليلتهم».<ref>المفيد، الإرشاد، ص 335. ابن شهر آشوب، مناقب آل‏ أبي ‏طالب، ج 4، ص 98. المجلسي، بحار الأنوار، ج 44، ص 391؛ الطبرسي، أعلام الورى، ج 1 ص 454-455. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص416. الأمين، أعيان الشيعة، ج 7، ص 430.</ref>


===الحفاظ على المخيم===
===الحفاظ على المخيم===


مع أن العباس {{عليه السلام}} كان قد أخذ من القوم عهداً بتأجيل المعركة إلى الغد إلاّ أنّه بقي تلك الليلة يحرس الخيام، ويدور في وسطها.<ref>بحر العلوم، مقتل ‏الحسين(ع)، ص314. معالي‏ السبطين، ج1، ص443.</ref> وقام [[زهير بن قين البجلي|زهير بن القين]] إلى العبّاس {{ع}} فحدّثه بحديث، قال فيه: «إنّ أباك [[أمير المؤمنين]] {{ع}} طلب من أخيه [[عقيل بن أبي طالب|عقيل]] - وكان عارفاً بأنساب العرب وأخبارها - أن يختار له امرأة ولدتها الفحولة من العرب، وذوو الشجاعة منهم، ليتزوّجها؛ فتلد غلاماً فارساً شجاعاً، ينصر [[الإمام الحسين|الحسين]] {{ع}} بطفّ [[كربلاء]]، وقد ادّخرك أبوك لمثل هذا اليوم، فلا تقصّر عن نصرة أخيك وحماية إخوتك».
مع أن العباس {{عليه السلام}} كان قد أخذ من القوم عهداً بتأجيل المعركة إلى الغد إلاّ أنّه بقي تلك الليلة يحرس الخيام، ويدور في وسطها.<ref>بحر العلوم، مقتل ‏الحسين(ع)، ص 314. معالي‏ السبطين، ج 1، ص 443.</ref> وقام [[زهير بن قين البجلي|زهير بن القين]] إلى العبّاس {{ع}} فحدّثه بحديث، قال فيه: «إنّ أباك [[أمير المؤمنين]] {{ع}} طلب من أخيه [[عقيل بن أبي طالب|عقيل]] - وكان عارفاً بأنساب العرب وأخبارها - أن يختار له امرأة ولدتها الفحولة من العرب، وذوو الشجاعة منهم، ليتزوّجها؛ فتلد غلاماً فارساً شجاعاً، ينصر [[الإمام الحسين|الحسين]] {{ع}} بطفّ [[كربلاء]]، وقد ادّخرك أبوك لمثل هذا اليوم، فلا تقصّر عن نصرة أخيك وحماية إخوتك».


فغضب العبّاس {{ع}}، وقال: «يا زهير، تشجّعني هذا اليوم، فواللّه لأرينّك شيئاً ما رأيته».<ref>بحر العلوم، مقتل ‏الحسين(ع)، ص314. البيرجندي، الكبريت الأحمر، ص386؛ المظفر، بطل ‏العلقمي، ج1، ص97.</ref>
فغضب العبّاس {{ع}}، وقال: «يا زهير، تشجّعني هذا اليوم، فواللّه لأرينّك شيئاً ما رأيته».<ref>بحر العلوم، مقتل ‏الحسين(ع)، ص 314. البيرجندي، الكبريت الأحمر، ص 386؛ المظفر، بطل ‏العلقمي، ج 1، ص 97.</ref>


===صاحب اللواء===
===صاحب اللواء===


لمّا أصبح [[الحسين]] {{عليه السلام}} في [[يوم عاشوراء]]، وفرغ من عبادته عبأ أصحابه، وكان معه اثنان وثلاثون فارساً وأربعون راجلاً، فجعل على ميمنته [[زهير بن قين البجلي|زهير بن القين]]، وعلى ميسرته [[حبيب بن مظاهر]]، ودفع اللواء إلى أخيه العباس بن علي {{ع}}، وثبت {{ع}} مع أهل بيته في القلب.<ref>الشيخ المفيد، الإرشاد، ص338. المجلسي، بحار الأنوار، ج45، ص4. ابن الجوزي، تذكرة ‏الخواص، ج2، ص161. الطبرسي، أعلام الورى، ج1، ص457. الدينوري، الأخبارالطوّال، ص25.</ref>
لمّا أصبح [[الحسين]] {{عليه السلام}} في [[يوم عاشوراء]]، وفرغ من عبادته عبأ أصحابه، وكان معه اثنان وثلاثون فارساً وأربعون راجلاً، فجعل على ميمنته [[زهير بن قين البجلي|زهير بن القين]]، وعلى ميسرته [[حبيب بن مظاهر]]، ودفع اللواء إلى أخيه العباس بن علي {{ع}}، وثبت {{ع}} مع أهل بيته في القلب.<ref>الشيخ المفيد، الإرشاد، ص338. المجلسي، بحار الأنوار، ج 45، ص 4. ابن الجوزي، تذكرة ‏الخواص، ج 2، ص 161. الطبرسي، أعلام الورى، ج 1، ص 457. الدينوري، الأخبارالطوّال، ص 25.</ref>


