شعيب بن صالح، هو قائد عسكري يرجع نسبه إلى قبيلة بني تميم، وعلی أساس ماجاء فی بعض الروايات أنه ینهض قبل ظهور الإمام صاحب الزمان، كما اعتبرت نهضته من علامات الظهور غیر الحتمیة، فله الدور الفعال في التمهيد لظهور الامام المهدي، ويكون على رأس قيادة جيشه المکون من أربعة آلاف نفر، ويمتاز بالشجاعة الفائقة والصبر والاستقامة في الحروب.
قد تعرضت مصادر الشيعة الإمامية وكذلك عند أهل السنة لذكر الأخبار الواردة بشأن شعيب بن صالح، لكن اختلفت الروايات في تعيين محل خروجه، فبعضها عيّنت خروجه بسمرقند، وبعضها دلت على أن خروجه من الري، وبعضها من وراء النهر، وبعضها من بلاد خراسان. يبدأ دور شعيب بن صالح بعد أن يصل السفياني إلى الكوفة، بحيث يقود جيش الخراساني من خراسان راياتهم سود وثيابهم بيض، فتلتقي الرايات السود بالسفياني بباب إصطخر.
ادعت جماعات في بعض الدول الإسلامية، شخصيات معيّنة أنها هي شعيب بن صالح مستندين على الروايات التي وصفته جسدياً، كما أنّ الكثير من مراجع الدين ومن بينهم آية الله السيد علي السيستاني صرّح بأن هذا النحو من الادعاءات يوجب تضعيف عقائد الشيعة.
هويته
اسمه ونسبه
هو شعيب بن صالح، وهو شخصية عربية ترجع أصولها إلى قبيلة بني تميم.[١]
صفاته
إنّ شعيب بن صالح بحسب ما ورد في الروايات، رجل ربعة أسمر الوجه أصفر كوسج (الذي لا ينبت له شعر في لحيته إلا تحت الذقن) خفيف اللحية.[٢] ويمتاز بالشجاعة والصبر في الحروب بحيث لو قاتل الجبال لهدّها واتخذ فيها سبلاً.[٣]
ولادته
لم يرد في الأخبار تفاصيل عن ولادته سوى أنه يولد في الطالقان، كما في خطبة أمير المؤمنين التطنجية:"وظهرت الراية العثمانية بوادي سوداء، واضطربت البصرة وغلب بعضهم بعضاً، وصبا كل قوم إلى قوم، وتحركت عساكر خراسان، وتبع شعيب بن صالح التميمي من بطن الطالقان، وبويع لسعيد السوسي بخوزستان، وعقدت الراية لعماليق كردان، وتغلبت العرب على بلاد الأرمن والسقلاب...".[٤]
زمان ومكان ظهوره
اختلفت الروايات في تعيين محل خروجه، فبعضها تعيّن خروجه بسمرقند، كرواية الشيخ الطوسي التي جاء فيها:"ثم يكون خروج شعيب بن صالح من سمرقند"،[٥] وأخرى تدل على خروجه من وراء النهر.[٦] وهناك رواية ثالثة تدل على خروجه بالري، رواها ابن حماد عن الحسن قال:"يخرج بالري رجل ربعة أسمر مولى لبني تميم كوسج يقال له شعيب بن صالح في أربعة آلاف ثيابهم بيض وراياتهم سود, يكون على مقدمته المهدي لا يلقاه أحد إلا فلّه".[٧] وتوجد رواية رابعة تدلّ على خروجه من قبل المشرق، من بلاد خراسان بلاد الثلج، مع الخراساني. إنّه بخروجه يوطئ للمهدي سلطانه، بين خروجه وبين أن يُسّلم للمهدي سلطانه اثنان وسبعون شهراً.[٨]
شعيب بن صالح في الروايات
عند الشيعة
قد تعرضت مصادر الشيعة الإمامية لذكر الأخبار الواردة بشأن شعيب بن صالح وهي كثيرة نُورِد أهمّها:
- عن عمّار بن ياسر أنه قال : إذا بلغ السفياني الكوفة و قتل أعوان آل محمّد خرج المهدي على لوائه شعيب بن صالح.[٩]
- عن سفيان الكلبي، قال: يخرج على لواء المهدي غلام حديث السنّ، خفيف اللحية أصفر ، لو قاتل الجبال لهزّها-او لهدّها-حتّى ينزل إيليا.[١٠]
