تعتبر هذه المقالة توصيفاً لمفهوم فقهي، ولا يصح الاعتماد عليها في مقام العمل، بل لا بدَّ من الرجوع إلى الرسالة العملية. |
اللحوم المحرمة أو الحيوانات غير مأكولة اللحم، هي الحيوانات التي حُرّم على المسلمين أكلها. ففي الفقه الإسلامي حُرّم أكل عدّة أنواع من الحيوانات البرية، والأحياء البحرية والطيور، وتم تقسيم هذه المحرمات إلى نوعين: حرام بالذات وحرام بالعرض. فمن المحرمات: الحيوانات المفترسة والزواحف والحيوانات الممسوخة (كالقرود، والخنازير) والحشرات والطيور ذوات المخالب. وكذلك الحيونات البحرية مُحرّمة الأكل إلا الأسماك ذوات الفلس.
فروع الدين | |
---|---|
الصلاة | |
الواجبة | الصلوات اليومية • صلاة الجمعة • صلاة العيد • صلاة الآيات • صلاة القضاء • صلاة الميت |
المستحبة | صلاة الليل • صلاة الغفيلة • صلاة جعفر الطيار • بقية الصلوات • صلاة الجماعة • صلوات ليالي شهر رمضان |
بقية العبادات | |
الصوم • الخمس • الزكاة • الحج • الجهاد • الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر • الولاية • البراءة | |
أحكام الطهارة | |
الوضوء • الغسل • التيمم • النجاسات • المطهرات | |
الأحكام المدنية | |
الوكالة • الوصية • الضمان • الحوالة • الكفالة • الصلح • الشركة • الإرث | |
أحكام الأسرة | |
النكاح • المهر • الزواج المؤقت • تعدد الزوجات • الرضاع • الحضانة • الطلاق • الخلع • المباراة • الظهار • اللعان • الإيلاء | |
الأحكام القضائية | |
القضاء • الشهادات • الديات • الحدود • القصاص • التعزير | |
الأحكام الاقتصادية | |
العقود | التجارة • البيع • الإجارة • القرض • الربا • المضاربة • المزارعة |
أحكام أخرى | |
الصدقة • النذر • التقليد • الأطعمة والأشربة • الوقف | |
روابط ذات صلة | |
الفقه • الأحكام الشرعية • الرسالة العملية • التكليف • الواجب • الحرام • المستحب • المباح • المكروه |
المواد المصنوعة من الحيوانات المحرّمة اللحم، من غير الكلب والخنزير، كالجلود والمواد الطبيّة ومستحضرات التجميل إذا تمّت تذكية الحيوان فهي طاهرة، ولا مانع من استعمالها في غير الصلاة من الناحية الفقهية.
المفهوم
يُقال للحيوانات المحرّم على المسلمين أنها غير مأكولة اللحم، وقد قسمتها المصادر الفقهية إلى قسمين: "المحرّم بالذات"، و"المحرّم بالعرَض".[١] ويشمل القسم الأول الحيوانات التي كانت محرّمة بالأصل كالأرنب. بينما يشمل القسم الثاني الحيوانات التي لم تكن محرّمة بالأصل وكانت مباحة، غير أنها حرّمت لسبب طرأ عليها كتناول الحيوان للنجاسة أو عدم تذكيته.[٢] وقد صرّح القرآن بحرمة تناول لحوم الحيوانات الممنوعة في سورة البقرة والمائدة والنحل والأنعام.[٣]
أنواع اللحوم المحرمة
حُرّم تناول عدّة أنواع من لحوم الحيوانات البريّة والبحريّة والطيور في الفقه الشيعي.[٤]
الحيوانات البرية
من بين حيوانات البرية حُرّم كلّ من الحيوانات المفترسة كالنمر والدبّ، والزواحف كالأفعى، والحشرات كالذباب والعنكبوت، وحيوانات كالفأرة والعقرب من التي تبني أعشاشها تحت الأرض، وكذلك الحيوانات الممسوخة كالفيل والسحليّة.[٥] ومن بين الحشرات استثني الجراد من الحرمة بشرط أن يتمّ إمساكه حيّاً، وأن يموت في اليد. أمّا إذا عُثر عليه ميتاً فينبغي اجتناب تناوله.[٦]
الحيوانات البحرية