===كسر حلقة الحصار===
===كسر حلقة الحصار===


قال [[ابن جرير بن يزيد الطبري|الطبري]] في معرض حديثه عن وقائع يوم عاشوراء: «فأمّا [[عمرو بن خالد الصيداوي]]، و[[جابر بن الحارث السلماني]]، و[[سعد مولى عمرو بن خالد]]، و[[مجمع بن عبد الله العائذي|مجمّع بن عبد اللّه العائذي]]، فإنّهم قاتلوا في أوّل القتال، فشدّوا مقدمين بأسيافهم على الناس، فلمّا وغلوا عطف عليهم الناس فأخذوا يحوزونهم، وقطعوهم من أصحابهم غير بعيد، فحمل عليهم العبّاس بن عليّ {{ع}} فاستنقذهم».<ref>الطبري، تاريخ ‏الطبري، ج5، ص446. الكامل ‏في‏ التاريخ، ج3، ص293. الأمين، أعيان ‏الشيعة، ج7، ص430. الحائري المازندراني، معالي‏ السبطين، ج1، ص443.</ref>
قال [[ابن جرير بن يزيد الطبري|الطبري]] في معرض حديثه عن وقائع يوم عاشوراء: «فأمّا [[عمرو بن خالد الصيداوي]]، و[[جابر بن الحارث السلماني]]، و[[سعد مولى عمرو بن خالد]]، و[[مجمع بن عبد الله العائذي|مجمّع بن عبد اللّه العائذي]]، فإنّهم قاتلوا في أوّل القتال، فشدّوا مقدمين بأسيافهم على الناس، فلمّا وغلوا عطف عليهم الناس فأخذوا يحوزونهم، وقطعوهم من أصحابهم غير بعيد، فحمل عليهم العبّاس بن عليّ {{ع}} فاستنقذهم».<ref>الطبري، تاريخ ‏الطبري، ج 5، ص 446. الكامل ‏في‏ التاريخ، ج 3، ص 293. الأمين، أعيان ‏الشيعة، ج 7، ص 430. الحائري المازندراني، معالي‏ السبطين، ج 1، ص 443.</ref>


===حفر الآبار===
===حفر الآبار===


ولما اشتدّ العطش قال [[الإمام الحسين]] {{ع}} لأخيه العباس {{عليه السلام}}: «لأجمع أهل بيتك، واحفروا بئراً» ففعلوا ذلك، فوجدوا فيها صخرة، ثم حفروا أخرى، فوجدوها كذلك، ثم قال له: «امض إلى الفرات، وآتينا الماء»، فقال: «سمعاً وطاعة»، فضّم إليه الرجال، فمنعهم جيش [[عمر بن سعد]]، فحمل عليهم العباس {{ع}}، فقتل رجالاً من الأعداء حتى كشفهم عن المشرعة، ودفعهم عنها.<ref>القندوزي، ينابيع ‏المودة، ج2، ص340.أبو ‏المخنف، مقتل الحسين،  ص57. المظفر، بطل ‏العلقمي، ج2، ص357.</ref>
ولما اشتدّ العطش قال [[الإمام الحسين]] {{ع}} لأخيه العباس {{عليه السلام}}: «لأجمع أهل بيتك، واحفروا بئراً» ففعلوا ذلك، فوجدوا فيها صخرة، ثم حفروا أخرى، فوجدوها كذلك، ثم قال له: «امض إلى الفرات، وآتينا الماء»، فقال: «سمعاً وطاعة»، فضّم إليه الرجال، فمنعهم جيش [[عمر بن سعد]]، فحمل عليهم العباس {{ع}}، فقتل رجالاً من الأعداء حتى كشفهم عن المشرعة، ودفعهم عنها.<ref>القندوزي، ينابيع ‏المودة، ج 2، ص 340.أبو ‏المخنف، مقتل الحسين،  ص 57. المظفر، بطل ‏العلقمي، ج 2، ص 357.</ref>