- عن معاذ قال: بينما أنا و ابو عبيدة الجراح، و سلمان جلوس، ننتظر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم إذ خرج علينا في الهجير مرعوباً متغير اللون فذكر فتنة السفياني، ثم قال: «... و انما ذلك حمل إمرأة ثم يقبل الرجل التميمي شعيب بن صالح، سقى اللّه بلاد شعيب بالراية السوداء المهدية بنصر اللّه و كلمته، حتى يبايع المهدي بين الركن و المقام».[١١]
- عن أبي جعفر، قال: تنزل الرايات السود الّتي تقبل من خراسان الكوفة، فإذا ظهر المهدي بمكة بعث بالبيعة إلى المهدي.[١٢]
عند السنة
لقد أكثرت مصادر أهل السنة في التعرض لذكر شعيب بن صالح ونسبه وصفاته وحركته وظهوره وتفاصيل كثيره نذكر أهمّها:
- عن شريح بن عبيد و راشد بن سعد، و ضمرة بن حبيب و مشايخهم قالوا: «يبعث السفياني خيله و جنوده، فيبلغ عامة المشرق، من أرض خراسان، و أرض فارس فيثور بهم، أهل المشرق فيقاتلونهم و يكون بينهم وقعات في غير موضع [1] ... و يخرج شعيب بن صالح متخفّياً الى بيت المقدس، يوطئ للمهدي منزله، إذا بلغه خروجه الى الشام».[١٣]
- عن عبد اللّه بن الحارث بن جزء الزبيدي قال: قال رسول اللّه ص: «يخرج قوم من المشرق يوطئون للمهدي سلطانه».[١٤]
- عن محمد بن الحنفية قال: «تخرج راية سوداء لبني العباس، ثم تخرج من خراسان أخرى سوداء قلانسهم سود و ثيابهم بيض، على مقدمتهم رجل يقال له: شعيب بن صالح-أو صالح بن شعيب-من تميم، يهزمون أصحاب السفياني، حتى تنزل بيت المقدس، توطئ للمهدي سلطانه، يمدّ اليه ثلثمائة من الشام».[١٥]
- عن ثوبان قال: قال رسول اللّه ص: (تجيء الرايات السود من قبل المشرق، كأن قلوبهم زبر الحديد، فمن سمع بهم فليأتهم فيبايعهم و لو حبوا على الثلج).[١٦]
دور شعيب بن صالح في الحركة المهدوية
إنّ دور شعيب بن صالح بحسب ما جاء في الروايات يبدأ بعد أن يصل السفياني الكوفة، بحيث يخرج كقائد من قادة جيش الخراساني من خراسان على رأس خمسة آلاف راياتهم سود وثيابهم بيض، فتلتقي الرايات السود بالسفياني بباب إصطخر، [١٧] فيكون بينهم ملحمة عظيمة، ويهرب حينها خيل السفياني، ثمّ يكمل شعيب بن صالح حركته متّجهاً نحو بيت المقدس، بحيث يوطّئ للمهدي سلطانه ويمدّ إليه ثلثمائة من الشام بحيث يكون بين خروجه وبين أن يسلّم الأمر للمهدي اثنان وسبعون شهراً.[١٨]
ادعاءات ومصاديق شعيب بن صالح
ادعت جماعات في بعض الدول الإسلامية في الزمن الحاضر، بأنّ هذه الشخصية أو تلك الشخصية هي شعيب بن صالح مستندين على الروايات التي وصفته جسدياً، ومن بين تلك الادعاءات ظهور فلم وثائقي مصور يُشير إلى الرئيس الإيراني السابق أحمد نجاد بأنه شعيب بن صالح، وذلك في عام 2010 م، حيث لُقي ذلك انتشاراً واسعاً في إيران آنذاك.[١٩] كما أنّ الكثير من مراجع الدين ومن بينهم آية الله السيد علي السيستاني صرّح بأن هذا النحو من الادعاءات يوجب تضعيف عقائد الشيعة.[٢٠]
مواضيع ذات صلة
الهوامش
- ↑ ابن طاووس، الملاحم والفتن في ظهور الغائب المنتظر، ب 96، ص 53، و ب 103، ص 55.
- ↑ ابن طاووس، الملاحم والفتن في ظهور الغائب المنتظر، ج 1، ص 54.
