الإمام المهدي عند أهل السنة

من ويكي شيعة
اسم الإمام المهدي، محمد بن الحسن العسكري في المسجد النبوي الشریف بالمدينة المنورة إلى جنب آبائه الأحد عشر، منذ عهد العثمانيين، ويبدو عليه التغيير الذي طال تركيبته سنة 2009 م. بفصل الياء عن الحاء إخفاءاً لكلمة "حي" المدموجة والمغيّبة بين الاسم واللقب.[١]

الإمام المهدي عند أهل السنة، هو أحد أبرز الموضوعات الساخنة لدى الفرق الإسلامية، وعند الكُتّاب والمحققين القدامى منهم والجدد وكذلك المستشرقين.

لقد ذهب كثير من علماء الفريقين من الشيعة والسنة إلى تواتر الأحاديث الواردة بشأن المهدي الموعود. ورغم استفاضة الأخبار هذه في تعيّن المهدي المسبق في شخصية من شخصيات أهل البيت، إلا أن المهدوية قلما اجتاحت المجتمعات السنية، حيث اقتصرت هي أيضاً في ذلك على الجوانب التاريخية والرؤية الزمنية للأحداث، فأحال معظمهم موضوع انطباق أوصاف المهدي إلى المستقبل البعيد، تاركين تحديد هويته.

رغم ذلك فإن جموعاً كبيرة من علماء أهل السنة دانو بولادة الموعود بعد أن ترقبت شخصيات كبيرة منهم أخبار أئمة أهل البيت، فاجتمع على ولادته أطياف مختلفة منهم فكرياً وفقهياً وسلوكياً، إلى جنب كافة مصادر الإمامية؛ حيث دوّنت مولده ونشأته في قرني الثالث والرابع للهجرة، خلَفاً للإمام الحسن العسكري الإمام الحادي عشر من أئمة أهل البيت.

لقد كانت روايات صحيحة لدى الفريقين تربط موضوع المهدي بالخلفاء الاثني عشر تزيد من أهميته، لاسيما أن الأحاديث النبوية حذرت من الميتة على غير معرفة الإمام، واصفة إياها بالميتة الجاهلية، كما أخبرت باضطراب الأرض بمضي الخلفاء وحذرت بخروج كذابين ودجالين من بعدهم قبل قيام الساعة، انطوت على أمر الغيبة.

ادعت المهدوية على مر التاريخ مجموعة من الناس، انتهت أغلبها بممات زعمائهم أو استكملت طريقها باستخلاف آخرين أعدادهم فوق مرتبة الإحصاء، أمر حدى بكثير من المهتمين إلى التدقيق في الكتب التاريخية والحديثية وإعادة النظر في مجزومات الأقوال حول الإمام المهدي عند كبار التيارات الفكرية والعقائدية من أهل السنة، مواظبين على نقل ألفاظ العبارات.

المهدي في الإسلام

القرآن والسنة

تظافرت أحاديث المهدي كموعود بُشر بمجيئه، عند السنة عامة، والشيعة خاصةً، وصرّح بتواترها كثير من علمائهم، وأفردوا لها مؤلّفات مستقلّه، أو عقدوا له أبواباً ضمن مؤلّفاتهم. وقد أحصوا الآيات المرتبطة بموضوعه 250 أية.

المآثر والنسب

لقد ركزت الكثير من روايات الفريقين على مآثر المهدي وخصائصه وملامحه، واسمه ولقبه وكنيته، كما حددت نسبه بأمور اتّحدت في المصاديق كانتسابه إلى قريش، وبني هاشم، وفاطمة (ع)، والحسين (ع). وعن النبي (ص): المهدي من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي، أشبه الناس بي خَلقاً وخُلقاً.

المهدي من وُلد الحسين

صرّح حشد من روايات الفريقين بانتساب المهدي إلى الحسين،[٢] ولم تختلف في ذلك إلا في رواية انفرد بها أبو داود في السنن،[٣] وهي منقطعة الإسناد، وكذلك رواية واحدة لنعيم بن حماد في الفتن ينقله عن ضعاف الرواة إلى جنب مجهولين غير مسمّين تعزو نسب المهدي إلى الحسن،[٤] وهو على ضعفه وكذلك تعارضه لحديث آخر يطابقه في الألفاظ،[٥] ينطبق على رواية تَنسِب المهدي إلى الحسن والحسين معاً،[٦] حيث يلتقي نسب أئمة أهل البيت في الإمام الباقر الذي جمع النسبين، من أمّه فاطمة بنت الحسن، وأبيه الإمام زين العابدين بن الحسين.

قول ابن جوزية

قال ابن الجوزية تلميذ ابن تيمية في المنار بعد نقله لرواية أبي داود: وأكثر الأحاديث على هذا تدلّ.[٧] ثم أردف كلامه بالقول: وفي كونه من وُلد الحسن سرّ لطيف، وهو أن الحسن رضي الله تعالى عنه ترك الخلافة لله فجعل الله مِن وُلده مَن يقوم بالخلافة الحق المتضمن للعدل الذي يملأ الأرض، وهذه سنة الله في عباده أنه من ترك لأجله شيئاً أعطاه الله أو أعطى ذريته أفضل منه، وهذا بخلاف الحسين رضي الله عنه فإنّه حَرِص عليها وقاتل عليها، فلم يظفر بها والله أعلم.[٨]

الأوساط العلمية

استغربت الأوساط العلمية من استشهاد ابن الجوزية بحديث في غاية الضعف، مقابل روايات متعددة ومشهورة لا يمكن أن تُعارض أو تُقابل بالخبر الواحد الصحيح فضلاً عن الضعيف.[٩] وقد يعود السبب في استشهاد ابن الجوزية بهذا الحديث وتخلّيه عن الروايات المستفيضة، إلى انتماءات وخلفيات أخرى تبوح بها مبادرته القاسية في بيان موقفه من الحسين دون تعقيب بشأن الحديث.

وفي روايات أهل البيت: إنّ الله تعالى عَوَّضَ الحسين عليه ‌السلام مِن قَتلهِ أَنْ جعلَ الإمامةَ في ذريته والشفاء في تُربته وإجابَةَ الدُّعاء عند قبره.[١٠]

المهديون

ورد في بعض المصادر السنية لفظ المهدي على صيغة الجمع: "فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ."[١١]

وقد أُطلِق لفظة المهدي في روايات أهل البيت على كل أئمة أهل البيت، إلا أنه غلب عنوانه عند الفريقين على المهدي القائم. فعن الحسين: منّا اثنا عشر مهديّا أوّلهم أمير المؤمنين عليّ بن أبي‌طالب، وآخرهم التّاسع من وُلدي، وهو القائم بالحق، يُحيى الله تعالى به الأرض بعد موتها، ويُظهر به دين الحق على الدين كله ولو كره المشركون ....[١٢]

سبب التسمية

رُوي عن أئمة أهل البيت أن المهدي سُمِّيَ بالمهدي لأنه يَهدي إلى كل أمر خفيّ،[١٣] أو كما عند الفريقين: لأنه يَهدي إلى أمر خفيّ، ويستخرج التوراة وسائر كتب الله عزوجل أو تابوت موسى من غار بأنطاكية.[١٤]

الواسطي الحنفي

ذكر الواسطي الحنفي في اشتقاق المهدي نقلاً عن ياقوت أوجهاً، قال في أولها: أن يكون من الهَدي يعني أنه مهتد في نفسه لا أنه هَديَة غيره، ولو كان كذلك لكان بضم الميم وليس الضم والفتح للتعدية وغير التعدية.[١٥]

العلامة الطباطبائي

يقول العلامة الطباطبائي في تفسير الآية: أفمن يهدي ...، قد قوبل فيه قوله: (يَهدي إلى الحق) بقوله (أمَّن لا يَهدِّي)، مع أن الهداية إلى الحق يقابلها عدم الهداية إلى الحق، وعدم الاهتداء إلى الحق يقابله الاهتداء إلى الحق، فلازمُ هذه المقابلة الملازمة بين الاهتداء بالغير وعدم الهداية إلى الحق، وكذا الملازمة بين الهداية إلى الحق والاهتداء بالذات، فالذي يهدي إلى الحق يجب أن يكون مهتدياً بنفسه لا بهداية غيره، والذي يهتدي بغيره ليس يهدي إلى الحق أبداً. هذا ما تدلّ عليه الآية بحسب ظاهرها الذي لا ريب فيه ... فالهداية إلى الحق التي هي الإيصال إلى صريح الحق ومتن الواقع ليس إلاّ لله سبحانه أو لمن اهتدى بنفسه أي هداه الله سبحانه من غير واسطة تتخلّل بينه وبينه، فاهتدى بالله وهدي غيره بأمر الله سبحانه...أي لا واسطة بينه وبين الله سبحانه في أمر الهداية، إما مِن بادئ أمره أو بعناية خاصة من الله سبحانه كالأنبياء والأوصياء من الأئمة. وأما الهداية بمعنى إرائة الطريق ووصف السبيل فلا يختصّ به تعالى، ولا بالأئمه من الأنبياء والأوصياء، ... وفي الأحاديث إشارة إلى ذلك وأن الهداية إلى الحق شأن النبي وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين...[١٦]

اسم الأب

تطرق إلى موضوع تسمية المهدي أحاديث كثيرة حوت التصريح بمواطئة اسمه مع اسم النبي (ص). ولقد انفردت رواية في ذلك بزيادة لفظ «واسم أبيه اسم أبي».