===تقديم أخوته للقتال===
===تقديم أخوته للقتال===


لقد كان من نفوذ بصيرة العبّاس {{ع}} أنّه لم تقنعه هاتيك التضحية المشهودة منه، والجهاد البالغ حدّه، حتّى راقه أن يفوز بتجهيز المجاهدين في ذلك المأزق الحرج، والدعوة إلى السعادة الخالدة في رضوان اللّه الأكبر، وأن يحظى بأُجور الصابرين، على ما يَلمّ به من المصاب بفقد الأحبة، فدعا أُخوته من أُمه وأبيه وهم [[عبد الله بن علي بن أبي طالب|عبد اللّه]]، و[[جعفر بن علي بن أبي طالب|جعفر]]، و[[عثمان بن علي بن أبي طالب|عثمان]] وقال لهم: «تقدّموا حتّى أراكم قد نصحتم للّه ولرسوله. فكانوا كما شاء ظنّه الحسن بهم، حيث لم يألوا جهداً في الذبّ عن قدس الدين، حتّى قضوا كراماً متلفّعين بدم الشهادة».<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج45، ص38. أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل‏ الطالبيين، ص54. الطبرسي، أعلام الورى، ج1، ص466. المفيد، الإرشاد، ص 348. المقرم، العباس عليه السلام، ص182.</ref>
لقد كان من نفوذ بصيرة العبّاس {{ع}} أنّه لم تقنعه هاتيك التضحية المشهودة منه، والجهاد البالغ حدّه، حتّى راقه أن يفوز بتجهيز المجاهدين في ذلك المأزق الحرج، والدعوة إلى السعادة الخالدة في رضوان اللّه الأكبر، وأن يحظى بأُجور الصابرين، على ما يَلمّ به من المصاب بفقد الأحبة، فدعا أُخوته من أُمه وأبيه وهم [[عبد الله بن علي بن أبي طالب|عبد اللّه]]، و[[جعفر بن علي بن أبي طالب|جعفر]]، و[[عثمان بن علي بن أبي طالب|عثمان]] وقال لهم: «تقدّموا حتّى أراكم قد نصحتم للّه ولرسوله. فكانوا كما شاء ظنّه الحسن بهم، حيث لم يألوا جهداً في الذبّ عن قدس الدين، حتّى قضوا كراماً متلفّعين بدم الشهادة».<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج45، ص38. أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل‏ الطالبيين، ص54. الطبرسي، أعلام الورى، ج 1، ص 466. المفيد، الإرشاد، ص 348. المقرم، العباس عليه السلام، ص 182.</ref>


===مبارزة الشجعان===
===مبارزة الشجعان===


واجه العباس بن علي {{ع}} ثلاثة من فرسان القوم وشجعانهم، هم: مارد بن صُدَيف، الذي حمل على العباس {{ع}} برمحه، فأمسك به، وألقاه من ظهر فرسه، ثم قتله برمحه.<ref>البيرجندي، الكبريت الأحمر، ص387.</ref>
واجه العباس بن علي {{ع}} ثلاثة من فرسان القوم وشجعانهم، هم: مارد بن صُدَيف، الذي حمل على العباس {{ع}} برمحه، فأمسك به، وألقاه من ظهر فرسه، ثم قتله برمحه.<ref>البيرجندي، الكبريت الأحمر، ص 387.</ref>


والثاني صفوان بن الأبطح المعروف بمهارته برمي النبال إلاّ أنّ العباس {{ع}} تمكّن منه، ولكنه تركه جريحاً، ولم يجهز عليه.
والثاني صفوان بن الأبطح المعروف بمهارته برمي النبال إلاّ أنّ العباس {{ع}} تمكّن منه، ولكنه تركه جريحاً، ولم يجهز عليه.


والثالث عبد الله بن عقبة الغنوي، الذي فرّ مذعوراً عن مبارزته بعد أن كان مصراً عليها.<ref>البيرجندي، الكبريت الأحمر، ص387.</ref>
والثالث عبد الله بن عقبة الغنوي، الذي فرّ مذعوراً عن مبارزته بعد أن كان مصراً عليها.<ref>البيرجندي، الكبريت الأحمر، ص 387.</ref>


==استشهاده==
==استشهاده==
مستخدم مجهول