- ↑ ابن طاووس، التشريف بالمنن في التعريف بالفتن، ص 121.
- ↑ اليزدي الحائري، إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب، ج 2، ص 216.
- ↑ الشيخ الطوسي، الغيبة، ج 1، ص 464.
- ↑ الإيماني، الإمام المهدي (عج) عند أهل السنة، ج 1، 488.
- ↑ نعيم بن حماد المروزي، كتاب الفتن نج 1، ص 189.
- ↑ علي الكوراني، معجم أحاديث الإمام المهدي عليه السلام، ج 1، ص 399.
- ↑ ابن طاووس، الملاحم والفتن في ظهور الغائب المنتظر، ب 96 ،ص 53 و ب 103، ص 55.
- ↑ ابن طاووس، الملاحم والفتن في ظهور الغائب المنتظر، ب 98 ،ص 53 و 54
- ↑ ابن طاووس، الملاحم والفتن في ظهور الغائب المنتظر، ص 137.
- ↑ العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 52، ص 217، ح 77.
- ↑ ابن حماد المروزي، الفتن، ص 88؛ السيوطي، الحاوي للفتاوي، ج 2، ص 70.
- ↑ لمتقي الهندي، كنز العمال، ج 14، ح 38657.
- ↑ ابن حماد المروزي، الفتن، ص 88؛ السيوطي، الحاوي للفتاوي، ج 2، ص 67.
- ↑ السيوطي، الحاوي للفتاوي، ج 2، ص 64..
- ↑ علي الكوراني، عصر الظهور، ص 138.
- ↑ علي الكوراني، معجم أحاديث الإمام المهدي عليه السلام، ج 1، ص 399.
- ↑ «ادعاء الشبه بين شعيب بن صالح ورئيس الجمهورية».
- ↑ «انتقاد آية الله السيستاني بما يرتبط بعلامات الظهور».
المصادر والمراجع
- ابن طاووس، الملاحم و الفتن في ظهور الغائب المنتظر(عج)، قم - إيران، منشورات الرضی، د.ط، د. ت.
- ابن طاووس، علي، التشريف بالمنن في التعريف بالفتن، معهد صاحب الأمر الثقافي (عجل الله فرج الشريف)، قم – إیران، د.ط، 1416 هـ.
- الإيماني، مهدي، الإمام المهدي (عج) عند أهل السنة، أصفهان – إيران، مكتبة الإمام أمير المؤمنين العامة، د. ط، د. ت.
- السيوطي، عبد الرحمن، الحاوي للفتاوي، تحقيق: عبد اللطيف حسن، بيروت – لبنان، دار الكتب العلمية، ط 1، 1421 هـ.
- الشيخ الطوسي، الغيبة، تحقیق عبد الله الطهراني، أحمد ناصح، قم - إيران، مؤسسة المعارف الإلهیة، د.ط، 1411 هـ.
- الكوراني، علي، عصر الظهور، قم – إيران، مركز النشر مكتب الإعلام الاسلامي، ط 1، 1408 هـ.
- المتقي الهندي، علاء الدین علي، کنز العمال في سنن الأقوال والأفعال، تصحیح صفوة السقا، بیروت - لبنان، مؤسسة الرسالة، 1401 هـ.
- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 2، 1403 هـ.
- المروزي، نعيم بن حماد، كتاب الفتن، تحقیق سهیل زکا، بیروت - لبنان، دار الفکر، د.ط، د. ت.
- اليزدي الحائري، علي، إلزام الناصب في إثبات الحجّة الغائب، منشورات الأعلمي للمطبوعات، ط1، بيروت ـ لبنان، 1422هـ
- علي الكوراني، معجم أحاديث الإمام المهدي عليه السلام، قم - إيران، مؤسسة المعارف الإسلامية، د.ط، 1411 هـ.
- «انتقاد آية الله السيستاني بما يرتبط بعلامات الظهور"»، موقع تابناك ، تاريخ إدراج المحتوى: 6 أبريل 2011 ، تاريخ الزيارة: 17 أغسطس 2016 م.
- «ادعاء الشبه بين شعيب بن صالح ورئيس الجمهورية»، موقع أفتاب نيوز، تاريخ المحتوى: 16 آب (أغسطس) 2010، تاريخ الزيارة: 28 آب (أغسطس) 1397 ش.