ابن تيمية

قال ابن تيمية: «إن الأحاديث التي يحتجّ بها عن خروج المهدي أحاديث صحيحة، رواها أبو داود والترمذي وأحمد وغيرهم، من حديث ابن مسعود وغيره، كقوله صلّى اللّه عليه وآله في الحديث الذي رواه ابن مسعود: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطوّل اللّه ذلك اليوم، حتى يخرج فيه رجل مني أو من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً. ورواه الترمذي وأبو داود من رواية أم سلمة... .[١٧]

الكنجي الشافعي

قال الكنجي الشافعي: وفي معظم روايات الحفاظ والثقات من نقلة الأخبار: اسمه اسم أبي فقط، والذي رواه اسم أبيه اسم أبي فهو زائدة (أحد الرواة)، وهو يزيد في الحديث. والقول الفصل في ذلك أن الإمام أحمد مع ضبطه وإتقانه روى هذا الحديث في مسنده في عدة مواضع: واسمه اسمي". وقد ذكر الترمذي الحديث في جامعه وليس فيه (اسم أبيه اسم أبي)، وذكره أبو داود وليس فيه ذلك.[١٨]

الميلاني

يقول السيد الميلاني: "وقد تكلّم علماء الفريقين على هذا اللّفظ سنداً ومعنى، وأجابوا عنه بوجوه عديدة، لا حاجة بنا إلى التطويل بإيرادها بعد ما تقرّر لزوم طرح الشاذ النادر من الأخبار، والأخذ بالمجمع عليه، لكون المجمع عليه لا ريب فيه. وقد كرّر ابن تيمية دعواه في لفظ حديث عبد اللّه بن مسعود، ولم يعز روايته بلفظ (واسم أبيه اسم أبي) إلى أحد، غير أنه أن أورده كذلك. قال: «ورواه الترمذي وأبو داود من رواية أم سلمة»، وظاهره إخراجهما الحديث عنها بذاك اللّفظ، وهو كذب في كذب. لكن الحديث عن ابن مسعود ليس كما ذكره ابن تيمية، وهذا نصه:[١٩] «وفي رواية أحمد في مسند عبد اللّه بن مسعود عن عمر بن عبيد عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن عبد اللّه قال: «قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: لا تنقضي الأيام ولا يذهب الدهر حتى يملك رجل من أهل بيتي، اسمه يواطئ اسمي». [٢٠]

الحجة بن الحسن

كان الخبر عن الخلفاء الاثني عشر، والمهدي مستفيضاً في روايات العامة والخاصة، رغم ذلك فإن المهدوية قلما اجتاحت المجتمعات السنية نظراً لتعينها المسبقة في روايات كلا الطرفين في شخصية من شخصيات أهل البيت. رغم ذلك فقد دانت لولادة المهدي الموعود مجموعات من علماء أهل السنة بعد أن ترقبت أخبارها شخصيات منهم ليصدر منهم أومن غيرهم من غير الإمامية كتب متفرقة تناولت موضوع المهدي والأئمة الإثني عشر والغيبة قبل حلول سنة 260 هـ، وهي سنة استشهاد الإمام الحادي عشر من أئمة أهل البيت: الامام الحسن العسكري، أو سنة 255 هـ، وهي تاريخ ولادة ابن له.

استشهاد الحسن العسكري

اسم الإمام الحسن العسكري (الإمام الحادي عشر من أئمة أهل البيت ووالد الإمام المهدي) في المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة

شكلت وفاة الحسن العسكري في سنة 260 هـ، منعطفاً هاما في تاريخ الإمامية، حيث كان هو الإمام الحادي عشر من أئمة أهل البيت وهو لم يُطلع الجميع عن ولادة مولود له سماه محمداً، ولم يُعين من بعده إماماً في أنظار العموم، ما زاد من حيرة شيعته والآخرين.

ابن تيمية

قال ابن تيمية في الحجة بن الحسن: «إن الاثني عشرية الذين ادّعوا أن هذا هو مهديّهم، مهديهم اسمه محمد بن الحسن، والمهدي المنعوت الذي وصفه النبي صلّى اللّه عليه وآله محمد بن عبد اللّه. ولهذا حذفت طائفة ذكر الأب من لفظ الرسول حتى لا يناقض ما كذبت. وطائفة حرّفته، فقالت: جدّه الحسين وكنيته أبو عبد اللّه، فمعناه: محمد بن أبي عبد اللّه، وجعلت الكنية اسماً، وممن سلك هذا ابن طلحة في كتابه الذي سمّاه غاية السئول في مناقب الرسول. ومن له أدنى نظر يعرف أن هذا تحريف صريح كذب على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله. فهل يفهم أحد من قوله: يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، إلا أن اسم أبيه عبد اللّه؟ وهل يدلّ هذا اللّفظ على أن جدّه كنيته أبو عبد اللّه؟... . وأيضاً: فإن المهدي المنعوت من ولد الحسن بن علي لا من ولد الحسين، كما تقدّم لفظ حديث علي».[٢١]

الميلاني

يقول السيد الميلاني: أمّا الذي فيه ذكر الأب فليس من لفظ الرسول حتى يناقض ما ذهب إليه الاثنا عشرية، وإنما هو رواية واحد من الرواة وقد خالفه غيره فيه... . ولكن العلماء كما ذكرنا من قبل، أرادوا الجمع بينه وبين اللّفظ الصحيح المتفق عليه فحملوه على بعض الوجوه، وهي سواء صحّت أو لم تصح محامل ولا يجوز التعبير عن تلك الوجوه بـ(التحريف) إلا جاهل غبي أو متعصّب عنيد. وقد كان من تلك الوجوه ما ذكره العلامة الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي المتوفى سنة 652 هـ في كتاب مطالب السئول في مناقب آل الرسول.[٢٢]

مصادر الشيعة

اجتمعت كلمة علماء الشيعة الإمامية في سنة ولادة المهدي الموعود أنها كانت في ليلة النصف من شعبان سنة 255 هـ،[٢٣] وانفرد بعضهم في ضبطها سنة 256 هـ معتبراً ذلك هو التاريخ الصحيح،[٢٤] وذلك بمدينة سامراء ( سرّ من رأى).[٢٥]

ولقد كان الإمام الحسن العسكري عليه السلام ( 260 هـ) قد أخفى مولد ابنه ، وسَتَر أمره لصعوبة الوقت وشدّة طلب السلطان له واجتهاده في البحث عن أمره. ولما شاع من مذهب الشيعة الإمامية فيه وعرف من انتظارهم له، لم يظهره والده في حياته، ولا رآه الجمهور بعد وفاته.[٢٦]

احتارت بعض المجتمعات الشيعية بوفاة الإمام العسكري الذي أخفى مولد ابنه حتى من أخيه جعفر الكذاب، وكان جعفر قد ادعى الإمامة بعد استشهاد أخيه، إلا أنه مات بعده، وأطلق علمائهم على تلك الآونة فترة الحيرة، وزاد نشاط بعض الفرق الأخرى لاسيما الإسماعيلية في ظل تخلي بعض الإمامية عن معتقداتهم، إلا أن الاعتقاد بولادة المهدي وبقائه سرعان ما تحول إلى عقيدة راسخة عند الإمامية، حتى طال علماء غيرهم، ودان لها جماعات منذ أوان ولادته مروراً بالقرنين السادس والسابع إلى القرن الحاضر، من أهل السنة[٢٧] (راجع البحث الآتي)، وحتى الإسماعيلية، منهم أبو علي بن الأفضل بن بدر الجمالي ذات الأصول السنية الذي تمسَّك بالإثني عشر، ودعا على منابر مصر للمنتظَر.[٢٨]

مصادر أهل السنة

اتّفق على ولادة المهدي بن الحسن العسكري (ع) جماعات غفيرة من مختلف أطياف أهل السنة، منذ حياة الإمام العسكري (ع) إلى القرن الأخير، وساقوا نسبه في كتبهم إلى الحسين عليه السلام بتسعة وسائط. ومعظم أقوالهم في ولادته أنها كانت في النصف من شعبان سنة 255 هـ. ولقد نقل بعضهم أن ولادته كانت في الثالث والعشرين من شهر رمضان سنة 276 هـ،[٢٩] أو 258 هـ،[٣٠] وقيل في التاسع من شهر ربيع الأول سنة 258 هـ، وكذلك ثامن شعبان سنة 256 هـ.[٣١]

اختلافات
اسم الإمام علي بن محمد النقي (الإمام العاشر من أئمة أهل البيت وجدّ الإمام المهدي) في المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة.

