انتقل إلى المحتوى

الصيحة السماوية

من ويكي شيعة
(بالتحويل من الصيحة)

الصَّيْحَةُ السَّمَاوِيَّة أو النِّدَاءُ السَّمَاوِي هي من العلامات الحتمية لظهور الإمام المهدي (عج)، وتُسمَع من السماء. وبحسب الأحاديث، فإنّ محتوى هذه الصيحة هو البشارة بـظهور المهدي(عج)، وذكر اسم الإمام المهدي (عج)، وإثبات حقّانية الشيعة. وفي نهاية ذلك اليوم يُسمَع صوت من الشيطان يُعطي الحقّ لعثمان بن عفان وأتباعه، مما يؤدّي إلى تردّد بعض الناس.

ذُكرت في الروايات خصائص للنداء السماوي، منها أنّ جميع الناس يسمعونه بلغتهم، وبعده يجري ذكر اسم الإمام المهدي (عج) على الألسنة. وفي كيفية وقوع هذا الحدث يوجد رأيان: فيرى بعضهم أنّ هذه العلامة تقع على نحو إعجازي؛ غير أنّ آخرين يقولون إنّه قد يحدث عبر الوسائل المادية وبصورة طبيعية.

الصيحة، علامة حتمية للظهور

الإمام الصادقعليه السلام


قَبْلَ قِيَامِ الْقَائِمِ خَمْسُ عَلَامَاتٍ مَحْتُومَاتٍ:
الْيَمَانِيُّ والسُّفْيَانِيُّ والصَّيْحَةُ
وقَتْلُ النَّفْسِ الزَّكِيَّةِ والْخَسْفُ بِالْبَيْدَاءِ.



الصدوق، كمال الدين، ج۲، ص۶۵۰، ح۷.

الصّّيحّة السَّماوية تشير إلى صوتٍ يُسمَع قُبيل ظهور الإمام المهدي (عج) من السماء.[١] وبحسب الروايات، فإنّ هذا النداء يُحدثه جبرائيل[٢]، وهو من علامات ظهور الإمام المهدي.[٣] ويرى بعض الباحثين أنّ الروايات في هذا المجال بلغت التواتر المعنوي.[٤] وقيل إنّ من بين 68 حديثاً وردت في كتاب الغيبة للنعماني، 30 حديثاً منها تتحدث عن هذه العلامة.[٥]

وقد ورد ذكر الصيحة السماوية في المصادر الروائية بلفظ «النِّداء السماوي» أيضاً.[٦] كما أنّ بعض الروايات أوّلَت قوله تعالى: «إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ»[٧][٨]، وكذلك قوله تعالى: «فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُور»[٩][١٠] على أنّها إشارة إلى الصيحة السماوية.

حتميتها

بحسب رواية نقلها الشيخ الصدوق عن الإمام الصادقعليه السلام، فإنّ الصيحة السماوية تُعدّ، إلى جانب خروج السفياني، وخروج اليماني، وخسف البيداء وقتل النفس الزكية، من العلامات الحتمية قبل قيام الإمام المهدي (عج).[١١] وفي رواية أخرى، اعتُبر أوّل هذه العلامات هو النداء السماوي في شهر رمضان.[١٢]

المحتوى والخصائص

بحسب الروايات، فإنّ محتوى النداء السماوي هو التعريف بـالإمام المهدي(عج) باسمه وصفاته.[١٣] وعلى ضوء بعض الروايات، يؤكّد النداء السماوي حقّانية الإمام عليعليه السلام ونجاة شيعته.[١٤] كما ورد أنّ الصيحة السماوية تُخبر بانتهاء حكم الجبابرة وبقيام خير رجل من أمة النبي، وتدعو الناس للالتحاق بالإمام المهدي في مكة.[١٥]

الخصائص

ذُكرت في الروايات خصائص للصيحة السماوية:

زمن وقوعها

الإمام الباقرعليه السلام


ينَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ بِاسْمِ الْقَائِمِ عليه‌السلام فَيسْمَعُ مَنْ بِالْمَشْرِقِ وَ مَنْ بِالْمَغْرِبِ



النعماني، الغيبة، ص۱۸۱.

