شرب الخمر
فروع الدين | |
---|---|
الصلاة | |
الواجبة | الصلوات اليومية • صلاة الجمعة • صلاة العيد • صلاة الآيات • صلاة القضاء • صلاة الميت |
المستحبة | صلاة الليل • صلاة الغفيلة • صلاة جعفر الطيار • بقية الصلوات • صلاة الجماعة • صلوات ليالي شهر رمضان |
بقية العبادات | |
الصوم • الخمس • الزكاة • الحج • الجهاد • الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر • الولاية • البراءة | |
أحكام الطهارة | |
الوضوء • الغسل • التيمم • النجاسات • المطهرات | |
الأحكام المدنية | |
الوكالة • الوصية • الضمان • الحوالة • الكفالة • الصلح • الشركة • الإرث | |
أحكام الأسرة | |
النكاح • المهر • الزواج المؤقت • تعدد الزوجات • الرضاع • الحضانة • الطلاق • الخلع • المباراة • الظهار • اللعان • الإيلاء | |
الأحكام القضائية | |
القضاء • الشهادات • الديات • الحدود • القصاص • التعزير | |
الأحكام الاقتصادية | |
العقود | التجارة • البيع • الإجارة • القرض • الربا • المضاربة • المزارعة |
أحكام أخرى | |
الصدقة • النذر • التقليد • الأطعمة والأشربة • الوقف | |
روابط ذات صلة | |
الفقه • الأحكام الشرعية • الرسالة العملية • التكليف • الواجب • الحرام • المستحب • المباح • المكروه |
شُربُ الخَمر، هو شرب السائل المسكر، ويُعتبر ذلك بحسب ما ورد في القرآن والأحاديث من الذنوب الكبيرة، وهو من المحرمات في الفقه الإسلامي، وإنَّ عقوبة شارب الخمر ثمانون جلدة. وذكرت الروايات إنَّ لدليل الحرمة جوانب مختلفة أعم من الأضرار الجسدية، والمادية، والروحية، والاجتماعية.
المفهوم
شرب الخمر هو شرب السائل المسكر.[١] وهو حرام في الفقه الإسلامي، وعقوبة شاربه الجلد.[٢] واعتبرته الآيات القرآنية[٣] والأحاديث النبوية من الذنوب الكبيرة.[٤]
مراحل تحريم شرب الخمر
بناءً على بعض الكتب التفسيرية، إنَّ القرآن الكريم حرّم شرب الخمر بشكل تدريجي؛ لأن شربه كان شائعاً جداً بين الناس قبل ظهور الإسلام.[٥] وقد ورد عن بعض المؤرخين أن حب عرب الجاهلية كان يتلخص في ثلاثة أمور: الشعر والخمر والحرب، وحتى بعد تحريم الخمر، فإن الإقلاع عنها كان شاقّاً على بعض المسلمين، حتى قالوا: ما حرم علينا شيء أشد من الخمر.[٦] وكانت مراحل تحريم شرب الخمر كالتالي:
- إنكار شرب الخمر: فبحسب ما ذكره مفسري القرآن أن أوّل الأمر وردت من الله تعالى إشارات في الآيات المكية تستقبح شرب الخمر، كما في الآية 67 من سورة النحل، حيث وضع في هذه الآية في قبال الرزق الحسن، فاعتبرته شراباً غير طيب بخلاف الرزق الحسن.[٧]
- تأكيد غلبة الضرر على المنفعة: فعندما هاجر المسلمون إلى المدينة، وأسسوا أولى الحكومات الإسلامية، نزلت آية ثانية أشد من الأولى في تحريم الخمر.[٨] فأشارت الآية 219 من سورة البقرة إلى منافع الخمر وأن ضرره أكثر من منافعه.[٩] وذكرت بعض المصادر التاريخية إن جزءاً كبيراً من الدخل الاقتصادي لأهالي تلك الفترة يأتي من خلال الخمر.[١٠]