قال ابن أبي الثلج من فقهاء أصحاب الحديث من أهل السنة، ومن أصحاب محمد بن جرير الطبري وأتباع مدرسته الفقهية،[٣٢] وممن عاصر وصاحب أيضاً الإمامين النقي والعسكريعليهما السلام:[٣٣] "ومن الدلائل ما جاء عن الحسن العسكري عند ولادة محمد بن الحسن في كلام كثير: وزعمت الظلمة أنهم يقتلونني، ليقطعوا هذا النسل، كيف رأوا قدرة القادر؟ وسماه المؤمل، وقال علي بن محمدعليه السلام: في أبي جعفر خلف من أبي جعفر، وقال: لو أذن الله لنا في الكلام، لزالت الشكوك، يفعل الله ما يشاء". [٣٤]

يقول مصحح الكتاب السيد محمد رضا الحسيني الجلالي معلقاً على قول الإمام علي بن محمد النقي عليه السلام: لم أجد لهذا الحديث ذكراً فيما توفر لدي من المراجع والمصادر، ولو كان الكلام المذكور حديثاً، فالمراد -ظاهراً- من "أبي جعفر" الأول هو الإمام محمد بن الحسن المهدي، حفيد الإمام الهاديعليه السلام القائل لهذا الكلام، والمراد من أبي جعفر الثاني، هو السيد محمد بن الإمام الهادي الذي توفي في عهد أبيه. فمعنى الكلام: أن في المهدي خَلَفاً وعِوضاً من أبي جعفر السيد محمد الفقيد. ولو كان قوله: "أبي جعفر" الثاني مصحفاً عن "ابني جعفر" لدل الكلام على أن المهدي يُغني في الإمامة عن جعفر ابن الإمام الهادي الذي ادعى الإمامة بغير حق بعد أخيه الحسن العسكريعليه السلام (وقد أخفى مولد ابنه عنه). فيكون الإمام الهاديعليه السلام قد أخبر ودل على إمامة المهدي على كلا الاحتمالين. ويكون هذا الكلام من الدلائل على المهدي فلاحظ.[٣٥]

كتب متقدمة

  • الإنصاف والمستثبت: يُعتبر كتابي الإنصاف في الإمامة، والمستثبت لمحمد بن عبد الرحمان الرازي المعتزلي المعروف بابن قِبة (قبل 319 هـ)، من أقدم الكتب المصنفة بعد استشهاد الحسن العسكري التي تطرّقت إلی وقوع ولادة المهدي القائم وإمامته وغيبته. وابن قبة کان قد تحول إلی مذهب الإمامية،[٣٦] فكتب المستثبت نقضاً لكتاب المسترشد وهو لأستاذه أبي القاسم البلخي من المعتزلة،[٣٧] كما کتب أيضاً في نقض المذاهب الأخرى (الزيدية و ...) في هذا الموضوع، غير أن كتبه لم تبق، ولم يرد منها إلا أجزاء في مصنفات الآخرين.
اختلافات

يقول السيد محمد رضا الحسيني الجلالي في مقارنة له بين نسخة ابن الخشاب مع ما صححه من كتاب تاريخ أهل البيت: الكتاب ليس إلا نسخة من كتابنا هذا،[٤١] والاختلاف الملاحظ في نسخة ابن الخشاب (إسناد روايات إلى الرضا عليه السلام والصادق عليه السلام تتحدث عن المهدي عليه السلام وولادته وكذلك حذف فصل "أبواب النبي والأئمة" برمته)، ناشئ من أن النقلة أكثرهم من العامة، وقد هالهم أمر انطباق روايات المهدي عليه السلام على خصوص ابن الحسن العسكري عليه السلام الذي يعتقد الشيعة الاثنا عشرية فيه الإمامة، فلما رووا الكتاب دعموه بروايات العامة في المهدي عليه السلام تخفيفاً لما هالهم من ذلك.[٤٢]

كلمات لبعض علمائهم

  • قال العلامة القندوزي الحنفي (1294 هـ): ولم يخلف (الحسن العسكري) غير ولده أبي القاسم محمد الحجة، وعمره عند وفاة أبيه خمس سنين، لكن أتاه الله تعالى الحكمة ... فالخبر المعلوم المحقق عند الثقات أنّ ولادة القائم (ع) كانت ليلة الخامس عشر من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين في بلدة سامراء عند القران الأصغر الذي كان في القوس، وهو رابع القران الأكبر الذي كان في القوس، وكان الطالع الدرجة الخامسة والعشرين من السرطان.[٤٦]
  • قال العلامة العدوي الحمزاوي المالكي (1303 هـ): قال سيدي عبد الوهاب الشعراني في اليواقيت والجواهر: المهدي من وُلد الإمام الحسن العسكري ومولده ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين.[٤٧]
  • ويقول محمد ويس السوري (1405 هـ) النسابة المعاصر: الإمام محمد المهدي، وُلد في النصف من شعبان سنة 255 هـ‍، وأمه نرجس، وُصِف فقالوا عنه: ناصع اللون، واضح الجبين، أبلج الحاجب، مسنون الخدّ، أقنى الأنف، أشمّ، أروع، كأنه غصن بان، وكأنّ غرته كوكب درّي، في خدّه الأيمن خال كأنه فتات مسك على بياض الفضة، وله وفرة سمحاء تطالع شحمة أذنه، ما رأت العيون أقصد منه ولا أكثر حُسناً وسكينة وحياءاً. وبعد، فهذه هي أقوال علماء الأنساب في ولادة الإمام المهدي (ع)، وفيهم السنّي والزيدي إلى جانب الشيعي، وفي المثل: أهل مكة أعرف بشعابها.[٤٨]

أم المهدي

ذكرت المصادر الشيعية كما في بعض المصادر السنية أن أمّ القائم أمّ ولد يقال لها نرجس، أو صقيل، أو صيقل.[٤٩] وقد قطعوا بعدم زواج الحسن العسكري إلا من أمة،[٥٠] كما قد تدل الأسماء الواردة على ذلك.

وفي روايات الشيعة المتقدمة أن الإمام جعفر الصادق سُئل عن تصريح علي (ع) في المهدي: بأبي ابن خير الإماء، أهي فاطمة عليها السلام؟ فقال:« إن فاطمة عليها السلام خيرة الحرائر. ذاك المبدح بطنه، المشرب حمرة...[٥١]

قال ابن أبي الحديد الشافعي (650 أو 656 هـ) في شرحه لنهج البلاغة: وأما أصحابنا فيزعمون أنه فاطمي يولد في مستقبل الزمان لأم ولد وليس بموجود الآن، وأنه يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً ، وينتقم من الظالمين وينكل بهم أشد النكال.[٥٢] يقول الكوراني معلقا على كلام ابن أبي الحديد: ولقد وقع فيها ابن أبي الحديد ومثله كل من يثبت هذا النص لأمير المؤمنين عليه السلام بأن المهدي عليه السلام ابن خيرة الإماء.[٥٣]

ابن أبي الثلج وابن الخشاب

جاء في تاريخ الأئمة لابن أبي الثلج: "صغيرة، ويُقال: حكيمة، ويقال: نرجس، ويقال: سوسن، قال ابن همام: حكيمة هي عمة أبي محمدعليه السلام، ولها حديث بولود صاحب الزمان، وهي روت أن أم الخلف اسمها نرجس."[٥٤]

وفي تاريخ ابن الخشاب بسنده: "قال سيدي جعفر بن محمد: الخلف الصالح من ولدي المهدي، اسمه محمد، كنيته أبو القاسم، يخرج في أخر الأزمان، يقال لأمه صيقل. قال لنا أبو بكر الزراع وفي رواية أخرى: بل أمه حكيمة. وفي رواية أخرى ثالثة يقال لها نرجس، ويقال: بل سوسن، والله أعلم بذلك".[٥٥]

ابن حزم والذهبي

قال الذهبي: فأما محمد بن الحسن هذا فنقل أبو محمد بن حزم: "أن الحسن مات عن غير عقب. قال: وثبت جمهور الرافضة على أن للحسن ابناً أخفاه. وقيل: بل وُلِدَ له بعد موته، من أمة اسمها: نرجس أو سوسن والأظهر عندهم أنّها صَقِيلٌ، وادّعت الحمل بعد سيِّدها فأُوقفَ ميراثُه لذلك سبع سنين، ونازعها في ذلك أخوه جعفر بن عليّ فتعصّب لها جماعة، وله آخرون ثمَّ انْفَشَّ ذلك الحمل، وبطل فأخذ ميراث الحسن أخوه جعفر وأخ له، وكان موت الحسن سنة ستين ومئتين إلى أن قال: وزادت فتنة الرَّافضة بصَقيل، وبدعواها إلى أن حبسها المعتضد بعد نيِّف وعشرين سنة من موت سيِّدها، وجُعِلَت في قصره إلى أن ماتت في دولة المقتدر".[٥٦]

العلامة الأميني

قال العلامة الأميني في تعليقه على قول ابن حزم في أن الرافضة تُجيز إمامة المرأة والحمل في بطن أُمِّه: وليت شعري بماذا يُجيب الرَّجل إذا سُئل عن أنَّ الشيعة متى ما جوَّزَت إمامة الحمل في بطن أُمَّه؟ وأيّ أحد من أيّ فرقة منهم ذهب إلى إمامة حمل لم يولد بعدُ؟ وأيّ حمل قالوا بإمامته؟ ومتى كان ذلك؟ ومَن ذا الذي نقله عنه؟ وممَّن سمعه؟ نعم، إنَّ الشياطين ليوحون إلى أوليائهم.[٥٧]

Encyclopædia Iranica

يكتب أمير معزي في Encyclopædia Iranica: بناءاً على كثير من المصادر، نفذ الحسن العسكري تكتيكاً مزدوجاً لحماية المولود: أخفى مولده إلا من خاصة أصحابه حتى أعلن أن أمه حُديث هي وارثه، وآثار أبدت تخاوف الجواسيس من احتمال حمل لإحدى إمائه وهي صقيل صرفت الأنظار بعد وفاة سيدها عن البحث عن مولود آخر، غير أنها خُلّيَت وشأنها بعد سنة، لعدم العثور على شيئ يدل على ذلك.[٥٨][٥٩]

جاسم حسين

يكتب جاسم حسين أن المصادر الغير الشيعية ابتنت على معطيات كتاب المسترشد لأبي القاسم البلخي المعتزلي (حوالي 301 هـ) الذي ذكر أن الحسن العسكري مات دون وارث يخلفه، ويبدو أن البلخي استقى معلوماته حول تصنيف فرق الشيعة بعد سنة 260 من حسن بن موسى النوبختي (حوالي 300 هـ)، والكتاب صار مرجعاً لمعلومات عبد الجبار المعتزلي (415 هـ) وأبو الحسن الأشعري (324 هـ)، ثم أصبح كتاب الأشعري مصدراً لسائر كتب أهل السنة مثل ابن حزم (456 هـوالشهرستاني (548 هـ). [٦٠] [٦١]

خوارق العادات

كان خبر المهدي الذي خَفِي أمره على أجهزة الحكم الراصدة للإمام الحادي عشر من أئمة أهل البيت في معسكر سامراء مُنبِئاً عن تعلقه بمولود عُني بإرادة خاصة في ولادته ونشأته، كانت قد أفصحت عنها شؤون المهدي المسبقة في أحاديث الفريقين، فضلاً عن انعكاسها في الأدب واللغة.