الروايات حول زمن النداء السماوي متعدّدة: فبحسب بعضها إنّه قبل الظهور،[٢٢] وبناء على بعضها عند الظهور،[٢٣] ووفقاً لأخرى بعد الظهور وقبل قيام الإمام المهدي(عج).[٢٤] كما أنّ بعض الروايات تنصّ على أنّ الصيحة تقع في شهر رمضان،[٢٥] وأخرى تقول إنّها في شهر رجب،[٢٦] وأخرى في يوم عاشوراء.[٢٧]

ويرى بعض الباحثين أنّه في مراحل مختلفة من الظهور وقيام الإمام المهدي (عج) حتى استقرار دولته على العالم، تُسمَع نداءات متعدّدة.[٢٨]

نداء الشيطان

ورد في بعض الأحاديث أنّ الشيطان في نهاية اليوم نفسه الذي تقع فيه الصيحة، يرفع نداءً بهدف التشكيك في اتّباع الإمام المهدي(عج).[٢٩] فينادي قائلاً: «اعلموا أنّ الحق مع عثمان بن عفان وأتباعه، وأنّه قُتل مظلوماً، فقوموا للثأر له.»[٣٠] فيقع بعض الناس في الشكّ.[٣١]

وبحسب روايات أخرى، فإنّ مضمون نداء الشيطان هو دعوة الناس إلى المسيحية.[٣٢] ويرى بعض الباحثين أنّه لا تعارض بين هذين الصنفين من الروايات، إذ يمكن أن تكون هناك نداءات متعدّدة من أشخاص أو تيارات تعمل ضدّ الإمام المهدي،[٣٣] وربما أُسنِدت هذه النداءات إلى الشيطان لأنّها تحصل بتحريكه إبليس.[٣٤]

وفي الفرق بين النداء السماوي ونداء الشيطان، قيل إنّ النداء السماوي يأتي من السماء وبطرق غير عادية وعلى نحو إعجازي، بخلاف النداء الشيطاني الذي يحصل بواسطة الوسائل المادية.[٣٥]

كيفية وقوعها

بحسب ما قاله السيد محمد الصدر في كتاب تاريخ الغيبة الكبرى، فإنّ بعض علامات الظهور مثل النداء السماوي تقع على نحو إعجازي.[٣٦] ووفقاً لما ذكره بعض الباحثين، فإنّ الروايات تدلّ على أنّ تحقق النداء السماوي لن يكون بصورة طبيعية.[٣٧]

في المقابل، ذهب بعضهم إلى أنّ وقوع الصيحة السماوية بواسطة الوسائل والتقنيات الحديثة مثل الأقمار الصناعية أمر ممكن طبيعياً. وبالتالي لا يلزم الاستنتاج أنّ هذه الأحداث تقع على نحو إعجازي.[٣٨]