- التشجيع على ترك شرب الخمر: فبحسب ما ذكره بعض المفسرين بعد نزول الآية 219 من سورة البقرة، بدأ القرآن الكريم وخصوصاً في الآية 43 من سورة النساء بذكر الأحكام التي تتعلق بترك شرب الخمر وبشكل تدريجي، ويشجع المسلمين على الامتناع عن شربه وخاصة أثناء الصلاة. وقال بعض المفسرين في تفسير هذه الآية: لا تجيز الآية بأي وجه من الوجوه شرب الخمر، بل هي تتحدث فقط عن مسألة الاقتراب إلى الصلاة في حال السكر، بينما التزمت الصمت بالنسبة إلى حكم شرب الخمر في غير هذا المورد، حتى يحين موعد المرحلة النهائية للحكم.[١١]
- التحريم النهائي لشرب الخمر: فبحسب ما نقله العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان إنَّ آخر آية نزلت في القرآن في تحريم الخمر هي الآية 90 من سورة المائدة.[١٢] ففي هذه الآية تم تحريم الخمر بشكل نهائي وقطعي، ويقول المفسرون إن وضع الخمر إلى جانب الأنصاب (الأصنام) في الآية جاء للدلالة على أنّ الخمر لا يقل ضرراً عن عبادة الأصنام، وأنَّ هذه الأعمال القبيحة كلّها من أعمال الشيطان،[١٣] وكذلك استندوا على ذلك بجملة من الروايات، منها: أنَّ شارب الخمر كعابد الوثن.[١٤]
فلسفة التحريم
ورد في حرمة شرب الخمر روايات كثيرة، منها ما ورد عن رسول الله أنَّه لُعن عشرة أشخاص جميعهم له العلاقة بالخمر وشربه.[١٥] وذكرت الروايات أنَّ لدليل الحرمة جوانب مختلفة أعم من الأضرار الجسدية، والمادية، والروحية، والاجتماعية،[١٦] من جملتها:
دفع الضرر
من الأدلة التي وردت في الروايات على تحريم شرب هو دفع الضرر، وسُئل الإمام الصادق لماذا حرم الله تعالى شرب الخمر؟ فقال لفعلها وفسادها.[١٧] وقد وردت في الروايات جملة من الأمثلة على الأضرار التي يسببها شرب الخمر، منها:
- يُذهب بنور القلب والروح.[١٨]
- الذي يشرب الخمر يُبتلى برعشة البدن.[١٩]
- يتجرأ على ارتكاب المحرمات.[٢٠]
- يؤدي إلى سفك الدماء وارتكاب الزنا.[٢١]
- تُذهب بعقل الإنسان وحكمته.[٢٢]
- الابتعاد عن ذكر الله تعالى.[٢٣]
الأحكام
يعتبر الفقه الإسلامي أنَّ شرب السوائل الكحولية بكافة أنواعها سواء كانت صغيرة أو كبيرة حرام ويعاقب شاربها؛ حتى لو كانت كمية الخمر غير كافية لبلوغ السكر.[٢٤] وقد ذهب مشهور الفقهاء إلى حرمة شرب الخمر، حتى وإن انحصر شرابه من أجل علاج بعض الحالات المرضية.[٢٥] ومن الأحكام الأخرى لشرب الخمر:
- حد الشرب للكحول بكافة أنواعه، ولو بكميات قليلة، هو ثمانون جلدة.[٢٦]
- وقت إجراء الحد لشارب الخمر يكون بعد ذهاب حالة السكر عنه.[٢٧]
- من شرب الخمر مرتين وتم إجراء الحد عليه في كل مرة، فيحكم عليه في المرة الثالثة بحسب رأي المشهور أو في الرابعة حسب قول البعض بالإعدام.[٢٨]
- يحرم الأكل على مائدة يُشرب فيها الخمر.[٢٩]
- يؤدي شرب جميع أنواع السوائل المسكرة إلى فسق شاربها، وعدم قبول شهادته في المحاكم.[٣٠]
الهوامش
- ↑ الهاشمي الشاهرودي، فرهنگ فقه، 1426هـ، ج4، ص634.