قال الواسطي الحنفي (1205 هـ) اللغوي والمحدث، في كتاب تاج العروس من جواهر القاموس، في آخر الأوجه الثلاثة من تسمية المهدي بــالمهدي، ناقلاً عبارة ياقوت: أن يكون منسوباً إلى المهد تشبيهاً له بعيسى عليه السلام، فإن تَكلُّمَه في المهد فضيلة اختص بها، وإنه يأتي في آخر الزمان فيهدي الناس من الضلالة. ثم قال هو: ومن هنا تكنيتهم بأبي المهدي لمن كان اسمه عيسى.[٦٢]

ولم تخل كتب أهل السنة على مر السنين من نقل الوقائع المرتبطة بأحداث الولادة وما بعدها، على نحو الاستيقان مستندين إلى المقربين. من ذلك:

  • مارواه نور الدين الدشتي الجامي الحنفي (898 هـ) عن حكيمة عمة الحسن العسكري في مولد المهدي: ثم أضاء البيت فرأيت الولد على الأرض ساجداً فأخذته فناداني أبو محمد من حجرته يا عمة، إئتني بولدي، فأتيته به، فأجلسه في حجره، ووضع لسانه في فمه، وقال: تكلّم يا ولدي بإذن الله تعالى، فقال: بسم الله الرحمن الرحيم ونريد أن نمنّ على الذين استُضعِفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين. ثم رأيت طيوراً خُضراً أحاطت به، فدعا أبو محمد (ع) واحداً منها، وقال: خذه واحفظه حتى يأذن الله تعالى فيه، فإن الله بالغ أمره، فسألت أبا محمد (ع) ما هذا الطير وما هذه الطيور؟ فقال: هذا جبرئيل، وهؤلاء ملائكة الرحمة، ثم قال: يا عمة رُدّيه إلى أمّه كي تقرّ عينها ولا تحزن ولتعلم أنّ وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون. فرددته إلى أمه، ولما وُلِد كان مقطوع السرة مختوناً مكتوباًً على ذراعه الأيمن: جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً، إنتهى.[٦٣]
  • ما قاله عبد الرحمن الچشتي (1074 هـ): ذِكر شمس الدين والدوله هادي الملة والدولة: من هو القائم في المقام المطهريّ الأحمديّ الإمام بالحق أبو القاسم محمد بن الحسن المهدي، وهو الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت، ... كان عمره عند وفاة أبيه خمس سنين ... ومثله مثل يحيى بن زكريا حيث أعطاه الله في الطفولية الحكمة والكرامة، ومثل عيسى بن مريم حيث أعطاه الله النبوة في صغر سنه ... وما ظهر له من خوارق العادات كثير لا يسعها هذا المختصر.[٦٤][٦٥]

الإمامة

توفي الحسن العسكري وللمهدي خمس سنين. وللشيعة الإمامية في إمامته نصوص كثيرة من النبي وأئمة أهل البيت، ذكر شطراً منها الشيخ المفيد في كتاب الإرشاد.[٦٦]

في كلام النبي

قوله مخاطباً الحسين عليه السلام: «أنت سيّد ابن سيد، أنت إمام ابن إمام، أنت حجة ابن حجة، أبو حجج تسعة من صلبك، تاسعهم قائمهم».[٦٧]

في كلمات علماء أهل السنة

يقول العلامة المولوي محمد الهندي الحنفي: وهذا طرف يسير مما جاء من النصوص الدالة على الإمام الثاني عشر عن الأئمة الثقات، والروايات في ذلك كثيرة أضربنا عن ذكرها، وقد دوُنها أصحاب الحديث في كتبهم واعتنوا بجمعها ولم يتركوا شيئاً. وممن اعتنى بذلك وجمعه إلى الشرح والتفصيل الشيخ الإمام جمال الدين أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الشهير بالنعماني في كتابه الذي صنفه ملأ الغيبة في طول الغيبة، وجمع الحافظ أبو نعيم (الإصفهاني) أربعين حديثاً في أمر المهدي خاصّة، وصنّف الشيخ أبو عبد الله محمد بن يوسف الكنجي الشافعي في ذلك كتاباً سمّاه البيان في أخبار صاحب الزمان.[٦٨]

الغيبة

وكما كان الخبر عن المهدي مستفيضاً في مصادر الفريقين، كان الخبر بغيبته نوعاً ما موجوداً عند الإمامية، وغيرهم، قبل وجوده وقبل غيبته، من ذلك ما جاء في روايات تناقلتها أبناء أهل السنة.

في الأحاديث

  • عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي (ص): إن عليا وصيي، ومن ولده القائم المنتظر المهدي، الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، والذي بعثني بالحق بشيرا ونذيرا، إن الثابتين على القول بإمامته في زمان غيبته لأعز من الكبريت الأحمر. فقام إليه جابر بن عبد الله فقال: يا رسول الله، وللقائم من ولدك غيبة؟ قال: إي وربي، ليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين. ثم قال: يا جابر، إن هذا أمر من أمر الله، وسر من سر الله، فإياك والشك، فان الشك في أمر الله (عز وجل) كفر.[٦٩]
  • عن النبي (ص): المهدي من ولدي اسمه اسمي، وكنيته كنيتي، أشبه الناس بي خَلقاً وخُلقا، يكون له غيبة وحيرة يضلّ فيها الأمم.[٧٠]
  • عن علي (ع): ... ولا تستبطئوا ما يجيء به الغد ... هذا إبان ورود كل موعود، ودنوُّ مِن طَلعةِ ما لا تعرفون ... في سترة عن الناس لا يبصر القائف أثره ولو تابع نظره ...[٧١]
على اليسار: اسم الإمام المهدي حالياً بين أسماء آبائه الأحد عشر في صحن المسجد النبوي الشریف بالمدينة المنورة، وقد بدت عليه معالم التغيير بفصل الياء عن الحاء إخفاءاً لكلمة "حي" المدموجة والمغيّبة بين الاسم واللقب كما كانت عليه في كتابتها الأولى (على اليمين) منذ عهد العثمانيين.[٧٢]

في كلمات علماء المذاهب

ذهبت جموع من علماء طوائف المسلمين أن المهدي هو الثاني عشر من أئمة أهل البيت، الذي سجلوا ولادته وغيبته.

قال ابن حجر الهيثمي (973 هـ): ... ويُسمّى القائم المنتظر، قيل: لأنه ستر بالمدينة وغاب، فلم يعرف أين ذهب.[٧٣]

من المالكية

من الحنفية

  • يقول أحمد القرماني (1019 هـ): كان مربوع القامة، حسن الوجه والشعر، أقنى الأنف، وأجلى الجبهة ... واتفق العلماء على أنّ المهدي (محمد بن الحسن) هو القائم في آخر الوقت، وقد تعاضدت الأخبار على ظهوره، وتظاهرت الروايات على إشراق نوره، وستسفر ظلمة الأيام والليالي بسفوره، وينجلي برؤيته الظلم إنجلاء الصبح عن ديجوره، ويسير عدله في الآفاق فيكون أضوء من البدر المنير في مسيره.[٧٧]
  • قال العلامة المحدث البدخشي (1126 هـ): وقال بعضهم اختفى حين وُلِد ولم يسمع بمولده إلاّ خاصة أبيه، ولم يزل مختفياً حياً باقياً حتى يُؤمَر بالخروج، فيخرج ويملأ الأرض عدلاًً كما مُلئت جوراًً، ولا استحالة في طول حياته، فإنه قد عُمِّر كثيرٌ من الناس حتى جاوزوا الألف كنوح ولقمان والخضر سلام الله على نبينا وعليهم.[٧٨]

من الحنبلية

اسم الإمام المهدي محمد بن الحسن العسكري على هيئتها الأصلية من صورة ملتقطة سابقاً عن باحة المسجد النبوي. [٧٩]

«ألا إن ختم الأولياء شهيد * وعين إمام العالمين فقيد * هو السيد المهدي من آل أحمد * هو الصارم الهندي حين يبيد * هو الشمس يجلو كل غم وظلمة * هو الوابل الوسمي حين يجود*

وقد جاءكم زمانه وأظلكم أوانه وظهر في القرن الرابع اللاحق بالقرون الثلاثة الماضية قرن رسول اللّٰه ص وهو قرن الصحابة ثم الذي يليه ثم الذي يلي الثاني.»



كلام ابن عربي وشِعره في المهدي في النُسخ الحاليّة للفتوحات المكية، باب 366، يصفه بالشهيد (الشاهد) الفقيد!