مقالات ذات صلة

الهوامش

  1. سليميان، فرهنگنامه مهدويت، 1388ش، ص441.
  2. انظر: النعماني، الغيبة، 1397هـ، ص290، ح6.
  3. انظر: النعماني، الغيبة، 1397هـ، ص290، ح6.
  4. مهوري، «الصيحة السماوية علامة الظهور»، ص67.
  5. محمدي ري‌شهري، دانشنامه امام مهدي، 1393ش، ج7، ص441.
  6. انظر: النعماني، الغيبة، 1397هـ، ص274، ح6.
  7. سورة الشعراء، آية4.
  8. الطوسي، الغيبة، 1411هـ، ص177.
  9. سورة المدثر، آية8.
  10. الاسترآبادي، تأويل الآيات الظاهرة، 1409هـ، ص708.
  11. الشيخ الصدوق، كمال الدين، 1412هـ، ج2، ص650.
  12. النعماني، الغيبة، 1397هـ، ص289، ح6.
  13. انظر: الشيخ الصدوق، كمال الدين، 1412هـ، ج2، ص372، ح5.
  14. الكليني، الكافي، 1401هـ، ج8، ص310.
  15. المفيد، الاختصاص، 1413هـ، ص208.
  16. النعماني، الغيبة، 1397هـ، ص274، ح54.
  17. الكليني، الكافي، 1401هـ، ج8، ص310.
  18. المجلسي، بحار الأنوار، 1403هـ، ج51، ص109، ح42.
  19. انظر: النعماني، الغيبة، 1397هـ، ص254.
  20. المجلسي، بحار الأنوار، 1403هـ، ج51، ص109، ح42.
  21. الكوراني، معجم أحاديث الإمام المهدي، 1411هـ، ج3، ص35، ح589.
  22. النعماني، الغيبة، 1397هـ، ص254.
  23. النعماني، الغيبة، 1397هـ، ص263، ح22؛ الشيخ الصدوق، كمال الدين، 1412هـ، ج1، ص330، ح16.
  24. الكوراني، معجم أحاديث الإمام المهدي، 1411هـ، ج3، ص489، ح1060.
  25. النعماني، الغيبة، 1397هـ، ص254 و290.
  26. المجلسي، بحار الأنوار، 1403هـ، ج51، ص109، ح42.
  27. الكوراني، معجم أحاديث الإمام المهدي، 1411هـ، ج3، ص489، ح1060.
  28. مهوري، «النداء السماوي علامة الظهور»، ص75.
  29. النعماني، الغيبة، 1397هـ، ص265، ح29.
  30. النعماني، الغيبة، 1397هـ، ص261، ح19و20.
  31. النعماني، الغيبة، 1397هـ، ص261، ح19و20.
  32. ابن طاووس، التشريف، 1416هـ، ص133.
  33. مهوري، «النداء السماوي علامة الظهور»، ص70-71.
  34. مهوري، «النداء السماوي علامة الظهور»، ص71.
  35. مهوري، «النداء السماوي علامة الظهور»، ص71.
  36. الصدر، تاريخ الغيبة الكبرى، 1412هـ، ص480.
  37. سليميان، فرهنگنامه مهدويت، 1388ش، ص442-443.
  38. إسماعيلي، «بررسي نشانه‌هاي ظهور»، 1388ش، ص260-261.

المصادر والمراجع

  • ابن طاووس، علي بن موسى، التشريف بالمنن في التعريف بالفتن، قم، مؤسّسة صاحب الأمر (عج)، 1416هـ.
  • الاسترآبادي، علي، تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة، تحقيق: حسين ولي، قم، مؤسّسة النشر الإسلامي، 1409هـ.
  • الإسماعيلي، إسماعيل، «دراسة علامات الظهور»، مجلّة الحوزة، العدد 4 و5، 1374ش.
  • السليميان، خدامراد، فرهنگنامه مهدويت، قم، مؤسّسة الإمام المهدي (عج) الثقافية، ط2، 1388ش.
  • الصدر، السيّد محمّد، تاريخ الغيبة الكبرى، بيروت، دار التعارف للمطبوعات، 1412هـ.
  • الصدوق، محمّد بن علي، كمال الدين وتمام النعمة، بيروت، مؤسّسة الأعلمي، ط1، 1412هـ.
  • الطوسي، محمّد بن الحسن، كتاب الغيبة للحجّة، تحقيق: عباد الله الطهراني وعلي أحمد ناصح، قم، دار المعارف الإسلامية، 1411هـ.
  • الكليني، محمّد بن يعقوب، الكافي، تحقيق: علي أكبر غفاري، بيروت، دار التعارف، ط3، 1401هـ.
  • الكوراني، علي، معجم أحاديث الإمام المهدي عليه السلام، قم، مؤسّسة المعارف الإسلامية، ط1، 1411هـ.
  • المجلسي، محمّد باقر، بحار الأنوار، بيروت، مؤسّسة الوفاء، ط2، 1403هـ.
  • المحمّدي الريشهري، محمّد، موسوعة الإمام المهدي (عج)، قم، دار الحديث، 1393ش.
  • المفيد، محمّد بن محمّد، الاختصاص، تحقيق: علي أكبر غفاري ومحمود محرّمي، قم، المؤتمر العالمي لألفيّة الشيخ المفيد، 1413هـ.
  • المهموري، محمّد حسين، «النداء السماوي علامة الظهور»، رواق انديشه، العدد 17، أرديبهشت 1382ش.
  • النعماني، محمّد بن إبراهيم، الغيبة، تحقيق: علي أكبر الغفاري، طهران، نشر صدوق، 1397هـ.