بناءً على الفقه الجعفري فإنّ جميع الأحياء البحرية محرّمة عدا الأسماك ذوات الفلس والجمبري.[٧] ويرى بعض أهل السنة كالمالكية والحنابلة حلّية لحوم جميع الأحياء البحرية.[٨]
الطيور
يقسّم فقهاء الشيعة لحوم الطيور المحرّمة إلى ثلاثة أنواع: ذوات المخلب، والممسوخة، والخبائث. فمن ذوات المخلب كالصقر والنسر والعقاب. بينما ذُكر الطاووس والخفّاش والنحلة على أنها من المسوخ. وأما الخبائث هي ما يأبى طبع معظم الناس تناولها ويتنفّر منها،[٩] وفي بعض المصادر الفقهية تمّ ذكر الذباب والبعوض على أنها من الخبائث.[١٠]
الحيوانات المحرّمة بالعرَض
إن الحيوانات المحلّلة اللحوم قد تصبح في حكم الحيوانات المحرّمة ضمن شروط معيّنة عند فقهاء الشيعة. وعلى هذا الأساس فإنّ الحيوانات المحللة التي لم تُذكّى، أو الجلّالة (التي تغذّت على النجاسة)، أو التي وُطئت من قبل إنسان تُعتبر محرّمة اللحوم.[١١]
الاستعمالات الممنوعة
في فقه الشيعة فإنَّه إضافة إلى حرمة تناول الحيوانات المحرمة فكذلك يحرم أيّ استعمال لها ضمن وضعها في المواد الغذائية.[١٢] وكذلك تناول بيضها وحليبها محرّم أيضاً.[١٣]
الاستعمالات الجائزة
اعتبر فقهاء الشيعة استعمال أجزاء الحيوانات غير مأكولة اللحم في غير الطعام جائزاً، إذا تمّت تذكية الحيوان.
اللباس
يجوز استعمال أجزاء الحيوانات غير مأكولة اللحم عدا الكلب والخنزير في اللباس بشرط تذكيته. وكذلك استعمال المواد المصنّعة من أعضائها كالجلود.[١٤] لكن على الرغم من طهارة المواد المصنّعة من الحيوانات غير المأكولة بعد تذكيتها؛ غير أنّ ارتداء ملابس تحتوي عليها أثناء الصلاة مبطل لها.[١٥]
وقد أفتى الفقهاء بنجاسة هذه المواد وعدم جواز استعمالها فيما يشترط فيه الطهارة، إن كان الحيوان غير مأكول اللحم وغير مذكًّى.[١٦]
استعمالها في المواد الطبية ومستحضرات التجميل
اعتبر فقهاء الشيعة استعمال المواد المصنوعة من الحيوان غير مأكول اللحم إن كان قد تمّ تذكيته جائزاً في صناعة المستحضرات الطبية أو التجميلية كالدّهون (الكريم) وما شابه.[١٧] وفي حالة عدم تذكية الحيوان غير مأكول اللحم فإنّ الصلاة فيها غير جائزة، ويحكم بنجاستها، ويجب تطهير البدن من تلك المواد كالكريمات والمراهم لأداء الصلاة.
[١٨]
ويرى بعض الفقهاء إنّ المواد الطبية أو الغذائية كالجيلاتين مثلاً؛ والمصنّعة من أعضاء الحيوانات غير المأكولة اللحم وغير المذكّاة كالعظام؛ فيجوز استعمالها إن تغيّرت وتبدّلت إلى مادّة أخرى أثناء إعدادها وصناعتها وهو ما يُصطلح عليه في الفقه بـ "التطهير بالاستحالة"، فتصبح طاهرة ويجوز تناولها واستعمالها مطلقاً.[١٩]
حكم طهارة ونجاسة الأعضاء
بحسب الفقه الشيعي فإنّ أعضاء الحيوانات غير مأكولة اللحم إن تمّ ذبحها على الطريقة الشرعية (تذكيتها) تكون طاهرة،[٢٠] أمّا إن لم يتمّ تذكيتها وكانت من الحيوانات ذوات النفس السائلة (التي يخرج الدم منها بقوة عند ذبحها) فهي نجسة.[٢١]
نجاسة البول والغائط
بول وغائط الحيوانات غير مأكولة اللحم وذات النفس السائلة نجس.[٢٢]
المنع في الصلاة
لا تجوز الصلاة حال وجود أعضاء من الحيوانات غير مأكولة اللحم ذوات النفس السائلة في ثياب المصلي حتّى وإن تمّ تذكيتها. وعلى هذا الأساس فإنّ وجود وبر القطة في ثياب المصلي مبطل للصلاة.[٢٣]
الهوامش
- ↑ الهاشمي الشاهرودي، فرهنگ فقه، 1387ش، ج2، ص255.