  • قال سبط بن الجوزي (654 هـ) حفيد ابن الجوزي: محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وكنيته أبو عبد الله وأبو القاسم، وهو الخلف الحجة صاحب الزمان القائم والمنتظر والتالي، وهو آخر الأئمة. انبأنا عبد العزيز بن محمود بن البزاز عن ابن عمر قال: قال رسول الله (ص) يخرج في آخر الزمان رجل من وُلدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً فذلك هو المهدي.[٨٢]

من الشافعية

  • يقول العلامة الأبياري المصري (1305 هـ): قال صاحب الفصول المهمة: ... وله قبل قيامه غيبتان: أحداهما أطول من الأخرى أما الأولى فمنذ ولادته إلى إنقطاع السعاية في شيعته لصعوبة الوقت وخوف السلطان ... الثانيه بعد ذلك، وهي أطول وذلك في زمن المعتمد ( سنة 266 ) اختفى في سرداب الحرس فلم يقفوا له على خبر، ثم قال: ومن الدلائل على كون المهدي حياً باقياً منذ غيبته إلى آخر الزمان بقاء عيسى بن مريم والخضر.[٨٣]
  • يقول عبد الرحمن باعلوي (1344 هـ) مفتي الديار الحضرمية: نقل السيوطي، عن شيخه العراقي أنّ المهدي (ع) ولد سنة 255، قال: ووافقه الشيخ علي الخواص، فيكون عمره في وقتنا سنة 958، سبعمائة وثلاث سنين. وذكر أحمد الرملي أن المهدي موجود، وكذلك الشعراني، من خطّ الحبيب علوي بن أحمد الحداد، وعلى هذا يكون عمره في سنة 1301، 1046 سنة.[٨٤]
التحفة السليمانية أو مختصر التواريخ، إيروان (أرمينيا)، القرن الحادي عشر هـ. مخطوطة مُجَدولة باللغة التركية ليوسف بن عبد اللطيف، باسم السلطان العثماني سليمان (926 - 974 هـ) بدءاً من نبي الله آدم حتى القرن 10 هـ، تَظهر في أعلى الصفحة أسماء أئمة أهل البيت عليهم السلام: الإمام محمد التقي، وابنه الإمام علي النقي، وابنه الإمام الحسن العسكري، وابنه صاحب الأمر عليه السلام (المهدي)ـ

تعليقات

  • قال ابن أبي الحديد المعتزلي الشافعي (650 أو 656 هـ) في شرح قول علي عليه السلام عن الشخصية الموعودة "في سترة من الناس": هذا الكلام يدل على استتار هذا الإنسان المشار إليه، وليس ذلك بنافع للإمامية في مذهبهم، وإن ظنوا أنه تصريح بقولهم. وذلك لأنه من الجائز أن يكون هذا الإمام يخلقه الله تعالى في آخر الزمان، ويكون مستتراً مدة وله دعاة يدعون إليه ويقررون أمره، ثم يظهر بعد ذلك الإستتار، ويملك الممالك، ويقهر الدول، ويمهد الأرض.[٨٥]
  • يقول الكوراني معلقاً على قول ابن أبي الحديد هذا، بعد إذعان ابن أبي الحديد بعقيدة أبناء طائفته في المهدي أنه يولد في مستقبل الزمان لأم ولد: فإذا لم يكن هو ابن الإمام العسكري عليهما السلام وكان سيولد في عصرنا مثلاً، فأين الإماء؟ وكيف يكون ابن أم ولد وابن خيرة الإماء؟[٨٦]
  • يقول العلامة بهجت أفندي الشافعي القفقازي (1350 هـ/ 1938 م): ولمّا كان حديث "من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية" متفقاً عليه بين علماء المسلمين، فلا يوجد مسلم لا يعتقد بوجود الإمام المنتظر، ونحن نعتقد أن المهدي صاحب العصر والزمان وُلد ببلدة سامراء، وإليه إنتهت وراثة النبوة والوصاية والإمامة، وقد اقتضت الحكمة الإلهية حفظ سلسلة الإمامة إلى يوم القيامة، فإنّ عدد الأئمة بعد رسول الله محصورة معلومة، وهي إثنا عشر بمقتضى الحديث المرويّ في الصحيحين: الخلفاء بعدي إثنا عشر.[٨٧]

فلسفة الغيبة

تُعتبر الغيبة من وجهة نظر الإمامية مسئلةً امتُحِن بها المؤمنون بل كافة الناس.[٨٨] ويمكن إحصاء أهم ما يرتبط بفلسفتها بحسب الأحاديث الواردة في: تمثيله بالشمس إذا جللها السحاب،[٨٩] تشتّت القلوب،[٩٠] الامتحان في آل محمد،[٩١] والسنة والإرادة الإلهية.

روى أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعري وهو يسئل الإمام الحسن العسكري: فما السُّنة الجارية فيه من الخضر وذي القرنين؟ فقال: طولُ الغيبة يا أحمد. فقلت له: يا ابن رسول اللّه وإن غيبته لَتطولُ؟ قال: إي وربي حتي يرجعَ عن هذا الأمر أكثرُ القائلين به، فلا يبقى إلاّ من أخذ اللّه عَهده بولايتنا، وكتب في قلبه الإيمانَ، وأيَّده بروح منه. يا أحمد بن إسحاق هذا أمرٌ من اللّه وسرٌّ من سر اللّه وغيبٌ من غيب اللّه، فخذ ما آتيتُك وأكتمه، وكن من الشاكرين تكن معنا غداً في عليين.[٩٢]

ابن حزم

يقول ابن حزم: واعلموا أن كل أمة أدبرت فإنهم ينتظرون من العودة ویمنون أنفسهم من الرجعة، بمثل ما تمنى به بنو إسرائيل أنفسهم، ويذكرون في ذلك مواعيد كمواعيدهم، فأمل كأمل فلا فرق كانتظار مجوس الفرس «بهرام هماوند» راكب البقرة، وانتظار الروافض للمهدي، وانتظار النصارى الذين ينتظرون في السحاب، وانتظار الصابئين أيضاً لقصة أخرى، وانتظار غيرهم للسفياني.[٩٣]

محسن الأمين

يقول العلامة السيد محسن الأمين: وبوجه الإجمال إذا كان الدجّال القبيح الأفعال قد وُجِد وظهر وبقي حيّاً مخفيّاً، وكذلك عيسى (عليه السلام) وُجِد واختفى عن الخلق، فابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا اختفى عن نظر العوام وظهر جهاراً في وقته المعيّن له بمقتضى التقدير الإلهي مثل عيسى والدجّال، فليس ذلك بعجيب من أقوال جماعة من الأكابر وأئمة أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وإنكار ذلك من باب التعصّب، ليس فيه كثير ضرر.[٩٤]

الخروج

تذكر المصادر أن المهدي يخرج في آخر الزمان من مكة ويملك الدنيا كلها،[٩٥] فإذا خرج أسند ظهره إلى الكعبة، فتخرج الأبدال من الشام وأشباههم، ويخرج إاليه النجباء من مصر، وعصائب أهل الشرق وأشباههم، حتى يأتوا مكة، فيبايع له بين زمزم والمقام، ثم يخرج متوجها إلى الشام، وجبريل على مقدمته، وميكائيل على ساقته،[٩٦] واجتمع إليه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً.[٩٧]

الدجال والدجالون

يتزامن خروج المهدي ونزول السيد المسيح، مع ظهور عدة شخصيات منها المسيح الدجال.

وقد صرحت روايات الفريقين من السنة والشيعة بخروج الكذابين بعد أن يلي الأمة اثنا عشر خليفة، من ذلك ما أخرجه مسلم عن النبي (ص):

"لا يزال الدين قائماً حتى يكون اثنا عشر خليفة من قريش،[٩٨] ثم يخرج كذابون بين يدي الساعة."[٩٩]

المهدي والصيحة السماوية

يخرج المهدي على رأسه غمامة، فيها مناد ينادي (بصوت فصيح): هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه.



الأربعون حديثاً في المهدي لأبي نعيم الإصفهاني، تاريخ ابن الخشاب، و ...

وردت روايات لدى فريقين أخبرت بعدم خروج المهدي إلا بعد السفياني.[١٠٠]

ولقد صرّحت روايات أهل البيت في حدوث صيحتين عند خروج المهدي: صيحة باسمه وصيحة باسم بني أمية وآل أبي سفيان.[١٠١]

وفي روايات أهل السنة: "[إذا] التقى السفياني والمهدي للقتال، يومئذ يسمع صوت من السماء: ألا إنّ أولياء اللّه أصحاب فلان، يعني المهدي".[١٠٢]

ثأر الحسين

جاء في روايات أهل البيت أنّ المهدي يطالب أول ما يخرج بثأثر جده الحسين (ع).[١٠٣]

مقارنة حول مسئلة الصيحة

قورن خروج المهدي والصيحة باسمه، وانتقامه من المجرمين بفقرات من الكتاب المقدس.[١٠٤] من ذلك ما جاء في سفر الرؤيا: ثم رأيت ملاكاً طائراً في وسط السماء، معه بشارة أبدية ليبشّر الساكنين على الأرض، وكل أمة وقبيلة ولسان وشعب، منادياً بصوت عظيم: خافوا الله وأعطوه مجدًا لأنه قد جاءت ساعة حُكمه، واسجدوا لصانع السماء والأرض والبحر وينابيع المياه.[١٠٥]

اللهم إني أسألك بحق [الحسين] ... المعوَّض مِن قتْله أنّ الأئمة مِن نسله والشفاء في تُربته والفوز معه في أوْبته والأوصياء مِن عترته بعد قائمهم وغيبته حتى يُدركوا الأوتار ويثأروا الثار ويُرضوا الجبّار ويكونوا خير أنصار ...



ماخرج من الناحية المقدسة إلى وكيل الإمام العسكري أبي القاسم بن علاء الهمداني. مصباح المتهجد.

