مال الشبهة
تعتبر هذه المقالة توصيفاً لمفهوم فقهي، ولا يصح الاعتماد عليها في مقام العمل، بل لا بدَّ من الرجوع إلى الرسالة العملية. |
فروع الدين | |
---|---|
الصلاة | |
الواجبة | الصلوات اليومية • صلاة الجمعة • صلاة العيد • صلاة الآيات • صلاة القضاء • صلاة الميت |
المستحبة | صلاة الليل • صلاة الغفيلة • صلاة جعفر الطيار • بقية الصلوات • صلاة الجماعة • صلوات ليالي شهر رمضان |
بقية العبادات | |
الصوم • الخمس • الزكاة • الحج • الجهاد • الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر • الولاية • البراءة | |
أحكام الطهارة | |
الوضوء • الغسل • التيمم • النجاسات • المطهرات | |
الأحكام المدنية | |
الوكالة • الوصية • الضمان • الحوالة • الكفالة • الصلح • الشركة • الإرث | |
أحكام الأسرة | |
النكاح • المهر • الزواج المؤقت • تعدد الزوجات • الرضاع • الحضانة • الطلاق • الخلع • المباراة • الظهار • اللعان • الإيلاء | |
الأحكام القضائية | |
القضاء • الشهادات • الديات • الحدود • القصاص • التعزير | |
الأحكام الاقتصادية | |
العقود | التجارة • البيع • الإجارة • القرض • الربا • المضاربة • المزارعة |
أحكام أخرى | |
الصدقة • النذر • التقليد • الأطعمة والأشربة • الوقف | |
روابط ذات صلة | |
الفقه • الأحكام الشرعية • الرسالة العملية • التكليف • الواجب • الحرام • المستحب • المباح • المكروه |
مال الشبهة أو المال المشتبه، هو المال الذي لا يُعرف حلالٌ كان أم حرام، حيث إن مال الشبهة يختلف عن المال المختلط بالحرام؛ لأنَّ الشخص فيه يعلم بوجود الحرام؛ بعكس مال الشبهة الذي لا يكون لديه علم بذلك.
اعتبر الفقهاء أن المال المشتبه من أموال الحلال، وأنها لا خمس عليها، والحج منها لا إشكال فيه أيضاً.
ورد في بعض الروايات أنَّه يجب الاحتياط في مورارد الشبهات، وذهب محمد تقي المجلسي، أن الأفضل عدم الاستفادة من مال الشبهة، وفي المقابل ذهب الإمام الخميني إلى أن هذه الروايات تفيد الإرشاد لتجنب المحرمات، وقال بكراهة الاستفادة من أموال الشبهة.
المفهوم
مال الشبهة في المباحث الفقهية[١] والروائية[٢] هو المال الذي لا يُعرف هل هو حلال أم حرام.[٣] لقد تم التعبير عن المشتبه به في الروايات بعبارة «الشُّبْهَةِ» أو «الشُّبُهَاتِ».[٤] من جملتها الرواية التي نُقلت عن رسول الله: «حَلَالٌ بَيِّنٌ وَحَرَامٌ بَيِّنٌ وَشُبُهَاتٌ بَيْنَ ذَلِكَ...».[٥] اعتبر البعض أن الطعام والغذاء المشتبه به يدخل أيضاً تحت مفهوم المال المشتبه.[٦]
الشبهة في اللغة هو الشيء الذي يُشك في كونه حراماً أو حلالاً.[٧] ورد في رواية عن الإمام علي: «سُمِّيَتِ الشُّبْهَةُ شُبْهَةً لأَنَّهَا تُشْبِه الْحَقَّ».[٨]
الفرق بينه وبين المال المختلط بالحرام
المال المشتبه أو مال الشبهة يختلف عن المال المختلط بالحرام؛ لأنَّ الشخص في المال المختلط بالحرام لديه علم بوجود الحرام؛ ولكن في مال الشبهة يشك في كونه حراماً أو حلالاً.[٩]