- ↑ الهاشمي الشاهرودي، فرهنگ فقه، 1426هـ، ج4، ص493.
- ↑ سورة المائدة: الآية90.
- ↑ الصدوق، ثواب الأعمال، 1382ش، ص479.
- ↑ مكارم الشيرازي، الأمثل، 1379ش، ج4، ص138.
- ↑ مكارم الشيرازي، الأمثل، 1379ش، ج4، ص138.
- ↑ مكارم الشيرازي، الأمثل، 1379ش، ج4، ص139.
- ↑ مكارم الشيرازي، الأمثل، 1379ش، ج4، ص139.
- ↑ مكارم الشيرازي، الأمثل، 1379ش، ج4، ص139.
- ↑ مكارم الشيرازي، الأمثل، 1379ش، ج4، ص139.
- ↑ مكارم الشيرازي، الأمثل، 1379ش، ج3، ص244.
- ↑ الطباطبائي، الميزان، ج6، ص117.
- ↑ مكارم الشيرازي، الأمثل، 1379ش، ج4، ص140.
- ↑ العياشي، تفسير العياشي، 1380هـ، ج1، ص366.
- ↑ الصدوق، ثواب الأعمال، 1406هـ، ص244.
- ↑ الصدوق، علل الشرائع، ج2، ص476، الباب 224، ح2.
- ↑ الصدوق، علل الشرائع، ج2، ص476، الباب 224، ح2.
- ↑ الصدوق، علل الشرائع، ج2، ص476، الباب 224، ح2.
- ↑ الصدوق، علل الشرائع، ج2، ص476، الباب 224، ح2.
- ↑ الصدوق، علل الشرائع، ج2، ص476، الباب 224، ح2.
- ↑ الصدوق، علل الشرائع، ج2، ص476، الباب 224، ح2.
- ↑ الشريف الرضي، نهج البلاغة، 1414هـ، ص512.
- ↑ سورة المائدة: الآية 91.
- ↑ الهاشمي الشاهرودي، فرهنگ فقه، 1426هـ، ج3، ص493.
- ↑ الهاشمي الشاهرودي، فرهنگ فقه، 1426هـ، ج3، ص493.
- ↑ الهاشمي الشاهرودي، فرهنگ فقه، 1426هـ، ج3، ص493.
- ↑ الهاشمي الشاهرودي، فرهنگ فقه، 1426هـ، ج3، ص493.
- ↑ الهاشمي الشاهرودي، فرهنگ فقه، 1426هـ، ج3، ص493.
- ↑ الهاشمي الشاهرودي، فرهنگ فقه، 1426هـ، ج3، ص493.
- ↑ الهاشمي الشاهرودي، فرهنگ فقه، 1426هـ، ج3، ص493.
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- الشريف الرضي، محمد بن حسين، نهج البلاغة، تصحيح: صبحي صالح، قم، هجرت، ط1، 1414هـ.
- الصدوق، محمد بن علي بن الحسين، ثواب الأعمال وعقاب الأعمال، قم، نشر نسيم كوثر، ط1، 1382ش.
- الصدوق، محمد بن علي، علل الشرائع، تحقيق: محمد صادق بحر العلوم، النجف الأشرف، المكتبة الحيدرية، 1385هـ/ 1966م.
- الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، ط2، 1390هـ.
- العياشي، محمد بن مسعود، تفسير العيّاشي، طهران، المطبعة العلمية، ط1، 1380هـ.
- الهاشمي الشاهرودي، محمود فرهنگ فقه،، قم، مؤسسة دائرة المعارف الفقه الإسلامي، 1426هـ.
- مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، قم، مدرسة الإمام علي، ط1، 1426هـ.