- ↑ الهاشمي الشاهرودي، فرهنگ فقه، 1387ش، ج2، ص255.
- ↑ سورة البقرة، الآیة173؛ سورة المائدة، الآیة3؛ سورة الأنعام، الآیة145؛ سورة النحل، الآیة115.
- ↑ الهاشمي الشاهرودي، فرهنگ فقه، 1387ش، ج2، ص255.
- ↑ الهاشمي الشاهرودي، فرهنگ فقه، 1387ش، ج2، ص408.
- ↑ الحلي، شرائع الإسلام، ج4، ص742؛ النجفي، جواهرالکلام، ج36، ص175؛ السيستاني، المسائل المنتخبة، أحكام الذباحة، الموقع الرسمي للسيد السيستاني.
- ↑ الهاشمي الشاهرودي، فرهنگ فقه، 1387ش، ج2، ص408.
- ↑ حيوانات البحر التي تلد والتي تبيض حلال أكلها، موقع الإسلام سؤال وجواب.
- ↑ الهاشمي الشاهرودي، فرهنگ فقه، 1387ش، ج2، ص422.
- ↑ النجفي، جواهر الکلام، 1404هـ، ج36، ص319.
- ↑ الهاشمي الشاهرودي، فرهنگ فقه، 1387ش، ج2، ص408.
- ↑ الهاشمي الشاهرودي، فرهنگ فقه، 1387ش، ج2، ص255.
- ↑ النجفي، جواهر الکلام، 1981م. ج36، ص394-395.
- ↑ الهاشمي الشاهرودي، فرهنگ فقه، 1387ش، ج2، ص427.
- ↑ الإمام الخميني، توضيح المسائل، 1426هـ، ص184.
- ↑ الهاشمي الشاهرودي، فرهنگ فقه، 1387ش، ج2، ص280.
- ↑ فتاوى سماحة السيد السيستاني\أحكام النجاسات\نجاسة الميتة، موقع السراج.
- ↑ فتاوى سماحة السيد السيستاني\أحكام النجاسات\نجاسة الميتة، موقع السراج.
- ↑ فتاوى سماحة السيد السيستاني\أحكام النجاسات\نجاسة الميتة، موقع السراج.
- ↑ الهاشمي الشاهرودي، فرهنگ فقه، 1387ش، ج2، ص326-327.
- ↑ السيستاني، المسائل المنتخبة، أحكام الذباحة، الموقع الرسمي للسيد السيستاني.
- ↑ السيستاني، المسائل المنتخبة، أحكام النجاسة، الموقع الرسمي للسيد السيستاني.
- ↑ الهاشمي الشاهرودي، فرهنگ فقه، 1387ش، ج2، ص280.
المصادر والمراجع
- فتاوى سماحة السيد السيستاني\أحكام النجاسات\نجاسة الميتة، موقع السراج، تاريخ النشر د.ت.، تاريخ المشاهدة 21\09\2023م.
- حيوانات البحر التي تلد والتي تبيض حلال أكلها، موقع الإسلام سؤال وجواب، تاريخ النشر 11\01\2013م، تاريخ المشاهدة 21\09\2023م.
- السيستاني، السيد علي، المسائل المنتخبة، أحكام النجاسة، الموقع الرسمي للسيد علي السيستاني، تاريخ النشر د.ت.، تاريخ المشاهدة 21\09\2023م.
- السيستاني، السيد علي، المسائل المنتخبة، أحكام الذباحة، الموقع الرسمي للسيد علي السيستاني، تاريخ النشر د.ت.، تاريخ المشاهدة 21\09\2023م.
- الإمام الخميني، السيد روح الله، توضيح المسائل، د.م. ، الطبعة الأولى، 1426هـ.
- المحقق الحلي، جعفر بن الحسن، شرائع الإسلام في مسائل الحلال و الحرام، مطعة إسماعيليان، قم، الطبعة الثانية، 1408هـ.
- النجفي، الشیخ محمد حسن، جواهر الکلام في شرح شرائع الإسلام، تصحيح وتحقيق: محمود قوچاني، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ، 1981م.
- الهاشمي الشاهرودي، السيد محمود، فرهنگ فقه مطابق مذهب اهل بیت علیهم السلام، قم، مؤسسة دائرة المعارف فقه الإسلامي، الطبعة الأولى، 1387ش.