الأحكام الفقهية
يوجد مجموعة من الأحكام الفقهية تختص بمال الشبهة:
- الحلّيّة: يُعتبر مال الشبهة من أموال الحلال.[١٠] مستندين على ذلك بالرواية التي وردت عن الإمام الصادق، حيث قال: «كُلُّ شَيْءٍ هُوَ لَكَ حَلَالٌ حَتَّى تَعْلَمَ أَنَّهُ حَرَامٌ بِعَيْنِهِ...».[١١] ومضون هذه الرواية يدل على الاباحة.[١٢]
- لا خمس عليه: المال المشتبه لا خمس عليه بسبب شبهته؛[١٣] على خلاف المال المختلط بالحرام فعليه الخمس؛ بسبب اختلاطه.[١٤]
- الحج بالمال المشتبه: ذهب الفقهاء إلى أن الحج بالمال المشتبه لا إشكال فيه،[١٥] واشترط الشيخ مكارم الشيرازي أن يتم الحصول على المال بحسب الظاهر عن طريق الحلال.[١٦]
الاحتياط في موارد الشبهة
ورد في الجوامع الحديثية جملة من الروايات، تُشير في مضمونها إلى التوقف والاحتياط في موارد الشبهة، منها:
- «دَعْ مَا يُرِيبُكَ إلى مَا لَا يُرِيبُكَ.»[١٧]
- «...فَمَنْ تَرَكَ اَلشُّبُهَاتِ نَجَا مِنَ اَلْمُحَرَّمَاتِ وَمَنْ أَخَذَ بِالشُّبُهَاتِ اِرْتَكَبَ اَلْمُحَرَّمَاتِ.»[١٨]
- «الْوُقُوفَ عِنْدَ الشُّبْهَةِ خَيْرٌ مِنَ الِاقْتِحَامِ فِي الْهَلَكَةِ.»[١٩]
وقد حمل الإمام الخميني هذه الروايات على أنها إرشاد ودليل لتجنب المحرمات، وقال بكراهة الاستفادة من أموال الشبهة.[٢٠] وذكر محمد تقي المجلسي، من علماء الشيعة في القرن الحادي عشر الهجري، إنَّه وعلى الرغم من حلّيّة مال الشبهة بحسب الروايات، فالأفضل الابتعاد عن الشبهات حتى لا يقع في المحرمات.[٢١] وذهب البعض ووفقاً للروايات السابقة، أنّه في حال الحصول على أموال الشبهة يجب التوقف وعدم الاستفادة منها، حتى يتيقن أنها من مصدر حلال.[٢٢]
ورد أن اجتناب المال والطعام المشتبه من مراحل الورع عند الصالحين،[٢٣] وقد نُقل عن بعض العلماء أنهم يحتاطون عن أكل طعام الشبهة، وإذا أكلوا ولم يلاحظوا ذلك إلا فيما بعد، فإنهم يرجعونه إن أمكن.[٢٤]
الهوامش
- ↑ الشهيد الثاني، مسالك الأفهام، ج 4، ص 334؛ البحراني، الحدائق الناضرة، ج 21، ص 197؛ النراقي، عوائد الأيام، ص 144؛ النجفي، جواهر الكلام، ج 26، ص 328.
- ↑ الطوسي، الأمالي، ص 381؛ ورام، مجموعة ورام، ج 1، ص 6 وج 2، ص 267.
- ↑ الإمام الخميني، المكاسب المحرمة، ج 2، ص 343؛ المازندراني، شرح الكافي، ج 2، ص 415؛ المجلسي، مرآة العقول، ج 1، ص 225.
- ↑ الكليني، الكافي، ج 1، ص 68؛ الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج 27، ص 157 ــ 158.
- ↑ الكليني، الكافي، ج 1، ص 68.
- ↑ ملك أحمدي، درسنامه رزق حلال، ص 178.
- ↑ الجرجاني، كتاب التعريفات، ص 103.
- ↑ نهج البلاغة، تصحيح صبحي صالح، خ 28، ص 81.
- ↑ منتظري، مباني فقهي حكومت اسلامي، ج 6، ص 184.
- ↑ الأنصاري، فرائد الأصول، ج 2، ص 201؛ النراقي، عوائد الأيام، ص 144؛ المجلسي، روضة المتقين، ج 6، ص 489.
- ↑ الكليني، الكافي، ج 5، ص 313؛ الأنصاري، فرائد الأصول، ج 2، ص 200 ــ 201؛ المجلسي، روضة المتقين، ج 6، ص 489.