وجاء في سفر إرميا: اصعدي أيتها الخَيل وهيّجي المركبات، ولتخرج الأبطال...، فهذا اليوم للسيد رب الجنود، يوم نقمة للانتقام من مبغضيه، فيأكل السيف ويشبع ... لأن للسيد رب الجنود ذبيحة في أرض الشمال عند نهر الفرات.[١٠٦]

طريقة حُكمه

أفادت روايات عديدة حول مهامّ المهدي في نشر العدل ومكافحة الشر أن ذلك يتمّ باستأصال المكائد وقمع الفتن من جذورها في الصدور، بخلاف ما قد يُأمَر به عموم الأنبياء في ظاهر الإنذار . فعن النبي: إنما أقضي بينكم بالبينات والأيمان وبعضكم ألحَنُ بحجّته من بعض، فأيّما رجل قطعت له من مال أخيه شيئاً فإنما قطعت له به قطعة من النار.[١٠٧]

إن وجود روايات عند كلا الفريقين حول ارتباط المهدي بالكتب السماوية وامتلاكه لها، يفيد بأن معرفته وحُكمه بخفايا الأمور قد وقعتا من عند تسميته بلفظ المهدي.[١٠٨]

وعن الإمام الباقر: إذا قام قائم آل محمد حَكم بين الناس بحُكم داود، لا يحتاج إلى بينة، يُلهمه الله تعالى فيحكم بعِلمه، ويُخبر كل قوم بما استبطنوه.[١٠٩]

العلامة الساباطي الحنفي

يذكر الساباطي الحنفي (1250 هـ) (وكان نصرانياً فأسلم وألف كتاباً سماه البراهين الساباطية) الفقرات التالية في سفر أشعيا من الكتاب المقدس: 2. ويحلّ عليه روح الربّ، روح الحكمة والفهم، روح المشورة والقوة، روح المعرفة ومخافة الربّ 3. ولذته في مخافة الربّ، فلا يقضي بحسب مرأى عينيه، ولا بحسب مسمع أذنيه 4. ويحكم بالإنصاف لبائسي الأرض، ويضرب الأرض بقضيب فمه، ويُميت المنافق بنفخه شفتيه... 6. ويسكن الذئب والخروف، ويربض النمر مع الجدي، والعجل والشبل معاً، وصبيٌّ صغير يسوقها...9 لا يسيئون ولا يفسدون في كل جبل قدسي، لأن الأرض تمتليء من معرفة الربّ، كما تغطّي المياه البحر.

يكتب الساباطي الحنفي بعد تأويل النصارى للفقرات المذكورة وردّه لتأويلهم: "فيكون المنصوص عليه هو المهدي رضي الله عنه بعينه بصريح قوله ولا يدين بمجرد السمع، لأن المسلمين أجمعوا على أنه رضي الله عنه لا يحكم بمجرد السمع والحاضر، بل لا يلاحِظ إلا الباطن، ولم يتفق ذلك لأحد من الأنبياء والأوصياء...."[١١٠]

تساؤلات

العلامة الساباطي الحنفي

قال العلامة الساباطي الحنفي (1250 هـ): وقد اختلف المسلمون في المهدي رضي الله عنه، فقال أصحابنا من أهل السنة والجماعة إنه رجل من أولاد فاطمة، يكون اسمه محمداً واسم أبيه عبد الله وأمه آمنة، وقال الإماميون بل إنه هو محمد بن الحسن العسكري، وكان قد وُلد سنة 255 من فتاة للحسن العسكري رضي الله عنه اسمها نرجس في سر من رأى بزمن المعتمد، ثم غاب سنة ثم ظهر ثم غاب وهي الغيبة الكبرى ولا يؤب بعدها إلا إذا شاء الله، ولمّا كان قولهم أقرب لتناول هذا النصّ وكان غرضي الذبّ عن ملة محمد (مع قطع النظر عن التعصب في المذهب) ذكرت لك مطابقة ما يدّعيه الإماميون مع هذا النص.[١١١]

كمال الدين الشامي الشافعي

ذكر العلامة العدوي النصيبي الشافعي تساؤلات مقدرة بشأن حياة المهدي وأجاب عليها نفسه. من ذلك:

تعيّن الأوصاف؟

التسليم بصحة الروايات النبوية وصراحتها في نسبة المهدي، من غير أن تدلّ على أنه هو الحجة بن الحسن، حيث أن وُلد فاطمة عليها السلام كثيرون، وكل من يولد من ذريتها إلى يوم القيامة يصدق عليه أنه من وُلد فاطمة، وأنه من العترة الطاهرة، وأنه من أهل البيت عليهم السلام، فيحتاج إلى زيادة دليل على أن المهدي المراد هو الحجة المذكور.[١١٢]

الإنفراد بالأوصاف؟

عدم العمل بالأحاديث بالعلامة والدلالة إلا بعد العلم باختصاص من وُجدت فيه بها دون غيره وتعيّنه لها، حيث أن وقت بعثة المهدي وظهوره وولايته هو في آخر أوقات الدينا عند ظهور الدجال ونزول عيسى بن مريم عليه ‏السلام، وذلك سيأتي بعد مدة مديدة. ومِن الآن إلى ذلك الوقت المتراخي الممتدّ أزمانٌ متجددة، وفي العترة الطاهرة من سلالة فاطمة عليها السلام كثرةٌ يتعاقبون ويتوالدون إلى ذلك الأوان، فيجوز أن يولد من السلالة الطاهرة والعترة النبوية من يجمع تلك الصفات فيكون هو المهدي المشار إليه في الأحاديث المذكورة، فلا يبقى الدليل مختصاً بالحجة بن الحسن.[١١٣]

انطباق الأوصاف؟

عدم تطابق اسم والد المهدي مع اسم أب النبي خلافاً لبعض الأحاديث، حيث ذكرت مواطـئتهما في ذلك. (راجع الأبحاث السابقة تحت عنوان: "تحديد الاسم"، و"الحجة بن الحسن".[١١٤]

الأجوبة

يرى العلامة الشافعي في جوابه على الأسئلة:

1- إن النبي (ص) لما وصف المهدي عليه السلام بصفات متعددة، وعدّد الأوصاف الكثيرة التي جمعتها الأحاديث الصحيحة المذكورة آنفاً وجعلها علامة ودلالة على الشخص الذي يُسمّى بالمهدي، وثبتت له الأحكام المذكورة وهو الشخص الذي اجتمعت تلك الصفات فيه، ثم وجدنا تلك الصفات المجعولة علامةً ودلالةً مجتمعة في الحجة بن الحسن دون غيره، فيلزم القول بثبوت تلك الأحكام له، وأنه صاحبها، وإلا فلو جاز وجود ما هو علامة ودليل، ولا يثبت ما هو مدلوله، قدح ذلك في نصبها علامة ودلالة من رسول الله وذلك ممتنع.[١١٥]

2- إذا عُرف أنه إلى وقت ولادة الحجة بن الحسن وإلى زماننا هذا لم يوجد من جَمع تلك الصفات والعلامات بأسرها سواه، فيكفي ذلك في ثبوت تلك الأحكام له عملاً بالدلالة الموجودة في حقه. وإن دلالة الدليل راجحة لظهورها واحتمال تجدّد ما يعارضها مرجوح، ولا يجوز ترك الراجح بالمرجوح، فإنه لو جوّزنا ذلك لامتنع العمل بأكثر الأدلة المثبتة للأحكام، إذ ما من دليل إلا واحتمال تجدّد ما يعارضه متطرّق إليه، ولم يمنع ذلك من العمل به وفاقاً. ويدلّ على ذلك أن الله لما أنزل في التوراة على موسى أنه يبعث النبي العربي في آخر الزمان ختم الأنبياء، ونعته بأوصافه وجعلها علامة ودلالة على إثبات حُكم النبوة له، فصار قوم موسى عليه السلام يذكرونه بصفاته ويهدّدون المشركين به فلما ظهر على غير آمالهم أنكروه.[١١٦]

ليلة النصف من شعبان

تحتفل الشيعة بمولد الإمام المهدي في الـ 15 من شهر شعبان. وليلته عندهم بحسب أحاديث متعددة هي ليلة جعلها الله لأهل البيت بإزاء ما جعل ليلة القدر للنبي صلي الله عليه و آله وسلم،[١١٧] فعن النبي (ص) أنه قال: يغفر الله ليلة النصف من شعبان من خلقه بقدر شعر معزى بني كلب.[١١٨]

ولأهل السنة كذلك اعتناء خاص بهذه الليلة، ويرى كثير منهم كابن تيمية أن السلف عظّموا إحيائها بالعبادة والتهجد، وصحّ فيما عندهم أحاديث تنصّ على ذلك.[١١٩]

بحوث ذات صلة

الهوامش

  1. http://nahad.info/old/index.php?option=com_content&task=view&id=377&Itemid=50>
  2. انظر: الفتلاوي، المهدي المنتظر من ولد الامام الحسن ام الامام الحسين؟، ص 31 - 36؛ الترمذي، الجامع الصحيح؛ النسائي، السنن؛ والبيهقي، السنن: في القصة التي نقلت نظر عليّ إلى ابنه الحسين الذي يخرج من صلبه رجل یسمی باسم النبي (ص) یملأ الأرض عدلاً ، نقلاً عن: السيّد صدر الدين الصدر في کتاب المهدي، ص 65، مطهري، مجموعه آثار، ، ج18، ص173.
  3. أبو داود، السنن، ج2، ص311، ح 429.
  4. الفتلاوي، المهدي المنتظر من وُلد الإمام الحسن أم الإمام الحسين، ص 22 – 36
  5. انظر: المقدسي الشافعي، عقد الدرر، ص45.
  6. انظر: الهيثمي، مجمع الزوائد، ج9، ص165.
  7. ابن قيم الجوزية، المنار المنيف في الصحيح والضعيف، ص 39.
  8. ابن قيم الجوزية، المنار المنيف في الصحيح والضعيف، ص 39.
  9. انظر مثلاً: الفتلاوي، المهدي المنتظر من وُلد الإمام الحسن أم الإمام الحسين، ص 22 – 36
  10. عن الإمام الباقر، انظر: المجلسي، بحار الأنوار، ج 44، ص 221.
  11. أبو داود، السنن، ح 3991، وصححه الألباني في " مشكاة المصابيح " برقم 165.
  12. ابن بابويه، عيون أخبار الرضا، ج2، ص 69، ح 36.
  13. عن الصادق عليه السلام. انظر: الطوسي، الغيبة، ص‌47.
  14. انظر مثلاً: ابن حمّاد، الفتن، ص 120؛ ابن حجر، الفتاوى الحديثية، ص 31؛ الصنعاني، المصنّف، ج 11، 372، رقم 20772؛ المقدسي، عقد الدرر، ص 40؛ وكذلك النعماني، الغيبة، ص237، ح26، عن الباقر عليه السلام.
  15. الواسطي الحنفي، تاج العروس، ج 10، ص 409.
  16. نقلاً عن أعلام الهداية (الإمام المهدي عجل الله تعالي فرجه الشريف)، ص 48 – 49.
  17. ابن تيمية، منهاج السنة النبوية، ج 8، ص 254
  18. نقلاً عن علي بن يونس العاملي، الصراط المستقيم، ج 2، ص 222.
  19. http://al-milani.com/library/printer.php?booid=27&mid=357&pgid=4115
  20. انظر: أحمد بن حنبل، السنن، ج 1، ص 376 - 377.
  21. ابن تيمية، منهاج السنة، ص 256 - 257.
  22. http://al-milani.com/library/printer.php?booid=27&mid=357&pgid=4115
  23. المفيد، الإرشاد، ص 512.
  24. ابن بابويه، كمال الدين وتمام النعمة، ص 460 - 461.
  25. محمد بن مكي، الدروس الشرعية في فقه الإمامية، ج 2، ص 16.
  26. المفيد، الإرشاد، ص510.
  27. Madelung، 1986
  28. انظر: الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج 11، ص 448.
  29. انظر: المولوي الهندي، وسيلة النجاة، ص 420، نقلاً عن كشف الغمة.
  30. العثماني، تاريخ الإسلام والرجال، ص 370.
  31. إبن خلّكان، وفيات الأعيان، ج 4، ص 176؛ انظر أيضاً: الذهبي، تاريخ الإسلام، ج 19، في حوادث ووفيات سنوات 251- 260 هـ، ص 113.
  32. انظر: ابن النديم، الفهرست، ص 292.
  33. انظر: مقالة ابن أبي الثلج
  34. تاريخ أهل البيت، ص 124 - 125.
  35. تاريخ أهل البيت، ص 126.
  36. ابن شهر آشوب، معالم العلماء، ص95 ؛ النجاشي، الرجال، ص375.
  37. السید المرتضى، الشافي في الإمامة، ج 2، ص 126 - 127.
  38. انظر: تاریخ أهل البیت، ص 125، 102، و ...
  39. نفس المصدر، ص 61
  40. انظر: الإربلي، كشف الغمة، ج 1، ص 37.
  41. انظر: تاريخ أهل البيت، ص 53
  42. تاريخ أهل البيت، ص 57.
  43. المولوي الهندي، وسيلة النجاة، ص 420.
  44. العدوي النصيبي، مطالب السؤول، ص 89.
  45. ابن الصباغ، الفصول المهمة، ص 274.
  46. القندوزي، ينابيع المودة، ج 3، ص 306.
  47. العدوي الحمزاوي، مشارق الأنوار، ص 153.
  48. ويس الحيدري، الدرر البهية في أنساب الحيدرية والأويسية، ص 130.
  49. انظر مثلاً: المفيد، الإرشاد، ص 512.
  50. باکتجي، مقالة الإمام الحسن العسكري، دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، ج ، ص 618 - 619.
  51. النعماني، الغيبة، ص 228، ب 13، ح 9.
  52. ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج1، ص 152.
  53. الكوراني، عصر الظهور، ط 1424، ص 262.
  54. انظر: مجموعة نفيسة في تاريخ الأئمة، ص 21 - 22.
  55. مجموعة نفيسة في تاريخ الأئمة، ص 149.
  56. الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج 10 ، ص 283.
  57. انظر: الأميني، نظرة في كتاب الفِصَل في الملل والأهواء والنحل، ج1، ص 45.
  58. Amir-Moezzi 2007
  59. انظر مثلاً: ابن بابويه، كمال الدين، ص 474.
  60. ۳۱٫۰ ۳۱٫۱ Books on the question of the Ghayba written after 329/941
  61. حسین 1367، pp. 27–28
  62. الواسطي الزبيدي، تاج العروس، ج 10، ص 409.
  63. الجامي، شواهد النبوة، ص 21.
  64. الچشتي، مرآة الأسرار، ص 31.
  65. انظر كذلك: القندوزي الحنفي، ينابيع المودة، ج 3، ص 304، وما بعدها ناقلاً عن محمد بن محمد بن محمود الحافظي البخاري.
  66. المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 345، وما بعده.
  67. ابن بابويه، عيون أخبار الرضا (ع)، ج1، ص56.
  68. المولوي محمد الهندي، وسيلة النجاة، ص 420.
  69. الجويني الشافعي، فرائد السمطين، ج 2، ص 334، ح 589.
  70. القندوزي الحنفي، ينابيع المودة، ج 3، ص‏ 386، ح 16.
  71. ابن أبي الحديد، نهج البلاغة، خ 150.
  72. http://www.taamolnews.ir/fa/news/44083
  73. ابن حجر، الصواعق المحرقة، ص124.
  74. ابن الصباغ المالكي، الفصول المهمة، ص 291.
  75. عبد الوهاب الشعراني، ج 2، ص 143
  76. العدوي الحمزاوي، مشارق الأنوار في فوز أهل الاعتبار، ص 153.
  77. القرماني، أخبار الدول وآثار الأول، الفصل 11، ص 353 – 354.
  78. البدخشي، مفتاح النجا، ص 189.
  79. http://mrsh.parsiblog.com/Posts/43/%D9%86%D8%A7%D9%85+%D9%85%D9%87%D8%AF%D9%8A(%D8%B9%D8%AC)+%D8%AF%D8%B1+%D9%85%D8%B3%D8%AC%D8%AF+%D9%88+%D9%86%D8%A8%D9%8A+%D9%88+%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D9%81+%D9%88+%D8%AF%D8%B3%D8%AA%D9%83%D8%A7%D8%B1%D9%8A+%D8%A2%D9%84+%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF/
  80. نقلاً عن: العدوي الحمزاوي، مشارق الأنوار، ص 125؛ الشعراني، الجواهر واليواقيت، ج2، ص149.
  81. نقله كذلك العلامة ابن الصبان في كتابه إسعاف الراغبين، المطبوع بهامش «نور الأبصار» للشبلنجي، ص 140.
  82. سبط ابن الجوزي، تذكرة الخواص، ص 325.
  83. الأبياري، جالية الكدر في شرح منظومة البرزنجي، ص 207.
  84. باعلوي، بغية المسترشدين، ص 296.
  85. ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 1، ص 163.
  86. الكوراني، عصر الظهور، ط 1408 هـ، ص 362.
  87. بهجت أفندي، تاريخ آل محمد، ص 198.
  88. انظر: العلوي، المجدي في أنساب الطالبيين، ص 130.
  89. ابن بابويه، كمال الدين، ج 1، ص 241، باب: نص الله تعالى على القائم، ح 3.
  90. الطبرسي، الاحتجاج، ج 2 ، ص 325.
  91. النعماني، الغيبة، ص 140 و ....
  92. الطبرسي، إعلام ‌الورى، ‌ص 441.
  93. ابن حزم، الفصل في الملل والأهواء والنحل، ج 1، ص 141.
  94. الأمين، المجالس السَنيّة، ج 5، ص 735 - 736.
  95. القرطبي، التذكرة في أحوال الموتي وأمور الآخرة، ص 1189.
  96. المقدسي، عقد الدرر، ص 92.
  97. عن الباقر عليه السلام. ابن بابويه، كمال الدين وتمام النعمة، ص‏331، باب 32، ح 16.
  98. قال السيوطي في آخر جزء من العرف الوردي في أخبار المهدي: إنّ في ذلك إشارة إلى ما قاله العلماء: إنّ المهدي أحد الاثني عشر. انظر: السيوطي، الحاوي للفتاوي، ج 2، ص 85.
  99. انظر كذلك: الطبراني، المعجم الكبير، ج 2، ص 199، و 208.
  100. انظر مثلاً: ابن حماد، الفتن، ص 205؛ السيوطي، عرف الوردي، ص 141.
  101. انظر: الكليني، الكافي، ج 8، ص 208 و 209.
  102. عن الزهري. انظر: السيوطي، العرف الوردي، ص 145.
  103. انظر: الحائري، إلزام النّاصب في إثبات الحجّة الغائب، ج 2، ص 246.
  104. انظر مثلاً: عودة مهاوش الأردني، الكتاب المقدس تحت المجهر، ص 155.
  105. الكتاب المقدس، سفر الرؤيا، الإصحاح 14: 6 -7
  106. الكتاب المقدس، سفر إرميا، الإصحاح 46: 9 - 10.
  107. الكليني، الكافي، ج7، ص414.
  108. انظر الأبحاث السابقة تحت عنوان: سبب التسمية.
  109. المجلسي، بحار الأنوار، ج 52، ص 339.
  110. الساباطي الحنفي، البراهين الساباطية، ص 207 – 208.
  111. الساباطي الحنفي، البراهين الساباطية، ص 207 – 208.
  112. العدوي النصيبي، مطالب السوؤل، ص3 - 4.
  113. العدوي النصيبي، مطالب السوؤل، ص 4 -7.
  114. العدوي النصيبي، مطالب السوؤل، ص 7 - 9.
  115. العدوي النصيبي، مطالب السوؤل، ص3 - 4.
  116. العدوي النصيبي، مطالب السوؤل، ص 4 -7.
  117. الطوسي، الأمالي، ص 297؛ الطوسي، مصباح المتهجد، ص 762؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج 94، ص 85.
  118. ابن بابويه، فضائل الأشهر الثلاثة، ص 61؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج 94، ص 86.
  119. ابن تيمية، مجموع الفتاوى، ج 23، ص 132.