- ↑ الأنصاري، فرائد الأصول، ج 2، ص 219.
- ↑ المنتظري، مباني فقهي حكومت إسلامي، ج 6، ص 180 و184.
- ↑ الطباطبائي اليزدي، العروة الوثقى، ج 4، ص 256 ــ 257.
- ↑ محمودي، مناسك الحج (محشى)، ص 36.
- ↑ مكارم الشيرازي، مناسك جامع حج، ص 395.
- ↑ الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج 27، ص 167.
- ↑ الكليني، الكافي، ج 1، ص 68؛ الحر العاملي، ج 27، ص 157.
- ↑ الكافي، الكليني، ج 1، ص 50؛ الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج 27؛ ص 157 ــ 158.
- ↑ الإمام الخميني، المكاسب المحرمة، ج 2، ص 343 ــ 344.
- ↑ المجلسي، روضة المتقين، ج 6، ص 489.
- ↑ ملك أحمدي، درسنامه رزق حلال، ص 179.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 67، ص 100.
- ↑ ملك أحمدي، درسنامه رزق حلال، ص 179 ــ 180.
المصادر والمراجع
- ابن أبي فراس، ورام، مجموعة ورّام (تنبيه الخواطر و نزهة النواظر)، قم، مكتبه فقيه، ط1، 1410هـ.
- الإمام الخميني، روح الله، المكاسب المحرمة، قم، مؤسسة تنظيم ونشر آثار الإمام الخميني، ط1، 1415هـ.
- الأنصاري، مرتضى، فرائد الأصول، قم، مجمع الفكر الإسلامي، ط12، 1431هـ.
- البحراني، یوسف بن احمد، الحدایق الناضرة فی احکام العترة الطاهرة، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، ط1، 1405هـ
- الجرجاني، علي بن محمد، كتاب التعريفات، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط1، 1431هـ/ 2010م.
- الحر العاملي، محمد بن الحسن، وسائل الشيعة، قم، مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، ط1، 1409هـ.
- الشريف الرضي، محمد بن حسين، نهج البلاغة، تصحيح: صبحي صالح، قم، هجرت، ط1، 1414هـ.
- الشهيد الثاني، زين الدين بن علي العاملي، مسالك الأفهام، قم، مؤسسة المعارف الإسلامية، ط1، 1413هـ.
- الطباطبائي اليزدي، محمد كاظم، العروة الوثقی، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، ط1، 1419هـ.
- الطوسي، محمد بن الحسن، الأمالي، تحقيق: مؤسسة البعثة، قم، دار الثقافة، ط1، 1414هـ.
- الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، تصحيح: علي أكبر الغفاري ومحمد الآخوندي، طهران، دار الكتب الإسلامية، ط4، 1407هـ.
- المازندراني، محمد صالح، شرح الكافي (الأصول والروضة)، تحقيق وتصحيح: أبو الحسن الشعراني، طهران، المكتبة الإسلامية، ط1، 1382هـ.
- المجلسي، محمد باقر، مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، تحقيق وتصحيح: السيد هاشم رسول محلاتي، طهران، دار الكتب الإسلامية، ط2، 1404هـ.
- المجلسي، محمد تقي، روضة المتقين، قم، مؤسسه فرهنگى اسلامي، ط2، 1406هـ.
- النجفي، محمد حسن، جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط7، 1404هـ.
- النراقي، أحمد بن محمد مهدي، عوائد الأيام في بيان قواعد الأحكام، قم، مؤسسة المعارف الإسلامية، ط1، 1417هـ.
- محمودي، محمد رضا، مناسك الحج (محشى)، طهران، نشر مشعر، 1429هـ.
- مكارم الشيرازي، ناصر، مناسك جامع حج، قم، مدرسة الإمام علي بن أبي طالب، ط1، 1426هـ.
- ملك أحمدي، علي أصغر، درسنامه رزق حلال، مشهد، مؤسسه مطالعات راهبردی علوم ومعارف اسلام، ط1، 1392ش.
- منتظري، حسين علي، مباني فقهي حكومت اسلامي، ترجمة: محمود صلواتی وابوالفضل شکوری، قم، مؤسسه کیهان، ط1، 1409هـ.