المصادر

  • القرآن الكريم،
  • نهج البلاغة،
  • أعلام الهداية (الإمام المهدي عجل الله تعالي فرجه الشريف)، المجمع العالمي لأهل البيت،
  • الإمام المهدي في روايات أهل السنة، المجمع العالمي لأهل البيت،
  • معجم أحاديث الإمام المهدي، مجموعة من المحققين،
  • ابن أبي الثلج، تاريخ الأئمة، ضمن مجموعة مسماة بـ"مجموعة نفيسة في تاريخ الأئمة" باهتمام السيد شهاب الدين المرعشي النجفي، بيروت دار القاري، 1422 هـ/ 2002 م.
  • تاریخ أهل البیت، تحقیق السید محمد رضا الحسینی الجلالی، قم، دلیل ما، ط 1، 1426 هـ.
  • ابن أبي الحديد المعتزلي، شرح نهج البلاغة،
  • ابن بابويه، يون أخبار الرضا (ع)،
  • ابن بابويه، كمال الدين وتمام النعمة، تحقيق علي أكبر الغفاري، قم، مؤسسة النشر الإسلامي،
  • ابن‌ بابويه، فضائل الأشهر الثلاثة، تحقيق عرفانيان يزدي، غلامرضا، النجف الأشرف، مطبعة الآداب،
  • ابن تيمية، مجموع الفتاوى،
  • ابن تيمية، منهاج السنة،
  • ابن قيم الجوزية، المنار المنيف في الصحيح والضعيف،
  • ابن حجر، الهيثمي، الفتاوى الحديثية،
  • ابن حجر الهيثمي، الصواعق المحرقة،
  • ابن حزم، الفصل في الملل والأهواء والنحل، تحقيق يوسف البقاعي، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1422 هـ/ 2002 م.
  • ابن حمّاد، الفتن،
  • ابن خلكان، وفيات الأعيان، ط بولاق مصر،
  • أبو داود، السنن،
  • ابن شهر آشوب، معالم العلماء،
  • ابن الصبان، محمد بن علي، إسعاف الراغبين، المطبوع بهامش نور الأبصار للشبلنجي، ط. مصر، مطبعة المكتبة السعدية بجوار الأزهر، إشراف سعيد علي الخصوص.
  • ابن الصباغ المالكي، نور الدين علي، الفصول المهمة في معرفة الأئمة، ط الغري،
  • ابن عربي، الفتوحات المكية،
  • ابن النديم، الفهرست،
  • الأبياري المصري، عبد الهادي، جالية الكدر في شرح منظومة البرزنجي، ط مصر،
  • أحمد بن حنبل، المسند،
  • الإربلي، كشف الغمة في معرفة الأئمة،
  • الأمين، السيد محسن، المجالس السَنيّة،
  • الأميني، نظرة في كتاب الفِصَل في الملل والاهواء والنحل،
  • باعلوي الشافعي، عبد الرحمن، بغية المسترشدين، ط مصر،
  • البدخشي، محمد بن رستم معتمد، مفتاح النجا في مناقب آل العبا، مخطوط،
  • بهجت أفندي القفقازي، تاريخ آل محمد (مترجمة من التركية إلى الفارسية: تشریح و محاكمه در تاریخ آل محمد، ترجمة: میرزا مهدی ادیب تبریزی و ...)،
  • البيهقي، السنن،
  • الترمذي، الجامع الصحيح،
  • الچشتي، عبد الرحمن بن عبد الرسول، مرآة الأسرار،
  • الجويني الشافعي، إبراهيم بن محمد، فرائد السمطين،
  • الحائري، إلزام النّاصب في إثبات الحجّة الغائب،
  • الحسيني البصري، جواد ساباط بن إبراهيم بن محمد، البراهين الساباطية، نسخة خطية، قم، مؤسسة آية الله البروجردي، وقد طُبِع في كلكته الهند، باهتمام الشيخ ناظم،
  • الخطيب التبريزي، مشكاة المصابيح، تحقيق: محمد ناصر الدين الألباني،
  • الذهبي، تاريخ الإسلام،
  • الذهبي، تهذيب التهذيب،
  • الذهبي، سير أعلام النبلاء، ط الحديث،
  • الدشتي الجامي، نور الدين، شواهد النبوة، ط بغداد،
  • سبط ابن الجوزي، شمس الدين يوسف، تذكرة الخواص، بيروت، مؤسسة أهل البيت، 1401 هـ/ 1981 م.
  • السید مرتضى، علي بن‌ الحسين‌، الشافي في الإمامة، طهران‌، 1410 هـ.
  • السيوطي، جلال الدين عبد الرحمان، العُرف الوردي في أخبار المهدي، مكتبة الفقاهة،
  • السيوطي، جلال الدين عبد الرحمان، الحاوي للفتاوي،
  • الشبلنجي، مؤمن بن حسن مؤمن، نور الأبصار في مناقب آل بيت النبي المختار،
  • الشعراني، عبدالوهاب، الجواهر واليواقيت، مصر، ط 2، 1307 هـ.
  • الصدر السيّد صدر الدين، المهدي،
  • صحيح مسلم،
  • الصنعاني، عبد الرزاق، المصنّف،
  • الطبراني، المعجم الكبير،
  • الطبرسي، الاحتجاج،
  • الطبرسي، إعلام‌ الورى،
  • الطوسي، الأمالي،
  • الطوسي، الغيبة،
  • الطوسي، مصباح المتهجد،
  • العاملي، علي بن يونس، الصراط المستقيم،
  • العثماني، عثمان، تاريخ الإسلام والرجال، مخطوط،
  • العدوي الحمزاوي، حسن، مشارق الأنوار في فوز أهل الاعتبار، مصر، المكتبة الأزهرية للتراث،
  • العدوي النصيبي الشامي الشافعي، محمد بن طلحة، مطالب السوول في مناقب آل الرسول، إشراف عبد العزيز الطباطبائي، بيروت، موسسة البلاغ، 1999 م /1419 هـ؛ وط. طهران،
  • العلوي، علي بن محمد، المجدي في أنساب الطالبيين،
  • عودة مهاوش الأردنى، الكتاب المقدس تحت المجهر،
  • الفتلاوي، المهدي المنتظر من ولد الامام الحسن ام الامام الحسين؟
  • القرطبي، التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة، المكتبة الشاملة.
  • الفيروزآبادي، سيد مرتضى، فضائل الخمسة من الصحاح الستة، إسلامية، 1410 هـ،
  • القندوزي الحنفي، سليمان بن إبراهيم، ينابيع المودة، مكتبة الفقاهة،
  • القرماني الحنفي، أخبار الدول وآثار الأول،
  • الكتاب المقدس،
  • الكليني، الكافي،
  • الكنجي الشافعي، محمد بن يوسف، البيان في أخبار صاحب الزمان،
  • الكوراني، علي، عصر الظهور، ط 1408 هـ، مكتبة الفقاهة؛ ط 1424 هـ.
  • محمد بن مكي، الدروس الشرعية في فقه الإمامية،
  • المجلسي، بحار الأنوار، بيروت، مؤسسة الوفاء، 1404 هـ.
  • مطهري، مرتضى، مجموعه آثار، ج18،
  • المفيد، الإرشاد، مؤسسة آل البيت عليهم السلام، قم، مؤتمر الشيخ المفيد، ط 1، 1413 هـ.
  • المقدسي الشافعي، عقد الدرر في أخبار المنتظر، تحقيق عبدالفتاح محمد حلو، تعليق علي نظري منفرد، قم ، جمكران، 1424 هـ / 2004م / 1382 ش.
  • المولوي الهندي، وسيلة النجاة،
  • النسائي، السنن،
  • النجاشي، الرجال،
  • النعماني، الغيبة،
  • النيشابوري، مسلم بن الحجاج، الصحيح،
  • الواسطي، تاج العروس من جواهر القاموس،
  • ويس الحيدري السوري، محمد، الدرر البهية في أنساب الحيدرية والأويسية،
  • الهيثمي، علي بن أبي بكر، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد،
  • باكتجي، أحمد. «حسن عسكري» (بالفارسية)، دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، ج 20. 1392 ش.
  • http://al-milani.com/library/printer.php?booid=27&mid=357&pgid=4115
  • Amir-Moezzi، Mohammad Ali “Islam in Iran vii. The Concept of Mahdi in Twelver Shiʿism”. In Encyclopædia Iranica. 2007.
  • Hussain، Jassim M. Occultation of the Twelfth Imam: A Historical Background. http://www.al-islam.org/occultation_12imam/: Law Book Co of Australasia، 1985. ISBN ‎0710301588. ترجمت إلى الفارسية تحت عنوان: تاریخ سياسی غیبت امام دوازدهم (‌عجل الله تعالی فرجه) مِن قِبَل محمد تقی آیت اللهی.
  • Madelung، Wilferd. “al-Mahdī”. In Encyclopaedia of Islam. vol. 5، Khe-Mahi. 2nd ed. Leiden: E. J. Brill، 1986. 1231–8. ISBN ‎90-04-07819-3.
  • Sachedina، Abdulaziz Abdulhussein. Islamic messianism: the idea of Mahdī in twelver Shīʻism. SUNY press ، 1981. ISBN ‎0-87395-442-4.